وضع داكن
24-04-2024
Logo
الدرس : 6 - سورة الأنفال - تفسير الآية 59 ، الحكمة المطلقة
   
 
 
 بسـم اللـه الرحمـن الرحيـم  
 

 الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين .

الله عز وجل حكمته مطلقة :

 أيها الأخوة الكرام ؛ الآية التاسعة والخمسون من سورة الأنفال ، وهي قوله تعالى :

﴿وَلَا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا سَبَقُوا إِنَّهُمْ لَا يُعْجِزُونَ ﴾

 بالنسبة لهذه الآية فقد وردت آياتٌ أخرى تشبهها في المعنى نفسه ، فما معنى أن يظن الكافر أنه سبق الله عز وجل ؟

﴿وَلَا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا سَبَقُوا﴾

 علماء التفسير قالوا : ظن الكافر أنه سبق ، بمعنى أنه فعل شيئاً في كون الله لا يريده الله ، وهذا مستحيل ، لأن الحقيقة التوحيدية أن كل شيءٍ وقع أراده الله ، معنى أراده الله أي سمح به ، وكل شيءٍ أراده الله وقع ، وإرادة الله متعلقةٌ بالحكمة المطلقة ، وحكمته المطلقة متعلقةٌ بالخير المطلق .
 ما معنى حكمة مطلقة ؟ الإنسان حينما يكون عادلاً يكون عدلُه نسبيًا ، فلو أن قاضياً عادلاً أصدر تسعةً وتسعين حكماً عادلاً ، وحكماً واحد ظالماً ، يوصف عند بني البشر بأنه قاضٍ عادلٌ ، لأنه غلب على أحكامه العدل ، لو حكم في تسعين حكمًا بالعدل ، وفي عشرة بالغلط ، فهو عند الناس قاضٍ عادل ، هذا في حق البشر ، أما في حق خالق البشر ، إذا قلنا : الله عادل ، وهو المتَّصِف بالعدل أي منذ أن خلق آدم إلى يوم القيامة ، لو أن نملةً ظلمت ليس بعادل ، لو أن إنساناً واحداً من آدم إلى يوم القيامة لم يُعطَ حقه فليس بعادل ، الله عدلُهُ مطلق ، الإنسان عدلُه نسبي ، فربنا عدالته مطلقة .
ما معنى حكمته مطلقة ؟ أي إذا كان تصرف واحد لله عز وجل ليس فيه حكمة فليس بحكيم . لذلك كل شيء وقع أراده الله ، وكل شيءٍ أراده الله وقع ، وإرادة الله متعلقةٌ بالحكمة المطلقة ، والإنسان متى لا يكون حكيمًا ؟ في حال جاءه ضغط شديد ، فاضطر أن يقول قولاً ، أو أن يفعل فعلاً ليس مقتنعًا به ، يا أخي والله مضغوط ، وعليّ ضغطٌ شديدٌ ، فقال قولاً ليس مقتنعًا به ، أو فعل فعلاً ليس موقناً به ، أو وقع تحت إغراء شديد ، فيفعل شيئاً غير حكيم ، بدافعٍ من شهوته ، أو لنقصٍ في علمه ، فهو إمّا لديه نقص في العلم ، أو ضغطٌ إكراهي ، أو إغراءٌ شديد ، لكن هذه الحالات الثلاثة هل تليق بالله عز وجل ؟ مستحيل . إذاً حكمته مطلقة ، ما معنى حكمته مطلقة ؟ أي أن أي شيءٍ لو كان على خلاف ما كان فالله ليس بحكيم ، عطاؤه وفق الحكمة ، منعه وفق الحكمة ، إعزازه وفق الحكمة ، إذلاله وفق الحكمة ، وعندنا دليل قطعي على ذلك :

﴿قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشَاءُ وَتَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشَاءُ وَتُعِزُّ مَنْ تَشَاءُ وَتُذِلُّ مَنْ تَشَاءُ بِيَدِكَ الْخَيْرُ(26)﴾

[ سورة آل عمران ]

