وضع داكن
25-04-2024
Logo
الدرس : 09 - سورة المؤمنون - تفسير الآيات 71 - 76 الفساد الخروج عن منهج الله.
   
 
 
 بسـم اللـه الرحمـن الرحيـم  
 

 الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيّدنا محمد الصادق الوعد الأمين، اللهم لا علم لنا إلا ما علَّمْتنا إنك أنت العليم الحكيم اللهم علِّمنا ما ينْفعنا وانْفعنا بِما علَّمتنا وزِدْنا عِلما، وأَرِنا الحق حقاً وارْزقنا اتِّباعه وأرِنا الباطل باطِلاً وارزُقنا اجْتنابه، واجْعلنا ممن يسْتمعون القول فَيَتَّبِعون أحْسنه وأدْخِلنا برحْمتك في عبادك الصالحين.
 أيُّها الأخوة الكرام، يقول الله جل جلاله في الآية الواحدة والسبعين من سورة المؤمنون:

﴿وَلَوِ اتَّبَعَ الْحَقُّ أَهْوَاءَهُمْ لَفَسَدَتِ السَّمَوَاتُ وَالْأَرْضُ وَمَنْ فِيهِنَّ بَلْ أَتَيْنَاهُمْ بِذِكْرِهِمْ فَهُمْ عَنْ ذِكْرِهِمْ مُعْرِضُونَ (71)﴾

[سورة المؤمنون]

 أيها الأخوة، مِن تعريفات الفساد أن يخرج الشَّيء عن صِفاتِهِ الأصيلة فالماء مِن خصائِصِهِ الأصيلة أنَّه لا لَوْن له، ولا رائِحَة له، فإذا أصْبَحَ له لون أو رائِحَة نقول: فسَدَ الماء، أي خرج عن صِفاتِه الأصيلة والفساد ليس له إلا معنًى واحِدًا.
 مَخلوقٌ أَوْدَعَ الله فيه الشَّهوات، ومَنَحه حُرِيَّة الاخْتِيار فَتَحَرَّك بِخِلاف منهَج الله، ماعدا الإنس والجنّ كلٌّ بيدِ الله، يتحرَّكون وِفق منهج قويم، أمّا الإنسان لأنه مُخيَّر ولأنَّ الله سبحانه و تعالى أودعَ فيه الشَّهواتِ و لأنَّه يتحرَّك بخلاف منهجِ اللهِ، يَحْصُل الفسَاد في الأرض، فالفَساد كائِنٌ أودِعَتْ فيه الشَّهوات لِيَرْقى بها في الأصل إلى رب الأرض السماوات ولكنَّه تحرَّك مِن خِلالها بِخِلاف منْهَج الله فَعَمَّ الفسَاد في الأرض، والله عز وجل خلَقَ الذَّكر والأنثى، ومنْهجُهُ يقْتضي الزَّواج، والزَّواج لَبِنَة من لبِنات المُجتمع، والإنسان حينما يتزوَّج فيما يبْدو للناس أنَّهُ يقْضي وطرَهُ ولكنَّهُ في الحقيقة تُبْنى أُمَّةٌ مِن خلال الزَّواج ‍، لذلك قال تعالى:

 

﴿وَأَنكِحُوا الْأَيَامَى مِنْكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ وَإِمَائِكُمْ إِنْ يَكُونُوا فُقَرَاءَ يُغْنِهِمْ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ(32)﴾

 

[سورة النور]

 أمْرٌ إلهِيٌّ مُوَجَّهٌ لأولي الأمْر، وإلى أوْلِياء الأمور، وهذا الأمْر يرْقى إلى مُسْتوى النبل، أما حينما تخرُجُ المرأة بأبْهى زينة مِن أجل أن تُثير شَهَوات الآخرين في الطريق يحْصُل الفساد، وحينما يكون لِقاء بين رجل وامرأة خارِج نِطاق الزَّوْجِيَّة يكون الفساد، وحينما نشرب شيئًا يُذهب عُقولنا يكون الفساد، وحينما يكون الاخْتِلاط يكون الفساد، وحينما نكْسب المال بِغَير طريق مَشْروع يكون الفَساد، فالفساد يعني إنسانًا مُخَيَّرًا تحرَّكَ بغير منهَج الله تعالى، لو أنَّ الناس اسْتقاموا على أمْر ربِّهم لكانت الحياة بِشَكل آخر، ولكن المُزْعِجات في الحياة أساسها خُروج الإنسان عن منْهَج الله، لذلك ما مِن مُشْكِلةٍ على وَجْه الأرض بالتَّحْديد، والإطلاق إلا بِسَبَبِ خُروج عن منهَج الله، وما من خُروجٍ عن منهَجِ الله إلا بسببِ الجَهْل، والجَهْل أعْدى أعداء الإنسان وطلب العِلْم فرضٌ عَينيّ على كُلّ مُسلِم، وأنت بالعِلم إنسان، ومن دونه تهْبِطُ إلى مُسْتوى أدْنى، وطلب العِلْم الشَّرعي فرضٌ عَيْنيّ، ومِن أجل أن تعرف ما ينبغي أن تفْعَل وما لا ينبغي، ومِن أجل أن تعرف الحق مِن الباطِل، والخير مِن الشر والحلال من الحرام، وما مِن شيءٍ في الأرض إلا ولهه حُكْمٌ شَرعي فإمَّا أن يكون فرْضًا أو مندُوبًا أو مُستَحبّ أو مُباح أو مَكروه أو مُحَرَّم وطلب الفقْه حَتْمٌ لازِمٌ على كلّ مُسلِم، وما مِن موضوعٍ أخْطر بعد الإيمان بالله تعالى مِن موضوع الحلال والحرام،
عن بِلَالَ بْنَ الْحَارِثِ الْمُزَنِيَّ صَاحِبَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ:

