وضع داكن
19-04-2024
Logo
الدرس : 1 - سورة الإسراء - تفسير الآيتان 13-14 ، العقيدة الصحيحة
   
 
 
 بسـم اللـه الرحمـن الرحيـم  
 

الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين .

 

الابتعاد عن الأوهام والخرافات :


 أيها الأخوة الكرام ؛ مقولة أرددها كثيراً ، وهي أن الخطأ في العقيدة خطير ، لأن الخطأ في العقيدة ينتج عنه انحراف في السلوك ، والصواب في العقيدة ينتج عنه استقامة في السلوك ، والإنسان لا يليق به أن يعتقد بأوهام ، ولا خرافات ، ولا خزعبلات ، لذلك ربنا سبحانه وتعالى في سورة الإسراء وفي الآية الثالثة عشرة والرابعة عشرة وهي قوله تعالى :

﴿ وَكُلَّ إِنْسَانٍ أَلْزَمْنَاهُ طَائِرَهُ فِي عُنُقِهِ وَنُخْرِجُ لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كِتَاباً يَلْقَاهُ مَنْشُوراً (13) اقْرَأْ كِتَابَكَ كَفَى بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيباً(14) ﴾

[ سورة الإسراء ]

العرب في الجاهلية قبل الإسلام كان أحدهم إذا طار عن يمينه طائر تفاءل ، فإذا طار عن شماله طائر تشاءم ، وهذا هو التطير الذي ورد في الأحاديث الشريفة . 

(( عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِي اللَّهم عَنْه ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : لا عَدْوَى ولا طِيَرَةَ ولا هَامَةَ ولا صَفَرَ ))

[ متفق عليه ]

خرافة ، ليس لها أساس من الصحة ، وأوهام ، وتدجيل ، إنسان يمشي في الطريق ، طار عن يمينه طائر يتفاءل بكل خير ، طار عن شماله طائر يتشاءم بكل شر ، هذا كلام غير صحيح ، فربنا عز وجل ردّ على هؤلاء الخرافيين ، الواهمين ، الجهلاء ، قال :

﴿ وَكُلَّ إِنْسَانٍ أَلْزَمْنَاهُ طَائِرَهُ فِي عُنُقِهِ وَنُخْرِجُ لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كِتَاباً يَلْقَاهُ مَنْشُوراً (13) ﴾

[ سورة الإسراء ]

أي طائرك منك ، سعادتك منك ، شقاؤك منك ، تيسير أمورك منك ، تعسيرها منك ، التوفيق منك ، التعسير منك ، النجاح منك ، الإخفاق منك ، بحسب استقامتك :

﴿ وَأَنْ لَوِ اسْتَقَامُوا عَلَى الطَّرِيقَةِ لَأَسْقَيْنَاهُمْ مَاءً غَدَقاً (16) ﴾

[ سورة الجن ]

﴿ وَلَوْ أَنَّهُمْ أَقَامُوا التَّوْرَاةَ وَالْإِنْجِيلَ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِمْ مِنْ رَبِّهِمْ لَأَكَلُوا مِنْ فَوْقِهِمْ وَمِنْ تَحْتِ أَرْجُلِهِمْ مِنْهُمْ أُمَّةٌ مُقْتَصِدَةٌ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ سَاءَ مَا يَعْمَلُونَ (66) ﴾

[ سورة المائدة ]

﴿ إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ (30)  ﴾

[ سورة فصلت ]

﴿ أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ اجْتَرَحُوا السَّيِّئَاتِ أَنْ نَجْعَلَهُمْ كَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَوَاءً مَحْيَاهُمْ وَمَمَاتُهُمْ سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ (21) ﴾

[ سورة الجاثية ]

