وضع داكن
19-04-2024
Logo
الخطبة : 0943 - العيد ومعانيه - المشاركة الوجدانية في العيد.
   
 
 
 بسـم اللـه الرحمـن الرحيـم  
 

الخطبة الأولى:

 الحمد لله نحمده، ونستعين به، ونسترشده، ونعوذ به من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مُضل له، ومن يضلل فلن تجد له ولياً مرشداً.
 وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، إقراراً بربوبيته، وإرغاماً لمن جحد به وكفر، وأشهد أن سيدنا محمداً صلى الله عليه وسلم رسول الله، سيد الخلق والبشر، ما اتصلت عين بنظر، أو سمعت أذن بخبر، اللهم صلِّ وسلم، وبارك على سيدنا محمد، وعلى آله وأصحابه الطيبين الطاهرين، أمناء دعوته، وقادة ألويته، وارضَ عنا وعنهم يا رب العالمين.
 اللهم لا علم لنا إلا ما علَّمتنا، إنك أنت العليم الحكيم.
 اللهم علِّمنا ما ينفعنا، وانفعنا بما علمتنا، وزدنا علماً، وأرنا الحق حقاً وارزقنا اتباعه، وأرنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه، واجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه، وأدخلنا برحمتك في عبادك الصالحين.

  العيد ومعانيه :

 أيها الإخوة الكرام، فضل كلام الله على كلام خلقه كفضل الله على خلقه.
 كم هي المسافة بين الخالق والمخلوق، وبين الأزلي الأبدي، وبين الحادث الفاني، هي نفسها بين كلام الله وبين كلام خلقه.

 

الفرح بالطاعة هو معنى العيد :

 مهدت هذا التمهيد لأتلو عليكم هذه الآية:

 

﴿ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً ﴾

( سورة الأحزاب : الآية 71)

 التركيز على كلمة: عظيماً، لماذا؟
 لأن هناك فوزاً غير عظيم:
 من فاز بالدنيا، فاز فوزاً غير عظيم.
 من جمع ثروةً طائلة، فاز فوزاً غير عظيم.
 من استمتع بالحياة إلى قمة رأسها، فاز فوزاً غير عظيم.
 من ملك أطراف الدنيا، فاز فوزاً غير عظيم.
 قال تعالى:

 

﴿ فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شَيْءٍ حَتَّى إِذَا فَرِحُوا بِمَا أُوتُوا أَخَذْنَاهُمْ بَغْتَةً ﴾

( سورة الأنعام : الآية 44)

 أيها الإخوة الكرام، لأن في الحياة فوزاً صورياً، فوزاً خلبياً، فوزاً سخيفاً، فوزاً تافهاً، فوزاً مؤقتاً، فوزاً سينقضي، لذلك وصف الله عز وجل طاعته بأنها فوز عظيم، لأن طاعته لها أثر مستقبلي، بينما الدنيا كلها تنتهي عند الموت، يموت الإنسان فيترك كل شيء.
 ورد في بعض الآثار: أن روح الميت ترفرف فوق النعش تقول: يا أهلي، يا ولدي، لا تلعبن بكم الدنيا كما لعبت بي، جمعت المال مما حل وحرم، فأنفقته في حله، وفي غير حله، فالهناء لكم، والتبعة علي.
 يقول سيدنا سعد بن أبي وقاص: ثلاث أنا فيهن رجل، وفيما سوى ذلك فأنا واحداً من الناس، من هذه الثلاث: أنه ما مشى في جنازة فحدث نفسه بغير ما تقول حتى ينصرف منها.
 معنى ذلك أن كل جنازة لها لسان حال، ومن أحيا الله قلبه، ومن نوَّرَ الله قلبه، فإنه يفهم على هذا الميت ما يقول له، وهو في الجنازة.
 أيها الإخوة الكرام، لا يليق بعطاء الله أن ينتهي بالموت، لا يليق بكرم الله أن يعطيك عطاء ينقطع بالموت، فهذا ليس عطاء خالق.
 عطاء المخلوق مؤقت: قد يمنحك مركبةً تستمتع بها ما دمت حياً، قد يمنحك قصراً تستمتع به ما دمت حياً، لكن عطاء الخالق يتميز عن عطاء المخلوق بأنه عطاء أبدي، لذلك قال تعالى:

﴿ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً ﴾

( سورة الأحزاب : الآية 71)

  الذكر الكثير والفوز العظيم :

 لابد من الموازنة مع آيتين على شاكلة الآية التي ذكرتها، قال تعالى:

 

﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْراً كَثِيراً ﴾

( سورة الأحزاب : الآية 41)

