وضع داكن
29-03-2024
Logo
جائزة دبي للقرآن - المحاضرة : 4 - وسائل تماسك الأسرة
رابط إضافي لمشاهدة الفيديو اضغط هنا
×
   
 
 
 بسـم اللـه الرحمـن الرحيـم  
 

 الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين وعلى آله وصحبه أجمعين ، بادئ ذي بدء أشكر للقائمة على جائزة القرآن الكريم الدولية هذه الدعوة الكريمة التي إن دلت على شيء فعلى حسن الظن بي ، وأسأل الله أن أكون عند حسن ظنكم ، وإن رأيتن في محاضرتي ما كنتن تتوقعن منها فالحمد لله والفضل لله ، وإن لم يكن كذلك فحسبكن الله ونعم والوكيل ، والصابر يؤجر .

الإنسان كائن متحرك :

 بادئ ذي بدء الإنسان في هذه الدنيا لا تصح حركته إلا إذا عرف سر وجوده ، هذه الحقيقة الأولى ، الإنسان كائن متحرك ، لماذا هو كائن متحرك ؟ لأن الله أودع فيه حاجات ثلاثة كبرى

أودع فيه حاجة إلى الطعام والشراب ، إذاً يتحرك ليكسب المال ، وليأكل ، وأودع فيه حاجة إلى الطرف الآخر ليتزوج ، وأودع فيه حاجة لتأكيد الذات حفاظاً على الذكر ، فالطعام والشراب حفاظ على الفرد ، والزواج حفاظ على النوع ، وتأكيد الذات حفاظ على الذكر ، إذاً هو كائن متحرك ولأنه متحرك يصدق أو يكذب ، يحسن أو يسيء ، ويا أيتها الأخوات الفاضلات الكريمات ، البشر على اختلاف مللهم ، ونحلهم ، وانتماءاتهم ، وأعراقهم ، وأنسابهم ، وطوائفهم ، ومذاهبهم ، وتياراتهم ، وألوانهم ، وشرائحهم ، وأطيافهم ، لا يزيدون عند الله على نموذجين ؛ النموذج الأول إنسان عرف الله فانضبط بمنهجه ، وأحسن إلى خلقه ، فسلم وسعد في الدنيا والآخرة ، وإنسان غفل عن الله ، وتفلت من منهجه ، وأساء إلى خلقه ، فشقي وهلك في الدنيا والآخرة ، ولن نجد نموذجاً ثالثاً :

﴿ فَأَمَّا مَن أَعْطَى وَاتَّقَى (5)وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى (6)﴾

( سورة الليل )

 الرد الإلهي :

﴿ فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى﴾

( سورة الليل الآية : 7 )

 زواجه موفق ، حياته موفقة ، نفسيته مريحة ، راضٍ عن الله ، يشعر بالأمن ، يشعر بالتفاؤل ، يشعر أنه في جنة ، في الدنيا جنة من لم يدخلها لم يدخل جنة الآخرة . والدليل ، قال تعالى :

﴿ وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ ﴾

( سورة الرحمن )

المرأة في الإسلام مكرمة أعظم تكريم :

 أيتها الأخوات الفاضلات ، المرأة في الإسلام مكرمة أعظم تكريم ، النبي صلى الله عليه وسلم يقول :

(( أكرموا النساء ، فو الله ما أكرمهن إلا كريم ، ولا أهانهن إلا لئيم ، يغلبن كل كريم ، ويغلبهن لئيم ))

[ ورد في الأثر ]

 وفي زيادة بالحديث : وأنا أحب أن أكون كريماً مغلوباً من أن أكون لئيماً غالباً.
 ما هو أعلى شيء في الإسلام ؟ الجهاد في الإسلام ذروة سنام الإسلام ، يقول النبي صلى الله عليه وسلم :

(( اعلمي أيتها المرأة ، وأعلمي من دونك من النساء أن حسن تبعل المرأة زوجها يعدل الجهاد في سبيل الله ))

[ ورد في الأثر ]

 لذلك علة وجودنا على وجه الأرض أن نعبد الله ، الدليل :

﴿ وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ ﴾

( سورة الذاريات )

