وضع داكن
29-03-2024
Logo
الخطبة : 0288 - العلم6- أدوات المعرفة والعلم - عالم الجراثيم.
   
 
 
 بسـم اللـه الرحمـن الرحيـم  
 

الخطبة الأولى:
 الحمد لله ثمّ الحمد لله ، الحمد لله الذي هدانا لهذا ، وما كنّا لِنَهْتَدِيَ لولا أن هدانا الله ، وما توفيقي ولا اعتصامي ولا توكّلي إلا على الله ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، إقرارًا برُبوبيَّته ، وإرغامًا لمن جحد به وكفر ، وأشهد أنّ سيّدنا محمّدًا صلى الله عليه وسلّم رسول الله ، سيّد الخلق والبشر ما اتَّصَلَت عين بنظر ، أو سمعت أذنٌ بِخَبر ، اللَّهمّ صلّ وسلّم وبارك على سيّدنا محمّد ، وعلى آله وأصحابه ، وعلى ذريّته ومن والاه ومن تبعه إلى يوم الدّين، اللّهمّ علّمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علّمتنا وزدْنا علمًا ، وأرنا الحقّ حقًّا وارزقنا اتّباعه ، وأرنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه ، واجعلنا ممَّن يستمعون القول فيتّبعون أحْسنه ، وأدْخلنا برحمتك في عبادك الصالحين .

الإنسان مفطور على حبّ المعرفة و الاستطلاع :

 أيها الأخوة المؤمنون ؛ لا زلنا في موضوع العلم .
 أيها الأخوة الأكارم ؛ يولد الإنسان غُفْلاً من العلم ، لا يعلم شيئاً ، لكن الله سبحانه وتعالى فطره على حبّ المعرفة والاستطلاع ، هذه الفطرة التي فطر الله الناس عليها تعينهم على معرفة الله ، مفطور على حبّ المعرفة والاستطلاع ، لا يعلم شيئاً ، ولكن يحب أن يعلم ، وفوق هذا وذاك وهب الله سبحانه وتعالى للإنسان أدوات المعرفة ، وهبه السمع ، ليستمع بأذنه إلى العلم ، وهبه البصر ليبصر الآيات الدالة على عظمته ، وهبه التفكير ليستنتج من المحسوسات المغيبات ، من الذي يُشاهده الحقيقة المجردة ، والله سبحانه وتعالى يقول في القرآن الكريم :

﴿وَاللَّهُ أَخْرَجَكُمْ مِنْ بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لَا تَعْلَمُونَ شَيْئاً﴾

[ سورة النحل: 78]

 لا تعلمون شيئاً ، نظريات علم النفس تؤكد أن الإنسان حينما يولد لا يملك من المعرفة شيئاً إلا منعكس المص ، لولا أن هذا المنعكس يملكه الطفل الصغير لمات جوعاً ، إن هذا المنعكس فيه آلية معقدة ، كيف يضع شفتيه على حلمة ثدي أمه ، وكيف يحكم إغلاقها ، وكيف يأخذ الحليب ، لا يملك من المعرفة إلا منعكس المص من أجل أن يحيا .

﴿وَاللَّهُ أَخْرَجَكُمْ مِنْ بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لَا تَعْلَمُونَ شَيْئاً وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ﴾

[ سورة النحل: 78]

 لعلكم إذا عرفتم بالسمع و البصر والفؤاد ، لعلكم إذا استخدمتم هذه الأدوات ، أدوات المعرفة ، وعرفتم ربكم ، واستقمتم على أمره ، وأقبلتم عليه ، و أكرمكم بالسعادة في الدنيا والآخرة ، لعلكم تشكرون ، تشكرون على معرفة الله ، إن السمع والبصر والفؤاد أدوات المعرفة .

 

مسؤولية كل إنسان عن سمعه و بصره و فؤاده :

