وضع داكن
20-04-2024
Logo
تربية الأولاد إصدار 1994 - الدرس : 05 - التربية الخلقية - 3 الابن استمرار لأبيه
   
 
 
 بسـم اللـه الرحمـن الرحيـم  
 

 الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة والتسليم على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين، اللهم لا علم لنا إلا ما علمتنا إنك أنت العليم الحكيم، اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا، وزدنا علماً وأرنا الحق حقاً وارزقنا أتباعه، وأرنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه واجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه، وأدخلنا برحمتك في عبادك الصالحين.
 مع الدَّرس الخامس من دروس تربيَّةِ الأولادِ في الإسلام.

الابن استمرارٌ لأبيه قضية مهمة جداً في التربية:

 هناك نقطةٌ دقيقةٌ جداً في موضوع التربية وهي: أنَّ الإنسان حينما ينشأ وحينما يكبر تتنامى خبراته، تصوَّبُ قناعاته، تعمُقُ خبرته، يكثُرُ وعيُهُ، فإذا بلغَ الأربعين أو الخمسين، وأَكاد أقول هذا الكلام في الأعمِ الأَغلب، ما من إنسان إلا ويتمنى أن يعودَ شاباً بقناعات الشيخوخة، ليشكِّلَ حياته تشكيلاً آخر، يقول: يا ليتني أَعرفُ هذه الحقيقة لكنت من أسعدِ الناس بها، يا ليتني عرفتُ ربّي قبل هذه السن.
 هناك قضيَّةٌ في التربية ثمينةً جداً وهي: أنَّ الابن استمرارٌ لأبيه، فإذا فاتك شيءٌ أيها الأخُ المؤمن في شبابك، فلك أن تتدارك هذا في أبنائك، كُلُّ الأخطاء التي وقعت بها حينما كانت خبرتك ضعيفةً، وحينما كنت غيرَ مستكملٍ لقواعِد إيمانك، فبإمكانك أن تتلافى هذا التقصير وهذا الجهل، وهذه الأخطاءِ الفاحشة في ابنِك، فلذلك يحقق الإنسان أحياناً قناعاته المتنامية المتراكمة، وتصوُّراته الصحيحة، وقيمه الرفيعة، ومبادئه الثمينة في ابنه، فما أعظم أن تستخدم كلَّ خبراتك، وكلَّ قناعاتك، وكلَّ إيمانك في تربيةِ أولادك، هؤلاء الأولاد بضعةٌ منك، فإذا عرفوا ربَّهم وعرفوا منهجَ الله عزَّ وجلَّ، فكأنك تعيش أبداً. لأنَّ هذا الابن استمرارٌ لك، والنبيُّ عليه الصلاة والسلام يؤكِّد هذا المعنى:

(( إِذَا مَاتَ الإنْسَانُ انْقَطَعَ عَمَلُهُ إِلا مِنْ ثَلاثٍ صَدَقَةٌ جَارِيَةٌ وَعِلْمٌ يُنْتَفَعُ بِهِ وَوَلَدٌ صَالِحٌ يَدْعُو لَهُ ))

(سنن الترمذي عن أبي هريرة)

سعادة الإنسان الحقيقية تتجلى برؤية ابنه في أعلى درجات الخوف من الله:

 

 هذه الأفكار التي أُلقيها في هذا الدرس أُريد منها شيئاً واحداً.. أن أُثيرَ فيكم أعلى درجات الاهتمام بتربيةِ أولادكم، لأنَّ الأبَ الذي يوفِّقُه الله عزَّ وجلَّ لتوجيه ابنه التوجيه الصحيح، وتنشئته التنشئةَ المثلى، وتعليمِه التعليم السليم، وتخليقِه بأخلاق الإسلام، يدخُلُ على قلبه من السعادة، واللهِ الَّذي لا إله إلا هو لا تستطيعُ أُلوفُ الملايين أن تمنحك هذه السعادة، ولا تستطيعُ كلُّ المناصِبَ الرفيعة أن تمنحك هذه السعادة، ولا تستطيعُ كلُّ هذه الدنيا بمباهجها أن تعطيك هذه الهناءة، وهي أن ترى ابنَكَ الذي هو بضعةٌ منك، واستمرارٌ لوجودك وعملك، و هو تجسيدٌ لقناعاتك وإيمانك، وأخلاقِك ومبادئك، أن ترى ابنك في أعلى درجات القرب، والخوف من الله، ونفعِ العِباد.
 ولذلك فمفتوحة أمامك أبوابٌ من الخير لا يعلمها إلا الله، فواحدٌ تربِّى تربيةً صالحةً، كألف فهل تعلم هذا الابن ماذا سيكون ؟ وقد يكون أكبرَ داعيةً في العالم الإسلامي، قد يكون أكبرَ مصلحٍ اجتماعيّ، أو علماً من أعلام الأُمَّة، وكلُّ عمله في صحيفتك، أنت أبوه أنت الذي ربيِّته، و نشَّأته هذه التنشئة.

الابن هو أعظم سعادة لأبيه:

 قبل أن يدخل الإنسان في موضوعات عامة مثل: موضوعات المسلمين خارج الوطن الإسلاميّ، وقبل أن يحشر نفسه في قضايا، يوجد بين يديه عمل، لا أحد في الأرض يستطيع أن يمنعه من فعله.. هو بيتك وأولادك، إذا دخلت بيتك فهو مملكتك.. و هؤلاء أولادك بالإقناع، وبالإحسان، والتربية الهادئة، بالتعليم وبالإكرام، بالإعراض أحياناً وبالمعاتبة والمتابعة، يستطيع هذا الابن أن يتشكَّل تشكيلاً إيمانياً رائعاً.
 وربنا عزَّ وجلَّ عندما قال عن سيدنا إبراهيم:

فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ قَالَ يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانْظُرْ مَاذَا تَرَى قَالَ يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ (102)

(سورة الصافات)

  قوله تعالى فلما بلغ معه السعي، هل وقفتم عند هذه الآية ؟. فعندما يرى الإنسان ابنه وقد أصبح رجلاً وهو يده اليمنى، ويتمثَّل أخلاق أبيه ومبادئه وقيمه، وهو متدينٌ وصالحٌ، وهذا الابن هو أعظم سعادة لأبيه، والأب مشرَّف تشريفاً لا يعلمه إلا الله، مشرَّف لأنَّ الله أسند إليه دور التربية واللهُ هو ربُّ العالمين.