 المنافق يذكر الله، لكنه يذكره قليلاً، فالتركيز على الذكر الكثير، لذلك برئ من النفاق من أكثر من ذكر الله:

﴿ إِنّهُ كَانَ لَا يُؤْمِنُ بِاللَّهِ الْعَظِيمِ ﴾

( سورة الحاقة، آية 33 )

 آمن بالله لكن ما آمن به عظيماً، لو آمن به عظيماً لأطاعه، لو آمن به عظيماً لتقرب إليه، آمن بالله خالقاً، وإن معظم أهل الأرض يؤمنون بأن الله خالق السماوات والأرض، فالتركيز أنه كان لا يؤمن بالله العظيم، ضع تحت كلمة: عظيم، خطاً:

﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْراً كَثِيراً ﴾

( سورة الأحزاب : الآية 41)

 ضع تحت كلمة: كثيراً، خطاً، وآية اليوم:

﴿ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً ﴾

( سورة الأحزاب : الآية 71)

 هذا الفوز الذي يليق بكرم الله ، هذا الفوز الذي يدوم إلى أبد الآبدين ، هذا الفوز الحقيقي، من أجل هذا خلقت، لذلك كأن ربنا جل جلاله يعتب على هذا الإنسان، قال تعالى :

﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَا لَكُمْ إِذَا قِيلَ لَكُمُ انْفِرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ اثَّاقَلْتُمْ إِلَى الْأَرْضِ أَرَضِيتُمْ بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا مِنَ الْآخِرَةِ فَمَا مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فِي الْآخِرَةِ إِلَّا قَلِيلٌ ﴾

( سورة التوبة : الآية 38)

 أرضيت بهذا القليل؟
 أرضيت من عطاء الله الأبدي السرمدي، أن تعيش سنوات معدودة، في بحبوحة مادية؟
 أرضيت من عطاء الله العظيم، أن تقترن بزوجة تروق لك، وانتهى الأمر؟
 أرضيت من عطاء الله الأبدي السرمدي، أن تكون في مكانة في مجتمعك علية ،تأمر فيطاع أمرك؟
 كل هذا تمهيد لمعنى العيد، الأعياد في الإسلام فرح حقيقي، لأنها فرح بالطاعة.

حقيقة فرحة العيد :

 ليس العيد فرحاً بالدنيا، فأرباب الدنيا تفوقوا علينا بآلاف المرات، الأغنياء في الأرض يعيشون حياة فوق التصور، ولكنها تنتهي بالموت، قال تعالى:

 

﴿ قُلْ تَمَتَّعُوا فَإِنَّ مَصِيرَكُمْ إِلَى النَّارِ ﴾

( سورة إبراهيم : الآية 30)

 سيدنا عمر بن عبد العزيز، كلما دخل مكان الخلافة، لا أقول: قصر الخلافة، وإنما المكان الذي يحكم فيه، كان يتلو قوله تعالى:

﴿ أَفَرَأَيْتَ إِنْ مَتَّعْنَاهُمْ سِنِينَ (*)ثُمَّ جَاءَهُمْ مَا كَانُوا يُوعَدُونَ (*)مَا أَغْنَى عَنْهُمْ مَا كَانُوا يُمَتَّعُونَ ﴾

( سورة الشعراء 206-207)

 ألا ترى أن الذين غادروا الدنيا يخسرون كل شيء، ولا يبقى إلا حسابهم الدقيق.

(( ليأتين على القاضي العدل يوم القيامة ساعة، يتمنى أنه لم يقض بين اثنين في تمرة قط ))

[ حديث أخرجه الطبراني وأحمد، بإسناد حسن ]

 قال سيدنا عمر: واللهِ لو تعثرت بغلة في العراق لحاسبني الله عنها: لمَ لمْ تصلح لها الطريق يا عمر؟
 هو في المدينة والعراق تابعة له، ليس إنساناً الذي تعثر، بل بغلة، لو تعثرت بغلة في العراق لحاسبني الله عنها: لمَ لمْ تصلح لها الطريق يا عمر؟

﴿ وَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلاً عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الْأَبْصَارُ ﴾

( سورة إبراهيم : الآية 42)

  الفرح الحقيقي :

 أيها الإخوة الكرام:
 الذي أكرمه الله بالصيام، وأكرمه الله بالقيام، بل الذي أكرمه الله بأنه صام رمضان إيماناً واحتساباً، والذي أكرمه الله بأنه قام رمضان إيماناً واحتساباً، والذي أكرمه الله بليلة القدر فأحياها، هذا الذي يفرح فرحاً حقيقياً في العيد:

 

 وقد ورد في الحديث الشريف:
 عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:

(( من قام رمضان إيماناً واحتساباً، غُفِرَ له ما تقدَّم مِنْ ذَنْبِهِ، ومن قام ليلةَ القَدْرِ إيماناً واحتساباً، غُفِرَ له ما تقدَّم مِنْ ذَنْبِهِ ))

[ حديث صحيح، أخرجه البخاري ]

 إذا جاء العيد، قال تعالى:

 

﴿ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ ﴾

( سورة البقرة : الآية 185)

 حقيقة الفرح بالعيد، فرح بأداء هذه العبادة العظيمة، وفرح بظن المؤمن أنه أعتق من النار، وفرح بظن المؤمن أن الله عفا عما قد سلف، وفرح بظن المؤمن أن الله قد غفر له، وفرح بظن المؤمن أنه قد فتح مع الله صفحة جديدة، هذه حقيقة الفرح بالعيد.
 قال تعالى:

﴿ قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا ﴾

( سورة يونس : الآية 58)

 قل لي ما الذي يفرحك، أقل لك من أنت.
 لذلك، إذا رجع العبد العاصي إلى الله، نادى منادٍ في السماوات والأرض، أن هنئوا فلاناً فقد اصطلح مع الله.
 ورد في الأثر:
 ابن آدم اطلبني تجدني، فإذا وجدتني وجدت كل شيء، وإن فتك فاتك كل شيء، وأنا أحب إليك من كل شيء.
 أيها الإخوة الأحباب، حينما يأتي العيد، وقد صام العبد رمضان، وقام رمضان، وأحيا ليلة القدر، يشعر أنه ملك الدنيا، وبالتعبير المباشر القريب من أذهان الناس، يشعر أن الله يحبه، وأن الله راضٍ عنه، لذلك فرحه بالعيد ليس فرحاً بالجديد، ولا فرحاً بأكل الثريد، لكنه فرح برضوان الله العزيز المجيد.

مثال للفرح الحقيقي :

 أيها الإخوة الكرام، ورد في بعض الأحاديث، أن المؤمن يوم القيامة ينظر إلى وجه الله الكريم، تأكيداً لقوله تعالى:

 

﴿ وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ (*)إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ ﴾

( سورة القيامة 22-23)

 قال بعض شراح الأحاديث: إنه يغيب خمسين ألف عام من نشوة النظر.
 فإذا فرح الإنسان بقدوم العيد، فلأنه فرح بفوزه برضا الله عز وجل، فبذلك فليفرحوا، هذا هو فرح العيد.

  المعنى الديني للعيد :

 أيها الإخوة الكرام، أعياد المسلمين تأتي عقب عبادات كبرى، فلذلك إذا رجع العبد إلى الله نادى منادٍ في السماوات والأرض، أن هنئوا فلاناً فقد اصطلح مع الله، هذا معنىً من معاني العيد.
 المفهوم الديني للعيد أنك عبدت الله في ثلاثين يوماً، وقد حرمت نفسك المباحات، ضبطت جوارحك، ضبطت لسانك، ضبطت عينك، ضبطت أذنك، أنفقت من مالك، تلوت القرآن، صليت الفجر في جماعة، ذكرت الله كثيراً، قمت الليل، وانتهت الأيام الثلاثون، وبقي الثواب، لذلك:

(( للصائم فرحتان، فرحة عند فِطْره، وفرحة عند لقاءِ ربِّه ))

[ من حديث صحيح، أخرجه البخاري ومسلم ]

 هذا هو المعنى الديني للعيد.

 المعنى الإنساني للعيد :

 المعنى الإنساني للعيد، أيها الإخوة الكرام:
 هذا الفقير إنسان له مشاعره، له حاجاته، يحب أن يأكل طعاماً طيباً، يحب أن يرتدي ثوباً جديداً، يحب أن يفرِحَ أولادَه بأكلات طيبة، وبثياب جديدة، يحب أن يكون كغيره من الناس.
 ففي العيد يلتقي الأغنياء بعطائهم مع الفقراء بحاجاتهم، فهذا العيد له معنىً آخر، معنى إنساني.
 فالإنسان الغني القوي يلتقي مع الفقير الضعيف، فالغني تطهر نفسه من الشح، والفقير تطهر نفسه من الحقد، والغني تنمو نفسه، فيرى فعله الطيب في وجوه الفقراء ابتسامة وامتناناً، والفقير تنمو نفسه، فيرى أنه ليس منسياً في المجتمع، فهناك من يهتم به، هناك من يبحث عنه، هناك من يقدم له العون، هناك من يقدم له المال، هناك من يقدم له الطعام، هناك من يسأله الدعاء، الفقير له دعوة عند الله، إذا دعا للغني، فلعل هذا الغني يحفظه الله بهذه الدعوة، لعل هذا الغني يوفقه الله بهذه الدعوة.
 إذاً: العيد له معنىً آخر، معنىً إنساني، لعلّ الغني في العيد يضعف تعلقه بالمال، ويتعلق بالأعمال الصالحة، ولعل الفقير بالعيد يضعف إحساسه بآلامه، ليرى بحبوحة ينسى بها أيام الشدة والحرمان.

