وضع داكن
24-04-2024
Logo
الدرس : 1 - سورة الحشر - تفسير الآيتان 1 - 2 ، الثقة بالله
   
 
 
 بسـم اللـه الرحمـن الرحيـم  
 

 الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين:
أيها الأخوة الكرام:
الآيات الأولى من سورة الحشر وهي قوله تعالى:

﴿ سَبَّحَ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (1) هُوَ الَّذِي أَخْرَجَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مِنْ دِيَارِهِمْ لِأَوَّلِ الْحَشْرِ﴾

 اليهود لهم حصون، وأقوياء، ولهم دخول كبيرة، ولهم بساتين.

 

﴿مَا ظَنَنْتُمْ أَنْ يَخْرُجُوا﴾

 بحسب الحسابات الأرضية، والمعادلات الأرضية، لن تستطيعوا إخراجهم.

 

 

﴿مَا ظَنَنْتُمْ أَنْ يَخْرُجُوا﴾

 

 هم ظنوا أن مانعتهم حصونهم، من الله، أنتم رأيت أنفسكم أقل من أن تخرجوهم، وهم يعتدون بأنفسهم، ويعتقدون أنهم أولوا قوة وأولوا بئس شديد، ولن يستطيع أحد إن يزحزحهم، وهذه آية نحتاجها كثيراً، هذه الآية تلقي في قلبنا التفاؤل.

﴿ مَا ظَنَنْتُمْ أَنْ يَخْرُجُوا وَظَنُّوا أَنَّهُمْ مَانِعَتُهُمْ حُصُونُهُمْ مِنَ اللَّهِ فَأَتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ حَيْثُ لَمْ يَحْتَسِبُوا﴾

 هل العمالقة الكبار قبل عشر سنوات، العملاق الشرقي، هل يظن أحد أنه سينهار ؟ ومن ظن ذلك، أدخل مستشفى المجانين، أليس كذلك ؟.

 

﴿ فَأَتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ حَيْثُ لَمْ يَحْتَسِبُوا وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ﴾

 قلوب العباد بين إصبعين من أصابع الرحمن، قد تكون أقوى إنسان وقلبك بيد الله، يلقي في قلبك الرعب، النبي الكريم قال: نصرت بالرعب مسيرة شهر، وأمته حينما تركت سنته، وتركت دينها، ولم تعتمد على الله، هزمت بالرعب مسيرة سنة، نصر بالرعب مسيرة شهر، شوف هذه الآية ما أدقها.

 

 

﴿ وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ يُخْرِبُونَ بُيُوتَهُمْ بِأَيْدِيهِمْ وَأَيْدِي الْمُؤْمِنِينَ فَاعْتَبِرُوا يَا أُولِي الْأَبْصَارِ (2)﴾

 لا تسمح لليأس أن يدخل قلبك، مهما بدا لك المسافة كبيرة جداً في القوة والعتاد، والتكنولوجيا، والأسلحة الحديثة، والأقمار الصناعية، والطائرات النفاثة والصواريخ البعيدة المدى، التاريخ يعيد نفسه.

 

 

﴿وَظَنُّوا أَنَّهُمْ مَانِعَتُهُمْ حُصُونُهُمْ﴾

وأي جهة بالأرض الآن، تظن أن حصونها تمنعها من الله لا بد من أن يجعلها الله آية.
عرفت الله من نقض العزائم، الآية قانون، لا تظن أن الحديث عن اليهود، الحديث عن كل إنسان، ظن أن حصونه تمنعه من الله، كل إنسان أعتد بقوته ونسي الجبار الأعلى، طغى وبغى ونسي المبتدى والمنتهى، ونسي الجبار الأعلى، وظن أن حصونه تمنعه من الله.
 واحد، والله قريب ميسور جداً، فقال كلمة في جلسة، المال يحل أي مشكلة، قال الدراهم مراهم، يعني أنا أي قضية بحلها بالمال دخل المنفردة ثلاث وستين يوماً، ولن يستطع أن يحل هذه بالمال فأدبه الله عز وجل، لا تقول أنا بحل كل شيء، لا تقول أنا بالأساس قول الله، إذا تفضل الله عليّ يحفظني إذا تفضل الله عليّ ينصرني إذا تفضل الله عليّ يوفقني، إذا كنت موحداً جاءتك معونة الله عز وجل.
إخوانا الكرام:
كلمتان خفيفتان، كلمة بدر، وكلمة حنين، الصحابة في بدر افتقروا إلى الله، فنصرهم الله.