 

لكرامة الإنسان على الله عز وجل سمح له أن يكون مربياً:

 

 أقرب اسم إلَهي للإنسان الرَّب.. الحمد لله ربِّ العالمين، ربنا يربِّي العباد.. يربِّي لك جسمك، لكنَّ الأبلغ من ذلك أنه يربِّي لك نفسك، فيخوِّفك أحياناً، أو يكرمك، أو يعطيك، أو يحرمك، أو يجعلك ترى مناماً مخيفاً، أو يجمعك مع أهل الحقِّّ، أو يسمعك الحقُّ صرفاً بيِّناً، فالله يعالجك من حال إلى حال، ومن طور إلى طور، وهو المربِّي، فلكرامتك عليه سمح لك أن تكون مربِّياً، كما يربِّي عباده قال لك: ربِّ أولادك وأنت تعلَّم من الله كيف يربِّي عباده، وقد دخلنا الآن في موضوع جانبي ولكن له علاقةً بموضوعنا الأساسي.
 الإنسان مكرَّم ومعنى ذلك أن الله قد سمح له أن يكون مربِّياً، وسمح له أن يكون مشرِّعاً، وجعل نصوصاً ظنِّيَّة الدلالة تحتاج إلى إعمال نظر، واجتهاد، فلكرامتك عليه جعل الإنسان يقوم بدور المشرِّع المستنبط، ورضيَ اللهُ أن نعبُدهُ باجتهاد المجتهدين، وأعطى المجتهد ميزةً لا يعلمها إلا الله، قال صلى الله عليه وسلم:
 من اجتهد فأصاب فله أجران، ومن اجتهد فأخطأ فله أجر. فأنت بصرف النظر عن نتائج اجتهادك، بين الأجر والأجرين، إذاً لكرامتك عليه، سمح لك أن تكون مربِّياً، وسمح لك أن تكون مشرِّعاً، وسمح لك بخصائص أودعها في الكون، كأن تكون مبدعاً.

كل إنسان فرد لا مثيل له في الحياة بقدرة الله عز وجل:

  حدَّثني طبيب قال لي: أحدث البحوث في العالم هي الهندسة الوراثيَّة.. أي الحوين والبويضة، وعلى كلٍ منهما هندسة وراثيَّة تزيد على خمسة آلاف مليون معلومة، وقد عرف العلماء منها ثمانمئة معلومة فقط، فوجدوا أنَّ بعض الأمراض كالكلسترول، حيث يتراكم في الشرايين، وحيث يضعف القلب، فيصاب الإنسان من خلال هذا التصلُّب، وهذا الضَّعف بأزمات قلبيَّة حادَّة، وجدوا أنَّ بعض المورِّثات مسؤولة عن هذا، فالآن كلَّ التجارب على التدخُّل في المورِّثات، سمح لك أن تكون مبدعاً.
 في عالم النبات.. عالم بذور الهجين وهو عالمٌ قائمٌ بذاته، يقولون إنَّ هذه البذرة مهجَّنةً فما معنى ذلك ؟ أي إنَّهم قد زاوجوها مع أصناف عديدة مثلاً: صنف مقاوم للبرودة، وذلك بإجراء تزاوج بين هذه البذرة وصنفٌ آخر يقاوم درجة البرودة.. أو مع صنف له إنتاج مديد، أو مع صنف إنتاجه مبكِّر، أو مع صنف إنتاجه غزير، أو مع صنف يتميَّز بالحموضة المحبَّبة، أو بالشكل المحبَّب، واللون المحبَّب.. فبعض البذور فيها مزاوجات تزيد على ثماني مرَّات، أليس هذا إبداعاً ؟
 فالله سبحانه وتعالى قد سمح للإنسان أن يكون مبدعاً، وسمح له أن يكون مربياً، وأن يكون مشرِّعاً، وجعله فرداً لا مثيل له، وهذا من صفات الله عزَّ وجلَّ الواحد الأحد الفرد الصمد لا يوجد إنسان يماثلك، بالشكل أو اللون أو كيمياء الدَّم فكل إنسان له كيمياء دم خاصَّةٌ به، بلازما خاصَّة به، وكل إنسان يتمتَّع بقزحيَّة خاصَّة، ولا يوجد على الأرض إنسان واحد يماثلك في شكل القُزحيَّة.. لذلك فقد صمموا أنواعاً من الأقفال في أمريكا، لا تفتح إلا بوضع العينين على فتحتين في القفل، لا يستطيع أيُّ إنسان آخر فتح القفل، فأنت تنفرد بالقزحيَّة، وبلازما الدم تنفرد بها كذلك، ونبرة الصوت، ورائحة الجلد، والبصمة، والشكل.

 

تكريم الله الإنسان بمنحه حرّية الإرادة والفرديَّة والتشريع والتربية:

 وقد اكتشف العلماء الآن موضوعاً جديداً فكما توجد زمر دمويَّة كذلك توجد زُمر نسيجيَّة، وإنَّ عددها المكتشف حتى الآن هو اثنان ونصف مليار زُمرةٍ نسيجيَّة، فكم عدد العالم ؟ خمسة مليارات.. حتى الآن تجد شخصاً واحداً في الأرض فقط يتشابه معك في الزمرة النسيجيَّة، ولكنَّي أعتقد أنَّه بعد حين سيكتشفون أنَّ عدد الزُمر النسيجيَّة بعدد سكَّان الأرض، أيّ لا أحد في الأرض يشبهك من حيث الزمر النسيجيَّة.
 كلُّ هذه المكتشفات في الإنسان، من زمر نسيجيَّة، وبلازما الدَّم، ورائحة الجلد، ونبرة الصَّوت، وقزحيَّة العين، مع بصمة اليد، تؤكِّد أَنَّك لا مثيل لك.. هذه من صفة الله عزَّ وجلَّ الواحد الأحد الفرد الصَّمد، الله عزَّ وجلَّ مريد.. أعطاك حرِّية الإرادة.
وهناك حديث بين العلماء وهو: إنَّ الله خلق آدَمَ على صورتِهِ.
 و تكريماً لك أعطاك حرّية الإرادة، والفرديَّة، والتشريع، والتربية، وكذلك الإبداع.
 فالإنسان يمكنه أن يتلافى كلَّ ماضيه، وكل قصوره، وأخطائه، ورعوناته السابقة، وقسوته السابقة يستطيع أن يتلافى كل ذلك في أولاده، فإنني معجبٌ بأب يعطي كلَّ اهتمامه لتربية أولاده، لأنَّ ابنَكَ هو أولاً أمانةٌ بين يديك، فالله عزَّ وجلَّ جعله لك هديَّةً، وهو في البيت مسعد، يملأَ البيتَ سروراً، لكن عندما يشذُّ وينحرف فهو بلاءٌ من الله عزَّ وجلَّ، لا يرقى إليه بلاء، لذلك من الممكن أن تشقى أُسرةٌ بأكملها من ابنٍ منحرف، فالأخطاء السابقة تتراكم فتصنع إنساناً منحرفاً.

