وضع داكن
24-04-2024
Logo
الدرس : 05 - سورة يوسف - تفسير الآيات 7-9، 15-21 المغزى من قصة سيدنا يوسف.
   
 
 
 بسـم اللـه الرحمـن الرحيـم  
 

 الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيّدنا محمد الصادق الوعد الأمين، اللهم لا علم لنا إلا ما علَّمْتنا إنك أنت العليم الحكيم، اللهم علِّمنا ما ينْفعنا وانْفعنا بِما علَّمتنا وزِدْنا عِلما، وأَرِنا الحق حقاً وارْزقنا اتِّباعه وأرِنا الباطل باطِلاً وارزُقنا اجْتنابه، واجْعلنا ممن يسْتمعون القول فَيَتَّبِعون أحْسنه وأدْخِلنا برحْمتك في عبادك الصالحين.

بسم الله الرحمن الرحيم

 أيها الأخوة الكرام، فقِصَّة يوسف عليه السلام هي أطْوَلُ قِصَّةٍ في القرآن الكريم، وقد ذَكَرْتُ لكم قبل دَرْسَيْن أنَّ القِصَّة حقيقةٌ تُعْرَضُ بشَكْل حوادِث وتَحليل وحِوار وبِدايَة وعُقْبى ونِهايَة، وكُلّ قِصَّةٍ أبْرَزُ ما فيها المَغْزى، فمن قرأ قِصَّةً ولم يضَع يدَهُ على مَغْزاها فكأنَّما لم يقرأ قِصَّة، أو أنَّ هذا الذي قرأهُ ليس قِصَّةً، إنَّها قِصَّة وفيها مَغْزى.
 أيها الأخوة، دَقِّقوا في المَغْزى، يقول الله عز وجل:

﴿لَقَدْ كَانَ فِي يُوسُفَ وَإِخْوَتِهِ آيَاتٌ لِلسَّائِلِينَ (7) إِذْ قَالُوا لَيُوسُفُ وَأَخُوهُ أَحَبُّ إِلَى أَبِينَا مِنَّا وَنَحْنُ عُصْبَةٌ إِنَّ أَبَانَا لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ (8) اقْتُلُوا يُوسُفَ أَوِ اطْرَحُوهُ أَرْضاً يَخْلُ لَكُمْ وَجْهُ أَبِيكُمْ وَتَكُونُوا مِنْ بَعْدِهِ قَوْماً صَالِحِينَ (9) ﴾

[ سورة يوسف ]

 عبْدي أنت تُريد وأنا أُريد، ماذا أراد أخوة يوسف ؟ أن يَخْلو لهم وَجْهُ أبيهم، وأن يتخلَّصوا من يوسف إما بالقَتْل أو بِوَضْعِهِ بِغَيابَةِ الجُبِّ ؛ هذه مشيئة أخوته لكنَّ الله سبحانه وتعالى شاء له أن يكون عزيز مِصْر، فالعِبْرَة لا بِمَشيئَتِك، ولا بِمَشيئَةِ خُصومِك، ولكنَّها بِمَشيئَةِ الله عز وجل، لذا عبْدي أنت تُريد وأنا أُريد، فإذا سلَّمْتَ لي فيما أريد كَفَيْتُكَ ما تُريد، وإن لم تُسَلِّم لي فيما أُريد أتْعَبْتُكَ فيما تُريد ثمّ لا يكون إلا ما أُريد.
 أخوته أقْوِياء، وأشِدَّاء، وأرادوا به كَيْدًا، وأرادوا أن يَقْتُلوه وأن يَجْعَلوهُ في غيابات الجبّ، ماذا أراد الله له ؟‍
 ثمَّ يقول الله عز وجل:

 

﴿فَلَمَّا ذَهَبُوا بِهِ وَأَجْمَعُوا أَنْ يَجْعَلُوهُ فِي غَيَابَةِ الْجُبِّ وَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِ لَتُنَبِّئَنَّهُمْ بِأَمْرِهِمْ هَذَا وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ (15) وَجَاءُوا أَبَاهُمْ عِشَاءً يَبْكُونَ (16) قَالُوا يَا أَبَانَا إِنَّا ذَهَبْنَا نَسْتَبِقُ وَتَرَكْنَا يُوسُفَ عِنْدَ مَتَاعِنَا فَأَكَلَهُ الذِّئْبُ وَمَا أَنْتَ بِمُؤْمِنٍ لَنَا وَلَوْ كُنَّا صَادِقِينَ (17)﴾