 يا أيها الأخوة المؤمنون ؛ استطاع الإنسان عن طريق السمع ، والبصر ، و الفؤاد ، وكلمة الفؤاد يا أيها الأخوة إذا جاءت بعد السمع والبصر إنما تعني الفكر ، هذا الجهاز الذي يعد أعقد جهاز في الإنسان ، بل إن بعض العلماء يعده أعقد شيء في الكون ، وهذا الدماغ المعقد هو عاجز عن فهم نفسه ، مئة وأربعون مليار خلية سمراء استنادية لم تُعرَفْ وظيفتها بعد في الدماغ ، أربعة عشر مليار خلية في الدماغ قشرية تقوم بأعقد عمليات التفكير والمحاكمة والتصور والتذكر وما إلى ذلك ، ومع ذلك الدماغ حتى هذه الأيام عاجز عن فهم ذاته ، فإذا جاءت كلمة الفؤاد بعد السمع والبصر فإنما تعني الفكر ، والله سبحانه وتعالى زود الإنسان بالسمع ، والبصر ، والفكر ، ولكن هذه الأدوات ، أدوات المعرفة سوف يُحاسب عنها حساباً عسيراً ، كيف يُحاسب عنها ؟ يحاسب عنها أولاً : ِلمَ لمْ يستخدمها في معرفة الله ؟ استخدمها الإنسان فطار في الهواء ، استخدمها الإنسان فغاص في أعماق المياه ، استخدمها الإنسان ، فنقل الصوت عبر مئات ألوف الكيلومترات ، استخدمها الإنسان فنقل الصورة ، استخدمها الإنسان فاستخرج ما في الأرض من ثروات ، استخدمها الإنسان ففعل بها المعجزات، كأنَّ الله سبحانه وتعالى يقول يوم القيامة لهذا الإنسان الذي استخدم عقله وفكره ، وقطف ثمار هذا العقل والفكر في الدنيا : لمَ لمْ تستخدم هذه الإمكانات من أجل أن تعرفني ؟! يقول الله سبحانه وتعالى :

﴿وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولاً﴾

[ سورة الإسراء : 36]

 مسؤول إن لم تستخدم السمع والبصر والفؤاد ، ومسؤول إن استخدمت السمع والبصر والفؤاد لغير ما أراد الله عزوجل ، هذه العين التي جعلها الله لك نعمة لا تُعد خيراتها ، لِمَ لمْ تستخدمها في النظر في آلاء الله عز وجل ؟ لمَ استخدمتها في تتبع عورات المسلمين ؟ هذه الأذن ِلمَ استمعت بها إلى ما يغضب الله عز وجل ولمْ تستمع بها إلى ما تعرف به الحق من الباطل ؟! هذا اللسان ، هذه اليد ، إن السمع ، والبصر ، والفؤاد ، كل أولئك كان عنه مسؤولاً ، هذه العين لِمَ خالفت بها أمر الله عز وجل ؟! ألا يستحي الإنسان أن يعصي الله بنعم الله ؟ ألا يخجل الإنسان من ربه أن يستخدم هذه الأدوات الخطيرة الفعالة التي أكرمه بها للإيقاع بين المخلوقات ؟! للتفريق بين الناس؟! لكسب المال الحرام ؟! للاحتيال على الناس ؟! إن الإنسان بعقله أو بفكره ، إما أن يرقى إلى أعلى عليين ، و إما أن يهبط إلى أسفل سافلين ، هكذا قال الإمام علي كرم الله وجهه : " رُكِّب الإنسان من عقل وشهوة ، رُكب الملك من عقل بلا شهوة ، ورُكب الحيوان من شهوة بلا عقل ، فإن سما عقله على شهوته أصبح فوق الملائكة، وإن سمت شهوته على عقله أصبح دون الحيوان" .

 

طلب العلم فريضة على كلّ مسلم :

 يا أيها الأخوة الأكارم ، هذه الآية الكريمة :

﴿وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولاً﴾

[ سورة الإسراء : 36]

 قبل أن تهاجم الدين ، أعرفت الدين ؟ قبل أن تهاجم القرآن ، أعرفت ما فيه من إعجاز ؟ أعرفت أن في هذا الكتاب نظاماً مبدعاً لسعادتك في الدنيا والآخرة ؟ قبل أن تردِّدَ كالببغاء ما يقولـه الكفار عن ديننا ، أطَّلعت على هذا الدين ؟ أدرسته ملياً ؟ أوقفت عند آياته؟ أعرفت تشريعاته ؟ قال تعالى :

﴿وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولاً﴾

[ سورة الإسراء : 36]

 الآية الأولى :

﴿وَاللَّهُ أَخْرَجَكُمْ مِنْ بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لَا تَعْلَمُونَ شَيْئاً وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ﴾

[ سورة النحل: 78]

