وضع داكن
28-03-2024
Logo
موضوعات في التربية - الدرس : 145 - ذكرى الهجرة - الهجرة حركة.
   
 
 
 بسـم اللـه الرحمـن الرحيـم  
 

 الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين اللهم لا علم لنا إلا ما علَّمتنا إنك أنت العليم الحكيم، اللهم علِّمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علماً، وأرنا الحق حقاً وارزقنا اتباعه، وأرنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه، واجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه، وأدخلنا برحمتك في عبادك الصالحين اللهم أخرجنا من ظلمات الجهل والوهم إلى أنوار المعرفة والعلم ومن وحول الشهوات إلى جنات القربات.
 أيها الإخوة الكرام، من مناسبة ذكرى الهجرة هناك حقائق أتمنى أن أضعها بين أيديكم، الحقيقة الأولى أن الأحداث التي حدثت في عهد رسول الله كانت مقصودة لذاتها من قبل أحكم الحكماء ليقف النبي عليه الصلاة والسلام منها الموقف المشرع، نحن كما نعلم عندنا سنة قولية هي أقوال النبي عليه الصلاة والسلام وعندنا سنة عملية هي أفعاله، وعند المحققين أن أفعال النبي عليه الصلاة والسلام أبلغ في التعبير عن فهمه لحقيقة القرآن ولحقيقة الدين من أقواله لماذا ؟ لأن أقواله قابلة للتأويل ولفهم بسيط ولفهم عميق ولفهم مفتعل ما أراده النبي عليه الصلاة والسلام، فأقواله يمكن أن تفهم على مستويات كثيرة ويمكن أن توجه توجيهاً خبيثاً لكن أفعاله حدية لو أن إنساناً سئل عن الحجاب فأجاب هناك من يؤول كلامه على أن كشف الوجه مقبول عنده وهناك من يؤول كلامه على أن ستره هو الأصل، انظر إلى زوجته فإذا كان وجهها مستوراً معنى ذلك أمره لزوجته بستر وجهها هو فهمه الحقيقي للحجاب هو أبلغ من أقواله التي يمكن أن تؤول وفق ما يريد أو وفق ما لا يريد.
 لذلك قال المحققون أفعال النبي حدية أي دلالتها على فهمه لحقيقة الدين ولكلام رب العالمين أبلغ من أقواله لذلك، كنت أقول دائماً لو لم يكن إلا سيرة النبي عليه الصلاة والسلام لكانت كتاباً وسنة أو لكانت فهماً للكتاب وفهماً لسنته القولية.
 الإنسان يتحرك وفق فهم له بل حركة حدية، الآن كل شيء وقع في عهد النبي عليه الصلاة والسلام لماذا كانت البعثة في مكة ولماذا انتقل إلى المدينة ولماذا كان الإسراء والمعراج ولماذا كانت مكة في الصحراء ؟ كل شيء وقع في حياة النبي مقصود من قبل العناية الإلهية ليقف النبي من هذا الحدث الموقف المشرع، ذكرت سابقاً أن أخطر حدث في العصر الحديث بعثة النبي عليه الصلاة والسلام لأنه قال عن نفسه بعثت والساعة كهاتين قال بعض العلماء إن بعثته من علامات الساعة لأنه خاتم الأنبياء والمرسلين ولأن القرآن الكريم خاتم الكتب السماوية الآن ظهور بعثته أو نزول الوحي عليه أظهر الحق بعد فترة من الرسل أخطر حدث بعد البعثة الهجرة، البعثة نزول الوحي أو