وضع داكن
28-03-2024
Logo
سنريهم آياتنا - الندوة : 03 - علاقة الإنسان بالكون ـ خلق الإنسان3 - اللقاء بين النطفة والبويضة
رابط إضافي لمشاهدة الفيديو اضغط هنا
×
   
 
 
 بسـم اللـه الرحمـن الرحيـم  
 

مقدمة:

 

 مشاهدينا السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وأهلاً بكم إلى حلقةٍ جديدة من برنامج: "سنريهم آياتنا"، هذا البرنامج الذي نتناول من خلاله الإعجاز العلمي في القرآن الكريم والسنة، وذلك من خلال صحبة فضيلة الشيخ الأستاذ الدكتور محمد راتب النابلسي، أستاذ الإعجاز العلمي في القرآن الكريم والسنة في كليات الشريعة وأصول الدين، أهلاً بكم.

الدكتور راتب:

بكم أستاذ معتز جزاك الله خيراً.

الأستاذ معتز:

 أستاذ راتب تكلمنا في الحلقات السابقة عن الإنسان وخلقه وتصنيفه، إن كان تصنيف البشر، أو تصنيف القرآن الكريم، وتحدثنا ملياً في أسباب تكليفه، وتحدثنا أيضاً عن الإعجاز العلمي في خلقه، وقلنا إننا اليوم سنتحدث عن الكون، لكن دعني أسألك أولاً: لماذا هذا الانتقال من ذلك الإنسان الشيء الصغير إلى هذا الكون الواسع ؟.

 

الإنسان هو المخلوق الأول والمكلف أن يعبد الله عز وجل:

 

 

الدكتور راتب:

بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد:
 ذكرت في اللقاء السابق أن الإنسان هو المخلوق الأول، وأنه مكلفٌ أن يعبد الله، وأن الله حينما كلفه أن يعبده أعطاه مقومات، ويقع على رأس هذه المقومات الكون، لأنه الثابت الأول، لأن البشر جميعاً يخضعون لقوانينه، لأن قوانينه ليست محل خلافٍ في الأرض، لأن في الكون آياتٍ باهرات تدل على عظمة الله، لأن الكون كما قلت في لقاءٍ سابق هو قرآنٌ صامت، و القرآن كون ناطق، والنبي عليه الصلاة والسلام قرآنٌ يمشي، الله عز و جل أمرنا فقال:

﴿ قُلِ انْظُرُوا مَاذَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ﴾

( سورة يونس الآية:101 )

 بل إنه لام بعض الناس على غفلتهم فقال:

﴿ وَكَأَيِّنْ مِنْ آيَةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يَمُرُّونَ عَلَيْهَا وَهُمْ عَنْهَا مُعْرِضُونَ ﴾

( سورة يوسف الآية:105)

 فلينظرالإنسان إلى طعامه، إلى شرابه، ممَ خلق ؟

﴿ وَالشَّمْسِ وَضُحَاهَا * وَالْقَمَرِ إِذَا تَلَاهَا ﴾

( سورة الشمس )

﴿ وَالْفَجْرِ * وَلَيَالٍ عَشْرٍ ﴾

( سورة الفجر )

﴿ إِذَا السَّمَاءُ انْفَطَرَتْ ﴾

( سورة الانفطار)

عبادة التفكر أعظم عبادةٍ على الإطلاق:

 

 أكثر الأجزاء الأخيرة في القرآن الكريم تتحدث عن الكون، بل هناك ألفٌ وثلاثمئةِ آية تتحدث عن الكون، ما معنى هذه الآيات ؟ إذا كانت الآيات في الأمر والنهي فتقتضي أن نأتمر وأن ننتهي، وإذا كانت الآيات في الحديث عن الآخرة ومشاهدها ولاسيما أهل الجنة وأهل النار فتقتضي أن نسعى إلى الجنة، وأن نتقي النار ولو بشق تمرة، وإذا كانت الآيات عن الأمم السابقة فتقتضي أن نتعظ، فما حكمة وجود سدس القرآن يتحدث عن الكون ؟ طبعاً من أجل أن نعرف الله، لأن أعظم عبادةٍ على الإطلاق هي عبادة التفكر، والدليل:

﴿ِ إنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآيَاتٍ لِأُولِي الْأَلْبَابِ * الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَاماً وَقُعُوداً وَعَلَى جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ ﴾

(سورة آل عمران )

 جاء التفكر في صيغة الفعل المضارع الذي يشير إلى الاستمرار:

﴿ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلاً سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ ﴾

(سورة آل عمران الآية: 191)

الكون هو الآية الكبرى الأولى الثابتة التي لا يختلف عليها أحد:

 

 إذاً الكون هو الآية الكبرى الأولى الثابتة التي لايختلف عليها اثنان، والتي يقرأها كل إنسان، والكون تحت سمع البشر وبصرهم، الكون يتعاملون معه كل يوم، فلذلك آياته يخضع لها الإنسان قبل أي شيءٍ آخر، هذا الذي دعانا إلى أن نبدأ بالكون كمقوم أول من مقومات التكليف، والآيات الكثيرة تدعو إلى التفكر في خلق السموات والأرض، وتدعو إلى النظر في الكون.

الأستاذ معتز:

 وهل في القرآن الكريم ما يحدد ماهية هذا الكون ؟.

 

حقائق علمية تتحدث عن الكون:

 

الدكتور راتب:

 أولاً: هناك آيات كثيرة في كتاب الله تتحدث عن الكون، أضرب مثلاً قبل أن آتي بالآية: الحقيقة أقرب نجم ملتهب إلى الأرض عدا الشمس ـ الشمس نجم ملتهب لكنه ضمن المجموعة الشمسية ـ أقرب نجمٍ ملتهبٍ إلى الأرض عدا المجموعة الشمسية يبعد عن الأرض أربع سنوات ضوئية، حتى يعرف الأخ المشاهد ماذا تعني كلمة سنة ضوئية، أو أربع سنوات ضوئية، القضية بسيطة جداً، أخوك الصغير في البيت معه آلة حاسبة، سرعة الضوء ثلاثمئة ألف كيلو متر في الثانية الواحدة، كم يقطع الضوء في الدقيقة ؟ ثلاثمئة ألف ضرب ستين، كم يقطع الضوء في الساعة ؟ ثلاثمئة ألف ضرب ستين ضرب ستين، كم يقطع في اليوم ؟ ضرب أربع وعشرين، كم يقطع في العام ؟ ضرب ثلاثمئة وخمسة وستين، كم يقطع في أربع سنوات ؟ بدقائق معدودة طالب من طلابنا الكرام بإجراء حسابي سريع يعرف كم يبعد هذا النجم عنا، وهو أقرب نجمٌ ملتهبٌ إلينا من خلال ضرب ثلاثمئة ألف، بستين، ضرب ستين، بأربع وعشرين، بثلاثمئة وخمسة وستين، بأربعة.
أنا أتخيل ـ هذا اسمه افتراض علمي ـ أن لهذا الكوكب طريقاً معبداً، وأن معي مركبة أرضية سرعتها مئة كيلو متر في الساعة، وانطلقت من الأرض باتجاه هذا الكوكب، متى أصل إلى أقرب نجم ملتهب للأرض ؟ أصل بعد خمسين مليون عام، ماذا تعني أربع سنواتٍ ضوئية ؟ لو أن لهذا الكوكب طريقاً، وركبت مركبةً أرضية، لاستغرقت الرحلة خمسين مليون عام، الإنسان يعيش تقريباً ستين سنة، هذا من أجل أن نعرف ما معنى رقم فلكي، أربع سنوات، الطريق إليه يقدر بخمسين مليون عام.
 لو سألنا سؤالاً آخر: متى نصل إلى نجم القطب الذي يبعد عنا أربعة آلاف سنة ضوئية ؟ قفزة واحدة من أربع سنوات إلى أربعة آلاف، أي خمسون ألف مليون عام ضرب أربع سنوات، خمسون ألف بمسافة تقدر بألف سنة ضوئية، بأربعة آلاف، أي مئتا ألف مليون عام حتى نصل إلى نجم القطب.
 متى نصل إلى المرأة المسلسلة ؟ مجرة تبعد عنا مليوني سنة ضوئية، بل متى نصل إلى نجمٍ اكتشف حديثاً يبعد عنا عشرين مليار سنة ضوئية، هذه حقائق مسلم بها، لكن الناس في غفلةٍ عنها، عشرون مليار سنة الأربع سنوات ضوئية تحتاج إلى أن نصل إليها لخمسين مليون عام، متى نصل إلى هذا النجم الذي يبعد عنا عشرين مليار سنة ضوئية ؟.

