وضع داكن
01-05-2024
Logo
تربية الأولاد إصدار 1994 - الدرس : 46 - وسائل تربية الأولاد -16- التربية بالتحذير - 2 الحوار مع أولادنا حصن لهم
   
 
 
 بسـم اللـه الرحمـن الرحيـم  
 

 الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين، اللهم لا علم لنا إلا ما علمتنا، إنك أنت العليم الحكيم، اللهم علمنا ما ينفعنا، وانفعنا بما علمتنا، وزدنا علماً، وأرنا الحق حقاً وارزقنا اتباعه، وأرنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه، واجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه، وأدخلنا برحمتك في عبادك الصالحين.
 أيها الأخوة الكرام، لازلنا مع سلسلة تربية الأولاد في الإسلام، و لازلنا في القسم الثاني أي في الوسائل الفعالة في تربية الأولاد، وقد تحدثنا عن التربية بالقدوة والملاحظة والتلقين والتعويد والعقاب والربط، وتحدثنا عن أنواع من الربط وها نحن ننتقل إلى نوع من أنواع التربية ألا وهو التحذير.

المعركة بين الحق والباطل معركة أزلية أبدية هكذا شاءت حكمة الله:

  بادئ ذي بدء الإنسان يتحرك وفق تصوراته وقناعاته، فإذا تسربت إلى نفس الابن أو الطالب عقيدة غير صحيحة، عقيدة تتناقض مع القرآن الكريم، الذي يحصل أن هذا الطالب أو أن هذا الابن عن وعي أو عن غير وعي يتصرف وفق ما يتصور، لو فرضاً لم تكن هناك من علاقة بين ما يعتقده الشاب وبين ما يفعله ليعتقد ما شاء، وليكن في أي مدرسة وفي أي مجتمع ومع أي إنسان، ولكن لمجرد أن تتسرب إليه عقيدة زائغة هذه العقيدة الزائغة تنعكس على سلوكه بشكل قطعي، الحقيقة المعركة التي بين الحق والباطل معركة أزلية أبدية هكذا شاءت حكمة الله لأن الله عز وجل يقول:

﴿ وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوّاً شَيَاطِينَ الْإِنْسِ وَالْجِنِّ (112) ﴾

(سورة الأنعام)

 أي لو تصورنا أنه ليس هناك باطل، وليس هناك مكر للباطل، وليس هناك قوة للباطل، كيف يدفع المؤمن ثمن الجنة ؟ نحن في دار ابتلاء، نحن في دار فيها صراع والمؤمن يملك أسباب النصر، يملك كل أسباب النصر، فإذا قصر في معرفة دينه، وفي الدفاع عن دينه، كانت النتيجة ما ترون وما تسمعون، نتيجة لا ترضي ولا نغبط عليها ولا نقبلها لخصومنا، أن يكون أمرنا ليس بيدنا، وأن نغذى ثقافياً وفكرياً، وأن نغزَى غزواً مادياً وهذا الذي حصل.

 

الأولاد هم الورقة الرابحة الأخيرة بيد المسلمين لذلك علينا أن نحسن تربيتهم:

 