 إذًا ليس العار أن تكون جاهلاً ، هكذا خُلِقنا جميعاً ، ولكن العار كل العار أن نبقى على جهلنا ، مادام القلب ينبض ، مادام في العمر فسحة فلنتعلم ، وطلب العلم فريضة ، وإذا أردت الدنيا فعليك بالعلم ، وإذا أردت الآخرة فعليك بالعلم ، وإذا أردتهما معا فعليك بالعلم .
 أيها الأخوة المؤمنون ؛ بهذه الوسائل يتعلم الإنسان علم الدين ، بهذه الوسائل ، بالسمع والبصر والفؤاد ، يمكن أن تجلس في مجلس علم فتستمع إلى الحق ، ويمكن أن تنظر في ملكوت السموات والأرض ، فتكتشف الحقيقة ، ويمكن أن تقرأ ، وأن تستمع ، وأن تنظر ، وأن تلاحظ ، وأن تفكر ، وأن تتأمل ، هذه وسائل المعرفة ، السمع والبصر والفؤاد ، ولكن هذا العلم ، العلم الديني الذي به سعادتك ، به تعرف أين كنت ، وإلى أين المصير ، به تعرف ماذا ينبغي عليك أن تفعل في الدنيا ، به تعرف الحلال من الحرام ، الحق من الباطل ، الصحيح من الزائف ، اللائق من غير اللائق ، ما ينبغي وما لا ينبغي ، ما يجب وما لا يجب ، ما يجوز وما لا يجوز ، بهذا العلم تعرف ذلك ، هذا العلم لن يأتيك من السماء كالمطر ، لأن الله سبحانه وتعالى يقول :

﴿َاتَّقُوا اللَّهَ وَيُعَلِّمُكُمُ اللَّهُ﴾

[ سورة البقرة: 282]

 الله سبحانه وتعالى علّمكم بالكون ، وعلّمكم بالتفكير ، وعلّمكم بالقرآن ، وعلّمكم بالسنة ، وعلّمكم من خلال الأنبياء ، ومن خلال الدعاة ، ومن خلال الحوادث ، ومن خلال إلهام الملائكة ، وعلمكم أشياء كثيرة ، فلمَ لا تتقون ؟

 

تعلم العلم فريضة لسلامة الإنسان في الدنيا والآخرة :

 يا أيها الأخوة الأكارم ، النبي عليه الصلاة والسلام فيما رواه أبو الدرداء في حديث حسن يقول :

((إنما العلم بالتعلم والفقه بالتفقه ، ومن يرد الله به خيراً يفقهه في الدين ))

[البخاري و الطبراني عن معاوية ]

 يجب أن نقف عند هاتين الكلمتين ، إنَّما ، إنما أداة قصر ، أي العلم له باب وحيد ، إنما هو التعلم ، العلم لا يأتيك من دون سبب ، لا يأتيك وحياً ولا إلهاماً ، ولا شيئاً بلا ثمن ، إنما العلم بالتعلم ، هذا قول النبي عليه الصلاة والسلام ، والفقه بالتفقه ، ومن يرد الله به خيراً يفقهه في الدين ، حيثما وردت كلمة الفقه في الحديث الشريف فإنما تعني معرفة لب الدين، معرفة جوهر الدين ، معرفة جوهر التشريع ، معرفة سِرِّ التشريع ، معرفة أصل الدين ، من يرد الله به خيراً يفقهه في الدين ، يا أيها الناس تعلموا ، إنما العلم بالتعلم ، وإنما الفقه بالتفقه ، ومن يرد الله به خيراً يفقهه في الدين .
 أيها الأخوة المؤمنون ؛ لا يجوز للمسلم كائناً من كان ، لأي سبب ، وفي أي ظرف ، وفي أي بيئة ، لا يجوز للمسلم أن يعيش مقطوع الصلة بالعلم ، فمن لم يكن عالماً فليكن متعلماً ، الناس رجلان عالم ومتعلم ، ولا خير فيما سوى ذلك ، لا يجوز للمسلم أن يعيش مقطوع الصلة بالعلم ، فمن لم يكن عالماً فليكن متعلماً ، ومن لم يكن متعلماً فليكن مستمعاً ، ومن لم يكن مستمعاً فليكن محباً ، وهذا أضعف الإيمان ، عن أبي بكرة رضي الله عنه ، قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول :

(( اغد عالماً أو متعلماً أو مستمعاً أو محباً ولا تكن الخامسة فتهلك ))

[الطبراني عن أبي بكرة]

