وضع داكن
25-04-2024
Logo
أحاديث متفرقة - الدرس : 053 - كن في الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل.
   
 
 
 بسـم اللـه الرحمـن الرحيـم  
 

 الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين، اللهم لا علم لنا إلا ما علمتنا، إنك أنت العليم الحكيم، اللهم علمنا ما ينفعنا، وانفعنا بما علمتنا وزدنا علماً، وأرنا الحق حقاً وارزقنا اتباعه، وأرنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه، واجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه، وأدخلنا برحمتك في عبادك الصالحين.
 أيها الإخوة الكرام: النبي صلى الله عليه وسلم يقول:

((حب الدنيا رأس كل خطيئة))

  وفي حديث آخر:

((حبك الشيء يعمي ويصم))

  موضوع الدنيا أكثر الناس يرون الدنيا بحجم أكبر بكثير من حجمها الحقيقي، فخطؤهم أنها غرتهم، وأنهم أعطوها حجماً كبيراً، وهي دون ذلك، فأحد أسباب هلاك الإنسان أن الدنيا تلتمع أمامه، ويقبل عليها بكل طاقاته على حساب آخرته، وعلى حساب إيمانه، وعلى حساب مصيره الأخير، فلذلك جزء من إيمان المؤمن أن يعرف حقيقة الدنيا، بل إن حقيقة العلم أن ترى الشيء على ما هو عليه، إن رأيته بأكبر ما هو عليه، أو أقل مما هو عليه، فأنت لست بعالم، هذا يسميه العلماء الموضوعية، يعني هذا كأس إن رأيتها إبريقاً فلست عالماً، وإن رأيتها فنجاناً فلست عالماً، هذا كأس ماء، إذا فهمت الشيء بحجمه الحقيقي دون مبالغة أو دون تقليل فأنت عالم، لذلك قالوا في تعريف العلم: إدراك الشيء على ما هو عليه، إن أدركته بحجم أكبر مما هو عليه فلست عالماً، إن أدركته بحجم أقل مما هو عليه فلست عالماً، نحن مع العلم، نحن مع الواقع، نحن مع النظرة الموضوعية، نحن مع أن نفهم الشيء بحجمه الحقيقي، لكن الإنسان إذا نظر إلى الدنيا على أنها هي كل شيء، ونظر إلى الدنيا على أنها نهاية الآمال، ومحط الرحال، ما شعور هذا الإنسان حينما يدنو أجله، وحينما يدرك أنه لابد من مفارقة الدنيا ؟ هذا شعور لا يوصف، شعور الإحباط، شعور المفاجأة، لذلك اخترت لكم في هذا الدرس حديثاً من أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم الصحيحة، الذي رواه الإمام البخاري.
 عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ:

((أَخَذَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِمَنْكِبِي فَقَالَ كُنْ فِي الدُّنْيَا كَأَنَّكَ غَرِيبٌ أَوْ عَابِرُ سَبِيلٍ وَكَانَ ابْنُ عُمَرَ يَقُولُ إِذَا أَمْسَيْتَ فَلَا تَنْتَظِرْ الصَّبَاحَ وَإِذَا أَصْبَحْتَ فَلَا تَنْتَظِرْ الْمَسَاءَ وَخُذْ مِنْ صِحَّتِكَ لِمَرَضِكَ وَمِنْ حَيَاتِكَ لِمَوْتِكَ))

[ البخاري، أحمد، ابن ماجه، الترمذي ]

