وضع داكن
25-04-2024
Logo
حياة المسلم 1- إذاعة حياة إف إم- الحلقة : 048 - التوحيد
   
 
 
 بسـم اللـه الرحمـن الرحيـم  
 

مقدمة :

المذيع:
 بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، وأتم الصلاة وخير التسليم على سيدنا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين، السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته، أهلاً ومرحباً بكم مستمعينا الكرام، نتواصل في حلقة جديدة من حلقات برنامجكم مع الدكتور محمد راتب النابلسي، وباسمكم نرحب بفضيلة العلّامة الأستاذ الدكتور محمد راتب النابلسي، حياكم الله دكتور.
الدكتور راتب :
 بارك الله بكم، ونفع بكم، وأعلى قدركم.
المذيع:
 حديثنا في هذه الحلقة عن التوحيد، هذا المصطلح بالغ الأهمية في عقيدة كل مسلم ومسلمة، نحن نفهم التوحيد أن الله وحده تعالى خالق لهذا الكون لا شريك له، لكن التوحيد أعمق بكثير، هل لنا أن نبدأ بتوضيح المصطلح مع حضرتكم؟

التوحيد فحوى دعوة الأنبياء كلهم :

الدكتور راتب :
 الحقيقة أن التجارة في العالم من آدم إلى يوم القيامة هل يمكن أن تضغط بكلمة واحدة؟ يوجد تجارة تعادل ميزانيات دول، وتجارة مستوياتها بالملايين، هذا العمل اليومي من آدم إلى يوم القيامة يشترك به سبعة مليارات ومئتا مليون، 

ممكن هذا المفهوم التجاري بكل العالم بكل مستوياته بكل أنواعه أن ينضغط بكلمة واحدة؟

نعم، وهذه الكلمة هي الربح، فإن لم تربح فلست تاجراً، هذا الدين بعقائده، بنصوصه، بأوامره، بنواهيه، بالفقه، بأصول الفقه، بتاريخ الفقه، بأصول التفسير، بالسنة المطهرة، يمكن هذا الدين الذي فيه أكثر من مليوني كتاب ينضغط كله بكلمة واحدة، أنا أقول التوحيد، هل تصدق أن فحوى دعوة الأنبياء كلهم ممكن أن تضغط بكلمتين، قال تعالى:

﴿ وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ ﴾

[ سورة الأنبياء: 25 ]

 المنطلق النظري، توحيد العقيدة، العقيدة توحيد، الفكر توحيد، النظرية توحيد، الأيديولوجيا توحيد، التصور توحيد، هذه كلها كلمات مثل بعضها، تصور على أيديولوجيا على فلسفة على منطلق نظري على عقيدة، كل هذه الكلمات تلتقي بكلمة واحدة، أفكار، منطلقات.
المذيع:
 لو أردت أن تعرف التوحيد لإنسان لا يعرف الإسلام ماذا تصف له التوحيد؟

 

الدين توحيد وما تعلمت العبيد أفضل من التوحيد :

الدكتور راتب :
 أن يد الله تعمل وحدها ولا يوجد يد أخرى، إذا أسلمك الله إلى غيره لا يستحق أن تعبده، قال تعالى:

﴿ وَإِلَيْهِ يُرْجَعُ الأَمْرُ كُلُّهُ فَاعْبُدْهُ وَتَوَكَّلْ عَلَيْهِ ﴾

[ سورة هود: 123 ]

 الأمر، الـ للجنس، أي أمر على الإطلاق من آدم إلى يوم القيامة، وفوق هذا الإطلاق كله توكيد فاعبده، متى أمرك أن تعبده؟ بعد أن طمأنك أن الأمر كله بيده، وما تعلمت العبيد أفضل من التوحيد، الدين توحيد، إذا قلت لي: دين أي توحيد، أي يد الله تعمل وحدها، أي لا معطي إلا الله، ولا مانع إلا الله، ولا معز إلا الله، ولا مذل إلا الله، و إذا أسلمك الله إلى غيره لا يستحق أن تعبده، قال تعالى:

﴿ قُلْ فَلِلَّهِ الْحُجَّةُ الْبَالِغَةُ ﴾

[ سورة الأنعام: 149 ]

 إذا أسلمك الله إلى غيره معك حجة يا رب أسلمتني إليه، مصيري معه، سلامتي معه.
المذيع:
 لكن ألا يستطيع إنسان أن يضر إنساناً آخر؟
الدكتور راتب :
 بعد أن يأذن الله، قال تعالى:

﴿ وَمَا هُمْ بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ ﴾

[ سورة البقرة: 102 ]

 مادام أذن ليس هو الذي ضرك، هو كان سبباً.
المذيع:
 ما المقصود أن الله أذن؟

 

ما من شيء يقع في الكون إلا بإذن الله :