 العلماء قالوا: نَفْيُ الشيء أحَدُ فُروعِ تَصَوُّرِهِ، أحْيانًا تُكَلِّف إنسانًا بِكذا، فيقول لك: هذا ثمنُهُ، وهذا الباقي، وأنا لم آخُذْ شيْئًا ‍‍!! فلمَّا نفى عن نفْسِهِ أنَّهُ أخَذَ شيئًا فهذا يَدْعو للشَّك لذا نَفْيُ الشيء أحَدُ فُروعِ تَصَوُّرِهِ فالكاذب دائِمًا يكاد أن يقول: أنا كاذب، ولا يشْعُر من تفلّت لِسانِ ولهذا كان سيِّدُنا يَعْقوب على مُسْتوى من الفطانة كما قال تعالى:

 

 

﴿قَالَ بَلْ سَوَّلَتْ لَكُمْ أَنْفُسُكُمْ أَمْراً فَصَبْرٌ جَمِيلٌ وَاللَّهُ الْمُسْتَعَانُ عَلَى مَا تَصِفُونَ (18)﴾

 

[ سورة يوسف ]

 الصَّبْر الجميل هو الصَّبْر الذي معه رِضا، وإذا أحبَّ الله عبْدَهُ ابْتَلاه فإن صَبَر اجْتباه، فإنْ شكر اِقْتناه فالبُطولة كما يقول سيدُنا علي كرَّم الله وَجْهه: الرِّضا بِمَكْروه القضاء أرْفَعُ درجات اليقين، فلا يوجد إنسان يمْتحِنُ السيارة بالنَّزْلة، لأنَّ كلّ السيارات تنزل بالهبوط، ولكن بالطَّلْعة، أسرع نوع مع أرقى مُحَرِّك ودرَّاجة ؛ كلّ هذه بالنَّزْلة تمْشي ‍‍! فالمرْكَبَة تُمْتَحَنُ في الصُّعود، وكذا الإنسان بالرَّخاء لا يُمْتَحَنُ أما حينما يأتي قضاءٌ إلهي بِخِلاف المُراد، هنا يُمْتَحَنُ المؤمن لذلك قالوا: المصائب مِحَكُّ الرِّجال، قال تعالى:

 

﴿قَالَ بَلْ سَوَّلَتْ لَكُمْ أَنْفُسُكُمْ أَمْراً فَصَبْرٌ جَمِيلٌ وَاللَّهُ الْمُسْتَعَانُ عَلَى مَا تَصِفُونَ (18)﴾

 

[ سورة يوسف ]

 والله عز وجل قال:

﴿وَاصْبِرْ وَمَا صَبْرُكَ إِلَّا بِاللَّهِ﴾

[ سورة النحل ]

 فأنت بالله تعالى تَصْبر ولكن بِقُوَّتِك الذاتِيَّة لا تسْتطيع الصَّبْر، والإنسان ضعيف، والدليل قوله تعالى:

 

﴿إِنَّ الْإِنسَانَ خُلِقَ هَلُوعًا(19)﴾

 

[ سورة المعارج ]

 فالإنسان بِقِواه الذاتنِيَّة لا يستطيع الصبْر والصُّمود، أما أن تصْبر لله تعالى فهنا يُمْكِنُك المُقاوَمَة.
 قال تعالى:

﴿وَاصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ وَاهْجُرْهُمْ هَجْرًا جَمِيلًا(10)﴾

[ سورة المزمل ]

 فلو أنَّكَ تتبَّعْتَ آيات الصَّبْر لوَجَدْتَ شيئًا دقيقًا جدًا، قال تعالى:

 

﴿إِنَّ الْعاقِبَةَ لِلْمُتَّقِينَ(49)﴾

 

[ سورة هود ]

 وقال تعالى:

﴿فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ﴾

[سورة غافر ]

 فسيِّدُنا يعقوب قال:

 

﴿فَصَبْرٌ جَمِيلٌ وَاللَّهُ الْمُسْتَعَانُ عَلَى مَا تَصِفُونَ (18) ﴾

 

[ سورة يوسف ]

 أيها الأخوة الكرام، كل إنسان امْتَحَنَهُ الله تعالى بِمُصيبة، متى الصَّبْر؟ عند الصَّدْمة الأولى، وهي حين تلقِّي النَّبأ، فالمؤمن حينها يقول: الحمد لله، وهذا مُراد الله تعالى، ويقول: أنا راضٍ، اِجْعل كلامك قُدْوةً للنبي عليه الصلاة السلام ؛ قال:

((إن لم يكن بك غضب فلا أُبالي، ولك العُتبى حتَّى ترْضى، ولكنَّ عافِيَتَك أوْسعُ لي))

إذا كنت عنَّا راضيًا فهُوَ قصْدُنا
فلَيْتَكَ تَحْلو والحياة مريرةٌ  وليْتَكَ ترْضى والأنام غِضاب
وليت الذي بينك وبيني عامِرٌ  وبيني وبين العالمين خراب
إذا صحَّ منك الوَصل فالكُلّ هيِّن  وكل الذي فوق التراب تراب
***

