وضع داكن
29-03-2024
Logo
موضوعات علمية من الخطب - الموضوع : 187 - إِنَّ اللَّهَ لَمْ يَجْعَلْ لِمَسْخٍ نَسْلا وَلا عَقِبًا
   
 
 
 بسـم اللـه الرحمـن الرحيـم  
 

الحمد لله رب العالمين, والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين, اللهم لا علم لنا إلا ما علمتنا إنك أنت العليم الحكيم, اللهم علمنا ما ينفعنا, وانفعنا بما علمتنا, وزدنا علماً, وأرنا الحق حقاً, وارزقنا اتباعه, وأرنا الباطل باطلاً, وارزقنا اجتنابه, واجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه, وأدخلنا برحمتك في عبادك الصالحين .

حقيقة التواصل بين ما قاله النبي وبين ما قاله علماء الوراثة بشأن التشوه الخلقي :

أيها الأخوة الأكارم, يقول علماء الوراثة: من خلال الاستقراءات العلمية

إن البالغين الذين يعانون من تشوهاتٍ خلقيةٍ سواءً أكانوا ذكوراً أو إناثاً لا ينجبون أبداً عند تزاوجهم، بل إن معظم حالات الإجهاض المبكِّر، تنشأ عن تشوهاتٍ خلقية، وإذا قدِّر للأجنة المشوهة أو الممسوخة أن يستمر حملها، فهي تولد في الأعم الأغلب ميتةً، أو تموت بعد أيامٍ معدودات، هذه حقيقةٌ جاء بها علماء الوراثة من خلال استقراءاتهم .
لكن النبي عليه الصلاة والسلام في حديثٍ صحيحٍ رواه الإمام مسلم عن عبد الله بن مسعود, يقول:

((إِنَّ اللَّهَ لَمْ يَجْعَلْ لِمَسْخٍ نَسْلا وَلا عَقِبًا))

[أخرجه مسلم في الصحيح]

بل إن حديثاً آخر رواه الإمام أحمد في مسنده عن رسول الله صلى الله عليه وسلم, يقول:

((إِنَّ اللَّهَ لَمْ يَلْعَنْ قَوْمًا قَطُّ فَمَسَخَهُمْ فَكَانَ لَهُمْ نَسْلٌ حِينَ يُهْلِكُهُمْ, وَلَكِنْ هَذَا خَلْقٌ كَانَ, فَلَمَّا غَضِبَ اللَّهُ عَلَى الْيَهُودِ مَسَخَهُمْ فَجَعَلَهُمْ مِثْلَهُمْ))

[أخرجه الإمام أحمد في مسنده]

((ما جعل الله لمسخٍ من نسلٍ))

[ورد في الأثر ]

وهذه رحمةٌ مزجاةٌ إلى الخلق، فلو أن هذا الممسوخ أو هذا المشوَّه كان له نسلٌ ممتدٌ إلى أجيال، لكنا أمام أجيالٍ من المشوهين، فالذي يشوَّه تصيبه عاهةٌ، هذا جعل الله له نسله مقطوعاً، لئلا يزداد التشوُّه في بني البشر، بل إذا كان هناك تشوّهات, هذه لها حكمةٌ أخرى, أي الإنسان حينما يرى طفل غير سليم، يبقى مع ربه داعياً، منيباً، متوسلاً، متضرِّعاً، أن يرزقه الله غلاماً سليماً، فهذه وسائل لتوضيح نعمة الله على خلقه .
أيها الأخوة الأكارم, حينما نكتشف أن هذا القرآن الكريم، ومن خلاله الحديث النبوي الشريف، الذي بينه وفصَّله من عند خالق الكون، عندئذٍ نرحِّب بالحقيقة العلمية، إذا وافقت القرآن أو الحديث، لأن الأصل في الحقيقة كلام الصانع، كلام الخالق .

تحميل النص

إخفاء الصور