الدكتور راتب :
 لا يمكن، لا يسمح الله لجهة في الكون أن تتصل بجهة سلباً أو إيجاباً إلا بإذنه، دقق قال تعالى:

﴿ مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ ﴾

[ سورة البقرة: 255]

أي العقرب لا يمكن أن يلدغ إلا بإذن اله ، والنار لا تحرق إلا بإذن الله، والسيف لا يقطع إلا بإذن الله، قال تعالى:

﴿ مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ ﴾

[ سورة البقرة: 255]

 يشفع بملكه، من آدم إلى يوم القيامة، هذا الدين كله توحيد، أنت عندما تعتقد يقيناً أن رزقك، ودخلك، ونجاح زواجك، وتربية أولادك، وعلاقتك مع جيرانك، وعلاقتك مع الأقوياء والضعفاء، وكل شيء تتصوره منوط بالله عز وجل توحد وجهتك له، دقق، قد تأتي بعدسة والشمس ساطعة وتضعها باتجاه أشعة الشمس، وتأتي بورقة تحركها إلى أن تقع في المحرق، تحترق الورقة، ولكن لا يمكن أن تحترق بالشمس، أشعة الشمس متوازية العدسة جمعتها، فأنت حينما تجمع كل أمورك بالتوحيد تصبح قوياً، أما عنده مخالفة، ونظرة لا تليق، وجلسة لا ترضي الله، فهو مبعثر، موزع، الإنسان متى يكون قوياً مثل العدسة؟ إذا جمعت كل طاقاته بنقطة واحدة.
المذيع:
 هذه القضية بالغة الأهمية كيف يمكن أن نجمع طاقاتنا، قبل قليل قلت إن التوحيد في حياة الإنسان أقرب للعدسة التي تجمع أشعة الشمس فتؤتي ثمارها، كيف يمكن للتوحيد أن يؤتي ثماره في حياة الإنسان في الدنيا والآخرة؟

 

حاجة التوحيد إلى إيمان و استقامة و عمل صالح :

الدكتور راتب :
 أريد أن أضرب مثلاً لعله طريف لكنه معبر، لو أن إنساناً جلس بغرفة انتظار طبيب، وجد ثلاثين شخصاً، وكل شخص مئة دينار، اضرب ثلاثين بمئة ثلاثة آلاف دينار في اليوم، وهذا كل يوم، فجاء هذا الشخص لعند شخص آخر وقال له: كيف يمكن أن أصبح طبيباً؟ اعتقد بفكره أن الطب عبارة عن كلمتين، قال له: أنت يجب أن يكون معك ابتدائي، وإعدادي، وتوجيهي، وكلية طب سبع سنوات، ثم دبلوم عامة، دبلوم خاصة، ماجستير، دكتوراه، ثم اختصاص بورد من أمريكا، تحتاج إلى ثلاث وثلاثين سنة دراسة، من أجل أن تكتب وصفة، فالتوحيد ليس كلمة تقال، التوحيد يحتاج إلى إيمان، إلى استقامة، إلى عمل صالح، إلى إقبال على الله، أي ملخص الملخص نشاطك الديني ينتهي بالتوحيد، ألا ترى مع الله أحداً، وألا ترى أن يداً تعمل في الأرض إلا يد الله، لكن بشكل بشري أنا ماذا يحدث معي عندما يؤذيني إنسان؟

لي حق أن أخذ حقي منه، ولكن ليس لي حق أن أحقد على الله، لأن هذا عصا بيد الله، هناك إنسان يتلقى ضربة من عصا يحقد عليها؟ يكون أحمق، انظر من الضارب، مادام الأمر كله بيد الله عز وجل، والله حكيم، سوف أقول مقولة أتمنى أن تكون واضحة، هذه المقولة أنا عدتها عشرة آلاف مرة في حياتي الدعوية: كل شيء يقع في القارات الخمس من آدم إلى يوم القيامة أراده الله، معنى أراده لا تعني أنه أمر به، ولا تعني أنه رضيه، كيف؟ كما لو أن طبيباً تزوج وأنجب بعد عشر سنين طفلاً آية في الجمال، تعلق به تعلقاً مذهلاً، ثم اكتشف الأب الطبيب أن ابنه مصاب بالتهاب الزائدة، فأراد أي سمح لم يكن يتمنى أن يفتح بطن ابنه، الإرادة لا تعني أنه أمر به، ولا تعني أنه رضيه، الذي وقع لا بد من أن يقع، ولو لم يقع لكان نقصاً في حكمة الله.

المذيع:
 الله عز وجل أذن بكل ما وقع.