ظهور الدعوة والهجرة حركة نحو الحق، مشكلة المشكلات في العالم الإسلامي قعود نظر توقع تقوقع تكفير خصومات، أنا مضطر أن أتكلم ببعض الإحصاءات، في إحصاءات دقيقة جداً تشير والإحصاءات معقدة أساسها ساعات العمل مع عدد أفراد الأمة مع الإنتاج القومي، فالإنتاج القومي مع ساعات العمل مع عدد أفراد العاملين المحصلة أن المواطن في دولة من العالم الثالث يعمل سبع وعشرين دقيقة في اليوم فقط في دولة أكثر تخلفاً المواطن يعمل سبع عشرة دقيقة، في الدول التي سيطرت على الأرض وأحكمت سيطرتها ونهبت ثرواتها وفرضت ثقافتها الإباحية على أفراد الأرض عن طريق الأقمار والفضائيات وعن طريق العدوان والقصف والعدوان يعملون ثمان ساعات كاملة، أمة تعمل سبع عشرة دقيقة في اليوم لا تستطيع أن تواجه أمة تعمل ثمان ساعات هذه حقيقة نحن أمة لا نعمل أو نحن أمة نائمون في ضوء الشمس والشمس هي الوحي وأعداؤنا يعملون في الظلام.
 أؤكد لكم أن الذي يعمل في الظلام يسبق النائم في الشمس، نحن معنا وحي معنا قرآن معنا فلسفة الوجود معنا كلام النبي معنا قرآن كريم معنا البعثة الخاتمة ومع ذلك نائمون، فهذا الذي دفعني أن أنتهز ذكرى الهجرة ليكون محور هذا اللقاء الطيب أن الهجرة حركة، الذي أدعوكم إليه أن تقدم لله شيئاً وكل شيء مقبول هي كلمة قالها بعض العلماء لا أنساها ابن القيم رحمه الله قال الطرائق إلى الخلائق بعدد أنفاس الخلائق، مليون طريق وطريق إلى الله بين يديك ولا أحد يسائلك بل ترتقي عند الناس وعند الله، إن سألتني أم أقول لها وأنت في البيت هناك طريق إلى الجنة وأقول إلى الابن وأنت في المدرسة هناك طريق إلى الجنة يعني الإله واحد والعمل الذي يقبله عمل واحد، أما أنواع العمل لا تعد ولا تحصى سبحان الله إنسان تفوق في بناء المساجد إنسان تفوق في إلقاء الدروس إنسان تفوق في التأليف إنسان توفق في تأسيس جمعيات خيرية إنسان تفوق في رعاية الأيتام والأرامل كلهم عند الله سواسية هذا الوهم أن الجنة للدعاة لا، الجنة لطبيب بعيادته يعالج المسلمين بإخلاص وينصحهم ولا يبتز أموالهم، الجنة لمحامي أمسك قضية ودافع عن موكله بصدق وإخلاص وأمانة من دون كذب ودجل وإيهام، الجنة لتاجر اشترى بضاعة جيدة ينتفع بها المسلمون ووضع ربحاً معقولاً وعامل الناس بلطف وبشاشة واعتدال، الجنة للتاجر وللصانع وللموظف والجنة للطبيب والمحامي والمدرس وأستاذ الجامعة وللوزير، إذا وزير بيده مناهج القطر وأمر بتأليف مناهج ترضي الله عز وجل وتحفظ أخلاق الأمة القطر كله بصحيفته، مفهوم أن الجنة للدعاة أو للمشايخ مفهوم مضحك الجنة لكل مسلم وكل مسلم يستطيع أن يقدم لأمته كل خدمة وأن يصل إلى أعلى درجات الجنة وهو في أصعب الظروف والأمثلة كثيرة.
الهجرة حركة.
الفكرة الثانية أن النبي عليه الصلاة والسلام تلقى أمراً إلهياً بعدم الاقتتال في مكة، قال تعالى:

