وضع داكن
29-03-2024
Logo
رياض الصالحين - الدرس : 086 - باب فضل الحب في الله والحث عليه -4- ما الذي فقده المسلمون في هذا العصر؟ وما هي المرتبة الراقية التي ينبغي على المسلم أن يهفو وراءها؟ وما أدلة السنة في إعلام الرج
   
 
 
 بسـم اللـه الرحمـن الرحيـم  
 

 الحمد لله رب العالمين, والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين, اللهم لا علم لنا إلا ما علمتنا إنك أنت العليم الحكيم, اللهم علمنا ما ينفعنا, وانفعنا بما علمتنا, وزدنا علماً .

هذا هو الفرق الجوهري بين المسلمين الأوائل وبين المسلمين في هذا العصر

 لا زلنا في فضل الحب في الله والحث عليه .
 أيها الأخوة، كل مظاهر الدين موجودة بشكل صارخ، مظاهر الدين؛ مساجد، وزخارف، ومكتبات، وأشرطة، ومؤتمرات، وألقاب علمية، ومؤلفات، كل شيء فيه إعلان عن الدين صارخ، ولكن ينقصنا الحب، ليس هناك محبة بين المسلمين، عدم الحب بينهم أضعفهم جميعاً، قال تعالى:

﴿وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ﴾

[سورة الأنفال الآية: 46]

 أصحاب النبي رضوان الله عنهم أحبوا الله حباً حقيقياً، وحباً صادقاً، وحباً خالصاً، من نتائج هذا الحب: أنهم أحبوا رسول الله صلى الله عليه وسلم، وفدوه بأرواحهم .
 قال له أحدهم:

((امض يا رسول فنحن معك، ما تخلف منا رجل واحد، صِلْ حبال من شئت، واقطع حبال من شئت، وسالمْ من شئت، وعادِ من شئت، وخذ من أموالنا ما شئت، ودع ما شئت، فو الذي بعثك بالحق, للذي تأخذه منا أحب إلينا من الذي تدعه، لو خضت بنا هذا البحر لخضناه معك، فسِر على بركة الله))

 أحبوا الله، فأحبوا رسوله، أحبوا رسوله، فأحبوا المؤمنين .
 وفي الحديث: عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ:

((قَدِمَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ الْمَدِينَةَ، فَآخَى النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ سَعْدِ بْنِ الرَّبِيعِ الْأَنْصَارِيِّ، فَعَرَضَ عَلَيْهِ أَنْ يُنَاصِفَهُ أَهْلَهُ وَمَالَهُ، فَقَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ: بَارَكَ اللَّهُ لَكَ فِي أَهْلِكَ وَمَالِكَ، دُلَّنِي عَلَى السُّوقِ))

 ينقصنا الحب، أن نحب الله حباً حقيقياً، فنحب رسول الله حباً حقيقياً، فنطيعه، قال تعالى:

﴿إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ﴾

[سورة آل عمران الآية:31]

 وأن نحب المؤمنين، وأن نحب بعضنا بعضاً، والحب في الله من أرقى مراتب الإيمان.

إليكم شرح مفردات الحديث :

 عَنْ أَبِي إِدْرِيسَ الْخَوْلَانِيِّ قَالَ:

((دَخَلْتُ مَسْجِدَ دِمَشْقِِ, فَإِذَا ِفَتًى بَرَّاقِ الثَّنَايَا، والنَّاسُ حَوْلَهُ، فإِذَا اخْتَلَفُوا فِي شَيْءٍ أَسْنَدُوهُ إِلَيْهِ، وَصَدَرُوا عَنْ رَأْيِهِ، فَسَأَلْتُ عَنْهُ, فَقِيلَ: هَذَا مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ، فَلَمَّا كَانَ الْغَدُ هَجَّرْتُ إليه, فَوَجَدْتُه قَدْ سَبَقَنِي بِالْتهَجِيرِ، وَوَجَدْتُهُ يُصَلِّي، فَانْتَظَرْتُهُ حَتَّى قَضَى صَلَاتَهُ, ثم جِئْتُهُ مِنْ قِبَلِ وَجْهِهِ، فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ، ثم قلت: وَاللَّهِ إِنِّي لَأُحِبُّكَ في الله، فَقَالَ: آاللَّهِ؟ فَقُلْتُ: آاللَّهِ، فَقَالَ: آاللَّهِ؟ فَقُلْتُ: آاللَّهِ، فَأَخَذَ بِحُبْوَةِ رِدَائِي فَجَبَذَنِي إِلَيْهِ، وَقَالَ: أَبْشِرْ، فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: قَالَ اللَّهُ تبارك وتعالى: وَجَبَتْ مَحَبَّتِي لِلْمُتَحَابِّينَ فِيَّ, وَالْمُتَجَالِسِينَ فِيَّ, وَالْمُتَزَاوِرِينَ فِيَّ, وَالْمُتَبَاذِلِينَ فِيَّ))

