وضع داكن
29-03-2024
Logo
موضوعات علمية من الخطب - الموضوع : 042 - المثانة
   
 
 
 بسـم اللـه الرحمـن الرحيـم  
 

 الحمد لله رب العالمين, والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين, اللهم لا علم لنا إلا ما علمتنا إنك أنت العليم الحكيم, اللهم علمنا ما ينفعنا, وانفعنا بما علمتنا, وزدنا علماً, وأرنا الحق حقاً, وارزقنا اتباعه, وأرنا الباطل باطلاً, وارزقنا اجتنابه, واجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه, وأدخلنا برحمتك في عبادك الصالحين .

إليكم مضمون هذه المقالة :

 أيها الأخوة المؤمنون, طالعت في هذا اليوم، مقالةً عن المثانة، نحن مغمورون في نعمٍ ، لا يعلمها إلا من تأمَّلها، هذه المثانة زودها الله بأعصاب متوضعة في جدرانها، فإذا امتلأت ، تنبهت الأعصاب، وأرسلت إلى النخاع الشوكي رسالةً أنها قد امتلأت، النخاع الشوكي يرسل أمراً إلى عضلات المثانة، لأن فيها عضلات تأتمر بأمرٍ من النخاع الشوكي, تتقلص هذه العضلات، ويأتي أمرٌ ثاني إلى العضلة التي تحكم إغلاق فتحتها السفلى، كي تسترخي .
لكن تصميم الله سبحانه وتعالى، فيه حكمةٌ ما بعدها حكمة، إن هذه العضلات التي قد أمرها النخاع الشوكي أن تتقلص، وهذه العضلة التي أمرها النخاع الشوكي أن تسترخي، لا تنفِّذ الأمر إلا بعد أن تأتي إشارةٌ من الدماغ، أن نفِّذوا هذا الأمر .
 لو أنك في موطنٍ حساس، في اجتماعٍ مهم، تركب طائرة عند ضيفٍ يستقبلك، وامتلأت المثانة، وجاء الأمر من النخاع الشوكي، ونُفِّذ أمره، أين مكانتك؟ أين شخصيتك؟ أين شأنك؟ تحتاج إلى فوط عندئذٍ، ولكن هذه المثانة، وهذا الأمر لا ينفَّذان إلا بموافقة الدماغ، بموافقة مركز المحاكمة، هل الوقت مناسب؟ .

 إلا أن هناك علاقةً عجيبة، لو أن الدماغ لم يوافق، وظل لا يوافق، واستمر على عدم الموافقة, إلى درجة أن البول بدأ يدخل من الحالبين، ليصل إلى الكليتين، عندئذٍ هناك خطر، تسمم الدم كله، عندئذٍ لا ينتظر النخاع الشوكي موافقة الدماغ، يأمر عضلات المثانة، فتتقلص ، ويأمر عضلة الفتحة السفلية، فتسترخي، ويخرج البول، حفاظاً على صحة الإنسان، ما هذا التصميم؟ .

 

 خاتمة الدرس :

 

 أيها الأخوة, كيف تكون حياتنا بلا مثانة؟ في كل عشرين ثانية، تنزل من الكليتين قطرتان، كيف تكون بلا مثانة؟ هذا المستودع الذي يتسع لما يزيد عن لترٍ ونصف، تستطيع أن تركب سيارة خمس ساعات، سبع ساعات، وأنت في أوج راحتك، وتمام شخصيتك، وتوافر مكانتك,

قال تعالى:

﴿أَمْ خُلِقُوا مِنْ غَيْرِ شَيْءٍ أَمْ هُمُ الْخَالِقُونَ﴾

[سورة الطور الآية: 35]

 أيها الأخوة المؤمنون, باب الكون أوسع بابٍ إلى الله عزَّ وجل، أوسع باب ادخلوا منه، فهو مدخلٌ مفتوح, أبوابه على مصارعه .

تحميل النص

إخفاء الصور