وضع داكن
28-03-2024
Logo
صلاح الأمة - الدرس : 19 - الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر
   
 
 
 بسـم اللـه الرحمـن الرحيـم  
 

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين.

مبدأ الأثنينية:

أيها الإخوة الكرام، من الثابت أن في الحياة الدنيا ما يسمى بالاثنينية، أي ؛ حق وباطل، خير وشر، صواب وخطأ، رحمة وقسمة، إنصاف وظلم، كل القيم لها شكل إيجابي وشكل سلبي، السبب أن البشر على اختلاف شكلهم ونحلهم نموذجان: 

﴿ فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى* وصَدَّقَ بِالْحُسْنَى ﴾

﴿ وَأَمَّا مَنْ بَخِلَ وَاسْتَغْنَى * وَكَذَّبَ بِالْحُسْنَى﴾

( سورة الليل )

شاءت حكمة الله أن يكون الناس بحسب اختيارهم، وبحسب أن البشر حملوا الأمانة، وقد عرض الله عليهم الأمانة في عالم الأزل.

﴿ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنْسَانُ﴾

( سورة الأحزاب الآية: 72 )

الحق والباطل:

1 – الإنسان قبضة من تراب ونفخة من روح:

صنف البشر صنف متميز فيه قبضة من تراب الأرض، وفيه نفخة من روح الله، فيه عقل وفيه شهوة.

2 – اجتماع الصنفين المتناقضين في الأرض في زمن واحد:

وبينهما صراع أزلي أبدي، وبين البشر صراع أزلي أبدي، هكذا أراد الله، والمؤمن بالتعبير المعاصر يحترم قرار الله، ذلك أنه كان من الممكن أن يكون المؤمنون في كوكب، والكفار في كوكب، وليس هناك أيّ مشكلة، وكان من الممكن أن يكون الكفار في قارة، والمؤمنون في قارة، وكان من الممكن أن يكون المؤمنون في حقبة والكفار في حقبة، ولكن الله أراد أن نعيش معاً على أرض واحدة وفي زمن واحد.

3 – الصراع بين الحق والباطل من لوازم الاجتماع البشري:

إذاً من لوازم هذا الاجتماع الصراع، فمن آدم إلى يوم القيامة هناك صراع بين الحق والباطل، هناك معركة بين الحق والباطل، هذه حقيقة مسلّم بها، نحن أمام هذا الواقع ماذا ينبغي أن نعمل ؟.

الامر بالمعروف والنهي عن المنكر من أركان الإسلام:

الحقيقة أن الإنسان مخلوق للجنة، والجنة تحتاج إلى عمل، ومن أعظم الأعمال أن تدعّم الحق، وأن تضعف الباطل، أن تأمر بالمعروف، وأن تنهى عن المنكر، لذلك يكاد الأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر يكون الركن السادس في الإسلام، بل إن علة خيرية هذه الأمة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.

﴿ كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ ﴾

( سورة آل عمران الآية: 110 )

لقد أصبحتم بهذه الرسالة خير أمة أخرجت للناس

﴿ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ﴾

( سورة آل عمران الآية: 110 )

من نتائج إلغاء الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر:

1 – وجود خلل كبير في الإيمان:

أقول لكم وبلا تردد: الذي يلغي منحياته كلياً الأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر في إيمانه خلل كبير جداً.

2 – انتشار دوائر الباطل وتناميها:

أضرب مثلاً:
تأتيك ابنة أخيك زائرة، وهي ترتدي ثياباً فاضحة، أنت لا يعنيك هذا الوضع غير معقول، يعنيك أن تسلم في علاقتك مع أخيك، فترحب بها، وتثني عليها، وعلى جمالها، وعلى دراستها، ولا يعنيك أبداً أن تلفت نظرها إلى ثيابها، هذا الوضع السائد في المجتمع، هذا الوضع يجعل دوائر الباطل تتنامى، ودوائر الحق تضيق ز
لا بد لهذا الحق من أن يستمر، ولا بد من أجل استمراره من أن تأمر بالمعروف، وأن تنهى عن المنكر، والذي لا يفكر أبداً في إزجاء نصيحة، أو لفت نظر، أو تعليق هو إنسان في إيمانه خلل كبير.

