وضع داكن
20-04-2024
Logo
الدرس : 01 -: سورة الشعراء - تفسير الآيات 3-8-10-27-33- 39 ، الإيمان خِيار وَقْت وليس خِيار قَبول أو رَفْض.
   
 
 
 بسـم اللـه الرحمـن الرحيـم  
 

 الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيّدنا محمد الصادق الوعد الأمين، اللهم لا علم لنا إلا ما علَّمْتنا إنك أنت العليم الحكيم اللهم علِّمنا ما ينْفعنا وانْفعنا بِما علَّمتنا وزِدْنا عِلما، وأَرِنا الحق حقاً وارْزقنا اتِّباعه وأرِنا الباطل باطِلاً وارزُقنا اجْتنابه، واجْعلنا ممن يسْتمعون القول فَيَتَّبِعون أحْسنه وأدْخِلنا برحْمتك في عبادك الصالحين.
 أيها الإخوة الكرام، في سورة الشعراء آياتٌ تتَكرَّر، قال تعالى:

﴿لَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَفْسَكَ أَلَّا يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ (3) إِنْ نَشَأْ نُنَزِّلْ عَلَيْهِمْ مِنَ السَّمَاءِ آيَةً فَظَلَّتْ أَعْنَاقُهُمْ لَهَا خَاضِعِينَ (4) وَمَا يَأْتِيهِمْ مِنْ ذِكْرٍ مِنَ الرَّحْمَنِ مُحْدَثٍ إِلَّا كَانُوا عَنْهُ مُعْرِضِينَ (5) فَقَدْ كَذَّبُوا فَسَيَأْتِيهِمْ أَنْبَاءُ مَا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ (6) أَوَلَمْ يَرَوْا إِلَى الْأَرْضِ كَمْ أَنْبَتْنَا فِيهَا مِنْ كُلِّ زَوْجٍ كَرِيمٍ (7) إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَ (8)﴾

(سورة الشعراء)

 هذه الآية تتكرَّر عَقِبَ كلّ قِصَّة، قِصَّة سيِّدنا موسى مع فِرْعَون، ففي آخر القِصَّة قال تعالى:

﴿إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَ (158)﴾

[سورة الشعراء]

 وقِصَّة إبراهيم بعد أن تنتهي قال تعالى:

 

﴿إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَ (158)﴾

 

[سورة الشعراء]

 وكل قِصص هذه السورة تنتهي بِهذه الآية، فما مَغْزى هذه السورة ومن هذه القِصص ؟
 أيها الإخوة، الإنسان إذا أراد أن يعرِفَ الحقيقة وأرادَها بِصِدْق ومِن أعْماقِهِ، كُلّ شيءٍ يدُلُّه عليه ؛ بَدْءً مِن خلق السماوات والأرض، ومِن أفعال الله عز وجل، ومِن طعامِهِ وشرابِهِ والقرآن الكريم، والمَوْعِظَة وأيّ شيء قريب أو بعيد، مَلْموسٍ أو مَحْسوسٍ يَدُلّ على الله، أما إذا رفضَ الإنسان الحقيقة، لو رأى أنّ النبي صلى الله عليه وسلم صعِدَ إلى السماء، ولو رأى ميِّتًا قام مِن قبْره وكلَّمَهُ، ولو رأى عصًا قد أصْبحَت ثُعبانًا، ولو رأى أنَّ الجَبَلَ خَرَجَت منه الناقَة ؛ هؤلاء الأقْوام الذين كذَّبوا أنْبِياءَهُم، ومع ذلك لم يُؤْمِنوا، فما المَغْزى من هذه القِصَّة؟ المَغزى أيُّها الإخوة أنَّ الإنسان مُخَيَّر، فإذا اخْتار الهُدَى كان معه ألف طريق وطريق يوصِلُهُ إلى الله، وكلّ شيءٍ هو آيةٌ على أنَّه الواحِد ؛ طعامُهُ وشرابُهُ و أولادهُ وزَوْجَتُهُ وكَسْبُهُ، وكذا الطيور والأسماك والنبات والجبال والبِحار والسُّهول والزلازل والبراكين والفيضانات، والحُروب ؛ هذه كُلُّها تَدُلُّه على الله إذا أراد الحقيقة، وإن لم يُرِدْها فَقَوْمُ فِرْعَون رأَوْا أنَّ البَحْر أصْبَحَ طريقًا يبَسًا، ورأَوًا عصاةً أصْبَحَتْ ثُعْبانًا مُبينًا، وقَوم إبراهيم أبْرَموا نارًا عظيمة وألقَوا فيها إبراهيم عليه السلام فلمَّا انْتَهَتْ وَجَدُوه قاعِدًا مُسْتَريحًا ! سيِّدنا صالح أخْرَجَ لهم ناقًةً من الجَبَل، فالإنسان إذًا أراد الحقيقة مِن أعْماقِ أعْماقِهِ فَكُلُّ شيء يَدُلُّهُ على الله، قال تعالى:

 

﴿إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَ (158)﴾

 

[سورة الشعراء]

 وقال تعالى:

 

﴿إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَ (158)﴾

 

[سورة الشعراء]

 فأنت إذا أرَدْتَ الحقيقة وصَلْتَ إليها، قال تعالى:

 

﴿وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ(69)﴾

 

[سورة العنكبوت]

 أما إن لم يُرِد الإنسان إلا الحياة الدنيا وأعْرَضَ عن ذِكْر الله، قد يرى الآيات التي تَخِرُّ لها أعْناق الجبابِرَة، ومع ذلك لا يسْتفيد ولا يُؤْمِن والآيات واضِحَة، وأقْرَبُ آيَةٍ إلينا الموت، كَم شَيَّعْتَ مِن إنسان ؟ وكذا التَّعْزِيَة، أين هو الآن ؟! جلَسَ في قبرٍ صغير موحِشٍ، وقد كان يسْكن بيتا فيه مئات المتْرات، قال تعالى:

 

﴿إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَ (158)﴾

 

[سورة الشعراء]

 هؤلاء الذين يُشَيِّعون الجنازَة يقِفُون على باب المسْجِد وكأنَّهم لا يُصَلُّون وكأنَّهم لن يموتوا، سِنُّهُ خمسٌ وسبْعون ولم يسْجد لله تعالى ولو سَجْدَة! المَوت أقرب إلينا من شِرْك نَعْلِنا ؛ ثانِيَة وتكون في عالم آخر، تجِدُهُ بِصِحَّة جيِّدة فإذا به يموت فجْأةً، ترك النساء والمال والتِّجارة.
 فيا أيها الإخوة الكرام، ربُّنا يُريدُنا أن نقول: إنَّ الكَوْن بِوَضْعِهِ الراهِن هو المُعْجِزَة، وأنّ خرْق نواميسِهِ لا يزيد المُعْرِض إلا إعْراضًا والكافر إلا كُفْرًا، والظالم إلا ظُلْمًا، والمُتَشَكِّك إلا تَشَكُّكًا، والخائِف إلا خَوْفًا، فَمَن لم يُؤمِن بالكَون دون خرْق نواميسِهِ فلن يؤْمِنَ به وقد خُرِقَت نواميسُه، فوَرَقَة الشَّجَر تحوي معْملاً لا يعدِلُهُ أيُّ معْمَل صَنَعَهُ الإنسان، هذه الورقَة يأتيها الماء من الجُذور سالِكًا طريقًا مُعاكِسًا للجاذِبِيَّة، وكل السوائل تسقط إلا ماء التربة يَصْعد إلى ثلاثين متر بِخَاصَّة شَعْرِيَّة بالغَة الدِّقَّة تحتاج إلى شَرْح طويل، ويصْعَد الماء وهو مُذاب به ثمانِيَة عشَرة مَعْدَنًا، في هذه الورَقَة فوتونات وطاقة شمسِيَّة مَخْزونة، وآزوت واليَخْضور ؛ كلُّ هذا بِآيَةٍ عجيبة ودِقَّة بالِغَةٍ وإعْجاز المُعْجِز يُصْنَع في الورَقَة سائِلٌ اسمُهُ النُّسُغ النازِل، وهذا السائِل هو الذي يُسْهِمُ في نُمُوّ النَّبات، وهو الذي يُسْهِم في نُمُوّ الجُذورة والجِذْع طولاً وعَرْضًا، ونُمُوّ الأغصان وظُهور الأوراق والأزهار والبراعِم والثِّمار، فهل نحن في بني البشَر معنا سائل تحْقِنُهُ ويَصْعَد إسْفَنج أو خشَب، قال تعالى:

 

﴿إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَ (158)﴾

 

[سورة الشعراء]

