وضع داكن
20-04-2024
Logo
خطب الأعياد - الخطبة : 14 - خطبة عيد الأضحى المبارك لعام 1429هـ - 2008م - خ1- العيد ، خ2ـ الإنسان هو عدو نفسه.
   
 
 
 بسـم اللـه الرحمـن الرحيـم  
 

الخطبة الأولى:

 الله أكبر ، الله أكبر ، الله أكبر ، الله أكبر ، الله أكبر ، الله أكبر ، الله أكبر كبيراً ، والحمد لله كثيراً ، وسبحان الله وبحمده بكرة وأصيلاً
 الحمد لله رب العالمين ، والصلاة السلام على سيدنا محمد ، وعلى آله و أصحابه الطيبين الطاهرين ، وعلى صحابته الغر الميامين ، أمناء دعوته ، وقادة ألويته ، و ارضَ عنا وعنهم يا رب العالمين ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأشهد أن سيدنا محمداً عبده ورسوله ، صلى الله عليه وسلم ، اللهم أخرجنا من ظلمات الجهل والوهم ، إلى أنوار المعرفة والعلم ، ومن وحول الشهوات إلى جنات القربات .

للعيد عدة معانٍ منها :

1 – المعنى الديني :

 أيها الأخوة الكرام ، نحن في أيام العيد ، عيد الأضحى المبارك ، والعيد عند المسلمين مظهر من مظاهر الدين ، أعيادنا دينية ، أعيادنا إسلامية ، وشعيرة من شعائره ، وينطوي العيد في الإسلام على حكم عظيمة ، ومعانٍ جليلة ، وأسرار بديعة ، نتميز بها عن بقية الأمم ، في شتى أعيادها .
 أيها الأخوة الكرام ، بادئ ذي بدء ، العيد في معناه الديني شكر لله تعالى على تمام العبادة وتمام الهدى ، قال تعالى :

﴿ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (185)﴾

( سورة البقرة )

 هذا المعنى الديني .

2 ـ المعنى الإنساني :

 والعيد في معناه الإنساني يوم تلتقي فيه قوة الغني وضعف الفقير على محبة الله ورحمته وعدله ، عنوانها الزكاة في رمضان ، والإحسان ، والتوسعة ، والأضحية في عيد الأضحى المبارك .

3 ـ المعنى النفسي :

 والعيد في معناه النفسي حدٌّ فاصل بين تقيد تخضع له النفس في أيامها الرتيبة ، وتسكن إليه الجوارح ، وبين انطلاق تنفتح له اللهوات ، وتتنبه له الحاجات .

4 ـ المعنى الزمني :

 العيد في معناه الزمني قطعة من الزمن خصصت لنسيان الهموم واستجمام القوى الجاهدة في الحياة .

5 ـ المعنى الاجتماعي :

 أيها الأخوة الكرام ، والعيد في معناه الاجتماعي يوم الأطفال يفيض عليهم بالمرح والسعادة ، ويوم الفقراء يلقاهم الأغنياء باليسر والسعة ، ويوم الأرحام يجمعها على البر والتقوى ، ويوم المسلمين يجمعهم على التسامح والتزاور ، ويوم الأصدقاء يجدد فيهم أواصل الحب ودواعي القرب ، ويوم النفوس الكريمة تتناسى أضغانها فتجتمع بعد افتراق وتتصافى بعد كدر وتتصافح بعد انقباض .

 

العيد تجديد للرابطة الاجتماعية بين الناس :

 العيد تجديد للرابطة الاجتماعية على أقوى ما تكون من الحبِّ والوفاء والإخاء ، فيه أروع ما يضفي على النفوس من الأنس والبهجة ، وعلى الأجسام من الراحة ، ومن المغزى الاجتماعي أنه تذكير لأبناء المجتمع بحق الضعاف والعاجزين ، حتى تشمل الفرحة بالعيد كل بيت ، وتعمّ كل أسرة ، إلى هذا المعنى الاجتماعي يرمز تشريع صدقة الفطر ، في عيد الفطر ونحر الأضاحي في عيد الأضحى ، فإن من تقديم ذلك قبل العيد أو في أيامه إطلاقاً للأيدي الخيرة في مجال الخير ، فلا تشرق شمس العيد إلا والبسمة تعلو كل الشفاه ، والبهجة تغمر كل القلب .
 أيها الأخوة الكرام ، وفي العيد يستروح الأشقياء ريح السعادة ، ويتنفس المختنقون جواً من السعة ، وفيه يذوق المعدمون طيبات الرزق ، ويتنعم الواجدون بأطايبه ، في العيد تسلس النفوس الجامحة في قيادها إلى الخير ، وتهش النفوس الشحيحة إلى الإحسان ، في العيد أحكام تقمع الهوى ، من ورائها حكم تغذي العقل ، ومن تحتها أسرار تصفي النفس ، ومن بين يديها ذكريات تثمر التأسي في الحقّ والخير ، وفي طيها عِبر تجلي الحقائق ، وموازين تقيم العدل بين الأصناف المتفاوتة من البشر ، ومقاصد سديدة في حفظ وحدة وإصلاح شأنها ، ودروس تطبيقية عالية في التضحية والإيثار والمحبة .

