وضع داكن
16-04-2024
Logo
الدرس : 10 - سورة طه - تفسير الآيات 60-72 ، العبرة لمن صدق لا لمن سبق
   
 
 
 بسـم اللـه الرحمـن الرحيـم  
 

 الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين:
 اللهم.. لا علم لنا إلا ما علمتنا إنك أنت العليم الحكيم.
 اللهم.. علمنا ما ينفعنا، وانفعنا بما علمتنا، وزدنا علماً وأرنا الحق حقاً وارزقنا أتباعه، وأرنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه واجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه، وأدخلنا برحمتك في عبادك الصالحين...
 فلا زلنا أيها الأخوة في قصة سيدنا موسى عليه السلام مع فرعون تلك القصة التي وردت في أماكن عديدة من كتاب الله جل جلاله لكنها اليوم من سورة طه، سأقرأ عليكم فقرة من هذه القصة ولا بد أن هناك استنتاجات دقيقة جداً تستنبط منها.

﴿فَتَوَلَّى فِرْعَوْنُ فَجَمَعَ كَيْدَهُ ثُمَّ أَتَى (60) قَالَ لَهُمْ مُوسَى وَيْلَكُمْ لَا تَفْتَرُوا عَلَى اللَّهِ كَذِباً فَيُسْحِتَكُمْ بِعَذَابٍ وَقَدْ خَابَ مَنِ افْتَرَى (61) فَتَنَازَعُوا أَمْرَهُمْ بَيْنَهُمْ وَأَسَرُّوا النَّجْوَى (62) قَالُوا إِنْ هَذَانِ لَسَاحِرَانِ يُرِيدَانِ أَنْ يُخْرِجَاكُمْ مِنْ أَرْضِكُمْ بِسِحْرِهِمَا وَيَذْهَبَا بِطَرِيقَتِكُمُ الْمُثْلَى (63)﴾

﴿فَأَجْمِعُوا كَيْدَكُمْ ثُمَّ ائْتُوا صَفّاً وَقَدْ أَفْلَحَ الْيَوْمَ مَنِ اسْتَعْلَى (64) قَالُوا يَا مُوسَى إِمَّا أَنْ تُلْقِيَ وَإِمَّا أَنْ نَكُونَ أَوَّلَ مَنْ أَلْقَى (65) قَالَ بَلْ أَلْقُوا فَإِذَا حِبَالُهُمْ وَعِصِيُّهُمْ يُخَيَّلُ إِلَيْهِ مِنْ سِحْرِهِمْ أَنَّهَا تَسْعَى (66)﴾

 هذه إشارة إلى التنويم المغناطيسي، أصحاب الشخصيات القوية قد يسيطرون على ضعاف النفوس، فهؤلاء الضعاف يرون غير الحقائق، طبعاً هؤلاء السحرة جاءوا بأنابيب وضعوا بها زئبق والزئبق معدن رجاج سريع التأثر بالحرارة، وسخنوا تحتها هذه الأنابيب، وقد دهنت على شكل أفاعي فلما سخنوا ما تحتها، تحركت ما في شي.
 الحقيقة السحر له طريقتان، إما أنه يعتمد على مهارات فائقة أو على معاونة الجن.

﴿فَإِذَا حِبَالُهُمْ وَعِصِيُّهُمْ يُخَيَّلُ إِلَيْهِ مِنْ سِحْرِهِمْ أَنَّهَا تَسْعَى (66)﴾

 لما سيدنا موسى رأى هذه الحبال تحركت وكأنها أفاعي.

 

﴿فَأَوْجَسَ فِي نَفْسِهِ خِيفَةً مُوسَى (67)﴾

 يعني فأوجس موسى في نفسه خيفة.

 

 

﴿قُلْنَا لَا تَخَفْ إِنَّكَ أَنْتَ الْأَعْلَى (68)﴾

 يستنبط من هذه الآية أن الإنسان إذا كان مع الله، وإذا كان متبعاً لكتاب الله دائماً يجب أن يقرأ هذه الآية.

 

 

﴿لَا تَخَفْ إِنَّكَ أَنْتَ الْأَعْلَى (68)﴾

 مالك ماشي مع جهة أرضية، مالك ماشي مع شخص، تعاملك ليس مع فئة، تعاملك مع خالق الكون، قلنا يا موسى لا تخف إنك أنت الأعلى.