الآن لا أحد يعتقد بهذا ، لكن يقول لك : رأيت ماء وملحاً أمام بيتي ، هذه خرافة ، دخل إنسان وأنت في مناسبة عقد صفقة ، البيعة لم تتم ، يا أخي قدمه قدم شؤم ، لا ليس لها علاقة ، أخذ غرفة في فندق رقم 13 ، ليس لها علاقة ، كله دجل ، لا يمكن أن نقبل إلا ما في القرآن والسنة ، الإنسان لا يليق به أن يعتقد بالخرافات ، لا يليق به أن يعتقد بالأوهام ، لا يليق به أن يهبط عن مستواه المكرم ، الخير منك ، والشر منك ، والتوفيق منك ، وعدم التوفيق منك ، والتعسير منك ، والحفظ منك ، وعدم الحفظ منك ، بحسب عملك ، الإنسان لو وضع مصحفاً داخل سيارته ، شيء جميل ، لكن إذا لم تكن مستقيماً لن يحميك ، كن واقعياً ، اكتب على محلك قول الله تعالى : 

﴿ إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحاً مُبِيناً (1) ﴾

[ سورة الفتح ]

 إذا لم تكن مستقيماً بالبيع والشراء لن يأتيك فتح مبين ، ضع آيات ، ضع أحاديث ، ضع عين الحاسد تبلى بالعمى ، ضع نعل فرس ، قليلاً من الخرز ، كله دجل ، كله كذب ، كله أوهام .

﴿ وَكُلَّ إِنْسَانٍ أَلْزَمْنَاهُ طَائِرَهُ فِي عُنُقِهِ وَنُخْرِجُ لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كِتَاباً يَلْقَاهُ مَنْشُوراً (13) ﴾

[ سورة الإسراء ]

تفاؤلك من استقامتك ، وتشاؤمك من انحرافك ، الله عز وجل قال : 

﴿ فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى (5) وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى (6) فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى (7) ﴾

[ سورة الليل ]

قانون ، قانون التيسير ، قال :

﴿ إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْراً كَبِيراً (9) ﴾

[ سورة الإسراء ]

 طبق القرآن ، زواجك استقام ، تجارتك استقامت ، صحتك استقامت ، نفسيتك استقامت ، لأنك أنت عندما لذت بعظيم شعرت بالطمأنينة ، أما عندما تلتمس العزة من غير الله فهذا ضد هذا ، إذا واليت هذا يحزن هذا ، إذا وقفت مع هذا تغضب الطرف الآخر ، تصف مع الأول يغضب الثاني ، ما هذه الحياة ؟ لك أن ترضي الله وحده ، ولا تعبأ بالآخرين . إلهي أنت مقصودي ، ورضاك مطلوبي .

 

الدين مبادئ ومنهج وأدلة :


 لذلك :

﴿ وَكُلَّ إِنْسَانٍ أَلْزَمْنَاهُ طَائِرَهُ فِي عُنُقِهِ وَنُخْرِجُ لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كِتَاباً يَلْقَاهُ مَنْشُوراً (13) ﴾

[ سورة الإسراء ]

أي لا يوجد نحس ، ولا يوم أربعاء ، ولا يوجد إنسان قدمه سوء ، ولا فنجان قهوة : 

(( عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : مَنْ أَتَى كَاهِنًا ، قَالَ مُوسَى فِي حَدِيثِهِ فَصَدَّقَهُ بِمَا يَقُولُ ، ثُمَّ اتَّفَقَا ، فَقَدْ بَرِئَ مِمَّا أُنْزِلَ عَلَى مُحَمَّدٍ ))

[ سورة أبي داود ]

 يكفي أن تذهب لإنسان ، تقول له : انظر لي ماذا في مستقبلي ؟ يقول لك : أمامك عقبات كبيرة ، أمامك قبضة كبيرة ، كله خلط بخلط ، يا ليت هذا الكلام تسلية ، مع التسلية يوجد كفر ، لا أحد يتسلى بهذه الأشياء ، هي لا تقرأ حظك هذا الأسبوع ، وهذا برج الجدي ، وهذا برج الثور ، هذا الباب لا تقرؤه إطلاقاً ، لا يجوز أن تقرأه ، ليس له أساس من الصحة ، كله كذب .