 ما قال : بيدك الخير والشر ، لا ‍‍‍ ، بل الخير فقط ، فالإعزاز خير والإذلال خير ، حكمة مطلقة ، كيف تكون الحكمة مطلقة ؟ مثلاً أب طبيب جراح شعر أنّ ابنه عنده التهاب ، وإذا لم يسعفه خلال ساعة فلعلها تقضي عليه ، أليس من الحكمة أن يأخذ ابنه إلى المستشفى ، وأن يمسك المبضع ، وأن يفتح بطنه ، والدم يخرج ، ويأتي بملاقط ، يشد هذه الشرايين ، ويستأصل الزائدة ، بعد أن يخدره ، الحكمة المطلقة فتح البطن ، لذلك كل شيءٍ وقع أراده الله ، وكل شيءٍ أراده الله وقع ، وإرادة الله متعلقةٌ بالحكمة المطلقة ، وحكمته المطلقة متعلقةٌ بالخير المطلق ، والدليل : "بيدك الخير " ، ما قال : والشر .

﴿ ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّهُ يُحْيِي الْمَوْتَى وَأَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ(6)﴾

[ سورة الحج ]

الإنسان مخير :

 أما معنى قوله تعالى :

﴿وَلَا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا سَبَقُوا﴾

 أي الكافر مهما كان قوياً ، لا يمكن أن يفعل شيئًا ما أراده الله ، لكل شيءٍ حقيقة ، وما بلغ عبد حقيقة الإيمان حتى يعلم أن ما أصابه لم يكن ليخطئه ، وما أخطأه لم يكن ليصيبه .
 لكن قد يقول قائل : هناك قتل ، هناك سرقة ، هناك زنى ، كيف الله سمح بهذا ؟ الجواب : الإنسان مخير ، وعلى هذا الشرط جاء إلى الدنيا .

﴿إِنَّا هَدَيْنَاهُ السَّبِيلَ إِمَّا شَاكِراً وَإِمَّا كَفُوراً(3) ﴾

[ سورة الإنسان ]

﴿وَأَمَّا ثَمُودُ فَهَدَيْنَاهُمْ فَاسْتَحَبُّوا الْعَمَى عَلَى الْهُدَى فَأَخَذَتْهُمْ صَاعِقَةُ الْعَذَابِ الْهُونِ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ (17)﴾

[ سورة فصلت ]

﴿ وَقُلِ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكُمْ فَمَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شَاءَ فَلْيَكْفُرْ إِنَّا أَعْتَدْنَا لِلظَّالِمِينَ نَارًا أَحَاطَ بِهِمْ سُرَادِقُهَا وَإِنْ يَسْتَغِيثُوا يُغَاثُوا بِمَاءٍ كَالْمُهْلِ يَشْوِي الْوُجُوهَ بِئْسَ الشَّرَابُ وَسَاءَتْ مُرْتَفَقًا (29)﴾

[ سورة الكهف ]

﴿ وَلِكُلٍّ وِجْهَةٌ هُوَ مُوَلِّيهَا فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ أَيْنَ مَا تَكُونُوا يَأْتِ بِكُمُ اللَّهُ جَمِيعًا إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ(148) ﴾

[ سورة البقرة ]

 الإنسان مخير ، لكن إذا اختار السرقة ، لا يستطيع أن يسرق ممن شاء ، فهو لا يسرق ، إلا ممن يشاء له الله أن يُسرق ، ففي الأمر تنسيق . قال تعالى :

﴿وَكَذَلِكَ نُوَلِّي بَعْضَ الظَّالِمِينَ بَعْضاً بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ (129)﴾

[ سورة الأنعام ]

 إذاً إذا وقع شرٌ في الأرض ، لا نقول : إنّ الله أراده ، نقول : سمح به ، فما معنى أراده الله ؟ أيْ سمح به .
 لذلك في التوحيد أراد ولم يرضَ ، أراد ولم يأمر ، أي ما أمر بالزنى ، ولا رضي الزنى ، ولكن سمح به .

