وضع داكن
29-03-2024
Logo
أحاديث متفرقة - الدرس : 081 - قضاء حوائج المسلمين.
   
 
 
 بسـم اللـه الرحمـن الرحيـم  
 

 الحمد لله رب العالمين، و الصلاة و السلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين، اللهم لا علم لنا إلا ما علمتنا إنك أنت العليم الحكيم، اللهم علمنا ما ينفعنا، وانفعنا بما علمتنا، وزدنا علماً، وأرنا الحق حقاً وارزقنا اتباعه، و أرنا الباطل باطلاً و ارزقنا اجتنابه، واجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه، وأدخلنا برحمتك في عبادك الصالحين.
 أيها الأخوة المؤمنون: عقد الإمام النووي رحمه الله تعالى في كتابه رياض الصالحين من كلام سيد المرسلين عليه أتم الصلاة والتسليم باباً سماه باب قضاء حوائج المسلمين، فالله عز وجل يقول:
﴿وَافْعَلُوا الْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (77)﴾
(سورة الحج)
 الفلاح مربوط بهذه الآية بفعل الخير، الإنسان حينما يأتي إلى بلد في ذهنه شيء يجب أن يحقق، إن جاء تاجر في ذهنه أن يعقد صفقة رابحة، إذا جاء طالب علم في ذهنه أن يعود بشهادة، إذا جاء سائح في ذهنه أن يزور الأماكن الجميلة، فالإنسان حينما يتحرك في ذهنه شيء الله عز وجل جعل الفلاح جبلّة الإنسان، حب الفلاح حب التفوق والنجاح، لا يوجد شعور أجمل ينتاب النفس كالشعور بالإنجاز بالنجاح والفلاح والتفوق، فربنا عز وجل يبين لنا في هذه الآية أن الفلاح بفعل الخير بسبب بسيط، هو أن الزمن يمضي، فالذي استهلك الزمن استهلاك رخيص وأنفقه إنفاق رخيص، أكل ونام وشرب وارتاح وعمل نزهات واستمتع، الاستمتاع ليس له مردود مستقبلي أبداً.
 في نقطة دقيقة: الله عز وجل قال:
﴿وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا لَاعِبِينَ (38)﴾
(سورة الدخان)
﴿وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاءَ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا بَاطِلاً﴾
(سورة ص)
﴿مَا خَلَقَ اللَّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا إِلَّا بِالْحَقِّ﴾
(سورة الروم)
 فالعلماء قالوا: الحق لابس خلق السماوات والأرض، أنا ممكن أن أعرف الحق تعريف إيجابي، وممكن أن أعرفه تعريف سلبي، الله عز وجل قال:
﴿مَا خَلَقَ اللَّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا إِلَّا بِالْحَقِّ﴾
 هذه الباء باء الملابسة، فالحق لابس خلق السماوات والأرض، تعريف هذا الحق من نفي الباطل، ماخلقناهما باطلاً، وماخلقناهما لاعبين، فالحق نقيض اللعب ونقيض الباطل، الباطل الشيء الزائل، واللعب الشيء العابث، كلمة حق تعني لاعبث ولالعب، ولازوال، الإنسان خلق ليبقى، يتوهموا الناس أن فلان مات، فلان ذاق الموت، الإنسان باق إلى الأبد وقالوا:
﴿وَنَادَوْا يَا مَالِكُ لِيَقْضِ عَلَيْنَا رَبُّكَ قَالَ إِنَّكُمْ مَاكِثُونَ (77)﴾
(سورة الزخرف)
 هذا الأبد المخيف المسعد أو المخيف مرتبط بهذه السنوات المحدودة، الأبد الذي لانهاية له مرتبط بهذه السنوات التي نمضيها على وجه الأرض
 والله أيها الأخوة: لو شعرنا بخطورة الوقت لما أمكن أن ننام من شدة خطورته ! كل كيانك بضع سنوات، الإنسان بضع سنوات وبضع أيام، كلما انقضى يوم انقضى بضع منه، فالفلاح أن تفعل في هذا الوقت الزائل ما ينفعك بعد مضي الوقت، العام الدراسي وقت ممكن أن يستهلك باللعب والنوم وتناول الطعام والنزهات، لكن هذا الاستهلاك ليس له مردود مستقبلي، أما لو درس الطالب في هذا الوقت الذي سيمضي ينفعه هذا العمل بعد مضي العام، ينتهي العام الدراسي ناجح إلى أن ينال أعلى شهادة، يحقق أعلى أهدافه فيها.
فلذلك كلمة:
﴿وَافْعَلُوا الْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (77)﴾
