وضع داكن
24-04-2024
Logo
الدرس : 19 - سورة التوبة - تفسير الآية 103 ، الزكاة.
   
 
 
 بسـم اللـه الرحمـن الرحيـم  
 

 الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيّدنا محمد الصادق الوعد الأمين، اللهم لا علم لنا إلا ما علَّمْتنا إنك أنت العليم الحكيم اللهم علِّمنا ما ينْفعنا وانْفعنا بِما علَّمتنا وزِدْنا عِلما، وأَرِنا الحق حقاً وارْزقنا اتِّباعه وأرِنا الباطل باطِلاً وارزُقنا اجْتنابه، واجْعلنا ممن يسْتمعون القول فَيَتَّبِعون أحْسنه وأدْخِلنا برحْمتك في عبادك الصالحين.
 أيها الإخوة الكرام، آيَةُ الزَّكاة ونحن في رمَضان، قال تعالى:

﴿خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا وَصَلِّ عَلَيْهِمْ إِنَّ صَلَاتَكَ سَكَنٌ لَهُمْ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (103)﴾

[ سورة التوبة ]

 العلماء اسْتَنْبَطوا من هذه الآية أحْكامًا كثيرة فالحُكْم الأوَّل أنَّ الزَّكاة تُؤْخَذُ ولا تُعْطى لأنّ المُجْتَمَع الإسْلامي سَلامَتُه مُتَوَقِّفَةٌ على أداء الزَّكاة فلا ينْبغي أن يكون أداءُ الزَّكاة مِزاجِيًا، تُعْطي أو لا تُعْطي، فالزَّكاة ينْبغي أن تُؤْخذ لأنَّها فريضَة، قال تعالى:

 

﴿وَالَّذِينَ فِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ مَعْلُومٌ(24)لِلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ(25)﴾

 

[ سورة المعارج ]

 فالله تعالى يقول: خُذْ، يُخاطِبُ الله تعالى النبي عليه الصلاة والسلام هَلْ يُخاطِبُهُ على أنَّهُ رسول الله ؟ لا، بل هو تعالى يُخاطِبُهُ على أنَّهُ وَلِيُّ أمْرِ المُسْلِمين، لذلك الزَّكاة فريضَة، وتُؤْخذُ من قِبَلِ ولِيِّ أمْر المُسْلِمين، ولا تُعْطى ابْتِداءً من قِبَلِ المؤمنين.
 أمَّا معنى أموالِهِم ! جاءَتْ كلمَة جمْعًا ؛ أيْ كُلُّ أموالهم، فما أنْتَجَتْهُ الأرض هو من المال، والعسَل مال، والمحاصيل أموال، والفواكه أموال، والأراضي التي اشْتُرِيَتْ لِتُباعَ بِرِبْحٍ عُدَّتْ عُروضًا تِجارِيَّة وتاجِر بُيوت عنده بيْتَيْن أو ثلاثة فَكُلُّ بيْتٍ عليه الزَّكاة، فالمُنْشَآتُ المُعَدَّة للتِّجارة هي أموال، والذَّهَب والفِضَّة، والأنعام والإبل والغنَم والماعِز هي مِن الأموال، فَكَلِمَة أموالِهم جاءَتْ جمْعًا كي تُغَطِّي كُلَّ الأموال، وخُذْ فِعْلُ أمْرٍ والمُخاطَبُ هو النبي عليه الصلاة والسلام لا على أنَّه نبِيّ ولكن على أنَّه وليّ أمْر المُسْلمين، ولكن مِنْ للتَّبْعيض ففي الإسلام لا يوجَدُ أخْذُ المال كُلِّهِ، والنِّسَب ضئيلة جدًّا ؛ اثْنان ونِصْف بالمائة.
 قال تعالى:

 

﴿خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً﴾

 

[ سورة التوبة ]

