وضع داكن
16-04-2024
Logo
موضوعات في التربية - الدرس : 138 - قواعد اجتماعية تسهم في نجاح الحياة الزوجية.
   
 
 
 بسـم اللـه الرحمـن الرحيـم  
 

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين، اللهم لا علم لنا إلا ما علمتنا إنك أنت العليم الحكيم، اللهم علمنا بما ينفعنا، وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما، وأرنا الحق حقاً وارزقنا اتباعه، وأرنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه، واجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه، وأدخلنا برحمتك في عبادك الصالحين.

بيوت المسلمين ليست كما ينبغي أن تكون:

أيها الإخوة الكرام، موضوع هذا الدرس يتعلق بالحياة الأُسرية، فبيوتات المسلمين ليست كما ينبغي أن تكون، أقصد ليست فيها السعادة التي وعد الله بها المؤمنين، وليس بين الزوجين تلك المودة والرحمة التي وردت في نص القرآن الكريم، ولا بين الزوجين المسلمين ما نقل إلينا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما كان بينه وبين زوجاته من الودّ الطيب.
أول نقطة: حينما تصلح العلاقة الزوجية، ويكون البيت عشاً هادئاً سعيداً هذا ينعكس على الأولاد والعمل والزوجة، والذي يقطف ثمار هذا الود الذي وصفه الله عز وجل في القرآن الكريم:

﴿وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجاً لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً﴾

( سورة الروم )

سبب اختيار الموضوع:

لعلكم تسألون: ما المنطلق الذي أنطلق به في هذا الدرس ؟ شكاوى عبر الهاتف، وعبر لقاءات شخصية لا تعد ولا تحصى، من أن هذا البيت مع أن الزوج ينتمي إلى مسجد، وهو من طلاب العلم، ومحسوب على المسلمين المؤمنين، ومع أن الزوجة تخاف الله عز وجل، ومع أن هوية الزوجين هوية إيمانية، لكن لا تجد بينهما هذه المودة التي ذكرها الله في القرآن الكريم، لو أردنا أن نطبق قوانين الود العامة قال تعالى:

﴿فَنَسُوا حَظّاً مِمَّا ذُكِّرُوا بِهِ فَأَغْرَيْنَا بَيْنَهُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ﴾

(سورة المائدة)

مادام هناك تقصير في طاعة الله عز وجل فالناتج الطبيعي لهذا التقصير عدم الود بين الزوجين، بل إن النبي عليه الصلاة والسلام في أكثر من حديث الشريف كما ورد في الأثر عن ابن عمر رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول:

(( … والذي نفسي بيده ما تواد اثنان فيفرق بينهما إلا بذنب يحدثه أحدهما ))

[ أحمد بسند صحيح]

لو تصورنا أن مؤمنين أخوين زوجين كلاهما على طاعة الله، وملتزمان أمام الله، ومطبقان لكتاب الله والسنة، نظرياً أصولياً قاعدياً مستحيل أن ينشأ بينهما خلاف ! إلا ما كان طفيفاً جداً في وجهات النظر، لكن هذا يدوم ساعة، أما الاختلاف العميق الذي نراه في البيوت فها هو الخطر.
واللهِ من كثرة ما يأتيني عبر الهاتف، ولقاءات شخصية من شكاوى من الزوجات أو من الأولاد هذا الذي حملني أن أخصص هذا الدرس للسعادة الزوجية.
ما الذي يحصل ؟ حينما كان في الخطبة كانت جنته وناره، يتصل بها، ويتكلم معها ساعات طويلة، ما باله بعد الزواج ؟ تفتر هذه العلاقة شيئاً فشيئاً إلى أن ينصرف كل واحد منهما عن الآخر، وقد لا يحتمل أحدهما أن يجلس مع الآخر، ما الذي حصل ؟
الحقيقة أن البارحة زارني أخ دعاني لحضور عقد قرانه، قال لي: انصحني، قلت: واللهِ النصيحة معقدة، لن تسعد بزواجك إلا إذا سعدتَ أنت بالله، إلا إذا عرفته، وأطعته، واتصلت به، وسعدت بقربه.
الآن إذا أخذت بيدها إلى الله، فعرفت ربها، وأطاعته، وسعدت بقربه الآن تسعدك، لأنها تترقب إلى الله بإسعادك، وأنت تتقرب إلى الله بإسعادها، لأنك تخشى الله أن تظلمها ، ولأنها تخشى الله أن تظلمك.
تصور زوجين كل منهما يخشى الآخر أن يظلم الطرف الآخر، وكل منهما يتقرب إلى الله بإسعاد الطرف الآخر، ما هذا الزواج ؟ لماذا هناك ثغرة ؟ في بداية الزواج شعلة، ثم تخبو شيئاً فشيئاً، ثم تنطفئ ؟ أليس من الممكن أن تستمر هذه الشعلة ؟ أنا الذي يصل إلى سمعي أن أسراً قليلة جداً بينهما ود وتراحم مستمر.