 

الأستاذ معتز:

 نعم هذه حقائق علمية، ولكن ماذا عن الآية من كتاب الله ؟

 

 

الإله العظيم جعل هذا الكون مظهراً لأسمائه الحسنى:

 

الدكتور راتب:

 الآن سأذكر الآية، الآن مكان الآية قال تعالى:

﴿ فَلَا أُقْسِمُ بِمَوَاقِعِ النُّجُومِ * وَإِنَّهُ لَقَسَمٌ لَوْ تَعْلَمُونَ عَظِيمٌ ﴾

(سورة الواقعة )

 لذلك:

﴿ إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ﴾

( سورة فاطر الآية: 28 )

العلماء وحدهم ولا أحد سواهم يخشى الله، إذا أردت الدنيا فعليك بالعلم، وإذا أردت الآخرة فعليك بالعلم، وإذا أردتهما معاً فعليك بالعلم.
 أستاذ معتز، عشرون مليار سنة ضوئية هذا رقم يصعب تصوره، أي الأربع سنوات تحتاج لخمسين مليون عام، العشرون ملياراً كم تحتاج ؟ لكن مع ذلك بهذه الآية كلمة لو تدبرها عالمٌ فلك لخر لله ساجداً، الكلمة مواقع جمع موقع، معنى موقع أن صاحب الموقع ليس في الموقع، لماذا ؟ إن هذا النجم الذي كان في هذا المكان وانطلق منه ضوء إلى الأرض، بقي هذا الضوء يمشي في الفضاء الخارجي عشرين مليار سنة، حتى وصل إلينا، هذا النجم الذي أصدره سرعته تقترب من سرعة الضوء، سرعته 240 ألف كم في الثانية أي من عشرين مليار سنة ينطلق هذا النجم بسرعة 240 ألف كم بالثانية، أين هو الآن تصور كوكباً يمشي بسرعة 240 ألف كم في الثانية، ومضى على سيره عشرون مليار سنة أين هو الآن ؟ فهذا المكان ليس نجماً هذا موقع النجم، ولو أن الآية افتراضاً فلا أقسم بالمسافات بين النجوم، هذا ليس قرآناً، أما الآية

﴿ فَلَا أُقْسِمُ بِمَوَاقِعِ النُّجُومِ * وَإِنَّهُ لَقَسَمٌ لَوْ تَعْلَمُونَ عَظِيمٌ ﴾

من أيقن أن علم الله يطوله و كذلك قدرته يستقيم على أمره:

 لذلك:

﴿ إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ﴾

 وإنما تعني القصر، أي ما لم تطلب العلم من الصعب أن تخشى الله من أجل أن تعرف عظمة الله.