 

 المعنى النفسي للعيد :

 أيها الإخوة الكرام، العيد له معنىً نفسيّ:
 أنت في ثلاثين يوماً حرمت نفسك الطعام والشراب في نهار رمضان، وحرمت نفسك ما أبيح لك من زوجتك، فجاء العيد، فقال عليه الصلاة والسلام عن أيام العيد:

 

(( لا تصوموا هذه الأيام، فإنها أيام أكل وشرب وبعال ))

[ من حديث أخرجه الطبراني في الكبير بإسناد حسن ]

 والبعال: هو إتيان النساء.

 هذا التقييد انتهى، والإنسان لا يعرف قيمة كأس الماء إلا في رمضان، لا يعرف قيمة أنه إذا جاع استطاع أن يطلب الطعام إلا في رمضان، لا يعرف معنى الري إلا في رمضان، فكأن رمضان أراد أن يشعرك بعبوديتك لله عز وجل، أنت عبد لله، والله عز وجل، حينما أراد أن يصف بشرية الأنبياء، قال تعالى:

﴿ إِنَّهُمْ لَيَأْكُلُونَ الطَّعَامَ وَيَمْشُونَ فِي الْأَسْوَاقِ ﴾

( سورة الفرقان : الآية 20)

 أي: هم مفتقرون في وجودهم إلى تناول الطعام، بل إنهم مفتقرون أيضاً إلى تحصيل ثمن الطعام في المشي في الأسواق.
 إذاً: أنت في رمضان تعرف عبوديتك لله، لا ينبغي أن تنسى هذه العبودية بعد رمضان، ينبغي أن تكون واضحة في ذهنك، أنت عبد لله، وأنت في قبضة الله، وملكك كله لا يعدل كأس ماء.
 سئل بعض الخلفاء: بكم تشتري هذا الكأس من الماء إذا منع منك؟ قال: بنصف ملكي، قال: فإذا منعت إخراجه؟ قال: بنصف ملكي الآخر.
 قبل أن يكون الطريق معبدًا بين بلدنا وبين دول الخليج، كان الطريق صحراوياً، فجاء إنسان بمركبته، فضلّ الطريق، ثم عثر عليه وقد مات هو وزوجته وأولاده، وقد هبش نفسه من شدة العطش، لقد مات عطشاً.
 الإنسان ضعيف، كأس ماء يفتقر إليه، لقمة طعام مفتقر إليها، هذا نعرفه في رمضان، لذلك، حينما يأتي العيد، وقد عرف الإنسان نعمة الطعام والشراب، فالآن ينبغي أن يبقى معنى عبوديته لله ماثلاً أمامه.

المعنى الزماني للعيد :

 أيها الإخوة الكرام، كأن العيد بالمفهوم الزماني أيام معدودات ينبغي أن تستريح من همومك فيها، من متاعب العمل، من متاعب الأسرة، من متاعب كسب الرزق، من متاعب العلاقات الاجتماعية، أيام راحة، أيام استجمام، أيام سرور، أيام صفاء، فلذلك أراد الله عز وجل أن يكون العيد واحة في الصحراء، الحياة متعبة، كسب المال صعب جداً، إدارة البيت أصعب، التوفيق بين الناس أصعب، لكن العيد جعل هذه الأيام الثلاثة هي أيام استجمام، وراحة، كأنك مسافر في صحراء خطرة، فرأيت نخلاً وبركة ماء، فجلست، واسترحت في ظلها.
 بالمفهوم الزماني العيد أيام فيها استجمام ونسيان لكل الآلام والمتاعب.

المعنى الاجتماعي للعيد :

 والعيد أيها الإخوة، له معنى اجتماعي أيضاً:
 فهو عيد الصغار، هذا الطفل الصغير تفرحه أكلة طيبة، يفرحه طعام يشتهيه، يفرحه ثياب جديدة، يلبسها، يفرحه أن يلعب مع أقرانه.

