وضع داكن
27-04-2024
Logo
موضوعات علمية من الخطب - الموضوع : 311 - الإيدزخطر يهدد المنحرفين.
   
 
 
 بسـم اللـه الرحمـن الرحيـم  
 

الحمد لله رب العالمين, والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين

اللهم لا علم لنا إلا ما علمتنا إنك أنت العليم الحكيم, اللهم علمنا ما ينفعنا, وانفعنا بما علمتنا, وزدنا علماً, وأرنا الحق حقاً, وارزقنا اتباعه, وأرنا الباطل باطلاً, وارزقنا اجتنابه, واجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه, وأدخلنا برحمتك في عبادك الصالحين, أخرجنا من ظلمات الجهل والوهم إلى أنوار المعرفة والعلم، ومن وحول الشهوات إلى جنات القربات . 

ما هو الخطأ الشائع في العالم ؟

أيها الأخوة الكرام, لو أن بلدةً تشرب ماءً ملوثاً، فظهرت في أبنائها الأمراض والأوبئة

فهل من العقل والحكمة، أن ندع الماء الملوَّث، يفتك بأبناء هذه البلدة، ثم نبحث عن المصل المضاد، واللقاح الشافي، وأن نستقدم الأطباء، ونشيد المشافي، ونستورد الأجهزة, أم العقل والحكمة يقتضيان، أن نوقف الماء الملوَّث، أو أن نطهِّره من التلوِّث، وعندها نطوِّق المشكلة، ونحدُّ من انتشارها، ثم نلتفت إلى معالجة المصابين؟ .
أيها الأخوة الكرام, من المؤسف أنَّ هذا ما يجري في العالم كلِّه، إنَّهم لا يقفون في وجه أسباب المرض، بل يحاولون أن يمنعوا أعراضه ونتائجه، إنَّ درهم وقاية، خيرٌ من قنطار علاج, قال تعالى:

﴿أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلَى عِلْمٍ﴾

[سورة الجاثية الآية: 23]

ما هو سبب تماسك المجتمع المسلم من هذا المرض الذي يهدد العالم ؟

أيها الأخوة الكرام, الشاب الذي يبحث عن عملٍ، ثم يبحث عن زوجةٍ

أيها الأخوة الكرام, الشاب الذي يبحث عن عملٍ، ثم يبحث عن زوجةٍ الأسرة النظيفة هي الخلية الأولى في جسم المجتمع السوي



هو في الظاهر يبحث عن كفايته، ويقضي حاجته، وهو في الحقيقة يسهم في بناء أمته، لأنَّ الأسرة النظيفة المتماسكة، هي الخلية الأولى، في جسم المجتمع السوي المتقدم، والشاب الذي يهمل عمله، ويقضي وطره من طرقٍ غير مشروعة، ومع فتياتٍ ساقطات، يسهم من حيث يريد، أو لا يريد، من حيث يعلم، أو لا يعلم في تدمير نفسه، وأسرته، ومجتمعه، وهل الأمة إلا بشبابها، الأصحاء، الأقوياء، المستقيمين، وشاباتها؟ صدق القائل:

يا بُناة الجيل هيّا حصنوا هذا البناء احفظـوا جيل الشباب
أرشدوهم للصواب فهم النبع الغدير ولكــم عذب الشراب
أيها الآباء حصــــنوا كلَّ الشباب لينـــيروا كالبدور
يسِّروا أمــــــرَّ الزواج لا تغالــــــوا بالمهور
واحـــــذروا داء التباهي بالأســـــاس والقصور

إنما نبــــع السعـــادة كامـــنٌ ضمـن الصدور
احذروا الفيــروس فهو الآن جمـرٌ يختفي تـحت الرماد
إن تجاهلنا الحقيقــة فاجأتنا النار يوماً واكتوى كلَّ العباد
بددوا الجهـــــل بعلــم ٍ أيقظـــــوا أهل الرقاد
توجوا العلــــم بطهـــرٍ صـــــادقٍ فهو العماد
ها هو الفيـــــروس يغتال الضحايا قاصــدا كلَّ البلاد
وهو أعمـــــى عن شبابٍ طاهـــــرٍ يأبى الفساد
إنما العــــــفة ماءٌ بــ اردٌ عـــــــذبٌ زلال
يطفئ الجمــــــر ويروي كـلَّ من طلــــب الحلال

أيها الأخوة, ينبغي أن ننوه، أنه بفضل الله علينا، وبسبب تمسك مجتمعنا، بمبادئ دينه القويم، فإنَّ هذا المرض الخطير، الذي يعدَّ الخطر الأول في العالم كلَّه، لا يعدُّ مشكلةً في بلدنا الطيب، فالإصابات لا تزيد عن مئةٍ، أو أكثر بقليل، وأكثر هذه الإصابات من الوافدين من بلادٍ أجنبية، وهناك إجراءات حازمة، تحدُّ من انتشاره, كما قال الله تعالى: 

﴿فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَى﴾ 

[سورة طه الآية: 123]

﴿فَمَنْ تَبِعَ هُدَايَ فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ﴾

[ سورة البقرة الآية: 38]

لا يضلُّ عقله، ولا تشقى نفسه، ولا يندم على ما فات، ولا يخشى من ما هو آت .

تحميل النص

إخفاء الصور