 

 

على الإنسان أن يتجه إلى بيته و عمله و يقيم الإسلام فيهما:

 

 

 فيا أيُّها الأخوة قد أردَّت من هذه الدروس أن يتَّعظَ بعضُنا من بعض، وأن تقدَّم لكم خبرات هي الآن ناضجةٌ جداً، مأخوذةٌ من حقائق القرآن، ومن حقائق السُّنة النبويَّة الشريفة، وأقول لكم هذه الحقيقة دائماً وأبداً: دعك من الأمور العامَّة وادخل إلى مملكتك.. إلى بيتك وإلى عملك وأقم الإسلام فيهما، وانظر كيف أنَّ الله سبحانه وتعالى يصلحُ المسلمين، لا يغيِّرُ اللهُ ما بقومٍ.. حتَّى يُغيِّرَ المسلمون ما بأنفسهم.. فإذا غيَّروا ما بأنفسهم غيَّر اللهُ ما بهم، أي أن القوى الخارجَة التي لا يستطيعون أن يواجهوها، عندهم طريقةٌ واحدةٌ للتغلب عليها.. أن يصلحوا ما بأنفسهم.
 فنحنُ مطالبون وهذا الكلام موجَّه إلى أشخاص عديدين، موجَّه إلى شابٍّ في مقتبل عمره سيتزوَّج، وفي الأعمِّ الأغلب يهتمُّ الشاب بزوجته، فقد دخل إلى عالمٍ جديد، وموضوعُ الأولاد لا يأخذ منه سوى حيِّز صغير جدَّاً، فمتى يصحو ويستيقظ ؟ بعد أن يرى أنَّ أولاده قد انحرفوا.. فيصيح ويستغيث ويستنجد، ولكن بعد فوات الأوان، فأنا أُريد أن تُقدَّم الخبرات لإخواننا المؤمنين، المستنبطة من كتاب الله وسنَّة رسوله، للشباب المتزوِّجين حديثاً لئلا يقعوا في أزمة الاهتمام بزوجاتهم على حساب أولادهم، الابن إذا أهملته شبَّ ونما نموَّاً منحرفاً، لذلك فأنا أُرحِّب بكل أب يأتي ومعه أولاده، ولا شيء يسعدني مثل هذا، نتحمَّل كلَّ المتاعب لأنَّه ابنك، فإذا ألفَ المسجد وسماع الحقّ فهذا شيء عظيم جداً.

الطفل الصغير كالعجينة يشكلها الإنسان كيفما يريد:

 في العيد السابق خصّصنا هديَّةً لكل ابن يأتي مع والده، وهذا من تطبيق السنَّة، فحدَّثني أحد إخواننا أن ابنه قد تحدَّث مع أُمُّه وقال لها: قد أحببت هذا الشيخ لأنَّه أعطاني هديَّة. ومرةً حضر طفل مع والده الدرس وأعطيته قطعة من الحلوى، وقلت لوالده: أنت تأثرت من هذا الدرس الذي سمعته، أمّا ابنك فلم يتذوَّقه حتماً، أمَّا الآن فأصبح له طعم حلو، فالطفل قطعة من الحلوى أو نزهة ترضيه.
 نحن نريدكم مع أولادكم، فابنك قطعةٌ منك، وهو أغلى شيء عليك، من باب مزح التعليم أقول: النجَّار يتعامل مع الخشب، والحدَّاد مع الحديد، والطبيب أشرف مهنة مع المرضى، والمحامي مع المشكلات، والمعلِّم يتعامل مع أطهر فئة في المجتمع، فالطفل وردةٌ فليس عنده كذب، ولا نفاق ولا احتيال، بريء وطاهر، وهو كالعجينة تشكِّلها كيفما تريد، فلذلك أيُّها الأخوة نحن نريد الإسلام والحياة، لا نريد إسلاماً في بطون الكتب، نريد إسلاماً يتعايش معنا، ويدخل إلى بيوتنا وأعمالنا، نريد إسلاماً يسعدنا ويجعلنا أشخاصاً متميِّزين.
 فلنتصوَّر الصحابة الكرام، لو كانوا كبعض المسلمين المعاصرين فهل تصدِّقون أنَّ الإسلام يخرج من مكَّة ؟ والله لا يتجاوزها متراً واحداً، فكيف وصل الإسلام إلى العالم ؟

المسلم إنسان بنى حياته على العطاء لا على الأخذ:

 المسلم شخصيَّة فذَّة ونادرةٌ جداً، وإنسان ممتلئ بالقيم وبالمبادئ وبالتضحية، قد بنى حياته على العطاء لا على الأخذ، و نحن نتمنى للأخ المؤمن أن يكون عطاؤه للمجتمع وهذه الدروس.. دروس الأحد من أجل أن تعطي أولادك فقط، ونريد أن يكون هذا العطاء ضمن البيت، تجعله يحفظ القرآن..و تعلِّمه، فهذا المعهد الذي افتُتح في هذا المسجد الهدف منه: هذا الطفل الصغير و ما الذي يحفِّزه على المجيء إلى هذا المسجد ؟ أنزهة، أم مسبح، أم ملعب، ففي الصيف الماضي كان عندنا ثلاث عشرة شعبة، كلُّ الذي جذبهم إلى المسجد وجود مناشط إسلاميَّة منضبطة، فعندما يحب ابنك المسجد ويحب قراءة القرآن فهذا شيء يسعدك كثيراً، ففي الحديث الشريف:

(( سَبْعَةٌ يُظِلُّهُمُ اللَّهُ فِي ظِلِّهِ يَوْمَ لا ظِلَّ إِلا ظِلُّهُ: الإمَامُ الْعَادِلُ، وَشَابٌّ نَشَأَ فِي عِبَادَةِ رَبِّهِ، وَرَجُلٌ قَلْبُهُ مُعَلَّقٌ فِي الْمَسَاجِدِ، وَرَجُلانِ تَحَابَّا فِي اللَّهِ اجْتَمَعَا عَلَيْهِ وَتَفَرَّقَا عَلَيْهِ، وَرَجُلٌ طَلَبَتْهُ امْرَأَةٌ ذَاتُ مَنْصِبٍ وَجَمَالٍ فَقَالَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ، وَرَجُلٌ تَصَدَّقَ أَخْفَى حَتَّى لا تَعْلَمَ شِمَالُهُ مَا تُنْفِقُ يَمِينُهُ، وَرَجُلٌ ذَكَرَ اللَّهَ خَالِيًا فَفَاضَتْ عَيْنَاهُ ))

(صحيح البخاري عن أبي هريرة)

  إنني أتصوَّر أنَّ بيت المسلم قطعةٌ من الجنَّة، ليس فيه الملهيات، بل فيه قرآن، فيه رحمن، وعبادات، وتوجيه سليم، و مودَّةٌ ومحبَّةٌ وتسامح.