 

 كن مع طفلك في العيد :

 سافرت مرةً إلى بلد عربي مسلم، أعجبني في هذا البلد تقليد اجتماعي لا يحيد عنه أحد، أن الأطفال لا يعيدون في العيد إلا مع آبائهم مهما علت مراتب الآباء، حفاظاً على أخلاقهم، وأنا أنبهكم أيها الإخوة الكرام، يوجد في العيد أولاً من الطعام الفاسد، من الطعام الملوث، من الطعام ما قد يسبب أمراضاً خطيرة، لأن هؤلاء الذين يبيعون الصغار يستغلون أن الصغار لا يعلمون، ولا يفقهون، ولا يميزون بين ما صح وما لم يصح، أو أن هناك خطراً على صحة الأطفال حينما يأكلون طعاماً ملوثاً أو طعاماً غير معقم.
 بل إن هناك أخطارًا كبيرة على أخلاقهم، هذا الذي يقول لابنته: اذهبي إلى اللعب، مع من تلعب؟ هناك ذئاب في الطرقات، وشباب مراهقون يتصيدون الفتيات، فهذا الأب الذي يقول لأولاده: اذهبوا، وعيّدوا، وهذا الإهمال قد يؤذي صحتهم، وقد يؤذي دينهم، وأخلاقهم، لذلك أتمنى من كل قلبي أن يكون هذا التقليد مطبقاً في بلدنا، خصص وقتاً لأولادك، خذهم إلى مكان جميل، خذهم إلى مكان يلعبون فيه، مَنْ أولى منك أن تعتني بهم؟ الناس أنت لهم، وغيرك لهم، ولكن أولادك مَن لهم غيرك؟
 واللهِ أنا أعجبت بهذا التقليد، حتى لو كان معاون وزير، أو وزيرًا، لابد أن يكون مع أولاده في العيد حفاظاً على أخلاقهم، وعلى صحتهم، فأنا أتمنى عليكم أن يكون أولادكم في العيد تحت إشرافكم، لا أن يكونوا عرضةً لتحرش، أو لطعام فاسد، أو لسماع كلمات بذيئة، أو لأخطار تهدد حياتهم، في هذه المراجيح التي ليست منضبطة بضوابط معينة.

 

تربية الأولاد وآثارها الحميدة :

 أيها الإخوة الكرام، هؤلاء الصغار أحباب الله، وبقدر ما ترتقي الأمة تعتني بصغارها، والله أنا رأيت في بلاد بعيدة شرقاً وغرباً ترتيبات لتكريم الصغار، يكاد العقل لا يصدقها، هناك مقاعد خاصة في الطائرات للطفل الصغير، يوضع فوق المقعد، فإذا به كالكبير، يرى من النافذة، ويأكل طعامه كالكبار، في المطاعم كذلك، هذا الصغير هو المستقبل، هذا الصغير هو كسبك الأكبر، خير كسب الرجل ولده، إن اعتنيت بأخلاقه، إن اعتنيت بدينه، بإيمانه، بصلاته، بصحته، بعلمه.
 أيها الإخوة الكرام، ينبغي أن تربوا أولادكم تربية إيمانية، وتربية أخلاقية، وتربية علمية، وتربية نفسية، وتربية اجتماعية، وتربية جسمية، وتربية جنسية.
 للأب رسالة يحملها، ومسؤولية يتحملها.
 أما أنه أنجب أولاداً، وألقاهم في الطرقات يتعلمون بذيء الكلام، ويأكلون الطعام الفاسد، ويسيئون إلى من حولهم، فهذا فهم خاطئ للحياة:
 قال صلى الله عليه وسلم :

(( النكاح من سنتي، فمن لم يعمل بسنتي فليس مني، وتزوجوا فإني مكاثر بكم الأمم ))

[ من حديث حسن، أخرجه ابن ماجة ]

 والله إنّ الإنسان ليصعق حينما يفهم الحديث فهماً مادياً، أي: أنجب بقدر ما تستطيع، وألقِ هؤلاء الصغار في الشوارع، فليس النبي صلى الله عليه وسلم مكاثراً بهم؟
 المباهاة والمكاثرة تكون بإنسان متميز، متفوق.
 حينما تربي أولادك على طاعة الله عز وجل، حينما تربيهم على الأدب، حينما تربيهم على قواعد الإيمان، ويكون هذا الطالب حينما يكبر عنصراً نظيفاً بريئاً أخلاقياً مؤمناً، بإمكانك أن تتباهى به يوم القيامة أمام رسول الله، صلى الله عليه وسلم.