﴿ وَكُلَّ إِنْسَانٍ أَلْزَمْنَاهُ طَائِرَهُ فِي عُنُقِهِ وَنُخْرِجُ لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كِتَاباً يَلْقَاهُ مَنْشُوراً (13) ﴾

[ سورة الإسراء ]

اسمعوا ،  من أتى ساحراً فلم يصدقه - ما صدقه - لم تقبل له صلاة أربعين صباحاً، ولم يقبل له دعاء أربعين ليلة  ... هذا إذا ما صدقه ، أما إذا صدقه فقد كفر ، الدين مبادئ ، الدين منهج ، الدين أدلة ، علاقة مع الله مبنية على طاعة لمنهجه فقط ، الإنسان خيره منه ، وشره منه ، التوفيق من استقامته ، التأخير يكون هناك خلل ، لا يوجد رزق يا أخي ، كله من زوجتي ، لا ، ليس زوجتك لا علاقة لها ، هذا الشيء منك ، لا تتهم أحداً بتقصيرك ، هذا منتهى الظلم ، لا تعزي المشكلات لغيرك .

 

لكلّ إنسان كتاب مرقم صفحاته ثابتة :


ثم قال تعالى :

﴿ وَكُلَّ إِنْسَانٍ أَلْزَمْنَاهُ طَائِرَهُ فِي عُنُقِهِ وَنُخْرِجُ لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كِتَاباً يَلْقَاهُ مَنْشُوراً (13) اقْرَأْ كِتَابَكَ كَفَى بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيباً(14) ﴾

[ سورة الإسراء ]

ربنا عز وجل وصف هذا الكتاب بأنه مرقوم ، والعلماء لهم في هذه الكلمة توجيهات لطيفة ، قال : مرقوم من الرقم ، والرقم هي الصورة ، مرقوم من الرقم ، والرَّقم هو العدد ، صفحات كتاب الإنسان مرقمة لا يستطيع أن ينزع واحدة منها ، مثل المالية تماماً ، تأخذ الدفتر تكتب هذا الدفتر 230 صفحة مع الختم والتاريخ ، هل تستطيع أن تمزق صفحة منهم أنت ؟ إذا نزعت صفحة تهدر حساباتك كلها ، يكلفونك بضريبة عشوائية من عندهم ، إذا مزقت صفحة ، فكتاب الإنسان مرقوم من الرقم ، وكتاب الإنسان مرقوم من الرقم ، أي كل مخالفة وصورتها ، هل تستطيع أن تنكرها ؟ الآن يوجد مخالفات أحياناً تتجاوز السرعة مع الصورة ، سيارتك ورقمها وتاريخ المخالفة والشارع ، تقول : لا لست أنا ، من الرقم أي الصورة ، فكتاب الأعمال مرقم ، صفحاته ثابتة ، وكل مخالفة مع صورتها .

﴿ وَكُلَّ إِنْسَانٍ أَلْزَمْنَاهُ طَائِرَهُ فِي عُنُقِهِ وَنُخْرِجُ لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كِتَاباً يَلْقَاهُ مَنْشُوراً (13) اقْرَأْ كِتَابَكَ كَفَى بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيباً(14) ﴾

[ سورة الإسراء ]

يوجد عدل مطلق ، حاسب نفسك هذه الإنسانة لماذا أفسدتها ؟ كان من الممكن أن تكون أماً ، وزوجةً ، وربة منزل ، وجدة في المستقبل ، ولها أولاد ، وأولاد أولاد ، معززة ، مكرمة، مبجلة ، أنت أفسدتها ، فجعلتها زانية ، سقطت فأصبحت بغياً ، فلم أصبحت بالأربعين نبذها المجتمع فأصبحت متسولة ، هي عملك . 

﴿ نَحْنُ نُحْيِي الْمَوْتَى وَنَكْتُبُ مَا قَدَّمُوا وَآثَارَهُمْ وَكُلَّ شَيْءٍ أحْصَيْنَاهُ فِي إِمَامٍ مُبِينٍ (12) ﴾

[ سورة يس ]