 

قواعد شرعية تسهم في السعادة الزوجية:

 

1 – تطبيق الزوجين لمنهج الله:

أيها الإخوة، أبدأ بالنواحي الشرعية، كلما طبق الإنسان منهج الله عز وجل في شأن زواجه، وفي شأن علاقته بزوجته كان الود أكثر، فتوجيهات النبي عليه الصلاة والسلام واضحة.
مثلاً قال للمرأة:

(( انصرفي أيتها المرأة، وأعلمي من خلفك من النساء أن حسن تبعل إحداكن لزوجها، وطلبها مرضاته، واتباعها موافقته يعدل الجهاد ))

(الدر المنثور في التفسير بالمأثور للإمام جلال الدين السيوطي)

تصور الجهاد وهو ذروة سنام الإسلام، أعلى درجة في الإسلام أن تكون مجاهداً، وهذه المرأة التي تحسن رعاية زوجها، وأولادها هي في مرتبة المجاهد في سبيل الله، لكن بالتعبير الدارج لا يوجد امرأة تأخذ بهذا الكلام، لكن هذا كلام سيد الأنام، كلام حبيب الله، كلام سيد الخلق، وحبيب الحق، ومع ذلك هناك تقصير، والنبي عليه الصلاة والسلام قال:

(( أكرموا النساء، فو الله ما أكرمهن إلا كريم، ولا أهانهن إلا لئيم، يغلبن كل كريم، ويغلبهن لئيم، وأنا أحب أن أكون كريماً مغلوباً من أن أكون لئيماً غالباً ))

(ورد في الأثر)

2 – المعاشرة بالمعروف:

لو قرأت القرآن الكريم:

﴿وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ﴾

 

( سورة النساء)

ليست المعاشرة بالمعروف كما قال بعض المفسرين أن تمتنع عن إيقاع الأذى بها، بل أن تحتمل الأذى منها، هذه المعاشرة بالمعروف، امرأة اشتكت لي زوجها القاسي قلت لها: صديقة النساء آسيا امرأة فرعون جعلها الله تحت طاغية جبار كافر، بل من أكفر كفار الأرض لماذا ؟ لتكون قدوة لأية زوجة شاءت حكمة الله أن يكون زوجها قاسيًا أو ظالمًا، لأن لديها أولادًا فعليها أن تصبر، فلو قرأت القرآن الكريم لوجدت فيه من القصص ومن العبر ما لا ينتهي مثلاً:

﴿وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ وَلِلرِّجَالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ﴾ 

(سورة البقرة)

أحياناً يسخر الإنسان من أهل زوجته، فإذا تكلمت امرأته كلمة في حق أهله أقام الدنيا، ولم يقعدها، لما هذا التميز ؟ كما أن أهلك تدافع عنهم، وتلتمس توقيرهم واحترامهم هي كذلك، فهذا المفهوم من بعض أحاديث رسول الله: أن عاملوا الناس كما تحب أن يعاملوك، هذا مقياس من أروع المقاييس، الشيء الذي يزعجك من زوجتك ينبغي ألا تفعله مع أهلها، الشيء الذي تأخذه عليها ينبغي ألا تفعله معها، هذه مقدمة.
طبعاً طاعة الله، الاتصال بالله أن يمتلئ القلب رحمة بالزوجة، هذا كله أسباب شرعية كافية لدوام الحب بين الزوجين.

قواعد اجتماعية تسهم في السعادة الزوجية:

لكن هناك توجيهات اجتماعية نفسية إن صح التعبير لو طبقناها لقطفنا ثماراً يانعة من العلاقة الزوجية، أنا سأشرح بعضها.

1 – السلام عند دخول البيت وتفقد الزوجة:

فمثلاً: عند عودتك إلى المنزل وهذه نصيحة، إنْ كان الزوج في عمله عند عودته إلى المنزل ابحث عن الزوجة، وسلم عليها بطريقة أو بأخرى، هناك مَن يدخل إلى البيت لشأن من شؤونه، وينسى أن في البيت زوجة، بعد حين تكتشف أنه في البيت ‍! هذه نصيحة لا تكلف شيئًا، لمجرد أن تدخل إلى البيت ابحث عنها، وسلم عليها، هي مركز ثقل في البيت، هي الأولى في البيت، أنت إذا دخلت لتقابل إنسانًا مهمًّا لا تهتم بالأثاث، تهتم أن تنظر إليه، وأن تسلم عليه بادئ ذي بدء، فحينما تعود إلى البيت، ويكون أول عمل لك أن تبحث عنها في البيت، وتسلم عليها بطريقة أو بأخرى، فهذه نقطة بسيطة جداً لكن لها معنى كبير.
أحياناً يقول الإنسان: لا تؤاخذني، كلمة قالها، لكن لها معنى كبير، إنسان يقول: أخطأت في حقك، سامحني، تنسيك كل الغضب، كل غضبك يتلاشى بكلمة واحدة، كلمة الحق مسعدة.

