- قصص و روائع و مقتطفات و ومضات
- /
- ٠1الروائع العلمية
الطائر الذهبي:
1 ـ عمليات التمثيل والتظاهر عند الطائر :
بعد قليل نشاهد هذا الطائر الذهبي الذي حير الإنسان بصفاته ، بقدرته الفائقة على التمويه ، ومهاراته في التمثيل ممثل من الطراز الأول
وشجاعته وتضحيته ، هذا الطائر يبني عشه بين الأعشاب والمراعي
قيود هذا الطائر منقوشة تماماً في بطن الأم قبل أن تبيض ، هذه النقوش حماية خاصة من أي مكروه ، أو من أي مشكلة ، خلقت لتأمين التمويه اللازم للبيض ، وهكذا لا تتميز البيوض عن الأعشاب التي بينها
وعند اقتراب الخطر من عشها من قِبل جارح أو إنسان ، الآن يقوم الطائر بحركة محيرة جداً
ينطلق من عشه ثم يمثل دور الطائر الجريح المكسور الجناح ، العملية تمثيلية محضة ، الغريب أنه كلما اقترب منها أحد تبدأ مرة أخرى بهذا التمثيل الدقيق ، تمثل أنها طائر مكسور الجناح ، فإذا توسعت المسافة بينها تنام
وتكرر خدعة الجريح من حين لآخر ، وهدفها إبعاد عين الغريب المقترب عن العش ، وإذا ابتعد الخطر بما فيه الكفاية ينتهي التمثيل ، ويعود الطائر إلى عشه ، فهو مموِّه وممثِّل .
2 ـ فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ :
لا شك أن هذا الطائر يظهر تصرفاً فائقاً ، أن يلقي عصفور صغير نفسه إلى التهلكة ، أن يقدم نفسه تضحية كبيرة لأجل صغاره
هذه التضحية لا تفسر بأي شكل كان .
الداروينية تفترض في مبدئها أنانية كل حي ، ولكن هذا الطائر الذهبي يفسد هذه الفرضية
ويوضح لنا مرة أخرى أن صفاته ، وشجاعته ، وتضحيته ، وتصرفاته الذكية إلهام من الله عز وجل إلى كل الكائنات .
﴿ فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ ﴾
وكلما تأملنا في الطبيعية نواجه الحقائق نفسها ، فالكائنات ذات بنية معقدة في قمة التصميم
تبطل زعم المصادفة في نظرية التطور ، كل كائن على حدا دليل على عظمة الله عز وجل ، لكل نوع من الكائنات خصائص فائقة يختلف بعضها عن بعض
صاحب كل هذه المخلوقات البديعة هو الله تعالى رب السماوات والأرض وما بينهما سبحانه وتعالى .
فيا أيها الإنسان العاقل ، ألا تتفكر في خلق السماوات والأرض فتتعرف من خلال هذا التفكر إلى الله الموجود الكامل الواحد إلى إله عظيم
ورب كريم ، وخالق عظيم ؟ هذا التفكر في خلق السماوات والأرض طريق سريع وعريض يسلكه الإنسان لمعرفة الله جل جلاله ، كل مخلوق له خصائص ، وله طباع ، وله ألوان ، وله عادات
وله حالات خاصة هذا من عظمة الله عز وجل بديع السماوات والأرض .
لذلك الإنسان حينما يتفكر في خلق السماوات والأرض يقف أمام عظمة الله جل جلاله .
﴿ فَلِلَّهِ الْحَمْدُ رَبِّ السَّمَاوَاتِ وَرَبِّ الْأَرْضِ رَبِّ الْعَالَمِينَ * وَلَهُ الْكِبْرِيَاءُ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ﴾
﴿ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلاً سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ ﴾
المصدر
ندوات تلفزيونية - قناة سوريا الفضائية - الإيمان هو الخلق - الندوة : 41 - مقومات التكليف : الشهوة ـ انفاق المال ثمن الجنة ـ التمويه عند الطائر الذهبي