العيد في الإسلام ميدان استباق إلى الخيرات ومجال منافسة في المكرمات :

 في العيد تظهر فضيلة الإخلاص معلنة للجميع ، ويهدي الناس بعضهم بعضاً القلوب المفعمة بالمحبة ، وكأنما العيد روح الأسرة الواحدة في الأمة كلها ، في العيد تتسع الأرواح ، وتمتد حتى يرجع البلد الواحد بيتاً واحداً ، في العيد تنطلق السجايا على فطرتها ، وتبرز العواطف والميول على حقيقتها ، العيد في الإسلام سكينة ووقار ، وتعظيم للواحد القهار ، وبعد عن أسباب الهلكة ودخول النار ، العيد في الإسلام ميدان استباق إلى الخيرات ، ومجال منافسة في المكرمات .
 أيها الأخوة الكرام ، مما يدل على عظم شأن العيد أن الإسلام قرن كل واحد من عيديه العظيمين بشعيرة من شعائره العامة التي لها جلالها الخطير في الروحانيات ، ولها خطرها الجليل في الاجتماعيات ، ولها ريحها المهابة بالخير والإحسان والبر والرحمة ، ولها أثرها العميق في التربية الفردية والجماعية .
 أيها الأخوة الكرام ، هاتان الشعيرتان أو العبادتان هما : شعيرة الصيام وشعيرة الحج ، العيدان الكبيران في الإسلام ، عيد الفطر وعيد الأضحى يأتيان عقب عبادتين كبيرتين ، ومعنى العيد أنك تفرح برضوان الله :

﴿ قُلْ بِفَضْلِ اللّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُواْ هُوَ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ ﴾

( سورة يونس )

 فرح المؤمن بطاعة الله ، فرح المؤمن بالهدى ، فرح المؤمن بالقرب من الله ، فرح المؤمن أن الله قواه على أداء هذه العبادة .

 

النبي عليه الصلاة والسلام ندب المسلمين في العيد إلى الأعمال الصالحة كصلة الأرحام :

 أيها الأخوة الكرام ، في الأعياد في الإسلام رابط إلهي يجمع بين المسلمين ، كاشف على وجه حقيقة الإسلام ، عيدان دينيان كبيران ندب النبي عليه الصلاة والسلام المسلمين إلى الأعمال الصالحة ؛ إلى صلة الرحم ، إلى إطعام الفقراء والمساكين .
 أيها الأخوة ، قد يغيب عنا أن من أعظم العبادات التعاملية صلة الأرحام ، وأن الله عز وجل وعد عليها المؤمنين بكثرة الرزق ، وطول الأجل بمعنى خاص من معاني طول الأجل أن يكون هذا العمر مفعماً بالأعمال الصالحة .
 أيها الأخوة الكرام ، حتى اللقمة تضعها في العيد في فم زوجتك هي لك صدقة ، ويراها المؤمن يوم القيامة كأنها جبل أحد ، هكذا قال النبي عليه الصلاة والسلام ، العيد في الإسلام جمال ، وجلال ، وتمام ، وكمال ، وربط ، واتصال ، وبشاشة تخالط القلوب ، واطمئنان يلازم النفوس ، وبسط ، وانشراح ، وهجر للهموم وإطراح لها ، وكأنه شباب نضر أو غصن ربيع عاوده الإزهار .

الفرح في العيد واجب لأنه يوم تعم فيه المسرات وتلبى فيه الحاجات :

 يجب أن تفرح في العيد ، يجب ، مهما ألمت بالأمة المآسي والأحزان ، الفرح في العيد فرض ، ويجب أن تلقي الفرح في قلوب من حولك ، من أولاد صغار ، من زوجة وفية ، هذا الذي يفتعل مشكلة في العيد بعيد عن الإسلام بعد الأرض عن السماء ، هذه أيام فرح ، هذه أيام أكل وشرب ، هذه أيام لقاء أسري ، لقاء بين الأقارب ، هذه أيام صلة الأرحام ، هذه أيام الاقتراب من الواحد الديان .
 ليس العيد هو يوم يبتدئ بطلوع الشمس وينتهي بغروبها ، ولكنه يوم تعم فيه المسرات ، تلبى فيه الحاجات ، يرأب الصدع بين الأسر ، تكون العلاقة بين من حولك علاقة حسنة ، قال تعالى :