 إذا بغضت العلم وأهل العلم فأنت من الهالكين ، كيف ؟ أي إذا كنت تقود مركبة وهي منطلقة بسرعة عالية ، و أطفأت المصابيح فجأة ، والوقت ليلاً ، والطريق منعرجة ، فاحتمال الحادث مئة بالمئة ، هكذا العلم ، العلم نور ، فإذا أعرضت عن العلم ، وعن أهل العلم فقد أطفأت مصابيحك ، وإذا أطفأت مصابيحك ، وفي نفسك قوة متجهة نحو الشهوات ، لابد من أن تأخذ ما لك وما ليس لك ، لابد من أن تقع على أعراض الناس ، لابد من أن تبني مجدك على أنقاضهم ، لابد من أن تبني غناك على فقرهم ، أي الهلاك محقق للجاهل ، لو أن الجاهل ليس فيه شهوات لما ضره جهله ، ولكن الجهل مع وجود الشهوة ، تلك القوة التي تدفع الإنسان نحو الأمام ، لابد من ِمْقود مع هذا المحرك القوي ، الإنسان شأنه شأن مركبة ، فيه محرك ، أي الشهوات ، وفيه مقود ، أي العلم والعقل ، فإن لم يكن المقود حساساً وفعالاً ، قاده هذا المحرك إلى الهلاك ، هذه حقيقة ، والشهوة كما كنت أقول سابقاً إنها كالوقود السائل ، إذا وضعت في مستودعاتها بإحكام ، وسارت في الأنابيب المحكمة ، وانفجرت في المكان المناسب ، في مكبس المحرك ، وفي الوقت المناسب ، وبالأسلوب الصحيح ، ولَّدت قوة محركة نحو الأمام ، فإذا خرجت من مستودعاتها ، وسالت فوق المحرك ، وجاءتها شرارة ، أحرقت المركبة وصاحبها ، الشهوة إما أنها قوة محركة دافعة إلى الله عز وجل ، بالشهوة ترقى إلى الله ، وإما أنها قوة مدمرة، لذلك لا ينبغي للمسلم أن يكون بعيد الصلة بالعلم ، النبي عليه الصلاة والسلام حثَّ المسلم على التعلم أعظم الحث ، جعله فريضة ، ما معنى فريضة ؟ أقول لكم : تنفس الهواء فريضة ، أي تتوقف الحياة على هذه المادة ، تناول الطعام فريضة لسلامة بقائك ، وتعلم العلم فريضة لسلامتك في الدنيا والآخرة ، لذلك جُعل طلب العلم فريضة على كل مسلم ، حديث بلغ درجة التواتر ، خرجه علماء الأحاديث من خمسين طريقاً :

((طَلَبُ الْعِلْمِ فَرِيضَةٌ عَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ ))

[ابن ماجة عن أنس بن مالك ]

 أي على كل مسلم ذكراً كان أو أنثى ، أي ما ينبغي أن يعرف بالضرورة ، هناك معلومات وحقائق لابد من أن يعرفها كل مسلم ، ليس في هذا اختصاص ، ليس في الحياة أنا مهندس لا علاقة لي بهذا العلم ، أنا طبيب لا علاقة لي بهذا العلم ، أنا رجل رياضي لا علاقة لي بهذا العلم ، هذا كلام مضحك ، طلب العلم الديني فرض على كل إنسان كائناً من كان ، مثلاً إذا وضعت الطعام أمام الطبيب ، يقول لك : أنا طبيب لا شأن لي بهذا الطعام ؟ لابد من أن يأكل الطعام ، لأن الطعام قاسم مشترك بين جميع البشر ، وكذلك معرفة الله قاسم مشترك .

 

على كل إنسان أن تكون عقيدته يقينية صحيحة بعيدة عن الشرك و الخرافات :