[أخرجه مالك في الموطأ]

 بَرَّاقِ الثَّنَايَا: فيه تألق ونور، تألق إيمان، كل إنسان جميل الصورة يبدو متألقاً، لكن المؤمن تألقه تألق رحماني، تألق نوراني، والوجه الحسن لو كان رجلاً, لكان رجلاً صالحاً.
 وكان عليه الصلاة والسلام إذا نظر إلى المرآة يقول:

((اللهم كما حسنت خلقي فحسّن خُلقي))

 جمال الوجه مع قبح النفوس كقنديل على قبر المجوس
 هناك إنسان جميل الصورة، ولكن فعله ليس جميلاً .
 قَالَ:

((دَخَلْتُ مَسْجِدَ دِمَشْقِ الشَّامِ, فَإِذَا فتى بَرَّاقِ الثَّنَايَا، والنَّاسُ حَوْلَهُ .

 -وبالمناسبة: إذا أخلص العبد لله عز وجل, ألقى محبته في قلوب الخلق، وهذا معنى قوله تعالى:

﴿وَأَلْقَيْتُ عَلَيْكَ مَحَبَّةً مِنِّي﴾

[سورة طه الآية: 39]

 وما أخلص عبد لله, إلا جعل قلوب المؤمنين, تهفو إليه بالمودة والرحمة، وإذا ضعف إخلاص العبد، أو عصى الله في خلوته, ألقى الله بغضه في قلوب الخلق دون أن يدري، ولو كان ذكياً، لو ظهر بأرقى مظهر, يلقي الله في قلوب الخلق بغضه- .

فإِذَا اخْتَلَفُوا فِي شَيْءٍ أَسْنَدُوهُ إِلَيْهِ، وَصَدَرُوا عَنْ رَأْيِهِ، فَسَأَلْتُ عَنْهُ, فَقِيلَ: هَذَا مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ، فَلَمَّا كَانَ الْغَدُ هَجَّرْتُ إليه, فَوَجَدْتُه قَدْ سَبَقَنِي بِالْتهَجِيرِ، وَوَجَدْتُهُ يُصَلِّي، فَانْتَظَرْتُهُ حَتَّى قَضَى صَلَاتَهُ, ثم جِئْتُهُ مِنْ قِبَلِ وَجْهِهِ، فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ، ثم قلت: وَاللَّهِ إِنِّي لَأُحِبُّكَ في الله، فَقَالَ: آاللَّهِ؟ فَقُلْتُ: آاللَّهِ، فَقَالَ: آاللَّهِ؟ فَقُلْتُ: آاللَّهِ، فَأَخَذَ بِحُبْوَةِ رِدَائِي فَجَبَذَنِي إِلَيْهِ، وَقَالَ: أَبْشِرْ، فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: قَالَ اللَّهُ تبارك وتعالى: وَجَبَتْ مَحَبَّتِي لِلْمُتَحَابِّينَ فِيَّ, وَالْمُتَجَالِسِينَ فِيَّ, وَالْمُتَزَاوِرِينَ فِيَّ, وَالْمُتَبَاذِلِينَ فِيَّ))

[أخرجه مالك في الموطأ]

هذه أرقى وأعلى مرتبة في الأرض :

 أيها الأخوة, ما رأيت في الأرض مرتبة أرقى من هذه المرتبة، أن يحبك الله ورسوله ، وقد تبلغ أعلى مرتبة في العالم، أعلى مرتبة مالية، أو أعلى مرتبة إدارية، أو أعلى مرتبة علمية، ولا يحبك الله عز وجل، والدليل: أن الله أعطى الملك لمن يحب، ولمن لا يحب، أعطاه لمن يحب: سيدنا سليمان، وأعطاه لمن لا يحب: فرعون، أعطى المال لمن يحب، أعطاه لسيدنا عبد الرحمن بن عوف، وسيدنا عثمان بن عثمان، أعطاه لمن لا يحب: لقارون، ولكن العلم والحكمة لا يعطيهما إلا لمن يحب، قال تعالى:

﴿وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَاسْتَوَى آتَيْنَاهُ حُكْماً وَعِلْماً﴾

[سورة القصص الآية: 14]