 

السكينة و الحب في البيت تنسيان الإنسان كل متاعب الحياة:

 

 أيها الأخوة الكرام: إنَّ الإنسان يتحمَّل أشقَّ الأعمال، إن كان سعيداً في بيته، إذ توجد أعمال شاقَّة وأُخرى لا تُحتمل، فالحياة كلَّها مشكلات ومؤامرات، ولكن يوجد شيءٌ واحدٌ ينسيك كلَّ هذه المتاعب: أن تدخُلَ إلى بيتك فترى فيه السكينة والحبَّ والودَّ، وترى فيه التقدير، فعندما ترعى بيتك فأنت بذلك تسعد نفسك، فقد قال الله عزَّ وجلَّ:

وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ (21)

(سورة الروم)

  نحن في الدَّرس الماضي، وصلنا إلى أنَّ الطفل لا بد من أن تقاوم فيه ظاهرة الميوعة والانحلال. ونحن نرى في الشباب والأطفال عندهم من الميوعة والانحلال والبذاءة الشيء الذي لا يحتمل، هذا الطفل عبء على أهله، وأوَّل شيء نقاومه من هذه الميوعة هو: أن نحذِّره من التقليد الأعمى.

 

على الأب أن يملأ حياة ابنه بالمثل الأعلى و الأبطال الحقيقيين:

 

 

 قد ذكرت لكم في الدرس الماضي أنَّ النبيّ عليه الصلاة والسلام فيما رواه البخاريُّ ومسلم يقول:

(( لَيْسَ مِنَّا مَنْ تَشَبَّهَ بِغَيْرِنَا لا تَشَبَّهُوا بِالْيَهُودِ وَلا بِالنَّصَارَى فَإِنَّ تَسْلِيمَ الْيَهُودِ الإشَارَةُ بِالأصَابِعِ وَتَسْلِيمَ النَّصَارَى الإشَارَةُ بِالأَكُفِّ ))

(سنن الترمذي عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ)

  ويقول:

 

(( مَنْ تَشَبَّهَ بِقَوْمٍ فَهُوَ مِنْهُمْ ))

 

(سنن أبي داود عَنِ ابْنِ عُمَرَ)

 ويقول:

 

(( من هوي الكفرةَ حُشِرَ معهم ولا ينفعه عمله شيئاً ))

  أي إنَّ الأب الراقي يجب أن ينزع من ابنه رغبةَ التقليد للأجانب، إذ توجد أعياد غربيَّة مثل عيد رأس السنة، سهرة في فندق، أو متابعة شيء معيَّن، أو سهرات، أو طرق معيَّنة في التعامل، فيجب أن تنتزع من ابنك هذا التقليد الأعمى المقيت، وأن تُؤدِّبه على حبِّ النبيِّ، و آلِ بيته، و تلاوة القرآن، أي أن تملأ نفسه بأصحاب رسولِ الله، بدلاً من المغنين والمغنيَّات، ولاعبي الكرة، وكل إنسان بحسب التغذية، فإن حدَّثته عن سيِّدنا سعد أو سيِّدنا معاذ، أو عن مصعبٍ بن عمير، أشخاص ملء السمع والبصر لهم بطولات ومواقف، ولهم محبَّتهم لله ورسوله، وانضباطهم، وتضحيتهم وفداؤهم، فدائماً الشاب يحبُّ البطولة، فهو يريد نوعاً من أنواع البطولة، فإذا كان بالمصادفة وجد بطولات أساسها إغواء الفتيات مثلاً، أو باللعب على الناس، أو بالاحتيال، فهذه بطولة كذلك، فإن جعل هؤلاء قدوته، فهذه مشكلة كبيرة، وعند الابن فراغ، يجب أن يملأَ فراغه و بالمثل العليا وبالأبطال الحقيقيين، الذين شهد لهم النبيِّ عليه الصلاة والسلام، وشهد لهم القرآن الكريم.

 

 

الأخلاق الفاضلة هي التي تبعد عن الابن الانحلال و الميوعة:

 

 وأهم حديث في هذا الموضوع..

(( لا تَكُونُوا إِمَّعَةً تَقُولُونَ إِنْ أَحْسَنَ النَّاسُ أَحْسَنَّا وَإِنْ ظَلَمُوا ظَلَمْنَا وَلَكِنْ وَطِّنُوا أَنْفُسَكُمْ إِنْ أَحْسَنَ النَّاسُ أَنْ تُحْسِنُوا وَإِنْ أَسَاءُوا فَلَا تَظْلِمُوا ))

(سنن الترمذي عَنْ حُذَيْفَةَ)

 وقد ذكرته في الدرس الماضي ولكن أذكره الآن ليكون الموضوع متكاملاً، وذكرت أيضاً أنَّه لا مانع من اقتباس الثقافة عن الأجانب.. كلمةً أحفظها لأحد الأُدباء رائعة يقول: ثقافة أيَّة أُمَّة ما هي إلا عسل استخلص من زهرات مختلف الشعوب على مرِّ الأجيال، فليس هناك مُلكيَّةٌ للثقافة، أمَّا العادات والتقاليد والأساليب والأخلاق فهذه مرفوضة كلُّها.
 هذا هي الشيءَ الذي يدفع عن أبنائك الميوعة والانحلال.. فأنا لم أرَ أباً يبالغ في ترفيه أولاده، إلا نشؤوا نشأةً لا تُحتمل، فلا تظنَّ إن أطعمته كثيراً، وسمحت له أن يسهر إلى أيَّة ساعةٍ يريد، وأن يطلب أي طلب فينفَّذ فوراً، فهذا الابن بهذه التربية لا تجد أحداً يحتمله، وسوف يواجه حياةً صعبةً جداً، فلا يتحمَّلَ الابنَ إلا الأب والأُم.
 تُروى قصَّةً ذات عمق كبير، أنَّ اثنين تراهنا على حلم الخليفة الأُموي معاوية ابن أبي سفيان.. فدفعا طفلاً غمزهُ وهو يصعدُ المنبَر، وقد كان معاوية وافر الذكاء فقال للغلام: خذ الرهن يا غلام.. ولم يفعل شيئاً، هذا الغلام فعل الأمر نفسه مع خليفةٍ آخر فأمر بقطع رأسه، فقالوا: حلمُ معاويةَ قتلَ الغلام. فالذي قتله ليس الثاني بل الأوَّل.