 

 

﴿ ولقد نصركم الله ببدر وأنتم أذلة ﴾

 

( سورة آل عمران: 123 )

 أذلة إلى الله، مفتقرون إليه، شوف بحنين.

 

﴿ ويوم حنين إذ أعجبتكم كثرتكم فلم تغن عنكم شيئا وضاقت عليكم الأرض بما رحبت ثم وليتم مدبرين ﴾

 

( سورة التوبة: 25 )

بحياة كل واحد منا، كل واحد منا بحياته، يوم بدر، ويوم حنين، إذا قال أنا، تخلى الله عنه، إذا قال أنا تخلى الله عنه، وإذا قال الله، تولاه، فأنت بين التخلي والتولي، بتقول أنا بتخلى عنك يكلك إلى قوتك الذاتية وأنت لا شيء.
اللهم لا تكلنا إلى أنفسنا طرفة عين، ولا أقل من ذلك.
 بالتجارة بتقول أنا عندي خدمات متراكمة، أنا مقلع أسناني بالتجارة، بتفلس، بتشتري صفقة بتفلسك، وقد تراها أنها صفقة رابحة جداً، بالعمل الوظيفي، بالدراسة أنا المادة قوي فيها، ما بتنجح فيها، حينما تقول أنا يتخلى الله عنك، حينما تقول الله يتولاك فإذا أردت أن يتخلى الله عنك قول أنا، أعزي كل شيء إلى قدراتك الذاتية، وإذا أردت أن يتولاك الله، وأن ينصرك، وأن يرعاك وأن يوفقك، وأن يحفظك، وأن يأخذ بيدك، وأن يرفع ذكرك، وأن يعلي شأنك، وأن يرزقك، قول الله، هذا من فضل ربي، ليبلوني أأشكر أم أكفر، فهذه الآية، يعني التاريخ يعيد نفسه.

﴿ هُوَ الَّذِي ﴾

 هو لا أنتم، هو، الله.

 

﴿ هُوَ الَّذِي أَخْرَجَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ﴾

 طيب أن أذكركم، ليلة القدر ذكرتها لكم، إمام الحرمين، دعا على اليهود ربع ساعة وصار يبكي، وفي الوقت نفسه، اليهود هيئوا طائرتين ليعتدوا بهما على جنوب لبنان، والطائرتان فيهم نخبة ضباط إسرائيل، النخبة، كل واحد مكلف خمس ملايين، ومدرب عشرين سنة، وقعت طائرة فوق طائرة، والاثنتين فوق مستعمرة، يعني لم يسبق أن خسرت، خسر الأعداء عدد كبير من الضباط بهذا العدد.

 

 

﴿ فَأَتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ حَيْثُ لَمْ يَحْتَسِبُوا﴾

 فتحوا الصندوق الأسود آخر كلمة قالها الطيران العلوي، قال أنا أسقط ولا أدري لماذا أسقط.

 

 

﴿ فَأَتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ حَيْثُ لَمْ يَحْتَسِبُوا﴾

 هذه الأحداث تقع من أجل ألا تيئسوا، أن نتفاءل، كن مع الله ترى الله معك.