 آيةُ النَّبات آية كبيرة ؛ هذا الماء الذي في الدَّرَجة زائِد أربعة يزْداد حجْمُهُ إذا برَّدْتَهُ، ولولا هذه الظاهرة لما قامَتْ حياةٌ على وَجْه الأرض وهذا الهواء الذي يَحمِلُ بُخار الماء، لولا هذه الظاهرة لما قامَتْ حياةٌ على وَجْهِ الأرض، وخاصَّة التَّرسُّب هذه لولاها لما كُنَّا مَوْجودين فالعَظْم يحْمل خمسمائة كيلو، عظم عُنق الفخِذ يتَحَمَّل ضَغْطًا مائتان وخمسمائة كيلو، أنت تأكل لحم، وحليب، فَكَيف صار الحليب قاسِيًا ؟ بِفَضْل ظاهرَة التَّرسُّب، فأملاح الكالِسْيوم تكون مُذابَة في الحليب، فإذا وَصَلَت إلى المكان المناسب تترسَّب على شَكل عِظام، وكذا الانْصِهار فلو كانتْ العناصِر تنصَهِر بِدَرَجَة واحِدَة لكان الكون كلّه صلبًا أو مائِعًا أو غازِيًّا ؛ كُلُّ عُنْصر له درجة انْصِهار خاصَّة، هناك خَشَب وهناك ماء وهناك هواء، هناك شيء ليِّن وآخر قاسي وآخر لزِج وذاك صلب فالكَونُ إذاً على وَضْعِهِ الراهِن أكبر مُعْجِزَة على الإطلاق، فَمَن لم يؤْمِن بِهذه المُعجِزة من دون خَرْق فلن يؤْمِن ولو خرقت الأمور، والدليل قوله تعالى:

 

﴿إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَ (158)﴾

 

[سورة الشعراء]

 ولو رأى ميِّتًا اسْتَيْقظ مِن قَبْرِهِ وقال له هناك جنَّة أو نار، لقال: هذه تَخَيُّلات وتخرُّصات ولو رأى كِتابًا نزَلَ مِن السَّماء، إلا إذا آمَنَّا بالآيات الكَوْنِيَّة الدالة على عظَمَة الله عز وجل، فالقَضِيَّة في هذه السورة مِحْوَرِيَّة، وكل قِصَّة وراءَها تَعْقيب، قال تعالى:

 

﴿إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَ (158)﴾

 

[سورة الشعراء]

 سَحَرة فِرْعَون رأَوْا العصا وقد أصْبَحَت ثعبانًا وقد أكلت ما يأفِكون ومع هذا ما آمَنَ فِرْعَون ! متى آمَنَ ؟! حينما أدْرَكَهُ الغَرَق، وكُلّ واحِد لما يأتيهِ ملَكُ المَوت يُؤْمِن لأنَّ أكثر كُفَّار الأرض وهو فرعون قال حينما أدْرَكَهُ الغرَق:

 

﴿ قَالَ آمَنْتُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا الَّذِي آمَنَتْ بِهِ بَنُو إِسْرَائِيلَ وَأَنَا مِنْ الْمُسْلِمِينَ(90)﴾

 

[سورة يونس]

 فالإيمان خِيار وَقْت وليس خِيار قَبول أو رَفْض ؛ فالآن خمسة آلاف مليون نسمة في الأرض ؛ كُلُّهم سوف يؤمِن صاغِرًا عند الموت لَكِنَّ البُطولَة أن تؤمِن قبل الموت، وتنتفِعَ من إيمانِك وأن تؤمن وأنت غَنِيّ وصحيح، وأن تُؤمِن وأنت مُعافى وشاب ؛ مِن أجل أن تنتفِعَ بالإيمان، لذلك الله عز وجل أرانا في هذه السورة أشْياء كثيرة:

 

﴿وَإِذْ نَادَى رَبُّكَ مُوسَى أَنِ ائْتِ الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (10) قَوْمَ فِرْعَوْنَ أَلَا يَتَّقُونَ (11) قَالَ رَبِّ إِنِّي أَخَافُ أَنْ يُكَذِّبُونِ (12) وَيَضِيقُ صَدْرِي وَلَا يَنْطَلِقُ لِسَانِي فَأَرْسِلْ إِلَى هَارُونَ (13) وَلَهُمْ عَلَيَّ ذَنْبٌ فَأَخَافُ أَنْ يَقْتُلُونِ (14) قَالَ كَلَّا فَاذْهَبَا بِآيَاتِنَا إِنَّا مَعَكُمْ مُسْتَمِعُونَ (15) فَأْتِيَا فِرْعَوْنَ فَقُولَا إِنَّا رَسُولُ رَبِّ الْعَالَمِينَ (16) أَنْ أَرْسِلْ مَعَنَا بَنِي إِسْرَائِيلَ (17) قَالَ أَلَمْ نُرَبِّكَ فِينَا وَلِيداً ﴾