﴿ فَاتَّقُواْ اللّهَ وَأَصْلِحُواْ ذَاتَ بِيْنِكُمْ ﴾

( سورة الأنفال الآية : 1 )

 وكل أمر في القرآن الكريم يقتضي الوجوب ، أصلحوا ذات بينكم قال بعض العلماء : أصلحوا العلاقة بينكم وبين الله ، وقال بعض العلماء : أصلحوا العلاقة بينكم وبين الخلق ، المؤمن له حركة نحو الخالق ، حركة نحو السماء ، حركة نحو عبادة الله ، وطاعته ، وحبه ، والإقبال عليه ، وله حركة نحو الخلق .
 ليس الإسلام تقوقعاً ، ولا انزواءً ، ولا انسحاباً من الحياة ، الإيمان عطاء ، أنت بالاستقامة تسلم ، وبالعمل الصالح تسعد ، وأيام العيد أيام عمل صالح ، وأيام العيد أيام زيارات ، أيام دعوة على الله ، أيام تذكير ، أيام تصبير :

﴿ اصْبِرُوا وَصَابِرُوا (200)﴾

( سورة آل عمران)

 أيام عطاء ، أيام بشاشة ، أيام مودة ، أيام حب .

 

العيد تواصل و تناصح و تذكير و مودة :

 أيها الأخوة الكرام ، يمسخ العيد إلى أكل للحلويات ، وارتداءٍ للجديد ، وتراشق بطاقات المعايدة تراشقاً ، يتمنى أن لا يراه في البيت ، يضع له البطاقة ، يأكل ، ويشرب ، ويسترخي ، ويؤدي بعض الواجبات أداءً شكلياً ، ليس هذا هو العيد ، العيد تواصل ، العيد هذا القريب الذي لا تراه في العام مرة ، ينبغي أن تزوره ، وأن تحرص على لقائه ، وتعجبني في بعض المدن الإسلامية أن هذه المدينة تقسم أربعة أرباع ، كل يوم أحد هذه الأرباع قابعاً في البيت ، فجميع الزيارات أصبحت حقيقية ، وأتمنى أن يجتمع شمل الأسرة الكبيرة في العيد في بيت واحد ، جلسة طويلة فيها مدارسة ، فيها تواصل ، فيها تناصح ، فيها تذكير ، فيها مودة ، فيها هدايا .
 أيها الأخوة الكرام ، بعض المسلمين كما أنهم جردوا دينهم من مضامينه وأصبح دينهم إطاراً ليس غير ، أيضاً في الأعياد هذه الأعياد أيام فرح ، لا سمح الله ولا قدر في بعض الأمم الأعياد أيام معاص وآثام ، أيام اختلاط ، أيام فواحش .

على المسلم أن يكون في العيد مصدر أمن و خير لا استعلاء و كبر :

 أيها الأخوة الكرام ، أنت في العيد ماذا تقول ؟ :

(( وإن الرجل ليتكلم بالكلمة لا يلقي لها بالاً يهوي بها في جهنم سبعين خريفاً ))

[ الترمذي عن أبي هريرة ]

 كلمة ازدراء ، غيبة ، نميمة ، السيدة عائشة وصفت أختها صفية بأنها قصيرة فقال عليه الصلاة والسلام :

(( يا عائشة ، لقد قلت كلمة لو مزجت بمياه البحر لأفسدته ))

[ أبو داود عن عائشة ]

 لا في غيبة ، ولا نميمة ، ولا بهتان ، ولا استعلاء ، ولا كبر ، ولا غطرسة ، كلما تواضع الإنسان علا عند الله ، كان النبي عليه الصلاة والسلام من رآه بديهة هابه ، ومن عامله أحبه ، ينبغي أن تكون أيها المسلم مصدر أمن لإخوانك ، مصدر خير لهم ، مصدر تطمين .
 أيها الأخوة الكرام ، ليس معنى هذا أن ننسى مآسينا ، الأمة الإسلامية تعاني ما تعاني ولكن في العيد ينبغي أن نصحو من غفلتنا :

﴿ وَمَا أَصَابَكُم مِّن مُّصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَن كَثِيرٍ ﴾

( سورة الشورى )

 أيام كالواحة في الصحراء نسترجع بها بعض المعاني المقدسة .

