وضع داكن
29-03-2024
Logo
الخطبة : 0995 - نتائج الرسوم المسيئة للرسول الكريم في الصحيفة الدانمركية - شهادة الغرب بالرسول الكريم
   
 
 
 بسـم اللـه الرحمـن الرحيـم  
 

الخــطــبـة الأولــى:

الحمد لله نحمده، ونستعين به، و نسترشده، ونعوذ به من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مُضل له، ومن يضلل فلن تجد له ولياً مرشداً، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، إقراراً بربوبيته، وإرغاماً لمن جحد به وكفر، وأشهد أن سيدنا محمداً صلى الله عليه وسلم رسول الله، سيد الخلق و البشر، ما اتصلت عين بنظر، أو سمعت أذن بخبر، اللهم صلِّ وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وأصحابه، وعلى ذريته ومن والاه ومن تبعه إلى يوم الدين، اللهم علمنا ما ينفعنا و انفعنا بما علمتنا و زدنا علماً، و أرنا الحق حقاً و ارزقنا اتباعه و أرنا الباطل باطلاً و ارزقنا اجتنابه، و اجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه و أدخلنا برحمتك في عبادك الصالحين أخرجنا من ظلمات الجهل والوهم إلى أنوار المعرفة والعلم ومن وحول الشهوات إلى جنات القربات.

الحقائق الثلاث المُسَلَّم بها:

المعركة بين الحق والباطل أزلية
أيها الأخوة الكرام، لازلنا في الموضوع الذي كان ساخناً فارتفعت حرارته إلى أن بلغ درجة الغليان، ولا زلنا في الحقائق الثلاث المسلم بها، لكل واقع حكمة وليس كل موقع حكيماً وقد يكون مجرماً، لكن لأن الله سمح له أن يفعل ما فعل فلابد من حكمة بالغة لأنه لا يليق بألوهية الإله أن يقع في ملكه ما لا يريد، والشيء الثاني أن الله سبحانه وتعالى أراد ـ وإرادته متعلقة بالحكمة المطلقة، وحكمته المطلقة متعلقة بالخير المطلق ـ أن تكون معركة بين الحق والباطل أزلية أبدية، لأن الحق ينمو ويقوى بالتحدي، ولأن الباطل ينتظر منه أن يعود إلى الحق، هذا قرار إلهي، أن تكون المعركة بين الحق والباطل أزلية أبدية، وقد ذكرت في خطبة سابقة كان ممكن أن يكون الكفار في كوكب والمؤمنون في كوكب، أو الكفار في قارة والمؤمنون في قارة ولا تواصل بينهما، أو أن يكون الكفار في حقبة والمؤمنون في حقبة، ولكن قرار الله عز وجل أن تكون المعركة بين الحق والباطل أزلية أبدية، كي يقوى الحق بالتحدي، وكي يثبت بالتحدي، وكي ينمو بالتحدي، ولعل الباطل يعود إلى رشده، لأن أهل الباطل أيضاً عباد لله، والله ينتظر هدايتهم.
أيها الأخوة الكرام، البيت الذي قاله بعض الشعراء وهو ينطبق على ما حدث أشد الانطباق:

وإذا أراد الله نشر فضيلة طويت أتاح لها لسان حســــــود
لولا اشتعال النار فيما جاورت ما كان يعرف طيب عرف العود
***

الإسلام من أشد الأديان نموا
والله الذي لا إله إلا هو إن شاء الله سوف ترون أن مئات الألوف في العالم الغربي سيقرؤون سيرة النبي عليه الصلاة والسلام، وسيدخلون في دين الله أفواجاً، والحقيقة التي لا تصدق ولا يحتملها الغرب أن الإسلام قد أعلنت عليه حرباً عالمية ثالثة، ومع ذلك هو أشد الأديان نمواً، هم لا يقلقون من الجاليات الإسلامية إذا نما عددها، يقلقون من أصحاب الجنسية الغربية الذين ينمو الإسلام فيهم كما تسري النار في الهشيم.
أيها الأخوة الكرام، قضية ثالثة هذا الذي حدث له أبعاد خطيرة، وله تاريخ قريب، ملكة الدانمرك ألفت كتاباً عن الحضارة الأوربية ذمت الإسلام والمسلمين، ولم يتحرك أحد، ورئيس وزراء الدانمرك أشار ثلاث مرات إلى أن أهل الإسلام حثالة الشعوب، ولم يتحرك أحد، وأن عدداً كبيراً من الصحف الدانمرك نشرت مقالات تنتقد فيها الإسلام ورسول الإسلام، ولم يتحرك أحد، ورابعاً كانت الخاتمة أن رسمت هذه الرسوم التي شوهت مكانة النبي عليه الصلاة والسلام.

