وضع داكن
19-04-2024
Logo
الدرس : 6 - سورة يونس - تفسير الآيات 88-92 ، خيار الإنسان والإيمان
   
 
 
 بسـم اللـه الرحمـن الرحيـم  
 

خيار الإنسان مع الإيمان خيار وقت فقط :

 الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين وبعد ؛ فمن قصة سيدنا موسى مع فرعون ، التي وردت في سورة يونس عليه السلام ، فقرة مهمة جداً ، هذه الفقرة تؤكد أن خيار الإنسان مع الإيمان ليس خيار قبول أو رفض ، بل هو خيار وقت ، خيار الإنسان مع الإيمان ليس خيار قبول أو رفض ، كيف ؟
 يعرض عليك محل تجاري كي تشتريه ، لك أن تشتريه ولك ألا تشتريه ، خيارك معه خيار قبول أو رفض ، تخطب فتاة تنظر إليها كما أمر الشرع ، ثم تتخذ قراراً ، إما أن تُقدم ، وإما أن تُحجم ، فخيارك مع هذه الفتاة في الزواج منها خيار قبول أو رفض ، لكن الإنسان لو أن له ابناً ، خياره مع ابنه خيار قبول أو رفض ؟ لا ، صبر أو عدم صبر ، ابنه ‍قدره ، لا يستطيع أن يتبرأ منه ، ولا أن يلقيه خارج البيت ، فخياره مع ابنه ليس خيار قبول أو رفضاً خيار صبر أو ضجر .
 قدمت هذه الأمثال لأصل أن أخطر فكرة في هذه القصة أن خيار الإنسان مع الإيمان ليس خيار قبول ولا رفض ، لكنه خيار وقت فقط .

﴿وَقَالَ مُوسَى رَبَّنَا إِنَّكَ آتَيْتَ فِرْعَوْنَ وَمَلَأَهُ زِينَةً وَأَمْوَالاً فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا رَبَّنَا لِيُضِلُّوا عَنْ سَبِيلِكَ رَبَّنَا اطْمِسْ عَلَى أَمْوَالِهِمْ وَاشْدُدْ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَلَا يُؤْمِنُوا حَتَّى يَرَوُا الْعَذَابَ الْأَلِيمَ * قَالَ قَدْ أُجِيبَتْ دَعْوَتُكُمَا فَاسْتَقِيمَا وَلَا تَتَّبِعَانِّ سَبِيلَ الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ * وَجَاوَزْنَا بِبَنِي إِسْرَائِيلَ الْبَحْرَ فَأَتْبَعَهُمْ فِرْعَوْنُ وَجُنُودُهُ بَغْياً وَعَدْواً حَتَّى إِذَا أَدْرَكَهُ الْغَرَقُ قَالَ آمَنْتُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا الَّذِي آمَنَتْ بِهِ بَنُو إِسْرَائِيلَ وَأَنَا مِنَ الْمُسْلِمِينَ * آلْآنَ وَقَدْ عَصَيْتَ قَبْلُ وَكُنْتَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ * فَالْيَوْمَ نُنَجِّيكَ بِبَدَنِكَ لِتَكُونَ لِمَنْ خَلْفَكَ آيَةً وَإِنَّ كَثِيراً مِنَ النَّاسِ عَنْ آيَاتِنَا لَغَافِلُونَ ﴾

[سورة يونس : 88-92]

الإنسان كلما ارتقى يخاف بعقله :

 أذكركم بقوله تعالى :

﴿لَا يَغُرَّنَّكَ تَقَلُّبُ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي الْبِلَادِ * مَتَاعٌ قَلِيلٌ ثُمَّ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمِهَادُ ﴾

[سورة آل عمران : 196-197]

 ضعاف العقول ، ضيقو الأفق ، هم الذين يأخذون بمظاهر العظمة ، والبذخ ، والرفاه ، والسيطرة ، والقوة ، وما إلى ذلك .

﴿لَا يَغُرَّنَّكَ تَقَلُّبُ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي الْبِلَادِ * مَتَاعٌ قَلِيلٌ ثُمَّ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمِهَادُ ﴾

[سورة آل عمران : 196-197]

﴿وَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلاً عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الْأَبْصَارُ﴾

[سورة إبراهيم : 42]

﴿وَقَالَ مُوسَى رَبَّنَا إِنَّكَ آتَيْتَ فِرْعَوْنَ وَمَلَأَهُ زِينَةً وَأَمْوَالاً فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا رَبَّنَا لِيُضِلُّوا عَنْ سَبِيلِكَ رَبَّنَا اطْمِسْ عَلَى أَمْوَالِهِمْ وَاشْدُدْ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَلَا يُؤْمِنُوا حَتَّى يَرَوُا الْعَذَابَ الْأَلِيمَ ﴾