(( إن الرجل ليتكلم الكلمة لا يرى بها بأسا يهوي بها سبعين خريفا في النار ))

(الترمذي)

لا يلقي لها بالاً، لو أن الرجل يتكلم بكلمة طيبة يعلو بها إلى أعلى عليين، فلو قال لك أحد: هذا الفتور الذي بيني وبين أهلي، هذا الجفاء والانصراف كل منهما ينصرف عن الآخر، ما علاجه ؟ أنا أؤكد لكم أن سعادة كل واحد فيكم ببيته لها أثر كبير جداً في عمله، ولها أثر كبير عندها وعند الأولاد، هناك أولاد ينشؤون نشأة كاملة، أو نشأة صحيحة، أحد أكبر أسبابها حسن العلاقة بين الأب والأم، أما الأولاد إذا نشؤوا على خصام مستمر بين الأب والأم فلهم مستقبل لا يرضي أحدًا، مآله إلى التمزق، هذا أبوهم، وهذه أمهم، وخلافات مستمرة بينهما.
فأول ملاحظة: عند عودتك إلى البيت ابحث عنها أولاً، وسلم عليها، إشعاراً لها أنها أثمن ما في البيت، وأنها مركز الثقل في البيت.

2 – التماس العذر:

كما قلت قبل قليل: في أيام الخطبة قد تزيد المكالمة عن ست ساعات، لكن بعد حين لا ينطق في البيت بكلمة ‍! متعب، لكن ليس كل شيء ينبغي أن يكون مزاجياً، أحياناً المرأة لا تقدر عمل الزوج، يكون عمله شاقًا، وفيه متاعب، وعقبات، وضغوط، وعليه دفع كثير، والدخل قليل، وهناك مشكلة في محله التجاري، وقضية مع التموين، وقضية مع الاستيراد، مثلاً، هو موظف، قضية مع موظف فوقه، عليه تضييق، فأحياناً يأتي الزوج مثقلا بالهموم، هذه الهموم التي أثقلته تحمله على أن يصمت، هي ليس عندها مشكلة، مرتاحة، تجده يكثر الصمت، فتنزعج.
التمس لأخيك عذراً، والزوج أولى أن يلتمَس له عذر، والزوجة أولى أن يلتمس لها عذر، لكن لا مانع، اسألها عن يومها بدقة، ماذا فعلت ؟ من زارك ؟ من اتصل بك ؟ هل هناك مشكلة عانيتِ منها ؟ فرضاً، هل هناك من مشكلة أزعجتك ؟ فالسؤال عن أحوال الشخص دليل مودة.
أحياناً تلتقي بإنسان فتقول له: كيف الصحة ؟ يقول: الحمد لله، العمل جيد ؟ الحمد لله، الأهل والأولاد بخير ؟ ابنك نجح ؟ ابنك الذي تزوج كيف حالته الزوجية ؟ هذه الأسئلة تجعل مودة كبيرة بينك وبين الشخص، معنى هذا أنك مهتم به كثيراً، بزوجته، بأولاده، بمستقبل أولاده، بزواج أولاده، بعمله التجاري، فحينما تكثر من السؤال مع الطرف الآخر هذا يمتّن العلاقة بينك وبينه، والزوجة في هذا أولى، فلو أنك دخلت إلى البيت، وبدأت دخولك بالسلام عليها، ثم ثنيت بسؤالها عن أحوالها، وعما جرى معها في اليوم، هذا أيضاً من باب المودة.

3 – الإنصات إلى الزوجة:

الحقيقة أن هذا الكلام أوجهه لكم ولنفسي، لست أنا مطبقاً له كله، حتى أكون معكم دقيقًا، حاول أن تنصت لها كثيراً، الإنصات أدب، أحياناً تحدثه زوجته وهو يقرأ الجريدة، أو يتابع على الكومبيوتر، أو يفتح كتاباً، ثم تملّ، من أصول المناقشة أن يصغي لها عندما تتحدث معه، هذه أيضاً تمتن العلاقة بين الزوجين، أن تحسن الإصغاء إليها، وأن تنظر إليها، وأن تدع ما بيدك، فحاول أن تنصت إليها وأن تسألها.
طبعاً هذا الدرس مجموعة قواعد بسيطة جداً لا تكلف شيئاً، لكن يمكن أن تسهم مادام ليس هناك أشياء كبيرة، مادام الزوجان مؤمنين طاهرين عفيفين مستقيمين ملتزمين، هذا الحديث لخاصة الخاصة، لزوجين يعرفان الله، ويخافانه، ويحبانه، ويسعيان لطاعته، فقد ينقضهما بعض الأشياء اللطيفة، النبي عليه الصلاة والسلام حينما قال له بعض أصحابه: 

