وضع داكن
18-04-2024
Logo
الدرس : 3 - سورة الحشر - تفسير الآيات 11 - 16 ، العزة لله
   
 
 
 بسـم اللـه الرحمـن الرحيـم  
 

 الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين:
أيها الأخوة الكرام:
الآية الحادية عشرة، والتي بعدها في سورة الحشر وهي قوله تعالى:

﴿أَلَمْ تَر إِلَى الَّذِينَ نَافَقُوا يَقُولُونَ لِإِخْوَانِهِمُ الَّذِينَ كَفَرُوا﴾

 فالمنافق أخو الكافر، الكافر كفره معلن، المنافق كفره مبطن إلا أنه هناك كافر مظهره منافق، وهناك مؤمن وقع في النفاق، هذا شيء، وذاك شيء آخر، الكافر الذي ارتق أن من مصلحته أن يداهن أهل الإيمان هو في الحقيقة كافر لكنه يظهر مالا يبطن، وهو في الدرك الأسفل من النار.

 

﴿ صم بكم عمي فهم لا يرجعون ﴾

 

( سورة البقرة: 18 )

 أما في مؤمن إيمانه ضعيف، في عنده شبهات ما استطاع أن يرد عليها، وفي عنده شهوات ما تمكن أن يغلبها، وهو حريص على أن يكون عند الناس مؤمناً وضعف أمام شهواته، وأمام شبهاته، فصار له شخصية مزدوجة، مع المؤمنين.

 

﴿ وإذا لقوا الذين آمنوا قالوا آمنا ﴾

 

( سورة البقرة: 14 )

 حينما يخلو مع شياطينهم.

 

﴿ وإذا خلوا إلى شياطينهم قالوا إنا معكم ﴾

 

( سورة البقرة: 14 )

 قال هؤلاء المنافقون يرجى لهم الخير، لذلك النبي عليه الصلاة والسلام أملا أسمائهم على سيدنا

(( حذيفة ))

. وكثيراً منهم تابوا، وحسن إسلامهم، وماتوا على الإيمان.
 فالمنافق رجلان: إما أنه كافر، لكن اقتضت مصالحه أن يكون مع المؤمنين بمظهر إيماني، أو في الأصل مؤمن ضعف أمام بعض شهواته، وأمام بعض شبهاته، وحريص على أن يكون مع المؤمنين فصار عنده ازدواج شخصية.
المنافق الثاني:
كلما أضاء الذي يرجى له الخير.

﴿ كلما أضاء لهم مشوا فيه وإذا أظلم عليهم قاموا ولو شاء الله لذهب بسمعهم وأبصارهم ﴾

( سورة البقرة: 20 )

 أبقى لهم سمعهم وأبصارهم لعلهم يرجعون.
إذاً:
 النفاق نفاقان، نفاق مستحكم، وهو نفاق الكفر، ونفاق يرجى علاجه وهو نفاق الضعف، وربنا عز وجل في سورة البقرة ذكر النوعين، مثلاً قال:

 

﴿ مثلهم كمثل الذي استوقد نارا فلما أضاءت ما حوله ذهب الله بنورهم وتركهم في ظلمات لا يبصرون صم بكم عمي فهم لا يرجعون ﴾

 

( سورة البقرة: 17 ـ 18 )

 هؤلاء المنافقون الكافرون.
الضعاف:

 

﴿ أو كصيب من السماء فيه ظلمات ورعد وبرق يجعلون أصابعهم في آذانهم من الصواعق حذر الموت والله محيط بالكافرين يكاد البرق يخطف أبصارهم كلما أضاء لهم مشوا فيه وإذا أظلم عليهم قاموا ﴾

 

( سورة البقرة: 19 ـ 20 )

 إذا في احتفال في مولد بقلك أنا بحضر، بينسر، إذا في تكليف في دفع في مشقة، في غض بصر، بقلك والله صعب، في المغانم جاهز، في التبعات غائب.

 

﴿ كلما أضاء لهم مشوا فيه وإذا أظلم عليهم قاموا ولو شاء الله لذهب بسمعهم وأبصارهم إن الله على كل شيء قدير ﴾

 

( سورة البقرة: 20 )

 يعني منافق حكم الله عليه بالكفر وهو في الدرك الأسفل من النار، ومنافق ترجى توبته لأن أصله، إيمانٌ ألم به ضعف فكري وسلوكي.