﴿أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ قِيلَ لَهُمْ كُفُّوا أَيْدِيَكُمْ وَأَقِيمُوا﴾

[ سورة النساء: 77]

 منع الصحابة منعاً باتاً من أي عمل عدائي أو عنيف أو قتالي في مكة حكمة، ما في كيان لأن البيت فيه مشرك ومسلم لو أن الله سمح بشيء من هذا القبيل في مكة لكانت حرباً أهلية لكن الأمر الإلهي بالكف أما في المدينة في كيان في دولة في رئيس دولة في سياسة خارجية في منهج، بالمدينة سمح بمكة لم يسمح.
 إذاً هذه الهجرة درس بليغ بليغ بليغ وأنا أقول لكم وأنا أقول لكم ولا أبالغ ما من وقت يحتاج فيه المسلمون إلى دروس الهجرة كهذا الوقت لأنه بشكل عام المسلمون لم يأخذوا بالأسباب أما المنهج الإلهي أن تأخذ بالأسباب وكأنها كل شيء وأن تتوكل على الله وكأنها ليست بشيء. بربكم الإله العظيم الذي نقل رسوله من مكة إلى بيت المقدس في لمح البصر على البراق والإيمان بالإسراء إيمان من ضروريات الدين ومن يرفضه يكفر ونقل نبيه الكريم من بيت المقدس إلى سدرة المنتهى في لمح البصر وبلغ السماوات العلا ورأى من آيات ربه الكبرى ورأى ما كان وما يكون وما سيكون وعاد إلى فراشه وبقي فراشه ساخناً هذا الإله العظيم ألا يستطيع أن ينقل نبيه على البراق ثانية من مكة إلى المدينة ؟ لماذا هذا التعب وذاك النصب والسير ساحلاً والاختباء بغار ثور وأن يأتي المطاردون إلى غار ثور وأن يروا لكنهم لم يروا؟ ولماذا استأجر الناقة ؟ ولماذا تكليف دليل رجح فيه الخبرة على الولاء ؟ ولماذا تكليف من يمحو الآثار وتكليف من يأتي بالأخبار وتكليف من يأتي بالزاد ؟ ولماذا السفر أياماً طويلة وقد هدر دم النبي عليه الصلاة والسلام وتدافع الناس لقتله ليأخذوا المئة ناقة ؟ لما كل هذا التعب وقد نقل الله نبيه من مكة إلى بيت المقدس أبعد من المدينة بلمح البصر وعلى البراق ؟ هنا السؤال
 أيها الإخوة الكرام، من أخذ بالأسباب واعتمد عليها فقد أشرك وهذا شأن الطرف الآخر أخذوا بالأسباب أخذاً مذهلاً لكنهم ألهوا هذه الأسباب واعتمدوا عليها فوقعوا في الشرك والمؤمنون بجهلهم أو تقصيرهم لم يأخذوا بها وتوهموا أنهم مسلمون وأن الله سينصرهم بمعجزة، والله الذي لا إله إلا هو ليس من باب التشاؤم ليس هناك معجزات هناك معجزة إذا نفذت أمر الله إذا أعددت لهم ما تستطيع من عدة الفرق الله يهيئه بمعجزة أما ما في حركة أبداً فنحن دون أن نشعر ننتظر حادث خارق الله يدمر أعداءنا ننتظر صاعقة نحن مرتاحين لا نقدم ولا نؤخر ولا نفعل شيئاً ولكن ننتظر معجزة وهذا شيء مستحيل قال تعالى:

 

﴿وَلَوْ يَشَاءُ اللَّهُ لَانْتَصَرَ مِنْهُمْ وَلَكِنْ لِيَبْلُوَ بَعْضَكُمْ بِبَعْضٍ﴾

 

 

[سورة محمد: 4]

 أحياناً الله عز وجل يفعل أفعالاً لها دلالات عميقة جداً قبل ست سبع سنوات في ليلة القدر وكان لي صديق طبيب في الحرم المكي وعقب ختم القرآن تجاوز الدعاء ساعة وقد خص إمام الحرم من دعائه عشر دقائق أو أكثر دعا لنصرة المسلمين في فلسطين وعدونا أرسل طائرتين مروحيتين عليهما نخبة نخبة ضباطهم أغلى فئة الضباط المغاوير المغوار مكلف ملايين تدريب على السلاح الأبيض تدريب على أرقى الآلات تدريب على اللغة الدارجة بأي منطقة في الشرق الأوسط التدريب على الصراع الياباني التدريب على الطيران هذا الضابط المغوار والكلمة الأجنبية كوما ندوس هذا أُنفق عليه ملايين وفي طائرتين مئة وخمسة وعشرين ضابطاً من فرقة المغاوير مدربون تدريباً مذهلاً تدريب على السلاح الأبيض تدريب على أرقى الآلات تدريب على اللغة الدارجة، وقعت الطائرة العليا على السفلى ووقعت الطائرتان فوق مستعمرة إسرائيلية ومات جميع ركاب الطائرة وحينما فتحوا الصندوق الأسود سمعوا قائد الطائرة العليا يقول أنا أسقط ولا أدري لما أسقط، لو تدخل الله عز وجل هذا الذي هدم سبعين ألف بيت الله تدخل انتهى بثانية هو أقل أن تذكر أخباره في تعتيم على الأخبار انتهى بثانية هكذا الله عز وجل كل شيء بيده كل القوى بيده لو أن الله عز وجل أراد يتدخل صاعقة تصعق كل الكفار بثانية لا ترى شيء بعد ذلك والدليل قال تعالى:

﴿أَخَذَتِ الْأَرْضُ زُخْرُفَهَا وَازَّيَّنَتْ وَظَنَّ أَهْلُهَا أَنَّهُمْ قَادِرُونَ عَلَيْهَا أَتَاهَا أَمْرُنَا لَيْلاً أَوْ نَهَاراً فَجَعَلْنَاهَا حَصِيداً كَأَنْ لَمْ تَغْنَ بِالْأَمْسِ﴾

[ سورة يونس: 24]

إذاً الله عز وجل أوكل لنا أن ننتصر على أعدائنا بأن نعد لهم ما نستطيع نحن إذا أعددنا لهم ما نستطيع والذي أعددناه لا يكفي لمواجهتهم الآن تأتي معجزة، تأتي المعجزة بقوله تعالى:

﴿كَمْ مِنْ فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللَّهِ وَاللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ (249)﴾

[ سورة البقرة]

 الكرة في ملعبنا والأمل كبير لكن لا بد من أن تفعل شيئاً فالهجرة حركة الهجرة عمل الهجرة التزام الهجرة عطاء الهجرة أن تحمل هم المسلمين هذه الهجرة ما من وقت يحتاج المسلمون إلى دروس الهجرة كهذا الوقت الدرس الأول الذي لا يعلو عليه أن نأخذ بالأسباب وكأنها كل شيء وأن نتوكل على الله وكأنها ليست بشيء، طبعاً من السهل جداً التطرف أن تأخذ بالأسباب وأن تعتمد عليها قضية سهلة جداً وألا تأخذ بها وتتواكل على الله قضية أسهل لكن البطولة أن تأخذ بالأسباب وكأنها كل شيء ثم تتوكل على الله وكأنها ليست بشيء، سهل جداً أن تجري مراجعة دقيقة جداً لمركبتك قبل السفر لكن هذه المراجعة الدقيقة توهمك أنك لن تصاب بحادث هنا الخطر وسهل جداً تقول يا رب توكلت عليك وسلمت أمري إليك وما تفعل شيء وفي خلل في ميزان السيارة في خلل بالعجلات في خلل بالمكابح في خلل بالمحرك وأكثر الحوادث بسبب خلل مزمن بالمركبة لم يعالج في وقته، سهل ألا تأخذ بالأسباب وسهل أن تأخذ بها لكنه ليس من السهل أن تأخذ بها وكأنها كل شيء ثم تتوكل على الله وكأنها ليست بشيء ماذا فعل النبي عليه الصلاة والسلام ؟ ما من إنسان على وجه الأرض أحق بالنصر من رسول الله ومع ذلك أخذ بالأسباب الوجهة إلى المدينة الطلب باتجاه المدينة سافر معاكساً باتجاه الساحل أول الأيام الثلاثة في طلب شديد عليه اختفى بغار ثور وغار ثور عالي جداً شاق لماذا وصل الكفار إليه ؟ لماذا سمح الله لهم أن يصلوا إليه ؟ الحقيقة يوجد جواب دقيق جداً لأنه لو كان النبي معتمداً على الأسباب التي أخذ بها ووصلوا إليه لانهارت قواه هو أخذ بها تعبداً واعتماده على الله لذلك لما قال له أبو بكر رضي الله عنه لقد رأونا أو لو نظر أحدهم إلى موطئ قدمه لرآنا قال له يا أبا بكر ما ظنك باثنين الله ثالثهما.
 فالمؤمن يأخذ بالأسباب وكأنها كل شيء لكنه لا يعتمد عليها يعتمد على الله ولحكمة بالغة بالغلة أحياناً يأخذ أحدنا بالأسباب ويعتمد عليها فيأتيه الله من حيث لا يحتسب، أعرف رجلاً أظنه صالحاً ولا أزكي على الله أحداً أصيب بمرض عضال في قلبه ودخل إلى مستشفى في أمريكا والعملية كان احتمال نجاحها عشرين بالمئة فقط ونجحت كل تصوره أن نهايته من قلبه مات بحادث، أيام الإنسان يؤخذ من طريق آخر، على كل يوجد قصص كثيرة مثلاً في طبيب في أمريكا يؤمن بالجري والحقيقة الجري مفيد جداً والذين يأخذون برياضة الجري لهم قلوب قوية جداً وتعمر وشرايين مفتوحة دائماً وفي النوم لا تزيد ضربات قلوبهم عن خمسين ضربة فقط لأنهم عودوا على الجهد ففي الراحة يقل الجهد كثيراً، هذا الطبيب يؤمن بالجري وأجرى مناظرات في الإعلام وله مقالات وله كتب وهو يجري في اليوم عشرين كيلو متر وعمره يزيد عن أربعين بقليل ومات وهو يجري لا لأن الجري ضار لكنه أله الجري واعتمد عليه وخذوا هذه القاعدة ما من شيء تعتمد عليه إلا والله يغار عليك منه فيخيب ظنك فيه لو اعتمدت على قريب وقوي وله يد إن اعتمدت عليه يخيب ظنك، الله يلقي في روعه أن يخيب ظنك لأن الله يغار عليك أن تتجه إلى غيره.