3 – سبب لهلاك الأمم:

أساساً أحد أسباب هلاك الأمم:

﴿ كَانُوا لَا يَتَنَاهَوْنَ عَنْ مُنْكَرٍ فَعَلُوهُ ﴾

( سورة المائدة الآية: 79 )

أحد أسباب هلاك الأمم، لقول النبي عليه الصلاة والسلام:

(( إنّمَا أَهْلَكَ الّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ أَنّهُمْ كَانُوا إذَا سَرَقَ فِيهِمُ الشّرِيفُ تَرَكُوهُ، وإذَا سَرَقَ فِيهِمُ الضّعِيفُ أَقَامُوا عَلَيْهِ الحَدّ، وايْمُ الله، لَوْ أنّ فَاطِمَةَ بِنْتَ مُحَمّدٍ سَرَقَتْ لَقَطَعْتُ يَدَهَا ))

[ متفق عليه ]

لذلك قد يغفل المسلمون عن فريضة سادسة، أو عن ركن سادس من أركان الإيمان، وهو الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والمسلمون حينما تركوا الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، أو لدرجة أسوأ، حينما أمروا بالمنكر، ونهوا عن المعروف، أو بدرجة أسوأ وأسوأ حينما أصبح المعروف عندهم منكراً، والمنكر معروفاً فقد تودع منهم.

من علامات قيام الساعة: تكذيب الصادق الكاذب:

أيها الإخوة، من علامات قيام الساعة: أن الصادق يُكذب، والكاذب يُصدق لماذا ؟ من ترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، الناس يتملقون القوي والغني، فكل أخطاء القوي تبرر، وكل أخطاء الغني تبرر.
لذلك يقول عليه الصلاة والسلام :

(( كيف بكم إذا لم تأمروا بالمعروف، ولم تنهوا عن المنكر، قالوا: أوكائن ذلك ـ كاد الصحابة يصعقون ـ قال: وأشد منه سيكون، قالوا: وما أشد منه ؟ قال: كيف بكم إذا أمرتم بالمنكر ونهيت عن المعروف، قالوا: أوكائن ذلك يا رسول الله ؟ قال: وأشد منه سيكون، قالوا: وما أشد منه ؟ قال: كيف بكم إذا أصبح المعروف منكراً والمنكر معروفاً ))

[ علل ابن أبي حاتم ]

شعار جاهلي قديم لمسلمي العصر الحديث:

وأنا أضع بين أيديكم بيت شعر، دخل قائله السجن في عهد عمر، وعد من أهجى الشعر في الأدب العربي، ماذا قال الشاعر ؟ قال لرجل: 

دع المكارم لا ترحل لبغيتها واقعد فإنك أنت الطاعم الكاسي
***

هذا البيت الذي دخل صاحبه السجن شعار كل مسلم، دعك من هذا انجُ بنفسك لا تدخل فيما لا يعنيك، فلما قوي الباطل، والقوي الغير مؤمن فعل كل المنكرات، والناس يتنافسون في الثناء عليه، والغني غير مؤمن فعل كل المعاصي والآثام، والناس يتنافسون في الثناء عليه.
في هذه البلدة إنسان عنده مسبح مختلط، يسبح الرجال مع النساء، والنساء بثياب السباحة الفاضحة، أقام مولدا في المسبح، ودعا الناس، وكثير منهم الذين أثنوا عليه.
يمكن أن يعقد عقد قران، ويؤتى بالمغنيات، يقول رجل في هذه البلدة: بذكاء وبحنكة استطاع أن يقنع مطربة أجرتها مئة ألف دولار في السفرة، 60 ألف دبرها لعرس ابنه، مطربة تغني بعرس، وتأخذ ستين ألف دولار، ومئات الشباب يتمنون غرفة يتزوجون فيها ! هذا شيء واقع.
لذلك: 

(( كيف بكم إذا أصبح المعروف منكراً والمنكر معروفاً ))

ما لم نأمر بالمعروف، وما لم ننهَ عن المنكر فقد تودع منا 

﴿ كَانُوا لَا يَتَنَاهَوْنَ عَنْ مُنكَرٍ فَعَلُوهُ ﴾ 

( سورة المائدة الآية: 79 )

4 – سبب تأخر المسلمين:

لذلك: الأمة الإسلامية حينما تركت الأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر أصبحت كما ترون، بل أصبحت أمةً كأية أمة خلقها الله عز وجل، ليس لها أدنى ميزة والدليل:

﴿ وَقَالَتِ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى نَحْنُ أَبْنَاءُ اللَّهِ وَأَحِبَّاؤُهُ قُلْ فَلِمَ يُعَذِّبُكُمْ بِذُنُوبِكُمْ بَلْ أَنْتُمْ بَشَرٌ مِمَّنْ خَلَقَ ﴾

( سورة المائدة الآية: 18 )

أنتم من هذه الأمم الشاردة عن الله عز وجل.