(( أن رجلاً كان عندَ النبيّ صلى اللّه عليه وسلم، فمرّ رجلٌ فقال: يا رسول اللّه، إني لأحبُّ هذا، فقال له النبيّ صلى اللّه عليه وسلم: هل أعْلَمْتَهُ ؟ قال: لا، قال: أعْلِمْهُ، فلحقه فقال: إني أُحبك في اللّه، قال: أحبَّك الذي أحببتني له ))

 

( الأذكار النووية للإمام النووي)

4 – التصريح بالحب والمودة:

فإذا كنت مقدّرًا شخصًا لمَ لا تعبر عن تقديرك ؟ إن كنت تحب شخصاً لمَ لا تعبر عن حبك ؟ ما الذي يمنعك ؟ ما الذي يمنعك أن تقول لها: إنني أحبك ؟ كانت السيدة عائشة تسأله: كيف حبك لي، ومتأكدة أنه يحبها، لكن ما مستوى محبته لها ؟ كيف حبك لي: قال:

(( كعقدة الحبل، قالت: فكنت أقول له: كيف العقدة، فيقول: على حالها ))

(تذكرة الموضوعات)

كان النبي الكريم زوجًا ناجحًا من الطراز الأول، وقد تسأل: هل من المعقول أن ينجح إنسان في بيته، وهو يقود أكبر دعوة إلى الله ؟ يمكن، نحن من تقصيرنا إذا نجح أحدنا خارج البيت يخطئ داخل البيت، وقد تجد إنسانًا ناجح جداً داخل البيت وليس له عمل خارج البيت، من السهل جداً أنْ تنجح بأحد الحقلين، لكن النبي الكريم نجح في كل الحقول، نبي مرسل يقود دعوة إلى الله، حارب قريش ثلاث حروب، يدير أمة، وفي بيته يقال له: كيف حبك لي ؟ يقول: كعقدة الحبل، وتسأله من حين لآخر: كيف العقدة ؟ يقول: على حالها.
إذاً قل لها: إنني أحبك، وأنت أغلى إنسان في حياتي، وقد أكرمني الله بك، وسعدت بقربك، لاحظ أنك لطيف جداً مع الآخرين، يأتي الضيف فترحب به أحلى ترحيب، تتواضع له، وتبش له، وتبتسم له، وتحلف عليه أن يأكل، ويرتاح، فإذا دخلت إليها لا تجد منك هذه المودة فتتألم، وهي أولى بمودتك، وأنا أحاول في هذا الدرس أشياء بسيطة جداً.
أقول مرة ثانية: إذا وجدت مخالفات شرعية كبيرة مهما طبقت من هذه النصائح فلن تجدي، إذا وجدت مخالفات شرعية كبيرة وتقصير في طاعة الله وعدم التزام، عين شاردة، أو متابعة لأعمال سخيفة على الشاشة، كل هذا خيانة زوجية، وأعمال منحطة، إذا وجد اهتمام بهذا الشأن الذي لا يرضي الله فهناك مشكلة لا تحل، وحينما تكون التغذية إسلامية فأنت قدوتك النبي الكريم، وأصحابه الكرام.
رجل تزوج امرأة بأمريكا، وهو يجلس معها، فذهبت، ولبست ثيابها، فسألها: إلى أين ؟ قالت: عندي موعد مع صديقي ! شيء طبيعي جداً، لم يتحمل، صبر في اليوم الثاني موعد ثانٍ، اليوم الثالث موعد ثالث، اليوم الرابع له فجلس معها ! هي تمشي بالعدل، فطلقها، تزوج امرأة مسلمة صالحة، وهي نائمة يقول: الله يحفظ لي، أنت كلك لي، حتى لا يطمعها، عندما جلس مع الأمريكية وجدها من الطراز الأول.

المخالفات الشرعية مانعة من الوفاق الزوجي:

إذا كان هناك مخالفات شرعية فلا تجد الود ولا المحبة، وأنا أقول دائماً في عقود القران: ما من زواج يبنى على طاعة الله ولو افتقر إلى معظم مقومات نجاحه إلا ويتولى الله التوفيق بين الزوجين

وما من زواج يبنى على معصية الله ولو توافرت له كل أسباب نجاحه إلا ويتولى الشيطان التفريق بينهما، عرس كلّف ملايين بفندق، وهي على المائدة قال لها: أنت طالق، طالق، طالق، طلقها يوم العرس ! لأن الشيطان يدخل بينهما، أما المؤمنون فالله بينهما، يقولون: فلان شيطاني، وفلان رحماني، الزوج الرحماني رحيم لطيف حكيم، في قلبه شفقة، يخاف الله، والزوجة الرحمانية أيضاً تخاف الله، وتعطف على زوجها، أروع ما في الآية الكريمة:

﴿وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجاً لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً﴾ 

( سورة الروم)