لكل واقع حكمة في الكون :

الدكتور راتب :
 لكل واقع حكمة في الكون، من آدم إلى يوم القيامة..
المذيع:
 وهذه الحكمة قد لا تكون واضحة لنا، هنا يمكن أن يسأل إنسان لماذا سمح الله لظالم أن يظلم؟
الدكتور راتب :
 لكل واقع حكمة لكن متى يكشف الغطاء؟ يوم القيامة، قيل: ادخر سر القضاء والقدر إلى يوم القيامة، الدليل قال تعالى:

﴿ وآخِرُ دَعْوَاهُمْ أنِ الحَمْدُ لِلَّه رَبّ العالَمِينَ ﴾

[ سورة يونس : 10 ]

 الخلائق جميعاً، أنت هل اخترت أمك وأباك؟
المذيع:
 لا.
الدكتور راتب :
 أنت بهما مسير، هل اخترت مكان ولادتك؟ هل اخترت كونك ذكراً أو أنثى؟ اخترت مستواك المالي؟ لا، يوجد مليون قضية أنت لم تخترها، أنت مسير لها، ما قولك إذا كشف الغطاء يوم القيامة فوجدت أنه ليس في إمكاني أبدع مما أعطاني، أي أكمل مكان ولادة، أكمل أم وأب، أكمل تربية، أكمل جنس ذكر أم أنثى، أكمل إمكانات، طاقات، مهارات، خبرات، هذا الدين، إن لم تقل الحمد لله يوم القيامة قطعاً قال تعالى:

﴿ وآخِرُ دَعْوَاهُمْ أنِ الحَمْدُ لِلَّه رَبّ العالَمِينَ ﴾

[ سورة يونس : 10 ]

 أنت تتعامل مع الخالق، مع المطلق، إذا عندنا قاض، قضى بالحكم ثلاثين سنة، أصدر ثلاثة آلاف حكم، كلها عادلة إلا واحدة، يسمى عندنا قاض عادل، حكمان أو ثلاثة أو عشرة غلط من ثلاثة آلاف فهو عادل، لكن الله مطلق لا يمكن أن يكون هناك غلط إطلاقاً، الإله مطلق نحن نسبة.

(( ما من عثرةً، ولا اختلاج عرق، ولا خدش عودٍ، إلا بما قدمت أيديكم وما يعفو الله أكثر))

[ أخرجه ابن عساكر عن البراء ]

التوحيد مريح لأن الإنسان مع الخالق :

 أخي الكريم بارك الله بك على هذا السؤال، ما تعلمت العبيد أفضل من التوحيد، التوحيد مريح، بالتوحيد لا يوجد حقد، بالتوحيد لا يوجد انسحاق، بالتوحيد لا يوجد ضعف، الله معي، لذلك النبي صلى الله عليه وسلم دقق بالهجرة وهو مهاجر، مئة ناقة لمن يأتي به حياً أو ميتاً، دمه هدر على مئة ناقة، تبعه سراقة، فقال له النبي الكريم: كيف بك يا سراقة إذا لبست سوار كسرى؟ أي النبي الكريم موقن أنه سيصل إلى المدينة، وسيؤسس دولة، وسينشئ جيشاً، وسيحارب أكبر دولة في العالم الفرس، وسينتصر عليها، وسوف تأتي الغنائم، ولك يا سراقة سوار كسرى، هذه ثقة النبي صلى الله عليه وسلم بالله عز وجل، لا تقل: الإسلام انتهى، لا لم ينته.
المذيع:
 هل هو يقين أم كشف بالغيب؟

أغبى إنسان على وجه الأرض الذي لا يدخل الله في حساباته :

الدكتور راتب :
 لا، يقين، قال تعالى:

﴿ كَلَّا لَوْ تَعْلَمُونَ عِلْمَ الْيَقِينِ * لَتَرَوُنَّ الْجَحِيمَ ﴾

[سورة التكاثر: 5-6]

 هذا الذي يأكل المال الحرام، يعتدي على حرمات الناس، يغتصب الفتيات، يتوهم أنه لن يحاسب، أنا أقول: هذا أغبى إنسان على وجه الأرض، اترك موضوع الإيمان والإسلام، أغبى إنسان على وجه الأرض الذي لا يدخل الله عز وجل في حساباته، التوحيد موقف آخر، شجاعة، حصافة، توازن، ذكاء، حكمة، سعادة، توفيق، أنت تعامل خالق الأكوان، تعامل من بيده كل شيء، قال تعالى:

﴿ وَإِلَيْهِ يُرْجَعُ الأَمْرُ كُلُّهُ فَاعْبُدْهُ وَتَوَكَّلْ عَلَيْهِ ﴾

[ سورة هود: 123 ]