[سورة يونس : 88]

 بالمناسبة : الإنسان كلما ارتقى يخاف بعقله ، وكلما تدنى يخاف بعينه ، العوام عندما يصاب ابنهم بالمرض يتألمون ، لكن المثقفين ثقافة صحية يحتاطون قبل أن يأتي المرض، من تعقيم ، من نظافة بأخذ الحيطة ، بالتلقيح ، دائماً الراقي يخاف بعقله ، والإنسان الأقرب للتفكير المحدود يخافه بعينه ، فربنا عز وجل يصف هؤلاء الكفار بأنهم محددون ، قال :

﴿رَبَّنَا اطْمِسْ عَلَى أَمْوَالِهِمْ وَاشْدُدْ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَلَا يُؤْمِنُوا حَتَّى يَرَوُا الْعَذَابَ الْأَلِيمَ﴾

[سورة يونس : 88]

 أي حتى يواجه المشكلة يقول لك : والله صحيح ، إلى أن يدمر المال يقول لك : والله الربا حرام ، الله دمر لي مالي ، هناك آيات ، وأحاديث ، وقصص ، اتعظ قبل أن ترى المصيبة ، حتى تخونه زوجته يقول : الاختلاط حرام ، لم أكن أعرف أن الاختلاط حرام ، اختلاط، اختلاط ، رفاقه دخلوا عليه ، أخي لا يوجد مانع ، أنا سبور ، أنا منفتح ، زوجتي واثق منها ، إلى أن يواجه الخيانة يقول : والله الحق مع فلان الذي نهى عن الاختلاط ، دائماً الإنسان الضعيف الفكر بخاف بعيونه ، إلى أن يواجه المشكلة ، والراقي يخاف بعقله .

﴿فَلَا يُؤْمِنُوا حَتَّى يَرَوُا الْعَذَابَ الْأَلِيمَ * قَالَ قَدْ أُجِيبَتْ دَعْوَتُكُمَا فَاسْتَقِيمَا وَلَا تَتَّبِعَانِّ سَبِيلَ الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ ﴾

[سورة يونس : 88-89]

على الإنسان أن يكون على منهج الله واثقاً من كلامه :

 يقول بعض المفسرين : الفترة بين قول الله سبحانه وتعالى لسيدنا موسى : أجيبت دعوتكما ، وبين غرق فرعون كانت أربعين عاماً ، فالإنسان عليه ألا يلج دائماً ،

﴿ وَإِمَّا نُرِيَنَّكَ بَعْضَ الَّذِي نَعِدُهُمْ أَوْ نَتَوَفَّيَنَّكَ ﴾

 أي يا محمد وأنت حبيبنا إما أن ترى وعيدنا بالكفار ، وإما ألا ترى ، أنت عليك أن تكون على منهج الله ، ويجب أن تكون واثقاً من كلام الله .

﴿قَالَ قَدْ أُجِيبَتْ دَعْوَتُكُمَا فَاسْتَقِيمَا وَلَا تَتَّبِعَانِّ سَبِيلَ الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ * وَجَاوَزْنَا بِبَنِي إِسْرَائِيلَ الْبَحْرَ فَأَتْبَعَهُمْ فِرْعَوْنُ وَجُنُودُهُ﴾

[سورة يونس : 89-90]

 أذكركم ماذا قال سيدنا النبي عليه الصلاة والسلام في الطائف لما ضربوه ، هل قال: ربنا اطمس على أموالهم واشدد على قلوبهم ؟ لا ، قال :

(( اللهم اهد قومي فإنهم لا يعلمون ، لعل الله يخرج من أصلابهم من يوحده ))

 ماذا قال أصحاب موسى لموسى :

﴿فَاذْهَبْ أَنْتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلَا إِنَّا هَاهُنَا قَاعِدُونَ﴾

[سورة المائدة : 24]

 ماذا قال أصحاب النبي ؟ قالوا : والله لو خضت بنا هذا البحر لخضناه معك ما تخلف منا رجلاً واحداً ، إنا لصبر في الحرب ، صدق عند اللقاء ، فلعل الله يريك منا ما تقر به عينك ، يا رسول الله صل حبال من شئت ، واقطع حبال من شئت ، وسالم من شئت ، وعاد من شئت ، وخذ من أموالنا ما شئت ، والذي بعثك بالحق للذي تأخذه من أموالنا أحب إلينا مما تدع لنا ، هكذا أصحاب النبي .

﴿فَاذْهَبْ أَنْتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلَا إِنَّا هَاهُنَا قَاعِدُونَ﴾

[سورة المائدة : 24]

 هذا معنى أن النبي سيد الأنبياء وأصحابه سادة الصحابة .