 فلاح الإنسان بفعل الخير، طبعاً فعل الخير كلمة، لكن هو واسع جداً، في بيتك فعل خير ضمن عملك ضمن حركتك، أي حركة تتحركها فيها فعل خير، هذا الإحسان أساساً، المؤمن كيفما تحرك عنده عبث، وقت يمضي هكذا بلامعنى مستحيل، هذا يتناقض مع سر وجوده في الحياة.
إذا الإنسان قرأ القرآن يتبّع كلمة يفلحون.
﴿الم (1) ذَلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ (2) الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ (3) وَالَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ وَبِالْآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ (4) أُولَئِكَ عَلَى هُدًى مِنْ رَبِّهِمْ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (5)﴾
(سورة البقرة)
 هذا الفلاح، لو شققت صدور الناس الفلاح عند الناس المال، أن تكون ذا منصب رفيع، أن يكون لك بيت جميل، مركبة فارهة، زوجة جميلة، مكانة علية، هذا الفلاح عند الناس، أما عند الله العمل الصالح،لأن هذا العمل الصالح زادك في الآخرة.
 العمل الصالح هو الذي تسعد به ولكن متى تفعل هذا العمل الصالح ؟ لابد من أن يسبق العمل الصالح إيمان بالله، ولابد من أن يسبق الإيمان بالله تفكر في خلقه، ولابد من أن يسبق العمل الصالح الاستقامة على أمر الله، تريد أن تفكر تؤمن تستقيم، الآن جاء العمل الصالح في مكانه الصحيح، أما عمل صالح من دون إيمان للدنيا رياء، عمل صالح من دون استقامة لا يعينك أن تتصل بالله عز وجل، المعاصي حجاب، العمل الصالح يرفعك إلى الله، ولكن الذي يحول بينك وبين أن ترتفع هو ما يرافق العمل الصالح من مخالفات، لذلك ورد في الأثر ركعتان من روع خير من ألف ركعة من مخلط.
 إخواننا الكرام: كلام فيه مصارحة، اسأل نفسك كل يوم ماذا قدمت للمسلمين، لو سألك الله عز وجل يا عبدي أرسلتك إلى الدنيا وعمرت عماً مديداً ماذا فعلت من أجلي ؟ الآن طرح عليك السؤال: ماذا فعلت من أجلي ؟ ماذا قدمت ؟ قد تجيب مليون عمل فعلته من أجل ذاتك لك لمصلحتك لدخلك لبيتك لأولادك لراحتك، ماذا فعلت من أجل الله ؟ أي وقت أمضيته في سبيل الله؟ أي مال أنفقته في سبيل الله ؟ أي خبرة قدمتها في سبيل الله
 والله أيها الأخوة: لو يعلموا الناس ما في العمل الصالح من سعادة في الآخرة، النبي الكريم مرّ مع أصحابه على قبر، قال كلمة: قال صاحب هذا القبر إلى ركعتين مما تحقرون من تنفلكم خير له من كل دنياه.
 لو أننا سنفصّل، يوجد شركات أدوية أربعة آلاف مليون دولار فائضها النقدي آخر العام ! أربع مليارات زيادة عن توظيفها، يوجد شركات عملاقة ميزانياتها أقوى من ميزانيات دول، لو أنك تملك هذه الشركة وجاء ملك الموت أنت في خسارة ! يسمع الإنسان أحياناً أخبار أن ملك الحديد بأميركا مات بزورق مع مومس مثلاً، شخص كبير مليونير يموت ميتة تافهة حقيرة وهو في حالة انسياق لشهوة دنيئة، هذه الحياة، الموت قطع ينهي كل شيء، ينهي غنى الغني وفقر الفقير، وقوة القوي وضعف الضعيف، وسبحان من قهر عباده بالموت، كلنا سوف نموت، هذا الموت أكبر واعظ وملقن.
 سيدنا عمر بن عبد العزيز طلب من أحد علماء عصره أن يكون معه دائماً، قال له: إذا رأيتني ضللت فأمسكني من تلابيبي، وهزني هزاً شديداً وقل لي: اتقي الله ياعمر فإنك ستموت.
 بطولتك أيها الأخ أمام كل موقف تقفه وأمام كل عمل تعمله وأمام كل عطاء تعطيه وأمام كل منع تمنعه، لو أن الله سألك لماذا فعلت هذا ؟ ما الجواب الذي عندك ؟ يجب أن تهيئ جواب لله عز وجل.
