وضع داكن
27-04-2024
Logo
أحاديث متفرقة - الدرس : 060 - محبة الله ورسوله.
   
 
 
 بسـم اللـه الرحمـن الرحيـم  
 

 الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين، اللهم لا علم لنا إلا ما علمتنا، إنك أنت العليم الحكيم، اللهم علمنا ما ينفعنا، وانفعنا بما علمتنا وزدنا علماً، وأرنا الحق حقاً وارزقنا اتباعه، وأرنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه، واجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه، وأدخلنا برحمتك في عبادك الصالحين.
 أيها الإخوة الكرام: ننطلق في هذا الدرس من حقيقة أساسية في الدين، وهي أن الدين له كليات ثلاث، كلية عقلية، وكلية نفسية، وكلية سلوكية، وأن النبي عليه الصلاة والسلام وأصحابه الكرام تفوقوا، لأنهم وازنوا بين هذه الكليات الثلاث، فغذوا عقولهم بالعلم، وغذوا قلوبهم بالذكر، وضبطوا سلوكهم بالشرع، ومن أجل التوازن بين الجانب الفكري والجانب النفسي، من أجل أن نتفوق لا أن نتطرف، التطرف أن تؤثر جانباً على حساب جانب، أن ينمو شيء، ويضمر شيء، أن تتجه نحو اليمين، وتدع الطرف الآخر، انطلاقاً من التوازن بين كليات الدين كان هذا الدرس في بيان محبة الله عز وجل، ومحبة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وفي رياضة النفس، ومحاسبتها الحساب الدقيق.
 فسفيان أحد العلماء الكبار في عصر التابعين يقول: المحبة بالتعريف الدقيق الجامع المانع اتباع رسول الله صلى الله عليه وسلم، هذه المحبة، أن تتبع رسول الله من أين جاء بهذا الكلام، نريد دليلاً ؟
 قال تعالى:

﴿قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ﴾

[ سورة آل عمران: 31]

  لن تكون محباً لله، ولن تكون محباً لرسوله صلى الله عليه وسلم إلا إذا اتبعت النبي عليه الصلاة والسلام، إياك أن تدعي الحب، وأنت مخالف لسنة النبي عليه الصلاة والسلام، إياك أن تتوهم أن سلوكاً في الأرض أكمل من سلوك النبي e، أو أن عملاً أكمل من عمل النبي e، أو أن منهجاً أدق من منهج النبي e، أو أن طريقاً أسرع من طريق النبي e، أو أن ضمانةً أشد من ضمانة النبي عليه الصلاة والسلام.
 حينما تعتقد أن منهجاً ما، سلوكاً ما، طريقة ما أسرع، وأفعل في النفس من فعل النبي e، من منهجه، فأنت لا تعرف شيئاً عن دين الله.
 لذلك بشكل مختصر مفيد: ما الحب ؟ اتباع سنة النبي e، ما الدليل ؟

 

﴿قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ﴾

 

[ سورة آل عمران: 31]

  نعوذ بالله أن ندعي حب الله، ونحن نخالف سنة نبيه e، هذه دعوى عريضة لا تقدم ولا تؤخر.
 تعريف آخر للمحبة، تحب الله، محبة الله دوام ذكره، والدليل:

 

﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْراً كَثِيراً (41) وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلاً﴾

 

[ سورة الأحزاب: 41-42]

  أما المنافقون فلا يذكرون الله إلا قليلا، المنافق لا يذكر الله إلا قليلا، أما المؤمن فيذكر الله ذكراً كثيرا، لذلك ورد في الأثر: " برء من النفاق من أكثر من ذكر الله ".
 البند الأول: أن تتبع سنة النبي e.
 البند الثاني: أن تكثر من ذكر الله.
 هذه المقاييس أيها الإخوة الأكارم لها فائدة كبيرة، إن توافرت فيك فاطمئن قلباً، وإن لم تتوافر فشمر، حبك لله يعني اتباع سنة رسوله، حبك لله يعني دوام ذكره، ابن آدم إنك إن ذكرتني شكرتني، وإذا ما نسيتني كفرتني، أية نعمة أنعمها الله عليك هل تشعر من أعماقك أنها من فضل الله ؟ النبي عليه الصلاة والسلام إذا خرج من الخلاء يقول: ((الحمد لله الذي أذهب عني ما يؤذيني الحمد لله الذي أذاقني لذته وأبقى في قوته وأذهب عني أذاه))، أن تتمتع بقوتك، بسمعك، ببصرك، أن تعمل كليتاك بانتظام، أن يكون كبدك سليماً، خمسة أمراض للكبد لا شفاء لها في العالم، التهاب الكبد الفيروسي قاتل، وحتى الآن ليس هناك شفاء، وحتى الآن لم تنجح عمليات زرع الكبد، فإذا كان الكبد سليمًا، والكليتان، والقلب والرئتان، والدسامات، والعضلات، والأجهزة، والحواس الخمس، هذه نعم عظمى، لذلك من علامة محبة الله عز وجل أن تذكره، إنك إن ذكرتني شكرتني، وإذا ما نسيتني كفرتني.
لمجرد أن تذكر أن هذه نعمة الله فهذا أحد أنواع الشكر، أما إذا امتلأ قلبك امتناناً له فهذا مستوى أعلى من أنواع الشكر، أما إذا قابلت نعم الله عز وجل بخدمات للعباد، ودعوة إلى الله عز وجل فهذا أعلى مستويات الشكر.

