وضع داكن
29-03-2024
Logo
الدرس : 3 - سورة الأحزاب - تفسير الآيات22-24 كل إنسان ممتحن.
   
 
 
 بسـم اللـه الرحمـن الرحيـم  
 

 الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيّدنا محمد الصادق الوعد الأمين، اللهم لا علم لنا إلا ما علَّمْتنا إنك أنت العليم الحكيم اللهم علِّمنا ما ينْفعنا وانْفعنا بِما علَّمتنا وزِدْنا عِلما، وأَرِنا الحق حقاً وارْزقنا اتِّباعه وأرِنا الباطل باطِلاً وارزُقنا اجْتنابه، واجْعلنا ممن يسْتمعون القول فَيَتَّبِعون أحْسنه وأدْخِلنا برحْمتك في عبادك الصالحين.
 أيُّها الإخوة الكرام، الآية الثانية والعشرون من سورة الأحزاب والتي تليها وهي قوله تعالى:

﴿وَلَمَّا رَأَى الْمُؤْمِنُونَ الْأَحْزَابَ قَالُوا هَذَا مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَصَدَقَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَمَا زَادَهُمْ إِلَّا إِيمَاناً وَتَسْلِيماً (22)﴾

[ سورة الأحزاب ]

 الحقيقة أنَّ الإنسان لمَّا يصطلح مع الله، ويتوب إليه ويعاهده على الطاعة والعمل الصالح ؛ قد ينتبه أنَّه يعاهد الله خالق الكون، الذي بيده كلُّ شيء، فالمؤمن الكامل هو الذي إذا عاهد الله على التوبة وعلى الاستقامة والعمل الصالح لا يغيِّر و، لا يبدِّل، ومن علامات رسوخ الإيمان في المؤمن الصادق أنَّه لا يبدِّل ولا يغيِّر، أمَّا هذا الإنسان الذي نسمِّيه بالتعبير العامي " السُّوَيْعَاتي " إن أصابَهُ خير اطْمأنَّ به، وإن أصابَتْهُ فِتْنة انْقلب على لا وَجْهه، فهذا الإنسان المُتَقَّلِب والمُتَحَيِّر في النَّعْماء ينطلق إلى الله، وفي الضَّراء ينْكمش، وفي الخير يُحِبّ وفي الابْتِلاء يُشَكِّك، فهذا النَّموذج نموذَجٌ الإيمان، ونموذَجٌ فيه نِفاق، وإيمانهُ لا يكفي لِنَجاتِهِ مِن عذاب الدنيا والآخرة، دائِمًا قالوا: وبِضِدِّها تتميَّز الأشياء !! ماذا قال بعضهم ؟ قالوا كما قص الله علينا في كتابه:

 

﴿ وَإِذْ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ إِلَّا غُرُورًا(12)﴾

 

[سورة الأحزاب]

 أيَعِدُنا صاحِبكم أن تُفْتَح علينا بلاد قيْصَر وكِسْرى، وأحَدُنا لا يأمَنُ أن يقْضِيَ حاجتَهُ ! والبعض الآخر قال عنهم تعالى:

 

﴿مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلاً (23)﴾

 

[ سورة الأحزاب ]