 العيد للصغار :

 فالعيد للصغار، وينبغي أن يكون العيد للصغار، ينبغي أن ندخل على قلوبهم الفرح، ينبغي أن يكون العيد مركزاً لإسعادهم، وهناك أجر كبير لمن أدخل الفرح على قلوب الصغار.

 

 أيها الإخوة الكرام، قد يكون الأب في سن معينة، بعيدة عن اهتمامات الصغار، فمن اشترى لعبة لابنته أو لابنه فله عند الله أجر، فأنت حينما تفرِح الصغار بشكل مركز، فلك أجر.
 هذا الطفل الصغير ينبغي أن يفرح بالعيد، أن يفرح بالجديد، بالطعام الجيد، بالابتسامة، أنا أتألم أشد الألم حينما أرى أباً يغضب في العيد، الغضب يؤجل إلى وقت آخر، هذا وقت فرح، وقت سلام، وقت استجمام، وقت هدوء.

 مشاركة الفقراء في العيد :

 أيضاً في العيد نجد أن الله أمرنا أن نتصدق صدقة الفطر، صيامنا معلق بين السماء والأرض، ولا يرفع إلا بصدقة الفطر، لماذا؟
 عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما: قال:

(( فرضَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم زكاة الفطر، طُهْرَة للصائم من اللَّغْوِ والرَّفَثِ، وطُعْمَة للمساكين، من أدَّاها قبل الصلاة فهي زكاةٌ مقبولة، ومن أدَّاها بعد الصلاة فهي صدقة من الصدقات ))

[ حديث أخرجه أبو داود بإسناد حسن ]

 طهرة للصائم من اللغو، ومن الرفث.
 كلمة أثارتني، نظرة أثارته: هذا رفث.
 ثم كلمة ليست محقة: هذا لغو.
 فزكاة الفطر طهرة للصائم من اللغو، والرفث.
 وطعمة للمسكين: إغناء لهم عن السؤال، ينبغي أن يجلس في العيد، وأن يأكل أطيب الطعام من دون أن يقلق على ثمن الطعام، لذلك النبي عليه الصلاة والسلام سنّ لنا إطعام الفقراء في العيد عن طريق صدقة الفطر، فهذا الذي يقدم الطعام للفقير في العيد أراحه، وأراح أعصابه، وأراح أهله وأولاده.

 تنظيم زيارات العيد :

 نحن في العيد نتزاور، هنا المشكلة، ألفنا في هذه البلدة الطيبة أن نقيم علاقات في العيد أساسها الزيارات، ولكن في أعماق الإنسان أنه يريد أن يزور عدداً كثيراً من أصدقائه وأقربائه، في وقت محدود، ودون أن يشعر يتمنى من أعماقه ألا يجد أحداً في البيت، وقد هيأ بطاقات رائعة فكلما طرق بيتاً ، ولم يجد صاحبه ألقى هذه البطاقة، واستراح، وكأنه سقط الوجوب، وإن لم يحصل المطلوب، لماذا هذا؟ هذا شيء مضحك.
 أيّ عمل راقٍ فرِّغَ من مضمونه، صار عملاً سخيفاً.
 أنا أعجبت أيضاً بفكرة في المدينة المنورة، قسمت إلى أربعة أقسام، كل قسم يجلس في أحد أيام العيد في البيت، فأنت إذا أردت أن تزوره زرته، ووجدته طبعاً، صار هناك لقاء حقيقي.
 نحن كيف نحل هذه المشكلة؟ الأقرباء يجتمعون في مكان واحد، في لقاء واحد نلتقي في اليوم الأول، أي الأهل والأقارب، طبعاً ذكورًا، ليس ذكورًا وإناثًا، ليس مختلطين، وإلا نكون قد عصينا الله في العيد، نلتقي بمكان واحد، ونجلس جلسة مطولة.
 هذا هو المعنى الاجتماعي.

 

 المعنى الدعوي للعيد :