ايات قراّنية تحض على الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر:

إخواننا الكرام، قد تفاجئون ببضع عشرات الآيات التي تحض على الأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر.

﴿ وَلْتَكُنْ ﴾

الآية الأولى:

فعل أمر، وكل أمر في القرآن الكريم يقتضي الوجوب:

﴿ وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ﴾

( سورة آل عمران )

الآية الثانية:

أيها الإخوة.

﴿ لَيْسُوا سَوَاءً مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ أُمَّةٌ قَائِمَةٌ يَتْلُونَ آيَاتِ اللَّهِ آنَاءَ اللَّيْلِ وَهُمْ يَسْجُدُونَ * يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ ﴾

( سورة آل عمران )

ثمة قصة أرويها كثيراً: سائق سيارة على خط دمشق بيروت، في أيام ليس هناك إقبال على السفر، ينتظر الركاب، جاءه شاب وشابة ليركبا معه إلى الشام، لكنهما طلبا منه أن ينتظر قليلاً، لأنهم ينتظرون محفظة يأتي بها إنسان خلال ربع ساعة، فانتظر، تأخر الذي يأتي بالمحفظة قليلاً، فلما وصل، وعلى رأسه المحفظة، هذا الشاب ما كان منه إلا أن وكز هذا الإنسان الشيخ صاحب السبعين سنة، وعنفه على تأخره، السائق ما انتبه، أخذ المحفظة، وانطلق بالسيارة، وصلوا إلى رأس الجبل سمع السائق المرأة تقول للشاب : معقول أن تضرب أباك ؟ هذا السائق غير متعلم، وقف، وقال له: تفضل، وانزل، هذه الأجرة، الآن نصاب بحادث، تضرب أباك ؟ هذا السائق على جهله، وعلى ضعف ثقافته لما فعل هذا الموقف ما طمع بالأجرة، أعطاه الأجرة، وقال له: انزل.
لو أن الإنسان أخذ موقفا فقط، أنا لا أقول: أن تكون عنيفاً، فقط أخذ موقفا الوضع يختلف.
لما زارت البنت عمها فأعرض عنها، وظهر انزعاجه الشديد من ثيابها صار هناك مشكلة.
أما الآن فالإنسان يفعل ما يشاء، ولا مشكلة أبداً، يفعل ما يشاء، يخترق كل الحدود، يتجاوز كل التعليمات، يفعل كل المعاصي، وع ذلك هو محترم، معزز، مكرم، مبجل، مثل هذه الأمة لا تستحق أن تنال نصر الله عز وجل:

﴿ كَانُوا لَا يَتَنَاهَوْنَ عَنْ مُنكَرٍ فَعَلُوهُ ﴾

إخواننا الكرام، بالضبط حينما نأمر بالمعروف، وننهى عن المنكر تضيق دوائر الباطل، وتتسع دوائر الحق، وحينما نسكت تتسع دوائر الباطل وتضيق دوائر الحق.

الآية الثالثة:

﴿ وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاة ﴾

( سورة التوبة الآية: 71 )

الآية الرابعة:

﴿ إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ ﴾

في نهاية الآيات:

﴿ التَّائِبُونَ الْعَابِدُونَ الْحَامِدُونَ السَّائِحُونَ الرَّاكِعُونَ السَّاجِدُونَ الْآمِرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّاهُونَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَالْحَافِظُونَ لِحُدُودِ اللَّهِ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ ﴾

( سورة التوبة )

الآية الخامسة:

﴿ فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ أَنْجَيْنَا الَّذِينَ يَنْهَوْنَ عَنِ السُّوءِ وَأَخَذْنَا الَّذِينَ ظَلَمُوا بِعَذَابٍ بَئِيسٍ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ ﴾

( سورة الأعراف )

الآية السادسة:

﴿ لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُودَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ * كَانُوا لَا يَتَنَاهَوْنَ عَنْ مُنْكَرٍ فَعَلُوهُ ﴾ 

( سورة المائدة )