 ذات مرة أخ من إخواننا لا يوجد اتصال شديد بيننا يعمل في التموين موظف كبير، قال لي: انصحني أستاذ، أنا أحببت أن أداعبه فقلت له: اكتب ضبط كما تشاء ! وضع الناس بعدرا، نظر إلي وتعجب قال لي: هكذا تقول ؟ قلت له: نعم هذا ما أقوله لك، لكن إذا كنت بطل تهيئ لله جواب عن كل ضبط وليس لعبد الله ! أنت هل معك جواب لكل شيء تفعله ؟ لكل عمل لماذا غضبت ؟ لماذا أعطيت ؟ لماذا منعت ؟ لماذا طلقت ؟ لماذا رفعت السعر ؟ يوجد سؤال وأجب عنه لماذا كذبت ؟ أحياناً الإنسان يكذب لمصلحته.
 فأيها الأخوة: أفضل أنواع الإيمان أن تشعر أن الله معك دائماً يراقبك على الكلمة والحرف على الحركة على السكنة، هذا حال المراقبة ينتج عنه حالة استقامة.
 لذلك الله عز وجل قال:
﴿وَافْعَلُوا الْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (77)﴾
 الدنيا كلها تتركها بثانية، القصص لا تنتهي عن الأغنياء، كنت مرة بحلب أطلعوني على قصر بحي الشبهاء فعلاً شيء بعام الأربعة والسبعين، القصة من خمس وعشرية سنة تقريباً، وصفوه لي أنه يوجد فيه رخام بخمس ملايين بقدر خمسمائة مليون اليوم ‍‍! قصر صاحب القصر عمره اثنان وأربعين سنة، وضع في قبر أكثر من قامته، فالحفار اضطر أن يدفعه من صدره حتى أصبح رأسه..
 والله مرة لي صديق والده رجل من صناعي كبير في البلد، له بيت من أقدم بناء في المالكي، أنا دخلت للبيت، البيت تحفة أربعمائة متر وصالونات، وقسم شرقي وقسم حديث كل مافي العالم من رفاه في البيت، جاءت مرة على بلدنا سبعة أيام مطيرة متلاحقة وضفات بردى، أصبح هناك إشكاليات كبيرة في المرجة في هذه الأيام توفي، فتح القبر فيه ماء سوداء دخلت له سياق، سألوا ابنه فقال: ضعوه ماذا سنفعل ؟ مدير معمله يحضر عندنا قال لي: أنا جمعة لم أستطع تناول الطعام، أين وضعوا معلمي، كان يحضر حرامات في الشتاء بالبريد من فرنسا مُهير خفيف، يعيش حياة تفوق حد الخيال، قبر فيه مياه سوداء وضع، هذا المصير القبر يحل كل مشكلة، الموت ما ذكر في ضيق إلا وسعه، ولا سعة إلا ضيقها !
 إخواننا الكرام يجب ان يكون العمل الصالح هدف واضح من أهدافنا، كل يوم بيومه، ماذا فعلت اليوم من أجل الله وحده ؟ لا تريد ثناء ولا مدح ولا شكر ولا قطعة رخام على المئذنة توضع لا يلزمك إلا أن يرضى الله، هكذا عمل لوجه الله تبتغي عمل لوجه الله.
﴿لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (69)﴾
(سورة الأعراف)
 كلمة دقيقة حجمك عند الله بحجم عملك الصالح، وكلما علت مكانتك قدر الله عز وجل على يديك عمل صالح كبير، صاحب هذا الكتاب الإمام النووي عاش أقل من خمسين سنة، ترك كتاب شرح صحيح مسلم من أدق الشروح، وترك رياض الصالحين والأذكار وترك بغية المحتاج من أوسع كتب الفقه الشافعي ومات، وهذه الكتب استفاد منها المسلمون بكل أقطارهم ولعشرات بل مئات السنين والخير للأمام، وعاش أقل من خمسين سنة ! والإمام الشافعي عاش من أقل من خمسين سنة، وترك هذا الفقه العظيم.
 فعليك أن تقوم عمل يكون لك فيه أثر ضخم، والله مرة هذه القصة أرويها كثيراً: أخ حضر عندنا وله صوت حسن كان يؤذن قبل الخطبة، صار نوع من الزيارات بيننا عاش حياة مرفهة جداً مات، قال ابنه: مات والدي ! ذهبنا إلى الجنازة أحد علماء دمشق كان يحضر عنده أيضاً أبنه، وقف قال: أخوكم كان مؤذن ترحموا عليه، انتهى التأبين ! فنظرت كلمة فقط، ماذا سيقول: سيتكلم عن بيتهِ، بيته فخم جداً، سيارته على الديكور في البيت على سفراته لأوروبا على أذواقه في الطعام، هذا لا يحكى عند الموت، يحكى على عمله قال: كان مؤذن ترحموا عليه، فأنا انصدمت وقتها وقلت: على الإنسان أن يعمل عمل يتكلموا عليه دقيقة دقيقتين، الذي سيقيم شخص تقييم للآخرة يلتغى تسعين بالمائة من أعماله، تسع وتسعين بالمائة من أعماله تلتغي كلها، قيمه تقييم أخروي ماذا فعلت من أجل الله ؟ هنا المشكلة، لا يوجد أحد من الناس يقدر بمليون، أما مر شخص أمام النبي سأل أصحابه عنه قال:

(( عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ السَّاعِدِيِّ أَنَّهُ قَالَ: مَرَّ رَجُلٌ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ لرَجُلٍ عِنْدَهُ جَالِسٍ: مَا رَأْيُكَ فِي هَذَا؟ فَقَالَ رَجُلٌ مِنْ أَشْرَافِ النَّاسِ: هَذَا وَاللَّهِ حَرِيٌّ إِنْ خَطَبَ أَنْ يُنْكَحَ، وَإِنْ شَفَعَ أَنْ يُشَفَّعَ، قَالَ: فَسَكَتَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ثُمَّ مَرَّ رَجُلٌ آخَرُ فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مَا رَأْيُكَ فِي هَذَا ؟ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ هَذَا رَجُلٌ مِنْ فُقَرَاءِ الْمُسْلِمِينَ هَذَا حَرِيٌّ إِنْ خَطَبَ أَنْ لا يُنْكَحَ، وَإِنْ شَفَعَ أَنْ لا يُشَفَّعَ، وَإِنْ قَالَ أَنْ لا يُسْمَعَ لِقَوْلِهِ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: هَذَا خَيْرٌ مِنْ مِلْءِ الأَرْضِ مِثْلَ هَذَا))
(صحيح البخاري)
 الكرة الأرضية معروفة، محيطها أربعين ألف كيلو متر، تستطيع أن تقسم المحيط على البي ينتج القطر، ممكن تعرف حجم الكرة رياضياً وسهل جداً، وخذ حجم إنسان متوسط وقسم حجم الكرة الأرضية على حجم إنسان، تعرف هذه الأرض تتسع لكم رجل لو أفرغناها، كرة مجوفة، هكذا قال النبي وهو لا ينطق عن الهوى، قال: هَذَا خَيْرٌ مِنْ مِلْءِ الأَرْضِ مِثْلَ هَذَا فأين بطولتك ؟ تكون وفق مقاييس الله متفوق، يقول لك: على مقياس رختر، يلزمك على مقياس الله عز وجل تكون متفوق.
 الله يريد إخلاص قلب منيب عمل طيب فقط، أما شكلك وحجمك ونوع بيتك، الإنسان بآخر الزمان قيمته من متاعه فقط، مكانتك تستمدها من بيتك، من مساحته ومن موقعه ومن الزينة التي فيه من نوع الأساس، تستمد مكانتك من سيارتك، حتى السيارات درجات يوجد مائة وثلاثين، ومائتينِ ومائتين وثمانين، وثلاثمائة وخمسمائة وخمسين ويوجد ستمائة، تسترد مكانتك من رقم كتب في الخلف، الرقم أحياناً أربع وعشرين مليون أحياناً، مكانتك تأخذها من بيتك ومن سيارتك ومن منصبك ومن شهاداتك، هذا معه بورد وهذا أكريجي وهذا إف آر إس هذا رئيس المجمع العلمي كلمات، في آخر الزمان الإنسان يستمد مكانته إما من بيته أو شهاداته ؟ أو من منصبه الرفيع ؟ أو من مركبته أو من رحلاته أو مغامراته... لكن لا أحد يفكر كيف يستمد مكانته عند الله ! النبي الكريم يقول: ابتغوا الرفعة عند الله.
 والله أيها الأخوة: يمكن أن تفعل كل يوم هذه الأعمال مئات الأعمال و لاتنسى قوله تعالى:
﴿فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ (7)﴾
(سورة الزلزلة )
 قال ذرة، إذا نملة حرص على بقائها حية على المغسلة وأنت مقدم على أن تتوضأ فسمحت لها أن تتابع مسيرها إلى أعلى المغسلة، أنت أنقذت نفس: قالت نملة:
﴿قَالَتْ نَمْلَةٌ يَا أَيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُوا مَسَاكِنَكُمْ لَا يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمَانُ وَجُنُودُهُ وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ (18)﴾
(سورةالنمل)
 المقدمة حول فعل الخير، اجعل هذه الكلمة منهجك، حجمك عند الله بحجم عملك الصالح المخلص، الآن كلام أدق: العمل الصالح ما تعريفه ؟
 ما وافق السنة وكان خالصاً لله عز وجل ما ابتغي به وجه الله وما وافق السنة، إذا كان خالصاً وصواباً.
 كثير من الفرق الإسلامية يفعلون عمل هم يقولون أنهم مخلصون به لكن لا يوافق السنة، أو يعملون عمل موافق السنة من دون إخلاص، الإخلاص وموافقة السنة كلاهما شرط لازم غير كاف، تتحرى أن هذا العمل هل يرضي الله عز وجل ؟
 حَدَّثَنَا عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ رَضِي اللَّهم عَنْهما أَخْبَرَهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:

((الْمُسْلِمُ أَخُو الْمُسْلِمِ لا يَظْلِمُهُ وَلا يُسْلِمُهُ، وَمَنْ كَانَ فِي حَاجَةِ أَخِيهِ كَانَ اللَّهُ فِي حَاجَتِهِ، وَمَنْ فَرَّجَ عَنْ مُسْلِمٍ كُرْبَةً فَرَّجَ اللَّهُ عَنْهُ كُرْبَةً مِنْ كُرُبَاتِ يَوْمِ الْقِيَامَةِ، وَمَنْ سَتَرَ مُسْلِمًا سَتَرَهُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ))
(صحيح البخاري)

 بهذا الزمان ألف إنسان بحاجتك وبحاجة إلى مالك ولعلمك ولحكمتك وخبرتك ونصيحتك، وممكن كيفما تحركت يكون لك عمل صالح

((الْمُسْلِمُ أَخُو الْمُسْلِمِ لا يَظْلِمُهُ وَلا يُسْلِمُهُ))

 يقول لك: والله ألبسته إياها، طلعت منها، أوهم الناس.
  قال: يوجد رجل في مصر يريد شراء سوبر ماركت وجد إعلان بالجريدة، واضع وقت لمقابلته صاحبها بين الساعة الثانية والنصف حتى الثالثة، فجاء الشاري فوجد مائتين زبزن وثلاثمائة زبون، قال له: والله مشغول، أنا صحيح أني وعدتك في هذا الوقت لكني مشغول، أعدك عداً بنفس الوقت، فوجد نفس الازدحام، قال له: هذا الموعد غير جيد تعال إلي في البيت جاء إلى البيت فباعه إياها بأعلى سعر، هذا وجد مائتين زبون أول يوم ثاني يوم فاستبشر، اشتراها، يوجد أمامه معمل معه نصف ساعة إجازة في هذا الوقت وطوال النهار لا يوجد ولازبون، وعده بهذا الوقت فباعها بالطريقة نفسها ! كما اشتراها باعها كله غش بغش.
 المؤمن لا يدلّس ولا يكذب ولا يوهم، يرى الله يراقبه، الذكي عند الناس الذي يغش الناس، بالغش والاحتيال والتدليس، يكون الفروج منقوع ثلاثة أيام بالماء، أخذ كمية أوقيتان من الماء، يضع له ضوء أحمر، وهذا اللون يعطيه لون زهر كأنه طازج، لاينتبه الزبون، يجد في البراد ضوء أحمر هذا له معنى، ليعطي لون أنه طازج، كل أعمال الناس غش الآن، الغش بشكل غير معقول.
 فلذلك أيها الأخوة: المؤمن أندر من الكبريت الأحمر، الذي يخاف الله عز وجل يخاف أن يأكل قرش واحد حرام، والله لا أنسى أخ والد صديقي قال لي: أنا عمري ست وتسعين سنة أجريت تحليل البارحة كله تمام، كله طبيعي، قال: لم آكل قرش حرام بحياتي ! ولا أعرف الحرام.
 إذا نشأ الإنسان في طاعة الله دخله وإنفاقه وطعامه حلال، الله عز وجل في الأعم الأغلب يعافيه، يا سيدي ما هذه الصحة ؟ يقول: يا بني حفظناها في الصغر فحفظها الله علينا في الكبر من عاش تقياً عاش قوياً، أنت عندما تسير في طريق الإيمان أنت تسير مع الله عز وجل، ليس مع أشخاص بل مع خالق الكون ! تسير مع من بيده كل شيء، مع من إليه يرجع الأمر كله، صحتك وأهلك بيده، انظر لهذا الحديث:

((الْمُسْلِمُ أَخُو الْمُسْلِمِ لا يَظْلِمُهُ وَلا يُسْلِمُهُ))

 فندق بيع ببراءة ذمة غير صحيحة مزورة، وعليه ضرائب بالملايين، بعدما اشتراه صاحبه جاءت الضرائب ! هذا نمط الناس أنه كلما كان ذكياً أكثر يلبس همه للآخرين، ويخرج هو ويشعر بأنه شاطر فهيم، أما المؤمن يعد نفسه شاطر إذا كان لم يغش أحد أبداً، ولم يكذب على أحد.

