وضع داكن
25-04-2024
Logo
موضوعات في التربية - الدرس : 087 - الذكر 2 التسبيح هو تنزيه لله عن كل ما لا يليق به.
   
 
 
 بسـم اللـه الرحمـن الرحيـم  
 

 الحمد لله رب العالمين، و الصلاة و السلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين، اللهم لا علم لنا إلا ما علمتنا، إنك أنت العليم الحكيم، اللهم علمنا ما ينفعنا و انفعنا بما علمتنا و زدنا علماً و أرنا الحق حقاً و ارزقنا إتباعه، و أرنا الباطل باطلاً و ارزقنا اجتنابه، واجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه، و أدخلنا برحمتك في عبادك الصالحين.
أيها الأخوة الكرام: لازلنا في موضوع مجالس الذكر وكيف أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:

(( عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِي اللَّهُ عَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: مَا جَلَسَ قَوْمٌ مَجْلِسًا لَمْ يَذْكُرُوا اللَّهَ فِيهِ وَلَمْ يُصَلُّوا عَلَى نَبِيِّهِمْ إِلا كَانَ عَلَيْهِمْ تِرَةً فَإِنْ شَاءَ عَذَّبَهُمْ وَإِنْ شَاءَ غَفَرَ لَهُمْ ))

 هذا الحديث كان محور الدرس الماضي، وكيف أن الإنسان في لقاءاته وفي سهراته، وفي ندواته، وفي سفره، وفي إقامته، وفي ولائمه، وفي حفلاته ينبغي أن يذكر الله عز وجل وكان الحديث في الدرس الماضي كان عن هذا الحديث بالذات.
اليوم يوجد شيء آخر، قبل أن نتحدث عن هذا الشيء لابد من ضرب الأمثلة:
 فللطائرات عجلات هذه العجلات إن بقيت أثناء الطيران تعيق حركة الطائرة وتستهلك كثيراً من الوقود، لابد من رفعها أثناء الطيران ولابد من إنزالها قبل الهبوط، هناك مشكلة لو أن هذه العجلة لم تنزل لتحطمت الطائرة، شيء خطير جداً أن لا تنزل هذه العجلة، إذاً لابد من احتياطات كثيرة حفاظاً على سلامة الركاب، هناك أجهزة بالغة الدقة والتعقيد والمتانة مهمتها إنزال العجلات فإن لم تفلح هذه الأجهزة هناك أجهزة بديلة مساوية لها تماماً نستخدم النظام الآخر، فإن لم تفلح مشكلة كبيرة جداً أربع مائة وخمسين راكب إذا لم تنزل العجلات تحطمت الطائرة، قال لابد من حركة يدوية في أرض الطائرة مكان يرفع الغطاء هناك عتلة يدوية تنزل العجلات، إذاً الحفاظ على سلامة الركباب يقتضي بدائل.
 ضربت هذا المثل إنسان جلس في مجلس وزلت قدمه، أو أخطأ لسانه وقع في معصية ماذا يفعل ؟ الدرس الماضي يجب أن تذكر الله، ينبغي أن تذكر آيات الله، ينبغي أن تذكر توجيه رسول الله، ينبغي أن تذكر قصص صحابة رسول الله، ينبغي أن تأمر، ينبغي أن تنهى، ينبغي أن تبلغ، أن تبين، أن تفصل، أن تجمع القلوب، هذا الذي ينبغي أن يفعله الإنسان فإن لم يفعل قام من المجلس عن أنتن من جيفة حمار كما قال عليه الصلاة والسلام، وكان هذا المجلس ترةً على أصحابه، ترةً أي نقصاً وخساراً، أو مسؤوليةً وتبعةً.
لو أن هذا الإنسان جلس في هذا المجلس وكان في هذا المجلس كلام لا يرضي الله ماذا يفعل ؟ جاء البديل قال عليه الصلاة والسلام:

 

(( عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مَنْ جَلَسَ فِي مَجْلِسٍ فَكَثُرَ فِيهِ لَغَطُهُ فَقَالَ قَبْلَ أَنْ يَقُومَ مِنْ مَجْلِسِهِ ذَلِكَ سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ أَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إِلا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتُوبُ إِلَيْكَ إِلا غُفِرَ لَهُ مَا كَانَ فِي مَجْلِسِهِ ذَلِكَ ))

 تذكرون أيها الأخوة قول الله عز وجل:

 

 

﴿وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ وَمَا كَانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ (33)﴾

 

( سورة الأنفال )

 ما دمت يا محمد فيهم لن يعذبوا، هو رحل عنهم إلى الدار الآخرة، ما دامت سنتك مطبقة في بيوتهم، في أماكن عملهم، في حفلاتهم، في أفراحهم، في أحزانهم، في سفرهم، في إقامتهم، في نشاطاتهم، في حركاتهم، ماداموا يستلهمون سنتك هم في بحبوحة من أن يعذبوا.
لو أنهم خالفوا سنتك، كل بني آدم خطاء وخير الخطائين التوابين، ماذا ينبغي أن يفعلوا، قال تعالى:

 

﴿وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ وَمَا كَانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ (33)﴾

 

 

 

( سورة الأنفال )

 أنت حينما تستغفر، ما معنى أنك تستغفر ؟ معنى أنك تستغفر أنك علمت أن لك رباً له منهج وأنت خرجت عن منهجه، وأنه رحيم، وأنه يعفو عنك وإنك إن جئته تائباً أو مستغفراً غفر لك، أضرب لكم مثل آخر، هذا المثل كنت أتمنى أن أضربه لكم البارحة في درس الجمعة، مشروعية التوبة، الله عز وجل فتح باب التوبة، من أجل أن تعرف قيمة التوبة تصور أنه ليس هناك توبة الإنسان إذا أخطأ انتهى إلى النار ومعنى ذلك أنه في الأعم الأغلب لن يصل أحد إلى الجنة.
 لو أن مدرسةً رفيعة المستوى كان من نظامها الداخلي أن كل طالب يتأخر دقيقة واحدة يفصل فصلاً كاملاً من هذه المدرسة، معنى ذلك أنه بعد أسبوعين من فتحها لم يبق ولا طالب فيها، لأن الذي افتتحها يريد أن يعلم الناس، أن يثقفهم، أن يربيهم، يقول لك أول مرة مسامح، الثانية تنبيه، بعد ذلك تنبيه مسجل، ثم إحضار ولي، إلى أن تأتي بتقرير، ثم تمديد التقرير، تعهد إلى آخره، يضع عشرات البدائل إلى أن لا نفصل الطالب، معنى ذلك الذي أسس هذه المدرسة رحيم وهدفه نشر العلم.
أما لو ألغيت التوبة لانتهى معظم الناس إلى النار، ولفجر الإنسان، لكن إذا جئتني بملء السماوات والأرض خطاياها غفرتها لك ولا أبالي قال تعالى:

 

﴿قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ (53)﴾

 

 

( سورة الزمر )

 هذا موضوع الدرس الماضي، البدائل أنك حينما تستغفر الله عز وجل أنت موقن أنه موجود وأن له منهج وقد خالفت المنهج، وقد رآك، وقد علم أنك خالفت هذا الأمر، وهو رحيم يغفر ويقبل.
هذه معرفة، أنا مرة ذكرت لكم أنت حينما تدعو الله، ماذا يعني أنك تدعو الله ؟ أنك مؤمن بوجوده، مؤمن بأنه يسمعك، مؤمن بأنه قادر على أن يجيبك، مؤمن بأنه يحب أن يجيب، لمجرد أن تدعو الله أنت آمنت بوجوده، وعلمه، وقدرته، ورحمته، اليوم الدرس الإنسان لو أنه جلس مجلس واخطأ فيه، ارتكب إحدى معاصي المجلس، ونتمنى على كل أخ كريم على أن ينزه لسانه في كل مجلس عن معاصي اللسان لكن لو حدث ما هو البديل ؟ دائماً نبحث عن البديل، البديل أن تقول بعد انتهاء المجلس سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك قال عليه الصلاة والسلام: إلا غفر ما كان في مجلسه ذلك.
 ولئلا يفهم هذا الحديث على نحو ما أراده النبي عليه الصلاة والسلام، أضرب لكم مثلاً ثالثاً، إنسان يحج البيت الحرام أول مرة في حياته لا يعرف ملابسات أداء هذه الفريضة وضع ثياب الإحرام في حقيبة المتاع هذه الحقيبة أخذت منه إلى مكان المتاع في الطائرة، بعد أن صعد الطائرة وانطلقت الطائرة بعد ساعة، قال ربان الطائرة الآن وقت الإحرام أيها الحجاج أحرموا، أين ثياب الإحرام ؟ في متاعه، قال أتوني بها مستحيل، ماذا نفعل ؟ هذا إنسان دخل الميقات، دخل الحرم غير محرم، نقول له الحج بطل وهو دافع في الشام خمسين ألف بطاقة طائرة وبين اشتراكه في الفوج، ماذا نفعل ؟ قال عليه الصلاة والسلام وشرع لنا أن على هذا الحاج أن يذبخ هدياً يرمم هذا النقص في مناسك الحج.
 جاء إنسان غني وقال: أنا ثياب الإحرام ما أعجبتني مزعجة ومتعبة وغير معقولة لو أنني لبست ثيابي الكاملة كم علي بحسب القواعد الفقهية نقول له عليك ذبح، قال: أنا أذبح عشر دواب، وأدفع خمسين ألف وهذا مائة ألف، نقول لهذا الإنسان لو دفعت مليون ليرة حجك باطل، دققوا أخوانا الكرام ممكن تفعل هذا الشيء عن نسيان أو عن جهل نقول لك لهذا الشيء حل، والحل أن تقدم هدياً يرمم هذا الخلل في مناسك الحج، أما لو قصدت ذلك غير مقبول.
 إنسان يجلس في مجلس وأنا أعرف ثمنه، سوف أغتاب، وأتكلم كلاماً سيئاً وأشرح أعراض الناس وعندما ينتهي المجلس كما قال النبي سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت، نقول له لو قلت هذا الدعاء مائة ألف مرة لا يقبل منك إذا كنت تعلم أنك تغتاب عن قصد وعن تصميم، تريد أن تعصي الله وكفارة هذه المعصية أن أستغفر الله هذا ما أراده النبي، أنت ناوي الطاعة، ناوي أن تضبط لسانك، ناوي أن يكون هذا المجلس مجلس رحمة وذكر، إنسان جرك إلى حديث وأنت سهيت فبدر منك كلمة علاجها أن تقول سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك.
 كلما أردت أن تتكلم في أعراض الناس وفي أخطائهم وأن تغتابهم، وأن تفسد ما بينهم، وأن ترتكب كل معاصي اللسان وبعد أن ينتهي المجلس تقول كما قال عليه الصلاة والسلام سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك، نقول النبي عليه الصلاة والسلام ما أراد هذا، أنت الآن تستحل المعصية في هذا الدعاء، والذي يدفع جزاء ارتدائه ثيابه العادية في الحج مائة ضعف لا يقبل منه لأنهم يستحلون بهذا الهدي نقص المناسك المقصود، أما إنسان لا يقصد أن يدخل الحرم غير محرم ولكن لجهله لقواعد السفر وضع ثياب الإحرام في محفظة المتاع ووضعت مع البضاعة ولن يستطيع أن يأخذها في أثناء طيران الطائرة فدخل الحرم غير محرم هذه القضية سهلة عليك دم جزاء يعني هدي أن تذبح غنمة، أما إذا أردت أن تستحل مناسك الحج بجمل لن تستطيع وأنت واعي لن أرتدي ثياب الإحرام وسأذبح بدنة، نقول لك هذا غير مقبول.
لكي لا تُفهم هذه الأحاديث على نحو ما أراده النبي عليه الصلاة والسلام بينت لكم هذه الحقيقة، أعيد على أسماعكم نص الحديث:

 

(( عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مَنْ جَلَسَ فِي مَجْلِسٍ فَكَثُرَ فِيهِ لَغَطُهُ فَقَالَ قَبْلَ أَنْ يَقُومَ مِنْ مَجْلِسِهِ ذَلِكَ سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ أَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إِلا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتُوبُ إِلَيْكَ إِلا غُفِرَ لَهُ مَا كَانَ فِي مَجْلِسِهِ ذَلِكَ ))

 هذا الكلام يقودنا إلى قول النبي عليه الصلاة والسلام:

 

 

(( لا صغيرة مع الإصرار ولا كبيرة مع الاستغفار))

 الكبيرة إن فعلها الإنسان عن غير قصد وعن غير سابق عزم ثم استغفر الله منها، والصغيرة إذا أراد الإنسان أن يستمر عليها وأن يتابعها تنقلب إلى كبيرة لأنها تحجبه عن الله جل جلاله.

 

 

(( عَنْ أَبِي بَرْزَةَ الأسْلَمِيِّ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ بِأَخَرَةٍ إِذَا أَرَادَ أَنْ يَقُومَ مِنَ الْمَجْلِسِ سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ أَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إِلا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتُوبُ إِلَيْكَ فَقَالَ رَجُلٌ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّكَ لَتَقُولُ قَوْلاً مَا كُنْتَ تَقُولُهُ فِيمَا مَضَى فَقَالَ: كَفَّارَةٌ لِمَا يَكُونُ فِي الْمَجْلِسِ ))

 طبعاً سبحانك هذه كلمة يقولها معظم الناس، ولكن هي في الحقيقة تنزيه وتمجيد وخضوع لله عز وجل، والذي أرجوه من أخوتنا الكرام هذه الكلمات التي هي ذكر لله عز وجل أحياناً تؤدى باللسان فقط، وأحياناً فرغت من معناها الدقيق، وأحياناً تغدو من عاداتنا فقد لا نعني ما نقول ولا بد من أن تجدد معاني هذه المصطلحات، يعني إذا قلت سبحان الله ينبغي أن تنزهه عن كل ما لا يليق به، وينبغي أن تمجده وأن تجول في كمالاته، ينبغي ثالثة أن تخضع له، فمن أحب الله وما خضع له ما عبده، من نزهه ولم يخضع له ما عبده، من مجده ولم يخضع له ما عبده، إذاً سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك.
 يروى أن الإمام الحسن البصري دخل عليه رجل قال يا إمام إني أشكو الفقر، فقال له: استغفر الله، قال يا إمام: إنني لا أنجب هذا إنسان آخر، قال له: استغفر الله، قال يا إمام: إني أخشى أن أصل إلى النار، قال استغفر الله، فرجل جالس قال له: عجبت لأمرك يا إمام أكلما دخل عليك رجل قلت له استغفر الله، قال له: ألم تقرأ قوله تعالى:

 

 

﴿ فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّاراً (10) يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَاراً (11) وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَاراً (12) مَا لَكُمْ لَا تَرْجُونَ لِلَّهِ وَقَاراً (13)﴾

 

 

( سورة نوح )

 كلام ربنا، فإذا الإنسان يشكو الفقر عليه أن يستغفر الله، إذا إنسان يشكو عدم الإنجاب عليه أن يستغفر الله، إذا إنسان يشكو قحط السماء عليه أن يستغفر الله.
أخوانا الكرام: يوجد نقطة مهمة جداً القرآن الكريم معجز، يوجد آية وآية ثانية المعنى الأول واضح والثاني واضح، لو جمعت الآيتين نشأ معنى ثالث من نظم الآيات مثلاً قال تعالى:

 

﴿فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مُتَقَلَّبَكُمْ وَمَثْوَاكُمْ (19)﴾

 

 

( سورة محمد )

 واضحة، بالمناسبة كلمة واعلم أنه لا إله إلا الله توجب أن العقيدة لا تقبل تقليداً أبداً لأننا إذا قبلنا من إنسان عقيدة تقليداً كل الفرق الضالة أصبحت على حق، سمعت شيئاً فصدقته، العقيدة لا تقبل إلا تحقيقاً لا تقليداً، لأن هذه العلم دين فلينظر أحدكم عمن يأخذ دينه.
الآية الثانية قال تعالى:

 

﴿فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مُتَقَلَّبَكُمْ وَمَثْوَاكُمْ (19)﴾

 

( سورة محمد )

 أين هو المعنى الثالث ؟ إن علمت أنه لا إله إلا الله أي أن الأمر كله بيد الله أي أن الله هو الذي يرفع وهو الذي يخفض، وهو الذي يعطي وهو الذي يمنع وهو الذي يعز وهو الذي يذل الأمر كله بيده، فإن كان في حياتك شيء مزعج لا تتهم الله في فعله واستغفر لذنبك.
الفعل فعله فإن جاءك من الله ما تكره فاستغفر لذنبك، أين العلاقة ؟ إن جاءك من الله ما تكره فاستغفر لذنبك، هذا الذي قاله النبي عليه الصلاة والسلام:

 

((عَنْ أَبِي ذَرٍّ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِيمَا رَوَى عَنِ اللَّهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى أَنَّهُ قَالَ: يَا عِبَادِي إِنِّي حَرَّمْتُ الظُّلْمَ عَلَى نَفْسِي وَجَعَلْتُهُ بَيْنَكُمْ مُحَرَّمًا فَلا تَظَالَمُوا يَا عِبَادِي كُلُّكُمْ ضَالٌّ إِلا مَنْ هَدَيْتُهُ فَاسْتَهْدُونِي أَهْدِكُمْ يَا عِبَادِي كُلُّكُمْ جَائِعٌ إِلا مَنْ أَطْعَمْتُهُ فَاسْتَطْعِمُونِي أُطْعِمْكُمْ يَا عِبَادِي كُلُّكُمْ عَارٍ إِلا مَنْ كَسَوْتُهُ فَاسْتَكْسُونِي أَكْسُكُمْ يَا عِبَادِي إِنَّكُمْ تُخْطِئُونَ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَأَنَا أَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا فَاسْتَغْفِرُونِي أَغْفِرْ لَكُمْ يَا عِبَادِي إِنَّكُمْ لَنْ تَبْلُغُوا ضَرِّي فَتَضُرُّونِي وَلَنْ تَبْلُغُوا نَفْعِي فَتَنْفَعُونِي يَا عِبَادِي لَوْ أَنَّ أَوَّلَكُمْ وَآخِرَكُمْ وَإِنْسَكُمْ وَجِنَّكُمْ كَانُوا عَلَى أَتْقَى قَلْبِ رَجُلٍ وَاحِدٍ مِنْكُمْ مَا زَادَ ذَلِكَ فِي مُلْكِي شَيْئًا يَا عِبَادِي لَوْ أَنَّ أَوَّلَكُمْ وَآخِرَكُمْ وَإِنْسَكُمْ وَجِنَّكُمْ كَانُوا عَلَى أَفْجَرِ قَلْبِ رَجُلٍ وَاحِدٍ مَا نَقَصَ ذَلِكَ مِنْ مُلْكِي شَيْئًا يَا عِبَادِي لَوْ أَنَّ أَوَّلَكُمْ وَآخِرَكُمْ وَإِنْسَكُمْ وَجِنَّكُمْ قَامُوا فِي صَعِيدٍ وَاحِدٍ فَسَأَلُونِي فَأَعْطَيْتُ كُلَّ إِنْسَانٍ مَسْأَلَتَهُ مَا نَقَصَ ذَلِكَ مِمَّا عِنْدِي إِلا كَمَا يَنْقُصُ الْمِخْيَطُ إِذَا أُدْخِلَ الْبَحْرَ يَا عِبَادِي إِنَّمَا هِيَ أَعْمَالُكُمْ أُحْصِيهَا لَكُمْ ثُمَّ أُوَفِّيكُمْ إِيَّاهَا فَمَنْ وَجَدَ خَيْرًا فَلْيَحْمَدِ اللَّهَ وَمَنْ وَجَدَ غَيْرَ ذَلِكَ فَلا يَلُومَنَّ إِلا نَفْسَهُ ))

