وضع داكن
24-04-2024
Logo
موضوعات علمية من الخطب - الموضوع : 306 - القوانين الفيزيائية والكيميائية.
   
 
 
 بسـم اللـه الرحمـن الرحيـم  
 

الحمد لله رب العالمين, والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين, اللهم لا علم لنا إلا ما علمتنا إنك أنت العليم الحكيم, اللهم علمنا ما ينفعنا, وانفعنا بما علمتنا, وزدنا علماً, وأرنا الحق حقاً, وارزقنا اتباعه, وأرنا الباطل باطلاً, وارزقنا اجتنابه, واجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه, وأدخلنا برحمتك في عبادك الصالحين, أخرجنا من ظلمات الجهل والوهم إلى أنوار المعرفة والعلم، ومن وحول الشهوات إلى جنات القربات .

ما هي القوانين التي لولاها لما كانت الأرض صالحة للحياة, وما هي الغاية منها ؟

1- قانونا الانصهار والتجمد :

أيها الأخوة الكرام, المؤمن إذا قرأ العلوم يربطها بخالق الكون، ويكشف الحكمة البالغة من هذه القوانين التي قننها الله عزَّ وجل، كلُّنا يعلم أن هناك ظاهرةً من خصائص المعادن هي الانصهار، فالمواد الصُلبة تتحوَّل إلى حالةٍ سائلة بالانصهار، كيف يمكن أن نستخرج المعادن من مظانِّها لولا خصيصة الانصهار؟ وكيف يمكن أن نعيد تشكيلها لولا خصيصة التجمُّد؟.
الانصهار والتجمُّد بهما نأخذ المعادن من أعماق الأرض، وبهما نشكِّل المعادن كما نريد، هذا قانونٌ أراده الله عزَّ وجل .

2- قانونا التبخر والتكثيف :

شيءٌ آخر؛ التبخُّر والتكثيف، لولا هذان القانونان هل من الممكن أن تنزل الأمطار؟ البحر ملحٌ أجاج، أشعة الشمس تبخِّره، من الذي قنن أن المواد المترسِّبة بالسائل لا تتبخَّر؟ تبقى في السائل، ويتبخَّر الماء الصرف، ومن قنن قانون التكثيف، يتحوَّل البخار إلى ماء، والماء إلى بخار دون أن تعلق المواد الراسبة في السائل في البخار؟ .
لولا قانونا التبخير والتكثيف لما كانت أمطار، ولما كانت مياهٌ عذبة نشربها ونتذوَّقها .

3- قانون الترسب :

شيءٌ آخر؛ ظاهرة الترسُّب، الإنسان خُلِقَ من ماءٍ مهين، له عظام، عظم, عنق, الفخذ يتحمَّل من الوزن ما يزيد عن مئتين وخمسين كيلو غرام, أي أن الإنسان الشديد العتيد يمكن أن يتحمَّل خمسمئة كيلو فوقه، فهذه الصلابة التي اكتسبتها العظام، أنّى لها أن تكون لولا ظاهرة الترسُّب، مواد ذائبة في سائل، تنفصل عنه وتترسَّب، وتشكَّل هذا العظم.يقول الأطباء: إن ميناء الأسنان تأتي بعد الألماس في قساوته، لولا الترسُّب لما كانت الأسنان بهذا القِوام، ولما كانت العظام، ولما كنا .

4- قانون الذوبان :

ظاهرةٌ أخرى هي الذوبان؛ لولا ذوبان المعادن في الماء لما أمكن للنبات أن يأخذ كلّ المعادن في التربة، كلُّ أملاح المعادن تذوب في التربة مع الماء، ويصعد الماء مع هذه المعادن المذابة، فتأخذ الأوراق حاجتها .لولا ظاهرة الذوبان لما ذابت الأطعمة في سائل الكيلوس، وانتقل هذا السائل إلى الدم، والدم نقل كل هذه المواد الغذائية إلى الخلايا .
أيها الأخوة الأكارم, المؤمن إذا أرد أن يعرف الله، كلُّ شيءٍ يدلُّه عليه، كل قانون يقرأه حتى في الكتب العلمية المحضة، يجد أن هذا القانون يشير إلى عظمة الله عز وجل، لولا ترسب الأجسام الصلبة والمعادن في السوائل لما كنا في هذا المكان، إنك تمشي على قدمين لأن هناك هيكلاً عظمياً يحمل هذه العضلات، ولولا ظاهرة الترسيب لما كان هناك إنسانٌ يمشي على قدمين، ولولا ظاهرة الذوبان لما أمكنك أن تأخذ كل الغذاء، إنك تأكل مركبات الحديد وأنت لا تشعر، أملاح المعادن كلها ذائبة في دمك، لولا ظاهرة الذوبان لما أمكن أن تستفيد من المعادن، ولما أمكن أن تستفيد من الغذاء .
دققوا في هذه القوانين الستة، الذوبان والترسيب، والتبخر والتكثيف، والانصهار والتجمد، هذه ستة قوانين لولاها لما قامت الحياة على سطح الأرض .

تحميل النص

اللغات المتوافرة

إخفاء الصور