 

﴿اعْمَلُوا آلَ دَاوُودَ شُكْراً﴾

 

[ سورة سبأ: 13]

  تعريف ثالث: الحب إيثار المحبوب في كل شيء، يعني جسمك يدعوك إلى الراحة، والنداء يدعوك إلى الصلاة، نفسك تدعوك إلى أن تنتقم، والله يأمرك أن تعفو، نفسك تدعوك إلى أن تطلق البصر، والله يأمرك أن تغض البصر، نفسك تدعوك إلى أن تأخذ، والله يأمرك أن تعطي، فإذا آثرت المحبوب في كل شيء فأنت والله محب لله عز وجل.
 أول تعريف: اتباع رسول الله، ثاني تعريف: دوام ذكره، ثالث تعريف: إيثار المحبوب، وقال بعضهم: كراهية البقاء في الدنيا، الإنسان إذا اشتد حبه لله عز وجل يشتاق للقاء الله عز وجل، ولاسيما في أواخر حياته، لذلك لا يتمنى إلا أن يلقى الله وهو مؤمن، قالت: بنت بلال: واكربتاه يا أبتِ، قال: لا كرب على أبيك بعد اليوم، غداً نلقى الأحبة، محمداً وصحبه.
 كيف القدوم على الله ؟ كالغائب رد إلى أهله.
 وقال بعضهم: المحبة معنىً من المحبوب قاهر للقلوب، تمتنع الألسنة عن التعبير عنه.
 شيء لا يوصف، أحيانا يقول لك شخص: شعرت بسعادة لا توصف، شعرت أنني ملكت كل شيء، شعرت أنني متفوق، شعرت بطمأنينة ما بعدها طمأنينة، شعرت بسكينة ما بعدها سكينة، شعرت بقوة روحية ما بعدها قوة، شعرت أن الدنيا كلها لا تعدل عند الله جناح بعوضة، وأن طاعة الله هي كل شيء، حقيقة المحبة معنى يعتلج في النفس، ولا يقوى اللسان على التعبير عنه.
 حينما درسنا خصائص اللغة، اللغة من خصائصها أنها أحياناً تعجز عن التعبير عما في النفس، قد يقول لك قائل: أنا أحب هذا الشيء، المحبة واسعة جداً، هناك محبة من أجلها يبذل الإنسان حياته.

 

فما حبنا سهل وكل من ادعى          سهــــولته قلنا له قد جهلتنا
فأيسر ما في الحب للصب قتله        وأصعب من قتل الفتى يوم هجرنا

 وقال الجنيد، وهو من العارفين بالله: حرم الله المحبة على صاحب العلاقة، وقال: كل محبة تكون بعوض، فإذا زال العوض زالت المحبة.
 أحيانا الإنسان يتوهم أنه يحب الله على شرط أن يرزقه، يعزه، يعطيه، فإذا امتحنه الله امتحاناً يسيراً أنكر قلبه، ولوى عنقه، واضطربت مشاعره، الحب بلا عوض، فإذا كان بعوض كان معلولاً، ولم يكن حباً حقيقياً، إذا أحببت إنساناً لأنه ينفق عليك باستمرار، فإذا امتنع عن إنفاقه تركته، إنك تحب نفسك لا تحبه، تحب نفسك، لأنك قد جاءك منه خير كثير، فلما منع هذا الخير أعرضت عنه، فليس هذا حبًا حقيقيًّا، الحب الحقيقي بلا عوض، فإذا كان بعوض فهو معلول، لذلك قال بعض العارفين:

وما مقصودهم جنات عدن       ولا الحور الحسان ولا الـخيام
سوى نظر الحبيب شذى        مناهم وهذا مطلب القوم الكرام