 يا أيها الأخوة أنا أقول وأكرر ما من قضية أخطر في حياة الأمة الإسلامية من تربية أولادها، لأن الأولاد هم الورقة الرابحة الأخيرة التي بيد المسلمين، لا نملك إلا أولادنا فإذا قنع هذا الابن في مدرسته ومن خلال كتاب العلوم أن الحياة تطور بلا خالق، تطور غازات، كتل، مياه، أمواج، حت، ذرة مادية بطفرة معينة أصبحت خلية حية، هذه الخلية الحية تطورت من متحول زحاري ومرت بعدة أطوار إلى أن أصبحت إنساناً، هذا يدرَّس في الجامعات، يدرَّس في التعليم الثانوي، هذا كلام يتناقض مع القرآن، يتناقض مع وحي السماء، فضلاً عن أنه لا يقبله عقل على الإطلاق.
 أنا أقول لك كلمة، أيهما أكثر تعقيداً كتاب مؤلف من مئتي صفحة فيه موضوعات متسلسلة، يوجد فيها فهرس، يوجد مراجع، يوجد مصادر، يوجد ترقيم صفحات، فيه مقدمة، فيه خاتمة، هل تقبل أن انفجاراً وقع في مطبعة، والمطبعة فيها ورق، ويوجد بها حبر، وفيها حروف، فكان من نتيجة هذا الانفجار هذا الكتاب ؟ لا يمكن أن تقبله، كيف تقبل إنساناً بدماغه يوجد أربعة عشر مليار خلية قشرية سمراء تجري فيها نشاطات الفكر من استقراء واستنتاج ومحاكمة وتصور وتذكر، وهذه الخلايا التي تزيد عن أربعة عشر ملياراً مركبة على مئة وأربعين مليار خلية، وأن عصب العين يزيد عن خمسمئة ألف عصب، وأن شبكية العين يوجد بها مئة وثلاثون مليون عصية ومخروط، وأن في رأس الإنسان ثلاثمئة ألف شعرة لكل شعرة وريد وشريان وعضلة وعصب وغدة دهنية وغدد صبغية، وأن هذه العين فيها مطابقة والمطابقة أعقد ما يمكن أن تفهمه في الحياة، جسم بلوري له محرق هي الشبكية، ولا ينطبع على الشبكية إلا جسم يقف أمام العدسة بمسافة ثابتة، أنت كيف ترى كرة القدم تنتقل من لاعب إلى لاعب وتراها على الشبكية بشكل دقيق بالغ ؟ عملية المطابقة يعجز عن أن يفعلها أكبر عالم فيزياء في العالم، لو العدسة قطرها متر المطابقة، التفكر، التذكر، الاستنباط، يعجز الأطباء عن أن يزرعوا رئتين لاستحالة توصيل الأعصاب بحيث أن من له رئة مزروعة لا يستطيع أن يسعل، والسعال عملية حيوية بالغة الدقة، لاستحالة أن يعود السعال كما كان يستحيل أن تزرع الرئة، والقلب الذي يضخ ثمانية أمتار مكعبة باليوم، أما كم يضخ في عمر متوسط إنسان عاش ستين سنة، كم يضخ من الدم ؟ قد تعجبون، يضخ القلب الذي يعيش صاحبه عمراً متوسطاً ما يملأ مركز التجارة العالمي الذي دمر في الحادي عشر من أيلول، القلب الذي يضخ ثمانية أمتار مكعبة في اليوم يملأ أكبر ناطحة سحاب في العالم، هذا القلب بلا كلل وبلا ملل.

على المؤمن أن ينشئ أولاده على التفكر في خلق السموات والأرض:

 الآن العظام، المعدة بكل سنتمتر مربع خمسة وثلاثين ألف عصارة، الرئتان الكليتان مليون نيفروناً، طول النيفرونات مع بعضها بعضاً مئة كيلو متراً يقطعها الدم في اليوم خمس مرات وأنت لا تشعر، أي شيء في جسمك آية، هكذا تطور، من دون خالق:

﴿ أَمْ خُلِقُوا مِنْ غَيْرِ شَيْءٍ أَمْ هُمُ الْخَالِقُونَ (35) ﴾

(سورة الطور)

  هذه الآية أصل في العقيدة، فكيف يدرس الطلاب تقليداً للغرب ؟ وتقليداً للغرب الملحد أن الحياة تطور، والله أيها الأخوة لو لم تنشئ ابنك على التفكر في خلق السماوات والأرض، لو لم تحذره من عقائد زائغة لخسرته، أنت حينما تعتقد أن هذا الإنسان مخلوق صدفة، هل تصدقون أيها الأخوة ـ والله أنا لا أصدق ـ أن ذرة من الحمض الريبي النووي الموجود في كل خلية حية بدءاً من أبسط مخلوق وهو المتحول إلى أعقد مخلوق هو الإنسان الحمض الريبي النووي فيه ثلاثة وعشرون مورثاً أو ستة وأربعون، وفيه تقريباً خارطة جينية تقترب من مئة، وفيه تقريباً خمسة آلاف مليون معلومة مبرمجة، مبرمجة كيف ؟ أي هذا الشاب في الثامنة عشرة من عمره يخشن صوته، من خَشَّن له صوته ؟ يوجد بالمورثات معلومة مبرمجة بوقت معين، أنت أحياناً تعجب أن هذا الجهاز يعمل ذاتياً بوقت معين، يوجد ساعة والساعة مرتبطة بالتشغيل، فممكن أن تشغل أي جهاز على توقيت معين، أما الإنسان مبرمج لعشرين أو ثلاثين سنة، هذه المعلومات تتغير في الوقت المناسب، فأنا أقول كلاماً دقيقاً الآن أي أنت من السذاجة بمكان أن تظن الطرف الآخر طرفاً بسيطاً له كيد كبير، بل إن كيد هؤلاء شبهوا في القرآن الكريم بإزاحة جبل عن مكانه، كما أنه يستحيل استحالة مطلقة أن ينقل أصغر جبل في العالم مثل جبل قاسيون إلى درعا، هل ينقل ؟ لو جئنا بجيوش الأرض، بأقوى الدول في العالم، هل بالإمكان أن يزاح هذا الجبل بكامله من شمال دمشق إلى درعا ؟ الله عز وجل قال:

 