أثار عملك ، فقبل أن تفعل شيئاً عد للمليار ، يا ترى هذا العمل ماذا ينتج عنه ؟ فلانة طلقتها بساعة غضب ، لماذا طلقتها ؟ ليس لها أحد ، لما طلقتها نقمت ، وأنت لك مظهر ديني وتصلي ، نقمت على دينك ، انطلقت متبذلة نكاية بك ، وانحرفت ، طلاقك العشوائي التعسفي سبب انحرافها ، فأنت محاسب ، فالإنسان قبل أن يطلق ، قبل أن يزوج ، قبل أن يعطي، قبل أن يمنع ، قبل أن يصرف ، قبل أن يغضب ، قبل أن يؤذي إنساناً ، مثلاً إنسان داهم محلاً لقي بضاعة غير نظامية ، هو اشتراها من محل ثان ، ذهب للمحل الثاني أنكر البضاعة ، هذه البضاعة أساسها مشروع ، كتب له مخالفة بثلاثة أمثالها ، صار معه داء الصرع، إلى الآن يعاني من هذا المرض ، ما تحمل هو شاب في أول حياته ، ما تحمل أن تصادر بضاعته كلها ويكتب له مخالفة ، قبل أن تبيع بضاعة لست متأكداً من فاتورتها بلغه ، نوره ، قل له :

﴿ نَحْنُ نُحْيِي الْمَوْتَى وَنَكْتُبُ مَا قَدَّمُوا وَآثَارَهُمْ وَكُلَّ شَيْءٍ أحْصَيْنَاهُ فِي إِمَامٍ مُبِينٍ (12) ﴾

[ سورة يس ]

إياك أن تكون السبب في شقاء إنسان ، كل ما ينتج عن هذا الشقاء في صحيفتك ، ذهب إلى أوروبا اقترن بامرأة لفترة بسيطة ثم تركها ، ثم جاءه ولد منها ، سألني : ماذا أفعل ؟  ولد فلتان أنت أبوه وبرقبتك .

 ألا رب شهوة ساعة أورثت حزناً طويلاً ، ألا يا رب طاعم ناعم في الدنيا ، جائعٍ عارٍ يوم القيامة ، ألا يا رب نفس جائعة عارية في الدنيا ، طاعمة ناعمة يوم القيامة ، ألا يا رب مكرماً لنفسه وهو لها مهين ، ألا يا رب مهين لنفسه وهو لها مكرم .

الآن أحياناً الأب يقسو على أولاده أكثر مما يجب ، يتشرد يكون بمشكلة يصير بعشر، أنت مسؤول فكر ، إذا أردت إنفاذ أمرٍ فتدبر عاقبته ، فخيرك منك ، وشرك منك ، والتوفيق منك ، والتعسير منك ، والنجاح منك ، والإخفاق منك ، وسعادتك منك ، وشقاؤك منك ، ونجاحك مع زوجتك منك ، مطبق منهج الله بالزواج ينجح الزواج ، لست مطبقاً لا ينجح الزواج ، لا تعزي ذنوبك للآخرين ، لا تقل : أخي يوجد طير طار عن يميني ، شخص حسدني ، شخص كاد لي ، شخص رمى لي ماء وملحاً ، هذه لا تصدقها ، هذه خرافة ، لا تعش بالأوهام ، عش بالحقائق . 

﴿ وَكُلَّ إِنْسَانٍ أَلْزَمْنَاهُ طَائِرَهُ فِي عُنُقِهِ وَنُخْرِجُ لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كِتَاباً يَلْقَاهُ مَنْشُوراً (13) اقْرَأْ كِتَابَكَ كَفَى بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيباً(14) ﴾

[ سورة الإسراء ]

 

من طبق الدين قطف ثماره ومن لم يطبقه عانى عذاباً نفسياً وجسدياً :


ورد بالجامع الصغير حديث ، قال : 

(( إن العار ليلزم المرء يوم القيامة حتى يقول يا رب لإرسالك لي إلى النار أهون عليّ مما ألقى ، وإنه ليعلم ما فيها من شدة العذاب ))