 وقال بعض العارفين: إذا أحببت الله فاحذر أن تذل لغيره، دائماً المحب ذليل أمام محبوبه، الذي يحب الله عز وجل يتذلل، وهو ساجد، ولكنه يأبى كل الإباء أمام غير الله، بقدر ما المحب متذلل لله عز وجل بقدر ما هو عزيز أمام غير الله، لذلك الله عز وجل وصف المؤمنين:

﴿أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ﴾

[ سورة المائدة: 54]

 نعومته، وتواضعه، خضوعه مع المؤمنين، أما مع غير المؤمن فهو عزيز، لذلك النبي قال:

((لا ينبغي للمؤمن أن يذل نفسه)) ((وابتغوا الحوائج بعز الأنفس فإن الأمور تجري بالمقادير))

 المحب من خصائصه أنه إذا سكت هلك من شدة حبه لله، لا يفتأ لسانه يذكر الله عز وجل، هناك شخص سلبي، ينسحب من المجتمع، لا يعنيه أمر الناس، لكن المحب لله عز وجل دائماً وأبداً يتحدث عن الله، يبين فضل الله، يشرح آيات الله، المحب إذا سكت هلك.
 قالت رابعة يوماً لمن حولها: من يدلنا على حبيبنا ؟ فقالت خادمة لها: حبيبنا معنا، ولكن الدنيا قطعتنا عنه.

 

﴿وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ﴾

 

[سورة الحديد: 4]

 حينما التفت، وقلت: يا رب، يقول الله لك: لبيك يا عبدي، حيثما توجهت فالله معك، فحبيبنا معنا، ولكن الدنيا قطعتنا عنه، لذلك ورد أن حب الدنيا رأس كل خطيئة، وأن حب الدنيا يعمي ويصم، وأن الحب يحتاج إلى تفرغ.
 أوحى الله إلى بعض أنبيائه أني إذا اطلعت على سر عبد فلم أجد فيه حب الدنيا ملأته من حبي، وتوليته بحفظي، رأسمالك قلبك، والله عز وجل مطلع عليه دائماً.

 

((إن الله لا ينظر إلى صوركم ولا إلى أجسامكم ولكن ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم))

 لذلك قالوا: القلب منظر الرب، وورد في الحديث القدسي:

 

((أن عبدي طهرت منظر الخلق سنين أفلا طهرت منظري ساعة))

 القلب منظر الرب، والدليل:

 

﴿مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ﴾

 

[ سورة الشعراء: 89]

 قال إبراهيم بن الأدهم، وهو من المحبين: إلهي إنك تعلم أن أعظم العطاء أنك أكرمتني بمحبتك، وآنستني بذكرك، وفرغتني للتفكر في عظمتك.
 إخواننا الكرام: إذا سمح الله عز وجل لنا نستمع إلى آياته تتلى، وسمح لعقولنا أن تجول في معاني الآيات، وقدر على يدينا أعمالاً صالحة فهذه من نعم الله العظمى، هناك أناس محجوبون، هناك أناس منشغلون في الدنيا، هناك أناس همهم طعامهم وشرابهم، همهم شهواتهم، وهناك أناس همهم معرفة الله، وهمهم طاعته، وهمهم فعل الخيرات، وترك المنكرات، همهم التقرب إليه، قال تعالى:

 

﴿يَمُنُّونَ عَلَيْكَ أَنْ أَسْلَمُوا قُلْ لَا تَمُنُّوا عَلَيَّ إِسْلَامَكُمْ بَلِ اللَّهُ يَمُنُّ عَلَيْكُمْ أَنْ هَدَاكُمْ لِلْإِيمَانِ﴾

 

[ سورة الحجرات: 17]

 إذا سمح الله عز وجل للإنسان أن ينفق، وكان من الممكن أن يجعله يأخذ، إذا سمح لك أن تعطي فغيرك يأخذ، وإن سمح لك أن تنطق بالحق، فغيرك ينطق بالباطل، وإن سمح لك أن تتصل به فغيرك يتصل بالقاذورات، إذا سمح لك أن تشكره فغيرك يشكر غيره، أن تذكره وغيرك يذكر غيره، يذكر إلهاً من دون الله.
 يا رب إن أعظم عطاء أنك أكرمتني من محبتك، وآنستني بذكرك، وفرغتني للتفكر في عظمتك.
 الإنسان أحياناً كل وقته ممتلئ للدنيا، متى يصعق ؟ حينما يأتيه ملك الموت، وهناك إنسان اقتطع من وقته الثمين وقتاً لمعرفة الله، لأن الله عز وجل قال:

 

﴿وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْناً﴾

 

[ سورة الفرقان: 63]

