وضع داكن
19-04-2024
Logo
ومضات إيمانية لرمضان 1425 - الدرس : 03 - منازل الإيمان -السماع
   
 
 
 بسـم اللـه الرحمـن الرحيـم  
 

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين.

ما المراد بمعنى هذه الآية؟ :

أيها الأخوة الكرام، النشاط الذي تمارسونه في هذا الدرس هو السماع، والله عز وجل يقول:

﴿إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لِمَنْ كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ﴾

[ سورة ق الآية: 37]

﴿لِمَنْ كَانَ لَهُ قَلْبٌ﴾

[ سورة ق الآية: 37]

أي: ابحث، ودقق، وأعمل عقله إلى أن توصل إلى الحقيقة، كأنه صنع طعاماً بنفسه، أو ألقى السمع وهو شهيد، كأنه أكل طعاماً جاهزاً، أنت إما أن تفكر، وأن تعقل، وأن تتأمل، وأن تبحث، وإما أن تستمع إلى الحق جاهزاً.

قف هنا :

لذلك في قوله تعالى:

﴿لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولاً مِنْ أَنْفُسِهِمْ﴾

[سورة آل عمران الآية: 164]

كأب وضع ابنه في أرقى مدرسة، هذا حقه، وهذه المدرسة يمكن أن تجعل هذا الطالب في أعلى الدرجات، وفضلاً عن ذلك جعل له أستاذاً خاصاً، لذلك سئلت البارحة من أخ كريم: ما دامت هذه الرسالة لكل الأمم والشعوب، فلماذا كانت اللغة العربية لغتها، وهذه اللغة لا يستمع إليها كل البشر؟ .
قلت له: القرآن الذي يقرأه كل إنسان من دون استثناء، من أي لون، ومن أي جنس، ومن أي لغة هو الكون، الكون قرآن صامت، يضاف إلى هذا الكون الذي يقرأه كل إنسان, هذا الكتاب الذي بين أيدينا، هو كون ناطق، وإذا أردت أن تقرأ سيرة النبي -عليه الصلاة والسلام- وأحاديثه, فهو قرآن يمشي.
هناك قرآن يقرأه كل إنسان، والكون هو الشيء الثابت الوحيد الذي لا يختلف فيه اثنان.

ماذا قال الله عن السماع؟ :

فلذلك أيها الأخوة الكرام، نبدأ سلسلة هذه الدروس في فجر رمضان حول منازل الإيمان، فاليوم النشاط الذي يتم في أثناء الدرس هو السماع، فماذا قال الله عن السماع؟ قال تعالى:

﴿فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ وَاسْمَعُوا﴾

[سورة التغابن الآية: 16]

وكل أمر في القرآن الكريم يقتضي الوجوب، قال تعالى:

﴿وَاسْمَعُوا وَأَطِيعُوا﴾

[سورة التغابن الآية: 16]

لأن الإنسان إذا استمع ولم يطع كأنه ما استمع، قال تعالى:

﴿إِنْ تَتُوبَا إِلَى اللَّهِ فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُمَا﴾

[سورة التحريم الآية: 4]

علامة الإصغاء والسماع أن يترجم إلى عمل، قال تعالى:

﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَا تَوَلَّوْا عَنْهُ وَأَنْتُمْ تَسْمَعُونَ * وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ قَالُوا سَمِعْنَا وَهُمْ لَا يَسْمَعُونَ﴾

[سورة الأنفال الآية: 20-21]

قلت لواحد: على كتفك عقرب، بقي هادئاً، بقي مرتاحاً، التفت نحوك بهدوء، قال لك: شكراً على هذه الملاحظة، أسأل الله أن يمكنني أن أكافئك عليها، هل سمع ما قلت له؟ ما سمع إطلاقاً، لو فهم ما قلت له لقفز وصرخ، إذاً: قال تعالى:

﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَا تَوَلَّوْا عَنْهُ وَأَنْتُمْ تَسْمَعُونَ * وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ قَالُوا سَمِعْنَا وَهُمْ لَا يَسْمَعُونَ﴾

[سورة الأنفال الآية: 20-21]

فهذا الذي يتولى, يستمع ولا يطيع كأنه ما استمع، قال تعالى:

﴿وَلَوْ أَنَّهُمْ قَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَاسْمَعْ وَانْظُرْنَا لَكَانَ خَيْراً لَهُمْ﴾

[سورة النساء الآية: 46]

﴿فَبَشِّرْ عِبَادِ * الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمُ اللَّهُ وَأُولَئِكَ هُمْ أُولُو الْأَلْبَابِ﴾

[سورة الزمر الآية: 17-18]

﴿وَإِذَا سَمِعُوا مَا أُنْزِلَ إِلَى الرَّسُولِ تَرَى أَعْيُنَهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ مِمَّا عَرَفُوا مِنَ الْحَقِّ﴾

[سورة المائدة الآية: 83]

أيها الأخوة الكرام، النشاط الذي يمارسه المؤمن في حياته, في أغلب أوقاته هو سماع الحق ، لكن البطولة أن تسمع، وأن تستجيب، قال تعالى:

﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ﴾

[سورة الأنفال الآية: 24]

كيف السبيل لمن لا يتقن اللغة العربية كيف السبيل إلى معرفة التفاصيل:


لكن قد يسأل سائل: إن هذا الكون يدل على الله، ولكن في الإسلام تفاصيل، أوامر تفصيلية، فهذا الذي لا يتقن اللغة العربية, كيف السبيل إلى معرفة هذه التفاصيل؟ طمأننا الله عز وجل, فقال:

﴿وَلَوْ عَلِمَ اللَّهُ فِيهِمْ خَيْراً لَأَسْمَعَهُمْ﴾

[ سورة الأنفال الآية: 23]

يعني لا بد من أن يستمع الإنسان إلى الحق، وأن يهيىء الله له من يسمعه الحق، إذا كان فيه ذرة خير، لذلك قال تعالى:

﴿إِنَّ عَلَيْنَا لَلْهُدَى﴾

[ سورة الليل الآية: 12]

تولى الله بذاته العلية هداية خلقه.
بالمناسبة: لا تستطيع جهة في الأرض مهما قويت: أن تفسد على الله هدايته لخلقه، لكنهم يهددون ويخططون، قال تعالى:

﴿إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ لِيَصُدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ فَسَيُنْفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ثُمَّ يُغْلَبُونَ﴾

[ سورة الأنفال الآية: 36]

الخيارات لديك للوصول إلى الحقيقة :


الآية الثانية: قال تعالى:

﴿أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا أَوْ آذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا﴾

[ سورة الحج الآية: 46]

إما أن تفكر، وأن تعقل، وأن تتأمل، وأن تبحث، وأن تدرس، وأن تستقرئ ما في الكون، فتصل إلى الحقيقة كما فعل سيدنا إبراهيم، وإما أن يأتيك الحق جاهزاً فتستمع إليه، الحالة الثانية أهون بكثير، والحالة الأولى تحتاج إلى جهد كبير، لكن الله سبحانه وتعالى ما كلفنا ما لا نطيق، الحق جاهز، القرآن الكريم الذي بين أيدينا, هو القرآن الذي نزل على قلب سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، والأحاديث التي بين أيدينا, هيأ الله لها أناساً دقَّقوا، ومحصوا، وبحثوا، وصنفوا هذه الأحاديث، وإن بإمكانك أن تقتني كتاباً من صحاح الأحاديث.
إذاً: هناك حق جاهز ينبغي أن تنتفع به.