 

النهي عن الاستغراق في التنعُّم:

 أحياناً الأب بدافع من محبَّته لأولاده، يقوم بترفيههم أكثر من اللازم، ولا يحاسبهم إطلاقاً، وكذلك الأم.. بنومه وأكله وشربه و كلّ طلباته منفَّذة، حتَّى تصبح عنده قناعات أن كل شيء يمكن أن يحصل عليه، فإذا خرج من بيت أبيه للحياة العمليَّة فلا أحد يحتمله، وهذا الابن غالباً ما يخفق في حياته ويصبح منبوذاً، أمَّا إذا ربَّاه الأب تربية صارمة، حسب خطة النبي:

 

 

(( اخشوشنوا فإن النعم لا تدوم ))

 

( الجامع الصغير قريبا من هذا اللفظ عن ابن أبي حدرد )

  وإن عوَّدت أولادك على تلبية جميع طلباتهم، فإن جاء لابنتك خاطب ممتاز، ومحدود الرَّاتب، فلن تستمر ابنتك في العيش معه أبداً، " اخشوشنوا وتمعددوا فإنَّ النعم لا تدوم " هكذا قال النبيِّ، وطِّن نفسك أن تأكُلَ كلَّ شيء مما لديك، من طعام ولو كان بسيطاً، فحسبُ ابن آدم لقيمات يُقمن صلبه، وليس القصد حرمانه، ولكن أن تناقشه في طلباته، هذه هي التربية، أمَّا الميوعة أن تعوِّده على تلبية جميع رغباته، فلذلك النهي عن الاستغراق في التنعُّم وهذا هو الإجراء الثاني.

 

((أَبِو عُثْمَانَ قَالَ: جَاءَنَا كِتَابُ عُمَرَ رَضِي اللَّهُ عَنْهُ وَنَحْنُ بِأَذْرَبِيجَانَ يَا عُتْبَةَ ابْنَ فَرْقَدٍ وَإِيَّاكُمْ وَالتَّنَعُّمَ وَزِيَّ أَهْلِ الشِّرْكِ وَلَبُوسَ الْحَرِيرِ فَإِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَهَانَا عَنْ لَبُوسِ الْحَرِيرِ ))

 

(مسند الإمام أحمد عَنْ أَبِي عُثْمَانَ)

 وفي رواية الإمام أحمد: ذروا التنعُّمَ و زِيَّ أهل العجم.

 

((عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمَّا بَعَثَ بِهِ إِلَى الْيَمَنِ قَالَ: إِيَّاكَ وَالتَّنَعُّمَ فَإِنَّ عِبَادَ اللَّهِ لَيْسُوا بِالْمُتَنَعِّمِينَ ))

 

(مسند الإمام أحمد عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ)

على الإنسان أن ينهى ابنه عن الاستماع للموسيقا والغناء لأنهما يؤديان إلى النفاق:

 أيقظه للصلاة ولا تتركه ينام، وإن أكل أكلاً زائداً عن الحد فقم بتنبيهه وقل له: ستصبح سميناً.. ويكون لك تصرُّفات غير محتملة، فعندما يقوم الأبوان بتربية أولادهما على الاعتدال، والانضباط والخشونة أحياناً، فقد تجد من نشأَ في الفقر أحياناً، كثير اللطف، متواضعاً، ويعرِفُ قيمةَ المال، الحاجات، الطعام.
 والنهي عن الاستماع للموسيقا والغناء.. ولي درس كامل منذ سنوات، جعلتهُ عن الغناء مع التفاصيل والأحكام، فلا يجتمع في إنسان غناءٌ وقرآن.. فهما متناقضان، إمَّا القرآن أو الغناء، والغناء ينبتُ النفاق، ولا سيَّما إذا كان بصوت امرأةٍ فصوتُها في الغناءِ عورة، ولا سيَّما إذا كان بمعانٍ مبتذلة، تثيرُ الغرائز، لكن الصوت الحسن مطلوب ومقبول، فقد قال صلَّى الله عليه وسلَّم: ليُؤذِّن بلالٌ فإنَّه أندى منك صوتاً.
 فالصوتُ الحسن مقبول، في القرآن، أو الأذان، أو في مديحِ رسولِ الله، فنحن لسنا ضدَّ الشيء البريء الصحيح، لكن عندما نوظِّف النغم في معانٍ ساقطة أو في أصوات هي عورة تثير الغرائز، نكون قد صرفنا الإنسان إلى طريقٍ لا يرضي الله عزَّ وجلَّ.
لذلك روى الإمام أحمد بن حنبل.

(( قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ بَعَثَنِي رَحْمَةً وَهُدًى لِلْعَالَمِينَ وَأَمَرَنِي أَنْ أَمْحَقَ الْمَزَامِيرَ وَالْكَبَارَاتِ يَعْنِي الْبَرَابِطَ وَالْمَعَازِفَ وَالأوْثَانَ الَّتِي كَانَتْ تُعْبَدُ فِي الْجَاهِلِيَّةِ وَأَقْسَمَ رَبِّي عَزَّ وَجَلَّ بِعِزَّتِهِ لا يَشْرَبُ عَبْدٌ مِنْ عَبِيدِي جَرْعَةً مِنْ خَمْرٍ إِلا سَقَيْتُهُ مَكَانَهَا مِنْ حَمِيمِ جَهَنَّمَ ))

(رواه الإمام أحمد عَنْ أَبِي أُمَامَةَ)

علينا أن نوظف النغم إن وجد في مدح النبي الكريم و تلاوة القرآن الكريم:

 أنا أقول لكم كلمة والله أعلم.. والله الَّذي لا إله إلا هو لو جمعتَ ذوَّاقي الغناء في العالم، ما طربوا بأُغنياتهم المحبَّبة كما يطرَب المؤمن بكلام الله حينما يتلى عليه، فلا تظن أن المؤمن محروم، فهو والله أَشدُّ ذوقاً، وأكثر طرباً، واستمتاعاً بالقرآن الكريم، وهو يتلى عليه أو وهو يتلوه، وبمديح رسول الله صلَّى الله عليه وسلم حينما يستمعُ إليه، فيمكن أن نوظِّف النغم الذي هو شيء مطرب في الحقِّ، في القرآن، وفي مديح النبيِّ العدنان.