 معنى يمشون هوناً لا يسمح للدنيا أن تملأ قلبه، ولا أن تستحوذ عليه، ولا أن تشغله عن الله، ولا أن تستهلكه، لا يسمح لها، يمشي هوناً، هو يقتطع من وقته وقتاً لمعرفة الله في.
 عندنا قاعدة، الإنسان الذي ليس في وقته وقت لمعرفة الله، أو ليس في حياته وقت فراغ فهذا الإنسان لا يحيا حياة إنسانية، أهم شيء في حياة الإنسان وقت الفراغ الذي يملأه بمعرفة الله، والدعوة إليه، وخدمة الخلق، أما لو ألغينا وقت الفراغ من حياة الإنسان، ألغينا وجوده، صار وجوده بهيمياً، طعام، وشراب، وعمل، ونوم، وطعام، وشراب، وعمل، ونوم، واستمتاع، إلى أن يأتي ملك الموت.
 إخواننا الكرام: أي عمل يمتص كل أوقاتكم هو خسارة كبيرة، لأن هذا الوقت ثمين جداً، بل هو رأسمالك.
 قال بعضهم: من أحب الله عاش، ومن مال إلى الدنيا طاش، يعني اضطرب، والأحمق يغدو ويروح في لا ش، في لا شيء والعاقل عن عيوبه فتاش.
 العاقل يبحث عن عيوبه، والأحمق يغدو ويروح بلا شيء، ومن عرف الله عاش الحقيقة، الله عز وجل أثبت معرفة ظاهر الحياة الدنيا للكفار، لكن ما أثبت لهم معرفة أسرارها، قال تعالى:

 

﴿يَعْلَمُونَ ظَاهِراً مِنَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ عَنِ الْآخِرَةِ هُمْ غَافِلُونَ﴾

 

[ سورة الروم: 7]

 فمعرفة ظاهر الحياة الدنيا هذا أثبته للكفار، أما المؤمنون فيعرفون حقيقتها، لذلك:

((ليس بخيركم من ترك دنياه لآخرته، ولا من ترك آخرته لدنياه، إلا أن يتزود منهما معاً، فإن الأولى مطية للثانية))

 إخواننا الكرام: محاسبة النفس من سلوك الصادقين، حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا، وزنوا أعمالكم قبل أن توزن عليكم، الآيات التي تأمرنا بمحاسبة النفس:

 

﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ﴾

 

[ سورة الحشر: 18]

 العاقل يعيش مستقبله، والأقل عقلاً يعيش حاضره، والغبي يعيش ماضيه، قال تعالى:

 

﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ﴾

 

[ سورة الحشر: 18]

 ماذا أعددنا ليوم القيامة من عمل صالح ؟ يا بشر لا جهاد، ولا صدقة، فبمَ تلقى الله إذاً ؟
 وهذا سؤال كبير جداً: يا رب أي عمل أعرضه عليك، وتقبله مني ؟ كل واحد منا حجمه عند الله بحجم عمله الصالح، ماذا قدمت للإسلام ؟ كم من إنسان اهتدى على يدك ؟ كم من إنسان أعنته ؟ كم من إنسان دللته على الله ؟ كم من إنسان كنت سبباً في هدايته ؟ اسأل نفسك هذا السؤال كل يوم: ما العمل الذي يمكن أن تعرضه على الله يوم تلقاه ؟
 والإنسان بالمحاسبة اليومية ينطلق إلى عمل صالح، لأن الحياة أحياناً تستهلكه، من عمل إلى عمل، من موعد إلى موعد، من لقاء إلى لقاء، من اجتماع إلى اجتماع، من صفقة إلى صفقة، من بلد إلى بلد، فجأةً يرى نفسه قد اقترب من مغادرة الحياة الدنيا، ولا شيء معه، والله الذي لا إله إلا هو فيما أتصور أن الذي يشعر بدنو أجله، وليس له عمل صالح تأتيه أحزان وآلام لو وزعت على أهل بلد لكفتهم، شيء صعب عند المغادرة، الإنسان أحياناً يشعر بنفسه أنه نشيط، تغيب عنه ساعة المغادرة، لكن المغادرة آتية لا ريب فيها، الإنسان بلمحة واحدة يصبح خبراً بعد أن كان شخصاً مهماً.
هذه الآية مهمة جداً:

 

﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ﴾

 

[ سورة الحشر: 18]