 الآن ماذا ينبغي أن نقول في العيد؟
 لاحظ أن معظم الناس يتحدث حديثاً يومياً، ما الذي يشاع في البلدة؟ ما الذي تناقلته الأنباء، هكذا نتحدث، وهذا كلام ليس له معنىً إطلاقاً.
 أنت في ثلاثين يوماً في رمضان وقفت في الصلاة، وسمعت القرآن الكريم كله، ألم تترك آية فيك أثراً؟
 أنت تستمع إلى دروس العلم دائماً، ينبغي أن تكون هذه الزيارات في العيد أحد وسائل الدعوة، ما الذي استفدت منه في رمضان؟ أية آية تركت في نفسك أثراً؟ أي حديث هزّ مشاعرك؟ أي حكم فقهي حل مشكلتك؟ أية قصة بطولية هزت كيانك؟
 ينبغي أن تزور أقرباءك في العيد، وفي رأسك دعوة إلى الله عز وجل، أما الكلام اليومي فلا يقدم ولا يؤخر، كل الناس يعلمون درجات الحرارة، وإذا هو يتحدث عن الطقس، وعن الأمطار، يقول له: صحيح هكذا قرأت، هكذا شاهدت، يتناقلون معلومات يعرفها الجميع، أو يذيعون الأحداث، وكل الناس يستمعون إلى الأخبار، فالذي يحصل أنهم يتناقلون ما يسمعون، ويكررون ما يسمعون ويشاهدون، هذا إن لم يغتابوا، أو ينموا، أو يتكلموا كلاماً لا يرضي الله عز وجل.
 أنت في أيام ثلاثة سوف تزور أهلك، وأقرباءك، وبني رحمك، فينبغي أن يكون الكلام هادفاً، أن تكون الدعوة إلى الله واضحة، لأن النبي عليه الصلاة والسلام يقول:

 

(( بلِّغُوا عني ولو آية ))

[ من حديث صحيح، أخرجه البخاري والترمذي ]

 ألم تستمع إلى آية في التراويح؟ أو إلى تفسيرها في دروس التفسير؟
 الآيات التي تركت في نفسك أثراً.
 بعض الإخوة الكرام معه دفتر صغير كلما استمع إلى شرح آية، وهزت هذه الآية كيانه يكتب هذه الآية على الدفتر، فإذا أراد أن يزور إنساناً هيأ نفسه بكلمات رائعة يقولها لهذا الإنسان، فلعل كلمة طيبة تكون سبب هداية إنسان:

﴿ أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ (*)تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا ﴾

( سورة إبراهيم 24-25)

 وأحياناً هداية الإنسان تكون بسبب كلمة واحدة، شرح آية، شرح حديث، موقف بطولي، قصة صحابي، قضية علمية.
 فأنت حينما تطل على أقربائك في العيد، وعلى إخوانك، وجيرانك، وأصدقائك، ينبغي أن تكون خطة في ذهنك، أن تنقل إليهم شيئاً مما سمعته من الحق، إذاً تكون هذه الزيارة هادفة.

العيد فرصة لصلة الأرحام :

 لو تعمقنا أكثر في صلة الأرحام:
 أنت حينما تزور قريبك ينبغي أن تتفقد أحواله، ينبغي أن تمده بالعون، ينبغي أن تأخذ بيده إلى الله، ينبغي أن تتفقد أحواله المعيشية والاجتماعية والدينية، وينبغي أن تكون قريباً محسناً، وقريباً مسعداً، وقريباً هادياً.
 أيها الإخوة الكرام، نحن في أمسّ الحاجة إلى أن نفهم العيد فهماً حقيقياً، وأن يكون العيد عودة إلى الله عز وجل.

  وأخيراً :

 أيها الإخوة الكرام، حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا، وزنوا أعمالكم قبل أن توزن عليكم، واعلموا أن ملك الموت قد تخطانا إلى غيرنا، وسيتخطى غيرنا إلينا، فلنتخذ حذرنا، الكيِّس من دان نفسه، وعمل لما بعد الموت، والعاجز من أتبع نفسه هواها، وتمنى على الله الأماني.

* * *

الخطبة الثانية:
 الحمد لله رب العالمين، وأشهد أن لا إله إلا الله ولي الصالحين، وأشهد أن سيدنا محمداً عبده ورسوله، صاحب الخلق العظيم، اللهم صلِّ وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

المشاركة الوجدانية في العيد :

 أيها الإخوة الكرام، وأنت في صبيحة العيد تجلس بين زوجتك وأولادك، تذكَّرْ أن هناك أيتاماً لا أب لهم، وأن هناك زوجات أرامل لا معيل لهم، وأن هناك إنساناً أولاده ماتوا بمرض عضال، أو بشيء آخر..
 هذا العيد إن كنت في بحبوحة، وإن كنت في راحة ينبغي أن تذكر الآخرين، أن تذكر من لا بيت لهم، ومن هدمت بيوتهم، أن تذكر من قتل أبناؤهم..
 هذا الفرح الذي يعتمرك في العيد ينبغي أن ينعكس عطفاً على من حرم هذه النعمة، فالمؤمن وهو في أثواب النعمة لا ينسى المحرومين.
 لذلك: العيد أيضاً مناسبة للعمل الصالح.
 ومن السنة التجمل في العيد، فكان عليه الصلاة والسلام يلبس بردة جديدة في العيدين، وفي الجمعة، فالتزين باللباس في العيد من السنة طبعاً والنظافة، والتطيب والتزين من السنة النبوية الراشدة.