 أيها الأخوة المؤمنون ؛ ما هو الحد الأدنى ، الأدنى ، الذي يجب على كل مسلم أن يتعلمه ؟ ذكراً كان أو أنثى ، حراً كان أو عبداً ، غنياً كان أو فقيراً ، مثقفاً كان أو غير مثقف ، قوياً كان أو ضعيفاً ، صحيحاً كان أو مريضاً ، مقيماً كان أو مسافراً ، ما هو الحد الأدنى الذي لابد منه وإلا يهلك صاحبه ؟ وإلا يؤدي به الجهل إلى مهلك الدنيا والآخرة ؟ أجمع العلماء على أنه لابد من أن يعرف الرجل عقيدته ، العقيدة ، الكليات ، كليات الدين ، لماذا أنت في الدنيا ؟ أين كنت ؟ إلى أين المصير ؟ من ربك ؟ من نبيك ؟ ما كتابك ؟ ما منهجك ؟ لماذا خُلِقت في الدنيا ؟ ماذا ينبغي أن تفعله في الدنيا ؟ ماذا ينبغي ألا تفعله ؟ أن يعرف عقيدته معرفة يقينية ، إن لم تكن هذه المعرفة يقينية ، فلن تنطلق منها إلى سلوك ، تبقى في حيز الفكر، ما معنى يقين ؟ أنت حينما تتيقن أن هذا الغاز يُحدث في البيت انفجاراً ، إذا دخلت إلى البيت وشعرت برائحة الغاز ، تقف وقفة مستعدة تمنع إضاءة المصابيح ، وتمنع إشعال عود الثقاب ، لأنه يغلب على ظنك ، ولأنك متيقن أن هذا الغاز ربما أحدث انفجاراً ، إذا لم تكن عقيدتك في المستوى اليقيني - يقين قطعي - هذه العقيدة إن لم تكن كذلك لن تنطلق منها إلى سلوك ، تبقى في مجال القيل والقال ، و الأخذ والرد ، إذًا العقيدة لا يمكن أن تكون تقليدًا ، لابد من أن تكون يقينية صحيحة ، بعيدة عن الشركيات والخرافات ، بعيدة عن الشركيات وعن الخرافات .
 شيء آخر ؛ لابد من علم يصحح عبادتك لربك ، لابد من أن تصلي الصلاة التي أمر بها الله عز وجل ، ووصفها النبي عليه الصلاة والسلام ، لابد من أن تصحح بعلمك صلاتك ، وصيامك ، وحجك ، و زكاتك ، لابد من أن تُؤَدَّى هذه العبادات على الوجه الصحيح، وعلى الطريقة التي أرادها الله عز وجل ، لو تعلمت ظاهر الصلاة ، ووقفت ، وكبرت، وقرأت ، وركعت ، وسجدت ، وقعدت ، وسلمت ، ولم تتصل بالله ، ليست هذه الصلاة التي أمر الله بها ، هذه الصلاة لا ترقى بك ، قم فصلّ إنك لم تصلِّ ، إذًا لابد من أن تعرف كيف تنعقد الصلة بالله عز وجل ، لابد من أن تعرف كيف أن الاستقامة قبل الصلاة تعينك على الصلاة في أثناء الصلاة ، لابد من أن تعرف أن كل معصية حجاب عن الله عز وجل ، لذلك أساس الدين الاستقامة ، تحرير الدخل من الشُّبهات ، ضبط الحواس عن الشهوات ، هذا هو الدين ، فإذا أطلقت لعينيك العنان ، و أطلقت للسانك العنان ، واستمعت إلى كل ما يرضيك، وذهبت لتصلي ، إنك تصلي ، ولكن لن تستطيع أن تصلي ، تقف ، وتكبر ، وتقرأ ، وتركع ، وتسجد ، وتقعد ، وتسلم ، ولكن هذه الصلة لا تنعقد ، هذه الثمرة لا تقطفها ، هذه السعادة لا تحس بها ، هذا السرور لا تشعر به ، هذه الرحمة لن تلمسها ، فيجب أن تعرف شروط الصلاة الظاهرية ، وسرّ الصلاة ، في إحياء علوم الدين ، في كل عبادة من العبادات أفرد الإمام الغزالي باباً مستقلاً : سرّ الصلاة ، سرّ أحكام الصلاة ، سرّ الصيام ، سرّ الحج ، سرّ الزكاة ، إذًا لابد من أن تكون لك عقيدة صحيحة ، متينة ، قطعية ، يقينية ، بعيدة عن الشرك ، وعن الخرافات ، ولابد من علم تصحح به صلاتك ظاهراً وباطناً ، وصومك ظاهراً وباطناً ، وحجك ظاهراً وباطناً ، ولابد من علم تزكي به نفسك ، تطهر به قلبك ، لابد من أن تعرف الفضائل المنجيات ، والرذائل المهلكات ، لابد من أن تعرف فضيلة الصدق ، وفضيلة الأمانة ، الصدق ينجي ، والأمانة تنجي ، لابد من أن تضبط اللسان ، لابد من أن تأخذ بالمنجيات ، وتبتعد عن المهلكات ، آفات اللسان ، آفات البطن ، آفات الفرج ، هذه كلها آفات مهلكات ، وهذه الفضائل كلها منجيات ، وهذا هو الحد الأدنى الذي يجب أن يعرفه كل مسلم .

 

ضبط الإنسان سلوكه في علاقته بنفسه و بغيره :

