وضع داكن
28-03-2024
Logo
موضوعات علمية من الخطب - الموضوع : 136 - الصلاة وفائدتها الصحية.
   
 
 
 بسـم اللـه الرحمـن الرحيـم  
 

الحمد لله رب العالمين, والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين, اللهم لا علم لنا إلا ما علمتنا إنك أنت العليم الحكيم, اللهم علمنا ما ينفعنا, وانفعنا بما علمتنا, وزدنا علماً, وأرنا الحق حقاً, وارزقنا اتباعه, وأرنا الباطل باطلاً, وارزقنا اجتنابه, واجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه, وأدخلنا برحمتك في عبادك الصالحين.

ماذا عن الصلاة ؟

 

أيها الأخوة المؤمنون, أمر الله عزَّ وجل فيه خيراتٌ أكثر من أن تحصى، فالحديث عن الصلاة، وعن الخشوع، وعن القرب، وعن أنها نورٌ، وعن أنها طهورٌ، وعن أنها حبورٌ، هذا لا يعني أنه ليس للصلاة فوائد مادية.

فالصلاة بحركاتها؛ من قيامٍ، وركوعٍ، وسجودٍ، واعتدالٍ، نوعٌ من الطب الوقائي, فقد أكَّد علماء التربية الرياضيَّة: أن أحسن أنواع الرياضة ما كان يومياً، وما كان موزعاً على أوقات اليوم كله، وما كان متكرراً، وما كان غير مجهدٍ، ويستطيع أن يؤديه كلُّ إنسان من كل جنس، ومن كل عمر، في كلِّ ظرفٍ، وفي كل بيئة، وهذا كله متوافرٌ في الصلاة.
لقد ثبت لعلماء الطب: أن في الصلاة تحريكٌ لجميع العضلات القابضة والباسطة، وتحريكٌ لجميع المفاصل، حتى الفقرية منها، وأن الصلاة تنشِّط القلب والدورة الدموية, وإن أخطر جهازٍ في الإنسان هو الدماغ، وإن حسن أداء وظيفته منوطٌ بحسن ترويته بالدم، وإن السجود والركوع كفيلان لإعطاء الدماغ أعلى درجة من أنواع التروية.

أيها الأخوة المؤمنون, إن الرأس في الصلاة ينخفض في الركوع والسجود، وهذا الانخفاض يعدل ست مراتٍ في الركعة الواحدة، أو مئتي مرةٍ في اليوم، أو ستة آلاف مرةٍ في الشهر، إن المصلِّي حينما يخفض رأسه تحتقن شرايين الدماغ بالدم، فإذا رفع رأسه فجأةً، يهبط الضغط في أوردة الدماغ، واحتقان الأوعية وهبوط الضغط فيها بشكل متتابع يزيد مرونة الأوعية الدماغية, الركوع والسجود كفيلان أن يرفعا الضغط فجأةً ويهبطانه فجأةً، ومن ارتفاع الضغط وانخفاضه ينشأ لدى الأوعية الدماغية ما يسمى بالمرونة، والمرونة هذه تقي تصلُّب الشرايين في الدماغ، وتقي انفجارها، وانفجار هذه الشرايين يسمى: السكتة الدماغية, لذلك لو ارتفع ضغط الشرايين عند الإنسان المصلي، أغلب الظن أن هذا الارتفاع يبقى سليماً، لكن ارتفاع الضغط عند إنسانٍ لا يصلي، قد يسبب له انفجاراً في هذه الشرايين، أو ضيقاً في تروية الأعضاء, لأن شرايين الدماغ متصلبة عنده.

قصة فيها عبرة وموعظة:

أيها الأخوة المؤمنون, امرأةٌ سحقتها آلام الشقيقة، ذهبت إلى بلدٍ غربي بغية العلاج، سألها الطبيب هناك هذا السؤال: هل أنت مسلمة؟ قالت: نعم, قال: أتصلِّين؟ قالت: لا, قال: صَلِّ يذهب ما بكِ, تعجبت هذه المرأة أشد العجب, بل غضبت أشد الغضب، جاءت من بلادٍ بعيدة، ودفعت الآلاف المؤلفة من أجل أن يقول لها الطبيب: صَلِّ, فلما استوضحت منه، قال: إن الصلاة تسبب ترويةً عالية المستوى للدماغ، وأحد أسباب الشقيقة ضعفٌ في تروية الدماغ.
فيا أيها الأخوة المؤمنون, الحديث عن الخشوع في الصلاة، وعن النور في الصلاة، وعن الطهور في الصلاة، وعن الحبور في الصلاة، هذا لا يعني أن الصلاة مقتصرةٌ على هذه الفوائد، إن لها فوائد جمَّة، في الأجهزة العضلية، والوعائية، والقلبية. 

تحميل النص

إخفاء الصور