وضع داكن
29-03-2024
Logo
الدرس : 3 - سورة السجدة - تفسير الآية 18 المؤمن والفاسق والفرق بينهما.
   
 
 
 بسـم اللـه الرحمـن الرحيـم  
 

 الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيّدنا محمد الصادق الوعد الأمين، اللهم لا علم لنا إلا ما علَّمْتنا إنك أنت العليم الحكيم، اللهم علِّمنا ما ينْفعنا وانْفعنا بِما علَّمتنا وزِدْنا عِلما، وأَرِنا الحق حقاً وارْزقنا اتِّباعه وأرِنا الباطل باطِلاً وارزُقنا اجْتنابه، واجْعلنا ممن يسْتمعون القول فَيَتَّبِعون أحْسنه وأدْخِلنا برحْمتك في عبادك الصالحين.
 أيها الإخوة الكرام، الآية الثامنة عشرة من سورة السجدة وهي قوله تعالى:

﴿أَفَمَنْ كَانَ مُؤْمِناً كَمَنْ كَانَ فَاسِقاً لَا يَسْتَوُونَ (18)﴾

[ سورة السّجدة ]

 أيُّها المؤمن ؛ اُنظُر إلى حال المؤمن، انظُر إلى صدقه و إلى عفافه و أمانته وانظُر إلى وفائه بوعده وإلى تواضعه و إلى إنصافه وإلى تربية أولاده و انظُر إلى نورانية وجهه وانظُر إلى بيته وإلى تجارته، تجد بَوْنًا شاسعًا بينه وبين الكافر الذي يخلف وعده و يظلم ويتكبَّر و يكذب ويخون و يعتدي على أموال الناس و على أعراضهم، وتُسوِّل له نفسه كلَّ شيء، قال تعالى:

 

﴿أَفَمَنْ كَانَ مُؤْمِناً كَمَنْ كَانَ فَاسِقاً لَا يَسْتَوُونَ (18)﴾

 

[ سورة السّجدة ]

 ما دُمنا في هذا الموضوع فهناك آيات كثيرة تشير إلى هذا الحقيقة، قال تعالى:

 

﴿ أَرَأَيْتَ الَّذِي يَنْهَى(9) عَبْدًا إِذَا صَلَّى (10)﴾

 

[ سورة العلق ]

 اُنظُر إلى الذي ينهى العبد إذا صلى، اُنظُر إلى بيته وإلى تربية أولاده و إلى صدقه و استقامته، وثَمَّةَ معنًى دقيقًا، وهو أنَّ الذي ينهى عبدًا إذا صلى و ترى دناءته وخِسّته و ترى إخلافَه لوعده و ترى أكاذيبه وترى نفاقه، هذا أحقر مِن أن تناقشه، و حينما تُصغي إليه و تناقشه تحترمه وهو أقلُّ مِن ذلك، لذلك فعل الإنسان السَّيِّء يُلغي فكره.

 

﴿أَفَمَنْ كَانَ مُؤْمِناً كَمَنْ كَانَ فَاسِقاً لَا يَسْتَوُونَ (18)﴾

 

[ سورة السّجدة ]

 قال تعالى:

 

﴿أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ اجْتَرَحُوا السَّيِّئَاتِ أَنْ نَجْعَلَهُمْ كَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَوَاءً مَحْيَاهُمْ وَمَمَاتُهُمْ سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ(21)﴾

 

[ سورة الجاثية ]