((الْمُسْلِمُ أَخُو الْمُسْلِمِ لا يَظْلِمُهُ وَلا يُسْلِمُهُ، وَمَنْ كَانَ فِي حَاجَةِ أَخِيهِ كَانَ اللَّهُ فِي حَاجَتِهِ، وَمَنْ فَرَّجَ عَنْ مُسْلِمٍ كُرْبَةً فَرَّجَ اللَّهُ عَنْهُ كُرْبَةً مِنْ كُرُبَاتِ يَوْمِ الْقِيَامَةِ.))

 إذا أنت تخدم الناس الله عز وجل يهيئ لك من يخدمك، هذه قاعدة، أنت تعاون يوجد من يعاونك تعطي هناك من يعطيك، تنفق هناك من ينفق عليك، تيسر الأمور للآخرين هناك من ييسر لك، الحياة دين ووفاء.

(( وَمَنْ سَتَرَ مُسْلِمًا سَتَرَهُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ))

   هذا حديث منهج، إياك أن تظلم، عليك أن تقدم خدمات لإخوانك، عليك أن تفرج عليهم كربهم، عليك أن تستر عيوبهم، المؤمن ستير والكافر فضائحي، كلما سمع قصة ممتعة يرويها ألف مرة، ليضحك الناس على حساب إنسان، المؤمن معطاء، الكافر أخاذ، باني حياته على الأخذ، هذا على العطاء، المؤمن مع إخوانه يقضي لهم حوائجهم، غير المؤمن عبء عليهم، يضغط عليهم ليقضوا لهم حوائجهم.
  هي كلمتين: عطاء واخذ، المؤمن يعطي والكافر يأخذ، الأنبياء أعطوا ولم يأخذوا، والأقوياء أخذوا ولم يعطوا، ونحن بينهما.
  الأنبياء أعطوا ولم يأخذوا، والأقوياء أخذوا ولم يعطوا، والمؤمن كلما كثر عطائه كثر كثر مكانته عند الله عز وجل.
 حديث ثاني في قضاء حوائج المسلمين:
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَال :

((قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مَنْ نَفَّسَ عَنْ مُؤْمِنٍ كُرْبَةً مِنْ كُرَبِ الدُّنْيَا، نَفَّسَ اللَّهُ عَنْهُ كُرْبَةً مِنْ كُرَبِ يَوْمِ الْقِيَامَةِ، وَمَنْ يَسَّرَ عَلَى مُعْسِرٍ يَسَّرَ اللَّهُ عَلَيْهِ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَمَنْ سَتَرَ مُسْلِمًا سَتَرَهُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ، وَاللَّهُ فِي عَوْنِ الْعَبْدِ مَا كَانَ الْعَبْدُ فِي عَوْنِ أَخِيهِ، وَمَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَلْتَمِسُ فِيهِ عِلْمًا سَهَّلَ اللَّهُ لَهُ بِهِ طَرِيقًا إِلَى الْجَنَّةِ، وَمَا اجْتَمَعَ قَوْمٌ فِي بَيْتٍ مِنْ بُيُوتِ اللَّهِ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ وَيَتَدَارَسُونَهُ بَيْنَهُمْ إِلا نَزَلَتْ عَلَيْهِمُ السَّكِينَةُ، وَغَشِيَتْهُمُ الرَّحْمَةُ، وَحَفَّتْهُمُ الْمَلائِكَةُ، وَذَكَرَهُمُ اللَّهُ فِيمَنْ عِنْدَهُ، وَمَنْ بَطَّأَ بِهِ عَمَلُهُ لَمْ يُسْرِعْ بِهِ نَسَبُهُ ))
(صحيح مسلم)
 هذا الحديث لو ارويه ألف مرة لا أشبع منه، جامع مانع، هذا حديث صحيح منهج، وكل فقرة منه درس، أول فقرة: مَنْ نَفَّسَ عَنْ مُؤْمِنٍ كُرْبَةً مِنْ كُرَبِ الدُّنْيَا، نَفَّسَ اللَّهُ عَنْهُ كُرْبَةً مِنْ كُرَبِ يَوْمِ الْقِيَامَةِ.
 تساعد الناس بكل موضوع، وَمَنْ يَسَّرَ عَلَى مُعْسِرٍ لك مع شخص مبلغ قال لك: والله لا أملك، حسن أعطيك مدة شهر آخر، وَمَنْ يَسَّرَ عَلَى مُعْسِرٍ يَسَّرَ اللَّهُ عَلَيْهِ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَمَنْ سَتَرَ مُسْلِمًا سَتَرَهُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ. نفست كربة ويسرت على معسر، وسترت مسلم وَاللَّهُ فِي عَوْنِ الْعَبْدِ مَا كَانَ الْعَبْدُ فِي عَوْنِ أَخِيهِ. مادام لك عمل صالح الله عز وجل معك.
((وَمَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَلْتَمِسُ فِيهِ عِلْمًا سَهَّلَ اللَّهُ لَهُ بِهِ طَرِيقًا إِلَى الْجَنَّةِ))
 أنت قادم إلى الجامع لماذا قادم ؟ لا يوجد ضيافة ولا كرسي مريح ولا شيء، أرجو الله عز وجل أن نكون جميعاً في سبيل الله، ليس لنا مصلحة، مصالح مادية لا يوجد، رجل يترك بيته له جلسة مريحة يجلس مع زوجته، أعطونا كأساً من الشاي أو صحن فواكه، البيت أسلى له من هنا، ترك بيته وجاء لبيت الله عز وجل، لماذا ؟ ليلتمس فيه علماً هذا الطريق هو نفسه إلى الجنة