  ذكرت سابقاً أن إنساناً اشترى بيت في شقتين، والبيت مكسوّ، فما أعجبته هذه الكسوة، كسر البلاط، وكسر الرخام، وقلع الرخام، وأعاد كسوة هذين البيتين بطريقة نادرة، وهو صاحب ذوق رفيع، وبدأ يعمل في إكساء هذين البيتين مدة تزيد على سنتين، إلى أن أصبح البيتان بشكل نادر قلّ مثيلهما بين البيوت.
يروي لي أخ كريم يسكن في البناء نفسه، وهو من إخوتنا لكرام أن هذا البيت ما إن انتهى، ومضى على انتهائه أسبوع واحد حتى جاءته المنية.
 روى لي صديق آخر جاءه إنسان يريد شراء غرفة نوم، أقسم بالله أنه ذهب واشترى الخشب، وأبقاه عامين كي يصبح جيداً، وصار يزوره كل أسبوع، أشرف على صنع هذه الغرفة قرابة سنة، قال لي: مرة انبطح تحت التخت ليرى ما إذا كان في رجل السرير عقدة، ومضى ستة أشهر في البحث عن تزييناتها، وعن مسكاتها فلما أصبحت جاهزة اتصل صاحب الغرفة بالذي اشتراها ليرسلها له فشعر في البيت ضجةً غير طبيعية، ثم علم أنه مات، هناك آلاف القصص، هاتان قصتان أرويهما كثيراً، آلاف القصص، البيت لم يسكن، والمزرعة لم تدرك، الشهادة لم تستخدم، الدنيا تغر، وتضر، وتمر.
 الحقيقة أقول لكم هذه الكلمة: هناك ملايين الملايين الذين ضحكت عليهم الدنيا، وجعلتهم يركضون خلفها كالسراب، كأنهم حمر مستنفرة، ملايين الملايين ضحكت عليهم الدنيا، تماماً كالجزرة التي توضع أمام الدابة، والمسافة بينهما ثابتة، وهذه الدابة تسعى جهدها كي تصل إليها، والمسافة ثابتة، أوحى ربك إلى الدنيا أنه من خدمك فاستخدميه، ومن خدمني فاخدميه، لذلك لئلا تضحك علينا الدنيا، لئلا نفاجأ بملك الموت، ونحن صفر اليدين، لئلا نندم ندماً لا يوصف، لئلا نقول: يا حسرتي على ما فرطت في جنب الله، لئلا نقول: يا ليتني قدمت لحياتي، لئلا يعض الظالم على يديه، يقول: يا ليتني اتخذت مع الرسول سبيلا، لئلا يقول: ما أغنى عني مالي هلك عني سلطانيا، خذوه، فغلوه، ثم الجحيم صلوه، لئلا يقع الرجل في هذا المطب الخطير، لئلا تضحك عليه الدنيا ينبغي أن يضحك عليها هو.
 لا تستطيع أن تضحك على الدنيا إلا إذا عرفت الله، وعرفت حقيقتها، وتحركت فيها حركةً صحيحة.
 فلذلك أيها الإخوة الكرام: الإنسان في شبابه مخدر، الناس نيام، لكن متى يستيقظ ؟ في خريف العمر، إذا جاء مرض عضال، إذا جاء مرض متعلق بعضو خطير، وشعر أن النهاية قد اقتربت، الذي لم يعد لهذه الساعة عدتها، الذي لم يبال بهذه الساعة تصيبه آلام لا توصف، آلام نفسية، فلئلا نفاجأ يجب أن نتوقع ساعة الرحيل، إذا توقعنا ساعة الرحيل، وأدخلناها في حساباتنا اليومية، عجيب، تجد الإنسان يحسب حساباً لكل شيء، لكل شيء ورقة، أحياناً احتمال احتياجها واحد بالمليون، يقول: احتمال أن نحتاجها، ضعها على السقيفة، وضع إضبارة يحسب، حساباً لكل شيء، فلماذا أكبر حدث في حياته، وأخطر حدث في حياته لا يحسب له حساباً، لذلك النبي صلى الله عليه وسلم قال:

((كُنْ فِي الدُّنْيَا كَأَنَّكَ غَرِيبٌ أَوْ عَابِرُ سَبِيلٍ))

  إنسان غريب نزل بفندق، لو أن الجلالة فيها خلل يتألم ؟ ليلة واحدها كلها، إذا كان في القطعة الكهربائية خلل يهتم، يبحث عن مصلح ؟ ليلة واحدة.

 

(( كُنْ فِي الدُّنْيَا كَأَنَّكَ غَرِيبٌ))

 أيها الإخوة الكرام: الإنسان لا يسعد إلا إذا ابتعد عنها، ولا يشقى إلا إذا اقترب منها، يقول عليه الصلاة والسلام:

 

((إن أسعد الناس بها أرغبهم عنها وأشقاهم فيها أرغبهم فيها))

 خذ من الدنيا ما شئت، وخذ بقدرها هماً، ومن أخذ من الدنيا فوق ما يكفيه أخذ من حتفه، وهو لا يشعر.

 

((... وَكَانَ ابْنُ عُمَرَ يَقُولُ إِذَا أَمْسَيْتَ فَلَا تَنْتَظِرْ الصَّبَاحَ وَإِذَا أَصْبَحْتَ فَلَا تَنْتَظِرْ الْمَسَاءَ وَخُذْ مِنْ صِحَّتِكَ لِمَرَضِكَ وَمِنْ حَيَاتِكَ لِمَوْتِكَ))

 هذا الحديث محور هذا الدرس، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ:

 

((أَخَذَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِبَعْضِ جَسَدِي فَقَالَ يَا عَبْدَ اللَّهِ كُنْ فِي الدُّنْيَا كَأَنَّكَ غَرِيبٌ أَوْ عَابِرُ سَبِيلٍ وَاعْدُدْ نَفْسَكَ فِي الْمَوْتَى))

