وضع داكن
20-04-2024
Logo
الدرس : 4 - سورة لقمان - تفسير الآية 30 مبدأ الاثْنَيْنِيَّة في الكون.
   
 
 
 بسـم اللـه الرحمـن الرحيـم  
 

 الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيّدنا محمد الصادق الوعد الأمين، اللهم لا علم لنا إلا ما علَّمْتنا إنك أنت العليم الحكيم اللهم علِّمنا ما ينْفعنا وانْفعنا بِما علَّمتنا وزِدْنا عِلما، وأَرِنا الحق حقاً وارْزقنا اتِّباعه وأرِنا الباطل باطِلاً وارزُقنا اجْتنابه، واجْعلنا ممن يسْتمعون القول فَيَتَّبِعون أحْسنه وأدْخِلنا برحْمتك في عبادك الصالحين.
 أيها الإخوة الكرام، الآية الثلاثون من سورة لقمان، وهي قوله تعالى:

﴿ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ الْبَاطِلُ وَأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ (30)﴾

[ سورة لقمان ]

 هناك في الكَون حقيقةٌ واحِدَة ؛ هي الله تعالى، فَكُلّ شيءٍ يُقَرِّبُنا من هذه الحقيقة أُمِرنا به، وكلّ شيءٍ يُبْعِدُنا عنها نُهينَا عنه، فلو قرأتَ القرآن الكريم كُلَّه، وكذا السنَّة المُطَهَّرَة كلَّها، لما وَجَدْتهما يزيدان عن أمْرٍ لما يُقَرِّبُك، وعن نَهْيٍ لما يُبْعِدُك، أما الذي سكَتَ عنه القرآن ولا علاقة له لا بالقُرْب ولا بالبُعْد، فالذي سَكَت عنهُ القرآن حِيادي ولا يُقَرِّبُ ولا يُبَعِّدُ، ألوان الألبسة وأنواع الأثاث وشَكْل المساجِد وشَكل البيوت، وحينما تنتهي الدنيا تنتهي، أما غضُّ البصَر فهذا يُقَرِّبُك، وإطلاق البصَر يُبْعِدُكَ والكذِب يُبْعِدُكَ والصِّدق يُقَرِّبُك، فَكُلّ شيءٍ يُقَرِّبُكَ أمرَكَ به القرآن ولو درجةً بالمائة ! وكلّ شيءٍ يُبْعِدُكَ نهاك عنه، قال تعالى:

 

﴿ فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَه(7)وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَه(8)﴾

 

[ سورة الزلزلة ]

 وَجَدت نملة على الرصيف قتَلتها ! أنت مُحاسب ! أنا أذْكُر لكم أدقَّ الأشياء، قال له عِضني ولا تُطِل، فإذا قلتَ لي هذا الكِتاب مِن دفَّتِهِ إلى دفَّتِهِ، وهذه السنَّة التي تحوي حوالي مائتان ألف حديث، ومجموع السنَّة ستُّ مائة ألف حديث، هذه الأحاديث مِن أوَّلِها إلى آخِرِها، يقول عليه الصلاة والسلام:

((ما ترَكْتُ شيئًا يُقَرِّبكم إلى الله تعالى إلا أمرتكم به ))

 فأيُّ شيءٍ يُبْعِدُكَ ولو كان بِأدَقِّ الأشياء فالله تعالى نهاكَ عنه، فإذا قلتَ لِصاحِبِكَ والإمام يَخْطُب: أنصت فقد لَغَوْتُ، ولو كانت معك مَسْبَحة فهذه ممنوعة أثناء خطبة الجمعة أو دروس العِلم، حتَّى في علاقتك الزَّوْجِيَّة، واللِّقاء الزَّوجي، وفي الاغْتِسال، وفي قضاء الحاجة ؛ مَنْهَج كامِل اِفْعَل ولا تفْعَل، فلِذلك قال تعالى:

 

﴿ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ الْبَاطِلُ وَأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ (30)﴾

 

(سورة لقمان )

 تحت هذه الكلمة ضَع كلّ مذاهِب الأرض، وكلّ النَّظَرِيَّات، وكلّ الطُّروح والمُعْطَيات والمذاهب، وكلّ المِلَل والنِّحَل، لماذا ربُّنا سبحانه وتعالى ذَكَر الحقَّ مُفْرَدًا ؟ وذكَر الباطِل جمْعًا ؟ قال تعالى:

﴿وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ(153)﴾

[ سورة الأنعام ]

