وضع داكن
16-04-2024
Logo
صلاح الأمة - الدرس : 33 - التوكل والأخذ بالأسباب
   
 
 
 بسـم اللـه الرحمـن الرحيـم  
 

 الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين.
أيها الإخوة الكرام، مع درس جديد من دروس صلاح الأمة في علو الهمة.

التوكل:

 الموضوع اليوم هو التوكل.

 

1 – الفهمُ السقيم للتوكل سبب تخلف المسلمين:

 ولا أكتمكم أن أحد أسباب تخلف أمة المسلمين فهمٌ سقيم لموضوع التوكل، الفهم السقيم لموضوع التوكل شلّ هذه الأمة وجعلها أمة مستسلمة لفعل أعدائها، ولا تملك إلا ردود فعل، لذلك لا يمكن أن يحترم دين هذه الأمة إن لم تكن قوية، من حين لآخر جاءوا بامرأة في كنيسة، وألقت خطبة الجمعة، وأمّت المصلين، ثم دنسوا المصحف، ثم رسموا النبي الكريم برسوم شائنة، ثم طلع علينا البابا بتصريحات لا يعقل أن تصدر عن شخصية دينية مسيحية، ثم عادوا قبل يومين إلى عرض الصور مرة ثانية، لأننا ضعاف، ولو كنا أقوياء لما جرءوا على ذلك.

 

 

2 – الفهم السقيم للتوكل ألغى الأخذ بالأسباب، وسلط علينا العدو:

 أيها الإخوة الكرام، فهمنا للتوكل ألغى الأخذ بالأسباب، وأخذُ الغرب بالأسباب ألغى إيمانهم، والحقيقة الدقيقة أنه ينبغي أن تأخذ بالأسباب وكأنها كل شيء، ثم تتوكل على الله وكأنها ليست بشيء، كان الأعداء إن أرادوا مهاجمتنا لا يعدون ولا واحدا، كأنهم في نزهة، الآن يعدون للعشرة، وينبغي أن يعدون للمليون في المستقبل، لكن ضعفنا سبب هذا التطاول من معظم الأمم والشعوب على قرآننا، وعلى نبينا، وعلى إسلامنا، لأن التوكل محله القلب، ونحن جعلنا التوكل محله الجوارح، دائماً: يا رب، اللهم دمرهم، اللهم اجعل تدبيرهم في تدميرهم، الله لا يستجيب لنا، لأننا اكتفينا بالدعاء، يا أخا العرب، ما تفعل بهذا الجمل الأجرب ؟ قال: أدعو الله أن يشفيه، قال: هلا جعلت مع الدعاء قطراناً.
بعض العلماء قال: " الذي يدعو، ولا يأخذ بالأسباب يستهزئ بالله عز وجل ".
 أنت تركب مركبة في سفر طويل، وتوقفت فجأة، خرجت من المركبة، ورفعت يدك إلى السماء، يا رب، الدعاء رائع، لكن افتح غطاء المحرك، وابحث عن السبب، فكر تفكيراً علمياً، ما لم نكن أقوياء لا يحترم ديننا، والتطاول مستمر، والتحدي مستمر، وكلما برد الأمر يظهر من يؤجج هذا التحدي، لأننا فهمنا هذا التوكل استسلاما لقدرنا، والدعاء على أعدائنا، ولم نفهم التوكل أن نأخذ بالأسباب، لذلك قال الله عز وجل:

 

 

﴿ وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ ﴾

 

[ سورة الأنفال: 60]

 هذا السلاح الذي تقتنيه السلاح الخطير النووي قد لا تحتاج لاستخدامه لمئة عام قادمة لكن هذا السلاح القوي يردع العدو، ترهبون به عدو الله، هذا السلاح القوي من أجل إلغاء الإرهاب، الآية ترهبون، هذا الإرهاب لإلغاء الإرهاب لإلغاء القهر.

 

3 – التوكل مع الأخذ بالأسباب:

 فيا أيها الإخوة الكرام، ما مِن موقف للمؤمن أعظم من التوكل، لكن أن نتوكل بعد الأخذ بالأسباب، قال:

 

 

(( يا رسول الله، أعقلها أم أتوكل ؟ قال: اعقل وتوكل ))

 

[ الترمذي عن أنس ]

 إنه كلام جامع مانع موجز، اعقل، أي خذ بالأسباب، وتوكل، أرتج الباب بعد أن تنام وتوكل، ضع المال في صندوق حديد وتوكل، اعقل وتوكل، فإن لم تأخذ بالأسباب تدفع الثمن باهظاً، طبعاً كأن العالم انشطر شطرين، شطراً يأخذ بالأسباب، ويؤلهها، ويعبدها من دون الله، ويستغني بها عن الله الغرب، وشطر آخر لم يأخذ بها، فوقع في المعصية والضعف.