أنواع المستمع :

أيها الأخوة الكرام، المستمع أنواع؛ هناك من يسمع بطبعه، ونفسه، وهواه، فهذا حظه من مسموعه، يعني لا يفهم إلا ما يوافق شهوته، أو يوافق مصلحته، أو يوافق هواه، هذا يسمع بطبعه، ونفسه، وهواه، حظه من المسموع ما وافق طبعه, لكن إنسانًا آخر هناك من يسمع بحاله، وإيمانه، ومعرفته، وعقله، هذا يأخذ من المسموع ما كان متوافقاً مع إيمانه، هذه مرتبة أعلى، وأرجو أن نكون منها، هناك من يسمع بالله لا يسمع بغيره، كما بالحديث:

((كُنْتُ سَمْعَهُ الَّذِي يَسْمَعُ بِهِ, وَبَصَرَهُ الَّذِي يُبْصِرُ بِهِ))

[أخرجه البخاري في الصحيح]

يعني لا يرى إلا ما صوره القرآن, ولا يسمع إلا ما صوبه القرآن, وكأنه يسمع بالله عز وجل، فالذي يسمعه يعرضه على الكتاب والسنة, فإذا وافقه قبله وإلا رفضه, ومعنى قوله تعالى:

﴿يَوْمَ لَا يَنْفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ * إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ﴾

[سورة الشعراء الآية: 88-89]

القلب السليم: هو القلب الذي لا يقبل خبراً يتناقض مع وحي الله.

أنواع المسموع :

أيها الأخوة الكرام، الآن المسموع هذا الذي يلقى، وما أكثر ما يلقى في هذه الأيام، تسمع من مذياع، من محاضر، من محاضرة، من ندوة، من حديث ودي، من حديث عائلي، من لقاء أهلي، تستمع والكلام فيه ما هب ودب، أعندك مقياس للحق؟ أعندك ما يصفّي ما تستمع إليه؟ لذلك المسموع مستويات ثلاثة: مسموع يحبه الله، ويرضاه، وقد أمر عباده، وأثنى على أهله، ورضي عنهم به، مسموع يبغضه الله، ويكرهه، ونهى عنه، ومدح المعرضين عنه، مسموع مباح مأذون فيه، لا يحبه، ولا يبغضه، ولا مدح صاحبه، ولا ذمه، فحكمه حكم سائر المباحات ، وأنت تستمع في كلام نابع من القرآن الكريم، أو من السنة، أو من فعل الصحابة الكرام، أو من اجتهاد العلماء الربانيين، هذا مسموع يحبه الله.
هناك مسموع آخر يبغضه الله، كلام الشياطين، تزيين الشهوات، اقتحام المعاصي والآثام، تزيين الدنيا، إنكار الوحي، هذا مسموع يبغضه الله عز وجل، والإنسان عندما يدرس تطور الأسعار بمادة معينة هذا مباح، لا يبغضه الله، ولا يمدحه، من شؤون الدنيا.

مشكلة أهل النار :

لذلك أيها الأخوة الكرام، مشكلة أهل النار الأولى: قال تعالى:

﴿لَوْ كُنَّا نَسْمَعُ أَوْ نَعْقِلُ مَا كُنَّا فِي أَصْحَابِ السَّعِيرِ﴾

[سورة الملك الآية: 10]

معنى ذلك: كم من إنسان يسلم، ويسعد عن طريق السمع فقط؟ كم من إنسان في الأرض يسلم، ويسعد، وينجح في الدار الآخرة عن طريق سماع الحق؟ فهذا الذي يقول لك: لا أجد وقتاً أحضر به مجلس علم, يحرم نفسه سبيل سلامته وسعادته، الإنسان أحياناً يتلقى مسموعات غير صحيحة، أو مشوهة، أو لا علاقة لها بسلامته وسعادته، والناس الآن يقرؤون، يتابعون، يشاهدون، يستمعون لا إلى الحق، بل إلى غير الحق، فلذلك كيانهم النفسي بعيد عن الحق، معلوماتهم التي يستمع إليها بعيدة عن أسباب سلامته وسعادته, فلذلك أيها الأخوة الكرام: ثمة إنسان يستمع إلى أهوائه وشهواته، ولا يعي من الذي سمعه إلا ما وافق طبعه وشهوته وهواه، وإنسان يستمع بعقله وإيمانه وقيمه، هذا إنسان جيد، لكن هناك إنسان أرقى من هذين، يسمع بالله، ويرى بالله:

((كُنْتُ سَمْعَهُ الَّذِي يَسْمَعُ بِهِ, وَبَصَرَهُ الَّذِي يُبْصِرُ بِهِ))

أي: لا يرى إلا بنور الله، ولا يستمع إلا وفق موازين الشرع.

 

من السماع المحمود :

أيها الأخوة الكرام، من السماع المحمود: قال تعالى:

﴿إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآناً عَجَباً * يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ فَآمَنَّا بِهِ﴾

[سورة الجن الآية: 1-2]

وصدقوا -أيها الإخوة الكرام-: أن معظم الأخوة رواد المساجد أحياناً, سبب توبته كلمة حق سمعها، أسباب توبته قضية في الفكر والعقيدة، كان تائهاً بها، فسمع تجليتها للإنسان، فسار إلى الله عز وجل، لكن أهل الإعراض عن الله موتى، لا يسمعون، قال تعالى:

﴿إِنَّكَ لَا تُسْمِعُ الْمَوْتَى وَلَا تُسْمِعُ الصُّمَّ الدُّعَاءَ﴾

[سورة النمل الآية: 80]

﴿إِنَّ اللَّهَ يُسْمِعُ مَنْ يَشَاءُ وَمَا أَنْتَ بِمُسْمِعٍ مَنْ فِي الْقُبُورِ﴾

[سورة فاطر الآية: 22]

من كان في قبر شهوته، من كان في قبر مصالحه، هذا لا يسمع، قال تعالى:

﴿وَلَوْ عَلِمَ اللَّهُ فِيهِمْ خَيْراً لَأَسْمَعَهُمْ﴾

[سورة الأنفال الآية: 23]

أيها الأخوة الكرام، المشكلة: أن الإنسان أحياناً يصغي إلى الباطل فيتلوث، قال تعالى:

﴿وَفِيكُمْ سَمَّاعُونَ لَهُمْ﴾

[سورة التوبة الآية: 47]

ما هو أخطر نشاط في حياة المؤمن؟ :

أنا أقول لكم: أخطر نشاط يمارس المؤمن غير الداعية، الداعية مهمته أن يتكلم، لكن معظم المؤمنين المهمة الأولى، والنشاط الأول في حياتهم: أن يستمعوا، هذا السماع منزلة خطيرة جداً، فإما أن يكون السماع طريقاً إلى سلامتنا وسعادتنا، وإما أن يكون السماع طريق شقائنا وهلاكنا، فلذلك كيف تختار أصدقاءك, أو كيف تختار شريكة حياتك؟ ينبغي أن تختار من تستمع منه، لأن هذا العلم دين فانظروا عمن تأخذون دينكم.

((ابن عمر، دينك دِينك، إنه لحمك ودمك، خذ عن الذين استقاموا، ولا تأخذ عن الذين مالوا))

ما هو اللغو؟ :

المؤمن: قال تعالى:

﴿وَإِذَا سَمِعُوا اللَّغْوَ أَعْرَضُوا عَنْهُ﴾

[ سورة القصص الآية: 55]

قال تعالى:

﴿قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ * الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ * وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ﴾

[سورة المؤمنون الآية: 1-3]

