وضع داكن
19-04-2024
Logo
الدرس : 4 - سورة مريم - تفسير الآيات 18 - 26‏ ، صفات المرأة وفوائد التمر .
   
 
 
 بسـم اللـه الرحمـن الرحيـم  
 

الحمد لله رب العالميـن ، والصـلاة والسـلام علـى سـيدنا محـمد الصـادق الوعد الأمين .

صفات المرأة المؤمنة :

في قصة السيدة مريم هذه الصديقة ، الذي ضرب الله لنا بها مثلاً في الطهر والعفاف
أيها الأخوة ؛ في القرآن الكريم إشارات كثيرة إلى صفات المؤمنات ، فهذه المرأة الطاهرة العفيفة التي فاجئها ملك ، فظنته رجلاً قالت :

﴿ قَالَتْ إِنِّي أَعُوذُ بِالرَّحْمَنِ مِنْكَ إِنْ كُنْتَ تَقِيّاً * قَالَ إِنَّمَا أَنَا رَسُولُ رَبِّكِ لِأَهَبَ لَكِ غُلَاماً زَكِيّاً * قَالَتْ أَنَّى يَكُونُ لِي غُلَامٌ وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ وَلَمْ أَكُ بَغِيّاً * قَالَ كَذَلِكِ قَالَ رَبُّكِ هُوَ عَلَيَّ هَيِّنٌ وَلِنَجْعَلَهُ آيَةً لِلنَّاسِ وَرَحْمَةً مِنَّا وَكَانَ أَمْراً مَقْضِيّاً * فَحَمَلَتْهُ فَانْتَبَذَتْ بِهِ مَكَاناً قَصِيّاً ﴾

[ سورة مريم الآيات : 18-22 ]

1- الخوف والحياء :

فالصفة هنا الخوف ، الخوف من الصفات المحمودة من النساء ، لا أقول البخل ، لكن عدم إتلاف المال من الصفات المحمودة في النساء ، والحياء من الصفات المحمودة في النساء ، لذلك من علامات آخر الزمان أن الحياء يرفع من وجوه النساء .

﴿ قالت إحداهما يا أبت استأجره إن خير من استأجرت القوي الأمين ﴾

[ سورة القصص الآية : 26 ]

أعجبها ، في سيدنا موسى ، أعجبها قوته ، وأمانته ، وأعجبه فيها حيائها .

﴿ فجاءته إحداهما تمشي على استحياء قالت إن أبي يدعوك ليجزيك أجر ما سقيت لنا فلما جاءه وقص عليه القصص قال لا تخف نجوت من القوم الظالمين ﴾

[ سورة القصص الآية : 25 ]

معنى الاستعاذة :

أما هذه الآية يسأل عنها كثيرون ، قالت :

﴿ قَالَتْ إِنِّي أَعُوذُ بِالرَّحْمَنِ مِنْكَ ﴾

أخوانا الكرام ؛ الاستعاذة ورد بها آيات كثيرة ، الله عز يقول :

﴿ قل أعوذ برب الفلق ﴾

[ سورة الفلق الآية : 1 ]

وقال :

﴿ قل أعوذ برب الناس ﴾

[ سورة الناس الآية : 1 ]

﴿ وإما ينزغنك من الشيطان نزغ فاستعذ بالله إنه سميع عليم ﴾

[ سورة الأعراف الآية : 200 ]

نحن مأمورون أن نستعيذ من الشيطان الرجيم ، يقول أحدهم أنا أستعيذ بالله من الشيطان ، ولا أقطف الثمار ، فما تفسير ذلك ؟
العلماء اتفقوا ، وأجمعوا على أن الاستعاذة التي أمرنا الله بها لا تقبل إلا بحضور القلب ، أما أن تستعيذ باللسان هذا كلام لا يقدم ولا يؤخر ، لابد من أن تستعيذ بقلبك ، لابد من أن تتوجه بقلبك إلى الله ، لابد من أن تستحضر عظمة الله عز وجل ، إذا استعذت بالله كما أراد الله فأنت أقوى من الشيطان بمليار مرة ، ولا تنسوا أن الله سبحانه وتعالى يقول :

﴿ وقال الشيطان لما قضي الأمر إن الله وعدكم وعد الحق ووعدتكم فأخلفتكم ﴾

ـ الآن دققوا ـ

﴿ وما كان لي عليكم من سلطان إلا أن دعوتكم فاستجبتم لي فلا تلوموني ولوموا أنفسكم ما أنا بمصرخكم وما أنتم بمصرخي إني كفرت بما أشركتموني من قبل إن الظالمين لهم عذاب أليم ﴾

