وضع داكن
19-04-2024
Logo
أحاديث متفرقة - الدرس : 104 - لتتبعن سنن من كان قبلكم.
   
 
 
 بسـم اللـه الرحمـن الرحيـم  
 


 الحمد لله رب العالمين، و الصلاة و السلام على سيدنا محمد الصداق الوعد الأمين، اللهم لا علم لنا إلا ما علَّمتنا إنك أنت العليم الحكيم، اللهم علِّمنا ما ينفعنا، وانفعنا بما علمتنا وزدنا علماً، وأرنا الحق حقاً وارزقنا اتباعه، وأرنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه، واجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه، وأدخلنا برحمتك في عبادك الصالحين.
 أيها الإخوة الكرام، حينما يختصر الدين إلى عبادات شعائرية ليس غير تؤدى أداءً شكلياً يصبح المسلم مستعداً لقبول أي شيء يأتيه بعيداً عن الدين، ذكرت هذه المقدمة لأن العالم الإسلامي مع الأسف الشديد يحتفل بعيد لا يمت له بأية صلة لا من منطلقاته العقائدية ولا من أنماطه السلوكية، لكن حينما يضيق مفهوم الدين إلى العبادات الشعائرية وننسى حقيقته وننسى أصالته وننسى شموليته وننسى كل أبعاده التي تغطي كل جوانب الحياة نقع في هذا المطب الكبير.
 أيها الإخوة، هذا الذي يحصل أنبأنا به النبي عليه الصلاة والسلام قال: عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:

(( لَتَتْبَعُنَّ سَنَنَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ شِبْرًا شِبْرًا وَذِرَاعًا بِذِرَاعٍ حَتَّى لَوْ دَخَلُوا جُحْرَ ضَبٍّ تَبِعْتُمُوهُمْ قُلْنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى قَالَ فَمَنْ ))

[ متفق عليه ]

  يعني هناك تقليد أعمى لما يأتينا من الغرب والآية الواضحة الجلية القطعية الدلالة، قال تعالى:

 

﴿وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِيناً فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ﴾

 

[ سورة آل عمران: 85]

  كأن كلمة دين تعني الخضوع التام، الكرة دين، والفن دين، والغناء دين، وعيد الحب دين، خضوعك لله عز وجل خضوعك لمنهجه، خضوعك لكتابه ولكن.. من منا يصدق أن أصل الحياة كلها بني على الحب، لماذا خلق الله الإنسان ؟ ليسعده لأن الله عز وجل يقول:

 

﴿يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ﴾

 

[ سورة المائدة: 54]

  وإسلام بلا حب جسد بلا روح، جثة هامدة، لو تتبعت آيات القرآن الكريم ولو تتبعت كلام سيد المرسلين ولو تتبعت مواقف الصحابة الكرام عليهم رضوان الله أجمعين لأيقنت أن الحب روح هذا الدين الآية الأولى:

 

﴿يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ﴾

 

[ سورة المائدة: 54]

  الآية الثانية:

 

﴿قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ﴾

 

[ سورة آل عمران: 31]

  طبعاً في هذه الآية ملمح دقيق وهو أن كل إنسان بإمكانه أن يدعي محبة رسول الله أو أن يدعي محبة الله، ودعوى الحب سهلة جداً لأن دعوى الحب سهلة جداً لا تكلفك إلا أن تقول أنا أحب الله فقط لذلك الله عز وجل لم يقبل دعوى الحب إلا بالدليل، قال تعالى:

 

﴿قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ﴾

 

[ سورة آل عمران: 31]

  بل إن الله سبحانه وتعالى حينما يقول:

 

﴿قُلْ إِنْ كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ﴾

 

[ سورة التوبة: 24]

  الأقرباء كلهم الأصول والفروع والأخوات والأخوة والزوجة والعشيرة وأموال اقترفتموها، المال محبب في أصل خلق الإنسان، قال تعالى:

 

﴿زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاءِ﴾

 

[ سورة آل عمران: 14]

﴿وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُمْ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ﴾

[ سورة التوبة: 24]

