وضع داكن
25-04-2024
Logo
الدرس : 10 - سورة النجم - تفسير الآيات 42-46 ، كلمة الحق
   
 
 
 بسـم اللـه الرحمـن الرحيـم  
 

 الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين:
أيها الإخوة الكرام
الآية التي شرحت البارحة:

﴿ وَأَنَّ إِلَى رَبِّكَ الْمُنْتَهَى (42) وَأَنَّهُ هُوَ أَضْحَكَ وَأَبْكَى (43) وَأَنَّهُ هُوَ أَمَاتَ وَأَحْيَا (44)﴾

 يعني الحياة تنتهي، أو لا تنتهي، بأمر الله، فإذا كنت في عداد الأحياء، تضحك، أو تبكي، يعني، الحياة والموت، والسعادة والشقاء، بيد الله عز وجل، الحياة والموت، والسعادة والشقاء، بيد الله عز وجل، وما من إنسان بيده أمر الرزق، وأمر الأجل إطلاقاً لأن الله سبحانه وتعالى، قطع أمر الحياة، وأمر الرزق، من العباد وجعله بيده وحده،

 

﴿ إليه يرجع الأمر كله فاعبده وتوكل عليه ﴾

 

( سورة هود: 123 )

 لذلك قيل، إن كلمة الحق، لا تقطع رزقاً، ولا تقرب أجلاً أجلك ورزقك بيد الله، ولا سلطاناً لكائن من كان، على أجلك، وعلى رزقك، أما الناس قد يخافون، يخافون على أرزاقهم فينافقون، أو يخافون على آجالهم، فيذلون.
لكن المؤمن، كما قال عليه الصلاة والسلام: عزيز النفس، لا ينبغي للمؤمن أن يذل نفسه، وقد ورد أيضاً، ابتغوا الحوائج بعزة الأنفس فإن الأمور تجري بالمقادير وشرف المؤمن قيامه بالليل وعزه استغنائه عن الناس.

 

اجعل لربك كل  عزك يستقر ويثبت
فإذا اعتززت بمن  يموت فإن عزك ميت.

 النقطة الدقيقة، أن جرأتك، وأن كرامتك، وأن عزتك، وأن مواقفك المشرفة، سببها إيمانك، أن أجلك ورزقك بيد الله وحده، لو أن الله جل جلاله، جعل رزقنا بيد بعضنا بعضاً، أو جعل آجالنا منوطةً بيد إنسان، لكنا مجبرين على طاعته.
يقول الله عز وجل

 

 

﴿ إليه يرجع الأمر كله فاعبده وتوكل عليه﴾

 ما أمرك أن تعبده إلا بعد أن طمأنك، أن أمرك كله بيد الله،

 

 

﴿ وأنه خلق الزوجين الذكر، والأنثى من نطفة إذا تمنى﴾

 

( سورة النجم: 45 ـ 46 )

 هذه النطفة حوين، له رأس مدبب، وله عنق، وله ذيل، هذا الرأس المدبب، عليه مادةٌ نبيلة مغلفةٌ بغلافٍ رقيق، لو أن هذا الغلاف تمزق هذه المادة النبيلة، بإمكانها أن تذيب غشاء البويضة، فينطلق من الزوج، في اللقاء الزوجي، خمس مائة مليون حوين، خمس مائة مليون حوين، والبويضة تحتاج إلى حوين واحد تستقبل الأقوى والأسبق، فإذا ارتطم بها، تمزق الغشاء، والمادة النبيلة أذابت جدار البيضة، ودخل هذا الحوين إلى البيضة،

 

﴿ إنا خلقنا الإنسان من نطفة أمشاج نبتليه فجعلناه سميعا بصيرا ﴾

 

( سورة الإنسان: 2 )