﴿ وَقَدْ مَكَرُوا مَكْرَهُمْ وَعِنْدَ اللَّهِ مَكْرُهُمْ وَإِنْ كَانَ مَكْرُهُمْ لِتَزُولَ مِنْهُ الْجِبَالُ (46) ﴾

 

(سورة إبراهيم)

الإسلام محاط بنظريات علمانية أساسها الجهل وإلغاء وجود الله عز وجل:

 الأب الغافل عن تربية أولاده، ذهبوا إلى المدرسة، علموا أن داروين صاحب نظرية النشوء والارتقاء، أن الكون أصله غازات، والغازات تحولت إلى كتل بفعل الضغط، ومن الضغط نشأت الكواكب، والكواكب أصبح فيها ماء، والماء سبَّب حتّاً، والحت صنع خلايا، وبعد ذلك أصبح هناك نبات، وبعد ذلك حيوان في البحر، وبعد ذلك انتقل إلى البر، والله شيء مضحك، وبعد ذلك تحول السمك إلى دلفين وحوت، والحوت إلى تمساح، والتمساح إلى مخلوق آخر وهكذا حتى أصبح قرداً، وبعد ذلك إنساناً وهكذا، هذه قصة آدم ليس صحيحة، قصة آدم وحواء الحقيقة أنها ألغيت.
 أنا أقول لكم كلاماً أيها الأخوة، نحن محاطون بنظريات كافرة، بنظريات ألطف اسم تنعت به أنها علمانية، وهي نظريات جهلانية أساسها الجهل، أساسها إلغاء وجود الله عز وجل، فإذا اقتنع الابن أنه لا يوجد دين فهذه قضية، الدين نحن اخترعناه لضعف الإنسان أو لإحباطه، يقولون لك أن الإنسان حينما يفتقر يأتي إلى المساجد، من فقره، من إحباطه، خبثاء جداً، يشهد العالم الآن صحوة عند الأغنياء يملكون ملايين كثيرة ويأتون إلى المساجد، ويتعرفون إلى الله، وقد تجد تديناً في صفوف علية القوم لا يقل عن ضعفاء القوم.
 قصدي من هذا الدرس المتعلق بالتحذير أنه لا يوجد أب يسعد بابنه إلا بعد أن يراقبه، يناقشه، ويحاوره، حدثني أخ له أخ جاء من بلاد بعيدة، ويعتقد اعتقادات كلها تتناقض مع القرآن الكريم، قال لي: أربعة أسابيع سيغير مجرى الأسرة كلها لو لم يكن له أخ إيمانه قوي، جلس معه، وحاوره، وأقام عليه الحجة، وتأثر الأخ الذي جاء من هذه البلاد، وعاد إلى صوابه، مشكلة كبيرة، قد نكون في غفلة إذا لم يوجد تغذية دينية من قبل الأب أو الأم أو الأخ الأكبر أو الجامع أو الشيخ أو المرشد، إذا لم نجد تغذية دينية علمية.

الغزو الثقافي أساسه الإلحاد والإباحة، الاعتقاد إلحاد والسلوك إباحة:

 أقول لكم هذه الكلمة أيها الأخوة، من دعا إلى الله بمضمون سطحي، غير متماسك، متناقض، وبأسلوب غير علمي، وبطريقة غير تربوية، أو دعا إلى الله بأسلوب عميق، وبمضمون عميق، وبأسلوب علمي، لكن اكتشف المدعو بأن الذي يدعوه ليس عنده مصداقية، أي لا يفعل ما يقول، فهذا المدعو بهذه الطريقة وبهذا الأسلوب وبهذا المضمون لا يكون عند الله مبلغاً، ويقع إثم تفلته من الدين على من دعاه بهذه الطريقة.
 أيها الأخوة لا يوجد إسلام سكوني، لا يوجد إسلام أساسه إعجاب سلبي، ما في أب يدخل إلى البيت يأكل وينام، أولاده ممن تعلموا ؟ ماذا تعلموا ؟ ماذا يعتقدون ؟ بماذا يفكرون ؟ كيف يقيِّمون الدين ؟ كيف يقيِّمون سيد المرسلين ؟ هل يقرؤون القرآن ؟ هل يظنون أنه كلام الله ؟ هذا كله خارج اهتمامهم، يكتشف الأب فجأةً أن ابنه لا يعرف شيئاً عن الدين، والمعصية والطاعة عنده سواء، بل لا ينتمي لهذه الأمة إطلاقاً، هذا الاكتشاف مرعب، هذا الاكتشاف صاعق، والسبب هو التقصير، فأنت حينما تأتي إلى مجلس علم، وحينما تطلب العلم، وحينما تقرأ القرآن، ألا ينبغي أن تتنبه إلى حال ابنك ؟ ألا تذكرون أنه توجد طريقة فعالة من طرق التربية هي الملاحظة، أن تلاحظ عليه فكراً غير صحيح، طرحاً غير صحيح، تعليماً غير صحيح، انتماء غير صحيح، فالتحذير من الطرف الآخر بثقافته الإلحادية، وبثقافته الإباحية، كلمتان تعبران عن الغزو الثقافي على خطورته، أن هذا الغزو الثقافي أساسه الإلحاد والإباحة، الاعتقاد إلحاد، والسلوك إباحة، وهذا الفساد في العقيدة وفي السلوك عمَّ الأرض، لذلك لا نحتاج إلى شيء كما نحتاج إلى واحة إيمان نكون فيها الآن، لا شيء يؤثر أو يعد فعالاً في سلامة الإنسان وأولاده وزوجته من أن يأوي إلى الكهف، قال تعالى:

﴿ فَأْوُوا إِلَى الْكَهْفِ (16) ﴾

(سورة الكهف)

  الكهف بيتك والكهف مسجدك:

 

﴿ فَأْوُوا إِلَى الْكَهْفِ يَنْشُرْ لَكُمْ رَبُّكُمْ مِنْ رَحْمَتِهِ وَيُهَيِّئْ لَكُمْ مِنْ أَمْرِكُمْ مِرفَقاً (16) ﴾

 

(سورة الكهف)

أخطر شيء في الدين العقيدة إن صحت صحّ العمل وإن فسدت فسد العمل:

 قال تعالى:

﴿ ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ (41) ﴾

(سورة الروم)

  بما كسبت أيدي الناس، فساد في العقيدة، فساد في السلوك، فساد في التعامل، فساد في البيئة، فساد في الهواء، فساد في الماء، فساد في الغذاء، فساد في الخضراوات، فساد في كل شيء.

 

﴿ ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ (41) ﴾

 

(سورة الروم)

  أخواننا الكرام، أخطر شيء في الدين العقيدة، إن صحت صح العمل، وإن فسدت فسد العمل، وأخطر شيء عند ابنك عقيدته، لكن المشكلة أيها الأخوة أن الابن لا يتعامل بالفكر بل يتعامل بالصور، والغرب عرف كيف يفسد هذا الطفل، الغرب لا يطرح على الصغار أفكاراً بكتاب، يطرح عليه أفلام كرتون لو دققت فيها لوجدتها مبنيةً على فكرتين فكرة الإلحاد والإباحية، فما لم يتحرك المسلمون لإنقاذ أولادهم من الغزو الثقافي الغربي والشرقي، من طرح قصص تشف عن قيم إباحية، أو عن قيم إلحادية، فالأمر خطير جداً، لا تظن الأمر سهلاً، لا تظن أن إنساناً يكتشف أن ابنه لا يؤمن بالدين وهو سعيد، مثل هذا الإنسان انتهى أمام نفسه، لأن ابنه استمرار له، هذه السلسلة سلسلة تربية الأولاد في الإسلام مهمتها أن نكون يقظين من أن تتسرب إلى عقول أبنائنا عقيدة تتناقض مع القرآن.

 

القلب السليم هو القلب الذي سلم من شهوة لا ترضي الله:

 

 حينما قال الله عز وجل:

﴿ يَوْمَ لَا يَنْفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ (88) إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ (89) ﴾

(سورة الشعراء)

  القلب السليم هو القلب الذي سلم من شهوة لا ترضي الله، وسلم من تصديق خبر يتناقض مع وحي الله، وسلم من احتكام لغير الله، وسلم من عبادة غير الله، هم يتحدثون عن الماضي السحيق السحِيق، يقول لك: قبل خمسين مليار سنة، تاريخ البشر لا يزيد عن عشرة آلاف سنة، السيد المسيح ولد قبل ألفي عام، وقبل الميلاد يوجد ستة قرون أو سبعة، يقول لك: قبل خمسين مليار سنة، الله ماذا قال ؟

 

﴿ مَا أَشْهَدْتُهُمْ خَلْقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلَا خَلْقَ أَنْفُسِهِمْ (51) ﴾

 

(سورة الكهف)