 

على الإنسان أن يكون تواصله في العيد مع الآخرين تواصلاً دينياً :

 أيها الأخوة الكرام ، بطولتنا أن نعزو ما نحن فيه إلى أخطائنا بدءاً :

(( ما من عثرة ، ولا اختلاج عرق ، ولا خدش عود إلا بما قدمت أيديكم ، وما يغفر الله أكثر ))

[ أخرجه ابن عساكر عن البراء ]

 ونهاية بالمحن الكبيرة التي يعانيها المسلمون ، من لم تحدث المصيبة في نفسه موعظة فمصيبته في نفسه أكبر ، لما إذا اجتمعنا وتلاقينا لا يكون الحديث في هذه اللقاءات عن رب الأرض والسماوات ؟ عن خالق البشر ؟ عمن إليه المصير ؟ ماذا استمعت في الدروس ؟ ماذا استمعت في الخطب ؟ اجهد أن يكون هذا التواصل تواصلاً دينياً ، ليس معنى هذا أن تكون عبوساً قمطريراً ، الهوا وامرحوا فإني أكره أن أرى في دينكم غلظة ، ولكن لا ينبغي أن تأخذنا الدنيا إلى متاهاتها ، وإلى همومها وأحزانها ، أو لا تأخذنا إلى مباهجها المبنية على معاص لا ترضي الله عز وجل :

﴿ وَذَكِّرْ فَإِنّ الذِّكْرَى تَنْفَعُ المُؤْمِنِينَ ﴾

( سورة الذاريات)

(( وَالكَلِمَةُ الطَّيِّبَةُ صَدَقَةٌ ))

[ متفق عليه عن أبي هريرة]

 

معاني العيد في الإسلام تملأ الصدر ثقة بعظمة هذا الدين :

 أيها الأخوة الكرام ، معاني العيد في الإسلام معانٍ واسعة جداً ، معانٍ دينية ، معانٍ نفسية ، معانٍ اجتماعية ، معانٍ تملأ الصدر ثقة بعظمة هذا الدين .
 أيها الأخوة الكرام ، هناك من يؤمن أن المسلم بإمكانه أن يفعل ما شاء له أن يفعل ، والعقبات لا تعد ولا تحصى ، الله عز وجل يقول :

﴿ إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ آوَوا وَنَصَرُوا ٌ(72)﴾

( سورة الأنفال)

﴿ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ (72)﴾

( سورة الأنفال)

 هذه صفة المؤمنين يتعاونون ، يتواصلون ، يتناصحون ، يتباذلون :

(( وَجَبَتْ مَحَبَّتِي لِلْمُتَحَابِّينَ فِيَّ ، وَالْمُتَجَالِسِينَ فِيَّ ، وَالْمُتَزَاوِرِينَ فِيَّ ، وَالْمُتَبَاذِلِينَ فِيَّ ))

[ أخرجه الترمذي عن أبي إدريس الخولاني]

(( والمُتَحَابّونَ فيّ جَلاَلِي لَهُمْ مَنَابِرُ مِنْ نُورٍ يَغْبِطُهُمُ النّبِيّونَ وَالشّهَدَاءُ ))

[ رواه أحمد عن عبادة بن الصامت ]

﴿ إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ آوَوا وَنَصَرُوا (72)﴾

( سورة الأنفال)

 هذه صفاتهم :

﴿ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ (72)﴾

( سورة الأنفال)

 كتلة واحدة ، يتناصحون ، يتشاورون ، يتعاونون .

 

تخطيط الآخرين لإفقار و إضلال و إذلال المسلمين :

 لكن المفاجأة بالآية التي تليها مفاجأة كبيرة :

﴿ وَالَّذِينَ كَفَرُوا بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ (73)﴾

( سورة الأنفال)

 يتآمرون ، ويسهرون ، ويخططون لإفقار المسلمين ، لإضلالهم ، لإفسادهم ، لإذلالهم ، لإبادتهم ، مليون قتيل ، مليون معاق ، خمسة ملايين مشرد ، قال ندم ، الذي أدار هذا الحرب قال : خطأ معلوماتي فقط ، خطأ معلوماتي الضحايا سبع ملايين ضحية ، أمة تدمر لمئة عام ، خطأ معلوماتي :

﴿ وَالَّذِينَ كَفَرُوا بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ (73)﴾

( سورة الأنفال)

 لا أنسى أيها الأخوة الكرام ، أن حرباً وقعت في بلدين في جنوب أفريقيا أذكر أحدهما راوندا ، تمّ ذبح ثمانمئة إنسان في أسبوعين هذا رقم دقيق ، من يقبع في البيت الأسود قال : لو تدخلنا لأنقذنا أربعمئة ألف إنسان لكنني لم أتدخل .
 أما على وهم معلوماتي ، على خطأ معلوماتي ، ضحى بسبعة ملايين إنسان ، خمسة مشردين ، مليون معاق ، مليون قتيل ، مع التعذيب ، والتدمير ، وسرقة المتاحف ، وتحطيم البلاد .