 وفي الحقيقة هذه آيةُ الزَّكاة، فَلِمَ سَمَّى الله الزَّكاة صدقَةً ؟ هي آيَةُ الزَّكاة وسمَّاها الله تعالى صدَقَةً ؛ لماذا ؟ قالوا: لأنَّ إنْفاق المال يُؤَكِّدُ صِدْق الإيمان، فأحْيانًا تتوافَق الأوامر الشَّرْعِيَّة مع المصالِح الدُّنْيَوِيَّة، فالزَّواج أمر شَرْعي، وكذا القصْر في الصَّلاة سمح لنا أنْ نقْصُرَ الصَّلاة، أما حينما تتناقَض الأوامِر مع المصالح يُعَدُّ البَذْل دليلاً على صِدْق الإيمان، فمَثَلاً النَّفْس تَميل إلى النَّظر إلى النِّساء، والأمْر بِغَضِّ البصَر يتناقَض مع طَبْعِ النَّفْس، فَهِيَ به تَرْقى والنَّفْس تَميل إلى أخْذ المال وكسْبِهِ، والأمر بإنْفاق المال يتناقض مع الطَّبْع ؛ فهِيَ به تَرْقى، والله عز وجل لمَّا ذَكَر المُتَّقين قال:

 

﴿وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ(133)﴾

 

[ سورة آل عمران ]

 المُتَّقون لهم آلاف الصِّفات، ولكنَّ الله بدأ بِصِفَةٍ تُؤَكِّدُ تَقْواهم، فقال تعالى:

 

﴿ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنْ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ(134)﴾

 

[ سورة آل عمران ]

 فالمُلَخَّص أنَّك لا ترْقى عند الله إلا إذا خالَفْتَ هواكَ، قال تعالى:

 

﴿وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنْ الْهَوَى(40)﴾

 

[ سورة النازعات ]

 وقال تعالى:

 

﴿وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ(46)﴾

 

[ سورة الرحمن ]

 والآية دقيقة جدًا، أوْدَعَ الله فيك الشَّهوات، وأمامَكَ موضوع الشَّهْوَة امرأة في الطريق، أو مال أمامك، فالنَّفْسُ ميَّالَةٌ إلى أخْذ المال، أو إلى إطلاق البصَر، ولا أحَدَ يُحاسِبُكَ، فأنت حينما تغُضُّ البصَر أو تتعفَّفُ عن المال خَوْفًا من الله عز وجل فأنت مِمَّن انْطَبَقَتْ عليه الآية الكريمة،:

 

﴿وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنْ الْهَوَى(40)﴾

 

[ سورة النازعات ]

 مقام الله عز وجل مَقام الإشْراف والعِلم والسَّمع والبصَر، فلمَّا يخاف الإنسان ربَّهُ عز وجل يسْتَحِقُّ جنَّة ربِّهِ، لذا قال الفقهاء: مَن حلَفَ يمينَ طلاقٍ إذا ترَكَ شَهْوَةً مخافَةَ الله عز وجل، حلفَ بالطَّلاق أنَّهُ مِن أهل الجنَّة لأنَّه خشِيَ الله غَيْبًا، فامْرأتُهُ لا تَطْلُق ! لأنَّ الله يقول:

 

﴿وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ(46)﴾

 

[ سورة الرحمن ]

 وقال تعالى:

 

﴿وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنْ الْهَوَى(40)﴾

 

[ سورة النازعات ]