العذاب النفسي يضاف إلى العذاب الجسدي ، عذاب النفس الشعور بالندم ، إذا الإنسان معه مبلغ محدود ، ورأى بيتاً بأربعة أضعاف المبلغ ، تصفية ورثة ، لم يشتره ، البيت مرتب ، ومنطقته جيدة ، والمبلغ بسيط جداً ، عرضوه عليه لم يرض أن يشتريه ، يقول لك : قلبي محروق يقول لك : طار مني هذا البيت ، وهذا شيء فان ، كيف الآخرة ؟ كل الآخرة ، كل الجنة ذهبت ، لجهنم إلى الأبد ، الإنسان قبل أن يعتدي ، قبل أن يترك الصلاة ، قبل أن يأكل مالاً حراماً ، أحياناً يظنها الإنسان مكسباً ، أن تأكل مالاً بالحرام ، هذا ليس مكسباً ، منتهى الغباء ، منتهى الحمق ، منتهى الشقاء ، فالإنسان سعادته منه ، شقاؤه منه ، أما ضع خرزة ، أو حدوة حصان ، هذه لا تعمل شيئاً ، لن تستفيد إلا من استقامتك ، ضع مصحفاً بأول السيارة ، إذا لم تكن مستقيماً لن يحميك ، سلوك غير منطقي ، المصحف طبقه ، طبعاً أنا أضع مصحفاً بسيارتي، الإنسان يفتخر ، يلزمه أحياناً أن يراجع سورة ، ينتظر أحداً مثلاً ، صار معه مشكلة ، يريد أن يصلح السيارة ، معه وقت فارغ يضع مصحفاً ، ويقدس المصحف ، ويقبله من ستة وجوهه ، لكن إذا خالف الإنسان أوامره لا يحميه ، أخي أنا في جيبي مصحفاً ، هذا لا يساوي شيئاً إذا لم تكن مستقيماً ، لا تفرح به ، المصحف يجب أن يطبق ، تطبقه يحميك ، لأنه منهج ، وكلمات الناس أخي تباركنا ، ما معنى تباركنا ؟ الآن إذا شخص أحضر دواء ولم يشربه ، أخي تباركنا فيه ، هذا كذب ، اشرب الدواء ، هذا المصحف يطبق ، تطبقه تتبارك به ، البركة بالخير الكثير ، لا تعمل أساليب ، طقوساً ، الآن يوجد كثير من الناس يقولون لك : تباركنا ، على أي شيء تباركت ، أنت لست مستقيماً ، لست مطبقاً لشيء من الدين ، وإذا زارك عالم ماذا حدث ؟ لن يحدث شيء أبداً ، قعد جنب النبي شخص عندما توفي قال النبي :

(( عن أبي هريرة قال : كنا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما فسمعنا وجبة ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : " أتدرون ما هذا ؟ قلنا : الله ورسوله أعلم . قال : " هذا حجر أرسل في جهنم منذ سبعين خريفاً ، فالآن انتهى إلى قعرها   ))

[  مسلم عن محمد بن عباد وابن أبي عمر ، عن مروان ، عن يزيد بن كيسان ]

 رئيس المنافقين كان يقعد جنبه ، طلب قميصه أعطوه قميصه قال : خذوا قميصي ، لن يغني عنه شيئاً ، ألبسوه قميصه قبل أن يموت وعندما مات قال :

(( عن أبي هريرة قال : كنا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما فسمعنا وجبة ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : " أتدرون ما هذا ؟ " قلنا : الله ورسوله أعلم . قال : " هذا حجر أرسل في جهنم منذ سبعين خريفا ، فالآن انتهى إلى قعرها ))

[ مسلم عن محمد بن عباد وابن أبي عمر ، عن مروان ، عن يزيد بن كيسان ]

لا ينفعك أن تلبس قميص رسول الله ، لا ينفعك إلا أن تستقيم على أمره ، كلام دقيق واضح ، على الإنسان أن يكسب عمره ، عليه ألا يضيع وقته بالخرافات ، بالدجل والأوهام ، ديننا لا يوجد فيه أوهام ، المصحف تطبقه تقطف ثماره ، تزينه بالبيت لن تستفيد شيئاً ، سهرة مختلطة وتضع مصحفاً ، هذه السهرة خالفت المصحف ، عرس بالشيراتون مكلف حوالي عشرين مليوناً ، راقصات ، وفسق ، وفجور ، واختلاط ، على بطاقة الدعوة : الطيبون للطيبات ، هذه كلام مرفوض ، ما معنى الطبيون للطيبات ويوجد رقص وخمور واختلاط ؟ لا ليسوا طيبين ، لا تعيشوا بالأوهام إطلاقاً ، عيشوا بالحقائق ، الصحابة عندما طبقوا الدين كما أراد الله فتحوا العالم ، وعندما مسكوا طقوس الدين ، ومظاهر الدين ، وتركوا جوهره ، لم تكن كلمتهم هي العليا . 

الاستماع للدرس

00:00/00:00

تحميل النص

إخفاء الصور