المودة واضحة، الرحمة ؟ المودة سلوك يعبر به عن الحب، والابتسامة مودة، لكنها منطلقة من محبة في القلب، والهدية مودة، أما الرحمة فقد تنقطع أسباب المنفعة بين الزوجين، كزوج مريض تخدمه زوجته سنوات طويلة، قد تمرض الزوجة فلا ينتفع بها كزوجة إطلاقاً، لكن يحفظ عهدها، ويرعى شأنها إلى أمد طويل، فهذا الزواج هو مبني على المودة والرحمة معاً، أو على كليهما، أما إذا فَقَد أحدهما كان الآخر، لو فقدت المودة كانت الرحمة، لذلك قالوا: زوّج ابنتك للمؤمن، إن أحبها أكرمها، فرضاً ـ لا سمح الله ولا قدر ـ وإن لم يحبها لم يظلمها، كلمة: إنني أحبك، أنت أغلى مَن في حياتي، أكرمني الله بك، مَن أنا لولاك ؟ فرضاً، هذا كلام طيب، هو واقعي، الإنسان مفتقر لزوجة شئت أم أبيت، إذا سافرت زوجته لأمرٍ قاهر، أو سافر هو يعرف قيمتها تماماً في كل شيء.

5 – شكر الزوجة عمل زوجها وشكر الزوج عمل زوجته:

ملاحظة أخرى، اشكر لها عندما تؤدي عملاً، الطبخ طيب معتنى به جداً، ينبغي أن تذكر ذلك.

﴿وَلَا تَنْسَوُا الْفَضْلَ بَيْنَكُمْ﴾ 

( سورة البقرة)

البيت نظافته درجة أولى، شيء يلفت النظر، ينبغي أن تذكر هذا، البيت مرتب، وفي الحديث الشريف رواية:

(( إن نظرت سرتك ))

وليس إليها، والمقصود إذا نظرت إلى المطبخ سرتك، إن نظرت إلى غرفة النوم سرتك مرتبة، إن نظرت إلى أولادك ثيابهم نظيفة سرتك، إن نظرت لمائدتك سرتك، هناك تنظيم على المائدة، إن نظرت إليها سرتك، أو إن نظرت سرتك، اشكرها حينما تؤدي عملاً طيباً، إن دخلنا البيت نبحث عنها، ونسلم عليها أولاً، وإن تكلمت نصغِ إليها، وإن لم تتكلم نسألها عن شؤونها وأحوالها، وإن أبدت عملاً طيباً نشكرها على عملها، ومن حين لآخر عليك أن تقول: إنك تحبها، مرتين في اليوم، وليس بالسنة مرة، نصيحة بعض علماء النفس مرة في اليوم، ذكرها بفضلها.
مرة زارني أخ يزمع أن يطلق زوجته، فأنا في الحقيقة استدرجته، وقلت له: هل تخونك ؟ قال: أعوذ بالله ! ما هذا الكلام ؟ ! ارتعب من أعماقه، هل هي قذرة ؟ قال: لا والله، إنها نظيفة يا أستاذ، أريد أن أستدرجه ليذكر ميزاتها دون أن يشعر، تخونك ؟ أعوذ بالله، عفيفة جداً طاهرة، قذرة ؟ لا والله نظيفة جداً، طبخها ممتاز، فهو خجل، وجد أنه ذكر عن عفتها، وعن نظافتها، فذهب.
والله مرة شهد الله، وأنا أعدها من آيات الله الدالة على عظمته في درس من دروس الفجر، كالعادة أعطي من رياض الصالحين، أفتح الكتاب لا على التعيين، بالعادة أمشي بالتسلسل، أحد الأيام لا أدري ما السبب فتحته لا على التعيين، جاء الموضوع عن الزواج، أنا شعرت نفسي أن هناك مددًا إلهيًا عجيبًا، معاني دقيقة جداً بشكل رائع، درس بالتعبير العامي غير عادي، أنا لا أعرف ما الذي حدث، أولاً: اخترت حديثًا اختيارًا عشوائيًّا، وكان الشرح عميقًا جداً، يبدو أن هناك عاطفة صادقة، خرجت من الجامع، فوجدت رجلا يقف، فضمني وقبّلني، قال: أنا اليوم كنت سأطلق زوجتي، وعلى إثر الدرس ألغيت الطلاق ! فالله عز وجل ألهمني، أنا شعرت بمدد عجيب من الله عز وجل، معاني دقيقة، وعاطفة صادقة، وشرح دقيق، فلما خرجت عرفت السبب، كان هناك رجل على وشك أن يطلق زوجته، فهذا الدرس منعه من طلاقها.
عندما تعد المرأة الطعام امدح طهوها، أيضاً هذه ملاحظة، القمصان كلها مكوية ونظيفة، والمطبخ درجة أولى، البيت مرتب، والأولاد مرتبون، ونائمون في وقت معين، يكتبون وظائفهم، وتابعتهم، يجب أن تمدح عملها، ثم إذا قدمت لك طعاماً طيباً ينبغي أن تمدح طعامها.