 هذه رواية أخرى.
 أحيانا الإنسان يستأجر بيتاً في المصيف، الأثاث متواضع جداً، الأدوات كلها مستعملة، وعتيقة، وفيها خلل، هو من أسعد الناس، يقول لك: صيفية فقط، مدة شهرين، الإنسان إذا شعر أن القضية مؤقتة يسعد، أما القضية الدائمة أي خلل يزعجه، أي تقصير يؤلمه، أي خطأ يكبر عليه، أما إذا كانت القضية مؤقتة فلا يبالي، إنسان استأجر سيارة قلت له: فيها صوت، قال لي: هي مؤقتة، شهر واحد، أما إذا كانت سيارته فلا يتحمل، يصلحها، مادامت مستأجرة مؤقتة فلا عليه، راقب نفسك إذا كان البيت مستأجرًا، والسيارة مستأجرة، إذا كان البيت في المصيف، إذا كانت القضية مؤقتة، القضية سريعة فلا مشكلة، مرتاح، أما حينما تشعر أن مكان الاستقرار دائم وفيه خلل هنا تبدأ المتاعب، هذا الحديث الشريف قال عنه العلماء: هذا الحديث أصل في قصر الأمل في الدنيا.
 مرة كنت في دائرة حكومية أنتظر، وإلى جانبي شخص جالس يحدث شخصاً آخر، قال له: فلان هلكنا، سيدخل المدفأة إلى البيت، لكن أماتنا موتًا، قال: لماذا ؟ قال له: منذ ثلاثة أشهر وهو محتار، يعملها خارجية أم داخلية، أقنعوه بالداخلي أجمل، والخارجي إذا صار فيها خلل لا يكسر البلاط، قال: بعد ستة أشهر استقر رأيه على أن يجعلها داخلية، وبعد عشرين عامًا إذا حصل خلل يجعله خارجياً.
 ومن عد غداً من أجله فقد أساء صحبة الموت، وما من إنسان جاءته المنية إلا ويخطط لعشرين عامًا قادمة، والقصة التي رويتها لكم عشرات المرات، كنت عند مدير ثانوية شكا لي همه، وقال لي: في العام القادم سيذهب إلى بلد عربي استعارة، وسيمضي فيه خمس سنوات، ولن يأتي إلى هذا البلد في هذه السنوات الخمس، سيمضي الصيف الأول في بريطانيا، والصيف الثاني في فرنسا، والثالث في إيطاليا، والرابع في إسبانيا، قال لي: أريد أن أتملى منها، أريد أن أعرف الأماكن الأثرية، والمتاحف، والمقاصف، وبعد أن أعود أتقاعد، وأشتري محلا تجاريًا، وأضع فيه أولادي، وأجعله للتحف، لا يتلف، والتموين لا علاقة به، كل شيء حسبه، وحدثني ساعة، جلست عنده يحدثني عما سيفعله بعد عشرين عاماً، وانتهت الجلسة، وذهبت إلى صفي، وفي الظهيرة ذهب إلى البيت، وعدت مساءً إلى العمل في مدرسة خاصة، وفي طريق عودتي إلى البيت، والله الذي لا إله هو وجدت نعيه على الجدران في اليوم نفسه.
لهذا قال عليه الصلاة والسلام:

(( كُنْ فِي الدُّنْيَا كَأَنَّكَ غَرِيبٌ أَوْ عَابِرُ سَبِيلٍ وَاعْدُدْ نَفْسَكَ فِي الْمَوْتَى))

  كبرها تكبر، صغرها تصغر، لما يرى الإنسان أنه غريب أو عابر سبيل كل شيء يرضيه في الدنيا، أما إذا رآها مديدة فلا يرضيه شيء، كل شيء يزعجه، يقول لك: لا حظ لي، ما وفقنا في هذا البيت، ما وفقنا في هذه الزوجة، أولادي ليس كما أشتهي أبداً، دائماً يشكو، أما إذا رأى الدنيا سريعة الزوال، وشيكة الانتقال، يرضيه فيها كل شيء، ماذا قال مؤمن آل فرعون ؟

 

﴿وَإِنَّ الْآخِرَةَ هِيَ دَارُ الْقَرَارِ﴾

 

[ سورة غافر: 39]

  هذه دار ممر، أما المقر ففي الآخرة، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:

((مَا لِي وَلِلدُّنْيَا إِنَّمَا مَثَلِي وَمَثَلُ الدُّنْيَا كَمَثَلِ رَاكِبٍ قَالَ فِي ظِلِّ شَجَرَةٍ فِي يَوْمٍ صَائِفٍ ثُمَّ رَاحَ وَتَرَكَهَا))

[ أحمد ]