[ سورة إبراهيم الآية : 22 ]

الشيطان ليس له على الإنسان سلطان ، لا يملك إلا أن يوسوس أنت إما أن تستجيب ، وإما أن لا تستجيب ، وإذا وسوس بإمكانك أن تستعيذ بالله عز وجل ، مع حضور القلب يحترق الشيطان ، وانتهى الأمر .
لا بدنا شيخ يفك السحر ، ولا بدنا مشعوذين ، ولا بدنا خروف يقدم إلى فلان ، ما بدنا شيء إطلاقاً ، لا نملك إلا أن نستعيذ بالله كما أمرنا الله ، وما سوى ذلك ، بدع في الدين ما أنزل الله بها من سلطان ، ما سوى الاستعاذة بالله عز وجل مع حضور القلب .

﴿ قَالَتْ إِنِّي أَعُوذُ بِالرَّحْمَنِ مِنْكَ إِنْ كُنْتَ تَقِيّاً ﴾

إذا وصلت هناك إشكال بالآية ، أما :

﴿ إِنِّي أَعُوذُ بِالرَّحْمَنِ مِنْكَ إِنْ كُنْتَ تَقِيّاً ﴾

تعرف معنى استعاذتي ، وإن كنت تقياً لا تضرني ، خافت ، خوفها دليل عفتها ، الآن المرأة تخوف ، الأصل المرأة تخاف ، أما حينما تتواقح ، وتبتعد عن الله عز وجل ويركبها الشيطان ، تصبح المرأة هي المخيفة ، قال يا بابا لا تسرع ماما في انتظارك ، يعني في قدامك مشكلة .

﴿ إِنِّي أَعُوذُ بِالرَّحْمَنِ مِنْكَ إِنْ كُنْتَ تَقِيّاً ﴾

2- العفة والشرف :

ثم تأتي الآيات فيقول الله عز وجل .

﴿ فَأَجَاءَهَا الْمَخَاضُ إِلَى جِذْعِ النَّخْلَةِ قَالَتْ يَا لَيْتَنِي مِتُّ قَبْلَ هَذَا وَكُنْتُ نَسْياً مَنْسِيّاً * فَنَادَاهَا مِنْ تَحْتِهَا أَلَّا تَحْزَنِي قَدْ جَعَلَ رَبُّكِ تَحْتَكِ سَرِيّاً * وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ تُسَاقِطْ عَلَيْكِ رُطَباً جَنِيّاً ﴾

[ سورة مريم الآيات : 23-25 ]

أعظم شيء تملكه المرأة ، شرفها ، وعفتها ، أثمن شيء تملكه ، لذلك ورد في الأثر أن قذف محصنة ، يهدم عمل مائة سنة ، مالك حق تتكلم لا إشارة ، ولا عبارة ، ولا تصريح ، ولا تلميح ، ولا تهز قميصك أن فلانة الله أعلم ، لا نعرف ، قذف محصنة يهدم عمل مائة سنة ، لذلك هذه المرأة الطاهرة ، الصديقة ، حينما امتلئ بطنها بالحمل ، ولم يقاربها إنسان ، ماذا تقول لقومها ؟ لذلك الإنسان لما يتكلم بالأعراض يعد للمليون ، لأن الله كبير ، ماله متأكد ، كلمة ، إشارة ، سمعة ، اتهام لذلك الله عز وجل ، جعل أطهر سيدة ، السيدة عائشة يتكلموا الناس عنها بالفاحشة ، جبراً لخاطر أية امرأة بريئة ، لمليون سنة قادمة ، أية امرأة ، طاهرة ، بريئة ، عفيفة ، كاد لها خصومها ، واتهموها بالفاحشة فلها بالسيدة عائشة أسوة حسنة ، لماذا سمح الله لهذا الحدث أن يقع ؟ لتكون السيدة عائشة ، قدوة ، لكل امرأة ، طاهرة ، عفيفة ، تكلم الناس في شرفها .

