وضع داكن
28-03-2024
Logo
موضوعات علمية من الخطب - الموضوع : 134 - ألم نجعل الأرض كفاتا.
   
 
 
 بسـم اللـه الرحمـن الرحيـم  
 

الحمد لله رب العالمين, والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين, اللهم لا علم لنا إلا ما علمتنا إنك أنت العليم الحكيم, اللهم علمنا ما ينفعنا, وانفعنا بما علمتنا, وزدنا علماً, وأرنا الحق حقاً, وارزقنا اتباعه, وأرنا الباطل باطلاً, وارزقنا اجتنابه, واجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه, وأدخلنا برحمتك في عبادك الصالحين .

إليكم مقصود هذه الآية :

قال تعالى:

﴿أَلَمْ نَجْعَلِ الْأَرْضَ كِفَاتاً﴾

[سورة المرسلات الآية: 25]

أيها الإخوة المؤمنون, يقول ربنا سبحانه وتعالى في سورة المرسلات:

﴿أَلَمْ نَجْعَلِ الْأَرْضَ كِفَاتاً * أَحْيَاءً وَأَمْوَاتاً﴾

[سورة المرسلات الآية: 25-26]

كفاتا: مأخوذةٌ من فعل كَفَتَ، وكَفَتَ يَكْفِتُ كَفْتاً، أي جذبه، وقبضه، وضمَّه, فالأرض من صفاتها أنها كفت، أي تجذب، وتضم، وتقبض، وهذه الآية فيها إشارةٌ واضحةٌ جليَّة إلى الجاذبية، فكلُّ شيءٍ على سطح الأرض ينجذب إليها، وما وزن الأشياء في حقيقة الأمر إلا قوة انجذابها نحو الأرض، ووزن الشيء يتناسب مع حجم الأرض .
فالشيء الذي يزن مئة كيلو غرام على وجه الأرض، يزن على القمر سدس هذا الرقم, الإنسان الذي وزنه على سطح الأرض ستون كيلو غرام، يزن على القمر عشر كيلو غرامات, فوزن الشيء هو قوة انجذابه نحو الأرض، وزن الشيء على سطح القمر هو قوة انجذابه إلى مركز القمر، وزن الشيء على سطح الأرض هو قوة انجذابه إليها، يقول الله سبحانه وتعالى:

﴿أَلَمْ نَجْعَلِ الْأَرْضَ كِفَاتاً﴾

[سورة المرسلات الآية: 25]

كيف تكون الحياة لو لا قوة الجذب؟ كيف يستقرُّ الماء على سطح الأرض لولا جذب الأرض له؟ كيف يبقى الهواء مرتبطاً بالأرض لولا جذب الأرض له؟ لولا أن الأرض تجذب الهواء لأصبح الهواء ثابتاً والأرض متحركة، ومع حركة الأرض وسكون الهواء، تنشأ تياراتٌ من الأعاصير، تزيد سرعتها عن ألفٍ وستمئة من الكيلو مترات في الساعة، وهذه السرعة كافيةٌ لتدمير كل شيءٍ على سطح الأرض، من جعل الهواء مرتبطاً بالأرض؟ إن ذلك بفعل الجاذبية, من جعل البحار مرتبطةً بالأرض؟ إنه بفعل الجاذبية, من جعل كلَّ شيءٍ على سطح الأرض، وفي جوِّ الأرض ينجذب إليها؟ إنه بفعل الجاذبية, وينعدم الوزن إذا انعدمت الجاذبية، وانعدام الوزن حالة يعرفها رواد الفضاء فيما بين الأرض والقمر، إنَّ انعدام الوزن حالةٌ لا تطاق, قال تعالى:

﴿أَمَّنْ جَعَلَ الْأَرْضَ قَرَاراً﴾

[سورة النمل الآية: 61]

جعل الله الأرض تدور، وهي مستقرة، وجعل الأشياء تستقرُّ عليها, وما الأوزان إلا قوةٌ للجذب, قال تعالى:

﴿أَلَمْ نَجْعَلِ الْأَرْضَ كِفَاتاً﴾

[سورة المرسلات الآية: 25]

وقد توهَّم بعضهم، أن الأرض في النهاية تجذب الإنسان إليها ليقبر فيها، لكن الله سبحانه وتعالى يقول:

﴿أَلَمْ نَجْعَلِ الْأَرْضَ كِفَاتاً * أَحْيَاءً وَأَمْوَاتاً﴾

[سورة المرسلات الآية: 25-26]

الإنسان الحيّ مرتبطٌ بالأرض منجذبٌ إليها، وهذا هو وزنه، ما معنى أن هذا الإنسان يزن ثمانين كيلو غرام؟ أي أن قوة انجذابه للأرض تعادل هذا الرقم, قال تعالى:

﴿أَلَمْ نَجْعَلِ الْأَرْضَ كِفَاتاً * أَحْيَاءً وَأَمْوَاتاً﴾

[سورة المرسلات الآية: 25-26]

أليس هذا كلام الله عزَّ وجل؟ هذه النظريات العلمية، أو هذه الحقائق العلمية التي قُطع بها، إنما وردت الإشارة إليها في القرآن الكريم .

تحميل النص

اللغات المتوافرة

إخفاء الصور