هذا هو الفرق بين الأنبياء والأقوياء :

 أيها الأخوة, والناس أتباع لقوي أو أتباع لنبي، فالنبي ملك القلوب بكماله، والقوي ملك الرقاب بقوته، إذا كان سلاحك الكمال فأنت من أتباع الأنبياء، إذا كان سلاحك القدرة على الأذى فأنت من أتباع الأقوياء، وشتّان بين الأنبياء والأقوياء، القوي يملك الرقاب بقوته .
 ما الحكمة في أن النبي صلى الله عليه وسلم كان ضعيفاً مستضعفاً؟ بإمكانك أن تتهمه بأيّ اتهام، وتنام في بيتك آمناً مطمئناً .
 لو أنه كان قويًّا، وأمرَ الناس بالإيمان, لآمنوا جميعاً خوفاً منه، هل هذا هو الإيمان الذي يرضاه الله عزوجل؟ الأقوياء أيّ شيء يطلبونه من الناس ينفذونه، يخافون، أما الأنبياء الناس يفدونهم بأرواحهم طواعية من دون خوف، فلذلك: القوي سلاحه قوته، النبي سلاحه كماله، وأيّ إنسان؛ إما أنه تابع لقوي أو تابع لنبي .

هذا هو الفرق بين محبة أهل الإيمان وبين محبة أهل الدنيا :

((فَسَأَلْتُ عَنْهُ, فَقِيلَ: هَذَا مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ، فَلَمَّا كَانَ الْغَدُ هَجَّرْتُ إليه, فَوَجَدْتُه قَدْ سَبَقَنِي بِالْتهَجِيرِ، وَوَجَدْتُهُ يُصَلِّي، فَانْتَظَرْتُهُ حَتَّى قَضَى صَلَاتَهُ, ثم جِئْتُهُ مِنْ قِبَلِ وَجْهِهِ، فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ، ثم قلت: وَاللَّهِ إِنِّي لَأُحِبُّكَ في الله، فَقَالَ: آاللَّهِ؟ فَقُلْتُ: آاللَّهِ، فَقَالَ: آاللَّهِ؟ فَقُلْتُ: آاللَّهِ، فَأَخَذَ بِحُبْوَةِ رِدَائِي فَجَبَذَنِي إِلَيْهِ، وَقَالَ: أَبْشِرْ، فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: قَالَ اللَّهُ تبارك وتعالى: وَجَبَتْ مَحَبَّتِي لِلْمُتَحَابِّينَ فِيَّ, وَالْمُتَجَالِسِينَ فِيَّ, وَالْمُتَزَاوِرِينَ فِيَّ, وَالْمُتَبَاذِلِينَ فِيَّ))

[أخرجه مالك في الموطأ]

 إذا كنت تحب المؤمنين, فهذه نعمة كبيرة جداً، وإن كنت تحب أهل الدنيا, فهذه مصيبة كبيرة، لأن أهل الدنيا لن تصل من خلالهم إلى شيء، ولكنك تعظمهم فقط، اجلس معهم، حديثهم عن فلان، ربح في صفقة ثلاثة ملايين، مكتبه كلّفه خمسمئة ألف، سيارته لونها كذا، وسعرها كذا، أنت ماذا وصلك؟ أنت فقير، ليس عندك شيء، تكلم عن الله، اجلس مع الناس، حديثهم عن الأغنياء والأقوياء فقط، أما المؤمن فحديثه عن الله عز وجل، هؤلاء أكابر المجتمع المتبوعين، قال تعالى:

﴿وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطاً﴾

[سورة الكهف الآية: 28]

أعلم من تحب أنه من السنة :

 عَنْ الْمِقْدَامِ بْنِ مَعْدِي كَرِبَ، أن رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:

((إِذَا أَحَبَّ الرَّجُلُ أَخَاهُ فَلْيُخْبِرْهُ أَنَّهُ يُحِبُّهُ))

[أخرجه أبو داود والترمذي في سننهما]

 هناك أشخاص مشاعرهم في قلوبهم، لا يتكلم كلمة لطيفة، قد يحب زيداً أو عبيداً، ولكنه لا يتكلم ولا كلمة، هذا مخالف للسنة، إن كنت تحبه فأعلمه بذلك .
 قل له:

((والله إني لأحبك لله))

 هذا التعبير عن الحب يمتن العلاقة، وعدم التعبير عن الحب يضعضع العلاقة .
 قَالَ:

((إِذَا أَحَبَّ الرَّجُلُ أَخَاهُ فَلْيُخْبِرْهُ أَنَّهُ يُحِبُّهُ))

