وضع داكن
18-04-2024
Logo
الدرس : 04 - سورة النور - تفسير الأية 30 غض البصر أقربُ إلى اللهِ وأطهر للقلبِ وأجمعُ للنفس.
   
 
 
 بسـم اللـه الرحمـن الرحيـم  
 

 الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيّدنا محمد الصادق الوعد الأمين، اللهم لا علم لنا إلا ما علَّمْتنا إنك أنت العليم الحكيم اللهم علِّمنا ما ينْفعنا وانْفعنا بِما علَّمتنا وزِدْنا عِلما، وأَرِنا الحق حقاً وارْزقنا اتِّباعه وأرِنا الباطل باطِلاً وارزُقنا اجْتنابه، واجْعلنا ممن يسْتمعون القول فَيَتَّبِعون أحْسنه وأدْخِلنا برحْمتك في عبادك الصالحين.
 أيُّها الأخوة الكرام، الآية الثلاثون من سورة النور و هي قوله تعالى:

﴿قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ (30)﴾

[سورة النور]

 قبل أن نشرحَ هذه الآيةَ لا بُدَّ من مقدِمةٍ ؛ كتابُ اللهِ جلَّ جلالُه هو منهجُ الإنسانِ في الحياةِ، فيه أمرٌ وفيه نهيٌ، أمرَ اللهُ بأشياءَ ونهى عن أشياءَ و سكتَ عن أشياءَ، فالذي أمرَ به تتعلَّقُ به سعادتُنا في الدنيا و الآخرةِ كتعلُّقِك بوجود الهواءِ و الماءِ، فتنَفُّسُ الهواءِ شرطٌ لبقائك حيًّا و شُربُ الماءِ شرطٌ لبقائك حيًّا و تناولُ الطعامِ شرطٌ لبقائك حياًّ، وهناك أشياءُ تُلغِي الحياةَ، فتناوُلُك السُّمَ يَحْرمُك الحياةَ فهو حرامٌ إذًا، فالحرامُ هو اقض مع سرِّ وجودك، و الأمرُ الفرضُ الذي يتعلَّق وجودُك، إذا ذهبَ الطالبُ للدراسةِ، هناك شيءٌ متعلِّقٌ بالدراسةِ تعلُّقًا إيجابيًّا و شيءٌ يتعلَّق سلبيًّا، أن يقرأ هذا فرضٌ، أن لا يتناولَ المسَكِّناتِ و المُنَوِّماتِ هذا حرامٌ أمّا إذا سكنَ في الطابق الثاني أو الثالث فلا فرقَ، فهناك شيء له علاقة إيجابية بالهدف هو الأمرِ وشيءٌ له علاقة سلبية بالهدف هو النهيُ، وشيء لا علاقة له لا سلبًا و لا إيجابًا، تسكن في الثالث أو تأكل الفاصولياءَ هذه مباحاتٌ لا علاقة لها بسعادتك الدنيوية و الأُخروِية، فأول شيءٍ الله تعالى ـمرَ بأشياء و نهى عن أشياء و سكت عن أشياء، فالذي أمر به هو الفرضُ تتعلَّق به السعادةَ وهو شرطٌ أساسيٌّ لسعادتك، و الذي نهى عنه يحرِمُنا سعادتَنا، والذي سكت عنه حياديٌّ ليس له علاقةٌ إيجابية و لا سلبية بسعادتك ؛ هذه أشياء مباحة.
 الآن لِمُجَرَّد أنَّ الله تعالى أمر بأشياء، فهي إذًا أساسيَّة في حياتنا، ولِمُجَرَّد أنَّ الله نهى عن أشياء فهي أساسيَّة في حياتنا، أما الذي سكت عنه فهو حيادي لا إيجابي ولا سلْبي، فهذا تَمْهيد.
 التَّمْهيد الآخر، لو أنَّ لك مَحَطَّة وَقود، وكان هناك مكان للإعلان مُمْكن أن تكْتب بِهذا الإعلان ألف عبارة، أيَّةُ عِبارةٍ يجب أن تُكْتب ؟ ممنوع التدخين ‍، لماذا ؟ لأنَّ هذا النَّهْي مُتَعَلِّق بِسَلامة المحطَّة، أما الصَّبْر الجميل لا علاقة له بالسَّلامة، اِصْبر أو لا تصْبِر، فلِمُجَرَّد أنَّ الله نهى عن شيءٍ في كتاب الله يعني أنه شيءٌ خطيرٌ و مصيري، و بمجرَّد أنه أمر بشيء فهو أساسي، هذا منهج خالق الكون، فلمجرد أن جاء في كتاب الله آيةٌ تأمرنا بغضِّ البصرِ معنى ذلك أن إطلاق البصر يحجبُك عن الله، و ليست قضيَّةً ثانويَّةً من اللَّمَمِ، ما دام أن هناك آية تقول:

 

﴿قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ (30)﴾

 

[سورة النور]

 لو كانت علاقتُها حياديةً عن السعادة ما ذكرها الله إطلاقًا، و اللهَ لم يذكر أنواعَ الطعامِ في القرآن و لا نوع اللباس و لا نوع الأثاث و لا نوع البناء، هذه أشياء حيادية لا علاقةَ لها بالسعادة و الشقاء، فالذي سكت اللهُ عنه هناك حكمة بالغةٌ لا حدود لها من السكوت عنها، والذي أمرَ به ضرورةٌ و الذي نهى عنه خطورةٌ، فالذي أمرك به لا بدَّ أن تأتيه و الذي نهاك عنه لا بدَّ أن تجتنبه، لأنك إن لم تأتِ الذي أمرَك به تشقى و إن اقترَفْتَ ما نهى عنه تشقى، فعلاقة الأمر بالسعادة علاقةٌ إيجابيةٌ و علاقةُ النهيِ بالسعادة سلبيةٌ و الذي سكتَ عنه كتابُ اللهِ ليس له علاقة لا إيجابية و لا سلبية، فلمجرَّد أنه في كتاب الله أمرٌ معنى ذلك انه شيء خطيرٌ ومتعلِّقٌ بسعادتك، و ليس معقولا أن تطلِقَ بصرَك و تملأ عينيك من الحرامِ و تستمتِع بمنظر النساء الغاديات الرائحات في الطريق و تستطيع أن تتصل بالله عز وجل، النفسُ تُشغَل، هذه لها صفةٌ وهذه لها صفة أخرى، وهذه تفتقدها في زوجتك، فأنت تعيش في عالم الجنس، و أنت تعيش بمهمَّةٍ بسيطةٍ جدًّا، و لوقت قصير، ثم إلى الجنة فيها الحور العين، أحد الصحابة طلبتْ منه زوجتُه شيئًا لم يفعله النبيُّ فقال لها: اعلمي يا فلانة أن في الجنة من الحور العين ما لو أطلَّتْ إحداهنَّ على الأرض لغلَبَ نورُ وجهها ضوءَ الشمس والقمر، فلَئِنْ أُضحي بكِ من أجلهن أهونُ من أُضَحِي بهن من أجلكِ، فالاستمتاع اللا متناهي في الجنة، و اللهُ قادرٌ أن يجعل النساء في مستوى واحدٍ، لكنَّ الدنيا كلَّها امتحانات، يمتحِنُ فلانةً بما أعطاها و فلانةً بما حرمها، و هذه تصبر وهذه ترضى، و الحظوظُ في الدنيا موَزَّعةٌ توزيعَ ابتلاءٍ و سوف تُوزَّع في الآخرة توزيعَ جزاءٍ، فلو نجح الفقيرُ في امتحان الفقر و رسبَ الغنيُّ في امتحان الغِنى لنَعِمَ الفقيرُ إلى أبد الآبدين بالغنى و لشقِيَ الغنيُّ إلى أبد الآبدين بالفقر، و الغِنى و الفقرِ بعد العرض على اللهِ، و لو نجح الضعيفُ في امتحان الضعف و صبر و رسب القويُّ في امتحان القوَّة لصار الضعيف قويًّا إلى أبد الآبدين و القويُّ ضعيفًا إلا أبد الآبدين، و هذا معنى قوله تعالى:

 

﴿إِذَا وَقَعَتْ الْوَاقِعَةُ(1)لَيْسَ لِوَقْعَتِهَا كَاذِبَةٌ(2)خَافِضَةٌ رَافِعَةٌ(3)﴾

 

[سورة الواقعة]

 دخل على النبيِّ رجلٌ قليلُ الشأنِ فوقف له النبيُّ وقال له: أهلًا لمن خبرني به جبريل" و قال النبيُّ صلى الله عليه و سلم:

((ابتغوا الرفعةَ عند اللهِ ))

 هذه مقاييس البشر، و اللهُ لم يعترِفْ بها، و ما ذكر إلا مقياسين مُرَجِّحَيْن بين البشر ؛ العلم و العمل الصالح، أما الوسامةُ و الذكاءُ و المال و الغِنى و القوةُ، هذه لم يعتمدْها القرآن و لا اعترف بها أما العلم فقال تعالى:

 

﴿ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُوْلُوا الْأَلْبَابِ(9)﴾

 

[سورة الزمر]