 ثمَّ قال تعالى:

﴿وَجَاءَتْ سَيَّارَةٌ فَأَرْسَلُوا وَارِدَهُمْ فَأَدْلَى دَلْوَهُ قَالَ يَا بُشْرَى هَذَا غُلَامٌ وَأَسَرُّوهُ بِضَاعَةً وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِمَا يَعْمَلُونَ (19) ﴾

[ سورة يوسف ]

 اُنْظر إلى فعْل الله عز وجل ؛ من الذي ساق هذه السيارة ؛ وهي القافلة وضَعه أخوته بالجبّ، والخطر بالمائة تسعين، ولولا هذه السيارة جاءَت لمات، قال تعالى

 

﴿وَشَرَوْهُ بِثَمَنٍ بَخْسٍ دَرَاهِمَ مَعْدُودَةٍ وَكَانُوا فِيهِ مِنَ الزَّاهِدِينَ (20)﴾

 

[ سورة يوسف ]

 أي اشْتَرَوْهُ بِأرْخَص الأثمان دراهم مَعْدودة، ثمَّ قال تعالى:

 

﴿وَقَالَ الَّذِي اشْتَرَاهُ مِنْ مِصْرَ لِامْرَأَتِهِ أَكْرِمِي مَثْوَاهُ عَسَى أَنْ يَنْفَعَنَا أَوْ نَتَّخِذَهُ وَلَداً وَكَذَلِكَ مَكَّنَّا لِيُوسُفَ فِي الْأَرْضِ وَلِنُعَلِّمَهُ مِنْ تَأْوِيلِ الْأَحَادِيثِ ﴾

 

[ سورة يوسف ]

 الآن جاء المَغْزى، والقِصَّة كُلُّها من أجل هذه الكلمات:

 

﴿وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ (21) ﴾

 

[ سورة يوسف ]

 فالآن مثلاً كلّ الناس يقولون: فلان قوِيّ، والدَّوْلة الفُلانِيَّة قَوِيَّة ؛ كلّ هذا كلامٌُ لا قيمة له ! قَلْعة من قلاع العالم الشرقي لا يظنّ أحدٌ أن تنْهار ولا بِخَمْس مائة عام، تداعَتْ كَبَيْتِ العَنْكَبوت، باخرة من أعظم البواخر في العالم، وقيل عنها إنَّ القَدَر لا يستطيع أن يُغْرِقَها في أوَّل رِحْلة غَرِقَتْ، وأرْسَلوا مرْكَبَة فضائِيَّة وبعد سبعين ثانية من انْطِلاقِها أصْبَحَت كُتْلَةً من اللَّهَب، قال تعالى:

 

﴿وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ (21)﴾

 

[ سورة يوسف ]

 يقولون لك: هناك تَسَحُّر، تأتي أمْطار تُخَوِّف، ودِمَشق صُنِّفَت مع الدُّول التي انْتَقَلت خُطوط أمْطارِها، لا يوجد اليأس مع الله تعالى، والأمْر بِيَدِهِ تعالى، وكُل إنسانٍ بيأس يكون ضَعيف الإيمان بالله تعالى، وهو نَوْعٌُ من أنواع الكُفْر.
 فهذا هو المَغْزى ؛ قال تعالى:

 

﴿وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ (21)﴾

 

(سورة يوسف )

 لا ترى قُوَّة عُظْمة ولا صُغْرى، ولا مرَض ؛ كُلّ هذا بِيَدِ الله عز وجل جفاف السَّماء بِيَد الله عز وجل، وكذا الأمطار، أنت فقط كُنْ مع الله تعالى، ولا تُبالي، قال تعالى:

﴿وَأَلَّوْ اسْتَقَامُوا عَلَى الطَّرِيقَةِ لَأَسْقَيْنَاهُمْ مَاءً غَدَقًا(16)﴾

[ سورة الجن ]

 فالله عز وجل رحْمَةً بنا ذَكَر صراحَةً مَغْزى القِصَّة، وقال:

 

﴿وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ (21) ﴾

 

[ سورة يوسف ]

 فالآن الإنسان يُخَطِّط ويقول لك: الصُّهْيونِيَّة العالميَّة مثلاً، ما هذه الصُّهْيونِيَّة ؟ هل هي آلِهَة؟! نحن إلهنا مَوْجود، وما عليك إلا أن تسْتقيم على أمْرِهِ وتفاءَل، أما هناك أفْكار تَدْعو لليأس، وهي: لن تقوم لنا قائِمَة، مَن قال لك هذا ؟ هذا كلامُ الكُفْر، اليأس والشِّرْك والقنوط، فاله تعالى لم يُسَلِّمْكَ لأحَدٍ، وأمْرُكَ إليه كلُّه، قال تعالى:

﴿وَإِلَيْهِ يُرْجَعُ الْأَمْرُ كُلُّهُ فَاعْبُدْهُ وَتَوَكَّلْ عَلَيْهِ وَمَا رَبُّكَ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ(123)﴾

[ سورة هود ]

 هل يوجد أكثر من سيِّدنا يوسف ؟ وضَعوه بالبئر لِيَموت لكنَّ الله تعالى جعَلَهُ عزيز مِصْر، لذلك مَن كان في قصْر العزيز بعضهم رأى يوسف عبْدًا ؟، ثمَّ رآهُ عزيز مصْر !! فقالت امرأةٌ: سبحان مَن جعَلَ العبيد مُلوكًا بِطاعَتِه، وجعل الملوك عبيدًا بِمَعْصِيَّتِه ! فالله عز وجل يُمْكِن أن يجْعَلَ من العَبْد ملِكًا، ومِن المَلِكِ عَبْدًا، والأمْر بِيَد الله عز وجل.
 فهذه القِصَّة مَغْزاها العميق ؛ مهما كان خَصْمُكَ قَوِيًّا، ومهما كان مُحْكِمًا قبْضتَهُ عليك، وكان ذَكِيًّا، وعريض الجاه، وأنت ليس معك أحدٌ، اِقْرأ هذه الآية:

 

﴿وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ (21) ﴾

 

[ سورة يوسف ]

 والأمور تسير بعد حين كما قال تعالى:

 

﴿قَالُوا أَئِنَّكَ لَأَنْتَ يُوسُفُ قَالَ أَنَا يُوسُفُ وَهَذَا أَخِي قَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَيْنَا إِنَّهُ مَنْ يَتَّقِ وَيَصْبِرْ فَإِنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ (90)﴾

 

[ سورة يوسف ]

 تجد إنسان ضعيف ؛ لا بيْتَ له ولا حائِط، ولا دَخْل، ولكِنَّهُ مُستقيم فَيَشَاءُ الله تعالى أن يُعْطِيَهُ مِن عِزِّ الدنيا، وعِزِّ الآخرة، فإذا به شخصِيَّة مرْموقة بالمُجْتمع، فأنت كُن مع الله، والاسْتِقامة عَيْنُ الكرامة، فسيِّدُنا يوسف كان مع الله تعالى إلا أنَّهُ كان ضعيفًا وكان أخوته أقْوِياء فأرادوا أن يَقْتُلوه ويَخْلُوَ لهم وَجْهُ أبيهم فما الذي كان ؟ كان الأب والأم والأخوة عند يوسف وهو عزيز مِصْر ولذلك طريق الطاعة طريق النَّصْر والعِزّ والرُّقَي، والفلاح كُلُّ الفلاح، والنَّجاح كل النَّجاح، والذَّكاء كل الذَّكاء، والفَوْز كل الفَوْز في طاعة الله تعالى، قال تعالى:

﴿إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ(13)﴾

[ سورة الحجرات ]

 إنِّي و الإنس والجنّ في نبإٍ عظيم، أخلُق ويُعْبَدُ غيري، وأرزُق ويُشْكر سِواي، خيري إلى العباد نازل، وشرُّهم إليَّ صاعِد، أتَحَبُّب إليهم بِنِعَمي وأنا الغنيّ عنهم، ويتبغَّضون إليّ بالمعاصي وهم أفْقر شيءٍ إليّ، مَن أقْبَلَ إليَّ منهم تلقَّيْتُهُ من بعيد، ومَن أعْرض عنِّي منهم ناد‌يْتُهُ مِن قريب أهْل ذِكْري أهْل مودَّتي، أهْلُ شُكْري أهْل زِيادتي، أهْل مَعْصِيَتي لا أُقنِّطُهم مِن رحْمتي، إن تابوا فأنا حبيبهم، وإن لم يتوبوا فأنا طبيبُهم أبْتليهم بالمصائب لأطَهِّرَهم من الذُّنوب والمعايِب، الحسنة عندي بعشْرة أمْثالها وأزيد، والسيِّئة بِمِثْلها وأعْفوا، وأنا أرأفُ بِعَبدي من الأمِّ بِوَلَدِها مُلَخَّص الدرس ؛ أنت تريد وأنا أريد، والله يفعل ما يريد، والله غالب على أمْرِه ولكنَّ أكثر الناس لا يعلمون، ونحن أساسًا لو سَمِعْنا أخْبار العالم نتفاجأ بِمُفاجآت لا تُصَدَّق ‍، نُفاجأ بِقِوى كبيرة انْهارَت ؛ هذه مِن آيات الله، وأنت كُلّ قوتك من الله، وكلّ تَوْفيقك من الله، فإذا قلتَ: أنا فوجِئْتَ، وإذا قلتَ: الله أكرمَكَ.

 

الاستماع للدرس

00:00/00:00

تحميل النص

إخفاء الصور