 

 

وترك الكل وحاذر طمعك وإذا أعطاك من يمنعه
ثم من يعطي إذا ما منعك

  لا ينبغي أن تر مع الله أحد، التوحيد ألا ترى مع الله أحد والآية دقيقة دقيقة جداً.

 

 

﴿ هُوَ الَّذِي أَخْرَجَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مِنْ دِيَارِهِمْ﴾

 ببلادهم، خيبر، وقير نقاع، وبني نضير، من ديارهم بساتينهم، نخيلهم، حصونهم.

 

 

﴿ هُوَ الَّذِي أَخْرَجَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مِنْ دِيَارِهِمْ لِأَوَّلِ الْحَشْرِ مَا ظَنَنْتُمْ أَنْ يَخْرُجُوا﴾

 أنتم ما صدقتم، بحسب الحسابات الأرضية، المعادلات، سيدنا خالد بن الوليد، أرسله سيدنا الصديق لفتح بلاد فارس، أعطاه ثلاثين ألف، وصل إلى هناك، جيش الفرس مائة وثلاثين ألف، ما في إمكان، ما في تناسب إطلاقاً طلب المدد، ينتظر خمسين ألف ثلاثين ثانية، خمس وعشرين، أربعين، بعت له واحد القعقاع بن عمر، فلما وصل إليه بيديه، قال له: من أنت، قال له أنا القعقاع بن عمر، قال له: أين المدد ؟ قال له: أنا المدد، قال له أنت ‍‍‍‍‍‍‍‍؟ وحدك قال له: أنا ما في غيري، معه رسالة فتحها سيدنا خالد يكتب سيدنا الصديق من عبد الله أبي بكر أمير المؤمنين، إلى خالد بن الوليد، أحمد الله إليك، ولا تعجب يا خالد، أني أنبتك بالقعقاع بن عمر وحده فو الله الذي لا إله إلا هو، إن جيشاً فيه القعقاع بن عمر لا يهزمه أحد، وانتصر، وحده، ثلاثين ألف وواحد، على مائة وثلاثين ألف، هي الآية واضحة.

 

 

﴿مَا ظَنَنْتُمْ أَنْ يَخْرُجُوا﴾

أنتم وهم.

 

 

﴿ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ مَانِعَتُهُمْ حُصُونُهُمْ مِنَ اللَّهِ فَأَتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ حَيْثُ لَمْ يَحْتَسِبُوا وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ يُخْرِبُونَ بُيُوتَهُمْ بِأَيْدِيهِمْ وَأَيْدِي الْمُؤْمِنِينَ فَاعْتَبِرُوا يَا أُولِي الْأَبْصَارِ (2)﴾

 مع الله ما في قوي، مع الله ما في ذكي، مع الله ما في تكنلوجيا، مع الله ما في أقمار صناعية، مع الله ما في صواريخ.

 

 

﴿ إذا أخذت الأرض زخرفها وازينت وظن أهلها أنهم قادرون عليها ﴾

 

( سورة يونس: 24 )

 قال المعسكر الشرقي عنده قنابل ذرية تكفي لتدمير العالم خمس مرات، العالم كله، تهاوى كبيت العنكبوت، من الداخل.

 

﴿ وظن أهلها أنهم قادرون عليها أتاها أمرنا ﴾

أمرنا.

 

 

﴿ ليلا أو نهارا فجعلناها حصيدا كأن لم تغني بالأمس كذلك نفصل الآيات لقوم يتفكرون، والله يدعو إلى دار السلام ﴾

 

( سورة يونس: 24 ـ 25 )

 وحده، لا ينبغي أن تر مع الله أحد.

 

﴿ وإليه يرجع الأمر كله ﴾

 

( سورة هود: 123 )

﴿ وهو الذي في السماء إله وفي الأرض إله ﴾

( سورة الزخرف: 84 )

﴿ ما لهم من دونه من ولي ولا يشرك في حكمه أحدا﴾

( سورة الكهف: 26 )

﴿ له الخلق والأمر ﴾

( سورة الأعراف: 54 )

﴿ الله خالق كل شيء وهو على كل شيء وكيل ﴾

( سورة الزمر: 62 )

﴿ ما يفتح الله للناس من رحمة فلا ممسك لها وما يمسك فلا مرسل له من بعده ﴾

( سورة فاطر: 2 )

 أقرأ آيات التوحيد.