 

المسلمون يملكون شيئاً ثميناً وهو حرية التصرف الموجودة في عالمهم:

يملك الضعيف سلاح المقاطعة
أيها الأخوة الكرام، ظهر من خلال تفاعل هذه الأحداث أن المسلمين يملكون شيئاً ثميناً، فكما أن حرية التعبير مصانة في العالم الغربي حرية التصرف موجودة في عالمنا، كما أن رئيس وزرائهم يقول: أنا لا أملك من سلطة على الصحافة، يقول زعماؤنا: ونحن لا نملك من سلطة على المواطن كي نجبره على أن يأكل طعاماً من صنع بلد استخف بنبينا، هذه تقابلها هذه، وإذا ملك الغرب القوي سلاح الحصار الاقتصادي، يملك الضعيف سلاح المقاطعة، بيدنا أشياء كثيرة أيها الأخوة الكرام، لكن الذي يؤسف له أن شعب الدانمرك خمسة ملايين يطعمون خمسة وخمسين مليوناً من البشر، خمسة ملايين يطعمون خمسة وخمسين مليوناً من البشر، هذا مؤشر سلبي في حقنا، ويل لأمة تأكل ما لا تزرع، وتلبس ما لا تنسج، وتستخدم من الآلات ما لا تصنعها، بل وتشتري السلاح شراءً، لا تملك قرارها.
أمة يعمل الفرد فيها 17 دقيقة فقط يوميا لن تنتصر
أيها الأخوة الكرام، هذا الشيء تكشف الآن شعب لا يزيد عن خمسة ملايين دولة صغيرة صغيرة تطعم خمسة وخمسين مليوناً من البشر.
أيها الأخوة الكرام، أحياناً الحقيقة المرة أفضل ألف مرة من الوهم المريح ولا تحل المشكلة إلا إذا تصارحنا في تحديد أبعادها، في بعض البلدان المتخلفة يعمل الفرد في اليوم سبع عشرة دقيقة، والبلاد القوية التي استعلت، واستكبرت، وفرضت ثقافتها على شعوب الأرض، يعمل الواحد منهم ثمان ساعات كاملة، وليس من باب التشاؤم أمة يعمل الفرد فيها سبع عشرة دقيقة لا يمكن أن تنتصر على أمة يعمل الفرد فيها ثمان ساعات كل يوم.

الخسائر التي منيت بها الدانمرك من جراء المقاطعة الشعبية العفوية:

أيها الأخوة الكرام، هذه الدولة التي تبيع المنتجات نصف منتجاتها تشتريها دولة مسلمة واحدة، الذي حدث ولم يكن يتوقعه أحد أن الخسائر التي منيت بها هذه الدولة من جراء المقاطعة الشعبية العفوية، التي كانت بسبب غيرة على سيد المرسلين، بلغت المليارات، أحد أكبر مصانع مشتقات الحليب يقول: لو استمرت المقاطعة عدة أشهر سنخسر المليارات، وسوف نسرح ثلاثين ألف موظف يعمل عندنا.
أيها الأخوة الكرام، إحدى أكبر هذه الشركات أقامت دعوى على الصحيفة التي نشرت هذه الرسوم، لأنها هي السبب في الخسارة التي منيت بها، وزير الزراعة الدانمركي اجتمع مع نقابة المزارعين لمناقشة القضية، وتقرر إرسال رسالة اعتذار إلى جميع وزراء الزراعة في الدول الإسلامية، هذه بعض نتائج ما حدث، انتبهوا العالم الإسلامي يملك سلاحاً خطيراً، ما من إنسان لا يملك شيئاً هذا يدعو إلى التفاؤل.
أيها الأخوة الكرام، شيء آخر حتى لو اعتذرت الصحيفة، أو اعتذرت الحكومة رسمياً، هذا الاعتذار ليس لذات الاعتذار، وليس للشعور بالخطأ، ولكن لقوة الصدمة والخسارة الناتجة عن هذه الرسوم التي تورطت هذه الصحيفة بنشرها.
شيء آخر: إن المقاطعة الشعبية العفوية هي في الحقيقة أقوى رسالة يرسلها العالم الإسلامي للغرب، هذه رسالة لأن الغرب يؤمن بالمادة، ويعبد المادة من دون الله، ولا شيء يهز أركانه كأن تصاب تجارته وصناعته بخسارة فادحة.