 بالتوحيد لا يوجد يأس، بالتوحيد لا يوجد انسحاق، بالتوحيد لا يوجد تشاؤم، بالتوحيد لا يوجد ضعف، لكن يوجد تأديب، والتأديب بعده إكرام.
المذيع:
 قضية التأديب و أيضاً قضية من يؤمن بأن الله عز وجل يده وملكه لكل هذا الكون، و يده تطال كل هذا الكون يرتاح، لكن الواقع اليوم الدنيا مليئة بالظلم، من يتزلف لبعض المسؤولين يوفق، ومن يقول كلمة الحق يؤذى، كيف لنا أن نفهم التوحيد؟ هناك تأديب من الله عز وجل، هل لنا أن نوضح ارتباط التأديب بالتوحيد؟

 

ارتباط التأديب بالتوحيد :

الدكتور راتب :
 لو تصورنا أن هناك نهياً إلهياً عن شيء معين، فجاء إنسان عصى الله ففقد بصره فوراً، التغى الاختيار، إذا جاءت النتيجة عقب فعل مباشرة التغى الاختيار، ما الاختيار؟ أن تفعل ما تشاء دون أن ترى النتائج قريبة، تأخير النتائج يعطي الاختيار معناه الدقيق، أما لو شخص نظر لامرأة لا تحل له ففقد بصره، انتهى، هذا معنى قوله تعالى:

﴿ لَوْ يَشَاءُ اللَّهُ لَهَدَى النَّاسَ جَمِيعًا ﴾

[ سورة الرعد:31 ]

لو قضية إجبار، الله قادر أن يلغي المعصية كلياً، لكن لا ترقى عند الله إلا بالاختيار، لا ترقى عند الله إلا أن تأتيه اختياراً، وبإمكانك أن تعصيه، لا ترقى عند الله إلا إذا كنت أميناً، وبإمكانك أن تخون الأمانة، لا ترقى عند الله إلا بغض بصرك، ولك أن تملأ عينك من محاسن النساء.
المذيع:
 ما السر في ذلك؟
الدكتور راتب :
 الاختيار، أنت مخير، عفواً لو ذهب غني كبير إلى بلاد الغرب، هذا الغني الكبير المستقيم أجره عشرة أضعاف الفقير، لماذا؟ لأنه بإمكانه أن يرتكب كل الموبقات ولا أحد يشاهده، معه مال، يأتي الغني منضبطاً بالشرع، الإيمان قيد الفتك، لو كان العقاب يأتي بعد الذنب مباشرة التغى الاختيار، هذا معنى قوله تعالى:

﴿ لَوْ يَشَاءُ اللَّهُ لَهَدَى النَّاسَ جَمِيعًا ﴾

[ سورة الرعد:31 ]

 مثلاً الذي يعصي الله يفقد بصره، الذي يعصيه يفقد حركته، لا أحد يعصيه، يجب أن تعصيه ولا يوجد عليك شيء إطلاقاً، تبقى شهراً أو شهرين هنا البطولة، المعصية متاحة لك، والطاعة متاحة لك، لو كان العقاب عقب المعصية الاختيار فوراً التغى، أنا لماذا أرقى عند الله؟ بإمكاني أن أفعل ما أشاء ولكن خفت من الله، قال تعالى:

﴿ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ ﴾

[ سورة البقرة: 3]

 يخاف من وعيد الله فقط، هذا نص، لا يوجد شيء أمامه، لا يوجد نار، ولا عصا، خاف من وعيده اللفظي فقط، هذا الإيمان بالغيب، لو كان هناك وعيد سلوكي عملي الناس يستقيمون فوراً.
المذيع:
 القاعدة لمن يسير على منهج التوحيد أن يكرم في الدنيا والآخرة..

 

الإيمان بعدل الله إيمان يقيني :

الدكتور راتب :
 قال تعالى:

﴿ وَإِمَّا نُرِيَنَّكَ بَعْضَ الَّذِي نَعِدُهُمْ أَوْ نَتَوَفَّيَنَّكَ ﴾

[ سورة يونس: 46]