﴿الزَّانِي لَا يَنْكِحُ إلَّا زَانِيَةً أَوْ مُشْرِكَةً وَالزَّانِيَةُ لَا يَنْكِحُهَا إِلَّا زَانٍ أَوْ مُشْرِكٌ وَحُرِّمَ ذَلِكَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ (3)﴾

[ سورة النور ]

 سمح به لأن الإنسان مخير ، وجاء إلى الدنيا على هذه الطريقة ، وهذا أساسُ التكليف .

الأمر كله بيد الله عز وجل :

 أما معنى :

﴿وَلَا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا سَبَقُوا﴾

 أي الكافر لا يستطيع أن يفعل شيئًا ما أراده الله ، وما دام وقع الشيء فقدْ أراده الله ، قال تعالى :

﴿حَتَّى إِذَا أَخَذَتِ الْأَرْضُ زُخْرُفَهَا وَازَّيَّنَتْ وَظَنَّ أَهْلُهَا أَنَّهُمْ قَادِرُونَ عَلَيْهَا أَتَاهَا أَمْرُنَا لَيْلاً أَوْ نَهَاراً فَجَعَلْنَاهَا حَصِيداً كَأَنْ لَمْ تَغْنَ بِالْأَمْسِ كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ * وَاللَّهُ يَدْعُو إِلَى دَارِ السَّلَامِ (24-25)﴾

[ سورة يونس ]

 لو شاهدت حربًا عالمية ، لو شاهدت دولة أغارت على دولة ، هذا بأمر الله عز وجل، وليس كما يقولون : الله لا دخلَ له ، فالله في السماء ، فاعلمْ أنّ الله عز وجل قال :

﴿وَهُوَ الَّذِي فِي السَّمَاءِ إِلَهٌ وَفِي الْأَرْضِ إِلَهٌ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْعَلِيمُ (84) ﴾

[ سورة الزخرف ]

 أساساً الغربيون يعتقدون أن الله خلاقٌ وليس فعالاً ، لكن المؤمنين يعتقدون وهم على حق فيما يعتقدون أن الله خلاقٌ وفعال في الوقت نفسه ، بيده الأمر .

﴿ فَلَمْ تَقْتُلُوهُمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ قَتَلَهُمْ وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ رَمَى وَلِيُبْلِيَ الْمُؤْمِنِينَ مِنْهُ بَلَاءً حَسَنًا إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (17)﴾

[ سورة الأنفال ]

﴿إِنَّ الَّذِينَ يُبَايِعُونَكَ إِنَّمَا يُبَايِعُونَ اللَّهَ يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ فَمَنْ نَكَثَ فَإِنَّمَا يَنْكُثُ عَلَى نَفْسِهِ وَمَنْ أَوْفَى بِمَا عَاهَدَ عَلَيْهُ اللَّهَ فَسَيُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا(10)﴾

[ سورة الفتح ]

 إذاً : ما معنى :

﴿سَبَقُوا﴾

 ؟ أي أنهم فعلوا شيئاً ما أراده الله ، فكل شيء تسمعه في الأخبار وقع فقد أراده الله ، وليس المعنى أنّه رضي به ، ولا أنّه أمر به ، بل وقع ، لأنه سمح بوقوعه لحكمةٍ مطلقة ، لكن ما أراده ، ولا أمر به .
 المعنى الثاني : الكافر لا يُعجز الله عز وجل ، في بعض معامل الحديد رافعةٌ ضخمة مغناطيسية ، عبارة عن سطح حديدي حوله وشيعة كهربائية ، فإذا وقعت على كوم من الحديد ، قد يكون عشرين طنًا ، فهذه الرافعة ترفع الكمية بأكملها ، لو أراد إنسان أن ينتزع قطعة منها فلن يستطيع ، لأنّ الشدَّ قوي ، لكن العامل الذي على هذه الرافعة ، لو ضغط زرًا ، مقدار ربع ميلي وقطع الكهرباء عن هذه الوشيعة كل هذه الحمولة تسقط .

﴿ وَلَا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا سَبَقُوا إِنَّهُمْ لَا يُعْجِزُونَ (59)﴾

[ سورة الأنفال ]

 هذا مثل ذكرته لكم ، فأيّ إنسان تراه قوياً ، لو أن الله شاء له أن يضعف لتهاوى أمامك كبيت العنكبوت ، انظُر إلى قلعة كبيرة من قلاع الأرض ، قلاع الكفر ، كيف تهاوت كبيت العنكبوت .