الذي حدث من قِبَل الغرب هو إذكاء للصراع ورفض للتعايش السلمي وتأكيد للصراعات:

أيها الأخوة الكرام، ينتظر إذا نجحت هذه المقاطعة، وكما قلت في الخطبة السابقة نريدها مقاطعة شعبية عفوية، من دون مساءلة ولا مسؤولية، الحكام موقفهم حرج جداً، لأن الغرب ينتظر هفوة منهم ليبطش بهم، أنت كمسلم من يجبرك أن تشتري بضاعة صنعت في الدانمرك ؟ لا أحد.
للمسلم الحق أن يستنكر وليس له الحق أن يعتدي
أيها الأخوة الكرام، بكل وقاحة رفض سفير الدانمرك في الرياض أن يعتذر، وبكل وقاحة رفضت إدارة الصحيفة التي نشرت هذه الرسوم أن تستقبل وفداً من الجالية الإسلامية، وبكل صفاقة رفض رئيس وزرائهم أن يستقبل لجنة تمثل الجالية الإسلامية، فلما رفضوا هذا الذي حدث لم يحدث فجأة، عمر هذه القضية خمسة أشهر، مع النفس الطويل، والأسلوب الأديب، والطلب المهذب، قابلونا، استمعوا إلى شكوانا، أنت لا تعلم من هو رسول الله عندنا، إذا كان في دمائنا كرية حمراء وكرية بيضاء فهناك كرية ثالثة هي محبة سيد الأنبياء والذي حصل دليل ذلك.
أيها الأخوة الكرام، ولكن وهذا الذي أقوله أؤمن به بكل خلية في جسمي، وبكل قطرة في دمي، لا أجيز القيام بالاعتداء على الأبرياء من أي دين، ولو كان بحجة مناصرة النبي عليه الصلاة والسلام، إذاً المسلم الحق يستنكر بشدة ما جرى من إحراق السفارات، أو استعمال أي صورة عنيفة من صور العنف في التعبير، لأن الهدف النبيل يجب أن نتوسل إليه بوسيلة، أن نمشي في الطريق لنعبر عن استنكارنا و، هذا ما حصل، هذا سلوك حضاري تقره جميع الأمم، وأن نمتنع عن شراء البضاعة، هو ردّ فعل على الحصار الاقتصادي الذي يلوح به الغرب القوي، تلوحون بالحصار نلوح بالمقاطعة.
أيها الأخوة الكرام، حقيقة ثالثة الذي جرى ليس تعصباً ضد الغرب، ولا هو دعوة لإذكاء نار الصراع بين الحضارات، وليس هو تعبيراً عن عدم الإيمان بالتعايش السلمي، ولكن الذي حدث من قبل الغرب هو في الحقيقة إذكاء للصراع، ورفض للتعايش السلمي، وتأكيد للصراعات بين الحضارات.

التعايش أصل في ديننا الإسلامي:

أيها الأخوة الكرام، الذي يؤمن بالتعايش، والتعايش أصل في ديننا، الدليل قال تعالى:

﴿ فَمَا اسْتَقَامُوا لَكُمْ فَاسْتَقِيمُوا لَهُمْ ﴾

( سورة التوبة الآية: 7)

﴿ لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِم ﴾

( سورة الممتحنة الآية: 8)

﴿غُلِبَتِ الرُّومُ (2) فِي أَدْنَى الْأَرْضِ وَهُمْ مِنْ بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ (3) فِي بِضْعِ سِنِينَ لِلَّهِ الْأَمْرُ مِنْ قَبْلُ وَمِنْ بَعْدُ وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ (4) بِنَصْرِ اللَّهِ﴾

( سورة الروم)

المؤمنون الصحابة، ثلاث آيات في القرآن الكريم، وهو أعلى مرجعية في الإسلام يقر التعايش، والآن العالم بحاجة إلى التعايش، بحاجة إلى استصدار قانون دولي يحظر الاستهانة بمقدسات الديانات كلها.

 

الرسومات التي مست النبي هي في الحقيقة جرح لمشاعر المسلمين في كل بلاد الأرض:

أيها الأخوة الكرام، الذي ينبغي أن يقال: هذه الرسومات في الحقيقة ليست إساءة للجالية الإسلامية في الدانمرك، وليست إساءة للمسلمين في بلد معين، ولكنها جرح لمشاعر المسلمين في كل بلاد الأرض، والذي حدث يؤكد ذلك، هل هناك من دولة إسلامية لم تسر فيها المظاهرات الحادة تستنكر الذي حدث ؟ هذا تعبير عفوي، أيها الأخوة الكرام، هذه الإساءة لا تتفق مع تعاليم المسيح عليه السلام الذي ورد عنه:" من ضربك على خدك الأيمن فأدر له خدك الأيسر "، هذا الذي حدث عدوان على نبي جاء بقرآن يقول:

﴿ قَالَ إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ آتَانِيَ الْكِتَابَ وَجَعَلَنِي نَبِيًّا (30) وَجَعَلَنِي مُبَارَكًا أَيْنَ مَا كُنْتُ ‎وَأَوْصَانِي بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ مَا دُمْتُ حَيًّا (31) وَبَرًّا بِوَالِدَتِي وَلَمْ يَجْعَلْنِي جَبَّارًا شَقِيًّا (32) وَالسَّلَامُ عَلَيَّ يَوْمَ وُلِدْتُ وَيَوْمَ أَمُوتُ وَيَوْمَ أُبْعَثُ حَيًّا (33) ذَلِكَ عيسَى ابْنُ مَرْيَمَ قَوْلَ الْحَقِّ الَّذِي فِيهِ يَمْتَرُونَ (34)﴾

( سورة مريم)

وفي آية أخرى:

 

﴿ قُولُوا آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنْزِلَ إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى وَمَا أُوتِيَ النَّبِيُّونَ مِنْ رَبِّهِمْ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ (136) ﴾

(سورة البقرة)

هل يجرؤ مسلم في العالم أن يرد على هذه الصور بصور للسيد المسيح ؟ مستحيل وألف ألف مستحيل، أيها الأخوة الكرام، يقول سيد الأنام:

(( إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق ))

[ رواه أحمد والبيهقي عن أبي هريرة ]

(( أكمل المؤمنين إيماناً أحسنهم خلقاً ))

[رواه الطبراني عن أبي سعيد الخدري ]

الكيل بمئة مكيال:

أيها الأخوة الكرام، والله نتمنى من أعماق قلوبنا ألا يمثل هذا التصرف الشعب الدانمركي، وألا يمثل كل الأوربيين، ولكن يؤسفنا أشد الأسف أننا لم نسمع استنكاراً لهذا العمل من عقلائهم، ولا من الهيئات العلمية والفكرية عندهم، ولا من رجال القضاء عندهم، فسكوتهم يثير الشك.
هذا النبي الكريم أيها الأخوة الكرام، كما قال سيدنا جعفر لما سأله النجاشي عن الإسلام قال: " كنا قوماً أهل جاهلية نعبد الأصنام، ونأكل الميتة، ونأتي الفواحش، ونقطع الرحم، ونسيء الجوار، حتى بعث الله فينا رجلاً نعرف أمانته، وصدقه، وعفافه، ونسبه، فدعانا إلى الله لنعبده، ونوحده، ونخلع ما كان يعبد آباؤنا من الحجارة والأوثان، وأمرنا بصدق الحديث، وأداء الأمانة، وصلة الرحم ".
والله ما شهدت البشرية نبياً دعا إلى السلام، وإلى التسامح، مرت جنازة فوقف لها، قالوا: يا رسول الله إنه يهودي، قال: أليس إنساناً ؟ ما هذا التسامح ؟
أيها الأخوة الكرام، بالمناسبة المحرقة التي جعل منها اليهود قميص عثمان بالتعبير الإسلامي لو أن واحداً شكك في العدد لدخل السجن العالم الغربي كله مع أمريكا، لو أن صحفياً شكك بالعدد ـ العدد خمسة ملايين ـ لو أن الذي نريد أن نحرقه يحتاج إلى خمس دقائق لاحتجنا إلى سبع سنين، الرقم غير معقول لو شكك واحد من أهل الغرب، لو شككت صحيفة واحدة بالرقم لدخل السجن، أما النبي عليه الصلاة والسلام سيد الخلق وحبيب الحق رفضوا أن يقابلوا الجالية الإسلامية، رفض وزير العدل أن تقام دعوى أصلاً.
أيها الأخوة الكرام، بلغني قبل يومين أن صحفياً ذكياً جداً كتب مقالة شكك فيها بعدد الذين أحرقوا في المحرقة، وجهت له تهمة قال: أنا أنتظر هذه التهمة، أنا أنتظرها بفارغ الصبر لأبين لكم تناقضكم وكيلكم بمئة مكيال.

من النتائج الإيجابية لما حدث:

1 ـ تماسك المسلمين واشتداد يقظتهم وتنامي وحدتهم:

اشتدت وحدة المسلمين في هذه المحنة
أيها الأخوة الكرام، لو دخلنا في موضوع آخر، إيجابيات الذي حدث، والله الذي لا إله إلا هو الذي وقع لأن الله سمح له أن يقع لا يمكن إلا أن تروا إيجابيات له لا تعد ولا تحصى، ولكن الله عز وجل يخاطب نبيه الحبيب يقول له:

﴿ وَإِمَّا نُرِيَنَّكَ بَعْضَ الَّذِي نَعِدُهُمْ أَوْ نَتَوَفَّيَنَّكَ (46) ﴾

(سورة يونس)