أقيم عرس من نوع الخمس نجوم، جيء بالراقصات، والعرس مختلط ، والنساء شبه عرايا، ووزع الخمر، ونقل هذا الاحتفال في عدة صحف، صوّر هؤلاء المحتفون ونساءهم كاسيات عاريات في صفحات كبيرة، هذا عرس النساء، لكن قبل أيام كان هناك عقد قران، وقد أثني على الأسرتين المتصاهرتين العريقتين، والحديث عنهما كان غير معقول إطلاقاً، هذا الذي ينطق بالمديح من دون دليل، من دون دراسة، من دون تريث يضع مكانته في الوحل دون أن يشعر، وعلى البطاقة: الطيبون للطيبات، والخمر تدار، والراقصات والاختلاط، وعلى البطاقة الطيبون للطيبات.
صار الدين فلكلورا.
مرة صعقت عندما قرأت خبراً أن القرآن الكريم قرأ في باريس على أنه فلكلور شرقي، مثل هذه الأمة لا تستحق أن تنال نصر الله عز وجل.

الآية السابعة:

﴿ لَوْلَا يَنْهَاهُمُ الرَّبَّانِيُّونَ وَالْأَحْبَارُ عَنْ قَوْلِهِمُ الْإِثْمَ وَأَكْلِهِمُ السُّحْتَ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَصْنَعُونَ ﴾

( سورة المائدة )

ما الذي يحصل أحياناً ؟ الذي يعمل في الحق الديني، يريد سلامته فقط، فلا يتدخل أبداً في شؤون من حوله، لذلك الذي يقع أن الشرع هنا، وأن الناس هنا، مهمة الداعية أن يرفع الناس إلى مستوى الشرع، هذه مهمة شاقة، لكن في طريقة أيسر الشرع هنا والناس هنا، عن طريق الفتاوى يتجه الشرع إلى الناس.
لذلك أنا أقول دائماً: أي إنسان يسأل عن فتوى أطمئنه، لا تقلق هناك فتوى لكل معصية، تريد الفتوى أم التقوى ؟ الفتوى موجود فتوى لكل معصية، حتى أكبر معصية على الإطلاق وهي الاستثمار الربوي، الذي توعد الله مرتكبه بالحرب.

﴿ فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا فَأْذَنُوا بِحَرْبٍ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ ﴾

( سورة البقرة الآية: 279 )

بين الفتوى والتقوى:

أكبر معصية على الإطلاق هناك فتوى من أعلى مرجعية إسلامية من بلد إسلامي بأن إيداع المال بالبنك، وقبض الفوائد باسم عوائد ما فيها شيء، وعلى إثر هذه الفتوى أودع بالبنوك في اليوم التالي 83 مليارا، فإذا أكبر معصية على الإطلاق مغطاة بالفتوى.
فأنا أقول: أي إنسان يبحث عن فتوى أطمئنه، هناك فتوى لأكبر معصية ، البطولة أن يكون معك التقوى، وسوف أذكركم بأنك أنك لو استطعت أن تنتزع من فم سيد الخلق، وحبيب الحق فتوى لصالحك، من فم من ؟ سيد الخلق، وحبيب الحق فتوى من فمه الشريف لصالحك، ولم تكن محقاً لا تنجو من عذاب الله، والدليل:

(( لَعَلّ بَعْضَكُمْ أَلْحَنُ بِحُجّتِهِ مِنْ بَعْضٍ فَمَنْ قَضَيْتُ لَهُ مِنْ حَقّ أَخِيهِ شَيْئا فَلاَ يَأَخُذْهُ فَإنّمَا أَقْطَعُهُ بِهِ قِطْعَةً مِنَ النّارِ ))

[ متفق عليه ]

الآية الثامنة:

﴿ فَلَوْلَا كَانَ مِنَ الْقُرُونِ مِنْ قَبْلِكُمْ أُولُو بَقِيَّةٍ يَنْهَوْنَ عَنِ الْفَسَادِ فِي الْأَرْضِ إِلَّا قَلِيلاً مِمَّنْ أَنْجَيْنَا مِنْهُمْ وَاتَّبَعَ الَّذِينَ ظَلَمُوا مَا أُتْرِفُوا فِيهِ وَكَانُوا مُجْرِمِينَ ﴾

( سورة هود )

الآية التاسعة:

﴿ الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ﴾

( سورة الحج )

هذا بعض ما في القرآن من أمر بالمعروف ونهي عن المنكر.