 

(( إِنَّ أَحَدَكُمْ لَيَتَكَلَّمُ بِالْكَلِمَةِ مِنْ رِضْوَانِ اللَّهِ مَا يَظُنُّ أَنْ تَبْلُغَ مَا بَلَغَتْ فَيَكْتُبُ اللَّهُ لَهُ بِهَا رِضْوَانَهُ إِلَى يَوْمِ يَلْقَاهُ وَإِنَّ أَحَدَكُمْ لَيَتَكَلَّمُ بِالْكَلِمَةِ مِنْ سَخَطِ اللَّهِ مَا يَظُنُّ أَنْ تَبْلُغَ مَا بَلَغَتْ فَيَكْتُبُ اللَّهُ عَلَيْهِ بِهَا سَخَطَهُ إِلَى يَوْمِ يَلْقَاهُ))

 أضربُ لكم مثلاً مُنْتزَع من واقِعنا اليومي ؛ إنسان يصَلِّي ويصوم وحاج لِبَيت الله مرات عديدة واعْتَمَر المرات العديدة، كان جالسًا مع أُخْتِه، ويُحَدِّثُها عن زَوْجِها السيِّء، فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:

 

 

(( لَيْسَ مِنَّا مَنْ خَبَّبَ امْرَأَةً عَلَى زَوْجِهَا أَوْ عَبْدًا عَلَى سَيِّدِهِ))

 

[رواه أبوداود]

 و معنى خبَّب أي أفْسَدَ، فهيَ نَفَرَتْ مِن زوْجِها حينما صَغَّرَه أخوها في نظَرها، أنت بِهذا ارْتَكَبْتَ كبيرةً، وهل يُكبُّ الناس في النار على مناخرهم إلا حصائِد ألْسِنَتِهِم !! لا يستقيم إيمان عبْدٍ حتَّى يسْتقيم قلبُهُ ولا يستقيم قلبُهُ حتَّى يستقيم لِسانُهُ، فالإنسان مُمْكِن أن يرْتَكِب أكبر الكبائر بِلِسانِهِ، وهو صائِم ومُصليّ يرْتاد المساجِد ويُزَكِّي ويُخَبّب امرأةً على زوْجِها، ومعنى قول النبي عليه الصلاة والسلام ليْسَ مِنَّا أي نفى انْتِماءه عن هذا الدِّين وهذه كبيرة، أي ليْسَ مِن أمَّة مُحمَّد صلى الله عليه وسلم ولا تنْسَوا أنَّ أمَّة محمَّد أمَّتان ؛ أُمَّة التبْليغ وأمَّة الاسْتِجابة، فَأُمَّة الاسْتِجابة هي التي اسْتَجابَتْ لله ولِرَسوله إذا دعاها لِمَا يُحْييها، أما أيُّ إنسانٍ وُلِدَ في العالَم الإسْلامي مِن أبٍ أو أمٍّ مُسْلِمَين فَهُوَ مِن أمَّة التَّبليغ ومَن كان مِن أُمَّة التَّبليغ ليس له أيَّة ميزَةٍ عند الله تعالى مثلك مثل أيّ إنسانٍ في الأرض، أما ميزَتُك قوله تعالى:

 

﴿ كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنْ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَوْ آمَنَ أَهْلُ الْكِتَابِ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ مِنْهُمْ الْمُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرُهُمْ الْفَاسِقُونَ(110)﴾

 

[سورة آل عمران]

 عِلَّة الخَيْرِيَّة الإيمان بالله، والأمْر بالمعروف والنَّهْي عن المنْكَر، فإذا كان الإيمان ضعيف والأمْر بالمعروف غير مَوْجود والنَّهي عن المنْكر غير موجود فأنت مِن عامَّة الناس، ولا شأن لك عند الله تعالى إطْلاقًا، فلذلك الآية الكريمة:

 

﴿وَلَوِ اتَّبَعَ الْحَقُّ أَهْوَاءَهُمْ لَفَسَدَتِ السَّمَوَاتُ وَالْأَرْضُ وَمَنْ فِيهِنَّ بَلْ أَتَيْنَاهُمْ بِذِكْرِهِمْ فَهُمْ عَنْ ذِكْرِهِمْ مُعْرِضُونَ (71)﴾

 

[سورة المؤمنون]

 أضْربُ لكم مثلاً دائِمًا أنّ بعض البِحار الكبرى بِبَعْض الدُّوَل العظمى المياه السَّوْداء تمشي في البحر خمسين كيلومتر ! ولونها أسْوَد، ومع ذلك البَحْر طاهِرٌ ماؤُهُ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ:

 

(( حَكَيْتُ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَجُلًا فَقَالَ مَا يَسُرُّنِي أَنِّي حَكَيْتُ رَجُلًا وَأَنَّ لِي كَذَا وَكَذَا قَالَتْ فَقُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ صَفِيَّةَ امْرَأَةٌ وَقَالَتْ بِيَدِهَا هَكَذَا كَأَنَّهَا تَعْنِي قَصِيرَةً فَقَالَ لَقَدْ مَزَجْتِ بِكَلِمَةٍ لَوْ مَزَجْتِ بِهَا مَاءَ الْبَحْرِ لَمُزِجَ ))

 

[رواه الترمذي]

 فالغيبة مِن الكبائر، والنَّمام لا يدخل الجنَّة مُجْتَمَعُ المسلمين اليوم فيه النميمة والبغْضاء والحسد، ولذا الحِجاب قائِمٌ بين العَبْدِ وربِّه ما لم يضْبِط لسانَهُ.
 الآن عندنا إشارة قرآنِيَّة لطيفة جدًّا، يقول الله عز وجل:

 

﴿وَإِنَّكَ لَتَدْعُوهُمْ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ (73)﴾

 

[سورة المؤمنون]

 لماذا لا يُطَبِّقون هذا الصِّراط ؟ ولِمَ لا يمْشون عليه ؟ ألم يخْطُر لكم هذا السُّؤال ؟ الحلال بيِّن والحرام بيِّن، ولماذا الناس مُنْصرِفون عنه ؟ اسْمعوا الجواب، يقول الله عز وجل

 

﴿وَإِنَّ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ عَنِ الصِّرَاطِ لَنَاكِبُونَ (74)﴾

 

[سورة المؤمنون]

 ما عِلَّة عدم الاسْتِقامة ؟! عدم الإيمان بالآخرة ! فإذا آمَنْتَ أنَّ الدنيا كلّ شيء، وليس بعدها شيء، لا يُمْكِن أن تستقيم على أمْر الله تعالى فَكُلّ إنسان لا يؤْمِن بالآخرة فَفِعْلُهُ للحرام يكون منْطِقِيًّا، أما حينما يؤمن أنَّه يوجد رب سَيُحاسِبُهُ عن كل كلمة وعن كل سكنة، وعن المال كيف اكْتَسَبَهُ وأين أنْفقَهُ ؟ حينما تؤمن بالآخرة تستقيم على أمْر الله فالشيء الذي يُؤْسَفُ له أن تَجِدَ إنسانًا مُسلم يُقِرّ بالله تعالى ربًّا وخالقًا ومُسيِّرًا ويقول لك: الجنَّة حق، والنار حق ولا ترى في عملِهِ ما يُؤَكِّدُ إيمانه بالآخرة، قال تعالى:

 

﴿ فَوَرَبِّكَ لَنَسْأَلَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ(92)﴾

 

[سورة الحجر]

 قال تعالى:

 

﴿وَلَوْ رَحِمْنَاهُمْ وَكَشَفْنَا مَا بِهِمْ مِنْ ضُرٍّ لَلَجُّوا فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ (75)﴾

 

[سورة المؤمنون]

 فإذا شاق الله تعالى للناس بعض الشَّدائِد، فما حِكْمَتُها ؟ أن يمْنَعَهُم مِن الطُّغْيان، والله تعالى يقول:

 

﴿وَلَوْ بَسَطَ اللَّهُ الرِّزْقَ لِعِبَادِهِ لَبَغَوْا فِي الْأَرْضِ وَلَكِنْ يُنَزِّلُ بِقَدَرٍ مَا يَشَاءُ إِنَّهُ بِعِبَادِهِ خَبِيرٌ بَصِيرٌ(27)﴾

 

[سورة الشورى]