 

تعاون الكفار و تكاتفهم بالرغم من قلة القواسم المشتركة بينهم :

﴿ وَالَّذِينَ كَفَرُوا بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ (73)﴾

( سورة الأنفال)

 يتعاونون ، يتواصلون ، يتعاونون وبينهم 5% قواسم مشتركة ، والمسلمون تسيل دماءهم و بينهم 95% قواسم مشتركة ، هذه وصمة عار بحق الأمة أين الشاهد ؟ الشاهد بضع كلمات في الآية الثانية قال تعالى :

﴿ إِلَّا تَفْعَلُوهُ تَكُنْ فِتْنَةٌ فِي الْأَرْضِ وَفَسَادٌ كَبِيرٌ (73)﴾

( سورة الأنفال)

 على من تعود الهاء ؟ الآية التي بعدها :

﴿ وَالَّذِينَ كَفَرُوا بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ إِلَّا تَفْعَلُوهُ تَكُنْ فِتْنَةٌ فِي الْأَرْضِ وَفَسَادٌ كَبِيرٌ (73)﴾

( سورة الأنفال)

 يعني إن لم تؤمنوا على الآية السابقة ، الهاء من أدق معاني هذا الضمير ، الهاء بالآية التي بعدها تعود على الآية السابقة بأكملها :

﴿ إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ آوَوْا وَنَصَرُوا أُولَئِكَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ (72)﴾

( سورة الأنفال)

 إن لم تكونوا كذلك فهناك :

﴿ فِتْنَةٌ فِي الْأَرْضِ وَفَسَادٌ كَبِيرٌ (73)﴾

( سورة الأنفال)

 هذا الذي وقع الآن .

 

المعركة مع أعدائنا معركة نكون أو لا نكون فلابدّ لنا من الصحوة و التعاون :

 لذلك قال تعالى :

﴿ وَقَدْ مَكَرُوا مَكْرَهُمْ وَعِنْدَ اللَّهِ مَكْرُهُمْ وَإِنْ كَانَ مَكْرُهُمْ لِتَزُولَ مِنْهُ الْجِبَالُ (46)فَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ مُخْلِفَ وَعْدِهِ رُسُلَهُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ ذُو انْتِقَامٍ (47)﴾

( سورة إبراهيم )

﴿ وَإِن تَصْبِرُواْ وَتَتَّقُواْ لاَ يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئًا ﴾

( سورة آل عمران الآية : 120 )

 حاملات طائراتهم ، صواريخهم العابرة للقارات ، أسلحتهم الجرثومية ، الكيماوية ، الأسلحة الفسفورية التي تبقى آثارها أربعة آلاف عام ، قصفت بلاداً إسلامية بقنابل فسفورية ، التربة ملوثة لأربعة آلاف عام قادمة ، بضع ملايين من القنابل العنقودية ألقيت في لبنان ، أقمارهم الصناعية ، الإعلام بيدهم ، الأموال بيدهم ، التحالفات بيدهم .

﴿ وَالَّذِينَ كَفَرُوا بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ (73)﴾

( سورة الأنفال)

﴿ ِلَّا تَفْعَلُوهُ (73)﴾

( سورة الأنفال)

 إن لم تؤمنوا ، إن لم تهاجروا ، إن لم تجاهدوا بأموالكم وأنفسكم ، إن لم تؤووا ، إن لم تنصروا تكن فتنة في الأرض وفساد كبير .
 أيها الأخوة الكرام ، لابدّ من أن نصحو من غفلتنا ، المعركة مع أعدائنا معركة نكون أو لا نكون ، معركة إفقار ، معركة إضلال ، معركة إفساد ، كل هذه الفضائيات والله لم توضع عبثاً ، من أجل إفساد المسلمين .

 

الورقة الرابحة الوحيدة بأيدي الطغاة ورقة التفرقة الطائفية والدينية والمذهبية :

 أيها الأخوة الكرام ، العيد مناسبة للتناصح ، مناسبة للتعاون ، مناسبة للعطاء ، مناسبة للحب ، مناسبة للتواصل ، مناسبة لشفاء الصدور .
 أيها الأخوة الكرام ، المسلمون في أشد الحاجة على أن يدعوا أية قضية خلافية ، لماذا ؟ قال تعالى :

﴿ إِنَّ فِرْعَوْنَ عَلَا فِي الْأَرْضِ وَجَعَلَ أَهْلَهَا شِيَعًا يَسْتَضْعِف طَائِفَةً مِّنْهُمْ يُذَبِّحُ أَبْنَاءهُمْ وَيَسْتَحْيِي نِسَاءهُمْ إِنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ ﴾

( سورة القصص )

 وجعل أهلها شيعاً ، معنى ذلك أن الورقة الرابحة الوحيدة بأيدي الطغاة ورقة التفرقة الطائفية ، والدينية ، والمذهبية ، كيف نسقطها من يديه ؟ بوعينا ، بتعاوننا ، بتواصلنا ، بمحبتنا .