 

4 – التطرف سهل والتوسط صعب:

 بالمناسبة دائماً التطرف سهل، والصعب التوسط، الموقف الكامل أن تأخذ بالأسباب وكأنها كل شيء، ثم تتوكل على الله، وكأنها ليست بشيء.
تريد أن تسافر، تراجع المركبة مراجعة تامة، المكابح، المحرك، الزيت، الماء، البطارية، وبعد أن تراجع مراجعة تامة تقول من أعماق أعماقك: يا رب، أنت الحافظ، الحافظ، أنت المسلم، يا رب أنت الموفق، أو أن يأخذ بالأسباب، ويستغني بالأسباب عن الله، فيقع في الشرك، أو لا يأخذ بالأسباب فيقع في المعصية، دائماً التطرف سهل، والتوسط يحتاج إلى جهد كبير، لذلك أيها الإخوة الكرام، يقول الله عز وجل:

 

 

﴿ قُلْ هُوَ الرَّحْمَنُ آمَنَّا بِهِ وَعَلَيْهِ تَوَكَّلْنَا ﴾

 

[ سورة الملك: 29]

5 – التوكل يشفي كثيرا من الأمراض النفسية:

 التوكل يشفيك من القلق، من الخوف، من توقع المصيبة، توكل على الله، خذ بالأسباب وتوكل على الله وعلى الله الباقي، التوكل يلغي القلق يلغي الخوف المرضي يلغي الفزع، يلغي التشاؤم، توكل على الله، ولكن هذا التوكل لا يصح إلا إذا أخذت بالأسباب.

 

6 – مع سيد المتوكِّلين:

 أنا لا أعتقد أن على سطح الأرض من آدم إلى يوم القيامة إنسانا يستحق النصر كرسول الله، قمة البشر، سيد الأنبياء والمرسلين، لما هاجر ماذا فعل ؟ ما ترك ثغرة إلا وسدها، ما ترك احتمالا إلا وغطاه، ما ترك سعيا إلا وسلكه، الاتجاه مثلاً نحو الشرق، سار نحو الغرب، ليضيع المطاردين، هيأ من يمحو الآثار، هيأ من يأتيه بالأخبار، هيأ من يأتيه بالزاد، هيأ دليلاً رجح فيه الخبرة على الولاء، في الأمور أنت بحاجة إلى خبير لا لإنسان تحبه ويحبك، لا تسلم مرفقا خطيرا لإنسان ضعيف المعرفة، لكنه يحبك، أو له ولاء لك، هذه مشكلة كبيرة، يكون هناك مرفق اقتصادي خطير نسلمه لإنسان له ولاء، لكن ليس عنده خبرة إطلاقاً، الأمر يتراجع، فالنبي الكريم علمنا أن نرجح الخبرة على الولاء أحياناً.
هناك أمراض معقدة جداً تحتاج إلى أعلى اختصاص، نسلم إنسانا لإنسان اختصاصه محدود، فقد يسبب له أمراضا أخرى، هو في غنى عنها.

 

 

7 – درس الهجرة والتوكل:

 النبي عليه الصلاة والسلام ما ترك ثغرة، استأجر الراحلة، الدليل، أخذ بالأسباب، وكأنها كل شيء، لكن حكمة الله شاءت أن يصل المطاردون إلى الغار، لماذا ؟ لأن الله يريد أن يرينا أنه أخذ بالأسباب تعبداً، أما اعتماده على الله فلما وصلوا إليه لم يضطرب، قال:

 

 

(( يا أبا بكر، ما ظنك باثنين الله ثالثهما ؟ ))

 

[ متفق عليه عن أنس ]

 إن درس الهجرة يجب أن يكون مع كل مؤمن، فالذي عنده معمل بخطأ بسيط احترق المعمل كله، ودمّرت الآلات، يقول لك: الله حافظ، الله حافظ، لكن خذ بالأسباب.