 ما الصِّدْق أيُّها الإخوة ؟ في الحقيقة قد تقول قوْلاً يُطابِق الواقِع فأنت بهذا صادِق، وقد تقول قَولاً لا يُطابِق الواقِع، فالقائل يكون كاذِبًا، هذا الصِّدْق نوع مِن أنواع الصِّدق أما الصِّدْق الأخْطر والأهمّ أن يأتي فِعْلُكَ مُطابقا لِقَولك، وأن يأتي قولُكَ مُطابِقًا للواقِع ؛ هذا صِدْق مُتعارَفٌ عليه، وفلان يكذب ويصْدق، أما إذا قلنا فلانٌ مع الله تعالى صادِق ؛ فهذا معنى آخر غير المعنى المألوف، فقولنا مع الله تعالى صادِق، أيْ أنَّ أفْعالَهُ تُقَيِّدُ أقواله، إذا أحبَّ الله، وقال: إنِّي أُحِبّ الله فإنَّ فِعْله يأتي مُطابِقًا لِقَوْلهِ، وأحْيانًا الإسْمَنت، كُلّ طَبْخة يمْتَحِنون مُقاومَتَها ويَصُبُّونها مُكَعَّبات، وهناك جِهاز يُمْسَكُ مِن أعْلاه، ومِن أسْفلهِ مُعَلَّق عليه كفَّة ميزان، ويضَعون الأثْقال، فَكُل طَبْخة لها مُقاومة، وكلُّكم يعْلم أنّ الشيء أحْيانًا يُقاوِمُ قِوى الضَّغْط، والشيء نفْسُه يُقاوِم قِوى الشَّد، فالإسْمَنْت كَمُقاومة الضَّغط عالي جدًّا، ويتحمَّل السَّنتمتر المربَّع خمسمائة كيلو، أما كَمُقاوَمة قِوى الشَّدة على خمسة كيلو ينقطع، فلا بد مِن حديد، وكذا كلّ مؤمن له مُقاوَمة، وعلى نوع مِن الشَّدائد تجد ظنَّه تغيَّر بالله وظنَّ بالله السوء! فأوَّل نموذج قالوا: ما وعدنا الله ورسوله إلا غُرورًا، أما النَّموذج الثاني فقد قال تعالى:

 

﴿مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلاً (23)﴾

 

[ سورة الأحزاب ]

 فالمؤمن لا بدّ مِن أن يمُرَّ بِشِدَّة، وهذه الشِّدَّة تَكْشِفُ حقيقة إيمانِهِ ومُسْتوى صِدْقِهِ، وتَكْشف مُسْتوى تَوْحيدِهِ، مُستوى صَبْرِهِ ومحبَّتِهِ والمُصيبة مِحَكُّ الرِّجال، فربُّنا عز وجل قال:

 

﴿هُنَالِكَ ابْتُلِيَ الْمُؤْمِنُونَ وَزُلْزِلُوا زِلْزَالاً شَدِيداً (11)﴾

 

[ سورة الأحزاب ]

 فنحن علاقتنا بِهذه الآيات ؛ يا تُرى ما دام دَخْلي كافٍيا وزوْجَتي أمامي وأولادي تحت سَمْعي وبصري، فما دُمْتُ هكذا أُحِبُّ الله ورسوله ولكن لو فرضْنا أنَّ حدثًا ألمّ بِكَ؛ صفْقة خاسِرة، أو خسارة مالِيَّة، أو انْعِدام الدَّخْل، مشكلة بالعمل أو البيت أو الأهل، فيا ترى هل يُغَيِّر أو يُبَدِّل ؟‍! نحن الآن دَخَلنا بِمَوضوع الرِّضا بِمَكروه القضاء أرْفَعُ درجات اليقين، وهذه القِصَّة ما ذُكِرَت إلا لِنَسْتنبِطَ منها فأنت دائِمًا في امْتِحان قال تعالى:

 

﴿إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ وَإِنْ كُنَّا لَمُبْتَلِينَ(30)﴾

 

[ سورة المؤمنون ]

 وقال تعالى:

 

﴿ أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ(2)﴾

 

[ سورة العنكبوت ]