 العبادة في أدق تعاريفها : طاعة طوعية ، ممزوجة بمحبة قلبية ، أساسها معرفة يقينية ، تفضي إلى سعادة أبدية . هذا كلام دقيق ، علة وجودنا أن نعبد الله ، لذلك مرة أخت كريمة اتصلت بي في دمشق تشكو لي مشكلة تعاني منها مع زوجها ، قلت هذه الكلمة وهي والله تمشي في دمي : المرأة المؤمنة الطاهرة إذا عرفت ربها هي أكبر من أكبر مشكلة ، أما إذا ما عرفت ربها هي أصغر من أصغر مشكلة ، لذلك مثلاً أيعقل أن يخطب النبي صلى الله عليه وسلم امرأة فتعتذر ؟ لماذا رشحت ؟ لأن تكون السيدة الأولى في المجتمع ، فاعتذرت ، فلما سألها قالت : يا رسول الله لي خمسة أولاد ، أخاف إن قمت بحقك أن أقصر بحقهم ، وأخاف إن قمت بحقهم أن أقصر بحقك . فأكبرها النبي صلى الله عليه وسلم أيما إكبار ، هكذا ربا النبي الصحابيات :

(( أول من يمسك بحلق الجنة أنا ، فإذا بامرأة تنازعني تريد أن تدخل الجنة قبلي ، قلت : من هذه يا جبريل ؟ قال : هي امرأة مات زوجها ، وترك لها أولاداً فأبت الزواج من أجلها ))

[ الأدب المفرد للبخاري ]

 ربت أولادها .

 

أعظم مهمة أنيطت بالمرأة تربية الأولاد :

 أعظم مهمة أنيطت بالمرأة تربية الأولاد ، شهاداتها أولادها ، إذا دفعت إلى المجتمع أولاد صالحين صادقين أمناء أعفة يخدمون أمتهم فكل أعمالهم في صحيفتها والدليل :

﴿وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُمْ بِإِيمَانٍ أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَمَا أَلَتْنَاهُمْ مِنْ عَمَلِهِمْ مِنْ شَيْءٍ﴾

( سورة الطور الآية : 21 )

كل أعمال ذريتهم إلى يوم القيامة في صحيفة الأم التي ربت ولدها ، لذلك من جاءته بنت فأحسن تربيتها فأنا كفيله في الجنة ، يعني أي بيت فيه بنت ربيت تربية عالية فالأم والأب إلى الجنة ، لذلك أنا أقول هناك عبادة عامة :

﴿ وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ ﴾

( سورة الذاريات )

 العبادة ، فعلة وجودنا العبادة ، العبادة بأوسع معانيها ، قد يتوهم المسلمون أن العبادة كما قلت قبل قليل : طاعة طوعية ، ممزوجة بمحبة قلبية ، أساسها معرفة يقينية ، تفضي إلى سعادة أبدية .
 يوجد في هذا التعريف جانب معرفي ، أي طلب العلم فريضة على كل مسلم ، معنى مسلم هنا يعني على كل شخص مسلم ، عند علماء الأصول المسلم هنا على كل شخص مسلم ذكراً كان أم أنثى ، لذلك المرأة المؤمنة الصادقة حينما تطلب العلم تطلبه أداءً لفريضة فرضها الله عليها ، والآن العلم مبذول والحمد لله ، لذلك المرأة إذا علمنا فتاةً ماذا فعلنا ؟ علمنا أسرة ، أما إذا علمنا شاباً علمنا واحداً .

 

عبادة الهوية :