ما هو اللغو؟ ما سوى الله، حقيقة كبرى وحيدة، ليس هناك من حقيقة أخرى؛ الله جل جلاله ، فأي شيء يقربك من الله فهو الحق، وأي شيء يبعدك عنه فهو الباطل، قضية السماع من أخطر نشاطات المؤمن، ولا سيما في رمضان، فبين أن تستمع إلى كلام يبعدك عن الله، أو كلام يحبب المعصية إليك، أو كلام يزهدك في الدين، في أصل الدين، وبين أن تستمع إلى كلام يحيي قلبك، ويحملك على طاعة الله، وحينئذ تنعقد الصلة مع الله عز وجل، فتفوز بخير الدنيا والآخرة.
ابن آدم اطلبني تجدني، فإذا وجدني وجدت كل شيء، وإن فتُّك فاتك كل شيء، وأنا أحب إليك من كل شيء.
لذلك: عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ:

((قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: لَيْسَ مِنَّا مَنْ لَمْ يَتَغَنَّ بِالْقُرْآنِ, وَزَادَ غَيْرُهُ يَجْهَرُ بِهِ))

[أخرجه البخاري في الصحيح]

يجب أن تستمع إلى القرآن تلاوة، وشرحاً، وتفسيراً، وإلى بيان القرآن كلام النبي -عليه الصلاة والسلام- وإلى أقوال الصحابة الكرام الذين أحبهم النبي، واختارهم له، وأن تستمع إلى العلماء الربانيين الذين اهتدوا إلى الله عز وجل، وأخلصوا دينهم لله, ينبغي أن تختار من ينبغي أن تستمع إليه، لكن الآن أكبر نشاط: سماع الغناء، مسابقات، وبرامج، وستة وثمانون مليون اتصال لاختيار مغنية من مغنيتين، نشاط المسلمين الآن الأكبر هو سماع الغناء، والغناء ينبت النفاق في القلب كما ينبت الماء البقل.

السماع مفتاح الجنة :

أيها الأخوة الكرام، قل لي لمن تستمع أقل لك من أنت؟ قل لي ما الذي تحب أن تسمعه أقل لك من أنت؟ السماع مفتاح الجنة، السماع مفتاح الهدى، السماع مفتاح السلامة، ومفتاح السعادة، ولكني أتمنى على من يستمع، ويستمع، ويستمع، إلى متى تستمع؟ متى تنطق بالحق؟ متى تكون لك دعوى؟ متى تلقي بعد أن تلقيت؟ ليس معقولاً أن تمضي العمر كله في السماع، فاستمع كي تسمع، تتعلم كي تعلم، تتلقى كي تلقي.

من معاني الجهاد :

يقول عليه الصلاة والسلام:

((وَذِرْوَةُ سَنَامِهِ الْجِهَادُ))

[أخرجه الترمذي في الصحيح]

أعلى شيء في الإسلام الجهاد، والجهاد له معان متعددة، هناك جهاد الآن متاح للجميع من دون استثناء: جهاد النفس والهوى، والجهاد الدعوي, قال تعالى:

﴿وَجَاهِدْهُمْ بِهِ جِهَاداً كَبِيراً﴾

[سورة الفرقان الآية: 52]

لذلك: من لم يجاهد، أو من لم يحدث نفسه بالجهاد, مات على ثلمة من النفاق.
إذا ما خطر, ما خطر على بال أخ كريم أبداً أن يتكلم بالحق، أو ينصح إنساناً، أو يقدم شريطاً لإنسان، أو يدعو إنساناً إلى مسجد، ما خطر في باله إطلاقاً أن يكون سبباً لهداية إنسان, فهذا ابتعد عن حقيقة الدين، والذي يقول: أنا لا علاقة لي بالآخرين.
أرسل الله ملائكة لإهلاك قرية، قالوا: يا رب، إن فيها رجلاً صالحاً، قال: به فابدؤوا، قالوا: ولمَ يا رب؟ قال: لأن وجهه لا يتمعر إذا رأى منكراً.
أتمنى على الله أننا بعد أن نستمع ينبغي أن نسمع، بعد أن نتلقى ينبغي أن نلقي.

الاستماع للدرس

00:00/00:00

تحميل النص

إخفاء الصور