وضع داكن
20-04-2024
Logo
موضوعات علمية من الخطب - الموضوع : 146 - جهاز التبريد في الطيور والرؤية عندها.
   
 
 
 بسـم اللـه الرحمـن الرحيـم  
 

الحمد لله رب العالمين, والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين, اللهم لا علم لنا إلا ما علمتنا إنك أنت العليم الحكيم, اللهم علمنا ما ينفعنا, وانفعنا بما علمتنا, وزدنا علماً, وأرنا الحق حقاً, وارزقنا اتباعه, وأرنا الباطل باطلاً, وارزقنا اجتنابه, واجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه, وأدخلنا برحمتك في عبادك الصالحين .

أسباب التهوية عند الطائر :

أيها الأخوة الأكارم, أذكركم بما قلته في الخطبة الثانية، في الأسبوع الماضي، من أن الله سبحانه وتعالى، قال:

﴿أَوَلَمْ يَرَوْا إِلَى الطَّيْرِ فَوْقَهُمْ صَافَّاتٍ وَيَقْبِضْنَ مَا يُمْسِكُهُنَّ إِلَّا الرَّحْمَنُ إِنَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ بَصِيرٌ﴾

[سورة الملك الآية: 19]

فالطير في السماء آية دالةٌ على عظمة الله سبحانه وتعالى، والقرآن الكريم يأمرنا أن نفكر في هذه الآية .
قد حدثتكم في المرة الماضية، عن ريش الطائر، وكيف أن هذا الريش يعدٌ معجزة، وهو أساس طيران الطائر؟ .
اليوم: أضيف إلى ذلك: أن هذا الطائر الذي يطير ساعاتٍ طويلة، بعض الطيور يطير ستاً وثمانين ساعةً من دون توقف

يحتاج هذا الجهد العالي إلى تبريدٍ فعال، الطائر لا يتعرق وهو يبذل جهداً عالياً في الطيران، ويحتاج هذا الجهد العالي إلى تبريد، لذلك خصَّ الله سبحانه وتعالى الطائر برئتين صغيرتين، لكن معهما أكياسٌ هوائية، موزعةٌ في كلِّ جسم الطائر، بل إن أكياس الهواء تتخلخل في عظامه، بل إن أكياس الهواء تصل إلى أظلافه، من أجل تبريدٍ فعال، لهذا الجهد العالي، هذا مما خص الله به الطائر .

 

ما هي الوسيلة التي سخرها الله للطائر من أجل اكتساب رزقه ؟

أيها الأخوة, هذا الطائر أين رزقه؟ رزقه في الأرض، فهو يطير في أعالي الجو، فإذا كان بصره ضعيفاً، لا بدَّ من أن ينزل إلى الأرض، إما أن يرى رزقه، وإما أن لا يراه، فيعود للطيران ثانيةً، إذاً: هو بحاجةٍ إلى بصرٍ حاد، وهو في أعالي الجو، يرى رزقه على الأرض، لذلك الشيء الذي يلفت النظر، أن الطيور أقوى قدرةً على الإبصار من الإنسان.
إن الطيور تملك عيوناً حادة تزيد فاعلية رؤيتها عن فاعلية رؤية الإنسان ثماني مرات، فبعض أنواع الطيور يرى الجيفة على ارتفاع ألفي متر، بعض أنواع الطيور يرى البيضة على الأشجار تحت الأوراق، بعض أنواع الطيور يرى السمكة في الماء، وهو في أعالي الجو، الغطاس فينقض عليها ليأكلها . 

تحميل النص

إخفاء الصور