 أيتها الأخوات الفضليات ، العبادة إذاً : طاعة طوعية ، ممزوجة بمحبة قلبية ، أساسها معرفة يقينية ، تفضي إلى سعادة أبدية . هناك ما يسمى بعبادة الهوية ، أنت من ؟ أنت غني عبادتك الأولى إنفاق المال ، غير الصلوات الخمس والصيام والحج والزكاة هذه عبادة شعائرية على جميع المسلمين من دون استثناء ، أما العبادة التعاملية هناك عبادة الهوية أنت من ؟ أنت غني عبادتك الأولى إنفاق المال ، أنت قوي ، صاحب منصب رفيع ، العبادة الأولى إحقاق الحق وإبطال الباطل ، القوي بجرة قلم يحق حقاً ويبطل باطلاً ، ويقر معروفاً ويزل منكراً ، ويقرب مخلصاً ناصحاً ويبعد فاجراً منافقاً .
 أنت غني عبادتك الأولى إنفاق المال ، أنت قوي العبادة الأولى إحقاق الحق وإبطال الباطل ، سيدنا عمر جاءه ملك الغساسنة جبلة بن الأيهم مسلماً ، وفي أثناء طواف جبلة حول الكعبة داس بدوي من فزارة طرف ردائه ، فالتفت جبلة نحو البدوي وضربه ضربة هشمت أنفه ، هذا بدوي من عامة الناس بالتعبير المعاصر من سوقتهم ، من دهمائهم ، فما كان من هذا البدوي إلا أن شكا جبلة إلى عمر ، فاستدعى عمر جبلة إلى مجلسه ، ودار بينهما حوار ، صاغه أحد الأدباء المعاصرين في الشام شعراً ؛ قال عمر لجبلة : أصحيح ما ادعى هذا الفزاري الجريح ؟ قال جبلة : لست ممن ينكر شياً ، أنا أدبت الفتى ، أدركت حقي بيدي . فقال عمر : أرضِ الفتى ، لا بد من إرضائه ، مازال ظفرك عالقاً بدمائه أو يهشمن الآن أنفك ، و تنال ما فعلته كفك . قال : كيف ذلك يا أمير ؟ هو سوقة ، وأنا عرش وتاج ؟ كيف ترضى أن يخر النجم أرضاً ؟ فقال عمر : نزوات الجاهلية ورياح العنجهية قد دفناها ، أقمنا فوقها صرحاً جديداً ، وتساوى الناس أحراراً لدينا وعبيداً . فقال جبلة : كان وهماً ما جرى في خلدي أنني عندك أقوى وأعز ، أنا مرتد إذا أكرهتني .فقال عمر : عنق المرتد بالسيف تحز ، عالم نبنيه كل صدع فيه يداوى ، وأعز الناس بالعبد بالصعلوك تساوى.
 أنت قوي العبادة الأولى إحقاق الحق ، هذه تمهيد ، لكن أنت غني عبادتك الأولى إنفاق المال ، أنت عالم عبادتك الأولى تعليم العلم :

﴿ الَّذِينَ يُبَلِّغُونَ رِسَالَاتِ اللَّهِ وَيَخْشَوْنَهُ وَلَا يَخْشَوْنَ أَحَداً إِلَّا اللَّهَ (39)﴾

(سورة الأحزاب)

عبادة المرأة الأولى رعاية الزوج والأولاد :

 الآن محط الشاهد أنت امرأة عبادتك الأولى رعاية الزوج والأولاد :

(( أيما امرأة قعدت على بيت أولادها فهي معي في الجنة ))

[ فيض القدير شرح الجامع الصغير ]

(( انصرفي أيتها المرأة وأعلمي من وراءك من النساء أن حسن تبعل إحداكن لزوجها وطلبها مرضاته واتباعها موافقته يعدل ذلك كله ـ يعدل الجهاد في سبيل الله ـ ))

[أخرجه ابن عساكر وأخرجه البيهقي في شعب الإيمان عن أسماء بنت يزيد الأنصارية]

نظام الإسلام أساسه الأسرة ، والمربية الأولى في الأسرة هي الزوجة ، هذه التي سمع الله شكواها من فوق سبع سماوات ، هذه التي رآها عمر وهو يركب دابته فنزل عن دابته وتأدب أمامها ، فلما سأله بعضهم : ما هذا ؟ قال : لقد سمع الله شكواها من فوق سبع سماوات أفلا أصغي إليها ، قالت : يا رسول الله ! إن زوجي تزوجني وأنا شابة ، ذات أهل ، ومال ، وجمال ، فلما كبرت سني ، ونثر بطني ، وتفرق أهلي ، وذهب مالي ، قال : أنتِ عليّ كظهر أمي ولي منه أولاد ، الآن دققوا : إن تركتهم إليه ضاعوا أنا أربيهم ، وإن ضممتهم إلي جاعوا ، هو يعمل ويكسب رزقاً ليطعمهم ، فبكى النبي صلى الله عليه وسلم ، وقد أنزل الله عليه :

﴿ قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا وَتَشْتَكِي إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ يَسْمَعُ تَحَاوُرَكُمَا إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ ﴾

( سورة المجادلة )

 إذاً المرأة عبادتها الأولى تربية الأولاد ، هذه شهادة كبرى ، وكل ولد شهادة ، وكل ولد دكتوراه ، فلذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم :

(( أول من يمسك بحلق الجنة أنا ، فإذا بامرأة تنازعني تريد أن تدخل الجنة قبلي ، قلت : من هذه يا جبريل ؟ قال : هي امرأة مات زوجها ، وترك لها أولاداً فأبت الزواج من أجلها ))

[ الأدب المفرد للبخاري ]

المرأة مساوية للرجل تماماً في التكليف والتشريف والمسؤولية :

 إذاً العبادة الأولى رعاية الزوجة والأولاد ، المرأة مساوية للرجل تماماً في التكليف ، وفي التشريف ، وفي المسؤولية ، لذلك قال تعالى :

