وضع داكن
29-03-2024
Logo
موضوعات علمية من الخطب - الموضوع : 143 - جهاز تصفية البول - الكليتان.
   
 
 
 بسـم اللـه الرحمـن الرحيـم  
 

  الحمد لله رب العالمين, والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين, اللهم لا علم لنا إلا ما علمتنا إنك أنت العليم الحكيم, اللهم علمنا ما ينفعنا, وانفعنا بما علمتنا, وزدنا علماً, وأرنا الحق حقاً, وارزقنا اتباعه, وأرنا الباطل باطلاً, وارزقنا اجتنابه, واجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه, وأدخلنا برحمتك في عبادك الصالحين .

عملية تصفية البول عند الإنسان :

 أيها الأخوة المؤمنون, أُثِرَ عن النبي عليه الصلاة والسلام أنه كان يدعو ويقول بعد أن يخرج من الخلاء:

((الحمد لله الذي أذاقني لذَّته، وأبقى فيَّ قوته، وأذهب عني أذاه))

 هذا الطعام والشراب، فيه قوة، وفيه لذة، وفيه فضلات، فجهاز تصفية البول (الكليتان) ، فيهما من العجائب، الشيء الذي لا يصدق، إن ملخص القول: إن أعقد جهاز في الإنسان بعد الدماغ، هما الكليتان .

 يوجد في الكليتين مليونان، من وحدات التصفية،

في كل كلية مليون وحدة التصفية, أنبوبٌ دقيقٌ دقيق، وعاءٌ دقيقٌ دقيق، يلتف حول نفسه حتى يشكل كبة، اسمه عند علماء التشريح، الكبيْبة, هذه الكبيبة يحيط بها غشاء ينتهي بأنبوب .

 وقد قلت لكم قبل قليل: إن أعقد جهازٍ بعد الدماغ، هو الكلية، وحسبكم أن الكلية الصناعية يزيد حجمها عن حجم مكتبٍ كبير، ويستغرق الإنسان وقتاً لتصفية دمه، ما يزيد عن ثماني ساعات، والتصفية لا تعادل تصفية الكلية الطبيعية، هذه الكبيبة مع غشائها وأنبوبها، لا ترى بالعين، لو صفَّت هذه النفرونات وحدات التصفية إلى جانب بعضها بعضاً، لبلغ طولها في الكليتين مئة وستين كيلو متر .
 لو نشرت سطوحها الداخلية, لاستغرقت ثماني أمتارٍ مكعبة، لذلك يجري الدم في الكليتين بطريقٍ طوله في اليومٍ واحد ما يزيد عن مئة كيلو متر، ولها معلوماتٌ دقيقةٌ، كيف يكون الضغط أعلى في الشريان الأكبر, والضغط أقل, وما علاقة الضغط بضغط الكلية؟ موضوعاتٌ لا تعالج من على المنبر، ولكن من أجل أن يقف الإنسان وقفة خاشعة، عند قوله تعالى : 

﴿وَفِي أَنْفُسِكُمْ أَفَلَا تُبْصِرُونَ﴾

[ سورة الذاريات الآية: 21]

 لا يزيد وزن هاتين الكليتين مجتمعتين عن مئة وأربعين غراماً، الكلية الواحدة التي تقوم بوظائف، يعجز عن فهمها الدماغ، لا يزيد وزنها عن سبعين غراماً، ولو بطَّأت في عملها، ولو توقفت عن عملها، لانتهت حياة الإنسان، ولغرق في سمومه .

هل كان النبي محقاً بهذا الدعاء ؟

 أيها الأخوة, حينما كان يخرج النبي عليه الصلاة والسلام من بيت الخلاء, كان يقول :

((الحمد لله الذي أذاقني لذَّته، وأبقى فيَّ قوته، وأذهب عني أذاه))

 أمراض الكليتين لا تعد ولا تُحصى، أمراض الكليتين، وأمراض الحالبين، وأمراض المثانة، كثيرةٌ جداً،

هذا الجهاز الدقيق، هذا الجهاز المتقن الذي ينفي عنك الأذى، ألا تشكر الله عليه؟ كيف تكون حالة الإنسان من دون مثانة، كيف تكون؟ .
 يا أيها الأخوة المؤمنون, ما ذكرت شيئاً، ذكرت عناوين، وأرقاماً سريعةً، من أجل أن يلفت نظر الإنسان إلى ما ينطوي عليه من أجهزةٍ دقيقةٍ . 


الصور مأخوذة من المراجع التالية

 

Fox Human Physiology

Anatomy and Physiology in Health and Illness

f-netter 

تحميل النص

إخفاء الصور