  إذاً كلمة حب وردت في القرآن كثيراً كما أنها وردت في السنة كثيراً، بل إن خلق الإنسان أساسه الحب الدليل لو أراد الله أن نؤمن جميعاً وأن نستقيم على أمر الله جميعاً قسراً لكان القضية سهلة جداً والأدلة كثيرة ولو شاء ربك لهدى الناس جميعاً هداياً قسرية، ألا يستطيع رئيس الجامعة أن يجعل نسبة النجاح مئة بالمئة ؟ القضية سهلة جداً أثناء طبع أوراق الإجابة يطبع معها الإجابة التامة من قبل مدرس المادة وزع الأوراق يكلف الطالب أن يكتب اسمه ورقمه فقط والمئة مطبوعة بالأحمر وكل شيء منتهٍ، سهل جداً، لو أن الله أراد هداية الخلق قسراً لكان هذا سهلاً جداً لكن الله أراد أن نأتيه طائعين محبين مختارين، إذاً سر هذا الدين محبة الله وسر التكليف أن نعبر عن حبنا له، قال لك تعال يا عبدي إلى بيتي الحرام تقول له لبيك اللهم لبيك، لك بيت لك أهل لك غرفة خاصة لك مقعد وثير لك مكتب فخم لك مركبة لك مكانة لك ثياب خاصة تذهب إلى بيت الله الحرام ترتدي إزاراً وتطوف حول البيت وممنوع تحلق وممنوع أن تقص وممنوع تتطيب وممنوع تقارب زوجتك، دليل محبة آثرت دعوة الله على كل دنياك، الصلاة وأنت نائم الصلاة خير من النوم، الصلاة دليل محبة لله عز وجل، الصوم في أشد حالات العطش والماء بين يديك في بيتك بالبيت ما في أحد ولا أحد يراك لا تشرب لأنك تحب الله، لو تتبعت الصلاة والصيام والحج والزكاة هي محبة لو تتبعت أوامر الله عز وجل كأن الله يريدك أن تعرف نفسك أنك تحبه لذلك تترفع عن كل مال حرام، لو ذهبت تفهم شريعة الله عز وجل والعبادات والمعاملات تجد أن الحب أساس التعامل مع الله عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:

(( ثَلَاثٌ مَنْ كُنَّ فِيهِ وَجَدَ حَلَاوَةَ الْإِيمَانِ أَنْ يَكُونَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِمَّا سِوَاهُمَا وَأَنْ يُحِبَّ الْمَرْءَ لَا يُحِبُّهُ إِلَّا لِلَّهِ وَأَنْ يَكْرَهَ أَنْ يَعُودَ فِي الْكُفْرِ كَمَا يَكْرَهُ أَنْ يُقْذَفَ فِي النَّارِ))

[ متفق عليه ]

  كل عطاء الله عز وجل مبني على محبة العبد لربه، محبتك لله التي يعبر عنها بأنك تؤثر طاعته على هوى نفسك عندئذ تذوق حلاوة الإيمان وصدقوا أيها الإخوة الكرام، لا إيمان لمن لا محبة له والحب حينما يكون في القلب يجعل صاحبه إنساناً عظيماً الحب يجعلك تتألق يجعلك تتحمل أشد الصعاب يجعلك تعمل أعظم البطولات فالحب، الحب كله من الإسلام ويكفي أن الله عز وجل يقول:

 

﴿يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ﴾

 

[ سورة المائدة: 54]