 يا أيها الأخوة المؤمنون ؛ بقي لابد من أن يضبط الإنسان سلوكه في علاقته بنفسه ، علاقته بأسرته ، علاقته بعمله ، علاقته بجيرانه ، علاقته بزملائه ، علاقته بمن هم فوقه ، بمن هم دونه ، علاقته بالناس جميعاً ، أقوياء وضعفاء ، مسلمين وغير مسلمين ، هذا ينطوي تحت باب المعاملات ، بابٌ في الفقه كبير جداً ، باب المعاملات ، في الإسلام عقائد ، وفي الإسلام عبادات ، وفي الإسلام معاملات ، وفي الإسلام أخلاقيات ، هذه أربعة أبواب كبرى في الدين ، لابد من أن تضع يدك عليها ، مهندساً كنت أو طبيباً ، تاجراً أو صانعاً ، عاملاً ، مثقفاً غير مثقف ، فقيراً غنياً ، قوياً ضعيفاً ، صحيحاً عليلاً ، هذا هو الحد الأدنى .
 أيها الأخوة الأكارم ، المسلم يجب أن يعرف الحلال والحرام ، وإلا وقع في الحرام، يجب أن يعرف الحق والباطل ، وإلا وقع في الباطل ، يجب أن يعرف الواجب وغير الواجب ، وإلا وقع في تقصيره في أداء الواجب ، يجب أن يعرف اللائق وغير اللائق ، وإلا فعل غير اللائق .
 أيها الأخوة المؤمنون ؛ هذا القدر من العلم ، هو قدر إلزامي ، كيف في التعليم العام هناك مرحلة إلزامية ، فكل أب لا يأخذ ابنه إلى المدرسة في هذه المرحلة يُعاقب بالسَّجْن، وهذا القدر من المعلومات ومن الحقائق هو القدر الإلزامي ، وهو فرض عين على كل مسلم ، شاء أم أبى .

 

واجب الآباء أن يعلموا أولادهم :

 أيها الأخوة المؤمنون ؛ الآن واجب الآباء أن يعلموا أولادهم ، بل إن العلماء يقولون وفي مقدمتهم ابن حزم : " إن الأب الغني يجب عليه أن يفرِّغ ابنه لتعلم العلم ، ولو كان ابنه قادراً على كسب رزقه " ، الأب الغني يجب أن يفرِّغ ابنه لتعلم هذا العلم الإلزامي ، ولو كان الابن شاباً ، صحيحاً ، قوياً ، قادراً على أن يكسب رزقه بنفسه ، والدليل :

((مُرُوا أَبْنَاءَكُمْ بِالصَّلَاةِ لِسَبْعِ سِنِينَ وَاضْرِبُوهُمْ عَلَيْهَا لِعَشْرِ سِنِينَ))

[ أحمد و البيهقي و الدار قطني عن عمرو بن شعيب]

 أداء الصلاة غير ممكن إلا بتعلمها ، تعلم فرائضها ، وسننها ، وواجباتها ، ومستحباتها ، وما قبلها ، وما بعدها ، إذًا وما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب ، هذه قاعدة أصولية ، ما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب ، الأب مسؤول عن ابنه حتى يبلغ سنّ الرشد ، وبعد البلوغ يصبح هذا الشاب مسؤولاً عن نفسه ، لابد من مسؤولية ، إما أن يتحملها الأب قبل سنّ البلوغ ، وإما أن يتحملها الشاب نفسه بعد سنّ البلوغ ، يقول العلماء : هذا كله ، هذا الحد الأدنى في العقيدة ، وفي العبادة ، وفي المعاملة ، وفي الأخلاق ، يقول ابن حزم : " هذا كله لا يسع جهلَه أحدٌ من الناس" ذكورهم و إناثهم ، أحرارهم وعبيدهم وإماؤهم ، ويجبر الإمام أولياء الأمور على تعليم من هم تحت رعايتهم ، إما بأنفسهم ، أو بإباحة أن يلقوا من يعلموهم هذا العلم ، بل إن الإسلام فرض الرحلة في طلب العلم ، إذا كنت في قرية ، في مكان ليس فيه مجلس علم ، ليس فيه علماء ، لابد من أن ترحل في طلب العلم ، إذا كنت خارج دمشق في قرية بعيدة ، ليس فيها علماء ، يعلمونك العلم الصحيح ، لابد من أن ترحل إلى مكان تتعلم فيه العلم ، والدليل قوله عليه الصلاة والسلام :

((اطلبوا العلم ولو بالصين ))

[البيهقي فى شعب الإيمان ، وابن عبد البر عن أنس]

 ولو كان بالصين ، وهي في أقصى الدنيا .