 فلذلك أيها الإخوة الكرام، النبي عليه الصلاة والسلام أخذ بالأسباب وكأنها كل شيء، والله أحياناً لا أجد في الأشياء الكبيرة جداً نأخذ بأسبابها أبداً لذلك الدول النائمة كل أفعالها ردود أفعال لا تخطط أبداً، أنا كنت مرة في بلد بعيد في مهندس حضر اللقاء فكان مسروراً جداً سألته ماذا تعمل ؟ قال أنا مهندس في شركة سيارات كبيرة جداً، ما نوع عملك في هذه الشركة ؟ قال أنا أخطط لسيارة تصنع بعد عشرين عام، نتوقع سعر البترول نتوقع بنية الأسرة، الأسرة كانت زوج وزوجة وكم ولد الآن زوج وزوجة وكلبين لا يوجد أولاد لا تحتاج إلى أربعة أبواب يكفي بابين وأسعار الوقود لها علاقة بتصميم السيارة يعني شركة سيارات تصمم مركبة لألفين وعشرين لعشرين سنة قادمة، دائماً الإنسان العاقل يعيش المستقبل وبالمناسبة نحن أخطر حدث في المستقبل مغادرة الدنيا هذا الموت لذلك أعقل عقلاء الأرض هو الذي يخطط للقاء الله عز وجل، الحقيقة مصيبة الموت مصيبة كبيرة جداً ونحن دائماً لا نعيش حقيقة الموت نعيش فكرته فقط، أنا أضرب مثلاً اسمحوا لي دعيت إلى إلقاء محاضرات في أستراليا وأستراليا القسم الجنوبي من الأرض ودائماً الفصول متعاكسة بين الشمال والجنوب، يعني في الشمال كنا في شهر الصيف وأذكر والله الحرارة ثلاثة وأربعين في دمشق فتحت الانترنيت على أستراليا على سيدني الحرارة ثلاثة أو أربعة أنا أعيش الحر أعيش الحر، الحر قوة ضاغطة علي وثلاثة وأربعة في الانترنيت فكرة لا أعيشها لذلك أنا استجبت إلى الجو الذي يحيط بي وأخذت معي ألبسة صيفية أنا بِحَرٍ شديد وصلت إلى سيدني وعندي أول درس في المسجد لكاما صباحاً شعرت ببرد لا أعرفه بحياتي المصلين عباءات و فروات وقبعات وأنا رداء صيفي رقيق جداً وبعباءة رقيقة جداً، لا أنسى هذا الدرس نحن الآن الموت عندنا فكرة وليس حقيقة المغادرة صعبة جداً، بيت مئة وستين متراً فارشه على ذوقك جبصين ثريات سجاد سيارة على الباب زوجة أولاد مكتب تجاري مكانة بطاقات رحلات سفرات ما القبر في باب صغير والله شيء لا يصدق، والله أحد أخوانا توفيت والدته فكنت أنا في الجنازة لما وضعت في القبر شهد الله ما رأيت في الأرض أعقل ولا أذكى ممن يعمل لهذه الساعة التي لا بد منها، يعني كل شيء جمعته في ثلاثة وسبعين سنة تخسره بثانية كان شخصاً صار خبراً كان إذا دخل البيت يملأ البيت أنساً الآن بغرفة وجوده قبل دفنه وقبل تغسيله يخافوا يدخلوا عليه موحش لا تدخل إلى هنا هنا موجود ما الذي حدث البارحة كان مصدر أنس في البيت مصدر فرح الآن مصدر خوف، أنا أتمنى أن نعيش المستقبل، أعداؤنا مع الأسف الشديد يعيشون المستقبل بكل تخطيطاتهم يعيشون لعشرين سنة قادمة بكل شيء.
 الهجرة حركة نحن ننتظر الفعل حتى نعمل رد فعل، صوروا النبي عليه الصلاة والسلام بصور بشعة جداً إرهابي قاتل قنبلة نووية برأسه ماذا نفعل ؟ ننتظر ما الله يلهمنا ما عندنا فعل يتلقى رد فعل نحن كلنا رد فعل هذا ليس من صفات المؤمن النبي كان يخطط من منا عنده هدف واضح يخطط له، فعلوا استبيان مع الأسف الشديد ثلاثة بالمئة من الناس في الدول النائمة يعرفون أهدافهم والباقي يقول بالتعبير الدارج عم ندفش ما في هدف واضح أبداً .
 فالهجرة حركة يا أيها الإخوة الدرس الأول أن تأخذ بالأسباب وكأنها كل شيء وأن تتوكل على الله وكأنها ليست بشيء، أكثر الحوادث في حياتنا عدم الأخذ بالأسباب، تيارنا مئتين وعشرين إذا إنسان مست يده التيار وكان في الحمام بالأرض في ماء يموت فوراً، يوجد آباء يضعون واقياً على مأخذ الكهرباء من أجل أولادهم الابن غالي جداً، أحياناً يكون مأخذ الكهرباء مكشوف لو الطفل مسكه يصل إلى الكهرباء والأرض ماء يموت فوراً لماذا في حياتنا بكل شيء نأخذ الاحتياطات ننسى التلقيح في أمراض نشتري مواد غذائية غير