 لأنَّ الباطِل يتعدَّد، كما أنَّ بين نقطتين لا يمرّ إلا مستقيم واحِد، والثاني فوْقَهُ يأتي، فالحق لا يتعدَّد، والطريق المستقيم واحِد، ولكن يُمْكِن أن ترْسُم ألف خطٍّا مُنْحني انحناء خفيفا، وانحناء أشَدّ، وخطّا مُنْكَسِرا وآخر مُتَعَرِّجا، فالطُّرق المُلْتَوِيَة كثيرة، قال تعالى:

 

﴿ اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا يُخْرِجُهُمْ مِنْ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَوْلِيَاؤُهُمْ الطَّاغُوتُ يُخْرِجُونَهُمْ مِنْ النُّورِ إِلَى الظُّلُمَاتِ أُوْلَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ(257)﴾

 

[ سورة البقرة ]

 سأطْرَحُ حقيقة خطيرة ؛ إذا كُنَّا جميعًا على الحق فَلِقَاؤُنا حَتْمي ! إلهٌ واحِدٌ، والنبي فينا واحِدٌ، وسنَّة واحِدة، فإذا تفرَّقْنا معنى ذلك أنّ هناك أهْواء، ومصالِح !
 طيِّب لو قُلْتُ: سأسير مِن هذا المسْجِد إلى خطِّ المُهاجِرين على الطريق الفلاني بالسُّرْعة الفلانيَّة، فَكُلّ مَن سار على هذا الخطّ وبِهذه السُّرْعة، فيَجِبُ أن يلتقي معي مائة بالمائة، فَلِقاء المؤمنين إن كان هَدَفُهم واحِدًا، وطريقهم واحِدًا، ووسيلتهم واحِدَة، فاللِّقاء حَتْمي، لذا الخُصومات أساسُها أنَّ واحِدًا يُعْلِنُ أنَّهُ على حق وهو ليس كذلك والثاني على الحق، فالاخْتِلاف هو الذي فرَّق المسلمين، قال تعالى:

 

﴿ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ الْبَاطِلُ وَأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ (30)﴾

 

[ سورة لقمان ]

 هو الحق خالِقًا، وهو الحق ربًّا، وهو الحق إلهًا، وهو الحقّ مَوْجودًا وكامِلاً، وشَرْعُهُ هو الحق، ومَنْهَجُهُ هو الحق، وسنَّة نبيِّه هو الحق، قال تعالى:

 

﴿وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ الْبَاطِلُ وَأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ (30)﴾

 

[ سورة لقمان ]

 لذلك قال عليه الصلاة والسلام:

((طوبى لِمَن وسِعَتْهُ السنَّة ولم تسْتهوِهِ البِدعة.))

 قال تعالى:

﴿وَأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ (30)﴾

[ سورة لقمان ]

 هناك آية قرآنِيَّة تُفيدنا في هذا المعنى، وهي قوله تعالى:

 

﴿وَمِنْ النَّاسِ مَنْ يَتَّخِذُ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَندَادًا يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّهِ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لِلَّهِ وَلَوْ يَرَى الَّذِينَ ظَلَمُوا إِذْ يَرَوْنَ الْعَذَابَ أَنَّ الْقُوَّةَ لِلَّهِ جَمِيعًا وَأَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعَذَابِ(165)﴾

 

[ سورة البقرة ]

 القوَّة مُطْلقة، فقُوَّة الجمال لله تعالى، فقد يسْتَهْويهِ أحْيانًا الإنسان الجمال ! فيَتْرُكُ الصلاة ويلْتَحِق بامرأة، ولكنَّه لو عرف شيئًا مِن جمال الله عز وجل لقال كما قال العارِفُ بالله تعالى:

 

فلو شاهَدَتْ عَيْناكَ مِن حُسْنِنَا  الذي رأَوْهُ لما ولَّيْتَ عنَّا لِغَيْرِنَا
ولو سَمِعَت أذناك حُسْن خِطابنا  لَخَلَعْتَ عنك ثِياب العُجْب وجئتنا
ولو ذُقْتَ مِن طعْم المحبَّة ذرَّةً  عذَرْتَ الذي أضْحى قتيلاً بِحُبِّنـا
ولو نسَمَتْ لك مِن قُرْبِنا نسْمَةٌ  لَمُتَّ غريبًا واشْتِياقًا لِقُرْبِنــــا
فما حُبُّنا سَهْل وكلّ من ادَّعى  سهولته قلنا له قد جَهِلْتنـــــا
***

 العِزُّ عند الله، والمكانة عنده تعالى، والغِنى عنده سبحانه، والله هو صاحِب الشَّأن، وهو الذي يُعطي السَّلام والطمأنينة، قال تعالى:

 

 

﴿فَأَيُّ الْفَرِيقَيْنِ أَحَقُّ بِالْأَمْنِ إِنْ كُنتُمْ تَعْلَمُونَ(81)﴾

 

[ سورة الأنعام ]

 أحْيانًا الشَّخْص القويّ تقول عنه: هذا يلْزمني وتأخذ رقْم هاتِفِه، والله عز وجل يُؤَدِّبُهُ تأديبًا شديدًا فيتخلَّى عنه، أو في أضْيَقِ الحالات لا يسْتجيب له، أما الذي يَعْتَمِدُ على الله عز وجل فما مِن مخلوق يعْتَصِمُ بي مِن دون خلْقي أعْرف ذلك مِن نِيَّتِهِ فتكيدهُ أهل السماوات والأرض إلا جَعَلْتُ له من بين ذلك مَخْرَجًا، وما مِن مخلوق يعْتَصِمُ بِمَخلوق دوني أعرف ذلك من نيَّتِهِ إلا جَعَلْتُ الأرض هَوِيًّا تحت قدَمَيْه وقطَّعْتُ أسباب السماء بين يَدَيْه، ذلك لأنَّ الله هو الحق !
 عندنا بالكَون نَظَرِيَّة فلْسَفِيَّة اسْمُها الاثْنَيْنِيَّة، فالكون اثنان ! كيف ؟! هناك حق وهناك باطل، وخير وشرّ، واسْتِقامة وانْحِراف، إخلاص وخِيانة، وإحْسان وإساءة، إنْصاف وظُلْم، ويجب أن تعْتَقِدوا أنَّكم إن لم تكونوا على أحد الخطَّيْن فأنت على الآخر حَتْمًا، فإن لم تكن على الحق فأنت على الباطل، وإن لم تكن مستقيمًا فأنت مُنْحرِف، وإن لم تَكن مُحْسِنًا فأنت مُسيء، وإن لم تَكُن مُنْصِفًا فأنت ظالم، هذا هو معنى الآية، قال تعالى:

 

﴿ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ الْبَاطِلُ وَأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ (30)﴾

 

[ سورة لقمان ]

 فأيَّةُ نظَرِيَّةٍ تتناقض مع القرآن الكريم فَهِي باطِلة، ومعنى باطِلة أيْ زائِلَة فالجدار إن بنيْتَهُ بالشاقول فهذا مصيرُهُ السُّقوط، وإن كان بالشاقول فهذا مصيره البقاء، فَكُلّ بناء باطِل ينْهار، قال تعالى:

 

﴿ أَفَمَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَى تَقْوَى مِنْ اللَّهِ وَرِضْوَانٍ خَيْرٌ أَمْ مَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَى شَفَا جُرُفٍ هَارٍ فَانْهَارَ بِهِ فِي نَارِ جَهَنَّمَ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ(109)﴾

 

[ سورة التوبة ]

 عَمَلُكَ مِن بُنْيانك، وزواجُكَ مِن بنْيانك، وأولادك مِن بُنْيانك واخْتِيار أصْهار مِن بُنْيانَك، وعملكَ مِن بُنْيانَك، وقضاء وقْت فراغك من بنيانك، فَمَن بنى عمله على الرِّبا، وعلى تأجير أفلام مُنْحطَّة ‍! وبنى حِرْفته على الكذب والغشّ والخداع، وبنى بيْته على المعْصِيَة فهذا أسَّس بُنيانه على شفى جرف هار، ويُمْكن أن يتفاجأ أنّ زوْجته قد خانَتْهُ مع هذا الشَّخْص، وكلّ إنسان يتحرَّك حركَةً خِلاف منْهج الله يَدْفَعُ الثَّمَن باهِظًا، والله أيُّها الإخوة، أوَّل خُطبة خطبْتُها سنة الأربع والسَّبعون وأذْكر أنَّ شَخْصًا زارني، وبدأ يبْطي وقال: إنَّ زوْجتي تَخونني منذ خمس سنوات وأنا لا أدْري !! فقلْتُ له مَعَ مَن ؟ فقال لي: مع الجار ! فقلْتُ له كيف عرفها ؟ فقال لي: مرَّةً زارني بالبيت، فقلتُ لها تعالَي إنّ هذا مِثل أخوك !! فلمَّا الإنسان يُخالف منْهج الله يدْفع الثَّمن باهِظًا فهذا أحد سائِقي التاكسي اسْتَوْقفَتْهُ امرأة فقال لها: إلى أيْن ؟ فقالتْ له: لي أين ما تريد ! فَفَهِمَ، واعْتَبَر هذا مَغْنمًا وفُرْصَةً لا تُعَوَّض، وبعدما قضى حاجته أعْطَتْهُ فوق ذلك ظرْفَين الأوّل فيه خمْسة آلاف دولار ! والآخر في رسالة تقول: مرحبًا بِكَ إلى عالم الإيدْز، والخمسة آلاف كانت مُزَوَّرة فَوُضِعَ بالسِّجْن !! لو كان مؤمنًا لركلَها بِقَدَمِه، يا بُنَيّ العِلْم خير مِن المال ؛ لأنَّ العِلم يحْرسُكَ، وأنت تحرس المال، والعِلم يزْكو على الإنفاق، والمال يتلف.
 أيها الإخوة، صَعْب على المؤمن المستقيم يقع بِوَرْطَة !! فقد يدخل الإنسان إلى بيْتٍ فيه امرأة واحِدَة، فإذا بِها تصرخ وتدّعي أنَّه أراد أن يفْعل بها ! أما المؤمن لا يمْكِن أن يدخل بيْتًا فيه امرأة لِوَحْدِها ! والمؤمن لا يضَعُ نفسَهُ مَوْضِع التُّهْمة، وهذا خلاف السنَّة، فقد روى البخاري:

 

(( أَنَّ صَفِيَّةَ بِنْتَ حُيَيٍّ زَوْجَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَخْبَرَتْهُ أَنَّهَا جَاءَتْ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَزُورُهُ وَهُوَ مُعْتَكِفٌ فِي الْمَسْجِدِ فِي الْعَشْرِ الْغَوَابِرِ مِنْ رَمَضَانَ فَتَحَدَّثَتْ عِنْدَهُ سَاعَةً مِنَ الْعِشَاءِ ثُمَّ قَامَتْ تَنْقَلِبُ فَقَامَ مَعَهَا النَّبِيُّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقْلِبُهَا حَتَّى إِذَا بَلَغَتْ بَابَ الْمَسْجِدِ الَّذِي عِنْدَ مَسْكَنِ أُمِّ سَلَمَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَرَّ بِهِمَا رَجُلَانِ مِنَ الْأَنْصَارِ فَسَلَّمَا عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثُمَّ نَفَذَا فَقَالَ لَهُمَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى رِسْلِكُمَا إِنَّمَا هِيَ صَفِيَّةُ بِنْتُ حُيَيٍّ قَالَا سُبْحَانَ اللَّهِ يَا رَسُولَ اللَّهِ وَكَبُرَ عَلَيْهِمَا مَا قَالَ إِنَّ الشَّيْطَانَ يَجْرِي مِنِ ابْنِ آدَمَ مَبْلَغَ الدَّمِ وَإِنِّي خَشِيتُ أَنْ يَقْذِفَ فِي قُلُوبِكُمَا))

 

[ رواه البخاري ]

 البيان يطْرد الشَّيْطان وإذا سافر الإنسان بلَّغ الجيران وأنَّه كلَّف ابن أخته أن يأتي للبيْت كي لا يتَّهِمك الناس في عِرْضِك، والشَّراكة بالعَقد مرَّةً سأل مُعاوِية سيِّدنا عمرو بن العاص وكان مِن دُهاة العرَب: فقال له: يا عمرو ما بلَغَ مِن دهائِكَ ؟ فقال: والله ما دَخَلْتُ مدخلاً إلا أحْسَنْتُ الخُروج منه! فقال له: لسْتَ بِداهِيَة ! أما أنا يا عمرو: ما دَخَلْتُ مدخلاً أحْتاج أن أخرج منه إلا أحْسنت الخروج منه ! فأنت إذا انْضبطت، وكانت أمورك وِفْق القانون الشرعي ووِفق البيان، فإنَّك تتجنَّب الشرّ، فأذْكر أنَّ مرةًّ كنت عند صديق في دُكانِهِ، وجاءه زائِرٌ من حلب، وأثناء الجلسة دخلتْ امرأة فرحَّب بها أشَدّ التَّرْحيب فرأيْتُ في هذا الزائِر انْزِعاجًا، فقلتُ له: هذه أُخْتُهُ ! وفِعلاً كانت أخْتُهُ ولكنَّ صاحِب المحل لم يُخْبِرْنا بِهذا إلا بعد خروجها من المحلّ ! فالإنسان إذا بيَّن ارْتاح، قال تعالى:

 

﴿ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ الْبَاطِلُ وَأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ (30)﴾

 

[ سورة لقمان ]

تحميل النص

إخفاء الصور