 

على أصحاب الحرف أن يتعلموا الأحكام الفقهية المتعلقة بحرفتهم :

 أيها الأخوة الأكارم ؛ شيء آخر لابد من أن أختم به الخطبة ، التاجر لأنه تاجر يُضافُ إلى ما يجب أن يتعلمه بالضرورة أحكام البيوع ، الطبيب يجب أن يتعلم ما يتعلق بالطب من الدين ، أحكام الإجهاض مثلاً ، أحكام الجُعَالة ، لأن أجره جعالة ، المحامي ، الذي يبني البناء ، أيُّ إنسانٍ له حرفة ، فالقسم الذي يتعلق بها ، يجب أن يتعلمه كفرض عين ، لا كفرض كفاية ، وإلا وقع في الحرام ، من دخل السوق قبل أن يتفقه ، أكل الربا شاء أم أبى ، من دخل السوق بغير فقه ، أكل الربا شاء أم أبى ، فأصحاب الحرف لابد من أن يتعلموا الأحكام الفقهية المتعلقة بحرفتهم ، وإلا وقعوا في الحرام .
أيها الأخوة المؤمنون ؛ يكفي أن الله سبحانه وتعالى يقول :

﴿فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ﴾

[ سورة الأنبياء: 43]

 أهل الذكر هم أهل العلم ، فكلما التبست عليك الأمور ، وكلما أصبح الأمر ضبابياً ، اسأل عنه ، قال تعالى :

﴿فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ﴾

[ سورة الأنبياء: 43]

 عباد الله ، حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا ، وزنوا أعمالكم قبل أن توزن عليكم، واعلموا أن ملك الموت قد تخطانا إلى غيرنا ، وسيتخطى غيرنا إلينا ، فلنتخذ حذرنا ، الكيس من دان نفسه ، وعمل لما بعد الموت ، والعاجز من أتبع نفسه هواها ، وتمنى على الله الأماني، والحمد لله رب العالمين .

* * *

الخطبة الثانية :
 أشهد أن لا إله إلا الله ولي الصالحين ، وأشهد أن سيدنا محمداً عبده ورسوله ، صاحب الخلق العظيم ، اللهم صلِّ وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .

عالم الجراثيم :

 أيها الأخوة المؤمنون ؛ عالم الجراثيم عالم اكتشف حديثاً ، حديثاً جدا ، بل إن كلمة الجرثوم تعني في اللغة أصل الشيء ، وسُمّيَ هذا الكائن الدقيق الدقيق الذي لا يُرى بالعين، ولا يُدرك بالحواس جرثوماً ، لأنه أصل المرض ، وفي القرآن الكريم إشارة لطيفة جداً إلى هذا الموضوع ، حينما قال الله عز وجل :

﴿فَلَا أُقْسِمُ بِمَا تُبْصِرُونَ * وَمَا لَا تُبْصِرُونَ﴾

[ سورة الحاقة: 38-39]

 هذا الذي لا تبصرونه ، اسمه غيب نسبي ، الغيب المطلق هو الشيء الذي لا يوجد ، أما الغيب النسبي فيوجد ، ولكن حواسنا عاجزة عن مشاهدته ، وعن إدراكه ، وعن الإحساس به ، إنها موجودة ، وهناك سؤال خطير : هذه الكائنات الدقيقة هي داخلة في كل حياتنا ، في طعامنا وشرابنا ، في تنفسنا ، في احتكاكنا ببعضنا ، في حركاتنا وسكناتنا ، ألا ينبغي أن يكون في التشريع الذي هو من عند الله عز وجل شيء يتعلق بهذه الكائنات ؟ النبي عليه الصلاة والسلام مثلاً قال :

((من أكل الطين فقد أعان على قتل نفسه))

[ مسند ابن راهويه عن أبي هريرة]

 أي من أكل فاكهة دون أن يغسلها لعل فيها الجراثيم ، فقد أعان على قتل نفسه ، قال :

((إِذَا سَمِعْتُمْ بِالطَّاعُونِ بِأَرْضٍ فَلَا تَدْخُلُوهَا))

[ رواه البخاري عن أسامة بن زيد]