  أضرب مثلاً للتقريب، رجل تاجر كبير في السن، عنده شاب، جالس مع أخوانه في جلسة بسهرة، قال لهم: أنا أخذت محلاً تجارياً عام ثلاثة وثلاثين بخمسة آلاف ليرة، ابنه ولد في عام خمسة وأربعين، قال له: لا يا أبي ليس بخمسة، نظر إليه الأب وقال: وهل كنت وقتها ؟ لم يكن موجوداً، هذا مثل بسيط، إله قال: بدأ الله خلق البشر بآدم وحواء فهذا الذي يقول: قبل خمسين مليار سنة كان في مياه، وصخور، وحت، والحت جعل خلية حية، والخلية الحية عاشت في الماء بعد هذا إلى أن أصبحت إنساناً، هذا الكلام كلام تكهن من إنسان لم يكن موجوداً وقتها، ولكن عمل سلسلة منطقية مفادها أن الله عز وجل غير موجود، أم أن كتاباً فيه مليون ملْيون دليل قطعي على أنه كلام الله، يخبرنا أن الله بدأ الخليقة بآدم وحواء.
 أيها الأخوة، قصة أرويها لكن أرويها على حذر، أخ كريم من أخواننا سابقاً منع ابنه أن يكون له علاقة مع أي إنسان من البيت إلى المدرسة، نشأ هذا الابن بتعتيم كامل وبقطيعة لكل من حوله، الأب اضطر أن يسافر إلى أمريكا سفرة طارئة، والابن كبر واستلم محله في المعمل، لكن الأب لم يعلمه، قمعه، هذا الابن بغياب والده انحرف انحرافاً شديداً وتقريباً أنفق معظم ما يدخره والده من مال على فتاة ساقطة.
 هذا الكلام ما مؤداه ؟ أنت لو حاصرت ابنك، وبقي بحجرك، لكن بعد ذلك كبر وما علمته، وما بينت له، يمكن أن ينحرف انحرافاً لا تقوى على سماع أخباره، أما إذا نورته بأن تقول له: هذه الفكرة غير صحيحة يا بني، هذه الفكرة ينقضها القرآن، ينقضها الميزان الصحيح، ينقضها العقل، ينقضها الواقع، البديل هذه الفكرة وهذا دليلها، في حالات كثيرة جداً في قمع ومنع بسن معين، فلما شب عن الطوق انحرف انحرافاً لا حدود له.

 

أحد أسباب اللامبالاة عند الطفل أنه في صراعات مستمرة مزمنة بين جهة وأخرى:

 

 إذاً أيها الأخوة، هذا الدرس المتعلق بالتحذير أنا أعلق عليه أهمية كبيرة، يعني ما الذي يمنع أن تمسك كتاب العلوم للصف الثامن أو التاسع أو العاشر وتقرأ فقرات منه، هذا الكتاب يدرسه ابنه، هل فيه نظرية تتناقض مع القرآن، ألا تملك أيها الأب حجة قوية لنقض هذه النظرية، أم أن الأمور سائبة، العالم الغربي هكذا يعتقد، افتح أي موسوعة علمية، افتح أي موسوعة من دون استثناء، الإنسان الحجري، والإنسان الذي كان يشبه الغوريلا، والإنسان الذي يشبه الشمبانزي، والإنسان الذي قبل والذي بعد، محصلة الموسوعات كلها أن الخليقة ما بدأت بآدم وحواء بدأت بهذا التسلسل العشوائي التطوري، فأين أنت أيها الأب ؟ أين حجتك ؟ أين قوله تعالى:

﴿ وَتِلْكَ حُجَّتُنَا آتَيْنَاهَا إِبْرَاهِيمَ عَلَى قَوْمِهِ (83) ﴾

(سورة الأنعام)

  في ردود قوية جِداً جداً، ناصعة جِداً جداً ينبغي أن تعرفها، وأن تقنع ابنك بها، أنا لا أتمنى أن يكون في انفصام شخصية، يعني طفل يتعلم في المسجد شيء وفي المدرسة شيء آخر، يتمزق أيهما أصح ؟ الصحيح ما تعلمه في المدرسة، أم ما تعلمه في المسجد ؟ أم أن هذا الطفل ينبغي أن يكون منافقاً، إذا التقى بأهل الدين أرضاهم باعتقاده السليم، وإذا التقى بهؤلاء أساطين الكفر والشرك أرضاهم بكلام يقنعهم، أنت إما أن تعمل انفصام شخصية عند ابنك، أو تعمل صراعاً مريراً، وهذا الصراع إذا استمر ينتقل إلى اللامبالاة، تجد شخصاً لا يبالي إطلاقاً، أحد أسباب اللامبالاة أنه في صراعات مستمرة مزمنة بين جهة وأخرى.