6 – تزين المرأة لزوجها:

الآن أكثر الأزواج يشكون أن زوجته لا تتزين له، تهتم بزيارة أو باستقبال، أو بشيء، لكن لو تزينت لك هل تذكر ذلك أنت ؟ ولا كلمة، أحياناً تتزين، تتجمل، تعتني، ترتدي ثيابًا جديدة، تزين وجهها، ولا كأنه يوجد شيء، فعلى الإنسان أن يكون منتبهاً، هناك اهتمام بالمظهر، ينبغي أن تثني على اهتمامها بمظهرها، هذا تشجيع لها، وأنا أرى في هذه الأيام بالذات اهتمام الزوجة بمظهرها وقوامها وثيابها جزءًا كبيرًا من عبادتها، لأنها بهذا تحصن زوجها، أما إذا أهملت، ولبست لباس المطبخ، بها روائح الأكل، وشعرها مضطرب بقوة، هي زوجة مخلصة، لكن لم تعد زوجة تسعد زوجها أو تحصنه من أن ينتظر لغيرها، فعناية الزوجة بمظهرها وأناقتها وقوامها، أقول قوامها لأنه أحياناً لا يكون عناية بالقوام أصبح مشكلة كبيرة، إهمال لقوامها لم تعد مقبولة عنده، تجده يبحث عن غيرها، هذا الإنسان غير الملتزم يبحث عن وسائل متعة أخرى ينصرف عنها، فعناية المرأة بمظهرها وقوامها وأشيائها التي تحببها لزوجها جزء من دينها، بل إن الصحابيات الجليلات كن يستأذن أزواجهن قبل النوم: ألك بي حاجة ؟ إن كان له بها حاجة فأداء حاجته فوق كل عباداتها ! إن قال: لا، تنصرف إلى قيام الليل.
هناك نقطة دقيقة، البيت غير المرتب مزعج جداً، وهناك أزواج قد يكون عندهم أشغال فوق التصور، لكن أي شيء يخلعونه يدعونه في مكانه، فالبيت مضطرب، لا يكفيها الوقت لتهتم بتنظيم البيت كله، تجد في البيت فوضى، يقول هنا: دع أشياءك في مكانها الصحيح، ولا تنتظر أن تقوم هي بذلك، إذا وضع إنسان حاجاته في أماكنها خفف عبئًا كبيرًا عن الزوجة، أما أربعة أولاد، وأبوهم، والكل يسبب الفوضى، وهي لا تستطيع تنظيم ذلك لعدم كفاية الوقت ! يكون رد الفعل إهمالا شديدًا، تجد البيت مخيفًا.
والله دخلت بيتًا غير معقول أبداً، الحذاء على الطاولة، رأيت شيئًا لا يصدق، سبعة أولاد لم يربوا تربية جيدة، والأب مهمل معهم، والزوجة ملّت، فهذه مشكلة، لكن دع أشياءك في مكانها الصحيح، ولا تنتظر أن تقوم هي بذلك، إذا وضع كل إنسان حاجاته في أماكنها خفف عبئًا كبيرًا عن الزوجة.

7 – مساعدة الزوجة في حال التعب والمرض:

ملاحظة أخرى، إذا بدت يوماً متعبة أو مشغولة فاعرض عليها مساعدتك بتأدية بعض الأعمال، أحياناً ترتيب غرفة، إعداد العشاء مثلاً، والحقيقة أن هناك تقصيرًا من الأزواج جميعاً، أما لو أنك من حين لآخر ساعدتها ببعض الأعمال فهذا شيء لا ينسى، وكان عليه الصلاة والسلام في خدمة أهله

أحياناً يكون في البيت أماكن تحتاج ليد قوية، وجهد كبير، فإن قمت في بعض الأحيان بمساعدتها في البيت فهذا يعمق المودة بينكما.

8 – مصاحبة الزوجة إلى نزهة شرعية:

أخرجها للتنزه معك ولو لوقت قصير من حين لآخر، الرجل يخرج من البيت، يتنشط، يلتقي بأصدقاء، يركب سيارة، يدخل معملا، أو متجرًا، عنده احتكاك، هي في البيت جالسة، أول يوم، ثاني يوم، سابع يوم، أول جمعة، ثاني جمعة، ثالث جمعة، ثم تنفجر، هي روح أيضاً، فأحياناً النزهة المتواضعة ـ أنا لا أقول: نزهة غالية جداً ـ في أيام الزهر خذها إلى الغوطة فرضاً، أو تأكلون خارج البيت، هذه النزهة من حين لآخر تعطي قوة دفع في الأسرة كبيرة جداً، والآن في ضغوط الحياة الشديدة جداً أنا أعرف إخوانًا كثيرين موضوع نزهة لا يدخل في حساباتهم إطلاقاً كل حياتهم، في البيت زوجة، في هذا البيت، في الغرفة، في المطبخ، أول سنة، ثاني سنة، ثالث سنة، رابع سنة، ثم تضجر، وقد قيل: روحوا القلوب ساعة بعد ساعة، فإن القلوب إذا كلّت عميت، فالأولاد والمرأة يتنشطون، أنا أقول: نزهة إسلامية، لا يوجد فيها اختلاط، أو غناء أو مطاعم، بمكان طبيعي جميل بعيد عن الناس، معك أكلك، ولو كان مكانًا قريبًا.
والله مرة أخ من إخواننا قال: زوجتي تضجر كثيراً، ولا تريد أن تبقى معي، وتحب أن تجلس مع إخوتي، شيء لا يصدق، لم تكن هكذا، فسألته، قال: من أربع سنوات لم أصحبها إلى نزهة ! فنصحته أن يأخذها إلى نزهة طويلة، وإلى مكان بعيد، فحلّت المشكلة نهائياً، إذاً هناك حاجة للتنزه أحياناً، وفي هذه الأيام ضغوط العمل، بيوت غير صحية، بيت طابق مثل العلبة، حلت فيه ضجر.
والله أعرف أشخاصًا يقولون: تناولنا العشاء بالجبل، هناك أماكن بعيدة نائية لا ازدحام فيها، كلها ربع ساعة مثلاً يمكن أن تأتي نوعًا من النشاط، النزهة جزء من حياة الأسرة السعيدة، أنا ما أدعوك أن تتكلف، بل بأقلّ حد ممكن.
هناك كثير من الأزواج، وهو في عمله يخبر زوجته مرة أو مرتين، هل من شيء غير طبيعي ؟ يلزمك شيء، تريدين شيئًا ؟ ماذا تفعلين ؟ فرضاً، هذه تسبب ودًا كبيرًا، وأنت في عملك لا تنسَ زوجتك، اتصل بها من حين لآخر لتسألها عن أحوالها، أو لتشاركها شيئاً ما.

9– إخبار الزوج زوجتَه عن تأخره:

إذا كنت ستتأخر فاتصل بها لتخبرها، والله هناك كبير يمكن أن يكون عندك موعد عشاء سيمتد إلى الواحدة، وهي تنتظر، لم تأكل بعد، هذا شيء يحطم الأعصاب، إذا اتصلت أنك متأخر، وكان الأمر طاهرًا فهذا شيء، وإن كانت أشياء طفيفة جداً.
أنا بدأت بالدرس أن الأمور الكبيرة مطبقة، زوجان مؤمنان ملتزمان يحبان الله عز وجل يطيعانه، أما في الأمور الصغيرة فهناك تقصير، العلاقة تفتر .

10 – سؤال الزوج زوجته قبل خروجه من البيت:

قبل أن تخرج من البيت قل لها: هل تريدين شيئاً تأتيها به ؟ أيضاً هذا كلام لطيف.

11 – منح الزوج زوجته عشرين دقيقة للانتباه الكامل:

امنحها عشرين دقيقة من وقتك تنتبه إليها بكليتك من دون أن تكون على عجلة من أمرك، ولو باليوم عشرون دقيقة تنتبه لحديثها، دون أن تكون مشغولاً بشيء، هذا مما يمتن العلاقة بينك وبينها.

12 – تقبل عذرها:

تقبّل بهدوء تأخرها عن الاستعداد للخروج، قد تتأخر في نزهة، تبدأ بمشكلة، كلام قاس، النزهة كلها تعطلت، فالإنسان بقدر الإمكان يطبق هذه التعليمات.

13 – التعاطف معها عند الشعور بالضيق:

أيضاً تعاطف مع مشاعرها عندما تشعر بالضيق، كلمة: والله معك حق حسنة.
مرة أحد القضاة جاءه متخاصمان، فأول خصم حكى كلامًا مقنعًا، قال: والله معك حق، تكلم الآخر وقال له: معك حق، وكانت زوجته تجلس خلف الستار، فقالت له: ما هذا الحكم يا فلان ؟ قال: والله معك حق !
أحياناً هي معها حق، وأنت معك حق، هي مرهقة جداً تجلس وأنت جئت محطماً، الحياة صعبة جداً، الآن الذي يستطيع أن يؤمن مصروفه ليس قضية سهلة، المتطلبات كبيرة جداً، والأعمال غير ميسورة، وفرص عمل غير موجودة، والنفقات كبيرة، فالزوج معه حق أحياناً وهي معها حق، فإذا عبرت عن ألمها فتعاطفْ معها، وشاركها آلامها.

13 – المفاجأة بالهدية:

أيضاً فاجِئها بهدية صغيرة من وقت لآخر، ليست العبرة بقيمة الهدية ولكن بمعناها بهدية صغيرة من وقت لآخر باقة ورد شيء بسيط من حاجاتها كهدية.إن كانت مريضة فاسألها عن حالها وتطور مرضها، وذكرها بموعد الدواء هذا اهتمام كبير بها، وإذا جرحت مشاعرها فاعتذر لها، والاعتذار مناسب جداً، أنني أخطأت وسامحيني، إذا ذكرت كلمة قاسية وجرحت بها مشاعرها فاعتذر.
أرجو الله سبحانه وتعالى أن يكون في بعض القواعد التي شرحتها لكم عوناً على أن تكون المودة والرحمة بين الزوجين.

