- التربية الإسلامية / ٠7موضوعات مختلفة في التربية
- /
- ٠2دروس حوارية
الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين ، اللهم لا علم لنا إلا ما علمتنا ، إنك أنت العليم الحكيم ، اللهم علمنا ما ينفعنا ، وانفعنا بما علمتنا وزدنا علماً ، وأرنا الحق حقاً وارزقنا اتباعه ، وأرنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه ، واجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه ، وأدخلنا برحمتك في عبادك الصالحين ، أخرجنا من ظلمات الجهل والوهم إلى أنوار المعرفة والعلم ، ومن وحول الشهوات إلى جنات القربات .
محورا الدرس :
المحور الأول : الدين أداة جمع وتقريب :
أيها الإخوة ، درسنا اليوم مستوحى من الظرف الصعب التي تعيشه الأمة في هذه الأيام ، هو فقرتان لا ثالث لهما :
الفقرة الأولى : أن هذا الدين أداة جمع لا أداة تفرقة ، أداة قرب لا أداة تباعد .
المحور الثاني : أصل هذا الدين توقيفي :
أصل هذا الدين توقيفي من عند الله من عند الخالق ، لذلك لا يمكن أن يكون فيه سبب من أسباب التفرقة ، ولكن نحن حينما أضفنا إلى هذا الدين ما ليس منه أصبحنا شيعاً وأحزاباً ، وطوائف ومذاهب ، وما إلى ذلك ، والآية الدقيقة جداً ، قال تعالى :
﴿ إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعاً لَسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ ﴾
لست منهم ، وليسوا منك ، لا تنتمي إليهم ، ولا ينتمون إليك ، بل كلمة :
﴿ لَسْتَ مِنْهُمْ ﴾
فيها أشد أنواع الإنكار ، لست يا محمد من هؤلاء ، بل إن الله سبحانه وتعالى في القرآن الكريم وصف الخصومة بين المؤمنين بأنها كفر ، قال تعالى :
﴿ وَكَيْفَ تَكْفُرُونَ وَأَنْتُمْ تُتْلَى عَلَيْكُمْ آيَاتُ اللَّهِ وَفِيكُمْ رَسُولُهُ ﴾
إذاً الذي حصل بعد حقب كثيرة من هذه الرسالة العظيمة أن ما أضيف إلى هذا الدين شرذم المسلمين ، وفرقهم ، وجعلهم طوائف وشيعاً ، وكان بأسهم بينهم ، والآن العدو لا يفرق بيننا إطلاقاً ، نحن جميعاً عنده مسلمون ، ونحن جميعاً مستهدفون ، والعدو بيده ورقة رابحة ، هي إثارة الفتن الطائفية ، ونحن بوعينا ، وبإخلاصنا نستطيع أن نسقط هذه الورقة من يدنا ، بوعينا وإخلاصنا ، والأولى في هذه الظروف الصعبة أن نلغي ، أو أن نتناسى ، أو أن نعمي على كل الخلافات فيما بين المسلمين ، لأنني أؤكد لكم أن هؤلاء الأعداء يريدون إفناءنا ، وإبداتنا ، وإفقارنا ، وإضلالنا ، وإذلالنا ، وإفسادنا ، وهذا شيء واضح جداً ، لذلك أنا سأكتفي في هذا الدرس بنقطة خلاف واحدة يعرفها جميع أهل الأرض بين السنة وبين الشيعة ، هذه النقطة ستبدد أمامكم بهذا النص :
تبديد نقطة خلاف بين الشيعة والسنة :
ذكر أبو بكر محمد بن الطيب الباقلاني في كتابه إعجاز القرآن الصفحة الثالثة والأربعين بعد المئة من كلام الإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال : << لما قبض أبو بكر رضي الله عنه ارتجت المدينة بالبكاء كيوم قبض النبي عليه الصلاة والسلام ، وجاء علي باكياً مسترجعاً ، معنى مسترجعاً : يقول : إنا لله وإنا إليه راجعون .
بالمناسبة ، فلان حوقل ، ما معنى حوقل ؟ أي قال : لا حول ولا قوة إلا بالله ، فلان دمعز ، يعني قال : أدام الله عزك ، فلان هلل ، يعني قال : لا إله إلا الله .
يقول الإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه حينما بلغه أن سيدنا الصديق قد قبض إلى رحمة الله فقال : << اليوم انقطعت خلافة النبوة ، ووقف على باب البيت الذي فيه أبو بكر وقال : رحمك الله أبا بكر ، كنت إلف رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنسه ، يعني كان يألفك ، وكان يأنس بك ، أي كنت يا أبا بكر رحمك الله أقرب الناس إلى رسول الله ، وثقته وموضع سره ، يعني كنت أمين سره ، كنت أول القوم إسلاماً ، ما دعوت أحداً إلى الإسلام إلا كانت له كبوة إلا أخي أبا بكر ما تردد .