 

8 – يجب إعداد العدة الكاملة:

 هناك كلمات ظاهرها فيها ورع، لكن لأنها تفتقر إلى العمل فلا قيمة لها، نحن معركتنا معركة بقاء أو موت، والكلام خطير، معركتنا مع أعدائنا معركة نكون أو لا نكون، الأعداء في خططهم إبادتنا، فإن لم نأخذ بالأسباب، إن لم نتمرس بالخبرات، بالعلم، بالتعاون، بالتخطيط، إما أن تخطط أو أن يخطط لك، إما أن تفعل أو تُجعل في كل أعمالك ردود أفعال، هم يبدؤون، ونحن نقيم اجتماعا طارئا، ونبحث الموضوع، ثم نندّد، لا نملك إلا هذا، وهذا ليس من سمات الأمم القوية، الأمم القوية تأخذ مبادرة، تحدث الفعل، وتدع لأعدائها ردود الفعل، أما نحن فننتظر الفعل لنأخذ رد فعل، لأننا ضعاف، لأننا لم نأخذ بالأسباب، لأننا توكلنا على الله بالمفهوم الساذج، لكن: اعقل وتوكل.
 بربكم بمَ تفسرون أن النبي عليه الصلاة والسلام في بدر ما زال يدعو الله عز وجل حتى سقط عن كتفه الرداء، فقال له سيدنا الصديق مشفقاً: بعض مناشدتك لربك، لماذا كان النبي قلقاً ؟ هو سيد الخلق نبي الأمة، لأنه قلق ألا يستحق النصر ؟ لأنه لم يأخذ بكل الأسباب، ماذا فعل سيدنا صلاح الدين حتى انتصر على الغرب ؟ انتصاره على الغرب لم يكن معجزة أبداً، انتصر على الغرب وفق السنن الإلهية، أول شيء هيأ جيلاً مسلماً ملتزماً، هذا حي المدارس، هذا من آثار عمل صلاح الدين، هيأ جيلاً مسلماً، والآن هناك جيل راقص، هيأ جيلاً مسلماً ملتزماً، وأزال كل المنكرات، وبين البدءِ بالإعداد حتى النصر خمسون عاماً، الطريق طويل أمامنا، إن أردنا أن تكون كلمتنا هي العليا فيجب أن نعد العدة، لو أردنا أن يكون القرار بيدنا يجب أن نعد العدة، لأنه نحن في مئتي عام كنا نائمين، وقت كانوا يعملون عملاً مخيفاً، إلى أن امتلكوا القوة، فأملوا إرادتهم، وأملوا ثقافتهم، وأملوا إباحيتهم على كل الشعوب، فنحن نريد أن نعلم أبناءنا، أن نعلمهم الخبرات والقدرات، وأن نتعاون.
إنّ وطرح أي موضوع خلافي الآن يعدّ جريمة، طرح موضوع خلافي ليشتت هذه الأمة، ليفرق جمعها، ليشق صفوفها، هذا العمل يقترب من الجريمة، لأن الغرب وضعنا في سلة واحدة، وينبغي أن نقف جميعاً في خندق واحد.
 والله الذي لا إله إلا هو، لو أتيح لكم أن تطلعوا على خطط الغرب التي يخططونها لنا لشاب شعركم، الخطط التي توضع من أجلنا لسبب بسيط لأننا ضعاف، الضعف هو الذي جرأ الأمم علينا، كنت في أستراليا، وامرأة من سكانها الأصليين تركها أولادها، وأهملوها، ولم يلتفتوا إليها، ولا بزيارة لها، فاعتنى بها جار مسلم بدافع من دينه وإنسانيته، اعتنى بها عناية فائقة، فأحبت هذا الجار، أحبت دينه، فأسلمت، وتبرعت بمبلغ لجمعية خيرية، ثم توفيت، فلما اكتشفوا وصيتها، واكتشفوا أنها مسلمة تذكر أبناءها الذين أهملوها لسنوات طويلة، وجميع الصحف هناك قالت: إن هذا الجار أرغمها على الإسلام، وابتز مالها، إنه عداء غير معقول، قال الله عز وجل:

 

 

﴿ هَا أَنْتُمْ أُولَاءِ تُحِبُّونَهُمْ وَلَا يُحِبُّونَكُمْ ﴾

 

[ سورة آل عمران: 119]

 نحن ما صدقنا الله عز وجل، نحن أحببناهم، لكنهم يخططون لتدميرنا، لكن أتمنى على كل منا أن يتقن عمله، أن يسهم في بناء أمته، أن يخفف من متاعبها، أن يخفف من أعبائها حتى نستحق أن ننتصر، يجب أن نأخذ بالأسباب، ويجب أن نتوكل على رب الأرباب، يجب أن نأخذ بالأسباب وكأنها كل شيء، ثم نتوكل على الله وكأنها ليست بشيء.

