وضع داكن
25-04-2024
Logo
موضوعات علمية من الخطب - الموضوع : 106 - التمر وأساس الولادة الميسّرة.
   
 
 
 بسـم اللـه الرحمـن الرحيـم  
 

الحمد لله رب العالمين, والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين, اللهم لا علم لنا إلا ما علمتنا إنك أنت العليم الحكيم 
اللهم علمنا ما ينفعنا, وانفعنا بما علمتنا, وزدنا علماً, وأرنا الحق حقاً, وارزقنا اتباعه, وأرنا الباطل باطلاً, وارزقنا اجتنابه, واجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه, وأدخلنا برحمتك في عبادك الصالحين .

ما هي الأسباب التي تعين المرأة الحامل على تيسير ولادتها ؟

1- الحالة النفسية المطمئنة :

أيها الأخوة المؤمنون, آيةٌ قرآنية في سورة مريم

وفي قصة السيدة مريم بالذات، كلماتٌ ثلاث، يكشف الطب الحديث، أنها أساس الولادة الميسَّرة، يقول الله تعالى مخاطباً السيدة مريم:

﴿وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ تُسَاقِطْ عَلَيْكِ رُطَباً جَنِيّاً * فَكُلِي وَاشْرَبِي وَقَرِّي عَيْناً فَإِمَّا تَرَيِنَّ مِنَ الْبَشَرِ أَحَداً فَقُولِي إِنِّي نَذَرْتُ لِلرَّحْمَنِ صَوْماً فَلَنْ أُكَلِّمَ الْيَوْمَ إِنْسِيّاً﴾

[ سورة مريم الآية: 25-26]

أما كلمة: (قري عيناً) استنبط العلماء من هذه الآية: أن الحالة النفسية للمرأة قُبَيْل الولادة، لها علاقةٌ وشيجة بتيسير الولادة، إذا كانت المرأة مطمئنة، قريرة العين، هادئة البال، ليس هناك مشكلة في البيت، زوجها يكرمها قبيل الولادة، إن حالتها النفسية المريحة، وطمأنينتها، وقرَّة عينها، إنه عاملٌ أساسيٌ في سهولة ولادتها، فأي اضطرابٌ نفسي، وأية أزمةٍ عاطفية، وأية مشاجرة بين الزوجين، والمرأة على وشك الولادة، إنها تعيق الولادة، وربما اضطرت المرأة إلى إجراء ولادةٍ عسرة، هذا ما استنبطه العلماء من هذه الآية, قال تعالى:

﴿فَكُلِي وَاشْرَبِي وَقَرِّي عَيْناً﴾

[سورة مريم الآية: 26]

2- الرطب :

أيها الأخوة, أما كلمة (كلي)، ولحكمةٍ بالغة أن الله سبحانه وتعالى، يقول:

﴿وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ تُسَاقِطْ عَلَيْكِ رُطَباً جَنِيّاً * فَكُلِي وَاشْرَبِي وَقَرِّي عَيْناً﴾

[سورة مريم الآية :25-26]

من أغرب الكشوف العلمية؛ أن في الرطب مادةً تعين على انقباض الرحم، جوف الرحم كما تعلمون، من اثنين ونصف سنتيمتر مكعب، إلى سبعمئة وخمسين سنتيمتر مكعب، أي اثنين ونصف سنتيمتر مكعب قبيل الحمل، وفي أوج الحمل يزيد جوف الرحم عن سبعمئة وخمسين سنتيمتر مكعب

وهذا الجنين، وتحته المشيمة، والمشيمة موصولةٌ بِشرايين الأم، فإذا نزل الجنين من رحم الأم، وتبعته المشيمة، تقطَّعت هذه الشرايين، هذه الشرايين مفتوحة، لو بقيت مفتوحة لنزفت الأم وماتت, لذلك ربنا سبحانه وتعالى لحكمةٍ بالغة، يجعل الرحم تنقبض انقباضاً شديداً إلى درجة أن قوام الرحم يصبح قاسياً كالصخر، فإذا وضعت القابلة يدها على الرحم ورأته قاسياً، تطمئنُّ إلى أن الولادة صحيحة، في التمر, وفي الرطب مادةٌ تعين على انقباض الرحم، لذلك وردت كلمة الرطب في آية المخاض, قوله تعالى:

﴿وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ تُسَاقِطْ عَلَيْكِ رُطَباً جَنِيّاً * فَكُلِي﴾

[سورة مريم الآية :25-26]

من فوائد الرطب أيضاً للمرأة الحامل على وشك الوضع:

إن في الرطب مادة تعين على انزلاق النفايات في الأمعاء الغليظة، مادة منظفة ومليِّنة، وما من امرأةٍ على وشك أن تضع إلا ويحرص الطبيب أو القابلة على أن تكون أمعاءها خاليةً من كلِّ شيء، لئلا يعيق امتلاء الأمعاء خروج الجنين من الرحم .
شيء آخر، الطلق عملية مجهدة، فالقلب أحياناً يزيد ضرباته من مئة ضربة في الدقيقة، أو من ثمانين ضربةٍ في الدقيقة، إلى مئة وثمانين ضربةٍ في الدقيقة، ليواجه هذه التقلُّصات العنيفة، فالقلب يحتاج إلى غذاء، والحركات العضلية تحتاج إلى غذاء، لذلك التمر لا يستغرق تمثُّله أكثر من عشرين دقيقة من الفم إلى الدم مباشرة، فهو أسهل مادةً للهضم، ولتحوِّلها من غذاءٍ إلى طاقة .شيءٌ أخير، هو أن في الرطب مادةً تمنع النزيف، وتنظِّف الأمعاء وتعقمها، وتطهِّرها ، وتليِّنها، وتغذي المرأة التى على وشك الوضع بغذاءٍ سكريٍ من أعلى مستوى, بأسهل طريقةٍ ، وبأقصر وقت، وجاء في كتاب الله عز وجل, قوله:

﴿وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ تُسَاقِطْ عَلَيْكِ رُطَباً جَنِيّاً * فَكُلِي﴾

[سورة مريم الآية :25-26]

لماذا يحتاج اﻹنسان إلى الماء بعد أكل الحلو ؟

أيها الأخوة, إن هذا التمر مركَّز تركيزاً شديدٌاً جداً, فهو يحتاج إلى سائلٍ ينحلُّ فيه، كي يسهل الامتصاص, قال تعالى :

﴿فَكُلِي وَاشْرَبِي﴾

[سورة مريم الآية: 26]

لماذا يحتاج الإنسان بعد أن يأكل الحلو إلى الماء؟ لأن الحلو يحتاج إلى تمديد، وإلى أن ينحل في سائل كي يسهل هضمه .
لذلك شرب الماء ضروري للمرأة التي على وشك الوضع، وحالتها النفسية المطمئنة عنصرٌ أساسيٌ في الولادة، وأن يكون طعامها فيه أشياء أربعة؛ مواد تعين على انقباض الرحم، ومواد تمنع النزيف، ومواد تنظِّف الأمعاء وتليِّنها، ومواد أخرى تغذي بأقصر وقتٍ, وأيسر سبيل . 

 

ما كشفه العلم :

هذا القرآن الكريم، هذا كلام رب العالمين، كلماتٌ في قصة، ولكن لو وقفت عندها لوجدت العجب العجاب, قال تعالى:

﴿وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ تُسَاقِطْ عَلَيْكِ رُطَباً جَنِيّاً * فَكُلِي وَاشْرَبِي وَقَرِّي عَيْناً﴾

[سورة مريم الآية :25-26]

أيها الأخوة المؤمنون, هذه بعض آيات القرآن، وكيف أن العلم كلَّما تقدَّم، اكتشف أن هذا الكلام كلام ربُّ العالمين، كلام خالق الأكوان، وليس كلام البشر؟ . 

تحميل النص

إخفاء الصور