﴿ إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَالْقَانِتِينَ وَالْقَانِتَاتِ وَالصَّادِقِينَ وَالصَّادِقَاتِ وَالصَّابِرِينَ وَالصَّابِرَاتِ وَالْخَاشِعِينَ وَالْخَاشِعَاتِ وَالْمُتَصَدِّقِينَ وَالْمُتَصَدِّقَاتِ وَالصَّائِمِينَ وَالصَّائِمَاتِ وَالْحَافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحَافِظَاتِ وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيراً وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْراً عَظِيماً(35)﴾

( سورة الأحزاب)

 وقال :

﴿ فَاسْتَجَابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ أَنِّي لا أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِنْكُمْ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى بَعْضُكُمْ مِنْ بَعْضٍ ﴾

( سورة آل عمران الآية : 195 )

المودة والرحمة بين الزوجين من خلق الله عز وجل :

 أيتها الأخوات الكريمات ، الله عز وجل يقول :

﴿ وَمِنْ آيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ (22)﴾

( سورة الروم )

 السماوات والأرض من آياته الدالة على عظمته ، والكون كله سماوات وأرض ، السماوات والأرض مصطلح قرآني نعني به الكون :

﴿ وَمِنْ آيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ (22)﴾

( سورة الروم )

 وقال :

﴿ وَمِنْ آيَاتِهِ اللَّيْلُ وَالنَّهَارُ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ (37)﴾

( سورة فصلت)

 الآن دققن ، ومن آياته الدالة على عظمته كما أن الكون من آياته ، وكما أن الشمس والقمر من آياته ، وكما أن الليل والنهار من آياته :

﴿وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجاً لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً (21)﴾

( سورة الروم )

 المودة والرحمة بين الزوجين من خلق الله عز وجل ، وأنا أدعو أخواتي الفضليات أن أي بيت فيه بعض التشويش ، فيه بعض المشاحنة ، بعض الإعراض ، هذه حالة مرضية ينبغي أن تعالج :

(( وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ مَا تَوَادَّ اثْنَانِ فَفُرِّقَ بَيْنَهُمَا إِلَّا بِذَنْبٍ يُحْدِثُهُ أَحَدُهُمَا ))

[رواه أحمد عن ابن عمر ]

المودة تعبير مادي عن الحب :

 أنا حينما أكون مستقيمة على أمر الله ، وحينما يكون الزوج مستقيماً على أمر لله فالود مستمر ومتنامي ، يعني هناك من يتوهم أن هذا الود بين الزوجين لفترة بسيطة ، أنا أذكر في حالة غير صحيحة أن في الخطبة مكالمة بين خطيبين دامت ثلاث عشرة ساعة ، بعد سنتين ما فيه ينطق بكلمة في البيت ، سكت ، ما الذي حدث ؟ هذه حالة مرضية ، النبي صلى الله عليه وسلم يقول :

(( الحمد لله الذي رزقني حب عائشة ))

[ ورد في الأثر ]

 من علامات إيمان المؤمن والمؤمنة أنه يحب زوجته ، وزوجته تحبه :

﴿ وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً ﴾

 ما المودة وما الرحمة ؟ الحقيقة في القرآن الكريم ما في ترادفات ، الاختلاف في المبنى دليل اختلاف في المعنى ، العلماء قالوا : المودة تعبير مادي عن الحب حينما تكون الزوجة ملأ سمع زوجها وبصره ومحققة لطموحه ، وحينما يكون الزوج ملأ سمع زوجته وبصرها ومحققاً لطموحها ينشأ بينهما الحب يعبر عنه بالابتسامة ، كان إذا دخل بيته بساماً ضحاكاً ، كان يقول :

(( أكرموا النساء ، فو الله ما أكرمهن إلا كريم ))

[ ورد في الأثر ]

 كانت إذا دخلت عليه فاطمة وقف لها ، حينما جاءته فاطمة ضمها وشمها وقال : ريحانة أشمها وعلى الله رزقها ، النبي صلى الله عليه وسلم علمنا دروس لا تنتهي ، فلذلك المودة هو التعبير المادي ؛ الابتسامة ، الهدية ، الاعتذار ، لكن لا سمح الله ولا قدر ، لا سمح الله ولا قدر ، لا سمح الله ولا قدر ، المرأة أصيبت بمرض والمرض موجود ، ما الذي يحل محل المودة ؟ الرحمة :

﴿ وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجاً لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً ﴾