احاديث نبوية تحض على الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر:

الحديث الأول:

أما النبي العدنان فيقول عليه الصلاة والسلام :

(( إن أهل المعروف في الدنيا هم أهل المعروف في الآخرة، وإن أهل المنكر في الدنيا أهل المنكر في الآخرة))

[ أخرجه الطبراني عن أبي هريرة ]

الحديث الثاني:

ويقول عليه الصلاة والسلام:

(( أحب الأعمال إلى الله إيمان بالله، ثم صلة الرحم، ثم الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ))

[ الجامع الصغير عن رجل من خثعم ]

الحديث الثالث:

(( إن الدال على الخير كفاعله ))

[ أخرجه الترمذي عن أنس ]

الحديث الرابع:

(( إذا عملت الخطيئة في الأرض كان من شهدها فكرهها كمن غاب عنها، ومن غاب عنها فرضيها كان كمن شهدها ))

[ أخرجه أبو داود عن العرس بن عميرة ]

أنت في الشام سمعت بقصة في كندا، أن إنسانا احتال، وجمع ثروة جيدة، أنت قلت: والله هذا ذكي، هل تصدق أنك بهذا التعليق كأنك عند الله شهدت هذا المنكر، ولم تنكره.

(( إذا عملت الخطيئة في الأرض كان من شهدها فكرهها كمن غاب عنها، ومن غاب عنها فرضيها كان كمن شهدها ))

الحديث الخامس:

(( من أعان على قتل مسلم بشطر كلمة لقي الله يوم القيامة مكتوب في جبهته: آيس من رحمة الله ))

[ رواه ابن أبي عاصم في الديات عن أبي هريرة ]

الحديث السادس:

(( من أعان ظالما سلطه الله عليه ))

[ أخرجه ابن عساكر عن ابن مسعود ]

الحديث السابع:

((ِ إنَّ النَّاسَ إذَا رأوا الظَّالِمَ فَلَمْ يأخُذُوا على يَدَيْهِ أوْشَكَ أنْ يَعُمَّهُمُ اللَّهُ بِعِقابٍ مِنْهُ"))

[ رواه أبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجه عن أبي بكر الصديق رضي اللّه عنه ]

الحديث الثامن:

((ِ ما من قوم يعمل فيهم بالمعاصي هم أعز وأكثر ممن يعمله ثم لم يغيروه إلا عمهم الله تعالى منه بعقاب ))

[ أخرجه أحمد، وأبو داود، وابن ماجة وابن حبان، عن جرير ]

الحديث الثامن:

((ِ مَنْ رأى مِنْكُمْ مُنْكَراً فَلْيُغَيِّرْهُ بِيَدِهِ، فإنْ لَم يَسْتَطِعْ فَبِلِسانِه، فإنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَبِقَلْبِهِ، وَذلكَ أضْعَفُ الإِيمَان ))

[ رواه مسلم، عن أبي سعيد الخدري رضي اللّه عنه ]

الحديث العاشر:

((وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَتَأْمُرُنَّ بالمَعْرُوفِ، وَلَتَنْهَوُنَّ عَنِ المُنْكَرِ، أَوْ لَيُوشِكَنَّ اللَّهُ تَعالى أن يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عِقاباً مِنْهُ، ثُمَّ تَدْعُونَهُ فَلا يُسْتَجَابَ لَكُ ))

[ رواه الترمذي عن حذيفة ]

الآن في الحروب التي عانى منها المسلمون لم يخلُ جامع ومسجد في الخمس قارات ما ابتهل إلى الله بالدعاء ! الله ما استجاب، مهما دعوت، إن لم تأمر بالمعروف وتنه عن المنكر فلن يستجاب لك .

لا للعنف، نعم للرفق والكلمة الطيبة:

أيها الإخوة الكرام، أنا لا أدعوكم إلى العنف أبداً، لكن كلمة ليكن لك موقف الحد الأدنى لا ترحب ترحيباً غير معقول بمن يفعل المنكرات.
أحيانا يزور البيت إنسان منحرف، المعاصي كلها في بيته، ويلقى الترحيب، أهلاً وسهلاً، ابنك يعلم ماذا يفعل هذا الزائر، تقول له هذا الكلام ؟ أنت أوقعت الابن في إشكال كبير، لذلك لا بد من الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بحكمة، إلا أنك إذا أمرت بالمعروف، ونهيت عن المنكر فنتج عن هذه فتنة أشد من المنكر الذي أنكرته فالأولى أن تنكره بقلبك.

الاستماع للدرس

00:00/00:00

تحميل النص

اللغات المتوافرة

إخفاء الصور