لا بد من أن نرى إن أمد الله بأعمارنا وأمد الله بأعماركم جميعاً النتائج الإيجابية لما حدث، التماسك، اشتدت اليقظة، تنامت الوحدة، ترسخت الغيرة.
أيها الأخوة الكرام، هذا الحدث جعل الإسلام الخبر الأول في كل نشرات الأخبار في العالم، جعل سيد الأنام تحت أشد الإضاءة، وأعيد وأكرر لا بد من أن يدخل الناس في دين الله أفواجاً، أخ كريم ـ رئيس الجالية الإسلامية في أمريكا ـ حدثني أن عشرين ألف بريطاني دخل في الإسلام بسبب كتاب سلمان رشدي الذي وصف بيوت النبي عليه الصلاة والسلام بأنها بيوت دعارة، ومرة ثانية ما من جهة لها فضل على الصحوة الإسلامية كأعداء الإسلام، يكذبون، ينافقون، يزورون، يكيلون بألف مكيال ومكيال، يحقدون، يبطشون، ترى المؤمن منصفاً، منضبطاً، صادقاً، رحيماً، أي إنسان إذا وازن بين نموذجين يختار النموذج الإيماني.

2 ـ فرز الأشخاص:

الملمات فيها فرز للمؤمنين
أيها الأخوة الكرام، الحديث عن الإيجابيات والله طويل جداً، دخل هذا الموضوع في مشاعر كل المسلمين، ثم انتقل إلى سلوكهم، ثم انتقل إلى التضحية بدخلهم أحياناً، قلت لكم في الخطبة السابقة: معمل عملاق ترخيصه من الدانمرك أغلق، وضحى أصحابه بأرباحهم الطائلة، هذا الذي حدث مؤشر إيجابي أن الله لا يتخلى عنا، وأن الله مع المؤمنين، ولكن يحملنا حملاً ثقيلاً فمن يصمد يستحق النصر، ومن يتضعضع هو في الأساس هذا الحدث من أجل فرز الأشخاص، قال تعالى:

 

﴿ مَا كَانَ اللَّهُ لِيَذَرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى مَا أَنْتُمْ عَلَيْهِ حَتَّى يَمِيزَ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ ﴾

( سورة آل عمران الآية: 179)

الإسراء والمعراج فرز المؤمنين، والهجرة فرزت المؤمنين، وحديث الإفك فرز المؤمنين، وهذه الصور التي صدرت في الدانمرك فرزت المسلمين، بعضهم يقول وهو في أعلى منصب ديني في بلد إسلامي: هو ميت، إنسان ميت لا يحتاج إلى هذه الضجة الكبيرة.

3 ـ تحرك الغيرة الإيمانية و الحمية الإسلامية انتصاراً و دفاعاً عن رسول الله:

أيها الأخوة الكرام، ظهرت قوة وصدق ومحبة وعظمة رسول الله صلى الله عليه وسلم، تحركت الغيرة الإيمانية، والحمية الإسلامية انتصاراً ودفاعاً عن رسول الله، تجلت صور وحدة وتكافؤ الأمة في الملمات، عندما يتعلق الأمر بالأمور العظام رفعت الهمم، وشحذت العزائم بثبوت قدرة الشعوب الإسلامية على التأثير في الآخرين، الشعور والإدراك الحقيقي لمعنى الإساءة للدين، شبهت في الخطبة السابقة الذي حدث بأن شاباً عاقاً لوالديه لا يطيعهما، سمع سباباً لأبيه لم يحتمله، فأيقظ هذا السباب في نفسه مشاعر البنوة البارة، فكان هذا السباب سبباً لانتقاله من العقوق إلى البر، وهذا الذي حدث.

4 ـ إلغاء التعامل بالعملة الدانمركية:

أيها الأخوة الكرام، معنى الولاء والبراء هو أخطر معاني الدين، بدا واضحاً في هذه الأزمة، الولاء والبراء ينبغي أن توالي المؤمنين ولو كانوا ضعافاً وفقراء، وينبغي أن تتبرأ من الكفار والمشركين ولو كانوا أقوياء وأغنياء، روح البذل والعطاء تجلت واضحة في المقاطعة، هؤلاء الذين جمعوا كل بضاعة في متجرهم مع أن الحكم الشرعي لا يجبرهم على ذلك، بضاعة غذائية مدفوع ثمنها، أخرجوها إلى خارج المحل، وفي بعض البلاد وضعت أمام المحل فجاء من يأخذها لينتفع بها، فقال له صاحب المحل: لا بارك الله لك بها، وبعض البلاد أحرقوا البضاعة، وبعض البلاد أوقفوا كل استيراد من هذه الدولة، بل إنه بلغني اليوم عن طريق موقع معلوماتي أن مصر ألغت التعامل بالعملة الدانمركية والنرويجية، طبيب أحترمه وأحبه جاءته مندوبة مبيعات بدواء دانمركي، فقال: أين صنع هذا الدواء ؟ فاعتذر عن قبول عرضها أصلاً.