 

﴿وما رميت إذ رميت ولكن الله رمى ﴾

 

( سورة الأنفال: 17 )

﴿ ليس لك من الأمر شيء ﴾

( سورة آل عمران: 128 )

 أبداً، الأمر كله بيد الله، أطع أمر الله، حتى ينصرك الله اللهم انصرنا على أنفسنا، حتى نستحق أن تنصرنا على أعدائنا، هي الآية دقيقة جداً، لا هم ظنوا ولا أنتم ظننتم.

 

﴿وَظَنُّوا أَنَّهُمْ مَانِعَتُهُمْ حُصُونُهُمْ مِنَ اللَّهِ فَأَتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ حَيْثُ لَمْ يَحْتَسِبُوا﴾

 إذا أراد ربك إنفاذ أمرٍ أخذ من كل ذي لب لبه، هلق فرعون فرعون قال:

 

 

﴿ فقال أنا ربكم الأعلى ﴾

 

( سورة النازعات: 24 )

﴿ ما علمت لكم من إله غيري ﴾

( سورة القصص: 38 )

 ليش في إله غيري ؟ هكذا قال فرعون، رأى في المنام أن طفلاً سيقضي على ملكه، القضية بسيطة جداً، أصدر أمر كل طفل يولد من بني إسرائيل ينبغي إن يذبح.

 

﴿ يذبح أبناءهم ويستحيي نساءهم ﴾

 

( سورة القصص: 4 )

 والولادة، إلا لم تخبر تذبح مكان الطفل، ما في طريق إطلاقاً أما الطفل الذي سيقضي على ملكه رباه في قصره.

 

﴿ لا تقتلوه عسى أن ينفعنا أو نتخذه ولدا وهم لا يشعرون ﴾

 

( سورة القصص: 9 )

 ماذا سيكون، سيدنا يوسف أراد أخوته يتخلصوا منه قذفوه في الجب.

 

﴿ وأوحينا إليه لتنبئنهم بأمرهم هذا وهم لا يشعرون ﴾

 

( سورة يوسف: 15 )

﴿ قالوا أئنك لأنت يوسف قال أنا يوسف وهذا أخي قد من الله علينا إنه من يتق ويصبر فإن الله لا يضيع أجر المحسنين ﴾

( سورة يوسف: 90 )

 كم قصة في القرآن الكريم، إلى بطن الحوت، في مصيبة أصور عليك دفع ما معك مال، صعبة، شاري بضاعة ما نباعة عليك دين، في مرض، في مشكلة، دعوة إخلاء، محل، فك شركة مليون مشكلة، بس هل هناك مشكلة أكبر من أن تجد نفسك فجأة في بطن حوت ؟ والحوت في البحر، في أعماق البحر وبالليل، في أمل ولا بالمليون واحد في أمل.

 

﴿ فنادى في الظلمات أن لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين فاستجبنا له ونجيناه من الغم ﴾

 

( سورة الأنبياء: 87 ـ 88 )

 هذه ليست لسيدنا يونس وحده.

 

﴿ وكذلك ننجي المؤمنين ﴾

 

( سورة الأنبياء: 87)

 مكن ثقة بالله عز وجل، الله لن يتخل عنك.

 

 بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين، اللهم أعطنا ولا تحرمنا، وأكرمن ولا تهنا وآثرنا ولا تؤثر علينا، وأرضنا وأرض عنا وصلى الله على سيدنا محمد النبي الأمي وعلى آله وصحبه أجمعين وسلم..

إخفاء الصور