  ولكن فيما أرى وفيما أقرأ وفيما يصل إلي الحب الذي أراده الإنسان في آخر الزمان أراد علاقة حسية بين ذكر وأنثى لذلك الذي يعد هذا العيد تخليداً لذكراه من خططه أن تضع الفتيات صورهن في مكان يأتي الشباب يسحبون من هذا الكيس صورة يعيش معها سنة قبل الزواج يجربها تجربة يخالطها تخالطه وفي الأعم الأغلب يكشف بعض العيوب فلا يتزوجها، يعني علاقة آثمة في النهاية، في أصل هذا العيد علاقة آثمة بين شاب وشابة وقليلاً ما تنتهي هذه العلاقة بالزواج.
 أيها الإخوة الكرام، لكن لا بد من تنويه دقيق لقضية في شيء اسمه حب عقلي وبغض عقلي وفي شيء اسمه حب حسي وبغض حسي، الشهوات التي أودعها الله فينا تدعونا أن نحب ما يمتعنا، الإنسان لو عطل عقله يحب أكلة معينة يظل يأكل حتى يموت، في أكلات نفيسة جداً وكلها دهون وكلها شحوم وكلها أشياء ثقيلة ويأكل بلا حساب وبلا حدود إلى أن يموت هذا حب حسي، أحياناً الإنسان أمامه طعام نفيس جداً، طيب، لكن إدراكه إلى أخطار هذا الطعام و إلى آثاره السلبية على قلبه و على حركته لا يأكله، يأكل طعاماً قد لا يحبه لكنه مفيد نافع و خفيف.
 ما الذي يجري ؟ هذا الموضوع ذكرني مرة كنا في جلسة و فينا طبيب جراح للقلب، قدّم له حلويات نفيسة جداً فأبى أن يأكل مع إصرار صاحب البيت الشديد، ثم قال و الله إني أحبها كثيراً و لكنني كلما أجريت عملية قلب و وجدت شرايين مسدودة أكرهها، نظر إلى آثارها، هذا الكلام معناه لو فرضنا امرأة تمشي أمامك بثياب فاضحة لأنك إنسان تحب أن تملأ عينيك من محاسنها، لكن المؤمن يعلم أن صلته بالله ثمينة جداً و أن كل سعادته بهذه الصلة و أن كل إقباله على الله بهذه الاستقامة و أن كل تألقه بهذا الالتزام و أن كل الخير الذي جاءه من الله بهذا الورع، فيوازن بين أن يملأ عينيه لدقيقة أو دقيقتين و بين أن يتابع صلته بالله عز وجل و يتلقى الخير من الله، فيغض بصره عنها، صار هناك حالة اسمها كراهية عقلية و حب حسي لهذه المرأة، يوجد محبة حسية لأنها محببة في الأصل إليه و يوجد كراهة عقلية نظراً للنتائج السلبية المترتبة على إطلاق بصره.
 إذاً يمكن أن نقول المؤمن يحب بعقله و يكره بعقله، بينما الجاهل يحب بحواسه و يكره بحواسه، لذلك الناس الآن يعيشون لحظتهم.
 أيها الإخوة الكرام، قضية الحب العقلي و الحب الحسي قضية مهمة جداً، من هو العاقل ؟ الذي يدرك العواقب، مآل الأمور، هذا الحب الحسي قد يفضي إلى النار، بينما الحب العقلي قد يفضي إلى الجنة، و هذا الموضوع أيضاً ينقلنا إلى ما يسمى بالحب في الله و الحب مع الله.
 الحب في الله عين التوحيد، و الحب مع الله عين الشرك، كيف الحب في الله ؟ الحب في الله أصل من فروعه محبة رسول الله، و الحب في الله أصل من فروعه محبة أصحاب رسول الله، لذلك لا يقبل و لا يستساغ أن تكره صحابياً، محبة التابعين و كبار العلماء و الفقهاء و العلماء العاملين و العلماء الربانيين هذا فرع من محبة الله، محبة بيوت الله، محبة الأذان، محبة القرآن، محبة الإنفاق، محبة الخير، محبة العمل الصالح، هذه كلها فروع من محبة الله، إذا تمكن حب الله في قلبك تجد نفسك منساقاً إلى هذه الأنواع من الحب، كل أنواع هذا الحب عين التوحيد، و ما تعلمت العبيد أفضل من التوحيد، بشكل أو بآخر كل حب يقربك من الله هو حب في الله، شخص أحب القرآن فإذا قرأه خشع قلبه و انهمرت دموعه، محبة القرآن حب في الله، يحب مؤمناً، يجلس معه، يتكلم كلاماً طيباً، مؤنساً، لطيفاً، متواضعاً كريماً، وفياً، صادقاً، ستيراً، يحب المؤمن في الله.