 هذا من خلق الله فأنا أسمع في دمشق بمئات عقود القران ، الذي أجرى العقد يقول : على كتاب الله وسنة رسوله ، يا ترى الزوجان هل عرفا كتاب الله وسنة رسوله ؟ في ماليزيا تجربة رائعة جداً حينما ارتفعت نسب الطلاق ، المسؤولون في ماليزيا أنشؤوا مدرسة ، لا يعقد عقد قران بين خطيبين إلا إذا نجحا في هذه المدرسة ، ستة أشهر يتعلمن النساء في المدرسة حقوق الزوج ، واجبات الزوجة ، مسؤولية الزوجة ، الآداب ، تربية الأولاد ، ويتعلم هو حقوق الزوجة ، واجبات الزوج ، مسؤولية الزوج ، العلم أساس .

 

البيت يجب أن يبنى على العلم:

 إذا أردت الدنيا فعليك بالعلم ، وإذا أردت الآخرة فعليك بالعلم ، وإذا أردتهما معاً فعليك بالعلم ، لكن العلم لا يعطيك بعضه إلا إذا أعطيته كلك ، لذلك البيت يجب أن يبنى على العلم ، المرأة حينما تعرف واجباتها ، والزوج حينما يعرف واجباته ، هذا الركب سار في بر الأمان ، حقق الهدف ، فلذلك ما في مشكلة إلا سببها الجهل ، والدليل أن الإنسان مفطور على حب وجوده ، وعلى حب كمال وجوده ، وعلى حب سلامة وجوده ، وعلى حب استمرار وجوده ، من أين يأتي الشقاء ؟ من الجهل ، فلذلك إذا أردت الدنيا فعليك بالعلم ، وإذا أردت الآخرة فعليك بالعلم ، وإذا أردتهما معاً فعليك بالعلم ، لكن العلم لا يعطيك بعضه إلا إذا أعطيته كلك ، فإذا أعطيته بعضك لم يعطك شيئاً .
أيتها الأخوات الفاضلات ، أحد أكبر أسباب الشقاق الزوجي ، أنا لا أتكلم من فراغ ، أنا أتكلم من واقع مر يعيشه المسلمون ، في خصومات ، في شحناء ، في بغضاء ، حتى في آية من أروع الآيات قبل أن أتلوها على مسامعكم هذه الآية تنطبق على الزوجين ، وعلى الشريكين ، وعلى الصديقين ، وعلى الأخوين ، وعلى الجارين ، وعلى الزميلين ، وعلى الأسرتين ، وعلى العائلتين ، وعلى القبيلتين ، وعلى العشيرتين ، وعلى الشعبين ، وعلى الأمتين ، وعلى الحضارتين ، في غير ذلك ، الآية :

﴿ فَنَسُوا حَظّاً مِمَّا ذُكِّرُوا بِهِ فَأَغْرَيْنَا بَيْنَهُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ ﴾

( سورة المائدة الآية : 14 )

 لذلك :

(( مَا تَوَادَّ اثْنَانِ فَفُرِّقَ بَيْنَهُمَا إِلَّا بِذَنْبٍ يُحْدِثُهُ أَحَدُهُمَا ))

[رواه أحمد عن ابن عمر ]

﴿وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجاً لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً (21)﴾

( سورة الروم )

البطولة أن تعبد المرأة ربها فيما أقامها :

 الزوجة حينما تتقدم إلى زوجها إلى نصف الطريق ، وهو إذا تقدم إليها إلى نصف الطريق ، كانا مأجورين معاً على انهما توافقا ، ومن الذي يقطف هذه الثمار ؟ الأولاد فلذلك قال تعالى :

﴿ وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ وَلِلرِّجَالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ (228)﴾

( سورة البقرة )

 أرأيتم آية أوضح من هذه الآية ،

﴿ وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ وَلِلرِّجَالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ ﴾

هي درجة القيادة ، كيف عندنا طيار ومعاونه ، في ربان سفينة ومعاونه ، الطيار ومعاونه بينهما مسافة قليلة جداً ، لكن بالأزمات القرار لواحد ، هذه درجة القيادة ، لذلك أيتها الأخوات المرأة حينما تتعرف إلى ربها ، وتتعرف إلى واجباتها ، تعبد ربها فيما أقامها ، البطولة أن تعبد المرأة ربها فيما أقامها ، أقامها زوجة ، هناك إنسانة تقصر في حق أولادها ، فلذلك تدفع الثمن باهظاً ، الآن أنا أقول لكم كلمة من القلب : لم يبقَ في أيدي المسلمين حقيقة من ورقة رابحة إلا أولادنا ، وأنا أقول : إذا بلغت أعلى منصب في العالم ، وجمعت أكبر ثروة في الأرض ، وتحمل أعلى شهادة في العالم ، ولم يكن الابن كما تتمنى فأنت أشقى الناس ، قال تعالى :