﴿ قَالَتْ يَا لَيْتَنِي مِتُّ قَبْلَ هَذَا وَكُنْتُ نَسْياً مَنْسِيّاً * فَنَادَاهَا مِنْ تَحْتِهَا أَلَّا تَحْزَنِي قَدْ جَعَلَ رَبُّكِ تَحْتَكِ سَرِيّاً * وَهُزِّي إِلَيْكِ ﴾

[ سورة مريم الآيات : 23-25 ]

ضرورة الأخذ بالأسباب :

بربكم لو وقفتم أمام نخلة عملاقة هل بإمكانكم أن تهزوها ؟ طيب ما معنى هذه الآية ؟ يعني خذي بالأسباب .

﴿ وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ ﴾

1- السعي :

معنى ذلك أن تأخذ بالأسباب فقط ، وعلى الله النجاح ، عليك أن تأخذ بالأسباب ، وعندئذٍ توكل على رب الأرباب ، لذلك لو توكلتم على الله حق توكله ، لرزقكم كما يرزق الطير ، والطيور أين تقعد بأعشاشها ؟ تغدو ، يعني أعلى نوع من التوكل ، الطير ، ومع ذلك تغدو خماصاً ، وتروح بطاناً ، في غدو ، وفي رواح ، الطير تغدو ، والسيدة مريم ، قال لها هزي ، وأنا والإنسان المقصر بقلك ما في رزقه ، تحرك ، اطلع من بيتك بكير ، افتح محلك ، لذلك إن الله يلوم على العجز ، ولكن عليكم بالكيس ، فإذا غلبك أمر ، فقل حسبي الله ونعم الوكيل ، لا تقول حسبي الله ونعم الوكيل ، إلا بعد أن تستنفذ كل الجهد ، اسعى ، إن الله يلوم على العجز ، الاستسلام ، الكسل ، عدم الحركة ، عدم السعي ، هذا ليس من صفات المؤمن ، إن الله كتب عليكم السعي فاسعوا ، واحدة .

2- احتساب أمرك لله تعالى :

أنت حينما تسعى ، لو أن الله سبحانه وتعالى لحكمة بالغة لا تعرفها ، ما مكنك مما تسعى إليه ، الآن تقول : حسبي الله ونعم الوكيل ، لا تقال هذه الكلمة ، كما أرادها النبي إلا بعد أن تستنفذ السعي وهذه مشكلة المسلمين اليوم ، أعدائهم أخذوا كل الأسباب وتوكلوا عليها فأشركوا ، وهم تركوها فعصوا ، زاعمين أنهم متوكلون ، وهذا ليس هو التوكل ، هذا تواكل .
سيدنا عمر رضي الله عنه سأل أناس فقراء في أثناء موسم الحج .
قال : من أنتم ؟
فقالوا : نحن المتوكلون .
قال : كذبتم ؛ المتوكل من ألقى حبة في الأرض ، ثم توكل على الله .
سيدنا النبي عليه الصلاة والسلام أمسك بيد سيدنا المسعود فكانت خشنة ، من كثرة العمل ، فأمسك بيده ، ورفعها بين أصحابه ، وقال إن هذه اليد يحبها الله ورسوله .
وكان سيدنا عمر رضي الله عنه يقول إن أرى الرجل ليس له عمل ، فيسقط من عيني ، ومن بات كالاً في طلب الحلال بات مغفور له ، من بات كالاً ، وسبحان الله لحكمة أرادها الله جعل الحلال صعباً ، والحرام سهلاً ، أيام واحد يغض بصره عن شغلة يأخذ مليون ليرة ، عن غض بصر ، وأيام حتى يجيبهم بدو سنتين ليل نهار هو وشركاته ، لحكمة أرادها الله جعل الله الحلال صعباً ، لو أنه جعل الحلال سهلاً لأقبل الناس عليه ، لا حباً لله ، ولا طلباً لمرضاة لأنه سهل ، لكن الحلال صعب ، أما الحرام سهل ، إذا في فساد تجمع ملايين في جهد قليل ، بلا جهد ، فلذلك من بات كالاً في طلب الحلال بات مغفور له ، والمال يذهب من حيث أتى ، المال الحلال ينفع المؤمنين ، لكن المال الحرام لا يتلف ليتلف معه صاحبه .