 

﴿ أَلَمْ تَر إِلَى الَّذِينَ نَافَقُوا يَقُولُونَ لِإِخْوَانِهِمُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَئِنْ أُخْرِجْتُمْ لَنَخْرُجَنَّ مَعَكُمْ وَلَا نُطِيعُ فِيكُمْ أَحَداً أَبَداً وَإِنْ قُوتِلْتُمْ لَنَنْصُرَنَّكُمْ وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ (11)﴾

 نحن الآن ماذا نستفيد من هذه الآية ؟ إذا إنسان متفلت، إذا إنسان عاصي إنسان عقيدته سيئة جداً، قال لك لا تخاف أنا معك، لا تصدقه.

 

 

﴿ لَئِنْ أُخْرِجُوا لَا يَخْرُجُونَ مَعَهُمْ وَلَئِنْ قُوتِلُوا لَا يَنْصُرُونَهُمْ وَلَئِنْ نَصَرُوهُمْ لَيُوَلُّنَّ الْأَدْبَارَ ثُمَّ لَا يُنْصَرُونَ (12)﴾

 كل وعدهم كاذبة.
لذلك:

 

 

﴿ ولا تركنوا إلى الذين ظلموا ﴾

 

( سورة هود: 113 )

 لا تركن له، لا تصدقه، لا تعلق أملاً عليه، لا تنتظر منه خيراً أبداً، الخير عند الله، كم من مؤمن ضعيف الإيمان علق أمله بإنسان شارد، متفلت فخيب ظنه، أبداً، لا تنتظر منه وعداً، لا تعلق عليه أملاً، أبداً، لا تصدق منه قولاً، والآية واضحة.

 

﴿ لَئِنْ أُخْرِجُوا لَا يَخْرُجُونَ مَعَهُمْ وَلَئِنْ قُوتِلُوا لَا يَنْصُرُونَهُمْ وَلَئِنْ نَصَرُوهُمْ لَيُوَلُّنَّ الْأَدْبَارَ ثُمَّ لَا يُنْصَرُونَ (12) لَأَنْتُمْ أَشَدُّ رَهْبَةً فِي صُدُورِهِمْ مِنَ اللَّهِ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَا يَفْقَهُونَ (13)﴾

 المشكلة كبيرة جداً أن الإنسان يخاف من الناس، ولا يخاف من الله، أكبر مشكلة أن يكون الله أهون الناظرين إليك، يا لطيف بيستحي من إنسان، بصلي أمام إنسان، فإذا كان وحده لا يصلي، ولا يستحي من الواحد الديان، ترتعب فرائسه من مخلوق، وهو يرتكب أقبح المعاصي والله عز وجل يراه.
يعني يروى:
أن امرأة وقعت في شرف رجل أراد أن يغتصبها، وقد غلق كل الأبواب، قالت له هناك باب لن تستطيع أن تغلقه، وهو باب الله عز وجل، هو معكم أينما كنتم.
 يعني هي على مستوى أكبر، لن يعطينا عدونا شيئاً، أبداً هم علقوا آمالهم على الغرب والشرق، خيبت آمالهم، الكافر لن يعطيك شيئاً، كثير أيام بيغلطوا المسلمين، أنه نحنا إذا كان صاحبنا هذه الدولة العظمة تنحل كل مشاكلنا، تمتص كل خيرتنا، ولا تعطينا شيئاً، أبداً، لا تعلق آمال على إنسان شرد عن الله، يأخذون كل شيء ولا يعطونا شيئاً، ونحن لن نقف على أقدامنا إلا إذا اعتمدنا على الله واعتمدنا على ما أعطانا الله، أما أن نعلق الآمال على زيد، وعلى عبيد، والدولة العظمة، يعني إذا كان نحنا تصافينا معها تحل كل مشاكلنا، تأخذ منا كل شيء ولا تعطينا شيئاً، ودول كثيرة ارتمت على أحضان الدول عظمة ولم تأخذ مها شيئاً، إلا مزيداً من المشكلات.
 هذه آية دقيقة على مستوى فردي وعلى ومستوى جماعي، أيام يكون لك قريب غني، أو قوي، لكن ما في دين أبدأ، بقلك ما يهمك أنا بدبرك، تصدقه أنت المسكين، هو ما بدبرك لا، ولا يعطيك شي ويخلف وعده معك، صدق المؤمن، كن ما في يدي الله أوثق ما في يديك، لا تصدقه.