 

 

﴿وَأَلْقِ مَا فِي يَمِينِكَ﴾

 الآن لو ألقى سيدنا موسى العصا فإذا هي ثعبان مبين حقيقة لكن مائة ألف إنسان متفرج عن بعد ماذا سيرى ؟ سيرى ثعبان حقيقي وما يشبه الثعابين، قد يختلط عليه الأمر، لذلك ماذا فعل هذا الثعبان المبين أكل كل هذه الحبال.

 

 

﴿وَأَلْقِ مَا فِي يَمِينِكَ تَلْقَفْ مَا صَنَعُوا إِنَّمَا صَنَعُوا كَيْدُ سَاحِرٍ وَلَا يُفْلِحُ السَّاحِرُ حَيْثُ أَتَى (69)﴾

 من سحر فقد كفر، ما في إنسان يتعامل مع السحر إلا لإضلال الناس، ولو كان مظهره ديني، كل شيء متعلق بالسحر إضلال للناس ربنا عز وجل لحكمة بالغة جعل هذا الثعبان المبين يأكل كل هذه الحبال والعصي، لو أنه لم يأكلها وبقي في جانب وهذه الحبال المتحركة في جانب، لأختلط الأمر على المشاهدين، لكن الله سبحانه وتعالى جلت حكمته جعل هذا الثعبان المبين يأكل كل ما ألقاه السحرة.
 في عنا شيء يشبه ذلك، لما الله أغرق فرعون ما الحكمة البليغة من أن جسده قذف إلى الشاطئ ؟ لأنه هو يقول أنا ربكم الأعلى فإذا غرق لا أحد يصدق أنه غرق، بقلك طلع للسماء، ربنا عز وجل أنجاه ببدنه وقذفه اليم إلى الشاطئ، ليرى الناس بأعينهم هذا الذي أدع الألوهية كيف أنه بشر، والشيء الذي يلفت النظر أيضاً، هو أن هذا المومياء الذي في متاحف مصر بعض هذه المومياء أصابها بعض التعفن، فنقلت إلى فرنسا وأستقبل في مطار باريس على أنه ملك، فلما عولج وجدوا آثار الملح في فمه، هذا هو فرعون موسى في أرجح الراويات الذي نجاه الله ببدنه ليكون لمن خلف آية، لا يزال فرعون موسى مسج في متاحف مصر هو الذي وجد الملح في فمه، والملح يبقى إلى أمد طويل.
 إذاً:

 

 

﴿فَأَوْجَسَ فِي نَفْسِهِ خِيفَةً مُوسَى (67) قُلْنَا لَا تَخَفْ إِنَّكَ أَنْتَ الْأَعْلَى (68) وَأَلْقِ مَا فِي يَمِينِكَ تَلْقَفْ مَا صَنَعُوا إِنَّمَا صَنَعُوا كَيْدُ سَاحِرٍ وَلَا يُفْلِحُ السَّاحِرُ حَيْثُ أَتَى (69)﴾