القاعدة العامة في التعامل بين الزوجين:

والقاعدة العامة أيها الإخوة، يجب على الزوج أن يخطو نصف الطريق، والزوجة نصف الطريق، لكن لا يوجد إنسان مهمل مقصر سيئ، وينتظر من الطرف الآخر أن يأتي إليه، هذه مشكلة المشاكل، خطوة منك وخطوة منها تلتقيان في وسط الطريق، أما إذا لم تقدم شيئًا، وتنتظر منها كل شيء فهذا مستحيل، لا تقدمِين شيئاً، وتنتظرين منه كل شيء، هذا غير صحيح.
أرجو الله سبحانه وتعالى أن يكون هذا الدرس سبب في إشاعة المودة والرحمة بين الزوجين، وأنا والله مثلكم أستمع لهذه النصائح، وسأطبقها إن شاء الله، لعلي أنا أيضاً مقصر، والإنسان في بيته يأخذ حريته أحياناً، لكن هذه لها مضاعفات غير جيدة، والحمد لله رب العالمين.

سؤال:

تقول زوجة: إنها تطبق تسعين بالمئة مما تقول يا سيدي، ولكنني مللت الكلام، أريد أن تؤكد حبك لي بأن تشتري لي، وتأخذني إلى النزهات، غير أنني من ذوي الدخل المحدود، فما العمل ؟

نصيحة لسائل:

والله أن تصبر امرأة على دخل زوجها المحدود هذه مجاهدة في سبيل الله، الصحابية كانت تقول: اتقِ الله فينا، نصبر على الجوع، ولا نصبر على الحرام، وكم من امرأة ضغطت على زوجها فأكل المال الحرام.

﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ وَأَوْلَادِكُمْ عَدُوّاً لَكُمْ﴾ 

(سورة التغابن)

إذا ضغطت المرأة على زوجها ضغطاً يومياً من أجل أن يلبي حاجاتها حتى أكل الحرام كانت أكبر عدوة له، لأنها سبب دخوله النار.
لذلك الشرع وضع حدًا قاسمًا، أطعمها مما تأكل، وألبسها مما تلبس، أنت مؤاخذ ألف مرة حين تتغدى بمطاعم، شبعان، والبيت لا شيء فيه، أنت آثم والله.
والله أعرف أناسًا ما أكلوا أكلة في مطعم، أو بدعوة إلا جاءوا بمثلها إلى البيت، يأكل المؤمن بشهوة أهله، بيت المسلم كل الأكل بالبيت، قد يدعى الإنسان لطعام نفيس، يشتهي أهله بهذا الطعام، يصنعه لهم في اليوم التالي، هذا المؤمن، أطعمها مما تأكل، لكن هناك أناس كثيرون يأكلون مما يشتهون مع أصدقائهم، والبيت لا شيء فيه، هذا شيء خلاف الشرع، أما أطعمها مما تأكل، وألبسها مما تلبس.

سؤال ثان:

هل صحيح أنه لا يجب على المرأة غسل أغراض زوجها ؟

جواب:

والله هذا الكلام لا أصل له في الدين، السيدة فاطمة شكت لأبيها تعبها من خدمة البيت، فماذا قال لها ؟ هل قال لها: لا يحق عليك أن تخدمي علياً ‍‍‍! لا، لأن الزواج مشاركة.
قال تلك المرأة: إن زوجي تزوجني، وأنا شابة ذات أهل ومال، فلما كبرت سني، ونثر بطني، وتفرق أهلي، وذهب بالي قال: أنت علي كظهر أمي، ولي منه أولاد، إن تركتهم إليه ضاعوا، وإن ضممتهم إلي جاعوا، هو يأتي بالشراب والطعام والرزق، وأنا أخدم في البيت، هذا شيء طبيعي.
كلام اسمعه من حين لآخر، أن الزوجة غير مكلفة إطلاقاً، لا تنظف، ولا تغسل، ولا تكوي، ولا تطبخ، مهمتها فقط للفراش، هذا كلام غير واقعي، ولم يفعله الصحابة إطلاقاً، والنبي لم يوجه هذا التوجيه، لماذا ليس في عقد الزواج أن عليها أن تطبخ، وتغسل، أصبح عقد خدمة ! صوناً لكرامتها ومكانتها ولأصالتها لا يمكن أن يكتب في عقد الزواج الخدمة، هذا عقد مقدس، عقد شريكين أقدس عقد في الحياة، لكن ما عليه أصحاب النبي أن الزوجة تخدم زوجها في البيت، وهو يأتي بالرزق، أما أنها ليست مكلفة بشيء فهذا كلام لا أصل له، وفيه مبالغة وتطرف في طرحه.

الاستماع للدرس

00:00/00:00

تحميل النص

إخفاء الصور