 

 المعنى الدقيق لتكبيرات العيد :

 العيد فيه تكبير، والتكبير أن تقول: الله أكبر، ولكن لي تعليق دقيق أتمنى أن يكون واضحًا لكم:
 من قال في العيد الله أكبر، ورفع صوته بالتكبير، وأعطاه نغمة رائعة، وترنم بها، ثم غشّ المسلمين في بيعه، ما تفسير الذي حصل؟
 تفسيره: أنه رأى دون أن يشعر أن هذا المبلغ من المال الذي غش به المسلمين أكبر عنده من طاعة الله.
 فهو والله الذي لا إله إلا هو ما قالها ولا مرة، ولو رددها بلسانه ألف مرة.
 هذه الكلمات الرائعة في الإسلام لها مضامين كبيرة جداً، إذا أغفلنا مضامينها سقط هذا الدين، ولا نستأهل عندئذ أن ينصرنا الله عز وجل.
 هذا الذي أطاع زوجته في معصية، وعصى ربه وجاء إلى العيد يرتدي الثياب البيضاء المعطرة مع السبحة، وقال: الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، والله الذي لا إله إلا هو ما قالها ولا مرة، ولو رددها بلسانه ألف مرة، لأنه رأى أن إرضاء زوجته أكبر عنده من إرضاء الله.
 إذاً: لم يقل: الله أكبر، هذا الذي أطاع مخلوقاً، وعصى خالقاً، ما قال الله أكبر، ولا مرة، ولو رددها بلسانه ألف مرة، لأنه رأى أن إرضاء هذا المخلوق القوي أكبر عنده من إرضاء الله، فلذلك قد يردد: الله أكبر مليار وثلاثمئة مليون مسلم في صبيحة العيد، والله قد لا تقبل إلا من عدد قليل جداً.
 فهذا الكلام الذي أصبح تقاليد وعادات تؤدى في المناسبات، صار العيد فلكلورًا، ورمضان شهر اجتماعي، شهر الولائم، والمسلسلات، ومتابعة الفضائيات، هذا الذي يكون بين الناس في العيد ينبغي أن يكون حاصلاً وفق منهج الله عز وجل.
 لذلك نحن في العيد نكبر، لكن دقق:
 هل هناك أكبر عندك من الله؟
 هل طاعة الزوجة أكبر عندك من الله؟
 هل طاعة إنسان قوي أكبر عندك من الله؟
 هل مبلغ كبير تكسبه من غش المسلمين، ومن التدليس عليهم، ومن إيهامهم، ومن الاحتكار، ومن الغش، أكبر عندك من الله؟
 لا تغش نفسك، أنت لم تقل: الله أكبر ولا مرة، ولو رددتها بلسانك ألف مرة.

 

الدعاء :

 اللهم اهدنا فيمن هديت، وعافنا فيمن عافيت، وتولنا فيمن توليت، وبارك لنا فيما أعطيت، وقنا واصرف عنا شر ما قضيت، فإنك تقضي بالحق، ولا يقضى عليك، وإنه لا يذل من واليت، ولا يعز من عاديت، تباركت ربنا وتعاليت، ولك الحمد على ما قضيت، نستغفرك ونتوب إليك.
 اللهم اهدنا لصالح الأعمال لا يهدي لصالحها إلا أنت، اللهم اهدنا لأحسن الأخلاق لا يهدي لأحسنها إلا أنت.
 اللهم أصلح لنا ديننا الذي هو عصمة أمرنا، وأصلح لنا دنيانا التي فيها معاشنا، وأصلح لنا آخرتنا التي إليها مردنا، واجعل الحياة زاداً لنا من كل خير، واجعل الموت راحة لنا من كل شر، مولانا رب العالمين.
 اللهم اكفنا بحلالك عن حرامك، وبطاعتك عن معصيتك، وبفضلك عمن سواك، اللهم لا تؤمنا مكرك، ولا تهتك عنا سترك، ولا تنسنا ذكرك يا رب العالمين.
 اللهم بارك لنا فيما بقي من شهر رمضان، وأعنا فيه على الصيام، والقيام، وغض البصر، وحفظ اللسان، وأدخلنا الجنة بسلام، واجعلنا من عتقاء شهر رمضان.

 

الاستماع للدرس

00:00/00:00

تحميل النص

إخفاء الصور