 إذاً هذا معنى قول النبي عليه الصلاة والسلام سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك، لا إله إلا أنت الفعل فعلك وإن جاءك من الله شيء لا ترضاه أستغفرك وأتوب إليك.

 

 

(( فَقَالَ رَجُلٌ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّكَ لَتَقُولُ قَوْلاً مَا كُنْتَ تَقُولُهُ فِيمَا مَضَى فَقَالَ: كَفَّارَةٌ لِمَا يَكُونُ فِي الْمَجْلِسِ ))

رواه أبو داود.
 مرة ثانية جلست مجلس وأنت ناوي أن تذكر الله، أنت تريد أن تستقيم في هذا المجلس لكن دون أن تشعر زلت قدمك، من دون أن تشعر زل لسانك، تكلمت كلمة لا ترضي الله عز وجل، هذه ترمم بالاستغفار أما أن تفكر تفكير أني أنا أعرف مهما تكلمت في هذا المجلس أنهي حديثي بهذا القول والله سبحانه وتعالى يغفر لي قال هذا غير مقبول من أي إنسان.

 

 

(( عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ إِذَا جَلَسَ مَجْلِسًا أَوْ صَلَّى تَكَلَّمَ بِكَلِمَاتٍ فَسَأَلَتْهُ عَائِشَةُ عَنِ الْكَلِمَاتِ فَقَالَ إِنْ تَكَلَّمَ بِخَيْرٍ كَانَ طَابِعًا عَلَيْهِنَّ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَإِنْ تَكَلَّمَ بِغَيْرِ ذَلِكَ كَانَ كَفَّارَةً لَهُ سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتُوبُ إِلَيْكَ ))

 يوجد عندنا حالة جديدة، أي إنسان جلس مجلس ذكر الله فيه ما تكلم كلمة غير شرعية قال فإذا انتهى المجلس قل سبحانك الله وبحمدك لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك، إن لم تقل إلا خيراً هذا الكلام يؤكد ذكر هذا المجلس، وإذا فيه كلام غير مقبول أصبح هذا الكلام كفارة لهذا المجلس.

 

 

(( عن زبير بن مطعم رضي الله عنه قال: قال عليه الصلاة والسلام:
من قال سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك فقالها في مجلس ذكر كان كالطابع يطبع عليه تصديقاً، ومن قالها في مجلس لهو كانت كفارةً له))

 ولا تنسوا أن الله سبحانه وتعالى قال:

 

 

﴿الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ (2) وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ (3) وَالَّذِينَ هُمْ لِلزَّكَاةِ فَاعِلُونَ (4)﴾

 

( سورة المؤمنين )

 إن الله يحب معالي الأمور ويكره سفسافها ودنيها، أحياناً الإنسان يجلس مع مؤمن يستفيد، كلام يرقى به، الحديث عن الله عز وجل كما قلت البارحة في الدرس الماضي يجمع القلوب، الحديث عن رسول الله يطمئن القلوب، ألم يقل الله عز وجل:

 

﴿قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ (58)﴾

 

 

( سورة يونس )

 النبي عليه الصلاة والسلام كما قلت لكم من قبل خاطبه الله فقال:

 

﴿وَكُلّاً نَقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنْبَاءِ الرُّسُلِ مَا نُثَبِّتُ بِهِ فُؤَادَكَ وَجَاءَكَ فِي هَذِهِ الْحَقُّ وَمَوْعِظَةٌ وَذِكْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ (120)﴾

 

 

( سورة هود )

