وضع داكن
28-03-2024
Logo
الدرس : 3 - سورة الأنبياء - تفسير الآيات 25-30-31-33 نهاية العلم التوحيد ونهاية العمل الطاعة.
   
 
 
 بسـم اللـه الرحمـن الرحيـم  
 

 الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيّدنا محمد الصادق الوعد الأمين، اللهم لا علم لنا إلا ما علَّمْتنا إنك أنت العليم الحكيم اللهم علِّمنا ما ينْفعنا وانْفعنا بِما علَّمتنا وزِدْنا عِلما، وأَرِنا الحق حقاً وارْزقنا اتِّباعه وأرِنا الباطل باطِلاً وارزُقنا اجْتنابه، واجْعلنا ممن يسْتمعون القول فَيَتَّبِعون أحْسنه وأدْخِلنا برحْمتك في عبادك الصالحين.
 أيُّها الأخوة الكرام، الآية الثالثة والعشرون من سورة الأنبياء وهي قوله تعالى:

﴿وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ (25)﴾

[سورة الأنبياء]

 ما إعراب مِنْ ؟ مِنْ تُفيد اسْتِغراق أفراد النَّوْع، رسُول ذُكِر أو لم يُذْكَر.
 قال تعالى:

 

﴿وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ (25)﴾

 

[سورة الأنبياء]

 " فقوله لا إله إلا أنا هذه العقيدة، وقوله تعالى فاعْبُدون هذا العَمَل، أحْيانًا الإنسان يتوق إلى التَّلْخيص، وأحْيانًا يشْعُر بِحاجة إلى التَّفصيل، فهنا التَّلخيص، ومعنى هذا أنّ فَحْوى دَعْوى الأنبياء في القرآن الذين لم يُذْكروا، وفَحْوى دَعوة الرُّسل جميعًا أنَّه لا إله إلا أنا فاعبُدون.
 الإنسان لماذا يعْصي الله ؟ هو يعصي الله لِنَقْصٍ في تَوحيدِهِ ؛ لأنَّه يظنّ أنَّ في هذه المعْصِيَة لذَّةً أو منْفعَةً، ويغيب عنه أنَّ الله بيَدِهِ كلّ شيء، فلماذا يُنافق ؟‍ لِنَقصٍ في تَوحيدِه، ولماذا يَخاف ؟ لِنَقْصٍ في تَوحيدِهِ، ولماذا يَقْلق ؟ لِنَقْصٍ في تَوْحيدِهِ، لماذا يداهن؟ لنقص في توحيده، فما من معصية و لا انحراف و لا تجاوز و لا خوف و لا تنقل ولا قلق و لا وجل إلا لنقص في التوحيد، لذلك الدين كله توحيد، الدين كله أن توقن أنهن لا معطي و لا مانع ولا رافع ولا خافض و لا معز ولا مذل ولا مسعد ولا مشقي ولا مكرم ولا مهين إلا الله، فعلاقتك مع الله وحده و حبَّذا إذا قرأت القرآن أن تستنبط الآيات الدالة على التوحيد مريحة جدا و سأضيف، إن كل مشكلة أساسها نقص في التوحيد و إن كل شقاء أساسه نقص في التوحيد، و الدليل قوله تعالى:

 

﴿ فَلَا تَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ فَتَكُونَ مِنْ الْمُعَذَّبِينَ(213)﴾

 

[سورة الشعراء]

 و الإنسان لا يعلم و إذا علم لا ينصف و إذا أنصف ينسى، وإذا علم ولم ينسَ وأنصف لا يستطيع، لكنَّ الله بيده كل شيء، فكل أجهزتك بيده، قلبك بيده و أعصابك بيده ورزقك بيده و أموالك بيده و خصومك بيده و الأقوياء بيده و الضعفاء بيده، فأنت حينما تبتغي من غيره العطاء وقعتَ في خطأ كبير، قال تعالى:

 

﴿وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ (25)﴾

 

[سورة الأنبياء]

العقيدة التوحيد و العبادة الطاعة، لذلك قالوا: نهاية العلم يقرأ و يكتب فقط، و التوحيد فوق الشهادات، فوق الليسانس و الماجيستر و الدكتوراه، و نهاية العلم التوحيد، ونهاية العمل ـ أنشأنا معملا أرباحه مائة بالمائة ـ و أعظم عمل " فاعبدون "، فنهاية العلم التوحيد و نهاية العمل الطاعة، قال تعالى:

﴿وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ (25)﴾

[سورة الأنبياء]

 أنت مخلص بقدر ما أنت موحِّد، و تتمتَّع بإرادة قوية بقدر ما أنت موحِّد، تشعر بالطمأنينة بقدر ما لأنت موحِّد و تشعر بالشجاعة بقدر ما أنت موحد، و تشعر بالرضا بقدر ما أنت موحد، ما تعلَّم العبيد أفضل من التوحيد، و أقول لكم مرة ثانية ؛ أتمنى إذا قرأتم القرآن أن تقفوا عند آيات التوحيد، قال تعالى:

 

﴿وَإِلَيْهِ يُرْجَعُ الْأَمْرُ كُلُّهُ فَاعْبُدْهُ وتَوَكَّلْ عَلَيْهِ﴾

 

[سورة هود]

 بعد أن طمأنك برجوع الأمر كله له أمرك بالعبادة.