  ماذا أعددت ؟ قال له: متى الساعة ؟ قال: وماذا اعتدت لها ؟ هل لك دعوة إلى الله عز وجل ؟ هل تصل رحمك ؟ هل تنفق من مالك ؟ هل تأمر بالمعروف ؟ هل تنهى عن المنكر ؟ هل قدمت شيئاً للأمة ؟ ساهمت في بناء مسجد ؟ ساهمت في إعمار مسجد ؟ أعنت على نشر الحق، ماذا فعلت ؟
العطاء كبير جداً، فلو أن شخصًا مكنه الله عز وجل من هداية إنسان واحد خير له من الدنيا وما فيها، لكن هداية حقيقية، أحيانا يجره إلى الجامع جرًّا، ولا يعيدها، أخي أنا أحضرته، ولكن هو ما أراد أن يأتي، هذا يحتاج إلى تمهيدات، يحتاج إلى زيارات، يحتاج إلى إقناع، يحتاج إلى معاونة، أن يأتي إلى المسجد حياءً منك ليست هذه هي الهداية، جهود متواصلة، منوعة، كثيرة، تقنعه، تدله، تعينه، تأخذ بيده، تتلطف معه، تقدم له هديةً، تخدمه في شأن دنياه، تعطيه شيئاً يسمعه، تلقي عليه شيئاً يفهمه، إلى أن يميل إليك، ويأتي معك، ويستقر، أما تعال معي بنوع من الإيحاء فهذا لا يقدم ولا يؤخر.
 سيدنا عمر هو الذي قال:، حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا، وزنوا أعمالكم قبل أن توزن عليكم.
 في الخبر أنه جاء إلى النبي عليه الصلاة والسلام رجل قال: يا رسول الله، أوصني، فقال عليه الصلاة والسلام:

((أمستوص أنت ؟ أنت تسألني أن أوصيك، قال: نعم، قال: إذا هممت إلى أمر فتدبر عاقبته))

  حدثني أخ من أيام عن شخص استهوته بلاد الغرب، فانتقل إليها، باع أملاكه، وأقام في عاصمة إحدى الدول الغربية، طبعاً طبيعة الحياة هناك جعلته ينحرف، وبالتالي انحرفت زوجته، وانحرفت بناته، حينما انحرف هؤلاء ما طاق ذلك نشبت الخلافات والخصومات إلى أن سكن وحده، وهجر زوجته، وأولاده، وتفلتوا كما يريدون، يقول لي صديق له: زرته يوماً، فإذا قارورة الحليب أمام الباب، لم تؤخذ في اليوم الثاني، قارورتان في اليوم الثالث، ثلاثة قوارير، أخبر الشرطة، اقتحموا البيت، فإذا هو ميت شر ميتة، وهو يشرب الخمر.
 النبي قال:

((إذا هممت إلى أمر فتدبر عاقبته))

 أحياناً الإنسان تستهويه بعض البلاد، لكن هل تدبرت مصير بناتك، مصير أولادك، هل تدبرت ساعة لقاء الله عز وجل ؟ الناس يعيشون مع ما يستجد، يقول لك: أنا عندي مئتا محطة، مئة وسبعون، إلى ما بعد صلاة الفجر في قنوات المجاري، فإذا جاء ملك الموت

 فجأةً كيف يلقى الله عز وجل ؟ قال: يا رسول الله أوصني، فقال عليه الصلاة والسلام

: ((أمستوص أنت ؟ أنت تسألني أن أوصيك، قال: نعم، قال: إذا هممت إلى أمر فتدبر عاقبته))

  إذا أكلت مالاً حراماً، ثم فضحت على صفحات الجرائد ما مصيرك ؟ صار أقل من أدنى مخلوق.
 إن كان رشداً فأمضه، وإن كان غياً فانته عنه.
 في الخبر: أنه ينبغي للعاقل أن يكون له أربع ساعات، ساعة يحاسب فيها نفسه.
 أيها الإخوة الأكارم: الله عز وجل ذكر النفس اللوامة مثنياً عليها، أنت إذا ملكت نفسًا لوامة فأنت إنسان مؤمن، المؤمن دائماً يسأل نفسه، لما سيدنا عمر كان يحرس قافلةً مع سيدنا عبد الرحمن بن عوف، وبكى طفل صغير، فقال لأمه: أرضعيه، فأرضعته، ثم بكى، فقال: أرضعيه، ثم أرضعته، ثم بكى، غضب سيدنا عمر فقال: يا أمة السوء أرضعيه، قالت: وما شأنك بنا ؟ إنني أفطمه، قال، ولمَ ؟ قالت: لأن عمر - ولم تعرف أنه عمر - لا يعطينا العطاء إلا بعد الفطام، أي التعويض العائلي، يقولون: إن سيدنا عمر كاد أن يضرب نفسه، وقال: ويحك يا ابن الخطاب، كم قتلت من أطفال المسلمين ؟ ولما صلى الفجر في أصحابه صار يبكي بكاءً حيث لم يفهم أصحابه ماذا قرأ في الصلاة، ربي هل قبلت توبتي فأهنئ نفسي، أم رددتها فأعزيها ؟.
 أنا أتمنى على كل واحد منكم أن يكون له ساعة يحاسب نفسه، أصبت، أخطأت، هل عملت عملاً يرضي الله، أم يغضبه ؟ هذه من أرقى الساعات، تصحيح مسار، المركبة الفضائية إذا رأوها انحرفت عن مسارها الصحيح يصححون مسارها، والمؤمن الصادق دائماً يصحح مساره، ويحاسب نفسه حساباً عسيراً، ويحاسب نفسه كل يوم، يحاسب نفسه على كل كلمة، وعلى كل سكنة، قال تعالى:

﴿إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ﴾

  من فضل الله علينا في الدنيا الخطأ يصحح، يتاب منه، الحسنة تمحو السيئة، يمكن أن تعين أخاك، يمكن أن تدفع صدقة، يمكن لهذا الذنب أن يمحى بعمل صالح، هذا معنى: للعاقل ساعة ينبغي أن يحاسب نفسه، قال تعالى:

 

﴿وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعاً أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ﴾

 

[ سورة النور: 31]

  التوبة نظر للفعل بعد الفراغ منه بالندم عليه، النبي عليه الصلاة والسلام يقول:

((إني لأستغفر الله تعالى، وأتوب إليه في اليوم مئة مرة))

  مئة مرة يستغفر، لذلك قال بعضهم: المنافق يبقى في حاله أربعين عاماً، والمؤمن يتبدل حاله في اليوم أربعين مرة، أحياناً يطمئن، ثم يقلق، ثم يرجو، ثم يخاف، ثم يتوسل، ثم يستغفر، ثم يناجي، يتبدل حاله لشدة اهتمامه بنفسه وبآخرته في اليوم أربعين مرة.
 قال تعالى في المحاسبة:

 

﴿إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَوْا إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُوا فَإِذَا هُمْ مُبْصِرُونَ﴾

 

[ سورة الأعراف: 201]