 أيُّها الإخوة، أريد أن أُطمئِنكم، أنَّ الذي يخشى الله ويستقيم على أمره و يرجو رحمته و يخشى عذابه ويسعى لمرضاته و يتقرَّب إليه و يتحرَّى الحلال في دخله و سعى في إنفاقه، أنْ يُعامل هذا الإنسان الشريف المؤمن الطائع المستقيم مُعاملةَ الفاسق الفاجر، واللهِ هذه المقولة تتناقض مع وجود الله، حدَّثني مرَّة أخٌ طبيب زارنا في المسجد أنَّه تخرَّج على يده خمسون جيلاً مِن الأطبَّاء، ثم جاءتْه امرأة يومًا معها سرطان الثدي، قال: غضبتُ أشدَّ الغضب مِن زوجها إيَّاها على إهماله إيَّاها، قلتُ له على انفراد: أنتَ مجرم في حقِّها، قال: و لِمَ ؟ قلتُ: هذا السرطان في بدايته معالجته سهلةٌ جدًّا، هناك استئصال و معالجة كيميائية، أمَّا أن تترك الزوجة إلى أن وصل الأمر إلى مشارف الموت، فأنت في حق امرأتك مجرم، فقال لي هذا الزوج: لكن نحن عند فلان منذ عام أو أكثر و ما قال لنا إنَّه سرطان ثدي، فهمس في أُذني قائلاً: يا أستاذ إنَّ الطالب في الصف الأوَّل يعف أنَّ هذا سرطان، لكن أراد هذا الإنسان غير المؤمن و غير المنضبط أن يبتزَّ هذا المريض، إلى أن تفاقم الأمر فصار الأمر إلى الموت، يقول لي هذا الطبيب: حينما علم هذا الزوج أنَّ الطبيب الأول قد ابتزَّ ماله ولم يخبرهم بالحقيقة في الوقت المناسب وقع على الأرض واضطربت أعضاءه وقال: يا ربِّ إذا كنتَ موجودا فانتقم منه، ثم انصرف و بعد أسبوع تُوفِيتْ امرأتُه، والقضية نسيها الطبيب، ثمَّ أخبرني الطبيب أنَّه جاءه شابٌ بعد أحد عشر شهرًا مُنهارًا فجلس على المقعد الذي جلس عليه الزوج قبل أحد عشر شهرًا، فسأله الطبيب ؛ ما الأمر ؟ فقال له: أنا زميلك الطبيب الفلاني عندي سرطان في الصدر، يقسم بالله العظيم أنَّ خبرة هذا الطبيب أكثر من سبعين سنة، و الورم عمره أحد عشر شهرًا، ففي الوقت الذي وقع فيه الزوج على الأرض و يقول: يا ربِّ إن كنتَ موجودًا فانتقم منه، مات الطبيب بعد أشهر !
 فيا أيُّها الإخوة، والله إنِّي أُرَدِّد هذه الآية آلاف المرات، ولا أرْتَوي منها، قال تعالى:

 

﴿أَفَمَنْ كَانَ مُؤْمِناً كَمَنْ كَانَ فَاسِقاً لَا يَسْتَوُونَ (18)﴾

 

[ سورة السّجدة ]

 المؤمن صادق، وناصِح، ومنْصِف، ووقّاف عند حُدود، والمؤمن لا يظْلم ولا يغشّ، ومُتواضِع أقول لكم: هذه الحقيقة ؛ أنْ يُعامِل الله المؤمن كالفاسق، أو أن يُعامِل الفاسِق كالمؤمن، إن في الحياة الدنيا وإن في الآخرة، فهذا يتناقض لا مع عدالة الله بل وُجود الله ! فما دام الله مَوْجودًا فلن يُعامِل المؤمن كالفاسق، قال تعالى:

 

﴿ أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ اجْتَرَحُوا السَّيِّئَاتِ أَنْ نَجْعَلَهُمْ كَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَوَاءً مَحْيَاهُمْ وَمَمَاتُهُمْ سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ(21)﴾

 

[ سورة الجاثية ]

 وقال تعالى:

 

﴿أَفَنَجْعَلُ الْمُسْلِمِينَ كَالْمُجْرِمِينَ(35) ﴾

 

[ سورة القلم ]

 أين عَقْلُكم ؟ مسْلمٌ عقيدتُهُ صحيحة، ويُصَلِّي ويصوم، ويخاف الله، وأمين وعفيف، ويُرَبِّي أولاده ؛ هذا مُسْلم، أفيُعامَل كالمُجْرِم ؟! لا.
 آية رابعة، قال تعالى:

 

﴿أَفَمَنْ وَعَدْنَاهُ وَعْدًا حَسَنًا فَهُوَ لَاقِيهِ كَمَنْ مَتَّعْنَاهُ مَتَاعَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ثُمَّ هُوَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِنْ الْمُحْضَرِينَ(61)﴾

 

[ سورة القصص ]