مدروسة قال لي أحد الأخوة كان بهولندا قال كان في برميل في مكان بيع اللحوم قال ما يخطر في بالك عين بقرة ذنب بقرة عظمة خنزير يوضع في البرميل تأتي سيارة كبيرة تأخذ هذا البرميل يصهروه بمراجل يجعلوه سم يأتي إلى عندنا باسم رائع جداً شكل زرقاء وبقرة جالسة هذا كله سمون كالسموم ممنوع استعمالها في بلد المنشأ، قبل أن تشتري شيء فكر فيه ينفعني يضرني يعمل مشكلات أكثر السمون هي زيوت رخيصة مهدرجة معنى مهدرة أي عالقة بالدم في عندنا زيوت مشبعة وغر مشبعة، المشبعة لا تنهضم هي تسبب ضيق الشرايين العملية أربعمئة وخمسين ألف هكذا العمليات أرقام فوق طاقة الإنسان لأنه قصر بغذائه قبل أن تشتري المواد الدسمة اسأل تعلم والله أنا حريص حرصاً لا حدود له على الثقافة الصحية والثقافة الغذائية تعرف ماذا تأكل.
فيا أيها الإخوة الكرام، الهجرة حركة والهجرة أخذ بالأسباب سيد الخلق وحبيب الحق سيد ولد آدم هو أحق إنسان بالنصر ما نقله الله بالبراق الله عز وجل وما نقله بخفية من أعدائه أعداء موجودون ومتربصون وحاقدون وأقوياء وأغنياء ورسم خطة من مكة إلى غار ثور ثلاثة أيام استأجر خبيراً في الطريق غلب فيه الخبرة على الولاء مشرك وأمّن رجلاً يمحو الآثار وأمّن رجلاً يأتي بالأخبار وأمّن رجلاً يأتي بالزاد ووصلوا إليه ولأن اعتماده على الله لا على خططه بقي مرتاحاً ما ظنك باثنين الله ثالثهما الآن الحياة تحتاج إلى عمل طور صناعتك طور تجارتك طور حرفتك، التجارات العملاقة بالعالم الغربي شيء لا يصدق محرك بحث شابان في أمريكا استقرضا مئة ألف دولار الآن معروض بستة عشر مليار دولار غوغل، الأعمال العملاقة أولها فكر فردي مغامرة جرأة الإنسان يريد موظفاً بخمسة آلاف يقول لك لا يكفي المعاش اعمل حركة فكر بمشروع تعاون مع أخوك نحن ما عندنا تعاون نحن عملنا فردي، أكبر صفة بمجتمعنا انتماء فردي لا نتعاون أبداً والآن بالمناسبة لا يمكن أن ينجح مشروع إلا بالتعاون، المشاريع تحتاج إلى تعاون الآن سمحوا فيها عيادة مشتركة يدخل المريض صدرية قلبية هضمية وتحليل ومخبر، كنت في استنبول صدقوا شيء لا يصدق بناء للتجار سبعمئة مكتب تجاري المكتب محل ومكتب ومستودع وموقف لسيارتين، سيارة لصاحب المحل وسيارة لضيف أو زبون الضيف يجلس ساعة بعد الساعة في أجرة حتى لا يطول يدخل بسيارته إلى داخل المكتب سبعة طوابق سبعة طرق يدخل بسيارته وبضاعته وسيارته ومستودعه ومكتبه وكل ما يحتاج له من الدولة في هذا البناء أبداً البنوك الجمارك المالية كل شيء ومساجد ومطاعم يدخل الساعة الثامنة يخرج الساعة السادسة ليس مضطراً يذهب إلى مكان آخر في البلد انظر التفكير توفير الوقت مهم جداً خطط عندك محل تجاري رتبه ترى حاجات فوق بعضها غبار حسابات ما في كله على التوكل معوضين يضعهم في الجيبة، جيبته وجيبة المحل واحد ومعه أموال استثمار يصرف من الغلة من دون أن يسجله متوكل على الله يعني جادبها وماشي، وكان أمره فرطا.
أنا أتمنى بمناسبة الهجرة أن نأخذ الأسباب وكأنها كل شيء وأن نتوكل على الله وكأنها ليست بشيء وأن نقلد النبي عليه الصلاة والسلام في أخذه بالأسباب مع أنه أول من يستحق نصر الله عز وجل وأخذ بالأسباب هذا درس كبير، يشتري صفقة من دون دراسة من دون دراسة سوق من دون دراسة أسعار من دون دراسة نوعية لا تباع معه يقول ما في جبر أنت غلطان بشرائك ما في دراسة الدراسة لا تتناقض مع الإيمان، نحن عندنا وهم خطير إذا درس أنت لست مؤمناً أين توكلك ؟ من قال لك أن هذا توكل، سيدنا عمر رأى أناساً يتكففون الناس في الحج سألهم من أنتم ؟ قالوا نحن المتوكلون قال كذبتم المتوكل من ألقى حبة في الأرض ثم توكل على الله، سعود نفسك أن تأخذ بالأسباب في نص آخر قوي جداً يقول عليه الصلاة والسلام:

(( إن الله يلوم على العجز ))

 تستسلم ما بيدنا شيء فات الأوان الله يسلمنا يا رب ما لنا غيرك هكذا المسلمين الآن

(( إن الله يلوم على العجز ولكن عليك بالكيس ))

 دبر فكر خطط اجلس مع أخوك خذ برأيه خذ رأي خبراء ضع خطة انقد الخطة تحرك أول حركة جس النبض تحرك ولكن عليكم بالكيس يعني التدبير فإذا غلبك أمر فقل حسبي الله ونعم الوكيل.
أوضح مثل ما نجحت لأنك ما درست لأنك توقعت أسئلة وما جاءت لأنك أمضيت العام الدراسي كله من دون دراسة، يأتي شخص تقول له نجحت يقول لا والله لماذا ؟ ما في نصيب الله ما كتب لي النجاح أنا راض عن الله أنا واثق من حكمته كله كذب ودجل وزعبرة وتلبسة قل أنا ما درست فما نجحت، أنا لي مصطلح أستخدمه أفرق بين القضاء والقدر وبين جزاء التقصير، يعني إنسان لا رياضة ولا حركة ولا نظام غذائي يأكل على كيفه ولا يتحرك مهمل كل قواعد الصحة وإذا جاءه مرض هكذا الله مقدر علي أنا صابر يا الله، لا هذا ليس قضاء وقدراً هذا جزاء التقصير جسمك له قوانين إذا أخذت بها وصار مرض هذا قضاء وقدر الشيء الذي يأتيك مع الأخذ بالأسباب هو القضاء والقدر أما الذي يأتيك عقباً على تقصير هذا اسمه جزاء التقصير كم حادث في البلد ؟ مثلاً رأينا أثناء صندوق العافية امرأة محروق وجهها كله السبب واضعة زجاجة فيها تنر فوق موقد الغاز وواضعة على الغاز زيت حمي الزيت لهب الزيت وصل إلى الزجاجة احترقت كلها والله منظرها شيء يخيف، ترى يتدمر الإنسان تتدمر حياته لأشياء بسيطة جداً، أنا أتمنى الأخذ بالأسباب أتمنى مؤمناً واعياً يقظاً قال تعالى:

 

﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا خُذُوا حِذْرَكُمْ﴾

 

 

[سورة النساء: 71]

 نحن ننام فنستيقظ على خطر لا نستطيع مواجهته، خذوا حذركم حينما تشعر أن الطرف الآخر في عنده بوادر عدوان نحن حتى يقع العدوان نقول عدوان غادر متى كان عدوان غير غادر ؟ كلام ليس له معنى إطلاقاً طبعاً العدوان غادر، إذاً الدرس الأول الذي يمكن أن نستفيد منه أن نأخذ بالأسباب ثم نتوكل على رب الأرباب، أن تأخذ بالأسباب وكأنها كل شيء وأن تتوكل على الله وكأنها ليست بشيء هذا الموقف الكامل، الشرق لم يأخذ بها فعصى والغرب أخذ بها واعتمد عليها فوقع بالشرك، طالب تاجر صانع أنا أذكر في آلات صنعت في سويسرا آلات تطريز عندنا مثل هذه الآلات تماماً يباع التوب بكامله عندنا بمئتي ليرة نستورد على الآلات نفسها قماش مطرز المتر بسبعمئة وخمسين ليرة الآلة نفسها لأنه هنا لا يوجد إتقان هنا في خيط مقطوع في بقعة زيت على التوب هذا التوب كله بمئتي ليرة أما المتر بسبعمئة وخمسين ليرة الآلة نفسها مع الإتقان والإتقان جزء من الدين، ركب صحن موضوع الصحن موضوع آخر لكن ركب صحن مستعجل وضع برغيين عوض أربعة أثناء هبوب الرياح وقع فوق بنت أحد أصدقائي في الصف الثامن ماتت فوراً لا يوجد إتقان، أحياناً يقع زجاج فوق طفل يميته لأنه غير محكم، نركب سوراً لا نثبته جيداً على رياح ثمانين فما فوق يتهدم السور، في إهمال كثير ما في إتقان، الغرب ملك الدنيا بالإتقان أتقن إتقان فملك ناصية العالم والآن فرض ثقافته علينا وإباحيته علينا وخططه علينا ونحن لا نستطيع أن نفعل شيئاً لكن الكرة في ملعبنا وإن تعودوا نعد والله موجود وإله محمد إلهنا وإله الصحابة التي نصرهم في بدر إلهنا وإله الصحابة التي نصرهم في الخندق إلهنا والذي نصرهم في حنين لكنا في العناية المشددة نحن فينا خير أضرب لكم هذا المثل الواضح، طبيب يأتيه مريض معه التهاب معدة حاد يسأله ماذا آكل ؟ يعطيه تعليمات بمنتهى الشدة حليب فقط وتفاح ممنوع كل البهارات والمواد الحريفة وكل الحوامض وإذا بلغه أنه تجاوز هذه التعليمات يقيم الدنيا عليه ولا يقعدها، مريض معه سرطان منتشر يقول له ماذا آكل ؟ يقول له كُل كل شيء نحن في العناية المشددة.
 المهندس عندما يعمر شرفة ويرى فيها شقوق في احتمال أن تقع وفي احتمال ألا تقع ماذا يفعل ؟ يحملها براميل ماء عشرين برميل ماء ممتلئة بالماء فإذا وقعت لا ردها الله وإن صمدت يعتني بها ويملأ الشقوق ويجري لها إصلاحات، فلعل الله عز وجل يمتحننا بالتحميل يحملنا ما لا نطيق والله الأخبار وحدها تسبب أزمة قلبية والله التهديدات وحدها لا تحتمل منظر القتل والدماء لا يحتمل قال تعالى:

﴿أَوَلَمَّا أَصَابَتْكُمْ مُصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُمْ مِثْلَيْهَا قُلْتُمْ أَنَّى هَذَا قُلْ هُوَ مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِكُمْ﴾

[ سورة آل عمران : 165]

 تحتاج إلى صحوة حركة اصطلاح مع الله سير إلى الله ضبط الأمور حتى الله عز وجل ينظر إلينا برحمة وحتى ينصرنا على أعدائنا وما أكثرهم وما أشدهم حقداً وما أشدهم لؤماً.

تحميل النص

إخفاء الصور