﴿وَجَاوَزْنَا بِبَنِي إِسْرَائِيلَ الْبَحْرَ فَأَتْبَعَهُمْ فِرْعَوْنُ وَجُنُودُهُ بَغْياً وَعَدْواً حَتَّى إِذَا أَدْرَكَهُ الْغَرَقُ قَالَ آمَنْتُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا الَّذِي آمَنَتْ بِهِ بَنُو إِسْرَائِيلَ وَأَنَا مِنَ الْمُسْلِمِينَ﴾

[سورة يونس : 90]

 خيار فرعون مع الإيمان خيار قبول أو رفض ؟ لا ! خيار وقت ، في النهاية آمن ، وأسلم ، لكن بعد فوات الأوان ، كما لو عرف الطالب جواب السؤال لكن بعد فوات الأوان ، بعدما قدم الورقة بيضاء وأخذ صفراً ، فتح الكتاب عرف الجواب ، هذه معرفة جاءت متأخرة .

العاقل من يعدّ لساعة الموت عدتها :

 أخواننا الكرام ؛ فرعون قال :

﴿أَنَا رَبُّكُمُ الْأَعْلَى﴾

[سورة النازعات : 24]

 فرعون أكثر الكفار ومع ذلك قال :

﴿آمَنْتُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا الَّذِي آمَنَتْ بِهِ بَنُو إِسْرَائِيلَ وَأَنَا مِنَ الْمُسْلِمِينَ﴾

[سورة يونس : 90]

 إذاً نحن خيارنا مع الإيمان ما هو خيار قبول أو رفض ، خيار وقت فقط .
 أي ملخص الكلام ، إما أن تؤمن قبل فوات الأوان ، أو لا بد من أن تؤمن بعد فوات الأوان ، إما أن تؤمن وفي العمر بحبوحة ، تصلي ، وتصوم ، وتنفق من مالك ، وتطلب العلم ، وتأمر بالمعروف ، وتنهى عن المنكر ، وإما أن تعرف الحقيقة على فراش الموت :

﴿فَكَشَفْنَا عَنْكَ غِطَاءَكَ فَبَصَرُكَ الْيَوْمَ حَدِيدٌ﴾

[سورة ق : 22]

 هي قدرة خطير جداً أي القضية ليست كما تريد ، إن لم تؤمن الآن ، لابد من أن تؤمن ولكن الإيمان الذي يكون عند الموت حسرة على صاحبه ، لذلك ربنا عز وجل يقول :

﴿فَذَرْهُمْ يَخُوضُوا وَيَلْعَبُوا حَتَّى يُلَاقُوا يَوْمَهُمُ الَّذِي يُوعَدُونَ﴾

[سورة الزخرف : 83]

 ساعة خطيرة جداً ، والله الذي لا إله إلا هو ما رأيت أعقل ، ولا أرشد ، ولا أحكم ، ولا أعظم ممن يعدوا لهذه الساعة الحرجة التي لابد منها ، عنده خمسة أولاد أو ستة ، واحد ذهب إلى المقبرة يشتري قبراً ، والثاني ذهب إلى قراء القرآن الكريم ، والثالث إلى المطبعة ، ليصمم الإعلان ، هذه الساعة الحرجة ، والأهل بعضهم فرح إذا كان الأب بخيلاً ، يقول لك : ارتحنا منه، وبعضهم حزين إذا كان الأب كريماً ، لكن إن فرحوا أو حزنوا لن يتغير شيء ، اللحظة الحرجة لحظة لقاء الله عز وجل ، فالإنسان العاقل يعد لهذه اللحظة ، يوجد الكثير من الأشخاص الذين طغوا وبغوا ، عند هذه اللحظة انهاروا ، وهلكوا ، وشعروا بتفاهة حياتهم ، لهذا قال عليه الصلاة والسلام :

((اغتنم خمساً قبل خمس ))

 شبابك ـ إذا واحد ما في شي فكره فاضي ، إذا في معه مشكلة بجسمه كبيرة خلص فات بدوامة التحاليل والأطباء والتصوير والأدوية ، دخل بمتاهة القلق على صحته ، الإنسان ما عند مشكلة ، صحته وقته شبابه .

(( اِغْتَنِمْ خَمْساً قَبْلَ خَمْسٍ : شَبَابَكَ قَبْلَ هَرَمِكَ ، وَصِحَّتَكَ قَبْلَ سَقَمِكَ ، وَغِنَاكَ قَبْلَ فَقْرِكَ ، وَفَرَاغِكَ قَبْلَ شُغْلِكَ ، وَحَيَاتَكَ قَبْلَ مَوْتِكَ ))

[ أخرجه الحاكم والبيهقي عن ابن عباس وأحمد عن عمرو بن ميمون ]

 ويقول عليه الصلاة والسلام :

((بادروا بالأعمال الصالحة ، فماذا ينتظر أحدكم من الدنيا ؟ هل تنتظرون إلا فقراً منسياً أو غنى مطغياً ؟ ))

[أخرجه الحاكم عن أبي هريرة ]

 دققوا والله ولا أبالغ ، إن من أكبر المصائب أن يحملك الغنى على معصية الله ، هذا هو الغنى المطغي .