 الآن محبة أي شيء إذا أبعدك عن الله سهرة مختلطة و هو في السهرة شيء ممتع أكثر مما أن تكون جميعها رجال، لكن بعد أن تنتهي هذه السهرة تحس بالمعصية، و الحجاب، قد لا تصلي العشاء، حجبت عن الله، استمتعت وقتها و بعدها حجبت عن الله عز وجل، فأي حب يبعدك عن الله هذا حب مع الله و هو عين الشرك لذلك سيدنا علي يقول: الشرك أخفى من دبيب النملة السمراء على الصخرة الصماء في الليلة الظلماء، و أدناه أن تحب على جور، و أدناه أيضاً أن تبغض على عدل.
 شخص ليس مستقيماً لكن زرته، قدم لك طعاماً نفيساً و زوجته موجودة أيضاً تحب أن تسهر عنده مثلاً، أنا أتكلم أمثلة كتوضيح فقط لكن أنا موقن إخوانا الكرام الأطهار بعيدون جداً عن هذه الأمثلة فقط للتوضيح، أما حينما تزور مؤمناً قد يكون فقيراً و أجلسك بمكان خشن و غرفة غير مدفأة كثيراً لكنه هو مؤنس، تحب زيارته مع أن العطاء في هذا البيت ضعيف جداً وتكره زيارة هذا الغني المتفلت مع أن الطعام نفيس جداً، وأنا أعود إلى ما يسمى الحب في الله والحب مع الله وأؤكد مع الحب العقلي والحب الحسي كل شيء يؤذينا هو نوع من الحب الحسي ولو وصلنا إلى موضوع الطعام والشراب، الطعام المؤذي بالتعبير العامي طعام قاتولي طيب كثير، الطعام الصحي وسط يعني أقل، وأن تأكل حتى تشبع هذا شيء مريح، أما أن تأكل وتبقى جائعاً شيء متعب ولكنه يعطيك رشاقة يعطيك حرية حركة، يعطيك صحة طيبة يعطيك شعور بالنشاط، هذه حكمة الله عز وجل، كل شيء يمكن أن تنغمس فيه من الدنيا له متاعب كثيرة وكل شيء يمكن أن ترضي الله به له في المآل سعادة كبيرة لذلك أحد أصحاب رسول الله عليهم رضوان الله لما سألته امرأته شيئاً لا يملكه قال اعلمي أيتها المرأة أن في الجنة من الحور العين ما لو أطلت إحداهن على الأرض لغلب نور وجهها ضوء الشمس والقمر فلئن أضحي بك من أجلهن أهون من أن أضحي بهن من أجلك.
 سبحان الله مستحيل وألف ألف مستحيل أو ألف مستحيل حتى ينقطع نفسك أن تطيعه وتخسر وأن تعصيه وتربح، ما ترك عبد شيئاً لله إلا عوضه الله خيراً منه في دينه ودنياه، أنت حينما تؤثر طاعة الله على مصالحك المتوهمة أو على مكاسبك أو على دنياك أو على غناك تؤثر طاعة الله، الله عز وجل يعطيك طاعته ويعطيك تجلياته ثم يعطيك الدنيا بطريقة لا تعرفها، لذلك ورد في الأثر أنه من أحبنا أحببناه ومن طلب منا أعطيناه ومن اكتفى بنا عما لنا كنا له وما لنا. كل حركة وكل سكنة في حياة المؤمن أساسها الحب ولا إيمان لمن لا محبة له، هذا الحب تصنيع محلي من بلادنا من ديننا من تراثنا من تاريخنا وفي عندنا حب مستورد يوم الرابع عشر من شباط كله أحمر وأحمر من هكذا ما في.
 والله الذي رأيته في بلاد الغرب في هذا اليوم الإنسان يكاد يفقد توازنه، يمكن سعر الوردة الحمراء يصل بأرقام فلكية مئة ضعف أحياناً، سبحان الله كل ما الإنسان انتقد العصور السابقة بسخافاتها يقع في سخافات أكثر، الإنسان البعيد عن الله سخيف جداً، هو الحقيقة هذا العيد من نتائج التواصل الإعلامي الشديد يعني كل قوم لهم قيم ومبادئ سابقاً هذه الاتصالات الإعلامية وثورة المعلومات والإنترنت الفضائيات أزالت الحواجز بين الثقافات، بالتمثيل اللطيف مثل واحد عنده ماء صافي قطعة لحم ضأني فواكه طازجة وفي خلاط كبير واحد وضع فيه خمر وماء آسن ولحم خنزير وهذا وضع فيه لحم ضأني ووضع فيه ماء قراح وأدار الخلاط، الذي حصل الآن أن الثقافات اختلطت، الشيء الذي يدغدغ شهوات الإنسان طفا على السطح أما القيم الأصيلة طبعاً هي بالأساس من قبل الطبع غير مقبولة فتلاشت ودائماً وأبداً نحن في عندنا طبع وتكليف، والطبع يتناقض مع التكليف، طبع يدعوك إلى أن تنام والتكليف يدعوك على أن تستيقظ وأن تصلي، الطبع يدعوك إلى أن تأخذ المال والتكليف أن تنفقه، الطبع يدعوك إلى أن تملأ عينيك من محاسن امرأة والتكليف يدعوك إلى غض البصر، فالتناقض بين الطبع والتكليف هو ثمن الجنة قال تعالى:

 

﴿فَأَمَّا مَنْ طَغَى (37) وَآثَرَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا (38) فَإِنَّ الْجَحِيمَ هِيَ الْمَأْوَى﴾

 

[ سورة النازعات ]

 لذلك أنا أقول الإنسان السخيف ضيق الأفق عديم الثقافة يؤخذ بهذه الصرعات، يؤخذ بها ولعل الشيطان جعلها مناسبة للانحراف الأخلاقي حب ماذا ؟ النبي عليه الصلاة والسلام قال: الحمد لله الذي رزقني حب عائشة. هل سمعتم بهذا العيد عن حب الزوجة ؟ قلما حب الزوجة حب الأولاد حب الأهل، حب الإخوة الكرام المؤمنين لا، لذلك عندنا أستاذ جامعي له شأن كبير في علم النفس فلما أحيل على التقاعد أقيم له حفل توديع كبير جداً، ألقيت كلمات كثيرة لكن كلمته لفتت النظر قال: الإنسان الذي لا يشعر بحاجة إلى أن يحب كما أنه لا يشعر بحاجة إلى أن يحب ليس من بني البشر. لأنك إنسان ينبغي أن تحب، الحب دين المسلم، يحبهم ويحبونه، ما رأيت أحداً يحب أحداً كحب أصحاب محمد محمداً.
 امرأة بلغها أن النبي قد قتل في أحد فخرجت تبحث عنه رأت أخاها مقتولاً فقالت ما فعل رسول الله ؟ رأت أباها مقتولاً ثم رأت زوجها ثم رأت ابنها وتقول ما فعل رسول الله ؟ إلى أن وقعت عينها عليه وهو سليم فقالت يا رسول الله كل مصيبة بعدك جلل أي تهون، هذا الحب لما الإسلام أحبوا فتحوا العالم، كنت مرة في تركيا أجري معي حديث صحفي قلت لهم في صورة زيتية بمتحف فيينا تصور الجندي التركي حينما وصل إلى فيينا وأراد أن يشتري العنب من بعض فتيات فيينا يعطي هذا الجندي حسب الصورة الزيتية الفتاة ثمن العنب ويغض بصره عنها، وصلوا إلى قلب أوربا، قلت لهم مداعباً فلما تأملتم في محاسن النساء رجعتم إلى تركيا، الإنسان بالطاعة يصل وبالتقصير يخسر كثيراً فكلمة حب داخلة بدم كل مسلم، والله أيها الإخوة الكرام، الوسائل الإعلانية تركز لا على محبة الزوجة أبداً بالعكس في تلميحات إلى أن الزوجة مملة ألفتها وألفتك دائماً بتعبيرهم العاطفي يعني دفئ المرأة لا يوجد برأي أصحاب هذه البرامج إلا بالحرام، أما زوجة طاهرة نقية شريفة محبة مخلصة تقدم لك كل شيء ترعى أولادك في خدمة البيت تربي أولادك مملة، وأنا أؤكد لكم أن ما يجري في العالم الإسلامي اليوم ترى كل نعومته للسكرتيرة كل لطفه لموظفة إلى جانبه وكل قساوته وكل إعراضه لزوجته، الشيطان في الدرجة الأولى مهمته أن يبغض الرجل لزوجته، ومهمته أن يحببه بامرأة لا تحل له ترى نعومة الرجل لطافته كلامه اللطيف ابتسامته المشرقة تواضعه طرفه اللطيفة حديثه الممتع لامرأة لا تحل له، بالمقابل والزوجة لزوجها بصورة غير مقبولة بإهمال شديد بصوت مرتفع بإهمال شديد، بنقد بتعليقات بإلحاح وكل نعومتها لأقربائها الذين لا يحلون لها، هذه مشكلة أيها الإخوة الكرام، فإذا تحدثنا عن عيد الحب ينبغي أن نحب من إذا أحببناه رضي الله عنا، ينبغي أن نحب من إذا أحببناه رضي الله عنا وينبغي أن نبتعد من إذا أحببناه غضب الله علينا، حينما يكون هذا الدين مفهوماً عند المسلمين لا يأبهون لجديد لأن دينهم به كل شيء، الحب الحقيقي الحب الصافي الحب المخلص الحب المبدئي الحب المستمر أساسه