 و اعترف بالعمل فقال تعالى:

 

﴿وَلِكُلٍّ دَرَجَاتٌ مِمَّا عَمِلُوا وَمَا رَبُّكَ بِغَافِلٍ عَمَّا يَعْمَلُونَ(132)﴾

 

[سورة الأنعام]

 أحد التابعين كان قصير القامة أسمرَ اللونِ أحنف َالرِّجْلِ ـ أعرج ـ مائلَ الذِّقن ناتئَ الوجنتين غائرَ العينين ضيقَ المنكبين، ليس شيءٌ من قُبحِ المنظرِ إلا وهو آخذٌ منه بنصيبٍ، و كان مع ذلك سيِّد قومه، إذا غضب غضبةً غضِبَ لغضبتِه مائة ألف سيف لا يسألونه فيما غضِب، فعند الله مقياسان ؛ العلمُ و العملُ و لا تعبأ بغيرهما، أنا جدُّ كلِّ تقيٍّ و لو كان عبدا حبشيًّا، قال تعالى:

 

﴿تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ(1)﴾

 

[سورة المسد]

 إنه عمُّ النبيِّ و قال عليه الصلاة و السلام:

((سلمان منا آل البيت))

 ووقف أبو سفيانَ عند باب سيِّدنا عمر ساعةً لم يُؤذَن له و صهيبٌ و بلالٌ يدخلان بلا استئذان، فآلمَه ذلك، فلما دخل عليه قال: سيِّدُ قريش يقف ببابك ساعةً دون أن يُؤذَن له و صهيب و بلال يدخلان بلا استئذان فقال له عمر: أنتَ مثلُهما ؟ كنتَ تعذَّبه، وهو الذي اتبع النبيَّ في ساعة العسرة و لم يرَ في الدين مكاسبَ بل رأى مغارمَ، و الذي عرف الله قبل الفتح و قبل أن يعِزَّ الله الإسلامَ،
 فإذا اختار الإنسانُ الإيمانَ في وقت قوَّة الأعداء و ضعفه هو، فقد رحم نفسه من الدنيا لله و اختار ما عند اللهِ، فلذلك لمجرَّد أن ترى في كتاب الله أمرًا أو نهيًا فهو شيءٌ مصيريٌّ متعلِّقٌ بسعادتك الأبدية في الدنيا و الآخرةِ، ولو لم يكن مصيريًّا لمَا ذكره الله في كتابه أصلاً، فلمَّا قال تعالى:

 

﴿قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ﴾

 

[سورة النور]

 حرف " مِنْ " هنا للتبعيضِ، يعني ليغضُّ بعضَ أبصارهم، لك أن تنظر إلى أمِّك و إلى زوجتك وإلى أختك و إلى عمَّتِك و خالتك و ابنة أخيك وابنة أختك.. " مِنْ " للتبعيض، غُضَّ البصرَ عن بعض النساء غيرِ هؤلاءِ، و هناك تبعيضٌ آخرُ، لو نظرتَ إلى المحارم عدا الزوجةِ لا تُدقِّقْ في التفاصيلِ و في الخطوطِ، و " من" الثانية لو نظرتَ إلى المحارم لا ينبغي أن تنظرَ لشهوةٍ و لا بالتدقيق و لا بالتفاصيل والمعنى الثالثُ لو نظرْتَ إلى امرأةٍ أجنبيةٍ خطأً غُضَّ بصرَك لصار هناك تبعيضٌ وقتيٌّ و تبعيضٌ نوعيٌّ و تبعيضٌ شخصيٌّ، في المنعطَفِ رأيت امرأةً ؛ الأُولى لك و الثانيةُ عليك، نظرتَ إلى محارمِك فبدون تدقيق هذا نوعيٌّ، و للأجنبيةِ خطأً تبعيضٌ وقتيٌّ، أمّا انظُر إلى أمِّك و إلى زوجتك وإلى أختك و إلى عمَّتِك و خالتك و ابنة أخيك وابنة أختك.. هذا شخصي، هؤلاء محارم لك أن تنظرَ إليهنَّ و ما سواهنَّ غُضَّ عنهنَّ البصرَ.
 قال تعالى:

 

﴿قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ﴾

 

[سورة النور]

 و أجمل ما في الآيةِ أنَّ حفظَ الفرجِ جاء بعد غضِّ البصر لأن طريقَ حفظ الفرجِ غضُّ البصرِ، لا يُوجَدُ إنسانٌ لا يغُضُّ بصرَه يتورَّطُ في الزنا، و في الآيةِ إشارةٌ دقيقةٌ، ما قال الله:و يحفظوا من فروجهم" لو كان كذلك لصار هناك حالات من الزنا مُباحة، يغضُّوا من أبصارهم و يحفظوا فروجَهم كُلِّيَّةً، قال تعالى:

 

﴿وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ(5)إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ(6)﴾

 

[سورة المؤمنون]

 لذلك التبعيضُ للبصرِ أمَّا الجزمُ و القطعُ فللفرجِ.
 قال تعالى:

 

﴿ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ﴾

 

[سورة النور]

 أقربُ إلى اللهِ و أطهر للقلبِ و أجمعُ للنفس،فإذا يغضَّ الإنسانُ بصرَه و يسلكُ في شهوةٍ أودعَها اللهُ فيه القناةَ النظيفةَ التي سمحَ بها يشعر بطمأنينةٍ و الله يقول:

 

﴿إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ (30)﴾

 

[سورة النور]

 هذه الخبرةُ الطبيبُ أمام المريضةِ له أن ينظرَ إلى موضعِ الدَّاءِ، و لو نظر إلى موضعٍ آخرَ فليس في الأرضِ جهةٌ تكشف ذلك إلا اللهُ، لذلك قفال تعالى:

 

﴿يَعْلَمُ خَائِنَةَ الْأَعْيُنِ وَمَا تُخْفِي الصُّدُورُ(19)﴾

 

[سورة غافر]

 العينُ قد تخونُ لذلك:

 

﴿إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ (30)﴾

 

[سورة النور]

 و اللهُ يعرف إذا كان النظرُ بريئًا أو بشهوةٍ، نظرْتَ إلى موضع الدَّاءِ و إلى موضع آخرَ الله يعلم ذلك.
 فهذه الآيةُ أيها الأخوة من الآيات الدقيقةِ جدًّا، فالإنسانُ يصلِّي خمسَ مرَّاتٍ في اليومِ، أما إذا في الطريقِ مائةُ امرأةٍ فيصلِّي مائة مرَّة بغضِّ البصر:
 عَنْ أَبِي رَيْحَانَةَ أَنَّهُ كَانَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي غَزْوَةٍ فَسَمِعَهُ ذَاتَ لَيْلَةٍ وَهُوَ يَقُولُ:

 

(( حُرِّمَتِ النَّارُ عَلَى عَيْنٍ سَهِرَتْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَحُرِّمَتِ النَّارُ عَلَى عَيْنٍ دَمَعَتْ مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ قَالَ وَقَالَ الثَّالِثَةَ فَنَسِيتُهَا قَالَ أَبُو شُرَيْحٍ سَمِعْتُ مَنْ يَقُولُ ذَاكَ حُرِّمَتِ النَّارُ عَلَى عَيْنٍ غَضَّتْ عَنْ مَحَارِمِ اللَّهِ أَوْ عَيْنٍ فُقِئَتْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ ))

 

[رواه الدارمي]

 و ما كان اللهُ ليعذِّب قلبًا بشهوةٍ تركها في سبيل اللهِ، لأن الصراعَ الداخلي مُزعِجٌ وإذا أخذتَ قرارا حازِمًا لا تشعر بضيق، و إذا كان الإنسانُ يُدخِّن في اليوم علبتين من السيجارةِ ؛ في رمضانَ يرتاحُ لأنه قرارٌ حازمٌ، و لماذا لا تتوق نفسُه في نهار رمضانَ، فلمَّا يأخذ الإنسانُ قرارًا حازمًا ليس عنده مشكلةٌ و إذا كان قرارُه غيرَ حازمٍ فإنَّه سيُواجه صراعًا سببُه قرارٌ غيرُ حازمٍ لغضِّ البصرِ، أمَّا لو اتَّخذ قرارًا حازمًا انتهى الأمرُ معه.
 الآنَ بقدرة قادرٍ و بحكمةِ حكيمٍ الذي يغُضَّ بصرَه عن محارم اللهِ يخلقُ اللهُ بينه و بين زوجته سعادةً لا تُوصَفُ نضيرَ غضِّ بصرِه، و الذي يطلق بصرَه في محارم الله يدفع الثمنَ غاليًا من سعادته الزوجية فبقدر غضَّ بصرك عن محارم اللهِ بقدرِ سعادتِك الزوجيةِ، و بقدر إطلاق بصرك بقدْرِ شقاوتِك الزوجية، هذه قواعدُ الدينِ وهذه أشياءُ أساسيَّةٌ حتَّى إن بعضهم سمَّى ذلك " مدرسة غضِّ البصرِ" قال تعالى:

 

﴿وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ(5)إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ(6)﴾

 

[سورة المؤمنون]

تحميل النص

إخفاء الصور