 الآن شغل الناس الشاغل، الهندسة الوراثية، أن هذا الحوين عليه، بعضهم قال مليون معلومة، أنا سمعت بأذني، من إذاعةٍ محترمةٍ جداً تنقل رأي عالمٍ، أن هناك خمسة آلاف مليون معلومة بعضهم قال مليون، بعضهم ألف مليون، على كلٍ عرفوا حتى الآن مائة معلومة وارثية ، هذه الهندسة الوراثية، إنا خلقنا الإنسان من نطفة أمشاج نبتليه فجعلناه سميعا بصيرا، كل خلايا الأنسان فيها ست وأربعين مورث، إلا الحوين المنوي ثلاث وعشرين، والبويضة ثلاث وعشرين.
 فلما تحدثوا عن الاستنساخ، جاءوا ببويضة، ونزعوا منها نواتها، وجاءوا بخلية من الثدي، ووضعوها في البويضة، وبعد مائتين وثمانية وثمانين حالة فاشلة، نجحت حالة واحدة بخمسة أرجل وطبلوا، وزمروا، وملئوا الدنيا صياحاً، وضجيجاً، وتحدثوا عن الاستنساخ، مع أن الله جل جلالة يقول:

 

﴿ لقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويم ﴾

 

( سورة التين: 4 )

 يعني النموذج والأسلوب، الذي جعله الله للتكاثر هو أمثل شئ نطفةٌ وبويضة، المورثات في النطفة والمورثات في البويضة تتفاعل ويأخذ الجنين صفة الأقوى، دائماً الأقوى، فكل أخطاء البويضة الوراثية، يتلافها الحوين المنوي، وكل أخطاء الحوين الوراثية، تتلافها البويضة، لذلك يأتي الطفل قوي.
أما هذا الاستنساخ، الذي يتحدثون عنه، هذه المرأة لا تلد ابنها تلد شقيق زوجها، إن نجحت التجربة، على حد زعمهم، إن نجحت لأن المورثات، من خلية ثدية ست وأربعين، كل المورثات من الرجل أما ربنا عز وجل يقول

﴿: إنا خلقنا الإنسان من نطفة أمشاج نبتليه فجعلناه سميعا بصيرا ﴾

مورثات الحوين، مع مورثات البويضة تتفاعل وينتج من تفاعلهما، الجنين الأقوى

﴿ وَأَنَّهُ خَلَقَ الزَّوْجَيْنِ الذَّكَرَ وَالْأُنْثَى (45) مِنْ نُطْفَةٍ إِذَا تُمْنَى (46)﴾

يعني في بالمورثات إكس وواي، الإكس ذكر، والواي أنثى، أو العكس، فالذي يحدد نوع الجنين هو الحوين المنوي لا البويضة، فأي إنسان يغضب من زوجته، إن أنجبت له بنتاً يكون أحمقاً، وجاهلاً، وغافلاً، لا علاقة لها إطلاقاً بنوع الجنين.

مالي لأبى الحمزة لا  يأتينا غضبان ألا نلد البنيـــن
تاالله ما هذا بأيدينــــا  وإنما نعطي الذي أعطينـا

 هذه أمرأةٌ بالجاهلية عاتبت زوجها لأنها أنجبت بنتاً فتحول عنها إلى غيرها، قالت

 

مالي لأبى الحمزة لا  يأتينا غضبان ألا نلد البنيـــن
تاالله ما هذا بأيدينــــا  وإنما نعطي الذي أعطينـا

 هذه الآية الكريمة

 

 

﴿وَأَنَّهُ خَلَقَ الزَّوْجَيْنِ الذَّكَرَ وَالْأُنْثَى (45) مِنْ نُطْفَةٍ إِذَا تُمْنَى (46)﴾

 بعدين الذكر والأنثى، يعني حينما كنا في الجامعة، درسنا كتاباً لأكبر عالم نفس طفولة، اسمه بياجر، عالم فسرنسي، كتابه مترجم إلى معظم لغات العالم، فهذا الكتاب، من دفته، إلى دفته يشرح آيةً واحدة ،

 

 

﴿ وَلَيْسَ الذَّكَرُ كَالْأُنْثَى﴾

 

( سورة آل عمران: 36 )