 فَمِنْ في قوله: خُذْ مِن أموالهم هِيَ للتَّبْعيض، أيْ خُذْ بعض أموالهم واتْرُك لهم كرائِمَ أموالهم، وأموال جاءَت جَمْع لأنَّ كُلّ أنواع الأموال تَجِبُ فيها الزَّكاة، وكلمة هُمْ ضمير جَمْع، أي لا يوجَد مُسْلِم مُسْتَثْنى من الزَّكاة، هُمْ ضمير الجمْع، فالأموال كُلَّها تَجِبُ فيها الزَّكاة والمسلمون جميعًا تَجِب عليهم الزَّكاة، والدَّفْع بعض أموالهم وليس كلَّ أموالهم، والزَّكاة تؤْخَذُ ولا تُعْطى، والأمْر مُوَجَّه لوليّ أمْر المُسْلمين وأما كلمة صدَقة فتَعْني ما يُؤَكِّدُ صِدْق الإنسان.
 فالله قال أنَّ هذه الصَّدَقة تُطَهِّرُهم ؛ مَن ؟ فَهِيَ تُطَهِّرُ أشْياء ثلاثة: تُطَهِّرُ الغنيّ من الشُّح، لذا ورَدَ عن النبي الكريم:

((برئ من الشُّح من أدَّى زكاة مالِهِ وتُطَهِّرُ الفقير مِن الحِقْد ))

 مَحْروم ودون أكْل وشُرْب والمُجْتمَعَ أهْمَلَهُ وجعلَهُ وراء ظَهْرهِ، أما حينما تُقدَّم له الزَّكاة ويشْتري الطَّعام والشَّراب، ويشْتري منزلا، وحينما تُقَدَّم له الألْبِسَة ويُطَبَّب يشْعر أنَّه غالٍ في المجتمع وأنَّه مُهِمّ عند إخوانِهِ، فَيَطْهُرُ من الحِقْد ويطْهُرُ الغنيّ مِن الشُّح، ويَطْهُر المال من تَعَلُّق حقّ الغير بِهِ فإذا الواحِد معه مليون ليرة، ومعه دَين بِثمان مائة ألف ولم يَدفَعها ! فهذا المال الذي مَعَهُ يتعلَّقُ به حقّ الآخرين، لذلك يُتْلِفُهُ الله عز وجل ومَن أخذَ أموال الناس يريدُ إتْلافها أتْلَفَهُ الله، ومَن أخَذَ أموال الناس يُريدُ أداءَها أدَّى الله عنه، فكَلِمَة خُذْ مِن أموالهم صدقَةً تُطَهِّرهم تُطَهِّرُ الغنيّ من الشُّح، والفقير من الحِقْد، والمال من تَعَلُّق حق الغير به.
 الآن قال تعالى:

 

﴿وَتُزَكِّيهِمْ﴾

 

[ سورة التوبة ]

 الآية دقيقة ؛ تُزَكِّي الغنيّ، فالغَنِيّ حينما يؤَدِّي زكاة مالِهِ، ويملأُ بِمَالِهِ حاجات الناس، يُدْخِلُ الفرْحة على الفقراء، وتَعْلو البسْمةُ على جبين المحروم، يشْعُر الغنيّ بقيمته، فهو لم يَعُدْ تاجِرًا فقط، بل أصْبَحَ مُحْسِنًا، ودخلَ في قلوب الآخرين، والمُجْتمَع الإسلامي مَبْني على التباذل لا على الحِقْد، فالغنيّ تنْمو نفْسُهُ ويشْعُر بقيمتِهِ وأهمِّيتِهِ ومكانَتِهِ في المُجْتمع الإسلامي لأنَّه كان عُضْوًا نافِعًا وهامًّا في المُجْتَمَع، فالإنسان يشْعُر بِثِقَة وتألُّق كُلَّما كان لهُ دَوْر خطير في المُجْتَمَع، فالله تعالى قال:

 

﴿وَتُزَكِّيهِمْ﴾

 

[ سورة التوبة ]