 ضَرَبْتُ مثلاً فقلْتُ: لو أنَّ إنسانًا معاشُه ألف وثمان مائة فقط ! وله ثمانِيَة أولاد، وبيْتُهُ بالأُجْرة، وعليه دَعْوَة أخلاق، وله عمّ عقيم ويمْلكِ خمسمائة مليون، ماتَ بِحَادِث فجْأةً، فهذه الثَّرْوَة لِمَن ؟؟ لِهذا الفقير، إلا أنَّه لم يتمكَّن مِن قبْض هذا المبْلغ إلا بعد سنة ؛ براءات ذِمَّة ومُعاملات، وترِكات...فلِماذا هذا الفقير المُعْدَم، الذي لا يمْلِكُ قوتَ يَوْمِهِ، يدْخُل في سعادةٍ لا توصَف ؟! فما غيَّر بيْتَهُ، وما اشْترى مرْكَبَةً، وما غيَّر ملابِسَهُ، فَلِمَ الفرَح ؟! لأنَّهُ دخَلَ بالوَعْد، قال تعالى:

 

﴿أَفَمَنْ وَعَدْنَاهُ وَعْدًا حَسَنًا فَهُوَ لَاقِيهِ كَمَنْ مَتَّعْنَاهُ مَتَاعَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ثُمَّ هُوَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِنْ الْمُحْضَرِينَ(61)﴾

 

[ سورة القصص ]

 قال تعالى:

 

﴿وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنْ اللَّهِ فَاسْتَبْشِرُوا بِبَيْعِكُمْ الَّذِي بَايَعْتُمْ بِهِ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ(111)﴾

 

[ سورة التوبة ]

 واللهِ لزوال الكون أهْوَنُ على الله ممَّن لا يَفِي بِوَعْدِهِ للمؤمن، فالله قال لك: أنت مِن أهل الجنَّة إن فعلْتَ كذا وكذا، ولِذا هذا الوَعْد يمْتصُّ كلّ مُشْكِلَة، فالمؤمن يُعاني مِن ضيق اليد، والمرض أحْيانًا، وذاك زوْجته ليسَتْ على ما يُرام، أولاده مُتَشَرِّدون، مُشْكِلات كثيرة، فهذه المُشْكِلات تَمْتَصُّها عقيدة المؤمن الذي وَعَدَهُ الله بالجنَّة، قال تعالى:

﴿أَفَمَنْ وَعَدْنَاهُ وَعْدًا حَسَنًا فَهُوَ لَاقِيهِ كَمَنْ مَتَّعْنَاهُ مَتَاعَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ثُمَّ هُوَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِنْ الْمُحْضَرِينَ(61)﴾

[ سورة القصص ]

 يقول الله عز وجل:

 

﴿ وَمَا أُوتِيتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَمَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَزِينَتُهَا وَمَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ وَأَبْقَى أَفَلَا تَعْقِلُونَ(60)﴾

 

[ سورة القصص ]

 لو معَكَ ألف مليون فهذا مِنْ شيءٍ ! فالآية الأولى

 

﴿أَفَمَنْ كَانَ مُؤْمِناً كَمَنْ كَانَ فَاسِقاً لَا يَسْتَوُونَ (18)﴾

 

[ سورة السّجدة ]

 والآية الثانية:

 

﴿ أَفَنَجْعَلُ الْمُسْلِمِينَ كَالْمُجْرِمِينَ(35) ﴾

 

[ سورة القلم ]

 والآية الثالثة:

 

﴿أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ اجْتَرَحُوا السَّيِّئَاتِ أَنْ نَجْعَلَهُمْ كَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَوَاءً مَحْيَاهُمْ وَمَمَاتُهُمْ سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ(21)﴾

 

[ سورة الجاثية ]

 والآية الرابِعَة:

 

﴿أَفَمَنْ وَعَدْنَاهُ وَعْدًا حَسَنًا فَهُوَ لَاقِيهِ كَمَنْ مَتَّعْنَاهُ مَتَاعَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ثُمَّ هُوَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِنْ الْمُحْضَرِينَ(61)﴾

 

[ سورة القصص ]

 لذلك أيُّها الإخوة، إذا كنتَ مُسْتقيمًا على أمْر الله فما عليك إلا أن تتفاءَل، وتسْتَبْشِر واعْتَقِد أنَّ المستقبل لك، وهو لِصالِحِكَ لأنَّ الله تعالى يقول:

 

﴿وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ(128)﴾

 

[ سورة الأعراف ]

 فالأُمور تَدور، يصْعَدُ أُناسٌ ويهْبِطُ أُناس، ويتَّسِعُ الأمْر ويضيق الأمْر ولا تسْتَقِرُّ الحياة إلا على إكرام المؤمن.
 لو قرأتَ تاريخ النبي عليه الصلاة والسلام مع أصْحابِهِ الكِرام، ومع كُفَّار قريش ؛ ثلاثة وعشرون سنة مِن المُضايقات، والإخراج والهُجوم أين هؤلاء الكفار الآن ؟ وأين أصحاب النبي عليه الصلاة والسلام ؟ قال تعالى:

 

﴿النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوًّا وَعَشِيًّا وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ(46)﴾

 

[ سورة غافر ]

 مضى على آل فرعون ستَّة آلاف سنة ! فالإنسان إذا تمتَّع بالحياة تمَتُّعًا طارِئًا، ليس معنى هذا أنَّهُ ذكِيّ أو فَطِن ! فالله عز وجل كبير الموضوع الذي يُذاع اليوم في الإذاعات؛ جُنون البقر ! أنا قرأتُ مقالة في جريدة خليجِيَّة قبل عامَيْن ؛ الخبَر لا يُصَدَّق، فقد تمَّ إعْدامُ عشرين مليون رأس غنَم مِن أجل الحِفاظ على السِّعْر المُرْتَفع ! فهؤلاء الوُحوش ؛ كَم هناك مِن الشُّعوب التي تموت بالجوع ؟ عشرين مليون رأس غنَم يَتِمُّ إعْدامُها في أسْتراليا، حينما يفْعَل الكافر هذا يضْطرُّه الله تعالى إلى إعْدام، وهذا الإعْدام كان خسارة إحْدى عشرة مليون بقرة، وخسارتهم ثلاثة وثلاثون مليار جُنَيْه إسْترليني !! هذه مِن آيات الله تعالى الدالة على عَظَمَتِهِ.
 الشيء الآخر أنَّ الله مُصَمِّم البقرة نَباتي، فَكُلّ حيَوان نُطْعِمُهُ هو في أصْله نباتي، فَهُؤلاء أطْعموا البقر: الدَّم النَّجِس، والأمعاء والجُلود تُرْحل وتوضَع في صيغة مأكولات للبقر، مُدَّعِين بِهذا أنَّ فيها مواد بروتينيَّة، فحينما نُغَيِّر خلق الله ندْفَعُ الثَّمن، فإلغاء الشَّرْع وإعْمال العقْل دفَعَهم إلى هذه الخَسارة، والأمْر الآخر أنَّ البقَر مُذَلَّل، فالله يخرق هذه القاعِدَة بِمَرض جُنون البقر، وهذا مرض قديم وليس جديدًا فالبقرة إذا جُنَّتْ كان لِزامًا على صاحِبِها أن يطلق عليها النار وإلا قتَلَتْ الناس !
أيها الإخوة، إنّ الأخبار التي نسْمَعُها اليوم يُمْكِنُ أن تُوَجِّهها توجيهًا تَوْحيدِيًّا، فالله مَوْجود، وهذه الأُمم الظالمة التي تَكيد للشُّعوب ستُعَذَّب في الدنيا، ففي أمريكا كل عشْرة ثواني يموت إنسان بالإيدْز وجامعات ومُؤسَّسات ومخابِر مَكْتوفة الأيدي أمام هذا الفيروس الذي لا يُرى بالعَين.
 أيها الإخوة، الآيات مُسْتمرَّة والله يُظْهرها إلى يوم القيامة، والآيات لا تنقَطِع، وموضوع الدرس اليوم مُوازنة، فالآية الأولى:

 

﴿أَفَمَنْ كَانَ مُؤْمِناً كَمَنْ كَانَ فَاسِقاً لَا يَسْتَوُونَ (18)﴾

 

[ سورة السّجدة ]

 والآية الثانية:

 

﴿ أَفَنَجْعَلُ الْمُسْلِمِينَ كَالْمُجْرِمِينَ(35) ﴾

 

[ سورة القلم ]

 والآية الثالثة:

 

﴿أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ اجْتَرَحُوا السَّيِّئَاتِ أَنْ نَجْعَلَهُمْ كَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَوَاءً مَحْيَاهُمْ وَمَمَاتُهُمْ سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ(21)﴾

 

[ سورة الجاثية ]

 والآية الرابِعَة:

 

﴿أَفَمَنْ وَعَدْنَاهُ وَعْدًا حَسَنًا فَهُوَ لَاقِيهِ كَمَنْ مَتَّعْنَاهُ مَتَاعَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ثُمَّ هُوَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِنْ الْمُحْضَرِينَ(61)﴾

 

[ سورة القصص ]

تحميل النص

إخفاء الصور