  كلما رأيت واحدًا توفي فهو صفحة طويت، صار خبراً، كان شخصًا له بيت، له أولاد، له غرفته الخاصة، خزانته الخاصة، مقتنياته الخاصة، مفاتيح مركبته، مسطر دفاتره، مذكراته، فلما انتهى أجله صار خبراً، الإنسان في أول ليلة يموت فيها الإنسان يقول الله عز وجل: "عبدي رجعوا وتركوك، وفي التراب دفنوك، ولو بقوا معك ما نفعوك، ولم يبق لك إلا أنا، وأنا الحي الذي لا يموت ".
 حينما يموت الإنسان، حينما يخرج من بيته أفقياً، والإنسان طوال حياته يدخل قائماً، ويخرج قائماً، إلا في مرة واحدة، وهذه لابد منها، ويأتي على بيت الله كثيراً مؤمن طالب علم كل يوم خمس صلوات، لابد من أن يدخل المسجد مرةً أفقياً لا ليصلي، بل ليصلى عليه، هذه حقائق.
 عَنْ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:

((مَا لِي وَلِلدُّنْيَا إِنَّمَا مَثَلِي وَمَثَلُ الدُّنْيَا كَمَثَلِ رَاكِبٍ قَالَ فِي ظِلِّ شَجَرَةٍ فِي يَوْمٍ صَائِفٍ ثُمَّ رَاحَ وَتَرَكَهَا))

 من وصايا السيد المسيح لأصحابه قال:

((اعبروها ولا تعمروها))

 وروي عنه أيضاً أنه قال:

((من ذا الذي يبني على موج البحر داراً، تلكم الدنيا فلا تتخذوها قراراً ))

  ما تستقر، فيها مفاجآت، وتغيرات، دخل رجل على بيت أبي ذر الغفاري فجعل يقلب بصره في البيت، فقال: يا أبا ذر أين متاعكم ؟ أين الأثاث والغرف ؟ فقال: إنا لنا بيتاً نتوجه إليه، فقال: إنه لا بد لك من متاع مادمت هاهنا، قال: إن صاحب المنزل لا يدعنا هنا، قصد أنه لابد من الخروج.
دخلوا على بعض الصالحين فقلبوا بصرهم فيه فقالوا: إنا نرى بيتك بيت رجل مرتحل كأنه ماش منقول، فقال: لا أرتحل، ولكن أطرد طرداً.
 المرتحل باختياره، لكن هنا طرد، سيدنا علي يقول:

((إن الدنيا قد ارتحلت مدبرة، وإن الآخرة قد ارتحلت مقبلةً، ولكل منها بنون، فكونوا من أبناء الآخرة، ولا تكونوا من أبناء الدنيا))

  تشعر أحياناً بشخص أن الدنيا متغلغلة إلى أعمق أعمق نفسه، صباحه مساؤه، ليله نهاره، مناماته خواطره، مزحه لقاءاته، حتى في النزهة يتكلم على تجارته، هذه متغلغلة إلى أعمق أعماقه.
 فكونوا من أبناء الآخرة، ولا تكونوا من أبناء الدنيا، فإن اليوم عمل ولا حساب، وغداً حساب ولا عمل.
 بعض الحكماء قال: عجبت من الدنيا مولية عنه، والآخرة مقبلة إليه، مثلاً هنا ولادته، وهنا وفاته، وهو يتقدم يبتعد عن ميلاده، ويقترب من وفاته، ما معنى ذلك ؟ أن الدنيا مدبرة عنه، قال لي أخ كريم: سبحان الله ! أنا منذ أربعين سنة أنشط من الآن، طبعاً الإنسان الشاب يصعد كل خمس درجات، بعد هذا اثنتين اثنتين، بعد ذلك واحدة واحدة، ثم يصعد، ويقف بالتسلسل، لاحظ الشاب والمتقدم بالسن، يقول سيدنا علي:

((فكونوا من أبناء الآخرة، ولا تكونوا من أبناء الدنيا، فإن اليوم عمل ولا حساب، وغداً حساب ولا عمل))

 عجبت من الدنيا مولية عنه، والآخرة مقبلة إليه، يشتغل بالمدبرة، وينسى المقبلة، والله شيء كبير هذه الدنيا التي تدبر عنك وأنت متعلق بها، والآخرة التي هي مقبلة إليك تعرض عنها، سيدنا عمر بن عبد العزيز يقول في خطبة: "إن الدنيا ليست دار قرار، كم كتب الله فيها الفناء، وكتب الله على أهلها منهم الظعن، فكم من عامر عن قليل سيرتحل، وكم من مقيم مغتبط عما قليل سيظعن، أحسنوا رحمكم الله منها الرحلة بأحسن ما بحضرتكم من النقلة
  يعني أحسن هذه الرحلة خذ منها إلى الدار الآخرة، وتزودوا، فإن خير الزاد التقوى.
 الفضيل بن عياض يقول:

((من علامة صدق المؤمن أنه في الدنيا مهموم حزين ))

 مهموم يخشى ألا يكون قد انتفع من الدنيا، انتفع منها للآخرة، لا ترضيه الدنيا، ولكن يرضيه أن ينتفع منها لآخرته.
 كلمة رائعة جداً للإمام الحسن قال:

((المؤمن كالغريب لا يجزع من ذلها، ولا ينافس في عزها))

  لو تحمل متاعب في سبيل الله يرضى بذلك، أما مناصبها الرفيعة، أموالها الطائلة، بساتينها الغناء، مركباتها الفارهة فلا ينافس فيها.
 المؤمن كالغريب، لا يجزع من ذلها، ولا ينافس في عزها، له شأن، وللناس شأن آخر، هو بواد، وهم بواد، هو بواد معرفة الله، بواد العمل للآخرة، لا يتألم، المؤمن كالغريب، لا يجزع من ذلها، ولا ينافس في عزها، له شأنه، وللناس شأن آخر.
 هناك إنسان استنبط استنباطاً لطيفاً، قال: لما الله خلق آدم عليه السلام أسكنه هو وزوجته الجنة، ثم هبطا منها، ووعدا بالرجوع إليها، وصالحي ذريتهما، فالمؤمن أبداً يحن إلى وطنه الأول.
 الإنسان يولد بقرية، وسكن في الشام مثلا، في بيت فخم بأرقى أحياء دمشق، فيه كل وسائل الرفاه والراحة، حينما يأتي العيد لا يتمنى إلا أن يعود إلى قريته مسقط رأسه، فمن علامة المؤمن أنه يحن إلى الجنة، موطنه الأول، استنباط لطيف.
 كان بعض العلماء يقول في دعائه: اللهم ارحم في الدنيا غربتي، وارحم في القبر، وحشتي، وارحم موقفي غداً بين يديك.
 ارحم في الدنيا غربتي، أنت غريب في الدنيا، وارحم في القبر وحشتي، وارحم موقفي غداً بين يديك.
 الإنسان لا يبتعد، يدخل إلى غرفة فارهة في بيت، ويقفل الضوء، كم ساعة يتحمل ؟ أين يجلس ؟ يا جماعة إذا ما كان أهله معه على الطعام يغضب، هذا القبر، بل على أسوء، القبر هنا فيه سرير، أطفئ المصباح، وأرتج الباب، واجلس، القبر أسوء على التراب.
 مرة حضرت دفن أخ كريم أنا أعرفه في الدنيا جيداً، رجل أنيق أناقة تفوق حد الخيال، نظيف، موسوس، بعد أن وضع في القبر وضعت البلاطة، البلاطة أصغر من الفتحة بكثير، يعني هناك مسافة عشرة سنتمترات فرق، جاء الحفار بعد ما انتهى من الدفن وضع البلاطة جرف التراب بالمجرفة، نزل فوقه خمسة كيلو من التراب، كان في الدنيا أنيقًا..
 أعقل إنسان هو الذي يسعى إلى هذه الساعة التي لابد منها، أعقل إنسان ليس هناك شيء واقعي وحتمي عنده كالموت، ما نجا منه مخلوق حتى الأنبياء، النبي صلى الله عليه وسلم قال:

((سبحان الله إن للموت لسكرات))

  النبي صلى الله عليه وسلم سيد الخلق ما نجا الصحابة، ما نجوا، استغفروا لأخيكم، إنه الآن يسأل، هناك قصص لا أساس لها من الصحة، أن واحداً له شيخ، لما دفن وجاء الملكان ليسألاه تلقيا رفسة من شيخه، قيل لهم: أمثل هذا يسأل ؟ هذا من جماعتي.
 هذه القصص كلها غير صحيحة، كلها كذب بكذب، النبي صلى الله عليه وسلم حينما دفن سيدنا سعد، مشى على رؤوس أصابعه، وقال:

((استغفروا لأخيكم فإنه الآن يسأل))

 وقال:

((سبحان الله إن للموت لسكرات))

  ما من حدث واقعي واقعيّ، قلها مئة مرة، وهو آت لا محالة، سألت طبيباً إذا نفد إنسان من الفشل الكلوي، ومن ضيق الشريان التاجي، ومن ارتفاع الضغط، ونفد من... كيف يموت ؟ قال لي: بتصلب الشرايين، هذا آخر واحد نفد من القلب، وما حدث معه جلطة، ولا انفجار بالدماغ، ولا سكتة دماغية، نفد من كل الأمراض، ولا بالعظام، ولا بالعضلات، ولا ورم خبيث، كيف يموت ؟ قال لي: بتصلب الشرايين، تنشف الشرايين، والنبي ماذا قال ؟