 النبي يزداد قلبه ثبوتاً إذا تليت عليه قصة نبي دونه، نحن الذين أتينا في آخر الزمان وحالنا كما ترون لو سمعنا قصة رسول الله.
أنت في أي مجلس إذا أردت التألق، إذا أردت تأليف القلوب، أن تتألق العيون، إن أردت أن تجتمع القلوب فاذكر الله عز وجل.
وقال عليه الصلاة والسلام في الحديث الخامس:

 

(( إذا جلس أحدكم في مجلس فلا يبرحن منه حتى يقول ثلاث مرات سبحانك اللهم وبحمدك لا إله إلا أنت اغفر لي وتب علي، فإن كان أتى خيراً كان كالطابع عليه وإن كان مجلس لهو كان كفارة لما كان في ذلك المجلس ))

 طبعاً الأحاديث كل حديث يضيف معنى فرعي، هنا ثلاث مرات الحديث الذي قبله يعني الإنسان يقول هذا النص ويقف عند معانيه الدقيقة والذي قبله كذلك، السادس:

 

 

(( وعن رافع بن خديج رضي الله عنه قال: كان عليه الصلاة والسلام إذا اجتمع إليه أصحابه قال سبحانك اللهم وبحمدك))

 النبي قال هذا الكلام ومجلسه مجلس علم وذكر، فمعنى هذا أننا إذا جلسنا مجلس وما تكلمنا إلا عن الله عز وجل وقلنا هذا القول هذا القول لا شائبة عليه ولا يعني أننا تكلمنا كلام غير صحيح، إن تكلمنا كلاماً صحيحاً كان هذا الدعاء كالطابع المؤيد وإلا كان كفارة له، يوجد زيادة هنا:

 

 

((أستغفرك اللهم وأتوب إليك عملت سوءً وظلمت نفسي فاغفر لي فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت، قال: قلنا يا رسول الله إن هذه كلمات أحدثتهن، قال: أجل جاءني جبريل فقال يا محمد هن كفارة المجلس ))

الآن من الأذكار المطلوبة في المجلس أن تكثر من ذكر لا إله إلا الله قال عليه الصلاة والسلام:

 

 

(( عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّهُ قَالَ: قِيلَ يَا رَسُولَ اللَّهِ مَنْ أَسْعَدُ النَّاسِ بِشَفَاعَتِكَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لَقَدْ ظَنَنْتُ يَا أَبَا هُرَيْرَةَ أَنْ لا يَسْأَلُنِي عَنْ هَذَا الْحَدِيثِ أَحَدٌ أَوَّلُ مِنْكَ لِمَا رَأَيْتُ مِنْ حِرْصِكَ عَلَى الْحَدِيثِ أَسْعَدُ النَّاسِ بِشَفَاعَتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ مَنْ قَالَ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ خَالِصًا مِنْ قَلْبِهِ أَوْ نَفْسِهِ ))

 الحقيقة مرةً قال عليه الصلاة والسلام:

 

 

(( من قال لا إله إلا الله بحقها دخل الجنة، قيل وما حقها ؟ قال: أن تحجزه عن محارم الله))

 يوجد سؤال قد يتبادر إلى الذهن، كل واحد من الأخوة الكرام، يعني معقول إنسان قال هذه الكلمة دخل الجنة، كلمة تقولها خلال ثواني لا من قال لا إله إلا الله دخل الجنة، أيعقل أن يدخل الجنة التي عرضها السماوات والأرض والتي هي أعظم عطاء على الإطلاق أن يكون ثمنها هذا القول ؟ الآن نحن نعطي شهادة عليا لم يقدم استدعاء ويطلب، الكلام في أول الدعوة الناس يعبدون الأصنام، الناس يأتون الفواحش الناس يرتكبون الموبقات، الناس يعبدون صنماً، يعبدون حجراً، فإذا قال أحدهم لا إله إلا الله يعني انتقل من الكفر إلى الإيمان، من الشرك إلى التوحيد، من الكبائر إلى الاستقامة، شيء خطير جداً.
 نحن الآن نقرأ هذا الحديث من قال لا إله إلا الله دخل الجنة، أن تقول كلمة بأربع ثواني تدخل الجنة، هذه الكلمة نقلت الناس في عهد النبي من الكفر إلى الإيمان، من الشرك إلى التوحيد، من المعصية إلى الطاعة، فإذا كان هناك نقلة نوعية من جهة إلى جهة، هذا يمكن أن تكون ثمن الجنة، أما الآن يوجد حديث آخر.