الدين، وما سوى ذلك فهو حب حسي أساسه الشهوة وأكبر دليل تجد الشاب وهذه قصص في الإنترنت لا تعد ولا تحصى يتظاهر بنعومة ولطف ولباقة وتعبير عن أشواقه بشيء لا يوصف فإذا وصل إلى اللذة الحسية مع هذه التي غدرها يركلها بقدمه مجرم، فلذلك أيها الإخوة الكرام، أنا أعتب عتباً شديداً على إنسان هذا العيد الذي جاءنا من بلاد الغرب ولا ينتمي لا إلى ديننا ولا إلى مبادئنا بل إن منطلقاته الفكرية تتناقض مع مبادئنا بل إن أنماط سلوك المحبين وفق هذا العيد يتناقض مع قواعد شرعنا كلما الإنسان حافظ على دينه ورفض أن ينصهر في بوتقة العالم، أنا ذكرت لكم في خطبة قبل السابقة أن مؤتمرات السكان التي عقدت تباعاً وكان آخر مؤتمرين الأول في القاهرة والثاني في بكين هذه المؤتمرات توصياتها تدعو إلى الإباحية الجنسية وطموحهم وأقول طموحهم لأن الله يحفظنا إن شاء الله، طموحهم أن تجسد هذه التوصيات بتعديل قوانين الأحوال الشخصية، طموحهم أن تتجسد هذه التوصيات بتعديل قوانين الأحوال الشخصية ولست متشائماً حينما أقول لقد وقع عليه مئة وتسعة وثمانين دولة في العالم ومعنى وقعوا عليه أي عليهم أن يغيروا الأنظمة الشخصية، قانون الأحوال الشخصية ولا مانع من ذكر بعض الفقرات، ليس في كل التوصيات كلمة زوج في شريك، والزواج بتعريفه الدقيق عقد بين شخصين قد يكونان ذكرين أو أنثيين أو ذكر وأنثى، بل إن الزواج الذي جاء به الأنبياء وجاءت به تشريعات السماء يعد زواجاً متخلفاً لماذا ؟ قال لأن المرأة تعمل بلا مقابل ولأن الزوج في علاقته معها يغتصبها و من حق المرأة أو الفتاة أن تمارس الجنس مع من تشاء وفي أي وقت تشاء وفي أي مكان تشاء دون أن تساءل، أنا كنت في أستراليا لو وجد إنسان في فراشه مع زوجته رجلاً لا يستطيع أن ينبت ببنت شفة من حقها، الذي ينتظر المسلمين إذا تركوا صيانة دينهم شيء لا يصدق، الإجهاض الآن من توصيات هذه المؤتمرات يعني فتاة حملت من صديقها لها أن تذهب إلى المستشفى لتجري عملية الإجهاض دون أن تسأل من قبل أحد، حتى الأغرب من ذلك التوصيات تضعف سلطة الأب وتعد هذه السلطة تتناقض مع حرية الإنسان بل تضعف نظام الزواج أصلاً بل تريد تأخير الزواج إلى أعلى عمر ممكن والبديل أن يمارس الشباب العلاقات الآثمة في بيوت آبائهم وأمهاتهم، شيء أنا والله لا أصدق، والله لا أصدق أن يستطيعوا إقحام هذه التوصيات في العالم الإسلامي لأن الدين إن شاء الله راسخ في تقصير كثير وفي معاصي كثيرة لكن أن يصل بنا الأمر إلى هذا، هذا مستحيل هذه التوصيات تحتاج إلى عيد حب أليس كذلك ؟ هذه التوصيات التي تحيل المجتمع إلى مجتمع إباحي ما في حرمة إطلاقاً للمحارم ما في أي مانع ما في أي قيد هذه التوصيات المؤتمر الذي بعد مؤتمر بكين بعد شهرين وأنا بالمناسبة عضو في هذه اللجنة التي تقرر موضوع التوصيات أنا مندوب وزارة الأوقاف فقرأت هذه التوصيات شيء لا يصدق، لكن الحمد لله هذا البلد الطيب رفضها كلها وجمدها ولم يعبأ بها لكن أمامه مشاكل هناك مشكلات تنتظر أي دولة لا تطبق هذه التوصيات منها عقوبات اقتصادية، على كل أنا لست متشائماً