﴿ وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ تُسَاقِطْ عَلَيْكِ رُطَباً جَنِيّاً ﴾

فوائد التمر:


التمر عقد مؤتمر حوله .
أخوانا الكرام ؛ التمر من الفم إلى الدم ، أقصر زمن على الإطلاق ، عشرين دقيقة ، إذا الإنسان قبل أن يتناول طعام الإفطار برمضان ، وإذا كان صائم صيام نفل وأكل ثلاث تمرات ، وصلى المغرب ، والسنة ، هذا التمر صار في الدم ، شعر بالشبع ، الآن يأكل أكلاً معتدل ، هذه سنة النبي ، أسرع مادة سكرية تصل إلى الدم هو التمر .
الشيء الثاني التمر فيه مادة مهدئة ، يلي عنده توتر عصبي ، عليه بالتمر ، التمر مادة قابضة ، يلي عنده تميع بالدم عليه بالتمر ، والتمر مادة ملينة ، المرأة التي سوف تلد ماذا تحتاج ؟ تحتاج إلى مادة ملينة ، لأن الكتم بأمعائها يعيق الولادة ، وتحتاج إلى مادة قابضة ، لأن سينفتح آلاف الشرايين ، بدها مادة تجمد الدم ، وتقبض الأوعية ، والمرأة بحاجة إلى طاقة ، لأن الطلق جهد عنيف جداً ، فهذا التمر فيه طاقة ، ومادة ملينة ، ومادة قابضة ، ومادة تعين على تقلصات الرحم ، أربع صفات فيه ، والتمر لا يتلوث ، تركيز السكر فيه تمتص ماء أية جرثومة وفيه 46 مادة غذائية ، ويسميه بعض العلماء صيدلية في تمرة .

﴿ وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ تُسَاقِطْ عَلَيْكِ رُطَباً جَنِيّاً * فَكُلِي وَاشْرَبِي وَقَرِّي عَيْناً فَإِمَّا تَرَيِنَّ مِنَ الْبَشَرِ أَحَداً فَقُولِي إِنِّي نَذَرْتُ لِلرَّحْمَنِ صَوْماً فَلَنْ أُكَلِّمَ الْيَوْمَ إِنْسِيّاً ﴾

[ سورة مريم الآيات : 25-26 ]

نصيحة :


أخوانا الكرام ؛ نصيحة أخ محب ، هذه الأغذية المستوردة ، أيام فيها مواد تعين على الإدمان ، تلاقي الطفل معلق بهذه الأكلة ، ليس طبيعي تعلقه ، غير معقول ، يسرق ويشتريها ، يضعون فيها مادة تعين على الإدمان ، والمواد الدسمة ، مواد مأخوذة من شحم الخنزير في أغلب الأحيان ، نحن نأكل ، التمر ، اللبن ، الليمون ، هذه الأغذية الطبيعية التي خلقها الله لنا ، هذه تنمي أجسامنا ، وتحفظ أعضائنا ، أما كل شيء مستورد ، قد يكون الذبح غير شرعي ، قد يكون صعق ، ويكتبون على أي علبة سردين ذبح على الطريقة الإسلامية ، سردين معناها كذب ، علب السردين فيها سمك ذبح على الطريقة الإسلامية ، معناها شو بدك بس اشتروا من عنا ، أكثر البضاعة المستوردة ممنوع استعمالها ببلد المنشأ ، هم يحرمونها على أنفسهم ، لكن يبيحون أن يصدروها للشعوب المتفلتة .
الإنسان قد ما يقدر يقرب من الغذاء الطبيعي ، التمر مادة أساسية اللبن مادة أساسية ، الليمون مادة أساسية ، كثير من الشربات ليس فيها من المواد الغذائية شيء إطلاقاً ، كلها مواد كيماوية ، والناس يتهافتون عليها ، كلها مواد كيماوية ، وهذه المواد تعمل تراكمات ، يعني أحد أسباب انتشار مرض السرطان لكثرة تناول المواد الكيماوية ، تلاقي أنواع المشروبات البادرة ، كلها مواد كيماوية ، ليس فيها شيء من الطبيعي ، فهذه الآية إشارة إلى أن التمر مفيد ، والعسل مفيد ، اللبن مفيد والإنسان يقرب من المواد الطبيعية ، بدل هذه الأشياء التي لها بهرج لكن في حقيقتها لها ضارة .

والحمد لله رب العالمين
***

بسم الله الرحمن الرحيم ، والحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين ، اللهم أعطنا ولا تحرمنا وأكرمن ولا تهنا ، وآثرنا ولا تؤثر علينا ، وأرضنا وأرض عنا ، وصلى الله على سيدنا محمد النبي الأمي ، وعلى آله وصحبه أجمعين وسلم . 

الاستماع للدرس

00:00/00:00

تحميل النص

اللغات المتوافرة

إخفاء الصور