 تُزَكِّي نفْس الغنيّ، والفقير تَزْكو نفْسُهُ ويشْعُر أنَّ له مكانة، فهو صحيح أنَّ قدرًا كان فقيرًا لكِنَّ المُجْتَمَع غطَّى لهُ حاجَتَهُ، فتَنْمو نفْسُهُ والله أعرِف أسْرة كان ربُّ بيْتِهم له مرض خطير في قلبِهِ ويَحتاج إلى عَمَلِيَّة مائتان وخمسون، وكان الكآبة تحومهم، فقال هذا المريض: اتَّصَلَتْ بيَ امرأة وقالتْ لي: اِذْهَب إلى الطبيب الفُلاني، وأجْري العَمَلِيَّة، وهِيَ مُغَطَّاة، ولم يكنْ يعْرِفُها، فذَهَبَ إلى الطبيب ووضَعَ له مَوْعِدًا بعد يوْمين أو ثلاثة، وأُجْرِيَت العَمَلِيَّة ونَجَحَتْ، وزُرْتُهُ بعد العَمَلِيَّة، والله رأيْتُ أولادَهُ يرْقُصون من الفرَح، وهو على وَجْهه البسْمة ! ما معنى تُزَكِّيهِم ؟ فقير مَقْهور ومَكْسور ومَحْروم، ومُتضايِق فلمَّا جاءَتْهُ أموال الزَّكاة وأكل ولبِسَ هو وزوْجَته وأولاده نَمَتْ نفْسُهُ وشَعَر بِعَظَمَةِ الإسلام، ولولا هذا الإسلام لما أكَلَ ! فهذا الفرض فرَضَهُ على كُلِّ الأغنياء، وكُلاًّ مِن الغنيّ والفقير أشْرَقَت أنفسهما والمال يزْداد بِطَريقَتَين، بِطَريقة قانونِيَّة، فالدُّوَل الغنِيَّة تُساعِد الدُّوَل الفقيرة، تقول لك: حتَّى ترْتفع عندها القدرة الشِّرائِيَّة، فلمَّا الأغنياء يدْفَعون زكاة أموالهم للفقراء، ماذا يصْنَعون بها ؟ سَيَشْتَري بها الألْبِسَة والأطْعِمَة والأحْذِيَة، معْنى ذلك أنَّه أصْبَحَ هُناك رواج بِالسُّوق، فلو أنَّ كلّ أغْنياء المسلمين دفَعوا أموال زكاتِهِم فإنَّ هذا يَحُلّ مُشْكلات الفقراء نِهائِيًّا، في إحْصاء سنة السِّتة والخمسين الدَّخل القومي لِبَلَدِنا كانت زكاتُه أربعُ مائة وثمانون مليون ليرة ! فلمَّا تُدْفَعُ الزكاة بأكملِها تُحَلُّ مُشْكلات الفقراء.
 قال تعالى:

 

﴿خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا ﴾

 

[ سورة التوبة ]