 

على المسلمين أن يبتعدوا عن القضايا الخلافية فيما بينهم :

 لذلك أيها الأخوة ، الحكمة ، والإخلاص ، والوطنية إن صحّ التعبير ، والإنسانية ، والتدين الصحيح ، يمنعنا أن نطرح أية قضية خلافية ، بحاجة إلى رأب الصدع ولمِّ الشمل ، لذلك لما دخل النبي عليه الصلاة والسلام المدينة ماذا قال ؟ والله كلام يكاد لا يصدق ، يوجد بالمدينة أوس وخزرج مسلمون ، و وثنيون ، وفيها يهود ، وفيها نصارى ، فيها أعراب ، فيها مهاجرون قرشيون ، أول وثيقة كتبها النبي بعد قدومه للمدينة قال : أهل يثرب أمة واحدة ، سلمهم واحد ، وحربهم واحدة ، لليهود دينهم ولنا ديننا ، أي تعيش بمجتمع يجب أن تتواصل ، هناك قواسم مشتركة ، هناك تحديات مشتركة ، نقص المياه يضر جميع الفئات ، مرض الإيدز يضر جميع الفئات ، الفساد إذا استشرى يضر جميع الفئات ، هناك قواسم مشتركة ، مصالح مشتركة ، مطالب مشتركة ، تحديات مشتركة ، في ضوء هذه المصالح والمطالب والتحديات نتعاون ، أما عقائدنا لنا عقائدنا ، لنا إيماننا ، لنا مبادئنا ، لنا قيمنا ، لنا صلواتنا ، لنا عباداتنا ، هذا الموقف الكامل الآن ، التعاون ، التواصل وبالتعبير المعاصر جداً التعايش ، والمعاصر جداً الوحدة الوطنية ، الآن الأرض لا تصلح إلا بهذه المبادئ التي جاء بها النبي عليه الصلاة والسلام في أول يوم في المدينة المنورة قال : أهل يثرب أمة واحدة ، مع أنهم مختلفون .
 أيها الأخوة الكرام ، أرجو الله سبحانه وتعالى أن يملأ أيامكم بالفرح ، والتوفيق ، والتواصل الأسري ، والمحبة ، المسلمون اكتفوا من هذا الشقاق والنفاق والمهاترات ، نحن يجب أن نقف على قدمين راسختين كي نرسم ملامح المستقبل .
 أقول قولي هذا ، وأستغفر الله العظيم لي ولكم فاستغفروه يغفر لكم ، فيا فوز المستغفرين ، أستغفر الله .

* * *

الخطبة الثانية:

 الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على سيدنا محمد ، وعلى صحابته الغر الميامين ، و على آل بيته الطيبين الطاهرين .

أنت نفسك تحول بينك و بين التقدم :

 أيها الأخوة ، جاءتني رسالة بالبريد لطيفة ، شركة تخبر موظفيها أن هناك موظفاً توفاه الله ، وكان هذا الموظف يحول بينكم وبين تقدمكم ، عقبة كأداء أمام رقيكم ، كان هذا الموظف أكبر عقبة أمام التفوق ، أمام الحب ، فلابدّ من أداء التعزية له بعد أن توفي ، وهو في غرفة من غرف الشركة ، موضع في نعش ألقوا عليه النظرة الأخيرة ، وقدموا التعازي ، وتولى فريق إدخال الموظفين واحداً واحداً ، وضع نعش وفي أسفله مرآة فعندما يصل الموظف ليرى من هذا المتوفى الذي حال بينه وبين تقدمه ينظر فيرى نفسه .
 أي هناك إنسان واحد يحول بينك وبين التقدم ، وبين أن تكون بطلاً ، وبين أن تكون إنساناً عظيماً ، وبين أن تكون رقماً صعباً ، وبين أن تكون متألقاً ، وبين أن تكون وحدك أمة :

﴿ إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً (120)﴾

( سورة النحل )

 هو أنت نفسك ، مهما تكون الظروف ، والملابسات ، والعقبات ، والصوارف ، والمؤامرات ، والفساد ، بإمكانك أن تكون عظيماً ، أذكر قصة إنسان في قرية من القرى البدائية من قرى حلب ، أراد أن يكون متعلماً ، مشى على قدميه لا يملك أجرة نقل ، وقتها كان النقل بالقروش ، وصل إلى حلب اشتغل في مطاعمها ، وفي أعمال متعبة ومزعجة ، إلى أن تملك أجرة الوصول إلى دمشق ، في دمشق تابع علمه ، واشتغل مدرساً بثانوية خاصة ، بوجبة طعام واحدة ، القصة منذ خمسين سنة ، وما مات إلا رئيس جامعة دمشق .