((لكل داء دواء إلا الهرم))

  هناك إنسان ما ركب طائرة في حياته كلها، يأكل يومًا الدجاج، ويومًا السمك، مساءً فواكه، وصباحاً وجبات خفيفة جداً، ورياضة، ومشي، وخاف أن يركب الطائرة لئلا تحترق في الجو، وعاش حياة هنيئة، وما من إنسان فيما أعلم يعتني بصحته مثله، ومع ذلك مات في الأخير.
قال يحيى بن معاذ الرازي: الدنيا خمر الشيطان، من سكر منها لم يفق إلا في عسكر الموت نادماً مع الخاسرين.
 أحياناً تجد الإنسان سكران في حب الدنيا، إذا قلت له كلمة عن الله تراه ضاق، وتكلم له في الدنيا يجلس معك عشر ساعات، نسي ماذا قال لك، اعتذر، وعنده موعد، تكلمت بالأسعار، الدولار نازل، الآن شراء ممتاز، تكلم في العملات، جلس معك ساعة ساعتين ثلاثا، تكلم عن الله صار عنده موعد، أو يتثاءب حتى يكرهك أن تتكلم.
 الدنيا خمر الشيطان، من سكر منها لم يفق إلا في عسكر الموت نادماً مع الخاسرين.
 قيل لمحمد بن واسع: كيف أصبحت ؟ فقال: ما ظنك برجل يرتحل كل يوم مرحلةً إلى الآخرة.
 لو فرضنا إنساناً واقفاً على شريط في أدراج متحركة في المطارات، والدرج يمشي، ويقف، تصور أنك واقف على شريط متحرك، كل يوم ينقلك نقلة، مضى يوم العمر، قصر يوم النهاية، فالحركة تقرب، كيف أصبحت ؟ فقال: ما ظنك برجل يرتحل كل يوم مرحلةً إلى الآخرة، دفع دفعة.
سيدنا الحسن يقول: قول معروف عندكم إنما أنت أيام مجموعة، كلما مضى يوم مضى بعضك.
 وقال بعضهم: ابن آدم، إنما أنت بين راحلتين مطيتين يضعانك، هما الليل والنهار، الليل ينقلك إلى النهار، والنهار ينقلك إلى الليل، حتى يسلمانك إلى الآخرة، الليل اليوم ستة عشر في الشهر مضى اليوم، جاء الليل، صار سبعة عشر، كل يوم مرحلة حتى يسلمانك إلى الآخرة.
 قال بعض السلف: يخيل لك أنك مقيم، بل أنت دائم السير، تساق سوقاً حثيثاً إلى الموت.
 إنسان قضى كل حياته يجمع المال، حتى اشترى البيت، الآن السفارة الكويتية نفسها كانت أجمل بيت مشرف على الشام كلها، أمامه غوطة غناء، شرفة فخمة، بشكل بيضوي، بعد ما سكن في البيت، يقال: إنه كان يعيش في بيت قبو أربعين سنة جمع المال حتى اشترى هذا البيت، ويوم اشتراه، وفرشه جلس على الشرفة قال هذه الكلمة بالحرف الواحد: الآن أمّنا مستقبلنا، ثلاثة أيام بعدها مات.