5 ـ الأثر القوي للاقتصاد الإسلامي:

هذه الثروة لكل المسلمين
أيها الأخوة الكرام، هذه بعض الفوائد، شيء آخر اتضح لنا الأثر القوي للاقتصاد، سلاح خطير يملكه المسلمون، لأن المسلمين قوة شرائية كبيرة في العالم، لماذا قوة شرائهم كبيرة ؟ لأن دخلهم كبير من هذه الثروة التي أكرمهم الله بها.
بالمناسبة هذه الثروة لكل المسلمين، في الأصل يجب أن تدفع زكاة هذه الثروة تحت باب الركاز للدول الإسلامية الفقيرة، وهذا ما نرجو أن يكون في المستقبل، مع أن هناك بعض البلاد لا تقصر لكن يجب أن يزداد هذا العطاء.
أيها الأخوة الكرام، بدا في هذه الأحداث أننا نستهلك ما عند الآخرين، ينبغي أن نتنبه إلى ذلك، يجب أن نأكل من أرض نزرعها، ومن حليب نأخذه من أبقار نربيها، ويجب أن نلبس من خيوط نزرع خيوطها ونسيجها، وينبغي أن نستخدم آلات نصنعها نحن، وفي قمة النجاح ينبغي أن نستخدم سلاحاً نصنعه نحن.

 

6 ـ سحب السفير وإصدار الاستنكار والسماح بمظاهرات للتعبير عن مشاعر المسلمين:

أيها الأخوة الكرام، وقد تحدثت لكم أيضاً كيف أن معظم الدول الإسلامية وقفت موقفاً رائعاً بسحب السفير، وإصدار الاستنكار والشجب، والسماح بمظاهرات تجري للتعبير عن مشاعر المسلمين، هذا كله من إيجابيات هذه الأحداث التي ظهرت، قال بعضهم:

 

 

كُفر تنفــــس عنه الغرب لا كـأن تكاد تنهــد منه الأرض أركانــا
وقبح وجهٍ أزاحوا عن صفاقتــــه زيف الستار فبــان اليوم عريانـا
شلت يداه بما خطت و ما رسمـــت في حق أكرم خلــق الله إنسانــا
و قُبحت أمة فاحــــت صحافتها بالنيل من شخصك المعصوم عدوانا
أيزدرى برســـول الله بينكـــم جهراً ويمتهـــن القرآن إعلانـا
و يشتم الله في وضـــح النهار فلا تثور ثائــرة منا لمولانـــــا
و رغم ذلك نستبقـــــي مودتهم و نشتري سلــع الكفار أطنانــا
هيا انهضوا أمة التوحيد وانتـصروا للدين و اتحدوا في الله إخوانـــا
فلا تسامح إن مســــت عقيدتنا أو اقتضى الأمر إيماناً و كفرانــا
عذراً رسول الهــــدى المختار إن وهنت منا العزائم شيباناً و شباناً
فلم يعد يرهب الأعداء صولتنـــا و ما أقامـــوا لنا وزناً و لا شانا
لــو احترمناك ما هنّا أو اجترؤوا على مقامـــك أو كان الذي كانا
لكــن عصيانك في بعض الأمور فلم نفلح بشيء و لا حلت قضايانـا
فداك يا خير خلـــق الله أنفسـنا و ما ملكناه أرواحــاً وأبدانـــا
حاشاك يا خيــر الورى رتبــاً مما رموك به ظلمــاً وعدوانــا
و أنت أكرم من يمشــي على قدم و أرجح الرسل عند الله ميزانـــا
و أطهر الخلق من عيب و من دنس و إن شانئك المبتـور لا كانـــا
***

 

الإسلام يربي المسلم على كراهة المعاني الفاسدة و العقائد المنحرفة:

أيها الأخوة الكرام، بقيت فكرة أساسية في هذه الخطبة، هناك من يتهم المسلمين بأنهم يكرهون الطرف الآخر، و يبغضونهم، الحقيقة أن الإسلام يربي المسلم على كراهة المعاني الفاسدة، على كراهة العقائد المنحرفة، على كراهة الضلال، على كراهة الانحلال، على كراهة الفحشاء لا على كراهة الإنسان، الدليل: عمير بن وهب قال مرة لصفوان بن أمية: و الله لولا أطفال صغار أخشى عليهم العنت من بعدي، و لولا ديون ركبتني ما أطيق سدادها، لذهبت و قتلت محمداً و أرحتكم منه، هذا الكلام بين صفوان و بين عمير بن وهب في الفلاة لم يعلم به أحد، صفوان كان حاقداً حقداً لا حدود له، قال: أما أولادك فهم أولادي ما امتد بهم العمر، و أما ديونك فهي عليّ بلغت ما بلغت، فاذهب و امض لما أمرت، سقى سيفه سماً، و ركب ناقته، و انطلق إلى المدينة ليقتل محمداً، تحت غطاء أنه جاء ليفتدي ابنه الأسير، وصل إلى المدينة، رآه عمر بن الخطاب قال: هذا عدو الله يريد شراً، فقيده، قال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا عمر فكه ففك قيده، قال: يا عمر ابتعد عنه فابتعد عنه، قال: يا عمير ادنُ فدنا، ثم قال له: يا عمير سلم عليّ، قال: عمت صباحاً يا محمد، فقال عليه الصلاة والسلام: يا عُمير لقد أكرمنا الله بتحية خير من تحيتك، لقد أكرمنا الله بالسلام، وهي تحية أهل الجنة، فقال عُمير بفظاظة: والله ما أنتَ ببعيد عن تحيتنا وإنكَ بها، بكل وقاحة، قال: يا عمير ما الذي جاء بك إلينا ؟ قال جئت لحديث عهد فقال عليه الصلاة والسلام: يا عُمير ما الذي جاء بك إلينا ؟ قال جئت أفدي ولدي من الأسر، فقال النبي: ما بالُ هذا السيف الذي في عُنُقِك ؟ فقال: قبحها الله من سيوف وهل أغنت عنا شيئاً يوم بدر ؟ قال: أصدقني يا عُمير، ألم تقل لصفوان لولا ديون ركبتني ما أطيق سدادها، ولولا أولاد أخاف عليهم العنت من بعدي، لذهبت إلى محمد وقتلته وأرحتكم منه، وقف عمير وقال: أشهدُ أن لا إله إلا الله وأنَّ محمداً رسول الله، لأن الذي جرى بيني وبين صفوان لا يعلمه أحد إلا الله، وأنت رسول الله، الشاهد أين ؟ يقول عمر: دخل عمير على رسول الله والخنزير أحبّ إليّ منه، وخرج من عنده وهو أحب إليّ من بعض أولادي.

المسلم لا يكره إنساناً لذاته و إنما يكرهه لأفعاله و كذبه و دناءته:

لا يمكن لمسلم أن يكره إنساناً لذاته، مستحيل وألف ألف مستحيل أن تكره إنساناً لذاته، تكره عمله، تكره كذبه، تكره جريمته، تكره دناءته، فإذا عاد إلى الله، واصطلح معه فهو منا ونحن منه، والشواهد كثيرة، فلذلك هذه دعوى باطلة، لكن مرة صورت هذا المثل لأبين لكم الفرق الحاد بين واقع المسلمين وبين ما نتهم به، مسجد فارغ بابه مفتوح، فيه رجل واحد ومعطف معلق، هذا الرجل التفت إلى الباب ثم قام إلى المعطف وأخذ منه مئة ليرة، ونحن صورناه، قد تفسر هذه الصورة بأنه سارق، فإذا علمنا بعد حين أن هذا الإنسان هو الذي بنى المسجد، وكلفه هذا البناء خمسين مليوناً، وأن هذا المعطف معطفه، وأنه التفت إلى الباب فرأى فقيراً فقام وأخذ هذه المئة ليرة من معطفه ليعطيه إياه، كم هو الفرق كبير بين التفسير الأول والتفسير الثاني ؟ والله الذي لا إله إلا هو هو البون نفسه بين توهم الغرب بأن المسلمين متخلفون، همجيون، قتلة، فقراء، وبين واقع المسلمين، هم ليسوا كما يتوهم الغرب، لكننا مقصرون، والله مقصرون جداً في إيصال الدعوة إليهم، نحن جميعاً فريق واحد.

تقصير المسلمين في توضيح أبعاد هذا الدين العظيم للآخر:

كنت مرة في مؤتمر إسلامي في القاهرة، مؤتمر ضخم ضمّ سبعين دولة إسلامية، ألقيت فيه كلمات رائعة، قلت في مداخلتي الأخيرة: نحن جميعاً طرف واحد، فإذا جاء أحدنا من بلده، وألقى محاضرة عميقة مؤصلة، تحليله دقيق جداً، والنصوص مؤصلة، وقبلناها بقول حسن، وصفقنا له، ماذا فعلنا ؟ قلت لهم: والله لم نفعل شيئاً، لأننا جميع طرف واحد، هذا المؤتمر بحسب إعلانه " إنسانية الحضارة الإسلامية " هذا المؤتمر موجه إلى الطرف الآخر، والطرف الآخر غائب كلياً عن هذا المؤتمر، والأولى من هذا المؤتمر أن تنشأ محطة فضائية تخاطب العالم الغربي بلغته، وبأساليب إقناعه، نحن مقصرون، ليس في الغرب إطلاقاً إعلام عربي إسلامي يوضح حقيقة النبي عليه الصلاة والسلام، هذا من نتائج تقصيرنا في نشر هذا الدين العظيم، مسلمان في بريطانيا يتكلمان بالعربية، كلما انضم لهما صديقهما تكلما بالإنكليزية، هذا لفت نظره قال: لمَ تفعلون هذا ؟ قالوا: لأن نبينا عليه الصلاة والسلام ينهانا إن كنا ثلاثة أن يتحادث اثنان دون الثالث، قال: نبيكم حضاري، هذا الموقف كان سبب إسلامه، أقسم لكم بالله العظيم لو أن الجاليات الإسلامية في الغرب طبقت الإسلام فقط لكان موقف الغرب من الإسلام غير هذا الموقف، ولو أن الصحابة الكرام فهموا الإسلام كما نفهمه نحن لما خرج من مكة المكرمة، لعلها صحوة، لعلها تدبير إلهي حكيم، إلى متى نحن غافلون ؟ إلى متى نحن قاعدون ؟ إلى متى نحن نجتر ماضينا ؟ نفتخر به و واقعنا مؤسف جداً ؟