﴿ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَوَاتٍ وَمِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَّ يَتَنَزَّلُ الْأَمْرُ بَيْنَهُنَّ لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وَأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْماً ﴾

( سورة الطلاق )

 أنت حينما تتفكر في خلق السموات والأرض توقن يقيناً أن علم الله يطولك، وأن قدرته تطولك، فإذا أيقنت أن علمه يطولك وأن قدرته تطولك تستقيم على أمره، وكأن هذه الآية تشير إلى أسباب استقامة الإنسان على أمر الله، إذاً:

﴿ فَلَا أُقْسِمُ بِمَوَاقِعِ النُّجُومِ * وَإِنَّهُ لَقَسَمٌ لَوْ تَعْلَمُونَ عَظِيمٌ ﴾

 لو وقفنا وقفةً متأنية، مثلاً: إنسان يركب مركبته و هناك شرطي واقف على الإشارة الحمراء، هذا الشرطي إلى جانبه شرطي على دراجة، وإلى جانب هذا الشرطي على الدراجة نقيبٌ في الشرطة في سيارة، أنت مواطن عادي، والإشارة حمراء، هل يعقل أن تخالف الإشارة ؟ أعتقد مستحيل وألف مستحيل، لأنه أولاً علم واضع قانون السير يطولك، وقدرة واضع قانون السير تطولك، علمه يطولك، وقدرته تطولك، لكن في بعض البلاد النامية متى يمكن أن تخالف هذه الإشارة ؟ في الساعة الثالثة ليلاً، لأن علم واضع القانون لا يطولك، فإذا كنت أكبر من واضع القانون قدرته لا تطولك.

 

كلما تفكرنا في عظمة الكون خشع قلبنا وخضعنا لله عزّ وجل:

 

 أنا أتحدث بمثل منتزع من حياة الناس، هذه الإشارة لن تخالف ما دام واضع قانون السير يطولك علمه، وكذلك تطولك قدرته، أما في الساعة الثالثة ليلاً علمه لايطولك قد تخالف أحياناً، وأما إذا كنت أكبر من واضع هذا القانون في بعض البلاد طبعاً قد تتجاوز الإشارة لأن قدرته لا تطولك، أما حينما تعلم أن علم الله يطولك وأن قدرته تطولك لا يمكن أن تعصيه.

﴿ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَوَاتٍ وَمِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَّ يَتَنَزَّلُ الْأَمْرُ بَيْنَهُنَّ لِتَعْلَمُوا ﴾

( سورة الطلاق آية: 12 )

 هذه اللام لام التعليل، أي علة وجودنا أن نعلم،

﴿ لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وَأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْماً ﴾

 هذا قانون الاستقامة، أنت حينما تعلم أن الله يعلم، وسيحاسب، وسيعاقب، لا يمكن أن تعصيه، أما حينما يضعف علمك فتظن أن الله لا يعلم مع أن الله يقول:

﴿ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً ﴾

(سورة النساء )

 مع أن الله يقول:

﴿ إِنَّ رَبَّكَ لبا لمرصاد ﴾

( سورة الفجر )

 هذه الآية الثانية حينما توقن أن علم الله يطولك، وأن قدرته تطولك، عندئذٍ لا يمكن أن تعصيه، وكأن هذه الآية تنطوي على قانون الاستقامة.
إذاً كلما تفكرنا في عظمة الكون خشع قلبنا، وخضعنا لله عز و جل، وهذه أحد أكبر خصائص التفكر في خلق السموات والأرض.

 

الأستاذ معتز:

 عودنا الأخوة المشاهدين أن نريهم مباشرة بعض الآيات في خلق الإنسان، ننتقل إلى حلقةٍ جديدة من حلقات خلق الإنسان التي تأخذ بالألباب.