((سَهَّلَ اللَّهُ لَهُ بِهِ طَرِيقًا إِلَى الْجَنَّةِ، وَمَا اجْتَمَعَ قَوْمٌ فِي بَيْتٍ مِنْ بُيُوتِ اللَّهِ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ وَيَتَدَارَسُونَهُ بَيْنَهُمْ إِلا نَزَلَتْ عَلَيْهِمُ السَّكِينَةُ))

 أحياناً في جلسة روحانية يقول لك: سررنا، شعرنا بالتجلي أو سكينة، هذا عطاء الله عز وجل، تشعر نفسك خفيف ليس لك ولا مشكلة، الهموم كلها تنساها، متطلع إلى الله عز وجل، تسميها تجلي تسميها سكينة تسميها سعادة تسميها سرور والله جلسة جميلة، هذه كلها كلمات متشابهة والمضمون واحد

((نَزَلَتْ عَلَيْهِمُ السَّكِينَةُ، وَغَشِيَتْهُمُ الرَّحْمَةُ، وَحَفَّتْهُمُ الْمَلائِكَةُ، وَذَكَرَهُمُ اللَّهُ فِيمَنْ عِنْدَهُ، وَمَنْ بَطَّأَ بِهِ عَمَلُهُ لَمْ يُسْرِعْ بِهِ نَسَبُهُ ))