 

التوكل تعلق با لله في كل حال:

 الآيات التي تتحدث عن التوكل كثيرة جداً، لكن الله يحب المتوكلين، التوكل التعلق بالله في كل حال، قال تعالى:

 

 

﴿ وَعَلَى اللَّهِ فَتَوَكَّلُوا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ ﴾

 

[ سورة المائدة: 23]

 ولكن الملاحظ أنك لن تستطيع التوكل على الله إذا كنت عاصياً له، تخجل، والإنسان بقدر معصيته له يبتعد عن التوكل، وبقدر طاعته لله يجرؤ ويتوكل على الله، التوكل اقتراب بلا سكون، فهو حركة، وسعي، وأخذ بالأسباب، وسكون بلا اضطراب راحة نفسية، الأعضاء حركة، وبحث، ودرس، وأخذ بالأسباب، حركة دائمة الأعضاء، والقلب سكون بلا اضطراب، الأعضاء اضطراب بلا سكون، نحن عكسناها، القلب مضطرب، والجوارح ساكنة، لا حركة فيها، لا حظ الناس ماذا يفعل أحدهم ؟ يسمع الأخبار فيبدي برأيه، امش في قرية ترى أناسا جالسين على أبواب بيوتهم، يمر شخص فينظرون إليه، لا يفعلون شيئاً، والله هذا هدر للوقت، الوقت الذي نهدره يكفي لبناء أمة، يلعب طاولة، يلعب النرد، المجلس كله غيبة ونميمة إلى الساعة الواحدة في كلام لا معنى له، ولا طائل منه، هذا مجتمعنا، لا حركة فيه، ولا عمل، لا يقرأ، ولا يتحرك، ولا يهيئ مشروعاً، ولا عملاً.
 أحياناً تجد نجاحات محدودة بمجتمعنا، هذا النجاح لإنسان اشتغل، والله هناك نجاحات مذهلة، والله يقارب هذا النجاح أموالا فلكية، هناك تخطيط، وراء المؤسسة عقل وتخطيط وإبداع، أساساً هذه الثلة التي انتصرت على إسرائيل كان هناك كلام رائع، أن نحن أحببنا الله، وتوكلنا عليه، وفوضنا أمرنا إليه، وصلينا، وصممنا، وخططنا، ودرسنا، وتدربنا، وهيئنا لكل احتمال عدته، هذا هو الإيمان، يجب أن تكون في أعلى درجات المحبة والاستسلام، والتفويض والطاعة، وفي أعلى درجات الإعداد والتخطيط.

 

لا بد من الاستقامة والطاعة والإخلاص والإعداد والتخطيط:

 فلذلك أيها الإخوة الكرام، نحن بحاجة إلى درجة عالية جداً من الطاعة لله، والاستقامة على أمره، والإخلاص له، والمحبة، وبحاجة أيضاً إلى أعلى درجات الإعداد والتخطيط.
يقول لي أخ زارنا في دمشق من الهند، قال: في الهند تسعون مليون مسلم مضطهدون، فلما فجرت الباكستان قنبلة نووية قال: والله إن معاملة الحكومة لهؤلاء المسلمين تخطت الحدود المعقولة، من الاهتمام بهم، والعناية بهم، صار هناك جهة مسلمة تملك قنبلة نووية، فما لم نملك سلاحا رادعا فالتحديات مستمرة، مضى على تصريحات البابا أسابيع، جاءت الدانمارك، وطنوا أنفسكم كل أسبوعين ثلاثة هناك تحدٍّ، واستهزاء، مرة بالقرآن، مرة بالإسلام، مرة بالنبي، لأننا ضعفاء، وضعفنا ناتج من سوء فهمنا لديننا، فهمنا الدين أن نصلي في المسجد، الدين في المعمل، يجب أن تطور صناعتك، الدين في المكتب التجاري، الدين في العيادة، الدين في المكتب الهندسي، الدين في أصحاب الحرف، فنحن نطور أعمالنا، ونبني أمتنا بناء صحيحاً، وبعدئذ نقول: يا رب، أنت الناصر، أنت الموفق، القضية ليست سهلة، أن تأخذ بالأسباب، وكأنها كل شيء، ثم تتوكل على الله، وكأنها ليست بشيء، هذا الدين، طالب لا يدرس فيرسب، ويقول: سبحان الله ! هكذا ترتيب الله، هذا كلام في منتهى الحمق.