[أخرجه أبو داود والترمذي في سننهما]

دليلان من السنة على إعلام الرجل ممن أحبه :

 عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ:

((أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَخَذَ بِيَدِهِ, وَقَالَ: يَا مُعَاذُ، وَاللَّهِ إِنِّي لَأُحِبُّكَ، فَقَالَ: أُوصِيكَ يَا مُعَاذُ: لَا تَدَعَنَّ فِي كُلِّ صَلَاةٍ أن تَقُولُ: اللَّهُمَّ أَعِنِّي عَلَى ذِكْرِكَ، وَشُكْرِكَ، وَحُسْنِ عِبَادَتِكَ))

[أخرجه أبو داود والنسائي في سننهما]

 عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ:

((أَنَّ رَجُلًا كَانَ عِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ, فَمَرَّ رَجُلٌ به فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنِّي لَأُحِبُّ هَذَا، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أأَعْلَمْتَهُ؟ قَالَ: لَا، قَالَ: أَعْلِمْهُ، فَلَحِقَهُ، فَقَالَ: أَحَبَّكَ الله الَّذِي أَحْبَبْتَنِي لَهُ))

[أخرجه أبو داود في سننه]

تعليق لطيف :

 أخواننا الكرام، هنا تعليق: ألف تصرف ذكي وحكيم يشدّ إنساناً إليك، وتصرف أحمق واحد يبعده عنك، فالبناء صعب، تجد بناء من ثلاث عشرة سنة، حفروا الأساس، وكل شهرين أو ثلاثة يبنون طابقاً .
 وكنت في أبو ظبي, البناء يُهدَم في خمس دقائق، هناك الآن قنابل تفجّره من داخله، وينزل إلى الداخل، بناء طويل عريض، ثلاثة عشر طابقاً، في خمس دقائق في الأرض، أما إعمار بناء فيأخذ عشر سنوات، التخريب سهل، أما البناء فصعب، فتصرف أحمق واحد يبعد الناس عنك، ألف تصرف ذكي وحكيم يشدهم إليك، فإذا تعب الإنسان مع إنسان لا يبطل عمله؛ بكلمة نابية، أو بحركة طائشة، أو بنظرة قاسية، لا .

هذا ما أمر به النبي, وهذا ما نهى عنه :

 شيء آخر، النبي صلى الله عليه وسلم ما ترك شيئاً, يمتّن العلاقات بين المؤمنين, إلا أمرنا به؛ أمر بإلقاء السلام، أمر بعيادة المريض، أمر بتشييع الجنازة، أمر بالإحسان إلى الجار، أمر بتلبية الدعوة .
 وفي الحديث: عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ قَالَ:

((قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مَنْ دُعِيَ فَلَمْ يُجِبْ فَقَدْ عَصَى اللَّهَ وَرَسُولَهُ))

[أخرجه أبو داود في سننه]

 أمر بأشياء كثيرة، ونهى عن كل شيء, يضعف العلاقة بين المؤمنين، نهى عن الغيبة والنميمة, والاستهزاء, والكبر, والسخرية, والغمز, واللمز، كل شيء يبعد نهى عنه، كل شيء يقرب أمر به، هذا منهج الإسلام، منهج واضح متكامل .

هذا ما يحتاجه المسلمون اليوم :

 فيا أيها الأخوة، عود على بدء: كل مظاهر الإسلام عندنا صارخة، دخلت في مسجد في دار البيضاء، كلّف ألف مليون دولار، مئذنته ارتفاعها مئتا متر، أعلى مئذنة في العالم، مئذنته جامعة بكل معاني هذه الكلمة، مربعة تقريباً, خمسون متراً في خمسين، ومئتا متر إلى فوق، هذه المئذنة، وأنت في الصحن ترى البحر، وأنت في الحرم ترى البحر، والذي أمر بإنشائه, استوحى هذه الفكرة, من قوله تعالى:

﴿وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ﴾

[سورة هود الآية: 7]

 بناء فخم جداً، المظاهر الإسلامية صارخة، مكتبات ضخمة، مؤتمرات، شهادات، ألقاب علمية، أشرطة، كل شيء موجود .
 نحن بحاجة إلى الحب الذي كان بين الصحابة، الحب يجعل المسلمين كتلة واحدة قوية ، أما البغضاء, والحسد، والنميمة، والغيبة، والطعن، والغمز، واللمز, هذه تضعف وحدة المسلمين .

الاستماع للدرس

00:00/00:00

تحميل النص

إخفاء الصور