 ما بدأ الدرس بعد، الدرس الآن بدأ، ممكن ساحر كائن ضال مضل من أعوان فرعون أتى به ليدحض معجزة سيدنا موسى، هذا الساحر في لمح البصر يصبح من كبار المؤمنين ؟!
 نحنا في نظام التعليم عندنا شيء مستحيل، الشهادة الثانوية تحتاج إلى اثنتي عشر سنة، أبداً.. قد ما كان الطالب ذكي، في بعض البلاد مشان تشجيع المتفوقين ممكن الطالب يدرس الليسانس ثلاث سنوات، عوض أربعة، هل المقررات خمسين مقرر يأخذهم على ثلاث سنوات، أما أن واحد يأخذ دكتوراه بساعة، هي في نظام التعليم الأرضي مستحيلة.
 أما عند الله غير مستحيلة، بالقدر الذي تصدق فيه، تقل المرحلة، يبدوا أن هؤلاء السحرة سحرة مهرة، وهم يعلمون علم اليقين أن عملهم عمل تقليد، عمل إيهام، عمل سحر، فلما رأوا ثعبان مبيناً حقيقةً عرفوا أنه رسول الله، أنت بينك وبين الإيمان العالي لحظة تفكير صادقة، ساحر، كائن، ضال، مضل من أعوان فرعون جاء ليطفئ نور الله عز وجل لكنه ذكي، نظر إلى هذه العصاة فإذا هي ثعبان مبين حقيقة، إذاً هذا الذي جاء بها رسول خالق الكون.
 طيب عمير ابن وهب أحد الصحابة الكرام قبل أن يسلم كان من ألد أعداء النبي، مرة جالس في مكة، مع صفوان ابن أمية يقول لصفوان: لولا هؤلاء الصغار الذين أخشى عليهم العنت، ولولا هذه الديون التي ركبتني لذهبت وقتلت محمد وأرحتكم منه، فصفوان ألد أعداء النبي وكان غني قال له أما ديونك فهي عليّ بلغت ما بلغت وأما أولادك فهم أولادي ما امتد بهم العمر، أذهب لما أردت.
 فقام هذا الرجل العدو اللدود، وسقى سيفه سماً، وركب ناقته وتوجه إلى المدينة ليقتل النبي عليه الصلاة والسلام، تحت غطاء أن يفدي ابنه، ابنه كان أسير عقب بدر.
 رأوه سيدنا عمر قال هذا عدو الله عمير جاء يريد شراً بفراسته الصادقة، قيده بحمالة السيف، وقاده إلى النبي، وقال هذا عدو الله جاء يريد شراً.
 النبي الكريم قال له أطلقه يا عمر: أطلقه، قال له أبتعد عنه أبتعد عنه، قال له أدنو مني يا عمير فدنا منه، قال له ألم تقل لصفوان لولا ديون ركبتني وأطفال أخاف عليهم العنت لذهبت لمحمد وقتلته وأرحتكم منه، فقال لك كذا وكذا، ذكي وقف، وقال، أشهد أنك رسول الله، مثل السحرة نفس الشيء، لأن هذا الذي جرى بيني وبين صفوان لم يعلم به أحد إلا الله، وأنت رسوله، أنت شو عرفك حوار جرى بيني وبينه ولم يعلم به أحد، وها أنت تذكر فقرات الحوار فقرة فقرة، قال له أشهد أنك رسول الله.
 فاصفون ملئ الفرح قلبه، لأنه بعد أيام سيأتي خبر قتل محمد وسيرتاح الناس منه على حد زعمه، فكان يقول لأهل مكة، انتظروا أخباراً سارة، كان يخرج كل يوم إلى ظاهر مكة ينتظر مجيء الركبان لينقلوا له هذا الخبر السار، بعد أمد طويل لم يأتي هذا الخبر، ثم جاءه خبر معاكس، لقد أسلم عمير ابن وهب، أسلم هؤلاء السحرة، أنت لا تحتاج إذا كان صدقت إلى هذه المدة الطويلة، شيء عجيب، كل ما كبر صدقك تقل المسافة.
يعني مثلاً:
 هذا البناء يحتاج إلى سنة، بدو مائة عامل، طيب مائتين عامل ستة أشهر، طيب أربعمائة ثلاثة أشهر، كل ما كبرت الطاقة الفعالة بقل الزمن.
 وعند الله عز وجل كل ما رفعت الصدق تحرق المراحل ممكن واحد اليوم يصطلح مع الله يسبق شخص له في طريق الإيمان ثلاثين عام، ممكن، العبرة لا لمن سبق، بل لمن صدق، في عنا شيء بالدين أسمه حرق المراحل، ممكن إنسان.
 أنا مثلاً، عندي كان طالب من طلابي قبل أن يكون طالب قريب من أقربائي، أخذ صف سادس ابتدائي، وأبوه فرزه على عمل في سوق الحميدية له بنت عم بالصف السابع، صارت بالصف الثامن بالصف التاسع، كل ما يصير في زيارات أنا صرت بالتاسع، هو شب يعني وجد نفسه مهان أمامها، فمرة جاءني، قال لي ممكن أخذ كفاءة قلت له أنت بأي صف ؟ قال لي أنا معي سادس بس، قلت له السنة كفاءة مباشرة، مباشرة، معقول واحد السابع والثامن، علمته كم درس ما مر بحياتي طالب شغوف للعلم، قد ماله مقهور من بنت عمه، فقدم ثلاث سنوات ونجح من السادس إلى التاسع نجح، هذا مثل.
 فلما الإنسان يشتاق إلى الله عز وجل ويتحرك على أن يصل إليه، يحرق المراحل، الزمن ما عاد له قيمة، يلي ممكن تصل له بالسرعة الطبيعية بشهر، بشهرين، سنة، سنتين، بعشر سنوات تقطعه بثانية هي قصة دقيقة جداً.
 الآن سحرة فرعون:

 

 

﴿فَأُلْقِيَ السَّحَرَةُ سُجَّداً﴾

 بسرعة لله سجدوا، قالوا:

 

 

﴿قَالُوا آمَنَّا بِرَبِّ هَارُونَ وَمُوسَى (70)﴾

 أما فرعون ما توقع الهزيمة هي، جبناكم لتدعمونا قمتم أمنتم معه، قال:

 

 

﴿قَالَ آمَنْتُمْ لَهُ قَبْلَ أَنْ آذَنَ لَكُمْ إِنَّهُ لَكَبِيرُكُمُ الَّذِي عَلَّمَكُمُ السِّحْرَ فَلَأُقَطِّعَنَّ أَيْدِيَكُمْ﴾

 

 إذا واحد فقط قال له شو أسمك أنت على باب الجامع ما عاد بيجي بنوب، أخذوا أسمي.
 قال لهم:

﴿فَلَأُقَطِّعَنَّ أَيْدِيَكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ مِنْ خِلَافٍ وَلَأُصَلِّبَنَّكُمْ فِي جُذُوعِ النَّخْلِ وَلَتَعْلَمُنَّ أَيُّنَا أَشَدُّ عَذَاباً وَأَبْقَى (71)﴾

 هذا كلام يلي عايش مع فرعون يعرف شو معناه لأقطعن أيدكم فرعون قتل الشخص عنه أهون من قتل ذبابة.

 

﴿فَلَأُقَطِّعَنَّ أَيْدِيَكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ مِنْ خِلَافٍ وَلَأُصَلِّبَنَّكُمْ فِي جُذُوعِ النَّخْلِ وَلَتَعْلَمُنَّ أَيُّنَا أَشَدُّ عَذَاباً وَأَبْقَى (71)﴾

 أيها الأخوة:
 انظروا إلى حجم إيمانهم، من يجرؤ أن يقول لفرعون هذا الكلام، قالوا:

 

 

﴿قَالُوا لَنْ نُؤْثِرَكَ عَلَى مَا جَاءَنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالَّذِي فَطَرَنَا فَاقْضِ مَا أَنْتَ قَاضٍ﴾

 يعني يدك و ما تعطيك، هي بالتعبير العامي أفعل ما تشاء بلط الزرقة، شراب البحر.

 

 

﴿فَاقْضِ مَا أَنْتَ قَاضٍ إِنَّمَا تَقْضِي هَذِهِ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا (72)﴾

 كل ما تملك علينا أن تقتلنا، ونحن في القتل عرسنا، أنا لا أخاف الموت بل هو غاية، يعني أنت كل شيء تملكه أن تقتلنا، أما إذا قتلتنا فنحن إلى الجنة متى تعلموا هذا العلم ؟‍ الواحد يمكن بعيش ثلاثين سنة، بحضر مجالس علم ويسمع أشرطة، ويقرأ كتب ويلحق مشايخ، ويخدم مشايخ، إذا واحد ضغط عليه ضغطة صغيرة بقلك ما عاد بدي هذه الشغلة، فرعون وما أدارك وما فرعون، يقول لهم:

 

 

﴿فَلَأُقَطِّعَنَّ أَيْدِيَكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ مِنْ خِلَافٍ وَلَأُصَلِّبَنَّكُمْ فِي جُذُوعِ النَّخْلِ وَلَتَعْلَمُنَّ أَيُّنَا أَشَدُّ عَذَاباً وَأَبْقَى (71) قَالُوا لَنْ نُؤْثِرَكَ عَلَى مَا جَاءَنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالَّذِي فَطَرَنَا فَاقْضِ مَا أَنْتَ قَاضٍ إِنَّمَا تَقْضِي هَذِهِ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا (72)﴾

 

 كل ما تملك، لذلك قالوا: الأنبياء ملكوا القلوب، والأقوياء ملكوا الرقاب، ممكن القوي يأمر بقتل واحد، في جنة في آخره.