 

[سورة الشعراء]

 وليدًا ؛ يصعبُ على الابن أن يُرَبِّي أباه إن كان عاصِيًا ! يقول له: متى أصْبَحْتَ تنْصحُنا، البارِحَة كنت صغيرًا، والآن تتكلَّم قال بعدها الله تعالى:

 

﴿وَلَبِثْتَ فِينَا مِنْ عُمُرِكَ سِنِينَ (18) وَفَعَلْتَ فَعْلَتَكَ الَّتِي فَعَلْتَ وَأَنْتَ مِنَ الْكَافِرِينَ (19) قَالَ فَعَلْتُهَا إِذاً وَأَنَا مِنَ الضَّالِّينَ (20)﴾

 

[سورة الشعراء]

 اسْتِفهام إنكاري، قال تعالى بعدها:

 

﴿فَفَرَرْتُ مِنْكُمْ لَمَّا خِفْتُكُمْ فَوَهَبَ لِي رَبِّي حُكْماً وَجَعَلَنِي مِنَ الْمُرْسَلِينَ (21) وَتِلْكَ نِعْمَةٌ تَمُنُّهَا عَلَيَّ أَنْ عَبَّدْتَ بَنِي إِسْرَائِيلَ(22)﴾

 

[سورة الشعراء]

 جعَلْتَهم عبيدًا لك ؛ وجَعَلْتنا عبيدًا لك وقتَلْتَ أبْناءَها واْسْتَحْيَيْتَ نِساءَنا ؛ أهذه نِعْمَة ؟ حينها قال فرعون:

 

﴿قَالَ فِرْعَوْنُ وَمَا رَبُّ الْعَالَمِينَ (23)﴾

 

[سورة الشعراء]

 لما الإنسان يكشف الحقيقة، نسأل الله العافِيَة، قال تعالى:

 

﴿قَالَ رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا إِنْ كُنْتُمْ مُوقِنِينَ (24) قَالَ لِمَنْ حَوْلَهُ أَلَا تَسْتَمِعُونَ (25)﴾

 

[سورة الشعراء]

 قال هذه الكلمة لِمَن حَوْلَهُ ؛ تعالوا تَسْمعون مِن باب الاسْتِهْزاء، قال تعالى:

﴿قَالَ رَبُّكُمْ وَرَبُّ آبَائِكُمُ الْأَوَّلِينَ (26) قَالَ إِنَّ رَسُولَكُمُ الَّذِي أُرْسِلَ إِلَيْكُمْ لَمَجْنُونٌ (27) ﴾

[سورة الشعراء]

 فالناس اليوم إذا رأَوا المُلْتَزِم يقولون: فلان مَجنون لا يعرف إلا الله الله من البيت إلى المَسْجِد ! قال تعالى:

﴿وَنَزَعَ يَدَهُ فَإِذَا هِيَ بَيْضَاءُ لِلنَّاظِرِينَ (33) قَالَ لِلْمَلَإِ حَوْلَهُ إِنَّ هَذَا لَسَاحِرٌ عَلِيمٌ (34) يُرِيدُ أَنْ يُخْرِجَكُمْ مِنْ أَرْضِكُمْ بِسِحْرِهِ فَمَاذَا تَأْمُرُونَ (35) قَالُوا أَرْجِهْ وَأَخَاهُ وَابْعَثْ فِي الْمَدَائِنِ حَاشِرِينَ (36) يَأْتُوكَ بِكُلِّ سَحَّارٍ عَلِيمٍ (37) فَجُمِعَ السَّحَرَةُ لِمِيقَاتِ يَوْمٍ مَعْلُومٍ (38) وَقِيلَ لِلنَّاسِ هَلْ أَنْتُمْ مُجْتَمِعُونَ (39)﴾

[سورة الشعراء]

تحميل النص

إخفاء الصور