 

﴿ فَاعْبُدْهُ وتَوَكَّلْ عَلَيْهِ﴾

 قال تعالى:

 

 

﴿مَا لَهُمْ مِنْ دُونِهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا يُشْرِكُ فِي حُكْمِهِ أَحَدًا(26)﴾

 

[سورة الكهف]

 قال تعالى:

 

﴿اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ(62)﴾

 

[سورة الزمر]

 قال تعالى:

﴿أَلَا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ تَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ(54)﴾

[سورة الأعراف]

 و قال تعالى:

 

﴿ فَكِيدُونِي جَمِيعًا ثُمَّ لَا تُنْظِرُونِي(55(﴾

 

[سورة هود]

 و قال تعالى:

 

﴿وَهُوَ الَّذِي فِي السَّمَاءِ إِلَهٌ وَفِي الْأَرْضِ إِلَهٌ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْعَلِيمُ(84)﴾

 

[سورة الزخرف]

 و قال تعالى:

 

﴿مَا يَفْتَحْ اللَّهُ لِلنَّاسِ مِنْ رَحْمَةٍ فَلَا مُمْسِكَ لَهَا وَمَا يُمْسِكْ فَلَا مُرْسِلَ لَهُ مِنْ بَعْدِهِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ(2)﴾

 

[سورة فاطر]

 وقال تعالى:

 

﴿وَمَنْ يُهِنْ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ مُكْرِمٍ﴾

 

[سورة الحج]

 كيف نصل إلى التوحيد أساس الإخلاص و الاستقامة و أساس الراحة النفسية و أساس الجرأة و أساس الطمأنينة وأساسا الأمن، فكل الميِّزات المادية و المعنوية موجودة في التوحيد، لذلك شعار الإسلام " لا إله إلا الله " فلا مسيِّر في هذا الكون ولا معطي و لا مانع و لا معز ولا مذل و لا باسط و لا قابض و لا رافع ولا خافض إلا الله، وهناك مثل ردَّدته مئات المرات، أردت أن تسافر لابد من تأشيرة خروج و لا يمنحها إلا موظف واحد، وفي الدائرة ألف موظف فهل تبذل ماء وجهك لواحد لا سلطة عنده، هذا حمق، فأمرك بيد الله، لذلك أيها الأخوة، الصلحَ الصلحَ مع الله، تعامل مع الله مباشرة و أخلص له وتوخَّى الأمر و طبِّقه و ابحث عن المعصية و ابتعد عنها، ومن اتقى الله هابه كل شيء ومن لم يتق الله أهابه الله من كل شيء، لذلك التوحيد أساس الإيمان فالإنسان ينافق بقدر نقص توحيده و يعصي بقدر نقص توحيده و يخاف بقدر نقص توحيده، والتوحيد غير الإيمان بوجود الله، هناك فرق كبير، ذاك توحيد الربوبية لا يختلف فيه اثنان في الأرض كلها و حتى الذين يعبدون الأصنام قال تعالى:

 

﴿ مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى﴾

 

[سورة الزمر]

 البطولة ليست في توحيد الربوبية و لكن في توحيد الألوهية، هو المسيِّر.
 الحقيقة بعد ما بيَّن ربنا عز وجل أن التوحيد هو كل شيء ساق بعض الآيات فقال تعالى :

 

﴿أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ كَانَتَا رَتْقاً فَفَتَقْنَاهُمَا وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ أَفَلَا يُؤْمِنُونَ (30)﴾

 

[سورة الأنبياء]

 من شق السماء فأعطت المطر و منشق الأرض فأنبتت الزرع، هذا موضوع التفكر، قال تعالى:

 

﴿وَجَعَلْنَا فِي الْأَرْضِ رَوَاسِيَ أَنْ تَمِيدَ بِهِمْ وَجَعَلْنَا فِيهَا فِجَاجاً سُبُلاً لَعَلَّهُمْ يَهْتَدُونَ (31)﴾

 

[سورة الأنبياء]

 هذه الجبال "

 

﴿وَجَعَلْنَا فِي الْأَرْضِ رَوَاسِيَ أَنْ تَمِيدَ بِهِمْ﴾

 

[سورة الأنبياء]

 فالجبال موزعة توزيعا بحيث مع الدوران السريع تبقى الأرض مستقرة "

 

﴿وَجَعَلْنَا فِي الْأَرْضِ رَوَاسِيَ أَنْ تَمِيدَ بِهِمْ وَجَعَلْنَا فِيهَا فِجَاجاً سُبُلاً لَعَلَّهُمْ يَهْتَدُونَ (31)﴾

 

[سورة الأنبياء]

 نهر الأمازون كثافته في الثانية ثلاثمائة ألف متر مكعب، ونبع الفيجة ستة وثلاثون ألف أثناء الثوران.

 

﴿وَجَعَلْنَا السَّمَاءَ سَقْفاً مَحْفُوظاً ﴾

 

[سورة الأنبياء]

 هذه طبقة الأوزون التي تخلخلت الآن بسبب تغيير خلق الله، هذه المحركات و هذه المعامل وهذا التلوث وارتفاع غاز الفحم في الهواء مقابل ارتفاع الحرارة و ارتفاع الحرارة أثَّر على نزول المطر.

 

﴿وَجَعَلْنَا السَّمَاءَ سَقْفاً مَحْفُوظاً ﴾

 

[سورة الأنبياء]

 " وقال تعالى:

 

﴿وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ (33) ﴾

 

[سورة الأنبياء]

 هذه الآيات إذا فكر فيها الإنسان و دقق و تأمل يصل إلى التوحيد وما تعلمت العبيد مثل التوحيد

 

الاستماع للدرس

00:00/00:00

تحميل النص

إخفاء الصور