﴿ وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَاماً(74)﴾

( سورة الفرقان)

 أنا أتمنى صلاح البيوت ، القاضي شريح ، هذا قاضي لقيه صديقة الفضيل ، فقال له : يا شريح كيف حالك في بيتك ؟ قال : والله منذ عشرين عاماً لم أجد من يعكر صفائي .
 والله أيتها الأخوات أنا أحد أصدقائي توفيت والدته عمرها ثمانون عاماً ، والده تسعون عاماً ، حضرت التعزية ، بكى الأب بكاء غير طبيعي ، هل ماتت بالسابعة عشر ؟ بالثمانين ماتت ، فلما انتهت التعزية حاولت أن أخفف عنه ، قال لي : والله يا بني عشت معها خمساً وخمسين سنة ما نمت يوماً وأنا غاضب منها ، هكذا كانت بيوتات المسلمين مودة ومحبة ورحمة ، فالآية التي تنطبق على كل الحالات :

﴿ فَنَسُوا حَظّاً مِمَّا ذُكِّرُوا بِهِ فَأَغْرَيْنَا بَيْنَهُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ ﴾

( سورة المائدة الآية : 14 )

قصة القاضي شريح مع زوجته :

 لذلك قال : والله منذ عشرين عاماً لم أجد من يعكر صفائي . قال : وكيف ذلك يا شريح ؟ قال : خطبت امرأة من أسرة صالحة ، فلما كان يوم الزفاف وجدت صلاحاً وكمالاً ، يقصد صلاحاً في دينها ، وكمالاً في خَلقها ، ما في أروع من امرأة فقيهة ، ما في أروع من امرأة تعرف ربها ، وتعرف واجبها تجاه ربها ، وواجبها تجاه زوجها وأولادها ، في مرة زوج نصح زوجته ، قال لها : إن في خلقي سوءً ، قالت له : إن أسوأ خلقاً منك من حاجك لسوء الخلق .
 قال : والله منذ عشرين عاماً لم أجد من يعكر صفائي . قال : وكيف ذلك يا شريح ؟ قال : خطبت امرأة من أسرة صالحة ، فلما كان يوم الزفاف وجدت صلاحاً وكمالاً ، فصليت ركعتين شكراً لله على نعمة الزوجة الصالحة ، فلما سلّمت من صلاتي وجدت زوجتي تصلي بصلاتي ، وتسلم بسلامي ، وتشكر شكري ، فلما خلا البيت من الأهل والأحباب دنوت منها ، فقالت لي : على رسلك يا أبا أمية انتظر ، فقامت فخطبت ، قالت : أما بعد ، يا أبا أمية إني امرأة غريبة لا أعرف ما تحب ولا ما تكره ، فقل ما تحب حتى آتيه ، وما تكره حتى أجتنبه ، ويا أبا أمية لقد كان لك من نساء قومك من هي كفء لك ، وكان لي من رجال قومي من هو كفء لي ، ولكن كنت لك زوجة على كتاب الله وسنة رسوله ليقضي الله أمراً كان مفعولاً ، فاتقِ الله فيّ وامتثل قوله تعالى :

﴿ فإِمْسَاكٌ بِمَعْرُوفٍ أَوْ تَسْرِيحٌ بِإِحْسَانٍ ﴾

(سورة البقرة الآية : 229)

 ألقت أمامه خطبة وقعدت ، هو ليس ينوي أن يخطب ، قال : فألجأتني إلى أن أخطب ، وقفت ، وقال : أما بعد ، فقد قلت كلاماً إن تصدقي فيه وتثبتي عليه يكن لك ذخراً وأجراً ، وإن تدعيه يكن حجة عليك ، أحب كذا وكذا وأكره كذا وكذا ، ما وجدت من حسنة فانشريها ، وما وجدت من سيئة فاستريها .