 يروون قصة طرفة عن إنسان ضاقت به الدنيا كثيراً، فاتخذ قراراً أن ينتحر، قصة رمزية، ما لها أصل، فجاءه ملك الموت قال له: لماذا تنتحر ؟ قال: من ضيق ذات يدي، لا يوجد شيء آكله، قال: أنا أدلك على طريقة ترتزق بها، قال: ما هي ؟ قال: اعمل طبيباً، الآن هناك شهادات منذ القديم، ما كانت الشهادات، فإذا دخلت على مريض، ورأيتني أمام رأسه فإياك أن تعالجه، اهرب من البيت، هذا سيموت، وإن رأيتني أمام قدميه، فعالجه صف له ما شئت، فسوف يشفى، فهذا أخذ التعليمات، وجاء بمحفظة، ووضع بها قارورات فيها سائل أبيض وأحمر وأصفر وأخضر، إن وجد ملك الموت عند أرجل المريض يقول له: خذ ثلاث نقاط بيض، واثنتين صفر، واثنتين قبل الطعام، واثنتين بعد الطعام، يعصدها عليه، يكتب، يخطط، يستعمل الدواء، يطيب، اسمه راج جداً حتى مرضت بنت الملك جاء فوجد الملك يقف عند رجليها، أعطاها التعليمات، فطابت، وكان مرضها خطيرًا، فلما شفاها الله عز وجل الملك لشدة فرحه قرر أن يزوجه هذه الفتاة، صار زوج بنت الملك، وطبعاً جاءته الدنيا من أوسع أبوابها، عز، وجاه، وملك، ومال، ليلة عرسه جاء ملك الموت إليه، وقال تشرف، فقال له: كنت أخذني وقتها أهون بكثير، قال الآن.
 قد يسقط الإنسان من علٍ، قد يخيل للإنسان أنه مقيم، بل هو دائم السير، يساق مع ذلك سوقاً حثيثاً إلى الموت.
 قال بعض الحكماء: كيف يفرح بالدنيا من يومه يهدم شهره، الأيام تأكل الشهر وشهره يهدم سنته كل شهر يهدم جزءاً من العام، ثم عام جديد، فالأيام تهدم الأسابيع، والأشهر تأكل السنوات.
 كيف يفرح بالدنيا من يومه يهدم شهره، وشهره يهدم سنته، وسنته تهدم عمره، كيف يفرح بالدنيا من يقوده عمره إلى أجله، وتقوده حياته إلى موته.
 أحد الأشخاص دعا دعاء، لكنه دعاء لطيف، قال: اللهم خذ بيدي إليك حينما يأخذ الناس بيدي، إذا احتاج من يمسكه، المؤمن غال على الله، يموت بعز، قال لي أخ: والدتي مربوطة، قلت: لماذا ؟ قال: تأكل من نجسها، نربط يديها، وتخلع ثيابها أمام الناس، قال: إنه شيء لا يوصف، يدعو لها في كل صلاة أن يخفف عنها، أحيانا الإنسان يتمنى الموت فلا يجده، تأتي بعض الحالات على الإنسان أعظم شيء أن يموت، وأحيانا يعاقب بتأخير الموت، كيف أن الناس يخافون من الموت، وفي حالات صعبة جداً يعاقب بتأخير الموت.
 والفضيل قال: كم أتت عليك ؟ قال ستون سنة، قال: فأنت منذ ستين سنة تسير إلى ربك.
 إنسان زار مريضًا معه مرض صعب قال له: كيف صحتك ؟ قال: الحمد لله، قال: ماذا معك ؟ قال المرض الفلاني، قال له: حاجتك، من باب المزاح.
 ولكن هذه حقيقة إذا وصل إنسان إلى الستين، النبي ماذا قال ؟ معترك المنايا بين الستين والسبعين، من دخل في الأربعين دخل في أسواق الآخرة.
 الإنسان إذا ذهب إلى نزهة ستة أيام، سبت، أحد، اثنين..، الأربعاء يفكر في العودة، الأربعاء التفكير في قطع بطاقات العودة، تحضير الأغراض، شراء الهدايا، آخر ثلث الرحلة تفكر بالعودة، قال رجل للآخر: هل تعلم ما معنى قوله تعالى:

 

﴿إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ﴾

 

[ سورة البقرة: 156]

  قال من عرف أنه لله عبده، إنا لله، نحن في ملكه، ومن علم أنه موقوف فليعلم أنه مسؤول، ومن علم أنه مسؤول فليعد للسؤال جواباً، أنت لله، إذاً عليك أن تعبده، مادمت راجعاً إليه فاعلم أنك موقوف بين يديه، وما دمت موقوفاً بين يديه فاعلم أنك مسؤول، ما دمت مسؤولاً فأعد الجواب لهذا السؤال، لذلك أنا أقول دائماً لإخواننا: البطل الذي يهيئ جواباً لأي موقف يفعله لله الجواب.
 قال لي موظف: انصحني، هو تموين، الآن التموين خف أما في أيام خلت كان شديدًا جداً يستطيع أن يفعل مشاكل كبيرة، قال لي: انصحني، قلت له: اكتب ضبوطا كثيرة قال: هذه النصيحة ؟ قلت له: كما أقول لك، ضع الناس في السجن على قدر ما تستطيع، وافعل ما شئت، إذا كنت بطلاً هيئ لله جواباً عن كل ضبط تكتبه لله، وليس لعبد الله، إذا كنت بطلاً.
 إن كنت لله فاعبده، وإن أيقنت أنك راجع إليه أنت موقوف بين يديه، وإن وقفت بين يديه فلا بد من أن يسألك، وإن سألك فأعد الجواب، فقال:ما الحيلة قال:يسيرة سهلة، قال وما هي ؟ دققوا في الجواب قال:تحسن فيما بقي يغفر الله لك ما مضى.
 الآن تبت، إذا تبت توبة نصوحا أحسنت فيما بقي غفر الله لك ما مضى، فإنك إن أسأت فيما بقي أخذت بما مضى، وما بقي إذا تبت إلى الله، وأحسنت فيما بقي غفر الله لك ما مضى، أما إذا أسأت فيما بقي أخذك الله بما بقي وما مضى.
 الإمام الأوزاعي مدفون في لبنان من كبار الأمة كتب إلى أخ له رسالة، قال له:أما بعد، فقد أحيط بك من كل جانب، واعلم أنه يسار بك في كل يوم وليلة، فاحذر الله، والمقام بين يديه، وأن يكون آخر عهدك به والسلام.
 سئل أحد العلماء:كيف أكون زاهداً في الدنيا ؟ فقال:بقصر الأمل، إن أصبحت يجب أن تعتقد أنك لا تمسي.
 سمعت قصة نائم إلى جانب زوجته من دون أن تنتبه مست يده وجدتها باردة، فقامت مذعورة فإذا هو ميت، فقال بقصر الأمل، إن أصبحت يجب أن تعتقد أنك لا تمسي.
 اجتمع ثلاثة أشخاص، فقالوا لأحدهم:ما أملك في الدنيا ؟ قال:والله ما أتى علي شهر إلا ظننت أني سأموت فيه، فقال:صاحباه إن هذا هو الأمل، شهر، فقالا لأحدهم:ما أملك أنت، قال:والله ما أتت علي جمعة إلا ظننت أنني سأموت فيها، فقالا صاحباه:إن هذا هو الأمل، جمعة، فقالا للآخر:ما أملك أنت قال:ما أمل من نفسه في يد غيره، لا أريد شيئاً.
 أنا أسمع كل أسبوع تقريباً قصة لا يشكو من شيء، ما من مقدمة، ما من مرض ثابت، ما من قصة بالمرض، فجأةً فارق الحياة.
 قال بعض السلف: ما نمت نوماً قط فحدثت نفسي أني أستيقظ منه، لذلك الدعاء:اللهم إن أمسكت نفسي فارحمها، وإن أرسلتها فاحفظها، معنى هذا ممكن لا يستيقظ إنسان.
 أحد الصالحين إذا أراد النوم يقول لأهله:أستودعكم الله، فلعلها أن تكون آخر ليلة، سامحونا، قبل أن ينام كل ليلة.
 وقال بعض العلماء:إن استطاع أحدكم ألا يبيت وعهده عند رأسه فليفعل، شيء ليس له منزل باسمه، وهو ليس له في شراكة أموال استثمار، وضعهم مع إنسان.
 أويس القرني من التابعين سئل كيف الزمان عليك ؟ قال:كيف الزمان على رجل إن أمسى ظن أنه لا يصبح، وإن أصبح ظن أنه لا يمسي، فمبشر بالجنة أو بالنار.
 وقال بعضهم: ما أنزل الموت كره منزلته من عد غداً من أجله، الذي يعد أن غداً سأعيشه، وسأفعل غداً كذا، وكذا، هذا ما عرف حقيقة الموت.
 امرأة متعبدة بمكة إذا أمست قالت:يا نفس الليلة ليلتك لا ليلة لك غيرها، فاجتهدت، وإذا أصبحت قالت:يا نفس اليوم يومك، لا يوم لك غيره، فاجتهدت.
 ماذا قال أحد الصحابة ؟ والله لو علمت أن غداً أجلي ما قدرت أن أزيد في عملي، من شدة إقباله على الله، وعمله الصالح واستنفاره.
 قال بعض العارفين:إذا أردت أن تنفعك صلاتك فقل لعلي لا أصلي غيرها، وهذا مأخوذ من قول النبي صلى الله عليه وسلم:

((صل صلاة مودِّع ))

  إذا أردت أن تنتفع بصلاتك قبل أن تنوي الصلاة قل لعلي لا أصلي غير هذه الصلاة، يعني صلِ صلاة مودع.
 طرق شخص باب صديقه، قيل له:ليس في البيت، قال:متى يرجع، فقالت له جارية في البيت، بنت صغيرة:من كانت نفسه بيد غيره هل يعلم متى يرجع.
 آخر حديث قبل أن ننهي الدرس:
 عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:

((بَادِرُوا بِالْأَعْمَالِ سَبْعًا هَلْ تَنْتَظِرُونَ إِلَّا فَقْرًا مُنْسِيًا أَوْ غِنًى مُطْغِيًا أَوْ مَرَضًا مُفْسِدًا أَوْ هَرَمًا مُفَنِّدًا أَوْ مَوْتًا مُجْهِزًا أَوْ الدَّجَّالَ فَشَرُّ غَائِبٍ يُنْتَظَرُ أَوْ السَّاعَةَ فَالسَّاعَةُ أَدْهَى وَأَمَرُّ ))

[ أحمد، الترمذي ]

  الإنسان إذا ترك طريق الدين، وترك طريق الآخرة لابد أن ينتظره أحد هذه السبعة، غنى مطغٍ، مرض مفسد، فقر منس، هرم مفند، موت مجهز، الدجال، الساعة.

إخفاء الصور