 مهما كان لك صلة مع إنسان متفوق لو كنت ابنه، مهما مدحت أبوك، أبوك بمكانته وأنت بمكانتك، أنا أريد أن أنوه تنويه أن القضية هنا المديح.
 أيها الأخوة: المردود محصلة الإيمان، محصلة معرفة الله، محصلة هذه المجالس، المحصلة العمل الصالح، بالتجارة نشاطات كثيرة، تشتري محل تتوسع تأخذ مستودع، تتوسع تأخذ مكتب استيراد، تتوسع تحضر هيئة محاسبة، تتوسع تحضر مندوب مبيعات، تتوسع تقوم بالمراسلات مثلاً... هذه المستودعات والمكاتب والمراسلات والموظفين، هي التجارة كلها كلمة واحدة ربح، فإذا لم تربح كله فارغ ‍! يجب أن تحقق الربح وإلا كل هذا النشاط ليس له معنى.
 أرأيت هذا المثل على الدين، يوجد صلاة وصوم وحج وعمرة، نقوم بالحج فنزين ونضع السجاد ونقوم بالعراضة، يأتي رمضان نتسحر نفطر، يأتي العيد نلبس ونزور وندخل لجامع ونصلي، هذا النشاط كله إذا لم يتوافر الاستقامة والعمل الصالح كله فارغ، أصبح فلكلور ! أصبح تقاليد وعادات، أصبح بالتعريف الدقيق ثقافة، سلوك تألفه أمة، ثقافة أمة، أما الذي تريده أنت تنهض إلى الله ويلزمها عمل صالح مخلص هذا محور الدرس.
 بصراحة إنكم لن تسعوا الناس بأموالكم فسعوهم بأخلاقكم، ممكن الكلمة الطيبة صدقة، الابتسامة صدقة تربية الأولاد صدقة العناية بالزوجة صدقة العناية بالجار صدقة الدعوة إلى الله صدقة شرح القرآن صدقة، مليون صدقة لديك، والله عز وجل كله يدوّنه لك، الله سميع بصير.
 أنا أتمنى أن تسأل نفسك كل يوم: اليوم ماذا فعلت ؟ كيف مضى هذا اليوم ؟ أنت بضعة ايام كلما مضى يوم ذهب قسماً، هم يحسبوا من عمرك إذا رجل عاش ستين سنة فرضاً، ستين ضرب ثلاثمائة وخمس وستين يعادلون رقم، ويحسبون كم أسبوع وكم ساعة وكم صيف وكم شتاء وكم خريف وكم ربيع، فنحن جميعاً نلحق رمضانين بالشتاء أو اثنين بالصيف، الثالث غير مؤكد، جاء أيام النهار ثمانية عشرة ساعة، وحر شديد، الآن نحن بالشتاء، رجل لحقه مرتين بالصيف إما يلحق الثالثة وإما لا يلحقها هذه الدنيا بضعة أيام، كله سيسير.
 فمحور الدرس إسال نفسك كل يوم ما العمل الذي سأضعه بين يدي يوم القيامة ؟ ماذا فعلت ؟ كان السلف الصالح يفتح الدكان يقول: نويت خدمة المسلمين، يحضر أجود البضاعة ويبيعها بألطف معاملة، والله أخ من إخواننا أنا معجب فيه منذ كنت، عنده معمل صناعات غذائية يقول لي: هؤلاء أولاد المسلمين أعطاه والده عشر ليرات هل أطعمه شيء منته مفعوله الله لا يرضى عني، قال: والله أفضل زبدة وأفضل شوكولا وأفضل فانيليا وأفضلُ وأفضل، قال: يجب أن لا أربح على حسابك، قال لي: بل أنا أربح لأن كلفة.. الآخرين ماذا يفعلوا ؟ مواد غذائية منته وقتها إلى أين تباع ؟ إلى المعامل لا يوجد من يحاسبك أن هذه منته مفعولها، اشتروا ستوكات، بيض نصف فساده ذهب على الكاتو فوراً ! كل شيء سينتهي مدة صلاحيته يدبروه، لكن إذا رجل ينصح المسلمين بمعمله يقدم أكلة نظيفة من مواد أولية جيدة بسعر معتدل، هذا طريق للجنة إذا كل رجل انتبه لمهنته خدم المسلمين طريق للجنة، انتبه لأولاده طريق للجنة، انتبه لزوجته طريق إلى الجنة، انتبه لجيرانه طريق للجنة، ساعد إخوانه طريق للجنة، بذل من ماله طريق للجنة، بذل من علمه طريق للجنة، الله عز وجل قال: الطرائق إلى الخالق بعدد أنفاس الخلائق.
 أينما كنت يوجد طريق إلى الجنة، تنصح إنسان تسبح تذكر، تقدم نصيحة تقرأ موضوع تمكن علمك الديني، كل عمل ممكن أن يكون طريق غلى الجنة، والله عز وجل خلقك للعمل الصالح، وحجمك عند الله بحجم عملك الصالح، وكل رجل الله أجرى على يده عمل صالح، سيدنا صلاح الدين رد سبع وعشرين جيش إفرنجي واستعاد البلاد وأنقذها من الصليبين هذا عمل سيدنا الصديق يعد المؤسس الثاني للإسلام، ألم يكن له ردة بعد وفاة النبي اللهم صلي عليه ؟ سيدنا عمر فتحت في عهده الآفاق والبلاد إلى أذربيجان، جاءه عامله على أذربيجان، كل السعودية الآن تبوك الأردن سورية تركية كلها اصعد إلى الاتحاد السوفيتي وأذر بيجان فوق، بعهد سيدنا عمر وصلت فتوحاته إلى أذربيجان، هذا حجم الإنسان، البلقان ما يجري فيه الآن كلهم مسلمين على يد محمد الفاتح فتح القسطنطينية وتابع، فكل إنسان له عند الله عمل، اسأل نفسك ماذا عملت ؟ هذا أهم سؤال كل يوم قبل أن تنام، ماذا قدمت للإسلام ؟ والحمد لله رب العالمين.
 والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين، اللهم أعطنا ولا تحرمنا، أكرمنا ولا تهنا، آثرنا ولا تؤثر علينا، أرضنا وارضا عنا، وصلى الله على سيدنا محمد النبي الأمي وعلى آله وصحبه وسلم.

تحميل النص

إخفاء الصور