(( يَقُولُ لَيَكُونَنَّ مِنْ أُمَّتِي أَقْوَامٌ يَسْتَحِلُّونَ الْحِرَ وَالْحَرِيرَ وَالْخَمْرَ وَالْمَعَازِفَ وَلَيَنْزِلَنَّ أَقْوَامٌ إِلَى جَنْبِ عَلَمٍ يَرُوحُ عَلَيْهِمْ بِسَارِحَةٍ لَهُمْ يَأْتِيهِمْ))

(رواه البخاريُّ وأحمد وابن ماجة عن أَبي مَالِكٍ الْأَشْعَرِيُّ)

(( مَنْ صَوَّرَ صُورَةً عَذَّبَهُ اللَّهُ بِهَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ حَتَّى يَنْفُخَ فِيهَا وَلَيْسَ بِنَافِخٍ وَمَنْ تَحَلَّمَ كُلِّفَ أَنْ يَعْقِدَ شَعِيرَةً وَمَنِ اسْتَمَعَ إِلَى حَدِيثِ قَوْمٍ يَفِرُّونَ بِهِ مِنْهُ صُبَّ فِي أُذُنِهِ الْآنُكُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ))

(سنن أبي داود عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ)

( والآنُكُ هو: الرصاصُ المذاب )

 هذا شيء.. ولكن الإنسان في أوَّل طريق الإيمان يبلغه أنَّ الغناء حرام فلا يستمع إليه، لكن لو أنَّه كان يحبُّ أُغنيةً معيَّنةً، وسمعها عَرَضاً و طربَ لسماعها، وبعد حين اشمأزُّ منها، فما الذي حدث ؟ الذي حدث أنَّ إيمانه ارتقى، وهناك من يترك المعصية خوفاً من الله وهو يحبُّها، وهناك من يترُكها اشمئزازاً، فمعنى ذلك أنَّ النفس ارتقت إلى مستوى الشرع.

(( من استمع إلى صوتِ غناءٍ لم يؤذنْ له أن يستمع إلى صوت الروحانيين في الجنَّة ))

( سنن الترمذي عن أبي موسى )

أي شيء يقرب الإنسان من المعاصي هو شيء حرام:

 وأقول لكم إن شاء الله: إن الإنسان يصل إلى مستوى لأن يمزَّقَ، أهونُ عليه من أن يصغي إلى صوت غناء، فلا يتحمَّل، ولكن هذه علامة رُقِيُّه، في البدايات يتمنى أن يسمع ما كان محبّباً له، لكن يخشى الله عزَّ وجلَّ، فكلَّما اقترب من أن يشمئزَّ من أُغنيةٍ كان يُحبُّها، فهذه علامة طيبة جداً، أنَّه بدأ في الاقتراب من أجواء القرآن الكريم.. ومن أراد أن يرجع إلى موضوع الغناء بالتفصيل، فيرجع إلى درسنا المسجَّل منذ فترة، والحقيقة لهذا الدرس قصَّة:
 فقد طلب أحد إخواننا الكرام هذا الدرس بإلحاح كثير فقرَّرت هذا الدرس، وهذا الأخ له قريب مغنٍ لامع، فأعطاه الشريط ولكنَّه صادق، فكانت توبته بسبب سماع هذا الشريط، وأقلع عن الغناء، وكانت كل حفلة يغنِّي فيها يدفع له عشرة آلاف دولار، وقد يسَّر الله له أعمالاً طيِّبةً ودخل في عالم الإيمان، فلذلك هذا الشريط له عندي طعم خاصَّ، لأنَّه كان سبباً في هداية مغنٍِّ.
 فأيّ شيء يقرِّبك من المعاصي، ويثير الغرائز و أيّ جهاز مرئي أو مسموع ويحوِّلك عن الله إلى الدنيا والمعصية فهو حرام.. فمثلاً إذا التقط أحد صورةً في عقد قِران، وعقد رجال يا غيرة الله.. التصوير حرام، وهذه الصور المتحرِّكة الملوَّنة التي تراها كلَّ يوم، وفيها عورات تتكشف، وفيها غرائز تُثار، أليست حراماً ؟!! يجب أن تكون منطقيَّاً، فهذه أيضاً صور متحرِّكة وملوَّنة وفيها كلّ الفتن.. فكل جهاز مرئي أو مسموع يقدِّم لك الفتن الَّتي تثير الغرائز، وأردّت بيتاً مسلماً وأولاداً منضبطين، وأن تصلِّي صلاةً تقبل بها على الله، فيجب أن يحظر استعماله في بيتك

نهي الله عز وجل الإنسان عن التخنُّث والتشبُّه بالنساء:

 عندنا نقطة رابعة مهمة جداً وهي: النهيُ عن التخنُّث والتشبُّه بالنساء، لا تجد أجمل من شابٍ أنيقٍ، ولا تجد أبشع من شاب بالغ في الأناقة حتى اقترب من النساء، فلا يخرج من البيت إلا بكوي شعره، يسرِّحه ويخرج بعد أن يقف ساعات أمام المرآة !
ولذلك فقد جاء في الصحيحين:

(( قَدِمَ مُعَاوِيَةُ الْمَدِينَةَ فَخَطَبَنَا وَأَخْرَجَ كُبَّةً مِنْ شَعَرٍ فَقَالَ مَا كُنْتُ أُرَى أَنَّ أَحَدًا يَفْعَلُهُ إِلا الْيَهُودَ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَلَغَهُ فَسَمَّاهُ الزُّورَ ))

(صحيح مسلم عن سعيد بن المسيب)

  وفي لفظٍ آخر لمسلم أنَّ معاوية رضي الله عنه قال: ذات يومٍ: إنَّكم قد أحدثتم زِيَّ سوءٍ وإنَّ النبيَّ صلَّى الله نهى عن الزُّور:

 

(( لَعَنَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمُخَنَّثِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالْمُتَرَجِّلاتِ مِنَ النِّسَاءِ وَقَالَ أَخْرِجُوهُمْ مِنْ بُيُوتِكُمْ قَالَ فَأَخْرَجَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فُلانًا وَأَخْرَجَ عُمَرُ فُلانًا ))

 

(رواه البخاري وأبو داود والترمذي وعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ)

  أي إنَّ هذه التي ترتدي ثياب الرجال في الطُرقات، وهذه الثياب تصف حجم عوراتها كلِّها أليست ملعونةً عند الله عزَّ وجلَّ ؟.. لعن الله المخنَّثين من الرجال والمترجِّلات من النساء.
 وفي لفظٍ آخر: لعن الله المتشبِّهات من النساء بالرجال، والمتشبِّهين من الرجال بالنساء:

 

(( حُرِّمَ لِبَاسُ الْحَرِيرِ وَالذَّهَبِ عَلَى ذُكُورِ أُمَّتِي وَأُحِلَّ لإنَاثِهِمْ...))