كنت أول القوم إسلاماً ، وأخلصهم إيماناً ، وأشدهم يقيناً ، وأخوفهم لله ، وأعظمهم غناءً في دين الله ، وكنت يا أبا بكر أحوطهم على رسول الله ، يعني أشدهم حرصاً على سلامة رسول الله في أثناء الهجرة ، كان يذكر أنه سيواجه خطراً يمشي أمامه ، ويذكر الطلب فيمشي خلفه ، يتوهم أن الخطر عن يمينه يمشي عن يمينه ، عن يساره يمشي عن يساره ، هذا كلام سيدنا علي ، وأثبتهم على الإسلام ، وأيمنهم على أصحابه ، يعني أشدهم حرصاً على أصحابه ، وأحسنهم صحبة ، وأكثرهم مناقب ، مناقبه لا تعد ولا تحصى ، وأفضلهم سوابق ، وله سوابق في الإسلام ، أعطى أبو بكر رسول الله كل ماله ، فقال : يا أبا بكر ، ماذا أبقيت لنفسك ؟ قال : الله ورسوله .
النبي عليه الصلاة والسلام :
(( يقول ما طلعت شمس على رجل بعد نبي أفضل من أبي بكر ))
وأرفعهم درجة ، وأقربهم وسيلة ، وأشبههم برسول الله صلى الله عليه وسلم سنناً ، تطبيقاً لسنته ، وهدياً ، ورحمة وفضلاً .
نحن أمة واحدة :
لازلنا مع كلام سيدنا علي بن أبي طالب ، إذاً الدين واحد ، كل الخلافات بين الفرق الإسلامية ليس لها مكان في أصل هذا الدين ، نحن أمة واحدة ، نحن أمة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ونحتاج الآن إلى هذه المعاني ، نحتاج إلى ما يقربنا ، نحتاج إلى ما يلغي كل خلاف بيننا ، نحتاج إلى التعاون ، نحتاج إلى التناصر ، نحتاج إلى التكاتف ، نحتاج إلى التآزر ، نحتاج إلى نقف جميعاً في خندق واحد ، لأن عدونا وضعنا جميعاً في سلة واحدة ، قال تعالى :
﴿ وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ﴾
كنت ـ كما قال سيدنا علي بن أبي طالب ـ أشبههم برسول الله صلى الله عليه وسلم سنناً ، تطبيقاً لسنته ، وهدياً ، ورحمة ، وفضلاً ، وأشرفهم منزلة ، وأكرمهم عليه ، وأوثقهم عنده .
أنا أريد أن أذكر لكم آية خالق الكون بنص القرآن الكريم يقول :
﴿ غُلِبَتِ الرُّومُ (2) فِي أَدْنَى الْأَرْضِ وَهُمْ مِنْ بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ﴾
من هم الروم المعنيون ؟ أهل الكتاب ، أليس هناك تناقض بيننا وبينهم في العقائد ؟ هناك تناقض كبير ، يقول الله عز وجل :
﴿ وَهُمْ مِنْ بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ (3) فِي بِضْعِ سِنِينَ لِلَّهِ الْأَمْرُ مِنْ قَبْلُ وَمِنْ بَعْدُ﴾
من الإعجاز الإخباري في القرآن الكريم :
هذا من إعجاز القرآن الإخباري ، الإخبار عن المستقبل ، الإعجاز الإخباري بالمناسبة إخبار عن الماضي ، قال تعالى :
﴿ وَمَا كُنْتَ لَدَيْهِمْ إِذْ يُلْقُونَ أَقْلَامَهُمْ أَيُّهُمْ يَكْفُلُ مَرْيَمَ﴾
وعندنا إعجاز الحاضر النبي عليه الصلاة والسلام ، جاءه الوحي ، وأخبره أن أحد أصحابه حاطب بن بلتعة أرسل كتاباً إلى قريش يخبرهم فيه أن محمداً سيغزوهم ، وحي ، أرسل علياً إلى الطريق بين مكة والمدينة ، وأخذ الكتاب من امرأة وضعته في شعرها ، هذا إعجاز إخبار في الحاضر ، بالمناسبة الإعجاز الإخباري للماضي والمستقبل بُعده زمني ، أما الإعجاز الإخباري في الحاضر فبعده مكاني .
أنا الآن في دمشق لا أعلم ما يجري في الجامع الأموي في حلب ، فإذا جئت بخبر صحيح فهذا البعد مكاني .