لكن يجب أن يعلم المسلم من هو عدوه، الحروب القديمة أيها الإخوة الكرام، هي حروب اغتصاب أراضي وثروات الآن حروب تغير هويات محو ثقافات، يعني هناك حملة على هذا الدين لا يصدقها العقل، حملة على حجاب المرأة أنا ذكرت لكم في الخطبة أنّ في فتاة في نيويورك ارتدت ثياب الشاذات يبدو أن مدير الثانوية على بقية من مروءة فطردها أقام أبوها دعوى على الإدارة وربح الدعوى وكان الجزاء ثلاثين ألف دولار، كان تعليقي أن فتاة شاذة تخالف شرائع السماء الثلاثة يقيم أبوها دعوى على مدير المدرسة ويربحها بينما الحجاب الإسلامي يمثل أحد ركائز الدين الإسلامي وهذا الدين يدين به أكثر من ثلث سكان العالم ومع ذلك مرفوض بمعظم بلاد أوربا.
 نحن في أي عصر كيف بكم إذا أصبح المعروف منكراً والمنكر معروفاً، كيف بكم إذا لم تأمروا بالمعروف ولم تنهوا عن المنكر ؟ الصحابة ما صدقوا ذلك قالوا أو كائن ذلك يا رسول الله ؟ قال وأشد منه سيكون، قالوا وما أشد منه ؟ قال كيف بكم إذا أمرتم بالمنكر ونهيتم عن المعروف قالوا أو كائن ذلك يا رسول الله ؟ قال وأشد منه سيكون قالوا وما أشد منه ؟ قال كيف بكم إذا أصبح المعروف منكراً والمنكر معروفاً، ونحن في هذا ما ممكن يسمحوا لتركيا أن تطمح بدخول المجموعة الأوربية إلا أن تصرح أن الزنا ليس جريمة سلوك عادي.
 اليوم إنسان سألني أن يقيم في بلاد بعيدة، قلت له أنت إذا ذهبت إلى صنبور الماء أمامي وشربت كأس ماء بماذا تشعر ؟ قال لا أشعر بشيء، بماذا يشعر من حولك هل ارتكبت ذنباً؟ قال لا أبداً شربت كأس ماء، قلت له والله فيما أعلم ولا أبالغ أن جريمة الزنا في بعض البلاد كشربة الماء.
 يقول عليه الصلاة والسلام عن آخر الزمان رجال معهم سياط يجلدون بها الناس ونساء كاسيات عاريات مائلات مميلات.... الشيء الذي يلفت النظر لماذا جمع النبي عليه الصلاة والسلام بين القمع وبين التفلت الأخلاقي، لعل المعنى أن الإنسان، إذا أرادوا احتلال أفغانستان ماذا يفعلون ؟ يأمروا بسفور النساء وإنشاء أماكن للتزيين والأفلام الإباحية فالمستعمر أو المحتل متى يمكن ؟ إذا الأمر تفلت من مبادئ القوم فأينما حل الاحتلال يروج الفساد يروج الأفلام الإباحية يروج المحطات الإباحية يروج المجلات الداعرة يروج أماكن التزيين يروج سفور النساء، فكأن النبي عليه الصلاة والسلام من بعثته كشف الله له أن كل احتلال أو كل قمع أو كل سيطرة تحتاج إلى انحلال خلقي حتى يسهل تنفيذ ما يصبو إليه هذا المحتل وهذا شيء واضح بالعراق وضوحاً تاماً، واضح في أفغانستان يعني أفلام مراقص ودور لهو وأماكن تزيين النساء، سفور المرأة والأفلام إباحية.
 حدثني أخ جاء من العراق قال لي الأفلام الإباحية تباع على الرصيف دون قيد أو شرط حتى الهيروين أنواع المخدرات تباع على الرصيف دون أن يسأل أحد عن هذه المخالفة مع أن عندنا الإعدام العقوبة، الاتجار بالمخدرات الإعدام العقوبة، هناك تباع على الرصيف فمعنى أن المحتل لا يتمكن إلا بنشر الإباحية نسأل الله عز وجل أن يحفظ بلادنا ويحفظ أولادنا وبناتنا إنه على ما يشاء قدير

 

تحميل النص

إخفاء الصور