وضع داكن
28-03-2024
Logo
موضوعات علمية من الخطب - الموضوع : 339 - الغدة النخامية و الغدة الدرقية - موازنة في وظائف الجسم.
   
 
 
 بسـم اللـه الرحمـن الرحيـم  
 

 الحمد لله رب العالمين, والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين, اللهم لا علم لنا إلا ما علمتنا إنك أنت العليم الحكيم, اللهم علمنا ما ينفعنا, وانفعنا بما علمتنا, وزدنا علماً, وأرنا الحق حقاً, وارزقنا اتباعه, وأرنا الباطل باطلاً, وارزقنا اجتنابه, واجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه, وأدخلنا برحمتك في عبادك الصالحين .
 ماذا يحدث لو أن ازداد دم الإنسان ولزوجته عن المقدار اللذين قدرا لهما, وما هو العامل المساعد لحفظ هذا الدم من هذه الخاصة ؟
 أيها الأخوة الكرام, يقول الله عزَّ وجل:

﴿إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ﴾

[سورة القمر الآية: 49]

 من الثابت في علم الطب: أن دم الإنسان إذا زادت ميوعته نزف دمه كله من جرحٍ صغير، عندها يموت الإنسان، ولو زادت لزوجته عن الحد المعقول لتجمد الدم في العروق كالوحل في الطرقات، فإذا وصلت خثرة منه إلى القلب أو الدماغ، قضى الإنسان نحبه . لذلك, يفرز الجسم هرموناً يميع الدم, وهرموناً يجلِّطه، ومن التوازن الدقيق بين إفراز الهرمونين, يحفظ الدم على مستوى من السيولة، تسمح له بالحركة عبر الأوعية الدقيقة، ويحافظ الدم على مستوى من اللزوجة، تمنع نزيفه من أدق الجروح, قال تعالى:

﴿إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ﴾

[سورة القمر الآية: 49]

كيف يتم عملية التوازن في جسم الإنسان بين حاجته إلى الغذاء وبين حاجته إلى الطاقة ؟

 

 ومن الثابت, أن الغدة النخامية، من مفرزاتها ما يحث الغدة الدرقية المسؤولة عن الاستقلاب، أي تحويل الغذاء إلى طاقة, وأن من مفرزات الغدة الدرقية، ما يثبط الغدة النخامية ، ومن خلال التأثير المتبادل الحكيم بين الغدتين، يستقيم التوازن بين حاجة الإنسان إلى الغذاء ، وحاجته إلى الطاقة, قال تعالى:

﴿إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ﴾

[سورة القمر الآية: 49]

 لذلك قالوا : الكون قرآن صامت، والقرآن كونٌ ناطق، والنبي عليه الصلاة والسلام قرآنُ يمشي، فالكون كله يترجم آيات القرآن، والقرآن يجسِّد حقائق الكون، والنبي عليه الصلاة والسلام بخلقه كان خلقه القرآن .

تحميل النص

إخفاء الصور