 

(رواه أبو داود عَنْ أَبِي مُوسَى الأشْعَرِيِّ)

  الحرير والذهب، تجد البعض يلبس خاتماً من الذهب بيده، وزِرَّان من أزرار قميصه مفتوحان، ويعلك بفمه علكةً، وظهره إن ركع يكشف، فأي شاب هذا؟!

 

أجمل ما في الفتاة حياؤها و أجمل ما في الفتى رجولته و فتوته:

 بالطَّبع إذا قلنا تربية الأولاد، فنقصد بذلك الأولاد ذكوراً وإناثاً، الذكور لهم تربيةٌ خاصَّةٌ.. تقوم على الرجولة والإقدام والفتوَّة، والإناث لهن تربية خاصَّة تنهض على الحياء والخجل والتستُّر والأدب، فأجمل ما في المرأة حياؤها..

 

 

فَجَاءَتْهُ إِحْدَاهُمَا تَمْشِي عَلَى اسْتِحْيَاءٍ

 

(سورة القصص: الآية 25)

  فما الَّذي يلفت نظر الرجل في المرأة ؟ حياؤها، ويعبِّرون عنها تعبيراً جديداً: أُنوثتها.. أحياناً تتمتع الفتاة بأجمل مظهر، وإذا فقدت أُنوثتها فإذا هي غير مرغوبةٍ عند الرجال، فأجمل ما في المرأة أُنُوثتها وحياؤها وأدبُها.. فالله سبحانه وتعالى يقول:

 

يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلَابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا (59)

(سورة الأحزاب)
 هذه الآية قد فسَّرتها تفسيراً لطيفاً، أنه إذا رأيت في الطريق شاباً يرتدي لباس الدراسة، فهذه الثياب هي أقل دليل على أنَّه طالب علم، وقد يكون راسباً، أو حاصلاً على علامة صفر في جميع المواد، ولكن كونه يرتدي هذه البذلة فمعنى ذلك أنَّه طالب.

 

 

حجاب المرأة المسلمة دليل إيمانها بالله عز وجل:

 

 المرأة المسلمة حينما ترتدي الحجاب فهذا أقلَّ ما يشير إلى أنَّها مؤمنة، وبقي عليها أن تكون زوجةً صالحة وتفقه أمر دينها، و حقَّ زوجها، وأولادها وتربِّيهم التربية العالية، أي أنَّ عليها أن تجتاز طريقاً طويلاً، ولكن أقلَّ شيء تعرف به أنَّها مؤمنة: حجابها.. كما قال تعالى:

يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلَابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا (59)

(سورة الأحزاب)

  فالطبيب أقلَّ شيء تعرفه به أنَّه طبيب هذه السمَّاعة، وكتابته الوصفة الطبيَّة، وقد تكون شهادته متواضعة أو معلوماته قليلة.. وأحياناً يضع المحامي ميزاناً وهو أقلَّ مظهر يعرف به أنَّه محامٍ.. وأحياناً تجد في جيب المدرِّس أُصبعاً أو قطعةً من الحوَّار فمعنى ذلك أنَّه مدرِّس، إذاً فحجاب المرأة أقل ما يشير إلى أنها مؤمنة، وليس أكثر ما يشير.

 

على الإنسان أن يؤدب ابنه على غض بصره و حفظ فرجه:

 

 

 ثمَّ يقول الله عزَّ وجلَّ:

قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ (30)

(سورة النور)

 ويجب أن تؤدِّب أولادك على هّذا، ذكوراً وإناثاً، وفي الأحاديث الشريفة فيما رويَ:

 

(( كَانَ الرُّكْبَانُ يَمُرُّونَ بِنَا وَنَحْنُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُحْرِمَاتٌ فَإِذَا حَاذَوْا بِنَا سَدَلَتْ إِحْدَانَا جِلْبَابَهَا مِنْ رَأْسِهَا عَلَى وَجْهِهَا فَإِذَا جَاوَزُونَا كَشَفْنَاهُ ))

 

(رواه البخاري عن عائشة)

  و:

 

(( كنَّا نخمِّر وجوهنا، أي نغطِّيها، ونحن محرمات مع أسماء بنت أبي بكر الصدِّيق رضي الله عنهما ))

 

(الموطأ للإمام مالك عن فاطمة بنت المنذر )

(( تسدلُ المرأة جلبابها من فوقِ رأسها على وجهها ))

( أخرجه البخاري عن عائشة في فتح الباري )

((مِنْ أَهْلِ النَّارِ لَمْ أَرَهُمَا قَوْمٌ مَعَهُمْ سِيَاطٌ كَأَذْنَابِ الْبَقَرِ يَضْرِبُونَ بِهَا النَّاسَ وَنِسَاءٌ كَاسِيَاتٌ عَارِيَاتٌ مُمِيلاتٌ مَائِلاتٌ رُءُوسُهُنَّ كَأَسْنِمَةِ الْبُخْتِ الْمَائِلَةِ لا يَدْخُلْنَ الْجَنَّةَ وَلا يَجِدْنَ رِيحَهَا وَإِنَّ رِيحَهَا لَيُوجَدُ مِنْ مَسِيرَةِ كَذَا وَكَذَا ))

(رواه الإمام أحمد عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ)

جمال المرأة في حشمتها و ورعها:

 يقولون فلانة شريفة.. ولكنها تلبس ثياباً تحرِّك الجماد، فأيُّ شرفٍ هذا، تثيرُ الغرائز وهي لا تدري، كم من زوج كره زوجته من امرأةٍ متبرِّجةٍ في الطريق، وكم من شابٍ التفت إلى أشياء أُخرى وقد كان ينبغي له أن يبني مستقبله عن طريق امرأةٍ متبرِّجة ومتهتِّكة ومتفلِّتة.

(( نساءٌ كاسياتٌ عارياتٌ، مائلاتٌ مميلاتٌ، رؤوسُهُنَّ كأسنمة البخت المائلة، لا يدخُلنَ الجَّنةَ، ولا يجدنَ ريحها، وإنَّ ريحها ليوجد من مسيرة خَمس ماِئَةِ عام ))

(موطأ مالك عن أبي هريرة).

 إن تبرز المرأةُ مفاتنها في الطرقات، فهي تقوم بهدم مجتمع دون أن تدري:

 

وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى وَأَقِمْنَ الصَّلَاةَ وَآتِينَ الزَّكَاةَ وَأَطِعْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا (33) وَاذْكُرْنَ مَا يُتْلَى فِي بُيُوتِكُنَّ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ وَالْحِكْمَةِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ لَطِيفًا خَبِيرًا (34)

 

(سورة الأحزاب)

  وعند أهلِ الذّوق.. لا تبدو المرأة بحالةٍ أجملَ من أن تكون في وضعٍ محشوم.. فالحشمة لها جمالها، فحينما تبدو محشومةً منضبطة تبدو وكأنَّها ملكة.