  المعنى: في تذكر، وأنا لي كلمة مشهورة: ليس العار أن تخطئ، ليس العار أن تجهل، العار أن تبقى مخطئاً، والعار أن تبقى جاهلاً، كل بني آدم خطاء.
 وكان عمر رضي الله عنه يضرب قدميه بالدرة، يعني بالسوط، إذا جنه الليل، ويقول لنفسه: ماذا عملت اليوم ؟ انظر إلى التاجر إذا كان بائعاً صغيراً، يفتح الدرج، كم الغلة ؟ يقول: ثلاثة آلاف، أربعة آلاف، خمسة آلاف، إذا كان البيع مفرقًا أو مجموعًا، المبيعات اثنا عشر ألفا، إذا كان تاجر جملة يسأل المحاسب: حجم مبيعاتنا كم في هذا الشهر، فكل إنسان بالتجارة يهمه حجم المبيعات، والمؤمن الصادق يهمه حجم أعماله الصالحة التي يسرها الله له.
 وقال بعضهم: لا يكون العبد من المتقين حتى يحاسب نفسه أشد من محاسبة شريك بخيل مادي قاسي يعبد الدرهم والدينار، كيف يحاسب شريكه على الدقيقة أدق الحساب.
 وقال بعضهم: لا يكون العبد من المتقين حتى يحاسب نفسه أشد من محاسبة شريك بخيل لشريكه.
 عن السيدة عائشة أن أباها رضي الله عنه قال لها مرة عند الموت: ما أحد الناس أحب إلي من عمر، ثم قال لها: كيف قلت ؟ أعادت عليه ما قال، قال: ما أحد أعز علي من عمر، أما أحب من عمر فالله جل جلاله.
 للصحابة أفعال لا نقوى عليها نحن، أبو طلحة شغله طائر في صلاته، فبعد أن صلى جعل بستانه صدقة لله تعالى ندماً على ما فعل، ورجاء العوض مما فاته.
 هناك مؤمن إذا كانت صلاته لم تعجبه يعيدها، إذا كان في الفاتحة غير مقبل على الله بها يعيدها.
 ابن سلام كان وجيهاً من وجهاء قومه، حمل حزمةً من الحطب، قيل له: يا أبا يوسف قد كان في بيتك وغلمانك ما يكفيك هذا، قال: أردت أن أجرب نفسي هل تنكره ؟
 مرة يقول سيدنا عمر، وهو يخطب، وفي أروع موقف من خطابته، خاطب نفسه فقال: كنت عميرًا فأصبحت، عمر، فأصبحت أمير المؤمنين، ما فهم أصحابه ما علاقة هذا الكلام بخطبته، فلما سألوه بعد الخطبة، قال: جاءتني نفسي، قالت لي: ليس بينك وبين الله أحد، أي أنت قمة المجتمع، فأردت أن أعرفها نفسها.
 وفي رواية ثانية في أثناء خطبته في مكان دقيق قال: كنت راعياً ترى الغنم على قراريط لأهل مكة، ما علاقة راعي قراريط، والآن خليفة المسلمين، قال: جاءتني نفسي فقالت: ليس بينك وبين الله أحد، فأردت أن أعرفها حجمها.
 الإمام الحسن يقول: المؤمن قوام على نفسه، يحاسبها لله تعالى، وإنما خفّ الحساب على قوم حاسبوا أنفسهم في الدنيا.
 الآن في الدنيا إذا توقع الإنسان أن يكون عنده موظف تموين فكل المواد مسعرّة، والفواتير كلها جاهزة، إذا حاسب نفسه، ودخل فجأةً الموظف، أما الذي ما حاسب نفسه تأتيه خمس مخالفات، عشر مخالفات، فكلما حاسبت نفسك حساباً عسيراً كان حسابك يوم القيامة يسيراً.
 المؤمن يفاجئه الشيء يعجبه، فيقول: والله إنك لتعجبني، وإنك لمن حاجتي، ولكن هيهات، حيل بيني وبينك، وهذا حساب قبل العلم، ثم قال: فيفرط في شيء فيرجع إلى نفسه، فيقول: ماذا أردت بهذا ؟ والله لأعذر بهذا، والله لا أعود إليه أبداً.
 عندنا حسابان، حساب قبل العلم، وحساب بعد العمل، قبل أن تقدم على عمل حاسب نفسك هل يرضي الله ؟ إنسان فعل هذا العمل دون أن ينتبه، عندنا حساب بعد العمل، وطن نفسك على حسابين، قبل العمل حساب، وبعد العمل حساب.
 مرة سيدنا أنس بن مالك سمع عمر بن الخطاب رضي الله عنه، وقد خرج حتى دخل حائطاً، أي بستان فسمعته، يقول، وبيني وبينه جدار، وهو في البستان عمر بن الخطاب أمير المؤمنين: بخ بخ، والله لتتقين الله، أو ليعذبنك.
 قال مالك بن دينار: رحم الله عبداً قال لنفسه: ألست صاحبة كذا ؟ ذكرها بماضيها، ثم ذمها، ثم خطمها، ثم ألزمها كتاب الله تعالى، فكان له قائداً، وهذا من معاتبة النفس.
 الإنسان يجب ألا ينام قبل أن يحاسب نفسه، إذا حاسب نفسه معنى ذلك أنه يصحح مساره، إذا غفل الإنسان عن محاسبة نفسه فأخطاؤه تزداد، لو فرضنا زاوية أولها الفرجة ميلي، مدِّد الخطين، صار سنتمترًا، خمسة سنتمترات، مترًا، خمسة أمتار، أي زاوية كلما مدد خطوط الزاوية اتسعت الفجوة بين طرفي الزاوية، الإنسان إذا أدرك نفسه في البدايات فالقضية سهلة جداً.
 قال بعض العلماء: التقي أشد محاسبة لنفسه من سلطان غاشم، ومن شريك شحيح.
 وقال إبراهيم التيمي: مثلت لي نفسي، وأنا في الجنة آكل من ثمارها، وأشرب من أنهارها، ثم مثلت لي نفسي وأنا في النار، آكل من زقومها، وأشرب من صديدها، وأعالج سلاسلها، وأغلالها، قلت لنفسي: يا نفس أي شيء تريدين ؟ قالت: أريد أن أرد إلى الدنيا فأعمل صالحاً، قلت: أنت في الدنيا فاعملي صالحاً.
 إذا حاسب الإنسان نفسه، وهو حي فالقضية سهلة جداً، إنسان اشترى قبراً، وجلس فيه كل خميس يتلو قوله تعالى:

﴿رَبِّ ارْجِعُونِ (99) لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحاً﴾