 الذكر له خصائص نفسية اجتماعية، جسمية، عقلية، جنسية، والأنثى لها خصائص نفسية اجتماعية، عقلية، جسمية، جنسية، أنظر إلى البنت الصغيرة، تأتي بوسادة وتربط على طرفها، وأنظر إلى الطفل الصغير يأتي بقضيب ويركبه، من علمهما ؟ وهو طفلٌ صغير مبرمج على أنه رجل، وهي بنتٌ صغيرة مبرمجة، على أنها أنثى أم، والدة.
 فلذلك بعضهم يقول: أخي عرفنا نحن، عن طريق العلوم الحديثة، نوع الجنين، ذكر، أو أنثى، وربنا عز وجل قال: إن الله عنده علم الساعة وينزل الغيث ويعلم ما، ما قال يعلم من في الأرحام ذكر أم أنثى، قال: يعلم ما، ما تغطي خمسة آلاف مليون حالة يعني أدق التفاصيل، أدق الطباع، أدق الأجهزة، كل إنسان له قزحية خاصة به، وله بصمة خاصة به، وله رائحة جلدٍ خاصة به ، وله بلازمة دم خاصة به، وله زمرة نسيجية خاصة به، وله قزحية خاصة به، فلإنسان نسيج وحده، من صممه هكذا ؟

 

﴿ وأنه خلق الزوجين الذكر والأنثى من نطفة إذا تمنى ﴾

إخوانا الكرام:
من الجهل الفاضح، ومن ضيق الأفق، أن تتصور أنك أعظم عند الله من الأنثى، أبداً، الأنثى مساوية للرجل تماماً، في أشياء ثلاثة.
 في التكليف، مكلفةٌ كما هو مكلف، مكلفةٌ بالإسلام كما هو مكلف مكلفةٌ بالإيمان كما هو مكلف، وبإمكان الأنثى أن ترقى عند الله، وأن تؤمن، وأن يزداد إيمانها، وأن تبلغ أعلى درجات القرب من الله عز وجل، بعملها، وإخلاصها.
والأنثى مساويةٌ للرجل في التشريف، مشرفةٌ كما هو رجل مشرف أبداً، ليست أقل درجةً إطلاقاً.
مساويةٌ في المسؤولية، كلكم راع وكل راعٍ مسؤول عن رعيته المرأة في بيت زوجها راعيةٌ، وهي مسؤولةٌ عن رعيتها.
 مساويةٌ لك في التكليف، مساويةٌ لك في التشريف، مساويةٌ لك في المسؤولية، لكن لها خصائصها، ولك خصائصك، خصائصها كمالٌ لها وخصائصك كمالٌ لك، فما زاد من عاطفتها، ونقص من عقلها كمالٌ فيها، وما زاد من عقلك ونقص من عاطفتك كمالٌ فيك.
لذلك، المرأة والرجل يتكاملان، ولا يتناقضان، لماذا جعل الله المرأة سكناً للزوج ؟ لأن الرجل يكمل في زوجته نقصه، ولماذا جعل الله الرجل سكناً لزوجته؟ لأن المرأة تكمل في زوجها نقصها

 

 

﴿ وأنه خلق الزوجين الذكر والأنثى من نطفة إذا تمنى ﴾

 أنت ممتحن كرجل، أنت أيتها الأخت المؤمنة، ممتحنةٌ كأنثى فالمرأة إذا صلت خمسها، وصامت شهرها، وحفظت نفسها، وأطاعت ربها، وأطاعت زوجها، دخلت جنة ربها، هي لها خصائص، وأنت لك خصائص، وقد تكون المرأة أقرب إلى الله عز وجل، من أكبر المؤمنين، لأنه هي إنسان مكلفةٌ، كما هو مكلف.
فهذه النظرة الصحيحة للمرأة، هي التي تجعل الحياة مقبولةً وسعيدة
وأن عليه النشأة الأخرى وأنه هو أغنى وأقنى، أعطى ومنع

 

 

﴿إن الله هو الرزاق ذو القوة المتين إن الله هو الرزاق ذو القوة المتين﴾

 

( سورة الذاريات: 58 )

 إذا أعطى أدهش، وإذا منع أدهش، والله سبحانه وتعالى يرزق من يشاء بغير حساب، أما إذا منع، منعه عين العطاء قد يكون المنع عين العطاء، وقد يكون العطاء عين المنع، فمن فهم على عز وجل حكمته رضي بقضائه وقدره، والرضى بمكروه القضاء أرفع درجات اليقين.
بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين، اللهم أعطنا ولا تحرمنا، وأكرمنا ولا تهنا، وآثرنا ولا تؤثر علينا، وأرضنا وأرض عنا، وصلى الله على سيدنا محمد النبي الأمي وعلى آله وصحبه أجمعين وسلم..

 

تحميل النص

إخفاء الصور