 

 

مشهد من عظمة الله في خلق الإنسان "اللقاء بين النطفة والبويضة":

 

الدكتور راتب:

 الحقيقة النطفة تحدثنا عن تصميمها، والبويضة تحدثنا عنها، وعن انتقالها، بقي متى يتم هذا اللقاء الكبير ؟ الحقيقة، وفي النهاية تستطيع مئاتٌ من الحوينات الوصول إلى البويضة، غير أنه لم ينته السباق حتى الآن، فلا تقبل البويضة إلا نطفة واحدة فقط

ولهذا يبدأ سباقٌ جديد، هناك عائقان مهمان جداً أمام النطف، الطبقة الحامية التي تقتل جميع أنواع الجراثيم التي تحاول الاقتراب من البويضة، وقشرة البويضة المتينة التي يصعب ثقبها إلى حد كبير، خُلق في النطفة أنظمةٌ خاصةٌ لاجتياز هذين العائقين، فهناك الأسلحة المخفية التي خبأتها النطف تحت طرف الدرع الصلب إلى هذه اللحظة إنها أكياس الأنزيم المذيبة، هذه الأكياس ستثقب العائق الأول الذي على أطراف البويضة أي الطبقة الحامية بإذابتها، فعندما تجتاز النطفة هذه الطبقة وتتقدم في الطبقة يتآكل درعها شيئاً فشيئاً، ثم يتفتت ويتبعثر، أما تفتت الدرع هذا فهو جزءٌ من الخطة المنفذة الكاملة، ولأنه بفضل هذا التفتت ستبدأ أكياس الأنزيم الثانية الموجودة داخل النطفة بالظهور، وهذا يؤمن اجتياز آخر عائقٍ يواجه النطفة أي ثقب قشرة البويضة.

 طبعاً شاهدنا هذه الأحداث من خلال الصور الملتقطة على المجهر الإلكتروني ، صور حقيقية

فللنطفة درعٌ أحمر كما رأيناه قبل قليل يذوب هذا الدرع تدريجياً، وتجتاز النطفة قشرة البويضة إلى الداخل، التصميم الكامل في اتحاد النطفة والبويضة غير محصورٍ بهذا فقط، ففي لحظة وصول النطفة إلى قشرة البويضة تتحقق المعجزة الأخرى، وفجأة تتدخل النطفة بنفسها تاركة وراءها ذيلها الذي أوصلها إلى هنا، وهذا مهمٌ جداً لأنه إذا لم تقم النطفة بهذا العمل فسيدخل الذيل المتحرك إلى خلية البويضة ويخربها، بقيام النطفة بهذا الحساب عليها أن تعرف أنها وصلت إلى آخر الطريق، وأنها لم تعد بحاجة إلى الذيل بعد الآن، غير أن النطفة جهاز بيولوجي، لا تشعر بما حولها، ولا تملك أي عقل وعلم.

 فلذلك الخالق سبحانه وتعالى نسق معها أيضاً نظام انعزال الذيل في الوقت الصحيح، تقوم النطفة التي تركت ذيلها مباشرة بثقب البويضة وتضع فيها الصبغيات من خلال ذلك الثقب، وهكذا يتم انتقال المعلومات الوراثية، ونتيجة عمل مئات الأنظمة المختلفة المستقلة عن بعضها البعض بنظام عمل متناسق، أوصلت المعلومة الوراثية العائدة لجسم الرجل إلى البويضة في جسم المرأة، وكما يُرى فلا مكان لأي مصادفة في اتحاد النطفة مع البويضة، بل يتحقق ذلك بفضل تصميم، وخطة كاملة، هذه الحوادث تحققت دون أن يدركها الإنسان، وهذا التخطيط الدقيق لكل مرحلة من هذه المراحل فيها دلائل واضحة على خلق الإنسان من قِبل الله سبحانه وتعالى.

 

 

خاتمة و توديع:

 

الأستاذ معتز:

 ودمتم بأمان الله، وإلى حلقة جديدة بإذن الله.

ملاحظة : الصور مأخوذة من المراجعين التاليين

1- Fox Human Physiology

2- the developing human clinically oriented embryology

الاستماع للدرس

00:00/00:00

تحميل النص

إخفاء الصور