 

القرار الذي يتخذه الإنسان في شأن مصيره سيتحقق إذا كان صادراً عن إرادة وإيمان :

 إن القرار الذي يتخذه الإنسان في شأن مصيره قلما تنقضه الأيام ، إذا كان صادراً حقاً عن إرادة و إيمان ، لما أطلّ الموظفون على هذا المتوفى الذي هو أكبر عقبة أمام تقدمهم ، هو الذي أحبطهم ، هو الذي جعلهم كسالى ، متخلفين ، نظر رأى نفسه ، أنت العقبة الوحيدة ، أنت وحدك ، من يمنعك أن تكون صادقاً ؟ من يمنعك أن تكون أميناً ؟ من يمنعك أن تكون عفيفاً بأقصى البلاد بأشد الأنظمة صرامة ؟ من يمنعك أن تكون أخلاقياً ؟ أن تكون أباً صالحاً ؟ أن تكوني أماً رؤوماً ؟ أن تكوني زوجة وفية من يمنعك ؟ المسلمون تركوا ما فرضه الله عليهم وحشروا أنوفهم في غير ما خلقوا له .

ما من مصيبة على وجه الأرض إلا بسبب معصية لمنهج الله :

 أيها الأخوة الكرام ، أنصحك وأنصح نفسي قبلك في أي سلبية في حياتك اتهم نفسك وحدك ، كن جريئاً ، لا تقفز على المشكلة ، واجهها ، أنت السبب في تقصير ، في تسيب ، في معاصٍ ، في آثام ، الأمن الجنائي عندهم قاعدة إذا شاهدوا جريمة في عندهم أول سؤال ابحث عن المرأة ، في الأعمِّ الأغلب منافسة على امرأة ، أو من أجل امرأة ، الإنسان هو السبب ، إن كنت ذكياً أو عاقلاً لا تتهم أحداً اتهم نفسك ، ابحث عن المرأة أي بالمنطق الآخر ابحث عن المعصية ، هناك معصية حالت بينك وبين أهدافك ، هناك معصية جعلت بيتك شقياً ، هناك معصية جعلت الوفاق الزوجي مستحيلاً ، ابحث عن المعصية ، ما من مصيبة على وجه الأرض إلا بسبب معصية لمنهج الله ، وما من معصية لمنهج الله إلا بسبب الجهل ، والجهل أعدى أعداء الإنسان ، والجاهل يفعل في نفسه ما لا يستطيع عدوه أن يفعله به .

الاصطلاح مع الله و العودة إلى منهجه سبيلنا الوحيد للقضاء على أعدائنا :

 أقسم لكم بالله لنا أعداء تقليديون نستمع إلى عداواتهم من خمسين سنة ، الاستعمار ، الصهيونية العالمية ، إسرائيل ، الطغاة ، أقسم لكم بالله نحن أعداء أنفسنا ، العدو يقوى بضعفنا ، يقوى بتفرقنا ، يقوى بجهلنا ، أيها الأخوة ، آن لنا أن نصحو من غفلتنا ، مشكلة المسلمين كبيرة جداً ، العالم كله يتآمر عليه ، العالم كله أعلن حرباً عالمية ثالثة في كل البقاع ، في كل القارات ، لا يوجد حل إلا أن نصطلح مع الله ، أن نعود إلى منهج الله ، أن يحب بعضنا بضعاً :

(( هَلْ تُنْصَرُونَ وَتُرْزَقُونَ إِلَّا بِضُعَفَائِكُمْ ))

[ البخاري عن مصعب بن سعد ]

 إذا ما يرقص قلبك حينما تطعم جائعاً ، تكسو عارياً ، فلست بمسلم ، فندق في بلد كلف افتتاحه مئة مليون دولار ، أي خمسمئة مليون ليرة سورية ، نصف مليار ليوم واحد والأطفال في غزة يموتون من الجوع ، والله أعجبتني فتوى سمعتها في بلد عربي أن الأضحية الأولى أن تذهب قيمتها إلى أهل غزة إذا في طريق سالك ، والله يموتون من الجوع ، أنت مسلم يهنأ لك عيش أن ترى أولادك أمامك ، بيتك واسع مدفأ ، مكيف ، مركبتك ، نزهتك ، أين تقضي العيد بأي فندق ؟ وأناس يموتون من الجوع أو من تعطل الكهرباء ، إذا ما في إحساس لهذا المسلم الذي يعاني ما يعاني اقرأ على الأمة السلام ، بلد إسلامي يعد من أكبر البلاد الإسلامية عنده اثنين ونصف مليون كيلو متر مربع (أراضي صالحة للزراعة)وفيه نهر من أطول أنهار العالم يصب أربعة أخماسه في البحر ، في تربة من أفضل الترب مساحتها 2.5 مليون ، ومياه غزيرة ، وشعبها يعاني ما يعاني ، وبإمكان هذا البلد أن يطعم العالم الإسلامي كله .