 

 

(( من قال لا إله إلا الله بحقها دخل الجنة، قيل وما حقها ؟ قال: أن تحجزه عن محارم الله ))

 في فترة من الفترات، الناس يعتقدون أن الشمس هي التي تدور حول الأرض، لأنهم يرون بأعينهم أن الشمس هي التي تشرق وتغيب، إذاً الأرض ثابتة والشمس متحركة، فالذي قال أن الشمس ثابتة والأرض تدور  حولها أعدم في العصور الوسطى، إذا أحدهم قال في جو من الجهل وجو من اعتقاد أن الأرض ليست كرة وأن الأرض مركز العالم إذا قال: الأرض كوكب من هذه الكواكب تدور حول الشمس، يعني هذا أحدث قنبلة.
أن تقول الحق في جو من الباطل نقلة نوعية، ولكن بعد أن استقر في أذهاننا أن الأرض كرة، وليست مركز العالم، تدور هي حول الشمس فأن تقول هذا الكلام لا يقدم ولا يؤخر، لابد من أن تفعل شيئاً.
لذلك أن تقول الآن لا إله إلا الله فقط هذه لا تفعل شيئاً إلا أن تحجزك عن محارم الله.

 

 

((من قال لا إله إلا الله بحقها دخل الجنة، قيل وما حقها ؟ قال: أن تحجزه عن محارم الله ))

 بالمناسبة أحكام الدين كله، أو عقائد الدين، العبادات الأوامر، النواهي كل هذه إن لم تنقلك إلى الطاعة لا جدوى منها، لا جدوى من هذه الكلمات التي تقال ولا من العبادات التي تؤدى إلا إذا نقلتك إلى الطاعة فلذلك حديث آخر يقول عليه الصلاة والسلام:

 

 

(( عَنْ عُبَادَةَ رَضِي اللَّهُ عَنْهُ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: مَنْ شَهِدَ أَنْ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ وَأَنَّ عِيسَى عَبْدُ اللَّهِ وَرَسُولُهُ وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِنْهُ وَالْجَنَّةُ حَقٌّ وَالنَّارُ حَقٌّ أَدْخَلَهُ اللَّهُ الْجَنَّةَ عَلَى مَا كَانَ مِنَ الْعَمَلِ قَالَ الْوَلِيدُ حَدَّثَنِي ابْنُ جَابِرٍ عَنْ عُمَيْرٍ عَنْ جُنَادَةَ وَزَادَ مِنْ أَبْوَابِ الْجَنَّةِ الثَّمَانِيَةِ أَيَّهَا شَاءَ ))

ما هو الجديد في هذا الحديث ؟ من شهد وليس من قال، يوجد آية قرآنية فاعلم أنه لا إله إلا الله، أما هنا من شهد أن لا إله إلا الله.
بالمناسبة أكثر الآيات التي يقول ألم يروا، معنى ألم يروا أن هذه آية واضحة لكل إنسان، تحت سمعك وبصرك، هنا من شهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأن محمد رسول الله إلا دخل الجنة.

 

 

(( عَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ أَنَّهُ قَالَ دَخَلْتُ عَلَيْهِ وَهُوَ فِي الْمَوْتِ فَبَكَيْتُ فَقَالَ مَهْلاً لِمَ تَبْكِي فَوَاللَّهِ لَئِنِ اسْتُشْهِدْتُ لأشْهَدَنَّ لَكَ وَلَئِنْ شُفِّعْتُ لأشْفَعَنَّ لَكَ وَلَئِنِ اسْتَطَعْتُ لأنْفَعَنَّكَ ثُمَّ قَالَ: وَاللَّهِ مَا مِنْ حَدِيثٍ سَمِعْتُهُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَكُمْ فِيهِ خَيْرٌ إِلا حَدَّثْتُكُمُوهُ إِلا حَدِيثًا وَاحِدًا وَسَوْفَ أُحَدِّثُكُمُوهُ الْيَوْمَ وَقَدْ أُحِيطَ بِنَفْسِي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ ك مَنْ شَهِدَ أَنْ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ النَّارَ ))

 طبعاً إذا شهد أنه لا إله إلا الله فسيطيع الله، وإذا أطاع الله عز وجل حرم عليه النار.
 تذكرون مرةً أن النبي عليه الصلاة والسلام كان معاذ رديفه فقال: يا معاذ ما حق الله على عباده ؟ قال: الله ورسوله أعلم، قال: يا معاذ ما حق الله على عباده مرة ثانية، قال: الله ورسوله أعلم، قال ثالثةً: يا معاذ ما حق الله على عباده، قال: الله ورسوله أعلم، قال حق الله على عباده أن يعبدوه ولا يشركوا به شيئاً، جيد بعد حين أعاد عليه السؤال، قال يا معاذ: ما حق العباد على الله إذا هم عبدوه، قال: الله ورسوله أعلم، سأله ثانيةً ما حق العباد على الله إذا هم عبدوه، قال: الله ورسوله أعلم، في الثالثة قال: حق العباد على الله إذا هم عبدوه أن لا يعذبهم.
هذا كلام النبي في الحديث الصحيح، يعني أنت إذا عبدت الله أنشأ الله لك حق عليه ألا يعذبك يدعم هذا المعنى أن الله عز وجل قال:

 

 

﴿وَقَالَتِ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى نَحْنُ أَبْنَاءُ اللَّهِ وَأَحِبَّاؤُهُ قُلْ فَلِمَ يُعَذِّبُكُمْ بِذُنُوبِكُمْ بَلْ أَنْتُمْ بَشَرٌ مِمَّنْ خَلَقَ يَغْفِرُ لِمَنْ يَشَاءُ وَيُعَذِّبُ مَنْ يَشَاءُ وَلِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَإِلَيْهِ الْمَصِيرُ (18)﴾

 

( سورة المائدة )

 استنبط الإمام الشافعي أن الله لا يعذب أحبابه، لأنه رفض ادعاءهم أنهم أحباءه، لو قبل ادعاءهم أنهم أحبابه لما عذبهم، هنا الحديث:

 

(( عَنْ قَتَادَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَمُعاذٌ رَدِيفُهُ عَلَى الرَّحْلِ قَالَ: يَا مُعَاذَ بْنَ جَبَلٍ، قَالَ: لَبَّيْكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ وَسَعْدَيْكَ، قَالَ: يَا مُعَاذُ، قَالَ: لَبَّيْكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ وَسَعْدَيْكَ ثَلاثًا قَالَ: مَا مِنْ أَحَدٍ يَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ صِدْقًا مِنْ قَلْبِهِ إِلا حَرَّمَهُ اللَّهُ عَلَى النَّارِ، قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَفَلا أُخْبِرُ بِهِ النَّاسَ فَيَسْتَبْشِرُوا، قَالَ: إِذًا يَتَّكِلُوا وَأَخْبَرَ بِهَا مُعَاذٌ عِنْدَ مَوْتِهِ تَأَثُّمًا ))

 هذه كلمة لا إله إلا الله كلمة التوحيد، والإيمان بالخالق شيء والإيمان بالتوحيد شيء آخر أنت إذا وحدت الله عز وجل يعني أنك استقمت على أمره، لأنك إذا آمنت أن الأمر كله بيد الله وأنه لا معطي ولا مانع، ولا رافع ولا خافض، وجدت أنه لابد من طاعته وأن طاعته، هي الخير كله.
الرواية الخامسة، قال عليه الصلاة والسلام:

 

 

(( قال عليه الصلاة والسلام: من قال لا إله إلا الله مخلصاً دخل الجنة قيل وما إخلاصها ؟ قال: أن تحجزه عن محارم الله ))

 دققوا أول مرة من قال لا إله إلا الله فقط دخل الجنة، يعني حينما قالها ترك الشرك والكفر إلى الإيمان هذه نقلة نوعية، الحديث الثاني من شهد أنه لا إله إلا الله، الثالث من قال لا إله إلا الله مخلصاً.
شيء آخر وهذه بشارة:

 

 

(( من قال لا إله إلا الله نفعته يوماً من دهره يصيبه قبل ذلك ما أصابه))

 يعني يخرج من النار من كان في قلبه مثقال ذرة من إيمان، نخلص من هذه الأحاديث أنك في بحبوحتين، بحبوحة طاعة الله، وبحبوحة الاستغفار، قال تعالى:

 

 

﴿وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ وَمَا كَانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ (33)﴾

 

 

( سورة الأنفال )

 الاستغفار لا تستحل به المعاصي، أما إن فعلت ذنباً عن غير قصد وعن غير إرادة ثم أتبعته باستغفار هذا الاستغفار يمحو عنك ذلك الذنب هذا المعنى، وضربت على ذلك أمثلة كثيرة في موضوع الحج، والشيء الثاني أن الله برحمته بنا جعل البدائل، تطيعه فإن زلت قدمك تستغفره لأنه يحبنا، يحب أن يرحمنا، يريد أن يسعدنا يوجد بديل دائماً كما أن الطائرة لحرص صانعها على سلامة الركاب يوجد بديل ثالث، أول ترتيب ونظام لإنزال العجلات، البديل الثاني نظام مشابه، الثالث نظام يدوي لإنزال العجلات.
يوجد أشخاص لجهلهم يقع في ذنب حجب عن الله، انتهى، ماذا تفعل استغفر توب، الله عز وجل صمم وضع منهج ووضع بدائل.
الإنسان في البيت يكون عنده صيدلية، الأصل أن يكون معافى سليم ولكن إذا صار شيء يوجد دواء معقم، دواء منشط، ملين، مميع للدم يوجد بدائل، فهذا الاستغفار والتوبة هي البدائل التي تحل محل الخطأ حين وجوده، أرجو الله سبحانه وتعالى أن ينفعنا بما علمنا وأن يلهمنا الخير

 

إخفاء الصور