 

صحة الأولاد النفسية أساس الوفاق بين الأبوين:

 يقول النبي عليه الصلاة والسلام :

(( إني أكره المرأة تخرج من بيتها تشتكي على زوجها ))

[ورد في الأثر]

 المؤمنة ستيرة والفاسقة فضاحة ، المؤمنة تبقي أي خلاف بينها وبين زوجها فقط، أما غير المؤمنة فضاحة ، لذلك لما الله عز وجل أعطى حلولاً للناشزات :

﴿ وَاللَّاتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ ﴾

( سورة النساء الآية : 34 )

لماذا في المضاجع ؟ لو هجرها إلى غرفة ثانية الأمر كشف أمام الأولاد ، الهجر في غرفة النوم فقط ، من أجل أن يبقى هذا بين الزوجين فقط ، والخطأ أكبر خطأ أن يصل الخلاف إلى الأولاد ، لأن صحة الأولاد النفسية أساس الوفاق بين الأبوين ، قبل فترة لي أخ من أخواننا في المسجد ، قال لي : أنا أتناقش مع زوجتي ارتفع صوتي ، رفعت صوتها ، فبكى الصبي ما تحمل ، الابن الصغير سعادته بالوفاق بين الزوجين ، أنا أقول لأخواتنا الكرام الإنسان حينما يكون عنده أولاده يضع حظوظه من الزواج تحت قدمه من أجل أولاده ، فلذلك المرأة التي تعتني بأولادها لها عند الله مكانة كبيرة ، إن الملائكة في السماء والحيتان في البحار تصلي على معلم الناس الخير ، والابن أغلى شيء في حياة أمه وأبيه ، أنا أقول دائماً : الآخرون أنت لهم وغيرك لهم ، أما أولادك من لهم غيرك ، أنا أتمنى كما عندنا جهاد والجهاد ذروة سنام الإسلام ، في عندنا دعوة إلى الله ، في عندنا إلقاء كلمات ، عقد مؤتمرات ، والمرأة يمكن أن تصل إلى أعلى درجة في الجنة من بيتها ، من رعاية زوجها ، كلما ازداد هذا الفقه في حياتنا كلما أصبحت الأسر متماسكة ، أسر سعيدة ، بيوت المسلمين ليست سعيدة وليست مستقرة بسبب التقصير في أداء العبادات ، الله عز وجل قال :

﴿ وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلَاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا ﴾

( سورة طه الآية : 132 )

من علا صياحه في البيت جرحت عدالته :

 بيت تقام فيه الصلوات ، هذه الصلاة تشيع في البيت المودة والمحبة والسكينة ، في عندنا بالفقه حكم لطيف جداً أنه : من عامل الناس فلم يظلمهم ، وحدثهم فلم يكذبهم ، ووعدهم فلم يخلفهم ، فهو ممن كملت مروءته ، وظهرت عدالته ، ووجبت أخوته ، وحرمت غيبته ، في عندنا بحث اسمه العدالة والضبط ، الضبط صفة عقلية ، والعدالة صفة نفسية

فالمؤمن يتمتع بالضبط والعدل ، فمن عامل الناس فلم يظلمهم ، وحدثهم فلم يكذبهم ، ووعدهم فلم يخلفهم ، فهو ممن كملت مروءته ، وظهرت عدالته ، ووجبت أخوته ، وحرمت غيبته ، الآن الفقهاء عددوا ثلاثة وثلاثين حالة لا تسقط العدالة لكنها تجرحها ، أحياناً إبريق يكسر يحطم بمطرقة ، أحياناً يُشْعَر ، في عندنا حالة اسمها جرح العدالة ، من علا صياحه في البيت جرحت عدالته ، وفي موضوعات ثانية قد لا يعني الأخوات الكريمات ولكن نذكرهم ، من أطلق لفرسه العنان جرحت عدالته ، السرعة بالسيارة الزائدة تجرح العدالة ، من تنزه في الطرقات ـ في طرقات فيها تفلت ـ جرحت عدالته ، إذا أكل لقمة من حرام جرحت عدالته ، إذا طفف بتمرة بالميزان جرحت عدالته ، إذا قاد برذوناً أي حيواناً مخيفاً ليخيف الصغار ، من أكل في الطريق جرحت عدالته ، من مشى حافياً ، إلى آخره ، في عندنا ثلاثة وثلاثين حالة تجرح العدالة ، لكن أنا ذكرت الحالات من أجل حالة واحدة ، من علا صياحه في البيت جرحت عدالته .
 أما بعد ، فقد قلت كلاماً إن تصدقي فيه وتثبتي عليه يكن لك ذخراً وأجراً ، وإن تدعيه يكن حجة عليك ، أحب كذا وكذا وأكره كذا وكذا ، أعطاها قائمتين ، ما وجدت من حسنة فانشريها ، وما وجدت من سيئة فاستريها ، المرأة المؤمنة ستيرة ليست فضاحة . قالت: كيف نزور أهلي وأهلك ؟ في جلسة مفاوضات أول الزواج ، قال : نزورهم غباً مع انقطاع بين الحين والحين لئلا يملونا . وفي الحديث الشريف :