إذا كان لا يتاح للنبي صلى الله عليه وسلم وهو سيد الخلق وحبيب الحق أن يرى نتائج الظالمين، أنا أقول: أنا مؤمن بعدل الله لكن لا يمكن أن أؤمن بعدله بفكري لأني أحتاج إلى حالة لا أملكها، أن يكون لي علم كعلمه، أنا أذكر قصة لكن مهمة جداً، أنا أمشي في الطريق في دمشق، خرج صاحب محل تجاري ورجاني أن أشرب عنده فنجان قهوة، ماذا قال لي بالضبط؟ قال لي: عندي سؤال أقلقني، قلت له: تفضل، قال لي: يوجد تاجر في أحد أسواق دمشق المشهورة مدحت باشا- عمره الوالي مدحت باشا، مثل الحميدية تماماً- يبيع أقمشة، سمع إطلاق رصاص، يبدو أن هناك إنسانين تبادلا إطلاق الرصاص، فمدّ رأسه فجاءت رصاصة استقرت في عموده الفقري، فشُلّ فوراً، قال لي: ما ذنب هذا الإنسان جاء ليكسب قوت يومه من الميدان؟ قلت له: والله لا أعلم، أنا أعلم يقيناً بإخبار الله لي، وليس تحقيقاً أؤمن بإخبار الله لي.
 عندنا يقين حسي، هذا المصباح متألق، هذا يقين حسي، وهناك يقين عقلي، أنت متيقن أن بالإذاعة كهرباء لأنك شاهدت الأثر، الشيء الحسي إن ظهرت عين الشيء وآثاره يحتاج إلى يقين حسي، وإن غاب عين الشيء وبقيت آثاره يحتاج إلى يقين عقلي، فإن غابت عينه وآثاره، يحتاج ليقين إخباري، فعدل الله يقيني به إخباري لكن ليس تحقيقياً، أشاهد أناساً أغنياء يرتكبون كل المعاصي والآثام، ودول غنية لا يوجد معصية بالأرض إلا في بلادهم موجودة، وبلاد جميلة، وديمقراطية، وحرية، ودخل فلكي. عندي يقين حسي أدواته الحواس الخمس، و استطالاتها، الميكروسكوب استطالة لحس البصر، والتليسكوب استطالة، واليقين العقلي أدواته العقل، العقل شيء غابت عينه وبقيت آثاره، أما الحواس الخمس فهي أدوات اليقين الحسي، شيء ظهرت عينه وآثاره معاً، العقلي غابت عينه وبقيت آثاره، ترى دخاناً وراء جدار تقول: لا دخان بلا نار، عندي يقين ثالث إذا الشيء غابت عينه وآثاره معاً هذا يقين إخباري، قيمة الخبر بالمخبر، إذا كان الله عز وجل هو المخبر، أنا عدل الله أؤمن به من إخبار الله لي، ولا يظلم ربك أحداً.
المذيع:
 هنا تعود إلى نقطة البداية معرفة الله، من عرف الله..
الدكتور راتب :
 عرف أمره، أنا عندما أعرف الله من خلال الكون، وأعرف نبيه من خلال المعجزات، وأقرأ قرآنه يقول لي: ألا أظلم أحداً:

﴿ لَا ظُلْمَ الْيَوْمَ ﴾

[سورة غافر: 17]

المذيع:
 أريد من لطفك أن أعود إلى المثل؛ دولة غنية لا يوجد فاحشة على الأرض إلا تفعلها وهم في غاية النعيم، ودول إسلامية شعوب تثور على الباطل وينادون الله ويتعرضون للقصف، بعض الناس يقولون: أين عدل الله؟

 

الله عز وجل عدله مطلق :

الدكتور راتب :
 إذا جاء لطبيب ثلاثة مرضى، الأول معه ورم خبيث منتشر بكل جسمه، والثاني معه التهاب معدة حاد، والثالث لا يعاني من شيء، يقول للذي معه مرض خبيث منتشر عندما سأله: ماذا آكل؟ يقول له: كُلْ ما تشتهي، لأنه لا يوجد أمل، منته، يغطيها قوله تعالى:

﴿ فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شَيْءٍ حَتَّى إِذَا فَرِحُوا بِمَا أُوتُوا أَخَذْنَاهُمْ بَغْتَةً فَإِذَا هُمْ مُبْلِسُونَ ﴾

[ سورة الأنعام: 44]

 لم يقل الله باباً بل أبواباً، ولم يقل شيئاً بل كل شيء، هذا نوع، مثل الذي معه ورم خبيث منتشر، سأل الطبيب: ماذا آكل؟ قال له: كًل ما شئت، والذي معه التهاب معدة حاد، يخضع لحمية قاسية جداً، لأن الحمية القاسية قد تنتهي بالشفاء التام، والثالث لا يوجد عنده شيء، يأكل ما يشاء، أنا سوف آخذ فقط صنفين؛ بلاد فيها متاعب كثيرة جداً، أنا مرة كنت في سويسرا بصراحة، وجدت جبالاً جميلة جداً، جبالاً كلها خضراء، وبحيرات، حياة ناعمة بشكل يفوق حدّ الخيال، يا رب نحن في بلادنا متاعب، واضطرابات، وسجون، واعتقالات، لماذا نحن هكذا وهم هكذا؟ هكذا جاء في بالي، هذا خاطر عقدي، تذكرت أن أموال هذه الدولة لأن الحسابات بأرقام ليست بأسماء فيها خمسة و خمسون بالمئة من إيداعات بنوك العالم، وكلها لم يسأل عنها إنسان منذ خمسين سنة، أموال منهوبة ودعت هناك، هناك لا يوجد أسماء، الحساب عبارة عن رقم، والشعب يعلم ذلك، هذا الرفاه مبني على شقاء الشعوب، هذا الرفاه مبني على فقر الشعوب، هناك الكثير من الأشخاص الذين ظلموا ووضعوا أموالهم في هذه البلاد، و الآن ماتوا، أو قتلوا، الأموال بقيت في هذا البلد، فهذا الغنى وسام شرف لهم؟ الآن يوجد حركات في سويسرا لوضع هذه الحسابات، لا بد من اسم عوض الرقم، الله عز وجل عدله مطلق لكن قوله تعالى:

﴿ فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شَيْءٍ حَتَّى إِذَا فَرِحُوا بِمَا أُوتُوا أَخَذْنَاهُمْ بَغْتَةً فَإِذَا هُمْ مُبْلِسُونَ ﴾

[ سورة الأنعام: 44]

 هذه حالة قال له: كُل ما شئت، ليس معنى هذا أن الجسم صحيح، معنى هذا أنه لا يوجد أمل بشفائه، والثاني أخضعه لحمية قاسية هو نحن، نحن مؤمنون لكن يوجد تقصير، مادام هناك تقصير فيجب أن يكون هناك معالجة مستمرة، وهناك شخص جيد جداً، صحة طيبة، ولا يوجد عنده أية مشكلة، هؤلاء الصحابة.
المذيع:
 دكتور أنا فهمت على حضرتك أربع حالات في تعامل الله مع البشر، الحالة الأولى للمؤمن الصالح إما أن يكرم من قبل الله عز وجل..
الدكتور راتب :
 يكرم قطعاً.
المذيع:
 وإذا كان هناك تقصير فإن الله يداويه بالابتلاءات، الآن من هو بعيد عن الإسلام إما أن يعطيه الله عز وجل إنذاراً أخير قبل القصم، أو أن الله عز وجل يهلكه وهذه حكمة الله عز وجل.

 

مراحل التأديب الإلهي :

الدكتور راتب :
 هذا ينقلنا إلى شيء، يوجد عند الله عز وجل هدى بياني، أنت صحيح في بيتك ومالك، لا يوجد عندك أية مشكلة، تسمع تفسير آية، تفسير حديث، خطبة من خطيب متألق، تسمع ندوة دينية تأثرت به، الموقف منها أن تستجيب، قال تعالى:

﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكم ﴾

[ سورة الأنفال : 24 ]

 هذه واحدة، ما استجاب تابع انحرافه الآن الله عز وجل يخضعه لمرحلة أدق اسمها التأديب التربوي، قال تعالى:

﴿ وَلَنُذِيقَنَّهُمْ مِنَ الْعَذَابِ الْأَدْنَى دُونَ الْعَذَابِ الْأَكْبَرِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ ﴾

[ سورة السجدة : 21]

 فالإنسان إن لم يستجب هناك مرحلة ثالثة هي الإكرام الاستدراجي، تأتي الدنيا صفقات، وأرباح طائلة، وجمال، وصحة، ورفاه، إن لم يشكر يقصم، الهدى البياني استجابة، التأديب التربوي توبة، الإكرام الاستدراجي شكر، لم يستجب ولم يتب ولم يشكر يقصم.
المذيع:
 حديثنا عن التوحيد أنا أرغب إلى أن أنتقل إلى قول النبي صلى الله عليه وسلم: لا يخافن العبد إلا ذنبه، ولا يرجون إلا ربه. كيف لنا أن نربط هذا بالتوحيد دكتور؟

 

التوحيد هو الدين كله :

الدكتور راتب :

﴿ اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ ﴾

[سورة الزمر: 62]

 قال تعالى:

﴿ وَإِلَيْهِ يُرْجَعُ الأَمْرُ كُلُّهُ فَاعْبُدْهُ وَتَوَكَّلْ عَلَيْهِ ﴾

[ سورة هود: 123 ]

 أحياناً دولة تبيع دولة طائرات، بعدما باعتها الدولة المشترية تقصف بهذه الطائرات بلاداً معينة، الآن الأمر أمر الدولة المشترية، أما المالكة والصانعة فقد انتهى دورها، هذه في الأرض، أما عند الله عز وجل فكل شيء الله عز وجل خلقه بيده، قال تعالى:

﴿ اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ ﴾

[سورة الزمر: 62]

 قال تعالى:

﴿ وَإِلَيْهِ يُرْجَعُ الأَمْرُ كُلُّهُ فَاعْبُدْهُ وَتَوَكَّلْ عَلَيْهِ ﴾

[ سورة هود: 123 ]

((.... ذلك لأن عطائي كلام، وأخذي كلام، فمن وَجَدَ خيراً فليَحْمَدِ الله، ومن وجد غير ذلك فلا يَلُومَنَّ إلا نَفْسَهُ))

[أخرجه مسلم والترمذي عن أبي ذر الغفاري]