أيها الإخوة الكرام ، الآية هذه إعجاز إخباري ، لكن الإخبار عن المستقبل ، قال تعالى :
﴿ غُلِبَتِ الرُّومُ (2) فِي أَدْنَى الْأَرْضِ﴾
هذا إعجاز إخباري عن الماضي ، أين الروم غلبت ؟ في أدنى الأرض ، يعني في أخفض مكان في الأرض ، ولا يعلم أحد أي مكان أخطر في الأرض ، لكن بعد أن اكتشفت أشعة الليزر ، هذه الأشعة تقيس المسافة بين الأرض وبين القمر بالسنتمترات ، ترسل أشعة حينما تصطدم بالقمر ، فتعود سرعة الأشعة معروفة ، الزمن الذي استغرق في الذهاب والعودة يكشف لنا المسافة ، وهناك أجهزة صغيرة مع المهندسين ، يقف أمام الحائط فيضغط وتنطلق أشعة الليزر ، وترجع ، يقول لك : ثمانية عشر متراً وخمسة وعشرين سنتمتراً ، وثلاثة ميليمترات ، بعد أن اكتشفت أشعة الليزر أصبح بالإمكان قياس المسافات بلمح البصر ، فاكتشف أن أخفض نقطة في الأرض غور فلسطين ، والدراسات التاريخية تؤكد أن هذه المعركة جرت في غور فلسطين ، قال تعالى :
﴿ غُلِبَتِ الرُّومُ (2) فِي أَدْنَى الْأَرْضِ وَهُمْ مِنْ بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ (3) فِي بِضْعِ سِنِينَ لِلَّهِ الْأَمْرُ مِنْ قَبْلُ وَمِنْ بَعْدُ وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ﴾
الإعجاز الإخباري المستقبلي ،
﴿ وَهُمْ مِنْ بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ فِي بِضْعِ سِنِينَ ﴾
وبعد سبع سنوات فيما أذكر انتصر الروم على الفرس ، قال تعالى :
﴿ وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ (4) بِنَصْرِ اللَّهِ﴾
المؤمنون أصحاب النبي عليه الصلاة والسلام لماذا يفرحون ؟ لأن ما بين أصحاب النبي عليه الصلاة والسلام وبين أهل الكتاب قواسم مشتركة ، وأشياء خلافية كبيرة جداً ، ادعوا أن سيدنا عيسى ابن الله ، ومع هذه الخلافات أثبت الله لأصحاب رسول الله فرحهم بهذا النصر ، وسمي هذا النصر .
﴿ وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ (4) بِنَصْرِ اللَّهِ﴾
سمي هذا نصر الله .
بين النصر الاستحقاقي والنصر التفضلي والنصر الكوني :
بالمناسبة لا بد من توضيح ، العلماء قالوا : هناك نصر استحقاقي ، وهناك نصر تفضلي وهناك نصر كوني .
1 – النصر الاستحقاقي :
إنسان صحيح العقيدة سليم السلوك انتصر ، انتصر بفضل الله ورحمته وعدله ، انتصر انتصاراً استحقاقياً .
2 – النصر التفضلي :
إنسان عنده خلل إما في العقيدة أو في السلوك ، وانتصر نقول : انتصر بفضل الله ورحمته وحكمته .
الأول بعدله ، والثاني بحكمته ، هذا النصر اسمه نصر تفضلي ، في عندنا نصر استحقاقي ونصر تفضلي ، وانتصار الروم على ما يعتقدون من شرك كان نصراً تفضلياً ز
3 – النصر الكوني :
وهناك نصر كوني ، الفريقان كافران من ينتصر ؟ الأقوى ، والأذكى ، و الذي عنده أسلحة ذات مدى أبعد ، وذات دقة إصابة أشد ، والذي عنده الأقمار والطائرات والحاملات ، والصواريخ ، هذا نصر كوني ، فإذا أثبت الله لأصحاب النبي عليه الصلاة والسلام فرحهم بانتصار الروم أهل الكتاب فلأن نفرح نحن من أعماق أعماق قلوبنا بانتصار إخوة لنا من باب أولى ، والقواسم المشتركة بيننا وبينهم أكبر بكثير من التي بين المسلمين سابقاً وأهل الكتاب .
الآن يقول هذا الصحابي الجليل سيدنا علي رضي الله عنه : << فجزاك الله عن الإسلام وعن رسوله خيراً ، كنت عنده بمنزلة السمع والبصر ، صدقت رسول الله حين كذبه الناس ، سماك الله في تنزيله صديقاً حيث قال :
﴿ وَالَّذِي جَاءَ بِالصِّدْقِ وَصَدَّقَ بِهِ﴾
وردت صفة سيدنا الصديق في القرآن الكريم .