 هذه إشارة إلى العدوى ، هناك أحاديث كثيرة في خطب قادمة إن شاء الله تعالى نقف عند تفصيلاتها ، لأن فيها ما يؤكد أن هذا النبي العظيم لا ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يُوحى ، أي قبل أن نخوض في التفاصيل ، عالم من علماء الجراثيم ، قيل له : إذا كنت في مدينة ، وكان فيها الطاعون ، بماذا تأمر ؟ أجاب إجابة تنطبق على حديث نبوي شريف وهو لا يدري ، لأن هذا الذي قاله النبي هو من عند الخالق ، هو تعليمات الصانع ، على كل يكفينا من هذا الموضوع الطويل أن نقف عند هذا الجهاز الذي أودعه الله فينا ، وهو جهاز المناعة ، والذي هو الآن شغل الناس الشاغل ، العالم الغربي ، وفي أمريكا ، وإفريقيا ، وآسيا ، مرض الإيدز ما هو إلا نقص في جهاز المناعة ، أو تعطيل لجهاز المناعة ، ما جهاز المناعة؟ إنه مراكز في الجسد ، هذه الكريات البيضاء التي ترافق الكريات الحمراء ، بعضها للاستطلاع ، إذا دخل لهذا الجسم جرثوم ، تذهب وتستطلع ، وتعرف ما طبيعته ، ما بنيته ، ما المواد التي تقضي عليه ، ما المواد التي تنشطه ، هذا القسم من الكريات البيضاء ، قسم استطلاعي ، يعود إلى مراكزه ليعطي المعلومات الصحيحة ، في مراكز جهاز المناعة عقد لمفاوية ، في هذه المراكز تُصنع المصول ، وأنت لا تدري ، وأنت نائم ، تأتي المعلومات الدقيقة من خلال هذه الكريات الاستطلاعية ، و تعطي هذه المعلومات إلى المراكز اللمفاوية ، في هذه المراكز تُدرس هذه المعلومات ، وتُصنع المصول اللازمة للقضاء على هذا الجرثوم ، إذًا هناك كريات بيضاء تصنع المصول ، وهناك كريات بيضاء تتلقى المعلومات ، وهناك كريات بيضاء تحارب بهذا السلاح ، عندئذ تنطلق الكريات الثالثة وتحمل هذا المصل لتقضي على هذا الجرثوم وأنت لا تدري :

﴿لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ﴾

[ سورة التين: 4]

 صُنْعَ الله الذي أتقن كل شيء ، لابد من أن نقف في خطب قادمة عند بعض الأحاديث الشريفة التي قالها النبي عليه الصلاة والسلام ، موجهاً فيها النظر من دون أن يدخل في التفصيلات التي ربما لا تفهم في حينه ، موجهاً النظر إلى هذه الكائنات الصغيرة التي لا تُرى بالعين ، النبي عليه الصلاة والسلام مثلاً نهى عن أن يتنفس الإنسان في الإناء إذا شرب ، فقال عليه الصلاة والسلام :

((فَأَبِنْ الْقَدَحَ إِذَنْ عَنْ فِيكَ))

[ رواه الترمذي عن أبي سعيد الخدري]

 أبعده ، النبي عليه الصلاة والسلام نهى أن يستعمل الإنسان إناء فيه ثلْم ، أو فيه شق ، هذا الشق قد يكون مليئاً بالجراثيم ، نهى عن أن يأكل الإنسان تفاحة من دون أن يغسلها ، فقد أعان على قتل نفسه ، هناك أحاديث فيها إشارات لطيفة ، بسيطة ، تعلمنا طريقة الوقاية من هذه الجراثيم ، ومن أثرها المدمر .
أيها الأخوة المؤمنون ؛ إني داع فأمنوا .

الدعاء :

 اللهم اهدنا فيمن هديت ، وعافنا فيمن عافيت ، وتولَنا فيمن تولَيت ، وبارك اللهم لنا فيما أعطيت ، وقنا واصرف عنا شر ما قضيت ، فإنك تقضي ولا يقضى عليك ، اللهم أعطنا ولا تحرمنا ، أكرمنا ولا تهنا ، آثرنا ولا تؤثر علينا ، أرضنا وارض عنا ، اللهم اقسم لنا من خشيتك ما تحول به بيننا وبين معصيتك ، ومن طاعتك ما تبلغنا بها جنتك ، ومن اليقين ما تهون به علينا مصائب الدنيا ، ومتعنا اللهم بأسماعنا ، وأبصارنا ، وقوتنا ما أحييتنا ، واجعله الوارث منا ، واجعل ثأرنا على من ظلمنا ، وانصرنا على من عادانا ، ولا تجعل الدنيا أكبر همنا، ولا مبلغ علمنا ، ولا تسلط علينا من لا يخافك ولا يرحمنا ، مولانا رب العالمين ، اللهم اكفنا بحلالك عن حرامك ، وبطاعتك عن معصيتك ، وبفضلك عمن سواك ، اللهم استر عوراتنا، وآمن روعاتنا ، وآمنا في أوطاننا ، واجعل هذا البلد آمناً سخياً رخياً وسائر بلاد المسلمين ، اللهم اسقنا الغيث ولا تجعلنا من القانطين ، ولا تهلكنا بالسنين ، ولا تعاملنا بفعل المسيئين يا رب العالمين ، اللهم بفضلك ورحمتك أعلِ كلمة الحق والدين ، وانصر الإسلام وأعز المسلمين ، وخذ بيد ولاتهم إلى ما تحب وترضى ، إنك على ما تشاء قدير ، وبالإجابة جدير .

 

الاستماع للدرس

00:00/00:00

تحميل النص

إخفاء الصور