 تُزَكِّي نفْس الغنيّ، ونفْسَ الفقير وتُزَكِّي المال لِنَمائِهِ بِطَريقة واقِعِيَّة ولكن قال هناك طريقة أخرى يَنْمو المال بها، وهذه الطريقة هي طريقة العِنايَةِ الإلهِيَّة المباشرة، فهذا التاجر الذي أدَّى زكاة مالهِ إذا كانت هناك صَفْقة خاسِرَة فالله تعالى يقْبض قلبَهُ، وإذا كانت هناك صفْقة رابِحَة ينْشرِحُ صدْرُهُ، فَمَانِعُ الزَّكاة يُوَرِّطُهُ الله بِصَفْقة خاسِرَة ويَحْجب عنه الصَّفقة الرابِحَة يقول لك: خسِرْتُ ثلاثة ملايين ! وهذه العَمِلِيَّة فلَّسْنا منها، لأنَّه ما تلِفَ مالٌ في برٍّ أو بَحْر إلا بِحَبْسِ الزَّكاة سَمِعْتُ قِصَّة وكان مطْلوبًا منه طُنَّيْن من الكاكاو، فسافَرَ إلى بلدٍ أجْنبي فلم يَجِد هذا العدد وأقلّ شيء كونْتينَر عشرين طنّ، فهذا المَعْمل وثقَ منه وأعطاه كونتينرين وكُلْفة كلغ بِثلاثة ليرات، فلم يجِد مَن يشْتري عنه بِهذا الثَّمَن فذَهَب إلى الحجّ ودعا الله أن يجري له هذه الصَّفْقَة ففي ظرفٍ اسْتِثنائي مُنِع الاسْتيراد فَبَاعَهُ بثمانِيَة عشر، سِتَّة أضْعاف فالله تعالى بالعِناية الإلهيَّة المُباشِرة يُضاعف لك أموالك أضعافًا لأنَّك أدَّيْتَ زكاة مالك، وآخر من الأذْكِياء يَخْسر الملايين لأنَّهُ لم يُؤَدِّ زكاة مالهِ ولذلك لا يوجد الذَّكاء مع الله، وإذا أراد ربُّكَ إنْفاذ أمْرٍ أخذَ مِن كُلِّ ذي لُبٍّ لُبَّهُ فإذا بك تَجِدُه خَسِر وندم، أما الذي يُؤَدِّي زكاة مالهِ فهُوَ بالعِناية الإلهِيَّة فقد ذَكَر لي أخٌ، وكان يُؤَدِّي زكاة ماله بِثَلاثَة أضْعاف فقال لي: آخر مرَّة شَعَرْتُ بانْقِباض ما بعْدَهُ انْقِباض، فرَفَضْتُ أن أُصَدِّر بِضاعتي، ولا أمْلِكُ السَّبب ولا التَّعليل، فقال لي: بعدها في آخر السَّنة فرَضوا ضرائِب باهِظة، حتَّى أنَّ هناك مَن دفَعَ ضرائب من عشرين سنة، ونَفَذْتُ من الضَّرائب حينها لأنَّني لم أُصَدِّر، فالله يُلْهِمُ عبْدَهُ إذا زكَّى، والمال ينْمو بالعِناية الإلهِيَّة المُباشِرَة، وينْمو بالقانون الطبيعي إذا صار للفقير قوَّة شِرائِيَّة، وهناك طريقة أخري من العناية المُباشِرَة وهو أنَّهُ تعالى يُلْهِمُكَ الشيء الرابِح ويصْرف عنك الشَّيء الخاسِر.
فَخُذْ لها معنى، ومِن للتَّبعيض، وأموالهم لها معنى، وهم لها معنى وصدقَة تُؤكِّدُ صِدْق إيمانِهِ، وتُطَهِّرهم لها ثلاثة معاني وتُزكِّيهم لها ثلاثة معاني.
 ثمَّ قال تعالى:

 

﴿خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا وَصَلِّ عَلَيْهِم﴾

 

[ سورة التوبة ]

 أيْ إذا عَطَفَ عليك رسول الله صلى الله عليه وسلَّم فإنَّك تشْعُر بِسَعادة ما بعدها سعادة، وصلاة رسول الله على أصحابِهِ هي صلاة العَطْف والمحبَّة، والاتِّصال بهم اتِّصال الإكْبار والتَّعظيم، وما تلف مال في برٍّ أو بحْر إلا في حَبْس الزَّكاة، فهذا سيِّدنا أبو الدرداء أبْلغوه أنّ محلَّهُ احْتَرَق، فقال لهم: لا فإنَّه لا يحْترِق ‍‍! فذَهبوا فإذا بهم يجِدوا المحلّ الثاني الذي احْتَرَق !! فقال لهم: ما كان له أن يحْترق.
 وقد قال عليه الصلاة والسلام:

((حصِّنوا مالكم بالزكاة))

 وقد ورَدَ بالأَثَر أنَّهُ ما عُبِدَ الله بأفْضل من إعانة المسلم، وثمانية آيات حصْرًا في الزَّكاة، قال تعالى:

﴿وَمَا أَنفَقْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ(39)﴾

[ سورة سبأ ]

 يُخْلِفُه أضعافًا كثيرة.

 

تحميل النص

إخفاء الصور