 

البعد عن الاختلاط لأنه ما خلا رجل بامرأة إلا دخل الشيطان بينهما:

 

 وفي توجيهات النَّبي عليه الصلاة والسلام:

((عُمَر بْنَ الْخَطَّابِ رَضِي اللَّهُ عَنْهُ خَطَبَ النَّاسَ بِالْجَابِيَةِ فَقَالَ قَامَ فِينَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِثْلَ مَقَامِي فِيكُمْ فَقَالَ اسْتَوْصُوا بِأَصْحَابِي خَيْرًا ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ ثُمَّ يَفْشُو الْكَذِبُ حَتَّى إِنَّ الرَّجُلَ لَيَبْتَدِئُ بِالشَّهَادَةِ قَبْلَ أَنْ يُسْأَلَهَا فَمَنْ أَرَادَ مِنْكُمْ بَحْبَحَةَ الْجَنَّةِ فَلْيَلْزَمِ الْجَمَاعَةَ فَإِنَّ الشَّيْطَانَ مَعَ الْوَاحِدِ وَهُوَ مِنَ الاثْنَيْنِ أَبْعَد لا يَخْلُوَنَّ أَحَدُكُمْ بِامْرَأَةٍ فَإِنَّ الشَّيْطَانَ ثَالِثُهُمَا وَمَنْ سَرَّتْهُ حَسَنَتُهُ وَسَاءَتْهُ سَيِّئَتُهُ فَهُوَ مُؤْمِنٌ ))

(سنن الترمذي عَنِ ابْنِ عُمَرَ)

(( إِيَّاكُمْ وَالدُّخُولَ عَلَى النِّسَاءِ فَقَالَ رَجُلٌ مِنَ الأَنْصَارِ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَفَرَأَيْتَ الْحَمْوَ قَالَ الْحَمْوُ الْمَوْتُ ))

(صحيح البخاري عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ)

 لأنَّ المنزلق هنا أشدَّ.. أُخت زوجته، أو أخو زوجها، حتَّى لو جلس الإنسان، أو تنزَّه في الطرقات، فذلك مما يجرح عدالته، لوجود الكاسيات العاريات فيها.

 

(( إِيَّاكُمْ وَالْجُلُوسَ عَلَى الطُّرُقَاتِ فَقَالُوا مَا لَنَا بُدٌّ إِنَّمَا هِيَ مَجَالِسُنَا نَتَحَدَّثُ فِيهَا قَالَ فَإِذَا أَبَيْتُمْ إِلا الْمَجَالِسَ فَأَعْطُوا الطَّرِيقَ حَقَّهَا قَالُوا وَمَا حَقُّ الطَّرِيقِ قَالَ غَضُّ الْبَصَرِ وَكَفُّ الأَذَى وَرَدُّ السّلامِ وَأَمْرٌ بِالْمَعْرُوفِ وَنَهْيٌ عَنِ المنكر))

 

(رواه البخاري ومسلم عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ)

  يذكر في موضوع الخلوة بامرأة، أنه يوجد كتابٌ شهيرٌ جدّاً اسمه " الإنسان ذلك المجهول " لألكسي كاريلي، وهذا الرجل متخصِّصٌ في علم النفس، وهو يُعَدُّ من أقوى الكتب الَّتي تؤكد القيم، يقول في هذا الكتاب:
 "عندما تتحرَّك الغريزة الجنسيَّة لدى الإنسان، تُفرزُ نوعاً من المادَّة التي تتسرَّبُ بالدم، إلى دماغه، فتُخَدِّره، فلا يعود قادراً على التفكير الصائب."
 وقائل ذلك طبيب، وقد ثبت علمياً أنَّه عندما يثار الإنسان تفرز مادَّةٌ في دمه، وتصل إلى دماغه، فتشُلُّ حركته، ومن هنا جاء قول النبيُّ عليه الصلاة والسلام:

 

(( ما خلا رجل بامرأة إلا دخل الشيطان بينهما ))

 

(رواه الطبراني عن أبي أمامة الباهلي)

  فقد يتعطَّل الدماغ، ويقوم الإنسان بارتكاب حماقةٍ يتمزَّق بعدها.. ويؤنِّب نفسه ويقول: كيف فعلت ذلك ؟ السَّبب أنَّه قد خلا، فتحرَّكت الغريزة الجنسيَّة لديه.
 وأحد رؤساء الجمهوريَّات في أمريكا قام بتأليف كتاب وذكر فيه: أنَّ مستقبل أمريكا في خطر، لأنَّ شبابها مائعٌ، منحل، غارقٌ في الشهوات، لا يقدِّر المسؤوليَّة الملقاة على عاتقه، وأنَّ من بين كلّ سبعة شبابٍ، يتقدَّمون للتجنيد، يوجد ستةٌ غير صالحين، لأنَّ الشهوات الَّتي أُغرقوا فيها أفسدت لياقتهم الطبِّية.

 

المجتمع أساسه الأُسرة فإذا صلحت صلح المجتمع:

  درسنا اليوم كان عن: الميوعة والانحلال والتقليد الأعمى، و النهيُ عن التنعُّم غير المعقول، وسماع الغناء، والاختلاط، وعدم غضِّ البصر.. هذه كلُّها تورث الميوعة في الأطفال، ذُكوراً كانوا أو إناثاً.
 وأرجو الله سبحانه وتعالى أن ينفعنا بما علَّمنا، وأن تُؤول هذه الحقائق إلى سلوك في بيوتنا، وأقول لكم: إنَّ المجتمع أساسه الأُسرة، فإذا صلحت صلح المجتمع، والأُسرة ضمن مملكتنا، وبإمكان كلٍ منَّا أن يعمل جاهداً كيْ يحمل أفراد أُسرته: زوجته وأولاده ذكوراً وإناثاً على طاعة الله، والجهود الجبَّارة الَّتي يبذلها الأب في تربية أبنائه هذه لا تضيع سدى:

 

 

وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُمْ بِإِيمَانٍ أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَمَا أَلَتْنَاهُمْ مِنْ عَمَلِهِمْ مِنْ شَيْءٍ كُلُّ امْرِئٍ بِمَا كَسَبَ رَهِينٌ (21)

 

(سورة الطور)

 أي إنَّ ذريَّتك هي ذخرك يوم القيامة، تسعد بها إلى أبد الآبدين

 

الاستماع للدرس

00:00/00:00

تحميل النص

إخفاء الصور