 

المبادرة إلى الحوار والسؤال والجواب دائماً حتى نحصِّن أولادنا:

 

 أعلم علم اليقين خطورة هذا الدرس، تتسرب إلى عقول أبنائنا عقائد تتناقض مع القرآن، مثلاً يقول لك: شعوب الهند متوسط أعمارهم أربعون سنة، الشعوب المتقدمة مادياً والتي عندها وعي صحي عمرها المتوسط ثمانون سنة، خمسة وسبعون للرجال، وخمسة وثمانون للنساء، معنى هذا أن العمر ليس بيد الله، وليس ثابتاً، بحسب الوعي الصحي ونوع الطعام يتغير العمر، هذه الفكرة تتناقض مع القرآن الكريم، كيف توفق بينها وبين القرآن الكريم ؟ إحصاءات أيضاً، فالأمر الآن لا يتم بسهولة، اعتقاداً بسيطاً، ساذجاً، سطحياً، هكذا قال الشيخ، تجد نفسك أمام مقالات، ندوات، أمام محاضرات، أمام كتب، أمام أشرطة كلها تناقض القرآن، ماذا تفعل أنت ؟ الآن الباطل قوي، الباطل قوي جداً، فإن لم تحصن أولادك من هذه العقائد الزائغة في خطورة كبيرة، وأنا أقول دائماً كعادتي أن المجتمعات القديمة تشبه حديقة حيوان تقليدية، الوحوش في الأقفاص، والزوار طلقاء، بؤر الفساد الفكري والسلوكي كان محصوراً، أما الوضع العام جيد، حينما كنا في الخمسينات هكذا كان الوضع، الآن وضع المجتمع الإسلامي يشبه حديقة حيوان حديثة جداً، إفريقية، الوحوش طلقاء، والزوار إن لم يلجؤوا إلى مركبة مصفحة يؤكلون، لا تقدر الآن إلا أن تحصن ابنك تحصيناً ذاتياً داخلياً، توعيه، تبين له مكر الشرك، مكر الكفر، هذه النظريات ليس لها أساس من الصحة، صممت لضرب دين يحارب العلم في غير بلادنا، هذه مصممة لغير الإسلام، مصممة لدين يحارب العلم أشد المحاربة.
 نحن حينما نوقن أن هذه العقائد إذا تسربت إلى عقول أولادنا نشأ عنا خطورة كبيرة جداً، ينبغي أن نبادر إلى الحوار والسؤال والجواب دائماً، المؤمن له من كل آية متعلقة بنبي نصيب، حينما قال الله عز وجل:

﴿ وَتِلْكَ حُجَّتُنَا آتَيْنَاهَا إِبْرَاهِيمَ عَلَى قَوْمِهِ نَرْفَعُ دَرَجَاتٍ مَنْ نَشَاءُ (83) ﴾

(سورة الأنعام)

  حينما نفعل هذا نكون قد حصَّنّا أولادنا، أما شاب متردد بين ما في القرآن وبين ما في الكتب، بين ما يلقيه عليه الشيخ في درس علم وبين ما يلقيه عليه أستاذه في الصف، هذا التناقض في تفسير نشأة الخليقة، هذا التناقض يسبب إما حالة لامبالاة صار في صراع مرير مستمر، أو انفصام شخصية، إما نفاق أو كفر، طبعاً هذا الدرس أيضاً درساً تحذيرياً أي أنا أعلم علم اليقين أن معظم أخواننا الكرام على عقيدة سليمة ومتينة، وأولادهم إن شاء الله على شاكلتهم، ولكن قال تعالى:

 

﴿ وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنْفَعُ الْمُؤْمِنِينَ (55) ﴾

 

(سورة الذاريات)

المسلم بتقصيره في فهم دينه لا يعلم ما هي أسس العقيدة الصحيحة:

 الحقيقة المسلم بتقصيره في فهم دينه لا يعلم ما هي أسس العقيدة الصحيحة، فقد يلتقي بإنسان، قد يقرأ مقالة، قد يقرأ كتاباً، قد يستمع إلى ندوة، فتتسرب إليه أفكار يظنها أنها من الدين و الدين منها بريء.
 إذاً حوارك مع أولادك، سؤالك عن عقيدتهم، عن تصوراتهم، والأجوبة تعلم ابنك أن لا يقبل شيئاً إلا بالدليل العلمي، ولا يرفض شيئاً إلا بالدليل، وتعرفه بمصداقية القرآن، وبأدلته الناصعة، وبإعجازه، وبأن هذا الكلام كلام الله، وما هو الوحي ؟ وكيف جاء الوحي ؟ وعصمة النبي عليه الصلاة و السلام، هذه بديهيات يجب أن تعلم أولادك إياها وإلا الطرف الآخر جاهز، يغزو عقول أبنائنا غزواً فكرياً، إن في المدارس أو في الشاشة، هذه الشاشة الآن ليست تابعة لمكان معين، بهذا التنوع الكبير في المحطات الفضائية أصبح هناك خلاط، كيف خلاط الفواكه، الكل يختلط في هذا الخلاط، وهذا التواصل الإعلامي، تنوع الفضائيات سبب عملية خلط، فكل الشبهات التي في الغرب انتقلت إلينا، وكل أنواع الفساد المنتشر في الأرض انتقل إلينا، فما لم نحصن أولادنا من هذا الغزو الثقافي، الآن أخوانا الكرام يوجد شيء لخطورته لا يصدق، خطورة الغزو الثقافي أخطر بكثير من الغزو العسكري، لأن الغزو الثقافي زعزع لك ثقتك بدينك، زلزلك، جعلك إنساناً حائراً، إنساناً مشككاً، إنساناً ضائعاً، إنساناً شارداً، فالأب الحريص على سلامة أبنائه، وسلامة عقيدة بناته، والمعلم الحريص على عقيدة طلابه، ينبغي أن يكون حذراً إلى درجة عالية جداً من أن ينزلق مع هذه الأفكار التي تبث بشكل مركز جداً من قبل الطرف الآخر لتفسد عقيدتنا وثقتنا بإسلامنا.
 أنت ممكن أن تستمع إلى أفكار كثيرة جداً، أي مثلاً النظام الاقتصادي العالمي هذا المهيمن، أي بنوك ربوية، استثمار المال عن طريق الفائدة، المكان الآمن الوحيد هو البنك، وحتى المال لا يتجمد يجب أن تأخذ ربحاً، أي أكبر معصية في القرآن والتي تَوَعَد الله مرتكبها بالحرب، هي بديهية جداً، في التعامل المالي في العالم الإسلامي، وفي كل بلاد المسلمين بنوك ربوية وإيداع بالبنوك وفوائد، أين:

﴿ يَمْحَقُ اللَّهُ الرِّبَا وَيُرْبِي الصَّدَقَاتِ (276) ﴾

(سورة البقرة)

  أين:

 

﴿ فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا فَأْذَنُوا بِحَرْبٍ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ (279) ﴾

 

(سورة البقرة)

 أين الآيات كلها ؟

 

الخلط بين التعايش والتوافق بفعل العقائد الزائغة:

 

 شيء آخر ؛ نحن أحياناً بفعل هذه العقائد الزائغة نخلط بين التعايش وبين التوافق، التعايش مطلوب، الطرف الآخر الله عز وجل قال:

﴿ فَمَا اسْتَقَامُوا لَكُمْ فَاسْتَقِيمُوا لَهُمْ (7) ﴾

(سورة التوبة)

  وقال:

 

﴿ لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ (8) ﴾

 

(سورة الممتحنة)

 وقال أيضاً:

 

﴿ وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلَّا تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى (8) ﴾

 

(سورة المائدة)

  هذا تعايش، ممكن أن تزوره، وتقدم له هدية، وتعود مريضه، وتعاونه، وتكون لطيفاً معه، هذا اسمه تعايش لا يسمى توافقاً، يوجد فرق كبير جداً بين العقائد، كذلك مفهوم اختلاط التعايش مع التوافق هذا أيضاً إحدى مشكلات العصر، أو بالطرف الآخر الله عز وجل قال:

 

﴿ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ (34) ﴾

 

(سورة فصلت)

  هذه أخلاق الدعوة تختلط أحياناً مع أخلاق الجهاد:

 

﴿ يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ جَاهِدِ الْكُفَّارَ وَالْمُنَافِقِينَ وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ (9) ﴾

 

(سورة التحريم)

  أخلاق المعركة شيء وأخلاق الحياة المدنية شيء آخر، فكل هذه المعطيات تتداخل حينما يكون هناك غزو ثقافي كبير.

 

من نتائج العلمانية رفض أحكام القرآن الكريم:

 

 أي مثلاً من لوازم التفكير العلماني الإلحادي الإباحي أن يظهر الإنسان هذا العلماني الإباحي بعاطفة عجيبة، أي هل يعقل أن تقطع يد السارق ؟ هذا توحش، ضعه في السجن، من قال لك أنه لو طبق هذا الحد لما احتاج المسلمون إلا ليد أو يدين في العام، في أكبر بلد إسلامي ما الذي يحصل ؟ كم جريمة سرقة انقلبت إلى جريمة قتل ؟ اسأل الإحصاءات ؟ هل تصدق والله عندي إحصاء في أمريكا عن عام خمسة وستين، في كل ثلاثين ثانية ترتكب جريمة قتل أو سرقة أو اغتصاب، كل ثلاثين ثانية، أي قسموا جرائم القتل والسرقة والاغتصاب على مجموع الشعب وعلى أيام السنة وعلى ثواني السنة فكان كل ثلاثين ثانية جريمة:

يد بخمس مئين عسجد وديت           ما بالها قطعت في ربع دينار

***

 فقال الإمام الشافعي:

عز الأمانة أغلاها و أرخصها         ذل الخيانة فافهم حكمة الباري

***

 عندما كانت أمينة كانت ثمينة فلما خانت هانت.
 مرة قرأت تحقيقاً صحفياً عن بلد إسلامي يطبق قطع اليد ـ شيء لا يصدق سابقاً ليس الآن ـ الآن تساهلوا في قطع اليد فغزتهم الجرائم والسرقات، أي ترسل رواتب أقصى محافظة بالجنوب بسيارة شاحنة مكشوفة، وفيها أكياس الأموال الطائلة، وتقطع عشرات ومئات الكيلومترات دون أن تخشى شيئاً، هذا نظام إلهي، فلمجرد أن تعقد ندوة بمحطة فضائية ويقال هذا قطع اليد ينبغي أن يستبدل بردع آخر، كأن الله عز وجل حكمه غير صحيح، هذه من نتائج العلمانية رفض هذا الحكم، رفض تحريم المصافحة، معقول، يقول لك المرأة نصف المجتمع، الاختلاط، فحينما تطرح أساليبَ للحياة، وأنماطاً لكسب المال، وأنماطاً لاستثمار المال، وأنماطاً للعلاقات الاجتماعية بخلاف ما جاء في القرآن والسنة فأنت قد غُزيت فكرياً وأنت لا تشعر، غُزيت فكرياً وشوهت عقيدياً وسلوكياً وأنت لا تشعر، الكبار إذا كانوا كذلك فكيف الصغار ؟!!

أكبر عمل تقدمه لهذه الأمة أن تخرج من بيتك أولاداً صادقين عندهم قيم أخلاقية تحكمهم:

 الآن يوجد اتجاه قوي جداً في العالم كله من أجل تعميم العولمة ـ على وزن حيونة ـ اعتمدت الصورة لا الفكرة، لأن الصورة لها قوة تعبير ألف كلمة، والصورة لا تحتاج إلى شخص يقرأ ويكتب، لو نشرنا كتاباً من يقرؤه ؟ المثقفون، أما غير المثقفين لا يقرؤونه، أما إذا اعتمدنا الصورة نستطيع أن نصل إلى كل إنسان، وأخطر شريحة تتأثر بالصورة الطفل، أنت أطلع الطفل على بيت فخم جداً، جميل جداً، نظيف جداً، والأم بأعلى درجة من الأناقة واللطف، والبيت فيه بار، وفيه اختلاط، وفيه كل وسائل الرفاهية، وكل وسائل المعصية والفجور، وبيت إسلامي صغير، غير مرتب، الأب غضوب، والزوجة مهملة لأولادها، أولادها في الطريق فقط، أنت لم تهاجم الدين أبداً، ولكن أعطيت صورة مشرقة مع الإباحية والخمر، وصورة قاتمة جداً مع التدين والتزمت، انتهى الطفل، الفتاة انتهت، تشمئز من هذا النموذج وتحب هذا النموذج، هذا الذي يحدث، هذا التوجيه، المكر الغربي هكذا، قال تعالى:

﴿ وَقَدْ مَكَرُوا مَكْرَهُمْ وَعِنْدَ اللَّهِ مَكْرُهُمْ وَإِنْ كَانَ مَكْرُهُمْ لِتَزُولَ مِنْهُ الْجِبَالُ (46) ﴾

(سورة إبراهيم)

  أي إذا أنت كنت أنيقاً ونظيفاً وهناك نظافة وترتيب، وهناك مسحات جمالية بالبيت، وهناك صلاة وذكر وورع وعفة وأم تعتني بأولادها ويوجد أب صادق وفي، ويوجد تفاهم زوجي، هذا الذي يغير نمط الأطفال، فأنا بنفسي كلام كبير جداً بهذا الموضوع ما كل ما يعلم يقال ولكن فهمكم كفاية، نحن الآن أمام غزو ثقافي غربي خطير جداً يستهدف أبناءنا، بالنسبة لهم الكبار انتهوا، الأولاد هم المستهدفون، فلذلك عندما يكون الأب واعياً جداً وحريصاً جداً وورعاً جداً ومثقفاً جداً ويرعى أولاده يكون قد قدم عملاً للأمة لا يقدر بثمن، أي أكبر عمل تقدمه لهذه الأمة أن تخرج من بيتك أولاداً أبطالاً، أولاداً صادقين، أولاداً عقيدتهم سليمة، فكرهم سليم، تصورهم صحيح، عندهم قيم أخلاقية تحكمهم وهو المطلوب.
 أيها الأخوة الكرام، لا أحب أن أطيل عليكم ولكن الأب الذي يغفل عن تربية أولاده يغفل عن عقيدتهم، عن تصوراتهم، يجهل التغذية الخطرة التي يغذى بها الطفل وهو لا يشعر، مصيره أنه خسر ابنه خسارة نهائية، وصار هذا الأب حزيناً دائماً على أن هذا الابن لم يكن استمراراً له بل كان شارداً وضائعاً.

 

الاستماع للدرس

00:00/00:00

تحميل النص

إخفاء الصور