((هل تنتظرون إلا فقراً منسياً ، أو غنى مطغياً ، أو مرضاً مفسداً ، أو هرماً مفنداً ، أو موتاً مجهزاً ، أو الدجال فشر غائباً ينتظر ، أو الساعة والساعة أدهى وأمر ))

الموت عرس المؤمن :

 ولكن أبشركم ، بأن الموت بالنسبة للمؤمن تحفته ، وعرسه ، يمكن بكل حياته لا تمر علية لحظة يسعد بها أشد من لحظة لقائه مع الله ، كل هذا التعب لهذه الساعة ، تصور طالباً لا ينام الليل دراسة تسعة أشهر ليلاً ونهاراً ، قرع جرس الامتحان ، والسؤال متوقعه ، وعنده تعليقات جيدة ، وهو قارئ مراجع أوسع ، وقلمه سيال ، ولغته قوية ، يرقص قلبه رقصاً ، إذا قرع جرس الامتحان ودخل إلى قاعة الامتحان ، وهو مستعد ، يكتب وينطلق ، هكذا سئل أحد العلماء، قيل له : كيف القدوم على الله ؟ قال : أما المؤمن مثل الغائب عاد إلى أهله ، ألم يقل الله عز وجل :

﴿وَرَحْمَةُ رَبِّكَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ﴾

[سورة الزخرف : 32]

﴿وَلَئِنْ مُتُّمْ أَوْ قُتِلْتُمْ ﴾

 إلى أين أنت ذاهب ؟

﴿لَإِلَى اللَّهِ تُحْشَرُونَ﴾

[سورة آل عمران : 158]

 إذا شخص ألقينا القبض عليه ، وسقناه إلى والدته ، يرى عند والدته كل الإكرام ، وكل المحبة ، وكل الدلال .

العاقل من عرف الله وطبق منهجه قبل فوات الأوان :

 لذلك أيها الأخوة ؛ محور الجلسة ، هذه الكلمة ، خيارنا مع الإيمان ليس خيار قبولٍ أو رفضٍ ، بل هو خيار وقت فقط ، إما أن تؤمن قبل فوات الأوان ، وإما أن تؤمن بعد فوات الأوان ، إما أن تؤمن وتنتفع بإيمانك ، وإما أن تؤمن ويكون الإيمان حسرة على قلبك مثل فرعون، كلام دقيق ، الآن ؟! الآن تأخرت كثيراً .

﴿فَأَتْبَعَهُمْ فِرْعَوْنُ وَجُنُودُهُ بَغْياً وَعَدْواً حَتَّى إِذَا أَدْرَكَهُ الْغَرَقُ قَالَ آمَنْتُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا الَّذِي آمَنَتْ بِهِ بَنُو إِسْرَائِيلَ وَأَنَا مِنَ الْمُسْلِمِينَ * آلْآنَ وَقَدْ عَصَيْتَ قَبْلُ وَكُنْتَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ * فَالْيَوْمَ نُنَجِّيكَ بِبَدَنِكَ لِتَكُونَ لِمَنْ خَلْفَكَ آيَةً وَإِنَّ كَثِيراً مِنَ النَّاسِ عَنْ آيَاتِنَا لَغَافِلُونَ ﴾

[سورة الزخرف : 90-92]

 يروي التاريخ أن فرعون الذي غرق ، وألقاه البحر إلى الشط ، لولا أن ألقاه إلى الشط ما صدق الناس أنه غرق ، لأنه بزعمهم إله ، فربنا عز وجل نجاه ببدنه ، لفظه البحر إلى الشاطئ ، وحنط ، وقبل سنوات أخذ إلى فرنسا ، واستقبل في المطار استقبال الملوك ، رمم تحنيطه لأنه تلف هو نفسه ، بعد فحصه الدقيق وجدوا آثار ملوحة مياه البحر في جسمه .
 هذا معنى قوله تعالى :

﴿فَالْيَوْمَ نُنَجِّيكَ بِبَدَنِكَ لِتَكُونَ لِمَنْ خَلْفَكَ آيَةً وَإِنَّ كَثِيراً مِنَ النَّاسِ عَنْ آيَاتِنَا لَغَافِلُونَ﴾

[سورة الزخرف : 92]

 ونحن الآن في بحبوحة ، القلب في صحة ، هناك بقية بالحياة لنبادر إلى معرفة الله، وإلى معرفة منهجه ، وإلى طاعته قبل فوات الأوان .

تحميل النص

إخفاء الصور