 يقول: قومي لقد أرجعناك، ما دام القلب ينبض فالقضية سهلة جداً، أنت الآن في الدنيا، في دار عمل ودار توبة، ودار تصحيح، ودار مغفرة، ودار محو خطايا، كل شيء يصحح، بالاستغفار، وإنفاق المال، بالاعتذار، بالمسامحة، كل شيء يصحح، فنحن أكبر نعمة أننا في الدنيا في تغيير، بعد التثبيت انتهى كل شيء، الدفتر مفتوح، وبعد أن ختم، وتقدم للمالية، انتهى، لا مجال، أما الآن فالدفتر بين يديك تمحو وتثبت.
 قال بعضهم وقد صحب الأحنف بن قيس، قال: كنت أصحبه، فكان في صلاته يدعو، ويقول: يا حنيف – تصغير له - ما حملك على ما صنعت يوم كذا، وما حملك على ما صنعت يوم كذا ؟ يسمونه الحوار النفسي، أنا أعتقد أن الإنسان إذا نمت محادثته لنفسه هذا من علامة سعادته.
 الحوار اليومي ترى الإنسان يسافر إلى بلد وحده، من دمشق إلى حلب، ماذا يفعل، هو في حديث نفس، لو أمكن أن يسجل خاطرته لكانت في مئة صفحة، مئتي صفحة، أذهب، لا أذهب، الآن ارجع، ماذا أفعل في البيت ؟ مع أولاده، بعمله، بتجارته، هذا حديث النفس، لو استبدلنا طبعاً أكثر موضوعاته دنيوية، لو استبدلنا حديث النفس بمحاسبة النفس، وتقييم عملها، تفحص النية، تفحص الهدف، فالإنسان يرقى رقياً سريعاً، فالأولى بالإنسان عوض أن تكون خواطره خواطر دنيوية لا معنى لها يجعل خواطره حساباً عسيراً لنفسه، قبل أن يحاسب.
 قال بعضهم: رحم الله امرؤاً حاسب نفسه قبل أن يصير الحساب على غيره.
 الإنسان يتدرب، أما إذا قدم امتحانًا فما عاد يقيّم نفسه، غيره يقيّمه، لما كتب في الامتحان فهذه الورقة تقيم من قبل مصحح، أما في أثناء العام الدراسي يكتب، ويقيم بنفسه، ويعيد، ويحسن، ويتلافى الخطأ، هذا كله ضمن إمكاناته.
 قال بعضهم: رحم الله امرؤاً حاسب نفسه قبل أن يصير الحساب على غيره.
 رحم الله امرأ أخذ بعنان عمله، فنظر ماذا يريد به، رحم الله امرؤاً نظر في مكياله، رحم الله نظر في ميزانه، رحم الله امرؤاً، فما زال يقول هذا حتى أبكاني، مقياسك مادي أو معنوي، أو روحي، تقيم الناس بما عندها من متاع الحياة الدنيا، أم بما عندها من متاع، وعلم ؟ انظر إلى مكيالك، وانظر إلى الميزان، وانظر إلى بواعث العمل، وحاسب نفسك قبل أن تحاسب.
 نحن انطلقنا أول الدرس أن التفوق أن تجمع بين غذاء العقل وغذاء النفس، وضبط السلوك، الدين كليات ثلاث، كلية عقلية، غذاؤها العلم، وكلية نفسية غذاؤها العلم، وكلية نفسية غذاؤها الذكر، وكلية سلوكية غذاؤها أو ضبطها الشرع، والإنسان إذا تحرك على هذه الخطوط الثلاثة تفوق، أما إذا اعتنى بواحدة وأهمل الثانية، والثالثة تطرف، وغالى، ووقع في الغلو.
 الفكرة الثانية: أن محاسبة النفس، ومحبة الله عز وجل هي حقيقة الجانب العاطفي، والجانب النفسي في الدين، وأول شيء قلته تذكيراً لمن لم يحضر في أول الدرس المحبة بتعريفها الجامع المانع الدقيق: اتباع رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال تعالى:

 

﴿قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ﴾

 

[ سورة آل عمران: 31]

  المحبة: دوام ذكر الله عز وجل:

 

﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْراً كَثِيراً﴾

 

[ سورة الأحزاب: 41]

  والمحبة: إيثار المحبوب فيما يحب ويرضى على ما تحب النفس وترضى.
 أيها الإخوة الأكارم: أرجو الله سبحانه وتعالى أن نتوازن إذا ملأنا عقلنا علماً يجب أن نملأ قلبنا ذكراً، الإنسان المتصل بالله هذا إنسان ينتشي بهذه الصلة، الإنسان المتصل بالله يسعد بهذه الصلة، ولا أبالغ إذا قلت: لعل هذه الصلة هي جوهر الدين، ولعل هذه الصلة أكبر ثمرة من ثمار الدين، والإنسان الموصول يسعد أيما سعادة، والإنسان المقطوع يشقى أيما شقاء.

تحميل النص

إخفاء الصور