﴿إِنَّمَا تَقْضِي هَذِهِ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا (72) إِنَّا آمَنَّا بِرَبِّنَا لِيَغْفِرَ لَنَا خَطَايَانَا وَمَا أَكْرَهْتَنَا عَلَيْهِ مِنَ السِّحْرِ وَاللَّهُ خَيْرٌ وَأَبْقَى (73)﴾

 إذا واحد عرضوا عليه تمتلك دراجة حقه سبعة آلاف ليرة أو تركب سيارة خمس دقائق، ماذا تختار ؟ السيارة بس خمس دقائق والدراجة ملكك، ماذا تختار؟ دراجة، طيب إذا عرضوا عليك تركب سيارة خمس دقائق أو أن تمتلكها، الاثنتين سيارات، بدك السيارة تمتلكها، أما إذا عرضوا عليك تركب الدرجة خمس دقائق، أو تمتلك سيارة شبح، مثلاً، طبعاً بدها وقفة.

 

﴿وَاللَّهُ خَيْرٌ وَأَبْقَى (73)﴾

 بس الآخرة أطول وخير، الدنيا أقل وخطيرة، الآخرة أطول وأبقى وخير.

 

 

﴿قَدْ أَفْلَحَ مَنْ تَزَكَّى (14) وَذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّى (15) بَلْ تُؤْثِرُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا (16) وَالْآخِرَةُ خَيْرٌ وَأَبْقَى (17)﴾

 

( سورة الأعلى من 14 إلى 17 )

 يعني أنت عم تأخذ بيت فخم على طول، وكوخ صغيرة لساعة هي الدنيا.

 

﴿إِنَّهُ مَنْ يَأْتِ رَبَّهُ مُجْرِماً فَإِنَّ لَهُ جَهَنَّمَ لَا يَمُوتُ فِيهَا وَلَا يَحْيَا (74)﴾

 هي حالة لا حرب ولا سلم بطقق، لا حرب ولا سلم، هي شيء يعانوه الشعوب أحياناً، مو قدران يبني بلده، مو قدران يحارب هي.

 

 

﴿لَا يَمُوتُ فِيهَا وَلَا يَحْيَا (74)﴾

 إذا مات أرتاح، والحياة معذب فيها.

 

 

﴿وَمَنْ يَأْتِهِ مُؤْمِناً قَدْ عَمِلَ الصَّالِحَاتِ فَأُولَئِكَ لَهُمُ الدَّرَجَاتُ الْعُلَا (75) جَنَّاتُ عَدْنٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَذَلِكَ جَزَاءُ مَنْ تَزَكَّى (76)﴾

 الله قال:

 

 

﴿قَدْ أَفْلَحَ مَنْ تَزَكَّى (14)﴾

 يعني أنت مهمتك الأولى في الأرض أن تذكي نفسك، أن تصل إلى الله، طبعاً هذا الموقف، موقف السحرة أنهم في لمح البصر، في محاكمة عقلانية شديدة صحيحة، عميقة وصلوا إلى أن هذا الإنسان رسول الله، لأن هذا الثعبان حقيقي، هم خيلوا الناس بأنابيب وبألوان، في زئبق، وبالتسخين، أما هذا ثعبان حقيقي، فأمنوا ولما أمنوا عرفوا أن هذه الحياة الدنيا إعداد للآخرة، يعني كشفت لهم الحقائق.
 لذلك:

 

 

﴿وَكَذَلِكَ نُرِي إِبْرَاهِيمَ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ﴾

 

( سورة الأنعام: 75 )

 إذا الإنسان أخلص لله عز وجل يلقي الله في قلبه نور يكشف له الحقائق فإذا كشفت له الحقائق عاش في سعادة أبدية.
فنحنا إذاً سحرة فرعون يعلموننا أن العبرة لمن صدق لا لمن سبق، وممكن إذا كان صدقت تقطع مراحل طويلة جداً بوقت قصير.
 والسبت القادم إن شاء الله ننتقل إلى تتمة القصة.

 

والحمد لله رب العالمين

 بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين، اللهم أعطنا ولا تحرمنا، وأكرمن ولا تهنا وآثرنا ولا تؤثر علينا، وأرضنا وأرض عنا، وصلى الله على سيدنا محمد النبي الأمي وعلى آله وصحبه أجمعين وسلم.

الاستماع للدرس

00:00/00:00

تحميل النص

إخفاء الصور