 

 

هكذا يجب أن يكون:

 كنا مرة في مؤتمر إسلامي في ماليزيا لفت نظرنا بلد إسلامي صغير تعداده ثلاثة وعشرون مليونا، كانوا في الغابات قبل خمس وعشرين سنة، صادراتهم الآن تفوق صادرات العالم العربي مجتمعاً بما فيه النفط، عندهم فائض نقدي بستين مليار دولار، ما مِن معمل عملاق في العالم إلا عندهم فرع له، وعندهم معمل آخر مشابه له، نقلت إليه كل الخبرات، في ماليزيا معمل عملاق من هذه المعامل إلكترونيات سيارات من كل أنواع المعامل، ومعمل ماليزي إلى جانبه وطني، كل خبرات هذه الشركة العملاقة نقلت إلى المعمل الوطني، بنوكهم إسلامية، أنبؤونا أن هناك ثلاثة عشر بنكاً يملكه بوذيون وصينيون إسلاميان، البنك إسلامي يملكه بوذي وصيني، الربا غير موجود، عندهم التأمين تعاوني، البطاقة بلا فائدة، مرة جاء مسؤول غربي كبير ليتدخل في شؤونهم، فكان جواب وزيرة له: أن ضع حذاءك في فمك، ولا تنطق إلا بما يعنيك، ثلاثة وعشرون مليون من خمسة وعشرين سنة كانوا في الغابات، لأنهم أخذوا بالأسباب.

 

 

الخطأ من أنفسنا:

 وفي المؤتمر قال لنا رئيسهم: إنكم أيها المسلمين في المشرق تعزون أخطاءكم إلى الله، كلامه صحيح، نحن كل أخطائنا نقول: هكذا الله يريد، هذا ترتيبه، هذا كلام الناس كلهم، هكذا شاء لنا الله، من قال لنا كذلك ؟ هناك أخطاء، وعندنا مرض اسمه إلقاء أخطائنا على الآخرين، تسمى في مصر شماعة، عندنا الاستعمار، إن رأينا حفرة في الطريق هذه من الاستعمار، أو الصهيونية أو الموساد أو مؤامرة إمبريالية علينا، كلام ليس له معنى إطلاقاً، نحن المقصرون، إذا أتقن كل واحد منا عمله ساهم في بناء الأمة وقواها، هذا الكلام على مستوى أمة.

 

 

التوكل محله القلب:

 هذا الكلام نحن في أمسّ الحاجة إليه اليوم، هذا الكلام ينبغي أن يكون منهجاً لنا، التوكل محله القلب من أجل أن تطمئن الله لا يتخلى عنا، والسعي محله الجوارح، نحن نقلنا التوكل للجوارح والسعي نقلناه إلى القلب، ما بيدنا شيء، نحن عبيد إحسان، لا عبيد امتحان، الله يتلطف، الله يسترنا، الله يحمينا، الله لا يحمينا لأن فينا خطأ، وينبغي ألا نحابي أنفسنا، ينبغي أن نكون في أعلى درجات اليقظة، المؤمن كيس فطن حذر.
قرأ أحدهم الحديث: المؤمن كيس قطن، يشرح الحديث في الجامع، قال له: يا سيدي، ما كيس قطن ؟ قال: يا بني، قلبه أبيض، بعد هذا ليّن ما عنده شدة، هو قرأها كيس قطن، ويريد أن يشرحها.

 

 

خلاصة:

 إن قضية التوكل من أخطر قضايا هذا الدين، يجب أن تأخذ بالأسباب، وكأنها كل شيء ثم تتوكل على الله وكأنها ليست بشيء، يجب أن تأخذ الأسباب، ثم تتوكل على رب الأرباب، وإلا هذا الحال الذي نحن فيه بسبب سوء فهم لموضوع التوكل، فهمنا التوكل استسلام، وانتظار، ما يفعل به أعداؤنا، والناس هكذا يا ترى أيحاصروننا ؟ ننتظر ما يُتخذ في حقنا من قرارات، هذا موقف خاطئ، يجب أن نتخذ قراراً، وأن نفعله، وأن ننتظر كيف ردود فعلهم.

 

الاستماع للدرس

00:00/00:00

تحميل النص

إخفاء الصور