 

 

﴿ ولا تطع من أغفلنا قلبه عن ذكرنا واتبع هواه وكان أمره فرطا ﴾

 

( سورة الكهف: 28 )

 لا تعلق أملك بإنسان شارد، بل إن كمال التوحيد أن لا تعلق أملك بمخلوق كائناً من كان، لو كنت متخذاً من العباد خليلاً لكان أبو بكر خليلي، ولكن أخ وصاحب في الله.
هؤلاء اليهود أهل الكتاب الذين تحدثت عنهم الآيتان الكريمتان.

 

﴿لَا يُقَاتِلُونَكُمْ جَمِيعاً إِلَّا فِي قُرًى مُحَصَّنَةٍ﴾

 لذلك ما في عند اليهود سلاح المشاة لا أبداً، عندهم سلاح المدرعات، سلاح الطيران، حتى الذين جاءوا من ثلاثين دولة، ماذا فعلوا ؟ ما واجهوا قصفوا بالطيران.

 

 

﴿لَا يُقَاتِلُونَكُمْ جَمِيعاً إِلَّا فِي قُرًى مُحَصَّنَةٍ أَوْ مِنْ وَرَاءِ جُدُرٍ بَأْسُهُمْ بَيْنَهُمْ شَدِيدٌ تَحْسَبُهُمْ جَمِيعاً وَقُلُوبُهُمْ شَتَّى ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَا يَعْقِلُونَ (14)﴾

 لأن المؤمن شجاع، لثقته أن الله معه، غير المؤمن جبان لذلك يحتمي بالدروع، يحتمي برؤوس الجبال، في بعض الخطط يحتلون رؤوس الجبال والطرق المعبدة، ولا يقاتلون إلا من وراء جدر أو من المدرعات، هؤلاء أعدائنا اليهود.

 

 

﴿لَا يُقَاتِلُونَكُمْ جَمِيعاً إِلَّا فِي قُرًى مُحَصَّنَةٍ أَوْ مِنْ وَرَاءِ جُدُرٍ بَأْسُهُمْ بَيْنَهُمْ شَدِيدٌ﴾

 بالمناسبة أخونا نحنا في عنا قانون الخوف.

 

 

﴿ سنلقي في قلوب الذين كفروا الرعب بما أشركوا بالله ما لم ينزل به سلطانا ﴾

 

( سورة آل عمران: 151 )

 الإنسان بخاف بقدر إشراكه، ويطمئن بقدر إيمانه، فكلما اقتربت من الإيمان يطمئن قلبك، وكلما اقترب الإنسان من الشرك ينخلع قلبه.
فالنبي كما قال عن نفسه: نصر بالرعب مسيرة شهر، أما إذا تركت أمته سنته، قد تهزم بالرعب مسيرة عام.

 

 يعني الواحد لا يكون ضحية إنسان كافر، يضحك عليه، يمنيه يعطيه وعود، يطمنه، ثم يتخلى عنه في أحرج الأوقات، الإنسان صعب أن يكون ضحية، لا تكن ضحيةً صدق الله عز وجل، هؤلاء الذين كفروا، هؤلاء المنافقون لا يعتد بهم، ولا يسمع قولهم، ولا تأخذ نصي

﴿كَمَثَلِ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ قَرِيباً ذَاقُوا وَبَالَ أَمْرِهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (15) كَمَثَلِ الشَّيْطَانِ إِذْ قَالَ لِلْإِنْسَانِ اكْفُرْ فَلَمَّا كَفَرَ قَالَ إِنِّي بَرِيءٌ مِنْكَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ (16) ﴾

حتهم.

﴿ واتبع سبيل من أناب إلي ﴾

( سورة لقمان: 15 )

﴿ ولا تطع من أغفلنا قلبه عن ذكرنا واتبع هواه وكان أمره فرطا ﴾

( سورة الكهف: 28 )

﴿ واتبع سبيل من أناب إلي ﴾

( سورة لقمان: 15 )

 بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين، اللهم أعطنا ولا تحرمنا، وأكرمن ولا تهنا وآثرنا ولا تؤثر علينا، وأرضنا وأرض عنا وصلى الله على سيدنا محمد النبي الأمي وعلى آله وصحبه أجمعين وسلم..

إخفاء الصور