وفي آية ثانية :
﴿ ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ﴾
واسيته حين بخلوا ، كنت معه حين قعدوا ، صحبته في الشدائد أكرم الصحبة ، ثاني اثنين ، وصاحبه في الغار ، والمنزل عليه السكينة والوقار ، هذا كلام من ؟ كلام سيدنا علي بن أبي طالب ورفيقه في الهجرة ، وخليفته في دين الله ، وفي أمته حين ارتد الناس ، فنهضت حين وهن أصحابك ، لما قال سيدنا عمر : " والله من قال : إن محمداً قد مات ضربته بهذا السيف ، قال له : على رسلك يا عمر " ، وذكره بالآية :
﴿ وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَنْ يَنْقَلِبْ عَلَى عَقِبَيْهِ فَلَنْ يَضُرَّ اللَّهَ شَيْئاً وَسَيَجْزِي اللَّهُ الشَّاكِرِينَ﴾
فنهضت حين وهن الناس ، وحينما ارتد معظم العرب وقف وقفة لا مثيل لها ، قال : والله لو منعوني عقال بعير لقاتلتهم من أجله .
فنهضت حين وهن أصحابك ، برزت حين استكانوا ، قويت حين ضعفوا ، قمت بالأمر حين فشلوا ، نطقت حين تتعتعوا ، مضيت بنور إذا وقفوا ، واتبعوك فغضوا ، كنت أصوبهم منطقاً ، وأطولهم صمتاً ، وأبلغهم قولاً ، وأكثرهم رأياً ، وأشجعهم نفساً ، وأعرفهم بالأمور ، وأشرفهم عملاً ، كنت للدين عسوباً كالعسل ، أولاً : حين نفى عنه الناس ، أي بعد الردة ، وآخراً حين قفلوا ، وكنت للمؤمنين أباً رحيماً ، إذ صاروا عليك عيالاً ، فحملت أثقال ما ضعفوا عنه ، ورعيت ما أهملوا ، وحفظت ما أضاعوا ، شمرت إذ خنعوا ، عليت إذ هلعوا ، صبرت إذ جزعوا ، أدركت أوتار ما طلبوا ، راجعوا رشدهم برأيك فظفروا ، ونالوا بك ما لم يحتسبوا ، كنت كما قال عليه الصلاة والسلام أمنّ الناس عليه في صحبته ، وذات يدك ، وكنت كما قال : ضعيفاً في بدنك ، قوياً في أمر الله ، متواضعاً في نفسك ، عظيماً عند الله جليلاً في أعين الناس ، كبيراً في أنفسهم ، لم يكن لأحد فيك مغمز ، ولا لأحد مطمع ، ولا لمخلوق عندك هوادة ، الضعيف الذليل عندك قوي عزيز حتى تأخذ له بحقه ، والقوي العزيز عندك ضعيف ذليل حتى تأخذ منه الحق ، القريب والبعيد عندك سواء ، أقرب الناس إليك أطوعهم لله ، قومك الحكم ، وأمرك حلم وحزم ، ورأيك علم وعزم ، فأبلغت ، وقد صعب الطريق ، وأطفأت النيران ، نيران الفتن ، واعتد بك الدين ، وقوي الإيمان ، وظهر أمر الله ، ولو كره الكافرون ، وأتعبت من بعدك إتعاباً شديداً ، وفزت بالخير فوزاً عظيماً ، فجللت عن البكاء ، وعظمت الرزية في السماء ، وهبت مصيبتك الأيام ، فإنا لله وإنا إليه راجعون ، رضينا عن قضاء الله قضائه ، وسلمنا له أمره ، فو الله لن يصاب المسلمون بعد رسول الله بمثلك أبداً ، فألحقك الله بنبيه ، ولا حرمنا أجرك ، ولا أضلنا بعدك >> .
وسكت الناس حتى انقضى كلامه ، ثم بكوا حتى علت أصواتهم ، هذا كلام سيدنا علي لسيدنا الصديق .
الخلاصة :
الإسلام واحد ، كل الخلافات بين الفرق الإسلامية ليست موجودة في أصل الدين ، وهذه المعاني نحن في أمس الحاجة إليها الآن ، نحن يجب أن نقف جميعاً صفاً واحداً ، وأن نتعاون ، وأن نتآزر ، وألا نسمح بهمس ولمز وهمز أن هؤلاء الذين انتصروا ليسوا من ملتنا هذا ، كلام مرفوض الآن مرفوض كلياً ، نحن بحاجة إلى تعاون ، ويجب أن نفرح ، وأن نعجب كما فرح أصحاب النبي عليه الصلاة والسلام بانتصار أهل الكتاب مع أن ما بيننا وبين أهل الكتاب قواسم مشتركة ، وتناقضات كبيرة جداً ، فلأن نفرح بانتصار إخوتنا المجاهدين في لبنان وفي فلسطين من باب أولى .