وضع داكن
24-04-2024
Logo
الروائع العلمية : الرائعة 016 - تضحية طائر البطريق- الأب المثالي
رابط إضافي لمشاهدة الفيديو اضغط هنا
×
   
 
 
 بسـم اللـه الرحمـن الرحيـم  
 

أين يعيش البطريق ؟

  القطب الجنوبي أبرد منطقة في العالم ، يبقى الشتاء فيها ستة أشهر ، وتربية الصغير في بيئة صعبة كهذه البيئة ، التي تحتاج إلى تضحية كبيرة يصعب تخيلها

 تقوم هذه البطاريق في رحلة إلى المكان الذي سيتحقق فيه اللقاء الكبير ، تستمر هذه الرحلة أسابيع عديدة ، والمسافة التي تقطعها أكثر من مئة كيلومتر

 تقطعها مشياً كما ترون ، وزحفاً كما ترون ، لهذا السبب تقطع طريقها مشياً أحياناً ، وبالتزحلق على بطنها أحياناً أخرى ، تمشي جميعها إلى الجهة نفسها بشكل معجز .
 في نهاية هذه الرحلة ستلتقي آلاف البطارقة في مكان معين بشكل محير

 لهذا اللقاء هدف كبير جداً ، لأن هذه المنطقة التي سوف يصلون إليها يتحقق فيها اللقاء الكبير ، وفي هذا المكان ستولد فيه صغارها ، هذه الرحلة الشاقة هي بداية المصاعب التي تواجهها والتضحيات التي تقوم بها ، والصعوبة الأساسية تبدأ بعد وضع الأنثى بيضها ، لأنه بعد وضع الأنثى بيضها بفترة قصيرة يهجم الشتاء

 الحرارة في هذا الشتاء تنخفض إلى خمسين درجة تحت الصفر ، وتهب رياح حاملة معها الثلج والبرد بسرعة مئة كيلومتر في الساعة.

وضعُ البيض وطريقة حمايتها وحضانتها :

 

 الشيء العجيب أن هذه الإناث تترك البيض عند الذكور ، وتعود إلى البحر

 كي تصطاد لهذه البيضة بعد أن تخرج من البيضة ، وتوكل مهمة حضن البيض للذكور المضحية يجتمع البطارقة هكذا ، بآلاف مؤلفة ، وبدرجة حرارة خمسين تحت الصفر ، يضع البطريق البيضة على رجليه ، ويغمرها بفروته ، فلو أن البيضة وقعت على الأرض لمات ما فيها فوراً التضحية التي تقوم بها تجتاز حدود الخيال

 والبطاريق هؤلاء لا تتغذى أبداً طوال أربعة أشهر ، ولا تدع البيوض تصل إلى الأرض لحظة واحدة ، يمشي مشية خاصة ، لأن البيضة على رجليه ، وقد غلفت بفروته ، بل تبقى واقفة لأجلها على الدوام ،
 أربعة أشهر لا تأكل ولا تشرب حفاظاً على البيضة والحرارة خمسين تحت الصفر ، والرياح سرعتها مئة كيلومتر ، وتحمل معها الثلج والبرد .

الصعوبات التي تلاقيها البطاريق في العيش :

 تصطف البطاريق على شكل دائري ، كي تحتمي من الرياح القاسية ، كل ما تستطيع فعله خلال الشتاء هو الصبر .
 بعد الأشهر الأربعة الصعبة يبدأ الربيع مرة أخرى

 فالبيوض تفقس ، علامات الأزهار في القطب الجنوبي ، الآن البيوض فقست ، وفتحت الصغار أعينها إلى الدنيا حديثاً وما زالت على أقدام آبائها حتى الآن لعدم تكون الطبقة الدهنية التي تحميها من البرد

 الشيء العجيب أن أول غذاء يتلقاه هذا الصغير غذاء محفوظ في حوصلة أبيه من أربعة أشهر ، وأبوه في أشد الحاجة إلى الغذاء ، ويؤثر ابنه على نفسه 

وهذه تعلمنا دروساً في رعاية الأبناء .
 الآن تعود الإناث إلى الأرض ، كانوا في البحر أربعة أشهر ليجمعوا الصيد لصغيرهم ، في هذه الفترة ترجع الأنثى من البحر الواسع إلى الشاطئ لم تبقَ أيضاً هي بلا عمل طوال أربعة أشهر ، بل كانت تخزن الغذاء في حواصلها لأجل الصغار لاصطياد مستمر

 وبمجرد رجوع الإناث تسرع ذكور البطريق التي صبرت على الجوع أشهر إلى البحر ، الآن الذكور تنزل في البحر بالتناوب ، بقيت بلا طعام أربعة أشهر ، وبمجرد إشباع ذكور البطريق ترجع إلى العش ، وتتابع تربية الصغار مع الأم .
 بعد مدة قصيرة تنمو صغار البطريق ، الصغير نما ، وصار قريب من أمه ، وتصل إلى حجم تستطيع التنزه مع آبائها المضحية

 لا يأكل البطريق الأب طوال أربعة أشهر لأجل صغاره ، يبقى واقفاً باستمرار كي لا تمس البيوض الأرض لحظة واحدة .
 الغايةُ من التفكر في السماوات والأرض :
 التفكر في خلق السماوات والأرض أقصر طريق لمعرفة الله ، وأوسع باب ندخل منه على الله

 لأنه يضعك وجها إلى وجه أمام عظمة الله .

﴿ إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآيَاتٍ لِأُولِي الْأَلْبَابِ * الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَاماً وَقُعُوداً وَعَلَى جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلاً سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ ﴾

( سورة آل عمران )

 لأننا في موضوع العقل ، العقل أداة معرفة الله .

 

 

المصدر
ندوات تلفزيونية \ قناة سوريا الفضائية - الإيمان هو الخلق - الندوة : 16 - مقومات التكليف : العقل - العقل الصريح مع النقل الصحيح ـ تضحية طائر البطريق تجاه صغاره

الاستماع للدرس

00:00/00:00

تحميل النص

اللغات المتوافرة

إخفاء الصور