 

على المسلمين التواصل و المحبة و الابتعاد عما يفرقهم و يشتت شملهم :

 الآن اسمعوا الخبر الثاني : ثلاثة آلاف مليار دولار من أموال المسلمين مودعة في بنوك أجنبية ، هذه أمة ؟ لا تتهم أحداً ، العدو ذكي جداً ينتهز الفرص ، يقوى بضعفنا ، يقوى بتفرقنا ، يقوى بعداوتنا ، دماء تسيل وبين المسلمين خمسة وتسعون بالمئة قواسم مشتركة ، والأعداء والله كنت في ألمانيا ما صدقت راكبين بمركبة بأخين ، قال : هنا هولندا ، أنا بثقافتي في حدود ، في أمن عام ، في جمارك ، في جوازات ، في ختم ، ما هذا الكلام ؟ قال : هنا هولندا ، ما الدليل ؟ قال لوحات السيارات ، بألمانيا بيضاء هنا صفراء ، حركة ثانية في بلجيكا ، أوربا بأكملها بلد واحد ، عملة واحدة ، جواز واحد ، تأخذ فيزا لبلد تدخل البلاد كلها ، حروب بينهم مئات السنين ، طوائف ، وقوميات ، وعداوات ، أذكياء وجدوا مصالحهم بتعاونهم ، نحن نتقاتل أن التراويح ثمان ركعات أم عشرون ؟ التشهد هكذا أم هكذا ؟ تذهب إلى بلاد الغرب جامع للفئة الفلانية ، ثلاثة أيام يصومون ، فئة بيوم وفئة بيوم وفئة بيوم ، لا يتفقون ، حتى في أمريكا القبلة نوعين ، هناك قبلة إلى مكة مباشرة ، وهناك قبلة تدور دورة معاكسة ، هؤلاء المسلمين ، شيء مؤلم جداً ، آن لنا ، قال لي شخص : التراويح كم ركعة على الإذاعة بث مباشر ؟ قلت له : صلِّ ثمانية واثني عشر وثماني عشرة وعشرين وفي بيتك وفي الجامع ولا تفعل مشكلة ، يكفي مشاكل .
 أيها الأخوة الكرام ، نحن في عيد ، في أيام تواصل ، أيام حب ، أيام عطاء ، أيام تضحية ، أيام مودة أسرية ، يقول النبي عليه الصلاة والسلام :

(( الحمد لله الذي رزقني حب عائشة ))

[ ورد في الأثر ]

 من علامات إيمانك أن تحب زوجتك ، ومن علامات الكفر والمعصية أن تحب غير زوجتك ، أن تحب امرأة لا تحل لك ، هذه مشكلة المسلمين .

 

الدعاء :

 اللهم اهدنا فيمن هديت ، وعافنا فيمن عافيت ، وتولنا فيمن توليت ، وبارك لنا فيما أعطيت، وقنا واصرف عنا شر ما قضيت ، فإنك تقضي بالحق ، ولا يقضى عليك ، وإنه لا يذل من واليت ، ولا يعز من عاديت ، تباركت ربنا وتعاليت ، ولك الحمد على ما قضيت ، نستغفرك و نتوب إليك ، اللهم اهدنا لصالح الأعمال لا يهدي لصالحها إلا أنت ، اللهم اهدنا لأحسن الأخلاق لا يهدي لأحسنها إلا أنت ، اللهم أصلح لنا ديننا الذي هو عصمة أمرنا ، وأصلح لنا دنيانا التي فيها معاشنا ، وأصلح لنا آخرتنا التي إليها مردنا ، واجعل الحياة زاداً لنا من كل خير ، واجعل الموت راحة لنا من كل شر ، مولانا رب العالمين ، اللهم اكفنا بحلالك عن حرامك ، وبطاعتك عن معصيتك ، وبفضلك عمن سواك ، اللهم بفضلك ورحمتك أعلِ كلمة الحق والدين ، وانصر الإسلام ، وأعز المسلمين ، انصر المسلمين في كل مكان ، وفي شتى بقاع الأرض يا رب العالمين ، اللهم أرنا قدرتك بأعدائك يا أكرم الأكرمين .

الاستماع للدرس

00:00/00:00

تحميل النص

اللغات المتوافرة

إخفاء الصور