 فالامتحان مُسْتمرّ، والامتحان يكون في صِحَّة الإنسان وفي ماله وأولاده وعملِه، وراحَتِهِ النَّفْسيَّة، فأنت ماذا تَفْعَل حينما تأتي الشِّدَّة ؟ هنا يظْهر إيمانك، لذا إن اشْترى الإنسان سَّيارة، وأراد أن يمْتَحِن قوَّة مُحَرِّكِها، فهو لا يمْتَحِنها في الطريق الهابِطَة، بل في الصُّعود، وكذا الامْتِحان بالرَّخاء لا يوجَد، فَمِن خصائص الامتحان أنَّهُ في الشِّدَّة فالإنسان حينما تأتي الشِّدَّة لِيُلاحِظ خواطِرَهُ ؛ هل أساء الظنّ بالله عز وجل ؟ وهل يُبَدِّل أو يُغَيِّر ؟ أو يَخْرِق بك الاسْتِقامة ؟ كان عليه الصلاة والسلام يقول: أوذِيتُ في الله وما أوذِي أَحَدٌ مِثلي، وخِفْتُ في الله، وما خاف أحَدٌ مِثلي، ومضى عليَّ ثلاثون يومًا لم يدخل جَوْفي إلا ما يُواريهِ إبْط بِلال ! فإذا جاء الليل صلَّى حتَّى تورَّمَت قدَماه، فَيُقال له: يا رسول الله: ألم يغفر الله لك ما تقدَّم مِن ذَنْبِكَ و ما تأخَّر؟ فيقول: أفلا أكون عَبْدًا شَكورًا جاعَ وخاف وأوذِيَ، فأحيانًا نحن إذا جاءَنا الأمْر على ما هو خِلاف عليه يسُبُّ الدِّين تَجِدُه مسلمٌا ! لأتْفه سبب يسبّ، ومِن علامات الساعة أنْ يُمْسي الإنسان مؤمنًا ويصْبح كافِرًا، ويصْبحُ كافِرًا ويمْسي مؤمنًا ؛ مِن أجْل حُطام الدُّنيا وزينتِها ! فهذه الآية دقيقة جدًا:

 

﴿مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلاً (23)﴾

 

[ سورة الأحزاب ]

 معنى ذلك أنَّك لن تكون كامِل الإيمان إلا إذا كان محبَّتُك لله وإخلاصك له، واسْتِقامتُكَ على أمْرِهِ، وأعْمالُكَ الصالحة هِي هِيَ في السَّراء والضَّراء، وفي إقبال الدنيا، وفي إدْبارِها، وفي الغِنى والفقْر و في الصحَّة والمرض، في رضاء الناس عنك وفي سخطهم عنك.

 

فليتك تحلو و الحيا ة مريرة  وليتك ترضى و الأنام غِضاب
وليت الذي بيني وبينك عامر  وبيني و بين العالمين خراب
إذا صحَّ منك الودُّ فالكل هيِّن  و كلُّ الذي فوق التراب تراب
***

 أيُها الإخوة الكرام، الحُزنُ خلاَّق، أحيانا تأتي المصيبة مؤلمةً والمؤمن يقول: يا ربِّ لك الحمد أنا راضٍ بقضاء الله و قدره، يا ربِّ أنا عبدك وابن عبدك وابن أمَتِك، ناصيتي بيدك ماضٍ فيَ حكمُك عدلٌ فيَ قضاؤك، أعوذ بنور وجهك الذي أشرقت له السماوات والأرض و صلح عليه أمر الدنيا والآخرة أنْ تنزل بي سخطك وأن تحلَّ عليَّ غضبك، أعوذ بك من فجاءة نقمتك وتحوُّل عافيتك و جميع سخطك، ولك العُتبَى حتَّى ترضى لكنَّ عافيتك أوسعُ لي، هذا دعاءٌ مهمٌّ جدًّا، يا ربِّ أنا راضٍ إلاَّ أن تكون غاضبا عليَّ، وما تخلو حياة الإنسان من مصيبة، والبطولة حينما تأتي المصيبة أن تصبر عند الصدمة الأُولى، فإن تصبر أو لا تصبر فلا بدَّ من أن تصبر، أمَّا متى يتألَّق الإنسان ؛ عند الصدمة الأولى، يا ربِّ لك الحمد وأنا راضٍ بقضائك.
 أيُّها الإخوة الكرام، صدِّقوني إنَّه لا ينجو مؤمن على وجه الأرض من يوم آدم إلى اليوم من امتحان، لقوله تعالى:

 

 

﴿أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُمْ مَثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِكُمْ مَسَّتْهُمْ الْبَأْسَاءُ وَالضَّرَّاءُ وَزُلْزِلُوا حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ مَتَى نَصْرُ اللَّهِ أَلَا إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ(21)﴾

 

[ سورة البقرة ]

 قال تعالى:

 

﴿ أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ(2)﴾

 