﴿وَلَا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا سَبَقُوا إِنَّهُمْ لَا يُعْجِزُونَ﴾

  هذا الكلام يبث في قلب المؤمن الطمأنينة ، فالله عز وجل خلقك وما أسلمك لأحد ، فلو أسلمك لأحد وقلت عندئذٍ : يا رب أنا سأعبد ذاك لأنّ أمري بيده ، قال لك :

﴿ وَلِلَّهِ غَيْبُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَإِلَيْهِ يُرْجَعُ الْأَمْرُ كُلُّهُ فَاعْبُدْهُ وَتَوَكَّلْ عَلَيْهِ وَمَا رَبُّكَ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ (123) ﴾

[ سورة هود ]

 وما أمرك أن تعبده إلا بعد أن طمأنك .

﴿وَإِلَيْهِ يُرْجَعُ الْأَمْرُ كُلُّهُ فَاعْبُدْهُ وَتَوَكَّلْ عَلَيْهِ﴾

  ما أمرك أن تعبده إلا بعد أن طمأنك أن أمرك كله عائدٌ إليه ، الآية دقيق معناها ، وهذه الآية تَرِدُ كثيراً في القرآن ، أنا أذكر أنّها وردتْ أكثر من عشرين مرة .

﴿وَلَا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا سَبَقُوا﴾

 أي الحروب العالمية ، أعمال القوى الشريرة في الأرض ، هذه لا تكون إلا بمشيئة الله ، والله عز وجل مشيئته كلها حكمة ، حكمة مطلقة ، لكن نحن نرى في الدنيا دمارًا ، ونقصًا في الأموال ، وزلازل ، وبراكين ، وحروبًا أهلية ، لكن الله سبحانه وتعالى يُعِدُّ الناس للآخرة ، لذلك فإذا ضحى بدنياهم من أجل أن يستفيدوا خلودًا في الجنة فلا مانع ، عالِم من علماء البلاد التي تعاني القهر ، والتطهير العرقي أُجرِيت معه مقابلة ، قال : نحن لم نكن مسلمين من قبل ، والآن أصبحنا مسلمين ، وعرفنا أننا كنّا منحرفين ، لقد ردَّتهُم المصائبُ إلى صوابهم ، معنى ذلك أن الإنسان يتألم ، فيردّه الألمُ إلى كتاب الله بعد المعاناة .

الإنسان في قبضة الله ولن ينجو إلا بالتوحيد :

﴿وَلَا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا سَبَقُوا إِنَّهُمْ لَا يُعْجِزُونَ﴾

  الإنسان في قبضة الله دائماً ، في أيّة لحظة هو في قبضته ، ولا يفعل الكافر شيئاً إلا إذا أراده الله ، ولا يستطيع أن ينجوَ من قبضة الله ، أين المفرُّ ؟!

﴿قُلْ إِنَّ الْمَوْتَ الَّذِي تَفِرُّونَ مِنْهُ فَإِنَّهُ مُلَاقِيكُمْ ثُمَّ تُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (8)﴾

[ سورة الجمعة ]

 هذه الآية فيها إعجاز ، إذا كان الشخصُ هاربًا من شخص آخر ، والخوف يلاحقه ويطارده ، وفجأة وجده نفسه يصعق .

﴿قُلْ إِنَّ الْمَوْتَ الَّذِي تَفِرُّونَ مِنْهُ﴾

﴿فَإِنَّهُ مُلَاقِيكُمْ﴾

 فليس لأحد مهرَب .
 أصاب شخصًا مرض عضال ، فاعتنى عناية فائقة بنفسه ، إلى درجة غير معقولة ، أي من شدة خوفه من أن يموت بهذا المرض فلم يعُد يأكل إطلاقاً إلا قليلاً ، واعتنى بالرياضة ، والمشي ، والحمية ، جاء صهره من السعودية ، فذهبا معًا في نزهة إلى الزبداني ، فوقع لهما حادث في الطريق فمات في هذا الحادث ، كان خائفًا أن يموت بمرض في قلبه ، فمات بحادث ، فالمعنى :

﴿قُلْ إِنَّ الْمَوْتَ الَّذِي تَفِرُّونَ مِنْهُ فَإِنَّهُ مُلَاقِيكُمْ﴾

 أين المفر ؟!