 هذا التوحيد هو الدين كله، هذا التوحيد هو المسعد، هذا التوحيد هو الموفق، هذا التوحيد هو الرؤية الصحيحة.
المذيع:
 لا يخافن العبد إلا ذنبه، هل يفترض بي كمسلم أن أفهم الفكرة أن الله حاميك من الدنيا وشرورها، من وحوشها، ما الذي يمكن أن يبعد عن الله - كالذنوب هنا - ويجب أن تخاف منه؟

 

كلّ شيء بيد الله عز وجل :

الدكتور راتب :
 لا يوجد شيء إلا بيد الله، كل شيء بيد الله عز وجل، قال تعالى:

﴿ اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ ﴾

[سورة الزمر: 62]

 حتى الطغاة أنا لي لهم تعريف؛ هم عصي بيد الله، قال تعالى:

﴿ إِنَّ فِرْعَوْنَ عَلَا فِي الْأَرْضِ وَجَعَلَ أَهْلَهَا شِيَعاً يَسْتَضْعِفُ طَائِفَةً مِنْهُمْ يُذَبِّحُ أَبْنَاءَهُمْ وَيَسْتَحْيِي نِسَاءَهُمْ إِنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ * وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ * وَنُمَكِّنَ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ وَنُرِيَ فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا مِنْهُمْ مَا كَانُوا يَحْذَرُونَ ﴾

[ سورة القصص: 4-6]

الشدائد تدفع الناس إلى باب الله :

 أنا أقول: ما من طاغية على وجه الأرض إلا ويوظف الله طغيانه لخدمة دينه، والمؤمنين من دون أن يشعر، ومن دون أن يريد، وبلا أجر، وبلا ثواب، وكل بلاد فيها شدة فيها تدين قوي جداً، كلامي أكيد، ومعي مليون دليل، فيها تدين قوي، لأن الشدة أرجعتنا إلى الله، وهناك حديث دقيق:

(( عجب ربنا من قوم يساقون إلى الجنة بالسلاسل ))

[البخاري وأبو داود عن أبي هريرة]

المذيع:
 ما معنى ذلك شيخنا؟
الدكتور راتب :
 أحياناً الشدائد التي تأتي تدفع الناس إلى باب الله.
المذيع:
 لك مقولة دكتور: إما أن تأتي الله مسرعاً أو يأتي بك مسرعاً.
الدكتور راتب :
 أذكر أن شخصاً حدثني بهذه القصة، هذه القصة سنة ألف و تسعمئة و سبعين، قال لي: أنا عندي مطبعة ربحت أرباحاً فلكية، وضعت بجيبي خمسمئة ألف، وكان الدولار بثلاث ليرات سورية، ثم ذهبت إلى أمريكا لأرفه عن نفسي، لم آخذ معي زوجتي، وفهمك كفاية، قال لي: بعد أسبوعين أو ثلاثة صار عندي آلام في العمود الفقري، دخلت إلى طبيب حولني إلى المستشفى، قالوا لي: ورم خبيث بالعمود الفقري، فقطعت رحلتي وعدت إلى الشام، من جامع إلى جامع إلى جامع، جاء إلى عندي آخر شيء، عمل تحليلاً وتصويراً فظهر له أن التشخيص كان خاطئاً، فالله أحضره ركضاً، أنت تعال لوحدك أقدر لك.
المذيع:
 هذا إذا أحبك..

 

على الإنسان إن كان ورعاً تقياً ألا يغير ما بنفسه :

الدكتور راتب :
 مرة كنت بسيارة في عمان، ما وجدت إلا دخل لعندي لاقط، قال لي شخص: أستاذ أريد من حضرتك كلمتين، ماذا أقول له؟ قلت له: أنت مرتاح، قال: أنا؟ قلت: لا، لست أنت، إذا سألنا شخصاً: أنت مرتاح؟ فقال: مرتاح، نقول له: لا تغير لا يغير، لا تقلق، مرتاح مع زوجتك، مع أولادك، دخلك جيد، أولادك يحبونك وتحبهم، كلها إيجابيات، نقول لك: لا تغير عبادتك، لا تغير ورعك، لا تغير طاعتك، الله لا يغير، لا تقلق، أريد أن ألغي القلق كلياً، ودليلها قال تعالى:

﴿ قُل لَن يُصيبَنا إِلّا ما كَتَبَ اللَّهُ لَنا ﴾

[سورة التوبة: ٥١]

 لم يقل علينا، قال لنا:

﴿ قُل لَن يُصيبَنا إِلّا ما كَتَبَ اللَّهُ لَنا ﴾

[سورة التوبة: ٥١]

 الآن قلت له: عندك مشكلة صحية، مالية، بعملك، إدارية، لمن حولك، غير ليغير، هذا الدين العظيم يضغط بأربع كلمات، لا تغير لا يغير، غير ليغير.
المذيع:
 تتمة الحديث الذي طرحناه قبل قليل: لا يخافن العبد إلا ذنبه، ولا يرجون إلا ربه.
الدكتور راتب :
 الله عز وجل هو الفعّال، بيده الصحة، بيده المرض، بيده الدخل، بيده محبة الناس، بيده كراهيتهم، قال تعالى:

﴿ وَإِلَيْهِ يُرْجَعُ الأَمْرُ كُلُّهُ ﴾

[ سورة هود: 123 ]

 هذا التوحيد.
المذيع:
 دكتور الواقع أليس بإمكانك بلحظة من اللحظات أن تتزلف - حاشا فضيلتكم -كإنسان لغني أو لمسؤول ليكرمك؟

 

التزلف للغير من ضعف التوحيد :

الدكتور راتب :
 من ضعف التوحيد:

(( من جلس إلى غني فتضعضع له ذهب ثلثا دينه ))

[ البيهقي في شعب الإيمان عن ابن مسعود]

 ابتغوا الحوائج بعزة الأنفس فإن الأمور تجري بالمقادير.
المذيع:
 هنا نعود للتوحيد لا رزاق إلا الله، لا معطي إلا الله.

 

الالتجاء إلى الله في كل الأوقات :

الدكتور راتب :
 ولا مانع، ولا معز، ولا مذل، ولا رافع، ولا خافض إلا الله. شخص تطاول على الحجاج فقال لجلسائه: يا جبناء والله لأروينكم من دمه، وأمر بقتله، هذا الرجل تابعي جليل، جاء الحجاج بالسياف، وجيء بالنطع، ومُدّ، ولم يبق إلا قطع رأسه، فلما دخل على مجلس سيقتل فيه، رأى السياف ينتظر، والنطع قد مُدّ، فحرك شفتيه بكلام ما سمعه أحد، فإذا بالحجاج يستقبله يقول: أهلاً بأبي سعيد، هذا الحسن البصري نفسه، أنت سيد العلماء، ومازال يقربه من مجلسه حتى أجلسه على سريره واستفتاه، وأكرمه، وعطره، شيء لا يصدق، وضيفه، وشيّعه إلى باب القصر، السياف صُعق وكذلك الحاجب، تبعه الحاجب قال: يا أبا سعيد، لقد جيء بك لغير ما فعل بك، ماذا قلت لربك؟ قال له: قلت: يا ملاذي عند كربتي، يا مؤنسي في وحشتي، اجعل نقمته عليّ برداً وسلاماً كما جعلت النار برداً وسلاماً على إبراهيم.
 الأمر بيد الله، والله عندي مئة قصة من هذا النوع، ميت قولاً واحداً، الله عز وجل خلصه.
المذيع:
 لا يشترط دائماً إذا التجأت إلى الله أن يحقق لك ذلك لكنك على خير.
الدكتور راتب :
 أنا على خير لو مت على خير.
المذيع:
 إما أن يعطيك الله سؤلك، أو أن يكتب لك خير لحكمة أنا أجهلها، أي قد يقتل ويزف شهيداً، هل لنا أن نختم ساعة العلم بدعاء..

الدعاء :

الدكتور راتب :
 اللهم أصلح لنا ديننا الذي هو عصمة أمرنا، وأصلح لنا دنيانا التي فيها معاشنا، وأصلح لنا آخرتنا التي إليها مردنا، واجعل الحياة زاداً لنا من كل خير، واجعل الموت راحة لنا من كل شر، مولانا رب العالمين، اللهم اكفنا بحلالك عن حرامك، وبطاعتك عن معصيتك، وبفضلك عمن سواك، اللهم لا تؤمنا مكرك، ولا تهتك عنا سترك، ولا تنسنا ذكرك، اللهم صن وجوهنا باليسار، و لا تبذلها بالإقتار، فنسأل شر خلقك، و نبتلى بحمد من أعطى، و ذم من منع، و أنت من فوقهم ولي العطاء، و بيدك وحدك خزائن الأرض و السماء، اللهم أعطنا ولا تحرمنا، أكرمنا ولا تهنا، آثرنا ولا تؤثر علينا، أرضنا وارض عنا، اجعل هذا البلد آمناً سخياً رخياً وسائر بلاد المسلمين، واحقن دماء المسلمين في كل مكان، واحقن دماءهم في الشام، وصلى الله على سيدنا محمد النبي الأمي، وعلى آله وصحبه وسلم، والحمد لله رب العالمين، الفاتحة.

 

خاتمة و توديع :

المذيع :
 بارك الله بكم فضيلة العلّامة الدكتور محمد راتب النابلسي، وإلى هنا نصل معكم مستمعينا إلى نهاية حلقتنا عن التوحيد، سبحانك اللهم وبحمدك، نشهد أن لا إله إلا أنت، نستغفرك ونتوب إليك.

الاستماع للدرس

00:00/00:00

تحميل النص

إخفاء الصور