 فالله تعالى قابض وباسِط، ومُعِزّ ومُذِلّ وضارّ ونافِع، ومانِع ومُعطي وإنَّ أوْجَهَ التفسيرات أنَّهُ يضرّ لِيَنْفَع ويمْنَعُ لِيُعْطي، ويُذِلّ لِيُعِزّ، ويقْبضُ لِيَرْفَه، وكلّ أسمائِهِ تعالى حُسنى قال تعالى:

 

﴿وَلَوْ رَحِمْنَاهُمْ وَكَشَفْنَا مَا بِهِمْ مِنْ ضُرٍّ لَلَجُّوا فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ (75)﴾

 

[سورة المؤمنون]

 وقال أيضا:

 

﴿وَلَقَدْ أَخَذْنَاهُمْ بِالْعَذَابِ فَمَا اسْتَكَانُوا لِرَبِّهِمْ وَمَا يَتَضَرَّعُونَ (76)﴾

 

[سورة المؤمنون]

 ماذا نسْتنبِط من هذه الآية ؟ لمَّا الله تعالى يَسُوق العذاب ماذا ينْتَظِرُ مِنَّا ؟ قال تعالى:

 

﴿وَلَقَدْ أَخَذْنَاهُمْ بِالْعَذَابِ فَمَا اسْتَكَانُوا لِرَبِّهِمْ وَمَا يَتَضَرَّعُونَ (76)﴾

 

[سورة المؤمنون]

 فالله ينتظِر مِنَّا أن نسْتكينَ إليه، وأن نصطلِحَ معه، ونتوب إليه، وأن نُطَبِّقَ أمْرهُ، ونُطَبِّقَ سُنَّة نبيِّهِ في حياتنا، هذه عِلَّة أيَّة مُصيبة، وهذه عِلَّة أيَّة مِحْنة، وأعلى مراتب العِبادة التَّضرُّع، ماذا قال النبي عليه الصلاة والسلام في الطائف ؟!

((إن لم يكن بِك غضب عليّ فلا أُبالي، ولك العُتْبة حتَّى ترْضى ولكنَّ عافِيَتَك أحبّ إليّ.))

 أوَّل معنى أنّ الله تعالى إذا ساق لعَبده بعض الشدائد ينتظر منه أن يصطلح معه، وأن يتوجه إليه بالدعاء فإذا ما حصلوا فإن لم تحدث المصيبة في نفسه موعظةً فمصيبته في نفسه أكبر، أصبح هو المصيبة من أجل أن تصطلح مع الله وأن تتوجه إليه بالدعاء، الاصطلاح ما حصل، والدعاء ما حصل بل الذي ساق الله له المصيبة هو المصيبة فإن لم تحدث المصيبة في نفسه موعظةً فمصيبته في نفسه أكبر.
 الشيء الثاني وجدت هناك ضيق وهذا الضيق من عند حكيم إن الله لا يحمي صَفِيّه المؤمن من الدنيا كما يحمي أحدكم مرضه من الطعام، إن الله لا يحمي عبده من الدنيا كما يحمي الراعي غنمه من مرافع الهلكة أصبح المنع كبحا، إنسان لا يستقيم لأنّ إيمانه بالآخرة غير كامل، هناك فساد عَامْ وهو مُقِيم على الفساد هذا كلام الشيطان، عدم الإيمان بالآخرة أنا أذكر أن ستة آلاف تاجر انسحبوا من الاسترداد وقت إصدار قانون العملة لماذا أنت مع إنسان تنسحب وتخاف مع إنسان قوي تخاف، لماذا من خالق الكون إذا حرّم شيئا لا تخاف.
 ملخَّصُ الدرس، عدمُ الاستقامة قطعاً كما قال تعالى:

 

﴿وَإِنَّ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ عَنِ الصِّرَاطِ لَنَاكِبُونَ (74)﴾

 

[سورة المؤمنون]

 عدم الاستقامة سببُه عدمُ اليقين بحسابِ الله يومَ القيامة هذه واحدةٌ الشيء الثاني، المنعُ كبْحٌ ورحمةٌ، وحسنُ الظَّنِّ بالله من حسن العبادةِ،

 

(( قال عليه الصلاة و السلام فيما يرويِه عن ربِّه:عن وَاثِلَةُ قال: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ أَنَا عِنْدَ ظَنِّ عَبْدِي بِي فَلْيَظُنَّ بِي مَا شَاءَ ))

 

[رواه أحمد]

 و الشيء الثالثُ، إذا ساقَ اللهُ بعضَ الشدائِد ينتظِرُ من عبدِه أن يستَكينَ إليْهِ وأن يتوجَّه له بالدعاء، ثلاثُ موضوعاتٍ، موضوعُ الشِّدائدِ وموضوع الحِرمانِ وموضوعُ عدمِ الاستقامةِ.

 

تحميل النص

إخفاء الصور