[ سورة العنكبوت ]

 فما علاقتنا بأصحاب رسول الله و قد زلزلوا، قال تعالى:

 

﴿هُنَالِكَ ابْتُلِيَ الْمُؤْمِنُونَ وَزُلْزِلُوا زِلْزَالاً شَدِيداً (11)﴾

 

[ سورة الأحزاب ]

 فمعنى ذلك أيها المؤمن أنَّك بعد مئات السنين و آلاف السنين لا بدَّ مِن أن تسلك الطريق نفسه لأنَّ سلعة الله غالية و لن يدخل الجنةَ أحدٌ إلا إذا دفع الثمن، ومن طلب الجنة بغير عمل فقد وقع في ذنب من الذنوب، فعندك نموذجان، الأول:

 

﴿وَإِذْ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ إِلَّا غُرُورًا(12)﴾

 

[سورة الأحزاب]

 ما وعدنا الله و رسوله إلا غرورا هؤلاء الناس يقولون: أين الله عز وجل المسلمون مقهورون و معذَبون وفقراء يكيد الأعداء لهم الذين هم على كفرهم وإباحيتهم أقوياء أشدَّاء يتحكّ‍مون في العالم، هؤلاء ينشرون البلبلة و الزلزلة، ولو قرأ الواحد منهم القرآن الكريم مثل قوله تعالى:

﴿فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شَيْءٍ حَتَّى إِذَا فَرِحُوا بِمَا أُوتُوا أَخَذْنَاهُمْ بَغْتَةً فَإِذَا هُمْ مُبْلِسُونَ(44)﴾

[ سورة الأنعام ]

 فالقرآن الكريم إذا قرأته كلَّ يوم أعادك إلى الصواب وأعطاك تفسيرًا لكل ما يجري،

 

 فأنت مع القوي ومع العزيز وأنت مع المقتدر وأنت مع مَن بيده ملكوت كل شيء،قال تعالى:

﴿وَأَنْزَلَ الَّذِينَ ظَاهَرُوهُمْ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مِنْ صَيَاصِيهِمْ وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ فَرِيقاً تَقْتُلُونَ وَتَأْسِرُونَ فَرِيقاً (26)﴾

[ سورة الأحزاب ]

 أنزلهم من حصونهم، وقذف في قلوبهم الرعب، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِي اللَّه عَنْهم:

 

(( أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ بُعِثْتُ بِجَوَامِعِ الْكَلِمِ وَنُصِرْتُ بِالرُّعْبِ فَبَيْنَا أَنَا نَائِمٌ أُتِيتُ بِمَفَاتِيحِ خَزَائِنِ الْأَرْضِ فَوُضِعَتْ فِي يَدِي قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ وَقَدْ ذَهَبَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَنْتُمْ تَنْتَثِلُونَهَا ))

 

[رواه البخاري]

 و أمَّتُه حينما تركت سنَّتَه هُزِمت بالرعب مسيرة عام، وقذف في قلوبهم الرعب تقتلون و تأسرون فريقا.
 أيها الإخوة الكرام، قصة الأحزاب درس لا يُنسَى لكل مؤمن، و لابدَّ أن تُمتحَن و الصبر عند الصدمة الأولى، و أنت تعامل الله عز وجل فلا تُغيِّر و لا تُبدِّل، " أحد الصحابة أسلم فدخل مع النبي عليه الصلاة والسلام في غزوة، وانتهت الغزوة و قسَّم النبي عليه الصلاة والسلام الغنائم، فقال هذا الصحابي: أنا ما على هذا أسلمتُ، أسلمتُ على الذبح ! وعاهد الله أن يموت شهيدا، فكانت له الشهادة في المعركة الثانية فبلَّغوا النبي قصته فبكى النبي، قال: هو هو، قالوا: هو هو فصلَّى عليه و قال: اللهم إني أشهد أنَّ عبدك هذا قاتل في سبيلك فاغفر له وارحمه فهذا الصحابي أسلم على الذبح، و ليس على الغنائم ونسأل الله أن يلهمنا الصواب.

 

تحميل النص

إخفاء الصور