﴿ وَعَلَى الثَّلَاثَةِ الَّذِينَ خُلِّفُوا حَتَّى إِذَا ضَاقَتْ عَلَيْهِمُ الْأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ وَضَاقَتْ عَلَيْهِمْ أَنْفُسُهُمْ وَظَنُّوا أَنْ لَا مَلْجَأَ مِنَ اللَّهِ إِلَّا إِلَيْهِ ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ لِيَتُوبُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ (118)﴾

[ سورة التوبة ]

 لا ننجو من بأس الله إلا إذا كنا معه ، لا ملجأ من الله إلا أن نكون في طاعته ، فالآية دقيقة ، ولها مثيلات .

﴿وَلَا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا سَبَقُوا إِنَّهُمْ لَا يُعْجِزُونَ﴾

 الكفار في قبضة الله ، والدليل :

﴿قُلْ هُوَ الْقَادِرُ عَلَى أَنْ يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عَذَاباً مِنْ فَوْقِكُمْ أَوْ مِنْ تَحْتِ أَرْجُلِكُمْ أَوْ يَلْبِسَكُمْ شِيَعًا وَيُذِيقَ بَعْضَكُمْ بَأْسَ بَعْضٍ انْظُرْ كَيْفَ نُصَرِّفُ الْآيَاتِ لَعَلَّهُمْ يَفْقَهُونَ (65) ﴾

[ سورة الأنعام ]

 كالصواعق ، والصواريخ .

﴿أَوْ مِنْ تَحْتِ أَرْجُلِكُمْ﴾

 كالزلازل والمتفجرات .

﴿أَوْ يَلْبِسَكُمْ شِيَعاً وَيُذِيقَ بَعْضَكُمْ بَأْسَ بَعْضٍ﴾

 أيّ نوع من المصائب ، فإذا كان الإنسان قويًّا يعتدي على إنسان آخر ، فبمشيئة الله .

﴿ إِلَّا الَّذِينَ يَصِلُونَ إِلَى قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ مِيثَاقٌ أَوْ جَاءُوكُمْ حَصِرَتْ صُدُورُهُمْ أَنْ يُقَاتِلُوكُمْ أَوْ يُقَاتِلُوا قَوْمَهُمْ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَسَلَّطَهُمْ عَلَيْكُمْ فَلَقَاتَلُوكُمْ فَإِنِ اعْتَزَلُوكُمْ فَلَمْ يُقَاتِلُوكُمْ وَأَلْقَوْا إِلَيْكُمُ السَّلَمَ فَمَا جَعَلَ اللَّهُ لَكُمْ عَلَيْهِمْ سَبِيلًا (90) ﴾

[ سورة النساء ]

 الله عز وجل قال :

﴿ الَّذِينَ يَتَرَبَّصُونَ بِكُمْ فَإِنْ كَانَ لَكُمْ فَتْحٌ مِنَ اللَّهِ قَالُوا أَلَمْ نَكُنْ مَعَكُمْ وَإِنْ كَانَ لِلْكَافِرِينَ نَصِيبٌ قَالُوا أَلَمْ نَسْتَحْوِذْ عَلَيْكُمْ وَنَمْنَعْكُمْ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ فَاللَّهُ يَحْكُمُ بَيْنَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلَنْ يَجْعَلَ اللَّهُ لِلْكَافِرِينَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ سَبِيلاً (141)﴾

[ سورة النساء ]

 فإذا كان التسليط فمِنَ الله عز وجل ، ومن الله كل شيء ، لكن التوحيد مريح ، وفيه النجاة والسلامة .

﴿فَلَا تَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهاً آخَرَ فَتَكُونَ مِنَ الْمُعَذَّبِينَ (213)﴾

[ سورة الشعراء ]

تحميل النص

إخفاء الصور