أقول قولي هذا و أستغفر الله العظيم لي ولكم فاستغفروه يغفر لكم فيا فوز المستغفرين

* * *

الخطبة الثانية:

الحمد لله رب العالمين، وأشهد أن لا إله إلا الله ولي الصالحين وأشهد أن سيدنا محمداً عبده ورسوله صاحب الخلق العظيم اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

شهادة الغرب بالرسول الكريم:

أيها الأخوة الكرام، أحد كتاب السيرة الغربيين قال: " كان محمد عابداً متحمساً، وقائداً فذاً، شيّد أمة من الفتات المتناثر، وكان رجل حرب، يضع الخطط، ويقود الجيوش، وكان أباً عطوفاً، وزوجاً تحققت فيه المودة والرحمة والسكن، وكان صديقاً حميماً، وقريباً كريماً، وجاراً تشغله هموم جيرانه، و حاكماً تملأ نفسه مشاعر محكوميه، يمنحهم من مودته وعطفه ما يجعلهم يفتدونه بأنفسهم، ومع هذا كله فهو قائم على أعظم دعوة شهدتها الأرض، الدعوة التي حققت للإنسان وجوده الكامل، وتغلغلت في كيانه كله، ورأى الناس الرسول الكريم تتمثل فيه الصفات الكريمة، فصدقوا تلك المبادئ التي جاء بها، ورأوها متمثلة فيه، ولم يقرؤوها في كتاب جامد بل رأوها في بشر متحرك، فتحركت لها نفوسهم، وهفت لها مشاعرهم، وحاولوا أن يقتبسوا قبسات من الرسول الكريم كل بقدر ما يطيق، فكان أكبر قدوة للبشرية في تاريخها الطويل، وكان هادياً، ومربياً بسلوكه الشخصي قبل أن يكون بالكلم الطيب الذي ينطق به ".
أيها الأخوة الكرام، ذكرت أكثر من أربعين نصاً لكبار الفلاسفة الغربيين لمدح سيدنا رسول الله، ويكفي أن واضع كتاب المئة الأوائل ـ ليس مسلماً ـ اختار من تاريخ البشرية مئة عظيم جعل النبي عليه الصلاة والسلام على رأس المئة، واعتمد اتساع رقعة التأثير، وعمق التأثير، وامتداد أثر التأثير، وكنت أتمنى عليه أن يضيف إلى هذه المقاييس نوع التأثير.

الدعاء:

اللهم اهدنا فيمن هديت، وعافنا فيمن عافيت، وتولنا فيمن توليت، وبارك لنا فيما أعطيت، وقنا واصرف عنا شر ما قضيت، فإنك تقضي بالحق، ولا يقضى عليك، وإنه لا يذل من واليت، ولا يعز من عاديت، تباركت ربنا وتعاليت، ولك الحمد على ما قضيت، نستغفرك و نتوب إليك، اللهم اهدنا لصالح الأعمال لا يهدي لصالحها إلا أنت، اللهم اهدنا لأحسن الأخلاق لا يهدي لأحسنها إلا أنت، اللهم أصلح لنا ديننا الذي هو عصمة أمرنا، وأصلح لنا دنيانا التي فيها معاشنا، وأصلح لنا آخرتنا التي إليها مردنا، واجعل الحياة زاداً لنا من كل خير، واجعل الموت راحة لنا من كل شر، مولانا رب العالمين، اللهم اكفنا بحلالك عن حرامك، وبطاعتك عن معصيتك، وبفضلك عمن سواك، اللهم بفضلك ورحمتك أعل كلمة الحق والدين، وانصر الإسلام وأعز المسلمين، وأذل الشرك والمشركين خذ بيد ولاة المسلمين لما تحب وترضى يا رب العالمين، إنك على ما تشاء قدير، وبالإجابة جدير.

الاستماع للدرس

00:00/00:00

تحميل النص

إخفاء الصور