(( زر غِبَّاً تزدد حبَّاً ))

[الطبراني عن عبد الله بن عمرو]

 قالت : فمن من الجيران تحبَّ أن أسمح لهنَّ بدخولِ بيتك ومن تكره ؟ قال : بنو فلان قومٌ صالحون ، وبنو فلان قومٌ غير ذلك ، ما قال لها سيئون ، قال غير ذلك ، قال : ومضى عليَّ عامٌ جئت إلى البيت فإذا أم زوجتي عندنا ، فلمَّا دخلت رحَّبتُ بها أجمل ترحيب قالت لي أمها : يا أبا أمية كيف وجدت زوجتك ؟ قلت : والله هي خير زوجة ، قالت : يا أبا أميَّة ما أوتي الرجال شراً من المرأة المدلَّلة فوق الحدود ، فأدِّب ما شئت أن تؤدِّب ، وهذِّب ما شئت أن تهذِّب ، ثم التفتت إلى ابنتها تأمرها بحسن السمع والطاعة . ومضى علي عشرون عاماً لم أجد ما يعكر صفائي إلا ليلة واحدة كنت فيها أنا الظالم .

 

نبي هذه الأمة وأكبر داعية في العالم كان زوجاً ناجحاً :

 والله يا أخواتي الكريمات ، أحياناً يقول الشخص : لها عندي عشرون سنة ما نمت يوماً مرتاحاً ، هنا بالعكس عشرين سنة ما انزعج منها يوم ، إذا البيت فيه ود ومحبة ، دائماً كلامي دقيق أقوله الحب يصنع بأيدينا ، في مقولة شيطانية أنه بعد سنتين أو ثلاثة حياة روتينية مملة ، هذا كلام الشياطين ، لأن الشيطان له مهمة واحدة أن يفرق بين الزوجين ، أن يكره الزوج بزوجته وأن يكره الزوجة بزوجها ، فالمؤمنة الصادقة تقدم دلائل محبتها لزوجها وتعبر عن ذلك ، في شخص لا ينطق بكلمة في البيت ولا بكلمة لطيفة ، هذا خطأ كبير .
 في موضوع اسمه أسباب الشقاق الزوجي ، أحياناً الحديث في البيت يُحدث مودة يستمع الإنسان لزوجته يعمل مودة ، السيدة عائشة سألت سيد الخلق وحبيب الحق ، سألته : كيف حبك لي ؟ قال لها : كعقدة الحبل ، عقدة لا تفك ، تسأله من حين لآخر كيف العقدة ؟ فيقول على حالها . مع أنه كان نبي هذه الأمة وأكبر داعية في العالم كان زوجاً ناجحاً .
 مرة وكان يستمع إلى زوجته ، حدثته عن أبي زرع وأم زرع ، وكانا زوجين مثاليين ، لكنها تأسفت أشد الأسف حينما أعلمته في النهاية أنه طلقها ، فكان عليه الصلاة والسلام رفيقاً بها ، فقال لها : أنا لك كأبي زرع لأم زرع ، غير أني لا أطلقك .
 أنا الذي أتمناه على كل أخت كريمة أن تراجع حساباتها مع ربها ، يجب أن تكون المودة بينها وبين زوجها في أعلى مستوى ، تصنع هي ذلك بنفسها ويصنع هو ذلك بنفسه ، بالتفاهم والود والمحبة يعيش الإنسان حياة هانئة ، والعمر قصير ، تجدهم يحاربوا بعضهم شهر شهرين ثلاثة ، هذه ليست حياة ، فلذلك هذه زوجة شريح قالت له : إن أسوأ خلقاً منك من حاجك لسوء الخلق . إنسانة فقيهة .
 أيتها الأخوات الكريمات ، أنا أجد العبادة الأولى للمرأة الأولى ، تقول لك : أنا لا أحبس في البيت ، هذا الطيار الذي عنده ستمئة راكب جالس في غرفة صغيرة ، في كبينة القيادة ، محبوس بالكبينة ، أما سلامة الستمئة راكب بيده ، فلما المرأة تشاهد أن بيتها جنة وبيتها مكان تربية أولادها ، لا تقول : أنا حبست في البيت ، بالعكس هي طليقة ، لكن أعلى شهادة تملكها المرأة تربية أولادها ، أسأل الله التوفيق والنجاح لي ولكن . 

 والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .

الاستماع للدرس

00:00/00:00

تحميل النص

إخفاء الصور